صفحة : 10-14   

خلاصات ضرورية:

ولتوضيح هذه القضية نحتاج إلى إيراد خلاصة جامعة لما جرى فيها، وهي كما يلي:

يظهر من النصوص المتوافرة لدينا: أنه «صلى الله عليه وآله» أمر أبا بكر أن يسير إلى مكة ليقيم للناس حجهم في سنة تسع، وليبلغ الناس عنه صدر سورة براءة، بالإضافة إلى قرارات أخرى يريد «صلى الله عليه وآله» أن يلزم الناس بمراعاتها.

ويستفاد من مجموع الروايات: أنه «صلى الله عليه وآله» كتب عشر آيات، أو ثلاثين أو أربعين آية من سورة براءة، وكتب أيضاً:

1 ـ أن لا يطوفنَّ بالبيت عريان.

2 ـ لا يجتمع المسلمون والمشركون.

3 ـ ومن كان بينه وبين رسول الله «صلى الله عليه وآله» عهد، فأجله إلى مدته، ومن لم يكن بينه وبينه عهد فأجله إلى أربعة أشهر.

4 ـ إن الله بريء من المشركين وَرَسُولُهُ.

5 ـ لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة (أو إلا من كان مسلماً).

6 ـ لا يقرب المسجد الحرام مشرك بعد عامه هذا.

7 ـ أن هذه أيام أكل وشرب.

8 ـ أن يرفع الخمس من قريش، وكنانة وخزاعة إلى عرفات([1]).

والخمس: هي أحكام كانوا قد قرروها لأنفسهم: هي ترك الوقوف بعرفات والإفاضة منها([2]).

فلما كان أبو بكر ببعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وإذا هو علي «عليه السلام»، فأخذ الكتاب من أبي بكر ومضى.

ويبدو أن الكتب كانت ثلاثة:

أحدها: ما أشير إليه آنفاً.

والثاني: كتاب يشتمل على سنن الحج، كما روي عن عروة.

والكتاب الثالث: كتبه النبي «صلى الله عليه وآله» الى أبي بكر وفيه: أنه استبدله بعلي «عليه السلام» لينادي بهذه الكلمات في الموسم، ويقيم للناس حجهم.

وعند المفيد: أنه «صلى الله عليه وآله» قال لعلي: «وخيِّر أبا بكر أن يسير مع ركابك، أو يرجع إليَّ».

فاختار أبو بكر أن يرجع إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فلما دخل عليه قال: «يا رسول الله، إنك أهلتني لأمر طالت الأعناق فيه إليَّ، فلما توجهت له رددتني عنه؟! ما لي؟! أنزل فيَّ قرآن؟!

فقال «صلى الله عليه وآله»: لا، الخ..»([3]).

وفي نص آخر: فأخبره النبي «صلى الله عليه وآله» بأن جبرئيل جاءه وقال له: إنه لا يبلغ عنه إلا هو أو رجل منه، وهو علي «عليه السلام».

فقرأ علي «عليه السلام» في موقف الحج سورة براءة حتى ختمها كما عن جابر.

وعن عروة: أنه «صلى الله عليه وآله» أمر علياً «عليه السلام» أن يؤذّن بمكة وبمنى، وعرفة، وبالمشاعر كلها: بأن برئت ذمة رسول الله «صلى الله عليه وآله» من كل مشرك حج بعد العام، أو طاف بالبيت عريان الخ..

ولهذا الحديث مصادر كثيرة جداً، فراجعه في مظانه([4]).

وقد نظم الشعراء هذه المنقبة شعراً، فقال شمس الدين المالكي المتوفى سنة 780هـ:

وأرسله عنه الـرسـول مبـلــغــاً         وخُص بهذا الأمـر تخصيص مفـردِ

وقـال: هـل التبليغ عني يـنـبـغي                 لمن     ليس من بيتي من القوم فاقتدِ([5])


 

([1]) تفسير فرات ص161 وبحار الأنوار ج35 ص300 عنه، وراجع: تفسير الميزان للسيد الطباطبائي ج8 ص87.

([2]) راجع: السيرة النبوية لابن هشام ج1 ص199.

([3]) الإرشاد ج1 ص65 و 66 وبحار الأنوار ج21 ص275 وج35 ص303 عنه، وعن المناقب ج1 ص326 و 327 والمستجاد من كتاب الإرشاد (المجموعة) ص55 ونهج الإيمان لابن جبر ص247 وكشف اليقين ص173.

([4]) راجع هذا الحديث في المصادر التالية: الدر المنثور ج3 ص209 و 210 عن أحمد، وابن أبي شيبة، والترمذي، وأبي الشيخ، وابن مردويه، وابن حبان، والطبراني، والتراتيب الإدارية ج1 ص72 ورسالات نبوية ص72 وبحار الأنوار ج21 ص266 و 267 و 274 و 275 وج35 ص285 ـ 309 والجامع لأبي زيد القيرواني ص396 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص66 والرياض النضرة ج3 ص118 و 119 وذخائر العقبى ص69 وشرح المواهب اللدنية للزرقاني ج3 ص91 وعن تاريخ الأمم والملوك ج3 ص122 و 123 و (ط أخرى) ص152 والكفاية للخطيب ص313 والسنة لابن أبي عاصم ص589 وكنز العمال ج2 ص422 و 417 و 431 وج13 ص109 ومجمع الزوائد ج7 ص29 وتفسير المنار ج10 ص157 و 156 والعمدة لابن البطريق ص160 وكشف اليقين ص172 والبداية والنهاية ج5 ص38 وج7 ص357 وعمدة القاري ج18 ص260 وج4 ص78 ووسيلة المآل ص122 والجمل للمفيد ص219 والكامل لابن عدي (ط دار الفكر) ج3 ص256 و 413 وابن زنجويه ج1 ص663 والمعجم الكبـير ج11 = = ص400 وفتح القدير ج2 ص334 والمناقب للخوارزمي ص99 و 165 و 164 وزوائد المسند ص353 وفرائد السمطين ج1 ص61 وأنساب الأشراف ج1 ص383 وجامع البيان ج10 ص44 ـ 47 وتفسير القرآن العظيم ج2 ص333 والصواعق المحرقة ص32 وتفسير أبي حيان ج5 ص6 وإمتاع الأسماع ص499 والإصابة ج2 ص509 وخصائص الإمام علي بن أبي طالب للنسائي ص92 و 93 والأموال لأبي عبيد ص213 و 215 وتيسير الوصول ج1 ص158 وعن الكشاف ج2 ص243 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص203 والسنن الكبرى ج5 ص128 ح8461 وج9 ص224 وكفاية الطالب ص255 و 254 و 285 عن أحمد، وابن عساكر، وأبي نعيم، وتشييد المطاعن ج1 ص164 و 165 ونور الثقلين ج2 ص177 و 182 وتهذيب تاريخ دمشق ج3 ص89 ومسند أحمد ج1 ص3 و 151 و 150 وج3 ص212 و 283 وإرشاد الساري ج10 ص283 وغرائب القرآن (مطبوع بهامش جامع البيان) ج10 ص36 وتذكرة الخواص ص37 وترجمة الإمام علي «عليه السلام» من تاريخ مدينة دمشق (بتحقيق المحمودي) ج2 ص376 و 390 والمستدرك على الصحيحين ج2 ص361 وج3 ص52 وينابيع المودة ص89 والطرائف ص38 و 39 وعن فتح الباري ج8 ص318 ومختصر تاريخ دمشق ج18 ص6 وج20 ص68 والجامع الصحيح للترمذي ج5 ص257 و 256 وتفسير النسفي ج2 ص115 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص168 وتفسير البيضاوي ج1 ص394 ومطالب السؤل ص17 وشرح نهج البلاغة للـمـعتـزلـي ج12 ص46 وج7 ص288 وسنن الـدارمي ج2 ص67 و 237 = = وصحيح ابن خزيمة ج4 ص319 والروض الأنف ج7 ص374 والكامل في التاريخ ج1 ص644 والتفسير الكبير للرازي ج15 ص218 والإحسان في تقريب صحيح ابن حبان ج5 ص19 وج15 ص16 والجامع لأحكام القرآن ج8 ص44 والمواهب اللدنية ج1 ص640 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص140 وروح المعاني ج10 ص44 و 45 وتاريخ الخميس ج2 ص141 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص128 وج2 ص407 وعن ابن خزيمة، وأبي عوانة، والدارقطني في الإفراد، وابن أبي حاتم، وتفسير البغوي (مطبوع مع تفسير الخازن) ج3 ص49 وتفسير الخازن ج2 ص203 والإرشاد للمفيد ج1 ص65 و 66 والبرهان (تفسير) ج2 ص100 و 101 وإعلام الورى ص132 وعن علل الشرايع ص74 وعن الخصال ج2 ص16 و 17 ومسند علي ص741.

([5]) الغدير ج6 ص58 و 338 عن نفح الطيب ج10 ص244.

 
   
 
 

موقع الميزان