صفحة : 101   

مكان خطبة الرسول صلى الله عليه وآله:

إختلفت الروايات في المكان الذي خطب فيه الرسول «صلى الله عليه وآله»، وتصدت له قريش ، هل هو: المسجد([1])، أو منى ، أو عرفات  كما تقدم؟!

وهل حدث ذلك ثلاث مرات، فكان «صلى الله عليه وآله» يواجه بالضجيج والفوضى؟! أم هي مرة واحدة؟! اختلف الرواة في تحديدها بسبب النسيان! مع العلم بأن حدثاً كهذا لا ينسى! أم أن الإختلاف في التحديد نشأ عن تلاعب متعمد، يهدف إلى التلاعب بالحقيقة، وجعلها موضع شبهة؟!

كل ذلك محتمل، وقد يؤكد لنا احتمال التعمد: أن حدثاً كهذا شهده عشرات الألوف من الناس، الذين كانوا يتحركون بحركة رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ويطبقون أعمالهم على عمله، ويهتمون بعدم الإبتعاد عنه حتى لا يفوتهم شيء مما يصدر منه، لا بد أن نتوقع أن يرويه لنا المئات، وليس العشرات من الناس وحسب.. فلماذا لم ينقله لنا إلا قلة قليلة جداً، إذا قيسوا إلى ما نتوقعه في مثل هذه الحالات؟!

وإن كان هذا الحدث قد تكرر، فالمتوقع أن يشير رواته إلى هذا التعدد، حتى لو قل عددهم.

وقد يؤيد هذا التعدد أيضاً تصريحهم بأنه «صلى الله عليه وآله» خطب في حجة الوداع خمس خطب: في مكة ، وفي عرفات ، ويوم النحر بمنى ، ويوم النفر بمنى ، ويوم النفر الأول أيضاً.


 

([1]) راجع بالنسبة لخصوص هذه الطائفة من الروايات: الخصال ج2 ص469 و 472 وكفاية الأثر ص50 ومسند أبي عوانة ج4 ص398 وإكمال الدين ج1 ص272 وحلية الأولياء ج4 ص333 وبحار الأنوار ج36 ص234 و 269 و 363 والمعجم الكبير للطبراني ج2 ص197 ومنتخب الأثر ص19 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص251 وغاية المرام ج2 ص251 و 273 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج13 ص17 و 33 وج29 ص95.

 
   
 
 

موقع الميزان