صفحة : 242   

فلا تخشوهم واخشوني:

وبذلك تكون قد زالت موجبات خشية المؤمنين من كيد الذين كفروا، وأصبح الأمر مرهوناً بالمسلمين أنفسهم، وبمدى التزامهم بما أُخِذَ عليهم من عهد وميثاق منه تعالى، وخضوعهم للتدبير الرباني، وباستجابتهم لما يحييهم، وطاعتهم لمن نصبه الله ورسوله ولياً وحافظاً لهم، ولدينهم..

ولذلك قال تعالى: ﴿فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي([1]).

فالآية تريد أن تحدد المسؤوليات، وتسد أبواب التملصات المقيتة، من قبل من يظهرون الطاعة والإنقياد، ويبطنون الصدود والعناد، ويدبرون في الخفاء للإستئثار بالأمر، وإقصاء صاحبه الشرعي عنه، ولا شيء يدفعهم إلى ذلك سوى حب الدنيا وزينتها، وعدم الإعتداد بشيء آخر سواها..

فعلى الناس أن يحفظوا نعمة الله عليهم، وأن لا يفرطوا فيما حباهم الله به، ولا يخضعوا لأهواء أهل الكفر، ولا يخشوا كيدهم ومؤامراتهم، وإلا فإنهم سيذوقون وبال أمرهم، وستكون أعمالهم هي السبب في سلب هذه النعمة منهم وعنهم.


 

([1]) الآية 150 من سورة البقرة.

 
   
 
 

موقع الميزان