علي عليه السلام بعد العبدين الصالحين

   

صفحة : 321-323   

علي عليه السلام بعد العبدين الصالحين:

ورد في رواية جرير بن عبد الله البجلي لواقعة الغدير : أنه «صلى الله عليه وآله» أخذ بذراع علي «عليه السلام» وقال:

«من يكن الله ورسوله مولاه، فإن هذا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. اللهم من أحبّه من الناس فكن له حبيباً، ومن أبغضه فكن له مبغضاً. اللهم إنّي لا أجد أحداً استودعه في الأرض بعد العبدين الصالحين([1]) غيرك([2])، فاقض له بالحسنى.

قال بشر (الراوي عن جرير) قلت: من هذان العبدان الصالحان؟!

قال: لا أدري([3]).

ونقول:

إنه «صلى الله عليه وآله» أشار إلى أن العبدين الصالحين الذين سيكون علي «عليه السلام» ثالثهما بعده، كانا على قيد الحياة، وأن لهما دوراً في وديعته «صلى الله عليه وآله».. ولعلهما: الخضر وإلياس .

لكن لا مجال للتأكيد على أنهما هما اللذان قصدهما «صلى الله عليه وآله» بكلامه هذا.. وإن كان ذلك محتملاً في حد نفسه. بل قد يقال: أن أحداً لا يصلح للاستيداع، مع وجود الحسنين «عليهما السلام» فهو من قبيل: رب لا تذرني فرداً، أو من قبيل: إن تهلك هذه العصابة لا تعبد، فهو بمثابة طلب حفظ الحسنين «عليهما السلام» على لسان رسول «صلى الله عليه وآله».


 

([1]) الغدير ج1 ص23 وخلاصة عبقات الأنوار ج9 ص113 و 114 وكنز العمال ج13 ص138.

([2]) راجع: الغدير (تحقيق مركز الغدير للدراسات) ج1 ص621 ومجمع الزوائد ج9 ص106 والمعجم الكبير للطبراني ج2 ص357 وتاريـخ مدينة دمشق ج42 ص237 والإكمال في أسماء الرجال ص36 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج16 ص564 وج30 ص422 عن مخـتـصـر تـاريـخ دمشق (ط دار الفـكـر) ج17 = = ص358 وهداية العقول ص31 وقال في الغدير: في تعليق هداية العقول (ص 31): لعله أراد بالعبدين الصالحين أبا بكر وعمر، وقيل: الخضر وإلياس.

وقيل: حمزة وجعفر رضي الله عنهما، لأن علياً «عليه السلام» كان يقول عند اشتداد الحرب: وا حمزتاه ولا حمزة لي؟! وا جعفراه ولا جعفر لي؟!

أقول: هذا رجم بالغيب، إذ لا مجال للنظر في تفسير العبدين الصالحين بمن ذكر إلا أن يعثر على نص، والظاهر: عدم ذلك لما ذكره سيدي العلامة بدر الدين محمد بن إبراهيم بن المفضل «رحمه الله» لما سأله بعضهم عن تفسير الحديث، فأجاب بما لفظه: لم أعثر عليه في شيء من كتب الحديث،  إلا أن في رواية مجمع الزوائد ما يدل على عدم معرفة الراوي أيضاً بالمراد بالرجلين، لأن فيه قال بشر، أي الراوي عن جرير: قلت: من هذان العبدان الصالحان؟!

قال: لا أدري.

قال «رحمه الله»: ومثل هذا إن لم يرد به نقل فلا طريق إلى تفسيره بالنظر هـ. راجع: الغدير ج1 هامش ص62.

وقال في كتاب على ضفاف الغدير: وأخرجه عنه أحمد بن عيسى المقدسي في الجزء الثاني من فضائل جرير بن عبد الله البجلي الموجود في المجموع 93 في المكتبة الظاهرية. أخرجه في الورقة 240.

وأخرجه ابن عساكر في تاريخـه: رقم 587، وابن منظور في مختصر تاريخ دمشق ص17 ص358، والقرافي في نفحات العبير الساري: ق76/ب، والسيوطي في جمع الجوامع ص1 ص831، وفي قطف الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة= = ص277 ح102، والزبيدي في لقط اللآلئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة ص206، والشوكاني في در السحابة ص210، والكتاني في نظم المتناثر في الحديث المتواتر ص194 وإسحاق بن يوسف الصنعاني في تفريج الكروب في حرف الميم.

([3]) الغدير ج1 ص23  ومجمع الزوائد ج9 ص106 والمعجم الكبير ج2 ص357  و 358 والإكمال في أسماء الرجال ص36 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص236 وشرح إحقاق الحق ج16 ص564 وج30 ص423 وأسد الغابة ج1 ص308 وقال: أخرجه الثلاثة. يريد: ابن عبد البر، وابن مندة، وأبا نعيم.

 
   
 
 

موقع الميزان