علي عليه السلام كان باليمن

   

صفحة : 318-320   

علي عليه السلام كان باليمن:

وذكر ياقوت الحموي : أن محمد بن جرير الطبري «له كتاب فضائل علي بن أبي طالب «عليه السلام»، تكلم في أوله بصحة الأخبار الواردة في غدير خم، ثم تلاه بالفضائل، ولم يتم»([1]).

وقال: «وكان إذا عرف من إنسان بدعة أبعده واطَّرحه. وكان قد قال بعض الشيوخ ببغداد بتكذيب غدير خم ، وقال: إن علي بن أبي طالب كان باليمن في الوقت الذي كان رسول الله «صلى الله عليه وآله» بغدير خم .

وقال هذا الانسان في قصيدة مزدوجة، يصف فيها بلداً بلداً، ومنزلاً منزلاً، أبياتاً يُلَوِّحُ فيها إلى معنى حديث غدير خم، فقال:

ثــم مــررنـــا بـغـديـر خـــم             كـم قــائــــل فـيـه بـزور جـــم

عــلى عــلي والـنـبـي الأمــــي

وبلغ أبا جعفر ذلك، فابتدأ بالكلام في فضائل علي بن أبي طالب، وذكر طرق حديث غدير خم، فكثر الناس لاستماع ذلك الخ..»([2]).

وقال الطحاوي : «فدفع دافع هذا الحديث، وزعم أنه مستحيل، وذكر أن علياً لم يكن مع النبي «صلى الله عليه وآله» في خروجه إلى الحج من المدينة  ، الذي مرَّ في طريقه بغدير خم بالجحفة ..»([3]).

ونقول:

أولاً: تقدم: أن علياً «عليه السلام» عاد من اليمن، ولقي النبي «صلى الله عليه وآله» في مكة ، وساق أربعاً وستين بدنة، وأحرم بما أحرم به رسول الله «صلى الله عليه وآله» وحج معه، واشركه النبي «صلى الله عليه وآله» معه في الهدي.

ثانياً: إن تنصيب علي «عليه السلام» لم يكن حين ذهاب النبي «صلى الله عليه وآله» من المدينة إلى مكة ، بل كان حين رجوعه «صلى الله عليه وآله» من مكة إلى المدينة ، بعد أدائه مناسك الحج([4]).

ويظهر من كلام الذهبي : أن صاحب هذا الزعم الباطل هو ابن داود ، فعمل ابن جرير  كتاب الفضائل ردّ فيه عليه، والظاهر: أنه سماه «كتاب الرد على الحرقوصية  »([5]) نسبة إلى حرقوص بن زهير  زعيم الخوارج ، معرضاً: بأن صاحب هذا الزعم كان خارجياً.

وقال الذهبي : إنه رأى مجلداً من كتاب ابن جرير ، فاندهش له ولكثرة تلك الطرق([6]).


 

([1]) معجم الأدباء ج18 ص80 وقاموس الرجال ج9 ص152 والغدير ج1 ص152.

([2]) معجم الأدباء ج18 ص84 والغدير ج1 ص152.

([3]) تذكرة الحفاظ ج2 ص713 رقم 728 والغدير ج1 ص314 و 294 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص98.

([4]) إقبال الأعمال ص453 و (ط مكتب الإعلام الإسلامي) ج2 ص279 وأشار إلى كتاب ابن جرير في: البداية والنهاية ج11 ص146 وتهذيب التهذيب ج7 ص339 وقاموس الرجال ج11 ص264 وكشف المهم في طريق خبر غدير خم ص82 والفهرست للطوسي ص150 وبحار الأنوار ج95 ص301 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص228 والغدير ج1 ص23 وأسد الغابة ج1 ص308 وتنبيه الغافلين ص65 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص274.

([5]) راجع: مشكل الآثار ج2 ص308 والصواعق المحرقة ص42 و 43 والمعتصر من المختصر ج2 ص301 والمرقاة في شرح المشكاة ج10 ص476 وشرح الأخبار ج1 ص81 والمسترشد للطبري ص35 وإقبال الأعمال لابن طاووس ج2 ص239 وبحار الأنوار ج37 ص126 والغدير ج1 ص153 ورجال النجاشي ص322 وقاموس الرجال ج9 ص151 و 154 و 193.

([6]) تذكرة الحفاظ ج2 ص713 ومشكل الآثار ج2 ص308 والصواعق المحرقة ص42 و 43 والإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» للرحماني ص807 والمعتصر من المختصر ج2 ص301 وفتح الملك العلي ص15 والمرقاة في شرح المشكاة ج10 ص476 والمسترشد للطبري ص43 والكنى والألقاب ج1 ص241 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص218 والغدير ج1 ص152 و 307.

 
   
 
 

موقع الميزان