قلنا في كتابنا:
الصحيح من سيرة النبي «صلى الله عليه وآله»: إن أبا بكر حج بالناس في
سنة تسع بأمر رسول الله «صلى الله عليه وآله».
ثم بعث رسول الله «صلى الله عليه وآله» علياً «عليه
السلام» على أثر أبي بكر ليأخذ سورة براءة منه، ويقرأها هو على الناس،
فأدركه بالعرج في قول ابن سعد، أو في ضجنان([1])
كما قاله ابن عائذ. وكان علي «عليه السلام» على العضباء ناقة رسول الله
«صلى الله عليه وآله».
فزعموا:
أن أبا بكر لما رآه قال: أميراً أو مأموراً؟!
قال:
لا بل مأمور. ثم مضيا([2]).
وحسب نص آخر:
بعث أبا بكر على إقامة الحج سنة تسع، وبعث في أثره
علياً يقرأ على الناس سورة براءة.
فقيل:
لأن أولها نزل بعد أن خرج أبو بكر إلى الحج([3]).
وقيل:
بل لأن عادة العرب كانت أنه لا تحل العقود والعهود
ويعقدها إلا المطاع، أو رجل من أهل بيته، فلهذا بعث علياً «عليه
السلام» في أثره([4]).
وقيل:
أردفه به عوناً له ومساعداً، ولهذا قال له الصدِّيق: أأميراً أو
مأموراً؟!
قال:
بل مأموراً.
وقالوا:
وأما أعداء
الله الرافضة، فيقولون: عزله بعلي،
وليس هذا ببدع من بهتهم وافترائهم([5]).
وقيل:
كان في سورة براءة الثناء على الصدِّيق، فأحب أن يكون
على لسان غيره، قال في الهدى: لأن السورة نزلت بعد ذهاب أبي بكر إلى
الحج([6]).
ونقول:
لا بد من ملاحظة ما يلي:
([1])
العرج: قرية تبعد عن المدينة نحو ثمانية وسبعين ميلاً. وضجنان:
جبل يبعد عن مكة اثني عشر ميلاً.
([2])
راجع: سبل الهدى والرشاد ج12 ص73 و 74 والدرر لابن عبد البر
ص250 وإمتاع الأسماع ج14 ص322.
([3])
راجع: الدرر لابن عبد البر ص250 وإمتاع الأسماع ج14 ص321 و
322.
([4])
راجع: سبل الهدى والرشاد ج11 ص338 وج12 ص75 ودلائل الصدق ج2
ص245 و 246 عن الفضل بن روزبهان، والجامع لأحكام القرآن ج8 ص61
وبحار الأنوار ج30 ص319 عن الجبائي، والمغني للقاضي عبد الجبار
ج20 ص351 وتفسير الرازي ج15 ص218 والكشاف للزمخشري ج2 ص172
وتفسير البيضاوي ج1 ص405 وشرح التجريد للقوشجي ص372 وتفسير
القرآن العظيم ج2 ص345.
([5])
راجع: سبل الهدى والرشاد ج11 ص338.
([6])
راجع: سبل الهدى والرشاد ج12 ص75.
|