ويلاحظ هنا:
أن الأمور حين إبلاغ سورة براءة قد انقلبت رأساً على
عقب، فبدلاً من أن يخاف علي «عليه السلام» المشركين على نفسه، كان هو
الذي يتهددهم ويتوعدهم ويتحداهم، حتى لقد أبلغهم سورة براءة وكتاب رسول
الله «صلى الله عليه وآله»، وقد «لمع بسيفه»!([1]).
وفي نص آخر:
«لما دخل مكة اخترط سيفه وقال: والله لا يطوف بالبيت
عريان إلا ضربته بالسيف»([2]).
وعن
علي «عليه السلام»:
«فأتيت مكة، وأهلها من قد عرفتم، ليس منهم أحد إلا ولو
قدر أن يضع على كل جبل مني إرباً لفعل، ولو أن يبذل في ذلك نفسه وأهله،
وولده، وماله، فبلغتهم رسالة النبي «صلى الله عليه وآله» وقرأت عليهم
كتابه، فكلهم يلقاني بالتهديد والوعيد، ويبدي لي البغضاء، ويظهر
الشحناء من رجالهم ونسائهم، فكان مني في ذلك ما قد رأيتم»([3]).
وقالوا أيضاً:
«لما وصل علي «عليه السلام» إلى المشركين بآيات براءة
لقيه خراش بن عبد الله ـ أخو عمرو بن عبد الله ـ الذي قتله علي «عليه
السلام» مبارزةً يوم الخندق ـ وشعبة بن عبد الله أخوه، فقال لعلي «عليه
السلام»: ما تسيرنا يا علي أربعة أشهر، بل برئنا منك ومن ابن عمك، إن
شئت، إلا من الطعن والضرب».
وقال شعبة:
ليس بيننا وبين ابن عمك إلا السيف والرمح، وإن شئت
بدأنا بك.
فقال علي «عليه السلام»:
أجل، أجل، إن شئتم فهلموا([4]).
وعن
أبي جعفر الباقر «عليه السلام»:
«خطب علي «عليه السلام» الناس: واخترط سيفه، وقال: لا
يطوفن بالبيت عريان الخ..»([5]).
وعن
الامام الصادق «عليه السلام»:
أخذ علي «عليه السلام» الصحيفة، وأتى الموسم، وكان يطوف على الناس،
ومعه السيف، ويقول:
﴿بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى
الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ المُشْرِكِينَ، فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ
أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ..﴾([6]).
فلا يطوف بالبيت عريان بعد عامه هذا، ولا مشرك، فمن فعل، فإن معاتبتنا
إياه بالسيف.
قال:
وكان يبعثه إلى الأصنام فيكسرها، ويقول: «لا يؤدي عني
إلا أنا أو أنت»([7]).
([1])
بحار الأنوار ج35 ص288 وإقبال الإعمال ج2 ص39.
([2])
بحار
الأنوار ج21 ص275 و 267
وج35 ص296 وإعلام الورى ص132 و (ط مؤسسة آل البيت) ج1 ص248
والحدائق الناضرة ج16 ص94 وجواهر الكلام ج19 ص276 ووسائل
الشيعة (ط مؤسسة آل البيت)
ج13 ص401 و (ط دار الإسلامية)
ج9 ص464 وجامع أحاديث الشيعة ج11 ص326 ومستدرك سفينة البحار ج6
ص597 وتفسير العياشي ج2 ص74 وجوامع الجامع ج2 ص45 ومجمع البيان
ج5 ص9 والصافي (تفسير)
ج2 ص321 ونور الثقلين ج2
ص182 وقصص الأنبياء للراوندي ص351.
([3])
الخصال ج2 ص369 و 370 و (ط مركز النشر الإسلامي) ص369 وبحار =
= الأنوار ج35 ص286 وج38 ص171 والإختصاص للمفيد ص168 ونور
الثقلين ج2 ص178 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج3 ص129
وشرح الأخبار ج1 ص304 وإقبال الأعمال ج2 ص37 وحلية الأبرار ج2
ص365.
([4])
بحار
الأنوار ج35 ص290 و 304
وإقبال الأعمال ص320 و 321 و (ط ايران) ج2 ص41 وراجع: مناقب آل
أبي طالب ج1 ص392 والصوارم المهرقة ص126 وشرح إحقاق الحق
(الملحقات) ج7 ص422 ونهج الإيمان ص251.
([5])
بحار الأنوار ج35 ص296 و 303 وتفسير العياشي ج2 ص74 و 75
ومناقب آل أبي طالب ج1 ص326 ـ 328 والحدائق الناضرة ج16 ص94
وجواهر = = الكلام ج19 ص276 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت)
ج13 ص401 و (ط دار الإسلامية) ج9 ص464 وجامع أحاديث الشيعة ج11
ص326 ومستدرك سفينة البحار ج6 ص597 وجوامع الجامع ج2 ص45 ومجمع
البيان ج5 ص9 والصافي (تفسير) ج2 ص321 ونور الثقلين ج2 ص182
وتفسير الميزان ج9 ص163.
([6])
الآيتان 1 و 2 من سورة براءة.
([7])
بحار الأنوار ج35 ص299 وتفسير فرات ص159.
|