علي
عليه السلام
امتداد
للرسول صلى الله عليه وآله:
وذكرت الروايات:
أن النبي «صلى الله عليه وآله» خطب الناس في منى ، وخطبهم في عرفات
، ولكن قد ظهر أن ثمة فرقاً قد ظهر بين الموقفين..
فقد أظهر الله الكرامة للنبي «صلى الله عليه وآله» في
منى
.. ولم يحصل
مثل ذلك في عرفات
.
فقد ذكروا:
أن النبي «صلى
الله عليه وآله» كان في منى يخطبهم، ويصل صوته إلى كل من كان في منى ([1]).
ولكنه حين خطبهم في عرفات
كان
«صلى الله
عليه وآله»
يخطبهم وكان
علي «عليه
السلام»
يقف في مكان آخر، ويوصل كلامه إلى من هم في الجهة الأخرى([2]).
وقد
يمكن أن نستفيد من هذا:
أن رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
كان في المواضع المشابهة من حيث كثرة الحاضرين، يمارس هذه الطريقة
لإبلاغ كلامه. أي أنه كان يجعل في الجهة الأخرى من يبلغ كلامه لمن هو
بعيد عنه..
ولعل من إشارات هذا الحدث:
أولاً:
إرادة الإيحاء بأن علياً «عليه السلام» امتداد لرسول
الله «صلى الله عليه وآله» في حياة الرسول وبعد مماته.
ثانياً:
إنه تعالى قد تعامل مع الناس هنا ـ أي في عرفات
ـ بمنطق المألوف لهم، دون أن يمارس أي نوع من التصرف
الغيبي ليفسح لهم المجال للتعبير عن موقفهم، وإظهار دخائل أنفسهم، حيث
إنهم قد يحجمون عن ذلك رهبة وخوفاً حين يرون آثار الغيب..
([1])
راجع المصادر المتقدمة في الفصل السابق.
([2])
راجع: مسند أحمد ج3 ص477 والبداية والنهاية ج5 ص217 وتاريخ
مدينة دمشق ج18 ص4 و 5 وأسد الغابة ج2 ص155 وج5 ص11 وتهذيب
الكمال ج9 ص33 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص396 وأدب الإملاء
والإستملاء ص101 والسنن الكبرى للبيهقي ج2 ص343 و (ط دار
الفكر) ج3 ص247 وج5 ص140 والسنن الكبرى للنسائي ج2 ص443
والمعجم الكبير ج5 ص19 وإمتاع الأسماع ج6 ص389 والمغني لابن
قدامة ج1 ص624 وتحفة الأحوذي ج5 ص319 وسبل الهدى والرشاد ج7
ص312 و 314 وج8 ص212 وج9 ص138 وتلخيص الحبير لابن حجر ج4 ص621
وسنن أبي داود ج1 ص437 وج2 ص263 ونيل الأوطار ج2 ص90 وكشف
اللثام (ط.ج) ج6 ص78 و (ط.ق) ج1 ص356 والمجموع للنووي ج8 ص90.
|