صفحة : 161-168   

يوم الغدير عيد:

هذا.. ولا حاجة بنا إلى إثبات أن يوم الغدير عيد إسلامي أصيل، وأنه لم يزل معروفاً بهذه الصفة منذ القرون الثلاثة الأولى.

فلا يصح قول المقريزي عن عيد الغدير: «أول ما عرف في الإسلام بالعراق، أيام معز الدولة علي بن بويه، فإنه أحدثه في سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة، فاتخذه الشيعة من حينئذٍ عيداً»([1]).

ويدل على بطلانه:

1 ـ قول المسعودي : «وولْدُ علي «عليه السلام»، وشيعته يعظمون هذا اليوم»([2]).

والمسعودي قد توفي قبل التاريخ المذكور، أي في سنة 346 هـ.

2 ـ وروى فرات بن إبراهيم ، وهو من علماء القرن الثالث عن الصادق ، عن أبيه، عن آبائه «عليهم السلام»، قال: قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي الخ..»([3]).

3 ـ وعن أمير المؤمنين علي «عليه السلام» أنه خطب في سنة اتفق فيها الجمعة والغدير، فقال: «إن الله عز وجل جمع لكم معشر المؤمنين في هذا اليوم عيدين عظيمين كبيرين..».

والخطبة طويلة يأمرهم فيها تفصيلاً بفعل ما ينبغي فعله في الأعياد، وبإظهار البشر والسرور، فمن أراد فليراجع([4]).

4 ـ وعن فرات بن أحنف ، عن أبي عبد الله «عليه السلام»: قال: قلت: جعلت فداك، للمسلمين عيد أفضل من الفطر والأضحى، ويوم الجمعة، ويوم عرفة XE "عرفات:أماكن" ؟!

قال: فقال لي: «نعم، أفضلها، وأعظمها، وأشرفها عند الله منزلة، هو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين، وأنزل على نبيه محمد: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾ الآية([5])»([6]).

5 ـ وفي الكافي: عن الحسن بن راشد ، عن الإمام الصادق «عليه السلام» أيضاً: أنه اعتبر يوم الغدير عيداً.

وفي آخره قوله: «فإن الأنبياء صلوات الله عليهم كانت تأمر الأوصياء باليوم الذي كان يقام فيه الوصي أن يتخذ عيداً».

قال: قلت: فما لمن صامه؟!

قال: «صيام ستين شهراً»([7]).

6 ـ ويؤيده: ما رواه الخطيب البغدادي ، بسند رجاله كلهم ثقات، عن أبي هريرة : من صام يوم ثماني عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً، وهو يوم غدير خم الخ..»([8]).

7 ـ وفي رواية أخرى: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» أوصى علياً «عليه السلام» أن يتخذوا ذلك اليوم عيداً([9]).

8 ـ وليراجع ما رواه المفضل بن عمر ، عن الصادق «عليه السلام»([10]).

9 ـ وما روي عن عمار بن حريز العبدي عنه «عليه السلام»([11]).

10 ـ وعن أبي الحسن الليثي عنه «عليه السلام»([12]).

 

11 ـ وعن زياد بن محمد  عن الصادق «عليه السلام»([13]).

12 ـ وعن سالم عن الإمام الصادق «عليه السلام»([14]).

13 ـ وقال الفياض بن عمر الطوسي سنة تسع وخمسين ومائتين، وقد بلغ التسعين: إنه شهد أبا الحسن علي بن موسى الرضا «عليه السلام» في يوم الغدير، وبحضرته جماعة من خاصته، قد احتبسهم للإفطار، وقد قدم إلى منازلهم الطعام، والبر والصلات، والكسوة حتى الخواتيم والنعال، وقد غير من أحوالهم، وأحوال حاشيته، وجددت لهم آلة غير الآلة التي جرى الرسم بابتذالها قبل يومه، وهو يذكر فضل اليوم وقدمه([15]).

وفي المحتضر، بالإسناد، عن محمد بن علاء الهمداني الواسطي ، ويحيى بن جريح البغدادي ، قالا في حديث: قصدنا جميعاً أحمد بن إسحاق القمي ، صاحب الإمام أبي محمد العسكري «عليه السلام»، بمدينة قم ، وقرعنا عليه الباب، فخرجت إلينا من داره صبية عراقية، فسألناها عنه، فقالت: هو مشغول بعيده، فإنه يوم عيد.

فقلنا: سبحان الله، أعياد الشيعة أربعة: الأضحى، والفطر، والغدير، والجمعة الخ..»([16]).

وبعد.. فقد حشد العلامة الأميني ، في كتابه القيم: «الغدير» عشرات النصوص عن عشرات المصادر الموثوقة عند أهل السنة ، والتي تؤكد على عيدية يوم الغدير في القرون الأولى، وأنه كان شائعاً ومعروفاً في تلك العصور..

وتكفي مراجعة الفصل الذي يذكر فيه تهنئة الشيخين أبي بكر وعمر لأمير المؤمنين «عليه السلام» بهذه المناسبة، فقد ذكر ذلك عن ستين مصدراً..

هذا.. عدا المصادر الكثيرة التي ذكرت تهنئة الصحابة له «عليه السلام» بهذه المناسبة، وعدا المصادر التي نصت على عيدية يوم الغدير، فإنها كثيرة أيضاً([17]).


 

([1]) الخطط للمقريزي ج1 ص288.

([2]) التنبيه والإشراف ص221 و 222.

([3]) راجع: الغدير ج1 ص283 والأمالي للصدوق ص188 وإقبال الأعمال لابن طاووس ج2 ص264 وبحار الأنوار ج37 ص109 وج94 ص110 ونور الثقلين ج1 ص589 وبشارة المصطفى للطبري ص49 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص339 وروضة الواعظين ص102.

([4]) مصباح المتهجد ص698 و (ط مؤسسة فقه الشيعة) ص754 والغدير ج1 ص284 عنه، ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج10 ص445 و (ط دار الإسلامية) ج7 ص327 وإقبال الأعمال لابن طاووس ج2 ص256 والمصباح للكفعمي ص697 وبحار الأنوار ج94 ص114 وجامع أحاديث الشيعة ج9 ص421 والغدير ج1 ص284 ومسند الإمام الرضا «عليه السلام» للعطاردي ج2 ص23 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» ج8 ص72.

([5]) الآية 3 من سورة المائدة.

([6]) الغدير ج1 ص284 و 285 وتفسير فرات ص117 حديث 123 ومستدرك الوسائل ج6 ص278 ومستدرك سفينة البحار ج7 ص473 وبحار الأنوار ج37 ص169 وجامع أحاديث الشيعة ج6 ص180 و 313 و 413.

([7]) الكافي ج4 ص148 و 149 والغدير ج1 ص285 عنه، ومصباح المتهجد ص680 و (ط مؤسسة فقه الشيعة) ص737 وذخيرة المعاد (ط.ق) ج1 ق3 ص519 ومشارق الشموس (ط.ق) ج2 ص451 والحدائق الناضرة ج13 ص361 وجامع المدارك ج2 ص224 وثواب الأعمال للصدوق ص74 ومن لا يحضره الفقيه ج2 ص90 وتهذيب الأحكام ج4 ص305 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج10 ص441 و (ط دار الإسلامية) ج7 ص324 وبحار الأنوار ج37 ص172 وج94 ص111 وجامع أحاديث الشيعة ج9 ص420 وبشارة المصطفى للطبري ص364.

([8]) تاريخ بغداد ج8 ص290 و (ط دار الكتب العلمية) ج8 ص284 وأشير إليه في تذكرة الخواص ص30 والمناقب للخوارزمي ص94 و (ط مؤسسة النشر الإسلامي) ص156 وفيه ستين سنة بدل ستين شهراً، ومناقب الإمـام عـلي = = «عليه السلام» لابن المغازلي ص19 وفي فرائد السمطين الباب13 ج1 ص77 كما في المناقب  للخوارزمي، والغدير ج1 ص232 و 401 و 402 عنهم، وعن زين الفتى للعاصمي. وراجع: كتاب الأربعين للشيرازي ص114 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص425 والأمالي للصدوق ص50 وشرح أصول الكافي ج5 ص196 وج6 ص120 وينابيع المودة ج2 ص283 والطرائف ص147 وروضة الواعظين ص350 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص134 و 187 و 246 و 277 و 344 و 348 و 354 وج8 ص277 و 281 و 292 و 293 و 301 و 302 والعمدة لابن البطريق ص106 وبحار الأنوار ج37 ص108 وج94 ص110 وج95 ص321 وتفسير الآلوسي ج6 ص194 وشواهد التنزيل ج1 ص200 و 203 وكتاب الأربعين للماحوزي ص148 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص233 و 234 وبشارة المصطفى للطبري ص158 و 402 وكشف الخفاء للعجلوني ج2 ص258 وشرح إحقاق الحق ج6 ص234 و 255 و 353 وج14 ص289 و 290 و 291 وج20 ص197 وج21 ص61 و 64 وج30 ص77 و و 78 و 79 والبداية والنهاية ج5 ص233 و 386.

([9]) الكافي ج4 ص149 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج10 ص440 و (ط دار الإسلامية) ج7 ص323 وبحار الأنوار ج37 ص172 والغدير ج1 ص285 و 286 وذخيرة المعاد (ط.ق) ج1 ق3 ص519 وجامـع أحـاديث = = الشيعة ج9 ص419 والحدائق الناضرة ج13 ص362 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص342.

([10]) الخصال ج1 ص264 والغدير ج1 ص286 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج10 ص443 و (ط دار الإسلامية) ج7 ص325 وبحار الأنوار ج94 ص11 وجامع أحاديث الشيعة ج9 ص421 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص342.

([11]) مصباح المتهجد ص680 و (ط مؤسسة فقه الشيعة) ص737 والغدير ج1 ص286 وبحار الأنوار ج95 ص298 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج10 ص444 و (ط دار الإسلامية) ج7 ص 326 ومستدركات علم رجال الحديث ج8 ص470 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص344 والحدائق الناضرة ج10 ص535 وجامع أحاديث الشيعة ج7 ص411 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» ج8 ص33.

([12]) الغدير ج1 ص287 عن الحميري، ومستدرك الوسائل ج6 ص276 وإقبال الأعمال ج2 ص279 وبحار الأنوار ج95 ص300 وجامع أحاديث الشيعة ج7 ص411 وموسوعة الإمام علي «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص343.

([13]) مصباح المتهجد ص679 و (ط مؤسسة فقه الشيعة) ص736 والمصباح للكفعمي ص688 وجامع أحاديث الشيعة ج9 ص419 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج10 ص443 و (ط دار الإسلامية) ج7 ص326 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» ج8 ص38.

([14]) الكافي ج4 ص149 والغدير ج1 ص285 وذخيرة المعاد (ط.ق) ج1 ق3 ص519 والحدائق الناضرة ج13 ص362 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج10 ص440 و (ط دار الإسلامية) ج7 ص323 وإقبال الأعمال ج2 ص263 وبحار الأنوار ج37 ص172 وجامع أحاديث الشيعة ج9 ص419 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» ج6 ص192 وج7 ص392 وج8 ص36.

([15]) الغديـر ج1 ص287 ومصبـاح المتهجد ص696 و (ط مؤسسة فقه الشيعـة) = = ص752 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج10 ص444 و (ط دار الإسلامية) ج7 ص326 وبحار الأنوار ج94 ص112 وجامع أحاديث الشيعة ج9 ص421 ومسند الإمام الرضا «عليه السلام» للعطاردي ج2 ص21 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليه السلام» ج8 ص70 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص346.

([16]) الغدير ج1 ص287 وبحار الأنوار ج31 ص120 وج95 ص351 والمحتضر ص93.

([17]) الغدير ج1 ص267 ـ 289 و 508 و 509 و (ط دار الكتاب العربي) ص270 عن الطبري في كتاب الولاية، وعن الخليلي في مناقب علي بن أبي طالب. وعن كتاب النشر والطي. وراجع: الصراط المستقيم ج1 ص303 وبحار الأنوار ج37 ص217. وراجع: التنبيه والإشراف للمسعودي ص222 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص367.

 
   
 
 

موقع الميزان