صفحة : 39   

نحن في حيرة من أمرنا:

ونريد ان نعترف هنا: أننا في حيرة شديدة من أمرنا في أبي بكر ، فإن محبيه، إذا رأوا أن إظهار الفخامة والعظمة هو المفيد له، يجعلون حتى فراره من الزحف شجاعة، وابتعاده عن المعركة في بدر رياسة، ويدَّعون: أن من دلائل عظمته وشجاعته إقناعه عمر بن الخطاب بموت رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وينسبون له نفوذ الكلمة والإحترام والرياسة بين المشركين في مكة ، فلم يعذبه المشركون لمكانته فيهم، ولم يمنعوه من إقامة المسجد من أجل ذلك، كما أن قريشاً تبذل فيه مائة ناقة لمن يمكّنها منه حين الهجرة، كما بذلت في رسول الله «صلى الله عليه وآله».

وعلى هذا فقس ما سواه.

وإذا احتاجوا لتخليصه من بعض المآزق إلى ادِّعاء ضعفه، وخوفه، وكونه بلا نصير، ولا عشيرة، ولا ظهير.. فإنهم يبادرون إلى ذلك، ويبالغون فيه ما شاؤا، وبلا رقيب ولا حسيب!!

 
   
 
 

موقع الميزان