صفحة : 312-314   

تناقضات تحتاج إلى حلول:

أجمع أهل السنة ، وروى البخاري ومسلم ، عن عمر وغيره: أن يوم عرفة في حجة الوداع كان يوم الجمعة([1]).

وذكر المؤرخون : أن يوم الغدير كان يوم الخميس([2]) في الثامن عشر من ذي الحجة.

فإذا كان يوم عرفة هو يوم الجمعة، فيجب أن يكون الثامن عشر من ذي الحجة هو يوم الأحد لا يوم الخميس.

ويؤكد هذا الإشكال قولهم: إن أول ذي الحجة هو يوم الخميس([3]).

كما أنه إذا كان يوم الغدير هو يوم الخميس فلا بد أن يكون يوم عرفة هو يوم الثلاثاء.

والقول بأن يوم عرفة كان يوم الخميس كما في بعض الروايات، فلا بد أن يكون الغدير يوم السبت.

بل صرحت بعض الروايات: بأن يوم عرفة، الذي هو يوم نزول سورة المائدة بما فيها آية الإكمال، وهو يوم الإثنين([4]). وهذا لا يتلاءم مع أي من الروايات الأخرى كقولهم لهم إن يوم الغدير كان يوم الخميس.

وقولهم: إن أول ذي الحجة كان يوم الخميس أيضاً. ولا يتلاءم أيضاً مع ترديدهم ذلك بين يوم الخميس أو الجمعة.

فلعل الأمر قد اشتبه على الراوي، ويكون الصحح هو يوم الثلاثاء ليكون يوم الغدير هو الخميس.. ويكون التبديل في أسماء الأيام وادعاء أن عرفة يوم الجمعة، أو يوم الإثنين. وكذلك ادعاء أن أول ذي الحجة في تلك السنة هو الخميس قد جاء لأثارة الشبهة حول يوم الغدير.. والله هو العالم بالحقائق.


 

([1]) راجع: صحيح البخاري ج5 ص186 وفضائل الأوقات للبيهقي ص351  وسنن الترمذي ج4 ص316 ومسند أحمد ج1 ص28 وتحفة الأحوذي ج8 ص323 وعمدة القاري ج18 ص199 وجامع البيان ج6 ص109 و 111 والتفسير الكبير ج5 ص191 وتفسير القرآن العظيم ج2 ص14 والدر المنثور ج2 ص258 وسفينة النجاة للتنكابني ص84 والغدير ج1 ص236.

([2]) راجع:  مناقب آل أبي طالب ج2 ص227 والطرائف لابن طاووس ص146 وبحار الأنوار ج37 ص156 و 178 وج55 ص368 وج56 ص27 وتأويل الآيات ج1 ص156 وكتاب الأربعين للشيرازي ص119 وكتاب الأربعين للماحوزي ص147والمناقب للخوارزمي ص135 وكتاب سليم بن قيس XE "سليم بن قيس"  (بتحقيق الأنصاري) ج1 ص355 وشرح أصول الكافي ج5 ص195 وج6 ص120 ومناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» للكوفي ج1 ص118 و 137 و 362 و 434 والمسترشد للطبري ص468 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص181و303 وج8 ص278 و 280و309 و 310 و 311 و 314 و 315 والغدير ج1 ص42 و 43 و 232 و 233 و 234 ونهج الإيمان لابن جبر ص115 وخصائص الوحي المبين لابن البطريق ص93 وبشارة المصطفى للطبري ص328 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص355 وج20 ص198 ومناقب علي بن أبي طالب «عليه السلام» لابن مردويه ص231.

([3]) راجع: بحار الأنوار ج22 ص534 عن كتاب التنوير ذو النسبين بين دحية والحسين، وفتح الباري ج3 ص323 وج4 ص107 وج6 ص81 وج8 ص80 = = و 98 و 99 وعمدة القاري ج7 ص124 وج9 ص168 وج14 ص218 وج16 ص99 وج18 ص60 والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج5 ص129 و 184 و 277 وكشف الغمة ج1 ص20 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص217 و 333 و 509 وإمتاع الأسماع ج14 ص543 وسبل الهدى والرشاد ج8 ص488 وج12 ص306 وراجع: الغدير ج1 هامش ص42.

([4]) جامع البيان ج6 ص54 و 112 والدر المنثور ج2 ص258 و 259 عنه. وراجع: مجمع الزوائد ج1 ص196 والمعجم الكبير ج12 ص183 وكنز العمال ج12 ص445 والتبيان للطوسي ج3 ص436 وتفسير القرآن العظيم ج2 ص15 وتاريخ مدينة دمشق ج3 ص67 و 69 وتاريخ الإسلام للذهبي ج1 ص26 والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج2 ص319 وإمتاع الأسماع ج14 ص542 والسيرة النبوية لابن كثير ج1 ص198و200 وسبل الهدى والرشاد ج1 ص333 و السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص28.

 
   
 
 

موقع الميزان