الفصل الثاني: جيش اسامه والكتاب الذي لم يكتب

   

صفحة :347-380   

تجهيز جيش اسامه:
ومن الأحداث التي جرت في مرض النبي «صلى الله عليه وآله» تجهيزه لجيش أسامة، وجعل الصحابة فيه، بما فيهم أبو بكر وعمر( )، وحثه له على المسير، ولكن الصحابة تثاقلوا وسوفوا، رغم أنه «صلى الله عليه وآله» لعن من تخلف عن جيش أسامة( ).
والذي يعنينا من هذا الحدث أمران:
الأول: لماذا لم يكن علي «عليه السلام» في ذلك الجيش؟!
الثاني: إذا لم يكن علي «عليه السلام» في هذا الجيش، فلماذا نذكر نحن هذا الحذف هنا في سيرة علي «عليه السلام»؟!
علي × ليس في جيش أسامة:
أما بالنسبة لعدم دخول علي «عليه السلام» في جيش أسامة، فنقول:
ألف: إن ظاهر الحال يشير إلى أن المسلمين كانوا يعلمون بأن علياً «عليه السلام» لم يجعل في ذلك الجيش، ولم يشمله أمر النبي «صلى الله عليه وآله» للصحابة بالإلتحاق به، ولذلك لم يعترض أحد من الصحابة على تخلُّفه عنه «عليه السلام».
كما أن جميع المسلمين والمحدثين، والناقلين، والمؤرخين لم يشيروا إلى أية شبهة، أو تساؤل حول ذلك، بل أرسلوه إرسال المسلمات، مع يقين راسخ بأنه لو جعله في ذلك الجيش لكان هو الأمير عليه.
كما أن الشيعة ما زالوا يشنعون على أبي بكر وعمر لأجل تخلفهما عن جيش أسامة، ولم نجد أحداً نقض عليهم بتخلف علي «عليه السلام»..
وأعداء علي «عليه السلام» من الأمويين والعباسيين أيضاً لم يشنعوا عليه في ذلك، ولا أوردوه في مناظراتهم، وكانوا وما زالوا يتلمسون المهارب والأعذار لأبي بكر وعمر فيما صدر منهما.
ب: إن جعل النبي «صلى الله عليه وآله» علياً «عليه السلام» وصياً بأمر من الله تعالى، والبيعة له في يوم الغدير يمنع من جعله إياه في جيش أسامة، لا سيما وهو «صلى الله عليه وآله» يتوقع أن ينزل به القضاء لحظة بعد أخرى، فقد أخبرهم «صلى الله عليه وآله» بدنو أجله، وأنه يوشك أن يدعى فيجيب.. ولا بد أن يغسله ويصلي عليه، ويدفنه وصيه من بعده.
كما أنه لم يكن «صلى الله عليه وآله» ليجعله مولى للناس، وأولى بهم من أنفسهم، ثم يجعل أسامة أميراً عليه، والمتصرف فيه، والآمر والناهي له.
ج: ورد في رسالة كتبها أمير المؤمنين «عليه السلام» إلى شيعته قوله:
«وقد كان نبي الله أمّر أسامة بن زيد على جيش، وجعلهما (يعني أبا بكر وعمر) في جيشه.
وما زال النبي «صلى الله عليه وآله» إلى أن فاضت نفسه يقول: «انفذوا جيش أسامة».
فمضى جيشه إلى الشام، حتى انتهوا إلى أذرعات الخ..»( ).
فلو كانت حاله «عليه السلام» في التخلف عن جيش أسامة حال غيره لم تصح منه الإشارة إلى تخلفهما، وعصيانهما أمر رسول الله «صلى الله عليه وآله».
لماذا جيش أسامة؟!:
ذكر العلماء «رحمهم الله»: أن بعث جيش أسامة، وجعل الصحابة كلهم فيه، كان ضمن سياسة معينه، لم يزل الكثيرون يحاولون تجاهلها، ويصرون على عدم الإعتراف بها..
ويؤكد ذلك: أن المهمة التي أوكلت إلى أسامة لم تكن تفوت بالتأجيل وكان «صلى الله عليه وآله» مريضاً، وكان أيضاً قد أخبرهم بقرب حضور أجله.
فالسؤال هنا هو:
ما معنى إصراره «صلى الله عليه وآله» على هذا البعث؟!
ولماذا يجعل فيه كبار صحابته؟!
ولماذا يلعن من يتخلف عنه؟!
والجواب:
هو أنه «صلى الله عليه وآله» أراد أن يبعد المناوئين لعلي «عليه السلام» عن المدينة، ليبرم أمر خلافته في غيابهم، لكي يضعفوا عن منازعته، والخلاف عليه..
وإنما اختار أسامة للإمارة عليهم، رداً لجماح أهل الجماح منهم، ودفعاً لأي نزاع في المستقبل، وتفويتاً للفرصة على من يريد أن يتخذ من السن ذريعة للخلاف على من نصبه الله تعالى ورسوله «صلى الله عليه وآله» لهم علماً وإماماً..
ولكن امتناعهم من امتثال أمر رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وطعنهم في تأمير أسامة، وتثاقلهم عن الخروج، وتسويفهم حتى مضى حوالي نصف شهر، وتوفي «صلى الله عليه وآله» لم يستطع أن يحجب عن الناس المعاني والدلالات التي أراد «صلى الله عليه وآله» أن يفهمها للناس وللأجيال إلى يوم القيامة من إجرائه هذا..
هذا.. وقد تكلمنا حول كثير مما يرتبط بهذا الأمر في كتابنا الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» ج32 فلا بأس للرجوع إليه.
رزية يوم الخميس:
ثم كان من الأحداث التي جرت إبان مرض رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ما عرف برزية يوم الخميس، على حد تعبير ابن عباس: «يوم الخميس، وما يوم الخميس، الرزية كل الرزية، ما حال بين رسول الله «صلى الله عليه وآله» وبين كتابه» أو نحو ذلك( ).
وذلك أنه لما اشتد برسول الله «صلى الله عليه وآله» وجعه قال: «إيتوني بكتاب (أو بكتف ودواة) أكتب لكم كتاباً لا (أو لن) تضلوا بعده» أو «لا يَظلمون ولا يُظلمون»، وكان في البيت لغط، فنكل عمر، فرفضها رسول الله «صلى الله عليه وآله».
فقال عمر: إن النبي غلبه الوجع. (أو مدّ عليه الوجع)، (أو إن النبي يهجر( )) وعندنا كتاب الله، (أو وعندكم القرآن)، حسبنا كتاب الله.
فاختلف من في البيت واختصموا، واختلفوا، أو كثر اللغط، بين من يقول: قربوا يكتب لكم، وبين من يقول: القول ما قال عمر..
فقال «صلى الله عليه وآله»: قوموا عني، ولا ينبغي عندي. (أو عند نبي تنازع)( ).
وفي نص آخر: منهم من يقول: القول ما قاله عمر، فتنازعوا، ولا ينبغي عند النبي التنازع، فقالوا: ما شأنه أهجر؟! استفهموه.
فذهبوا يعيدون عليه، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: قوموا ـ لما أكثروا اللغو والإختلاف عنده ـ دعوني، فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه الخ..( ).
وعن ابن عباس قال: دعا رسول الله «صلى الله عليه وآله» بكتف، فقال: ائتوني بكتف أكتب لكم كتاباً لا تختلفون بعدي.
فأخذ من عنده من الناس في لغط، فقالت امرأة ممن حضر: ويحكم، عهد رسول الله «صلى الله عليه وآله» إليكم.
فقال بعض القوم: اسكتي، فإنه لا عقل لك.
فقال النبي «صلى الله عليه وآله»: أنتم لا أحلام لكم( ).
فخرج ابن عباس وهو يقول: «الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين كتابه»( ) لاختلافهم ولغطهم.
ونقول:
إن هذا المورد، وإن كان كسابقه، لا ذكر فيه لعلي «عليه السلام» صراحة أيضاً، ولكنه يعنيه بلا ريب. وفي الجزء 32 من كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» تفاصيل كثيرة حول هذا الموضوع، فمن أراد التوسع فليراجع ذلك الكتاب..
لكننا نورد هنا لمحة مما له مساس مباشر بعلي «عليه السلام»، فنقول:
ما أشبه الليلة بالبارحة:
إن ما جرى يوم الخميس قد تضمن إساءات عديدة لرسول الله «صلى الله عليه وآله».
منها: امتناعهم عن تلبية طلبه «صلى الله عليه وآله» بتقديم كتف ودواة له، ومنعهم غيرهم ممن حضر من ذلك أيضاً..
ومنها: رفع أصواتهم، وضجيجهم، ولغطهم في محضره..
ومنها: تنازعهم عنده، حتى طردهم رسول الله «صلى الله عليه وآله» من ذلك المجلس..
ومنها: إغضابهم لرسول الله «صلى الله عليه وآله» بتصرفاتهم غير اللائقة، ومنها قولهم لبعض النساء إنها لا عقل لها..
ومنها: اتخاذهم القرار المخالف لإرادة الرسول، حين قالوا: حسبنا كتاب الله.
ومنها: ما هو أعظم وأدهى، وأشر وأضر، وهو اتهامهم النبي «صلى الله عليه وآله» بالهجر والهذيان..
وهذا يشبه كثيراً ما جرى في عرفة حيث ضج الناس، وصاروا يقومون ويقعدون، وبلغ من علو أصواتهم فوق صوت رسول الله «صلى الله عليه وآله»، أن صُمَّتِ الآذان عن سماع قول الرسول «صلى الله عليه وآله».. إلى غير ذلك مما تقدم..
تشابه آخر بين الحدثين:
والغريب في الأمر: أن النبي «صلى الله عليه وآله» لم يصرح لهم في عرفة بما سوف يقوله، ولكنهم هم الذين استبقوا الأمور، ومنعوه من التصريح به.
وهكذا كان في يوم الخميس، فإنهم فعلوا كل تلك المعاصي، حتى لقد اتهموه بالهجر والهذيان، والحال أن النبي «صلى الله عليه وآله» لم يصرح لهم بعد بالذي يريد أن يكتبه في ذلك الكتاب أيضاً، وقد منعوه من ذلك بالفعل..
واللافت أيضاً: أن الذين تصدوا للنبي «صلى الله عليه وآله» في عرفات هم الفريق نفسه الذي تصدى له في يوم الخميس بأعيانهم وأشخاصهم!!
فما أشبه اليوم بالأمس، والليلة بالبارحة!!
ما الذي أراد ’ أن يكتبه؟!:
لا شك في أنه «صلى الله عليه وآله» لم يكن يريد أن يكتب في ذلك الكتاب أحكاماً ووصايا من قبيل: اخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب، ونحو ذلك، كما ربما يدعيه بعض الناس.
أولاً: لأن قول الرسول: لن تضلوا بعده صريح في أن ما يريد كتابته يرتبط بالضلالة والهدى. وهذا يمثل استمرار خط النبوة ونهجها من خلال مقام الإمامة.
ثانياً: إنه لا مبرر لحرص عمر على المنع من كتابة أمثال هذه الوصايا التي تصون الأمة من الضلال إلى الحد الذي يتهم فيه النبي «صلى الله عليه وآله» بالهجر والهذيان!!
ثالثاً: إن كانت هذه الوصايا قد وردت في القرآن الكريم، فلا حاجة لكتابتها في كتاب، وإن لم تكن قد وردت فيه، فلا معنى لقول عمر: حسبنا كتاب الله..
رابعاً: إن الحافظ للأمة من الضلال لا بد أن يكون أمراً يمكن أن يؤثر في كل قضايا الإسلام وحقائقه، واعتقاداته، وأخلاقياته، وشرائعه، وتوجيهاته، وتلك الوصايا المزعومة ليست كذلك.
نصوص تدل على مضمون الكتاب:
لقد ورد التصريح بمعلومية ما كان يريد النبي «صلى الله عليه وآله» أن يكتبه.. على لسان عمر نفسه، وصرح به أيضاً ابن عباس، والخفاجي، والكرماني، والدهلوي، بل النبي نفسه أيضاً، فلاحظ النصوص التالية:
1 ـ قال الخفاجي، والكرماني، والدهلوي: إنه «صلى الله عليه وآله» أراد أن يكتب ولاية علي «عليه السلام»( ).
2 ـ وقال عمر لابن عباس في حديث لهما عن علي «عليه السلام»: «أراد أن يَذْكُرَهُ للأمر في مرضه، فصددته عنه، خوفاً من الفتنة، وانتشار أمر الإسلام. فعلم رسول الله ما في نفسي، وأمسك. وأبى الله إلا إمضاء مـا حتم»( ).
3 ـ عن ابن عباس: أن عمر سأله عن علي «عليه السلام»: «هل بقي في نفسه شيء من أمر الخلافة؟!
قلت: نعم.
قال: أيزعم أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» نص عليه؟!
قلت: نعم.
وأزيدك: سألت أبي عما يدَّعيه، فقال: صدق.
فقال عمر: لقد كان من رسول الله «صلى الله عليه وآله» في أمره ذرو من قول لا يثبت حجة، ولا يقطع عذراً. ولقد كان يربع في أمره وقتاً ما.
ولقد أراد في مرضه أن يصرح باسمه فمنعت من ذلك، إشفاقاً وحيطة على الإسلام.
لا ورب هذه البنية لا تجتمع عليه قريش أبداً»( ).
4 ـ وحين قال له ابن عباس: إن النبي «صلى الله عليه وآله» أراد الأمر لعلي «عليه السلام». أجابه عمر:
يا ابن عباس، وأراد رسول الله «صلى الله عليه وآله» الأمر له، فكان ماذا، إذا لم يرد الله تعالى ذلك؟!
إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» أراد أمراً، وأراد الله غيره، فنفذ مراد الله تعالى، ولم ينفذ مراد رسوله، أوكلما أراد رسول الله «صلى الله عليه وآله» كان؟!( ).
5 ـ إنه «صلى الله عليه وآله» كان قد أشار في بياناته الأخرى إلى ذلك الشيء الذي تحفظ به الأمة من الضلال، فقال: «يا أيها الناس، إني تركت فيكم ما إن أخذتم لن تضلوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي»( ).
ولكن هذا لا يعني أن يصبح الهدى أمراً مفروضاً، وجبرياً تكوينياً. بل هو مشروط بالأخذ بما يكتبه لهم، واختيارهم له.. ولكن الكتابة من شأنها لو تحققت بشروطها أن تحصن الناس من الشبهات والأضاليل.
لعله أراد استخلاف أبي بكر:
وقد ادَّعت عائشة: أن غرض النبي «صلى الله عليه وآله» من كتب الكتاب كان: الوصية لأبي بكر، لا لعلي «عليه السلام»، وأنه «صلى الله عليه وآله» قال لعائشة: ادعي لي أباك وأخاك، حتى أكتب لأبي بكر كتاباً، فإني أخاف أن يقول قائل، ويتمنى متمن، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر( ).
ورواه البخاري بلفظ: لقد هممت أو أردت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه، فأعهد، أن يقول قائلون، أو يتمنى المتمنون، ثم قلت: يأبى الله ويدفع المؤمنون، أو يدفع الله ويأبى المؤمنون.
ورواه مسلم بلفظ: قال لي رسول الله «صلى الله عليه وآله» في مرضه: ادع لي أبا بكر أباك وأخاك حتى أكتب كتاباً، فإني أخاف أن يتمنى متمن، أو يقول قائل: أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر.
وقد ورد: أنه أراد أن يكتب كتاباً، ولم يذكر أبا بكر( ).
وعن عائشة: لما ثقل رسول الله «صلى الله عليه وآله» دعا عبد الرحمن بن أبي بكر فقال: ائتني بكتف حتى أكتب لأبي بكر كتاباً لا يختلف عليه.
فذهب عبد الرحمن ليقوم. فقال: اجلس، أبى الله والمؤمنون أن يختلف على أبي بكر( ).
ونقول:
أولاً: إن ما تقدم يدل على خلاف ذلك، ولا سيما ما نقلناه عن عمر نفسه.
ثانياً: إن عمر كان من أشد المتحمسين لولاية أبي بكر، وإبعاد الأمر عن علي «عليه السلام» طمعاً في وصول الأمر إليه.. حتى لقد ضرب الزهراء «عليها السلام» وأسقط جنينها، وفعل الأفاعيل في مختلف الإتجاهات من أجل ذلك، فلماذا يمنع النبي من كتابة ذلك..
ثالثاً: لو كان المقصود هو كتابة إسم أبي بكر، فقد حصل المطلوب، بوصول أبي بكر إلى الخلافة بالفعل بعد وفاة النبي «صلى الله عليه وآله»، فلماذا كان ابن عباس بعد ذلك يبكي حتى يبل الحصى، لأجل منع النبي من كتابة ذلك الكتاب يوم الخميس؟!
رابعاً: إن روايتهم حول الكتابة لأبي بكر تصرح بأن النبي «صلى الله عليه وآله» هو الذي عدل عن كتابة ذلك الكتاب، فلماذ يبكي ابن عباس؟!
ثم لماذا يتقلب النبي في تصرفاته، ويغير آراءه؟! والحال أنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى!
خامساً: لقد أبت الزهراء، وعلي «عليهما السلام»، وبنو هاشم وكثير آخرون خلافة أبي بكر، فهل لم يكن هؤلاء من المؤمنين؟! فكيف يقول «صلى الله عليه وآله» أبى الله والمؤمنون أن يختلف على أبي بكر..
واللافت: أن مضمون هذه الكلمة لم يتحقق، فإن الإختلاف لا يزال قائماً منذئذٍ وإلى يومنا هذا..
سادساً: لم يترتب على استخلاف أبي بكر صيانة الأمة من الإختلاف والضلال إلى يوم القيامة، بل تمزقت أوصالها، وظهرت الفتن فيها، وسفكت الدماء، وفشت الضلالات، وانتشرت الشبهات، وتحكم فيها فجارها، وقُهِر بل قُتِل خيارها وأبرارها وعلى رأسهم علي، والزهراء، والحسنان، وبقية الأئمة «عليهم السلام»..
صلاة أبي بكر بالناس:
ومن الأحداث التي جرت في مرض رسول الله «صلى الله عليه وآله»: أنه لما ثقل «صلى الله عليه وآله»، حاول أبو بكر أن يصلي بالناس مكانه، فمنعه الرسول نفسه.. فعن عائشة: فلما دخل في الصلاة، وجد رسول الله من نفسه خفةً، فخرج يهادي بين رجلين: أحدهما (الفضل بن) العباس، لصلاة الظهر، كأني أنظر إلى رجليه يخطان الأرض من الوجع.
قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، بن مسعود: «فدخلت على ابن عباس، فعرضت حديثها عليه، فما أنكر منه شيئاً، غير أنه قال: أسمَّت لك الرجل الذي كان مع العباس؟!
قال: لا.
قال: علي بن أبي طالب( ).
ولكن عائشة لا تقدر على أن تذكره بخير( )، أو لا تطيب له نفساً بخير»( ).
وعن ابن عباس، أنه «صلى الله عليه وآله» قال: ابعثوا إلى علي فادعوه.
فقالت عائشة: لو بعثت إلى أبي بكر.
وقالت حفصة: لو بعثت إلى عمر.
فاجتمعوا عنده جميعاً، فقال «صلى الله عليه وآله»، انصرفوا، فإن تك لي حاجة ابعث إليكم، فانصرفوا.
وقال «صلى الله عليه وآله»: آن الصلاة، قيل: نعم. إلخ( )..
7 ـ وحسب نص ابن شهر آشوب عن ابن عباس:
لما مرض رسول الله «صلى الله عليه وآله» مرضه الذي مات فيه كان في بيت عائشة، فقال: ادعوا لي علياً.
قالت عائشة: ندعو لك أبا بكر.
قال: ادعوه.
قالت حفصة: يا رسول الله، ندعو لك عمر.
قال: ادعوه.
قالت أم الفضل: يا رسول الله، ندعو لك العباس.
قال: ادعوه.
فلما اجتمعوا رفع رأسه فلم ير علياً، فسكت.
فقال عمر: قوموا عن رسول الله «صلى الله عليه وآله»( ).
والظاهر هو أن قوله «صلى الله عليه وآله»: ادعوه.. عن أبي بكر، وعمر، والعباس هو إرجاع للأمر إليهم، وجعلهم بالخيار في أن يفعلوا ما يحبون، إذ لو كان أمراً لهم بدعوتهم لكان قد كلمهم حين حضروا عنده، والروايات المتقدمة تصلح قرينة على ذلك..
علي × يروي ويستدل:
وروى البلاذري عن علي بن أبي طالب «عليه السلام» قال: إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لم يمت فجأة، كان بلال يأتيه في مرضه فيؤذنه بالصلاة، فيأمر أبا بكر أن يصلي بالناس، وهو يرى مكاني، فلما قبض رسول الله «صلى الله عليه وآله» رأوا أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد ولاه أمر دينهم، فولوه أمر دنياهم( ).
وروى البلاذري عنه قال: لما قبض رسول الله «صلى الله عليه وآله» نظرنا في أمرنا، فوجدنا النبي «صلى الله عليه وآله» قد قدم أبا بكر في الصلاة، فرضينا لدنيانا من رضيه رسول الله «صلى الله عليه وآله» لديننا، فقدمنا أبا بكر، ومن ذا كان يؤخره عن مقام أقامه رسول الله «صلى الله عليه وآله» فيه؟!( ).
وروى الحسن البصري عن قيس بن عباد قال: قال علي بن أبي طالب صلوات الله عليه: إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» مرض ليالي وأياماً ينادى بالصلاة، فيقول: مروا أبا بكر يصلي بالناس.
فلما قبض رسول الله «صلى الله عليه وآله» نظرت، فإذا الصلاة علم الإسلام، وقوام الدين، فرضينا لدنيانا من رضي رسول الله «صلى الله عليه وآله» لديننا، فبايعنا أبا بكر( ).
وروى البلاذري عن أبي الجحاف قال: لما بويع أبو بكر، وبايعه الناس، قام ينادي ثلاثاً: أيها الناس قد أقلتكم بيعتكم.
فقال علي: والله لا نقيلك ولا نستقيلك، قدمك رسول الله «صلى الله عليه وآله» في الصلاة، فمن ذا يؤخرك؟!( ).
ونقول:
تقدم: أن عائشة وحفصة ترفضان تلبية طلب النبي «صلى الله عليه وآله» دعوة علي «عليه السلام» إليه، وتصران على دعوة أبي بكر وعمر، ويأتيان، فيرفض النبي «صلى الله عليه وآله» أن يكلمهما ويصرفهما عنه.
وهذا يعطي الإنطباع عن محاولاتهم إبعاد علي، والإستبداد بالأمور، من دون رضا من النبي «صلى الله عليه وآله».
وقد تأكد ذلك بما جرى يوم الخميس، حيث اتهموا النبي «صلى الله عليه وآله» بالهذيان، ورفضوا تقديم كتف ودواة إليه ليكتب لهم كتاباً لن يضلوا بعده أبداً.
كما أنهم رفضوا المسير في جيش أسامة رغم لعن النبي «صلى الله عليه وآله» من تخلف عن ذلك الجيش، وتأكيده على تجهيزه ومسيره..
وحين علم النبي «صلى الله عليه وآله» بأن أبا بكر قد شرع يصلي بالناس، خرج رغم شدة وجعه، وعزله عن الصلاة، وصلى بهم بنفسه.
وقد ناقشنا في كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» ما ادعوه من أن النبي «صلى الله عليه وآله» نفسه هو الذي أمره بالصلاة، وقلنا: إن ذلك لا يمكن أن يتلاءم مع قولهم: إنه «صلى الله عليه وآله» قد عزله عن الصلاة.
وأثبتنا هناك فساد أقاويلهم المختلفة في ذلك، فلا حاجة إلى تكرار ذلك هنا، ولكننا نذكر هنا إلماحات يسيرة إلى ما له ارتباط مباشر بعلي «عليه السلام»، فنقول:
أولاً: إن الإستدلال على صحة خلافة أبي بكر، الذي نسبوه إلى علي «عليه السلام» كما تقدم لا يصح، فإن من يصلح لإمامة الجماعة في الصلاة قد لا يصلح لإمامة الأمة، ولا لقيادة الجيوش، ولا للقضاء بين الناس إلخ.
ثانياً: لا يشترط في إمامة الصلاة عند هؤلاء الناس العلم والشجاعة في الإمام.. ولا غير ذلك من الشرائط المعتبرة في إمامة الأمة، بل لا يشترطون فيها حتى التقوى والعدالة، فقد رووا عن النبي «صلى الله عليه وآله»، أنه قال: صلوا خلف كل بر وفاجر( ).
ثالثاً: إذا كان الوجع قد غلب على رسول الله «صلى الله عليه وآله» حتى صار يهجر، أو غلبه الوجع حتى أسقط كلامه عن الإعتبار، كما زعمه عمر، ووافقه عليه جماعة ممن هم معه، فلا قيمة لما يصدر عن النبي «صلى الله عليه وآله» في هذه الحال حسب قول عمر نفسه.
رابعاً: صرحت الروايات بأن أبا بكر قد عزل عن هذه الصلاة، ولا أقل من أن ذلك محتمل إحتمالاً قوياً، استناداً إلى الروايات الصحيحة فيه، فلا يصح الإستدلال بأمر بادر هو إليه، فعزله النبي «صلى الله عليه وآله» عنه.
خامساً: إنهم يذكرون أن علياً «عليه السلام» كان يقول: إن عائشة هي التي أمرت أباها أن يصلي بالناس، فقد قال أستاذ المعتزلي:
«فلما ثقل رسول الله «صلى الله عليه وآله» في مرضه أنفذ جيش أسامة، وجعل فيه أبا بكر وغيره من أعلام المهاجرين والأنصار. فكان علي «عليه السلام» حينئذٍ بوصوله إلى الأمر ـ إن حدث برسول الله «صلى الله عليه وآله» حدث ـ أوثق. وتغلب على ظنه: أن المدينة لو مات لخلت من منازع ينازعه الأمر بالكلية، فيأخذه صفواً عفواً، وتتم له البيعة، فلا يتهيأ فسخها لو رام ضدٌّ منازعته عليها..
فكان من عود أبي بكر من جيش أسامة ـ بإرسالها إليه، وإعلامه بأن رسول الله «صلى الله عليه وآله» يموت ـ ما كان، ومن حديث الصلاة بالناس ما عرف.
فنسب علي «عليه السلام» إلى عائشة: أنها أمرت بلالاً مولى أبيها ـ حسب زعمهم ـ أن يأمره فليصل بالناس، لأن رسول الله ـ كما روي ـ قال: ليصل بهم أحدهم، ولم يعين. وكانت صلاة الصبح؛ فخرج رسول الله «صلى الله عليه وآله» وهو في آخر رمق، يتهادى بين علي والفضل بن العباس، حتى قام في المحراب ـ كما ورد في الخبر ـ ثم دخل، فمات ارتفاع الضحى.
فجعل يوم صلاته حجة في صرف الأمر إليه، وقال: أيكم يطيب نفساً أن يتقدم قدمين قدمهما رسول الله في الصلاة.
ولم يحملوا خروج رسول الله «صلى الله عليه وآله» لصرفه عنها، بل لمحافظته على الصلاة مهما أمكن.. فبويع على هذه النكتة التي اتهمها علي «عليه السلام» على أنها ابتدأت منها.
وكان علي «عليه السلام» يذكر هذا لأصحابه في خلواته كثيراً، ويقول: إنه لم يقل «صلى الله عليه وآله»: إنكن لصويحبات يوسف إلا إنكاراً لهذه الحال، وغضباً منها، لأنها وحفصة تبادرتا إلى تعيين أبويهما، وأنه استدركها بخروجه، وصرفه عن المحراب، فلم يجْدِ ذلك ولا أثّر. مع قوة الداعي الذي كان يدعو إلى أبي بكر، ويمهد له قاعدة الأمر، وتقرر حاله في نفوس الناس، ومن اتبعه على ذلك من أعيان المهاجرين والأنصار..
فقلت له «رحمه الله»: أفتقول أنت: إن عائشة عينت أباها للصلاة، ورسول الله «صلى الله عليه وآله» لم يعينه؟!
فقال: أما أنا فلا أقول ذلك، ولكن علياً كان يقوله، وتكليفي غير تكليفه. كان حاضراً، ولم أكن حاضراً.. الخ»( ).
ونقول:
ونلاحظ: أن الفقرة الأخيرة أظهرت: أن المعتزلي فاجأ أستاذه اللمعاني بسؤاله، وربما يكون قد أخافه، فاضطر إلى أن يميز نفسه عن علي «عليه السلام» في هذا الأمر، مع إلماحه إلى أن علياً «عليه السلام» هو الذي يعيش الحدث، ويعرف تفاصيله، فقد كـان علي حـاضراً، ولم يكـن اللمعـاني حاضراً!!
ونحن تكفينا شهادة علي «عليه السلام» حول هذا الأمر، فقد قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «علي مع الحق والحق مع علي، يدور معه كيفما دار» أو نحو ذلك( ).
سادساً: إن علياً «عليه السلام» لم يزل يعلن سخطه وإدانته لأبي بكر في اغتصابه الخلافة منه بعد رسول الله «صلى الله عليه وآله». فكيف يستدل لصحة خلافة أبي بكر، ثم ينكر عليه أخذها منه؟!
سابعاً: بالنسبة لمناداة أبي بكر في الناس ليقيله الناس البيعة نقول: إن فيه مغالطة ظاهرة، فإن المطلوب هو أن يقيلهم هو بيعتهم له، وليس العكس.

 

([1]) راجع: تاريخ اليعقوبي ج2 ص74 وأنساب الأشراف ج1 ص474 وتهذيب تاريخ ابن عساكر ج2 ص391 وج3 ص215 وأسد الغابة ج1 ص68 وتاريخ الخميس ج2 ص172 وتاريخ أبي الفداء ج1 ص156 والطبقات الكبرى ج2 ص190 وج4 ص66 وسبل الهدى والرشاد ج6 ص248 وسمط النجوم العوالي للعاصمي ج2 ص224 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج1 ص159 وج6 ص52 والكامل ج2 ص317 عن السيرة الحلبية ج3 ص234 وعن السيرة النبوية لدحلان ج2 ص339 وكنز العمال ج10 ص570 ومنتخب كنز العمال ج4 ص180 وحياة محمد ص467.

([2]) راجع: الملل والنحل (ط دار المعرفة) ج1 ص23 و (بهامش الفصل لابن حزم) ج1 ص20 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج6 ص52 عن كتاب السقيفة لأحمد= = بن عبد العزيز الجوهري وراجع: المسترشد للطبري ص112 وبحار الأنوار ج30 ص431 و 432 ونفحات اللاهوت ص113 وتشييد المطاعن ج1 ص47 ومعالم المدرستين ج2 ص77 ووصول الأخيار إلى أصول الأخبار ص68 وكتاب الأربعين للشيرازي ص141 و 527 وقاموس الرجال ج12 ص21 والسقيفة وفدك للجوهري ص77 ونهج السعادة ج5 ص259 ومستدرك سفينة البحار ج5 ص209 والنص والإجتهاد ص42 والمراجعات ص374 وإحقاق الحق (الأصل) ص218.

([3]) الخطبة في بحار الأنوار ج30 ص7 ـ 12 وكشف المحجة ص176 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج4 ص74 ونهج السعادة ج5 ص205 والإمامة وأهل البيت لمحمد بيومي مهران ج1 ص79.

([4]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص247 وراجع: نفحات اللاهوت ص117 ومكاتيب الرسول ج1 ص608 وج3 ص693 و 695 و 699 ومسند أحمد = = ج1 ص325 و 336 وصحيح البخاري (ط دار الفكر) ج5 ص138 وج7 ص9 وج8 ص161 و (ط دار ابن كثير) ج1 ص54 وج4 ص1612 وج5 ص2146 وج6 ص2680 وصحيح مسلم (ط دار الفكر) ج5 ص76 و (ط دار إحياء التراث) ج3 ص2259 وشرح مسلم للنووي ج11 ص89 وعمدة القاري ج2 ص170 وج18 ص62 و 63 وج21 ص225 وج25 ص76 وفتح الباري ج8 ص132 والملل والنحل للشهرستاني (ط دار المعرفة) ج1 ص22 والمصنف للصنعاني ج5 ص439 والسنن الكبرى للنسائي ج3 ص433 وج4 ص360 وصحيح ابن حبان ج14 ص562 والجمع بين الصحيحين ج2 ص9 ومسند أبي عوانة ج3 ص476 والدرر لابن عبد البر ص270 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج2 ص55 وج6 ص51 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص244 والبداية والنهاية ج5 ص248 و 271 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج3 ص171 والمنتقى من منهاج الإعتدال للذهبي ج1 ص347 و 349 ومنهاج السنة النبوية لابن تيمية ج6 ص19 و 25 و 316 و 572 ودلائل النبوة للبيهقي ج7 ص184 وسلوة الكئيب بوفاة الحبيب لابن ناصر الدين الدمشقي ج1 ص107 والبدء والتاريخ للمطهر بن طاهر المقدسي ج5 ص59 وسمط النجوم العوالي لعبد الملك بن حسين بن عبد الملك  الشافعي العاصمي المكي ج3 ص356 والأنس الجليل لمجير الدين الحنبلي العليمي ج1 ص216 وإمتاع الأسماع ج14 ص446 و 447 و 449 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص451 و 498 ومجمع النوريـن ص203 وموسوعـة الإمـام علي = = «عليها السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص387 و 388 و 407 ومنهاج الكرامة ص103 ونهج الحق ص333 وأعيان الشيعة ج1 ص294 و 424 و 426 والدرجات الرفيعة ص103 ومعجم رجال الحديث للسيد الخوئي ج14 ص37 . ومعجم الرجال والحديث لمحمد حياة الأنصاري ج1 ص127 وج2 ص3 و 97 و 111 و 229 والمسترشد للطبري (الشيعي) ص681 وتشييد المطاعن ج1 ص355 ـ 431 ومناقب آل أبي طالب ج1 2 ص203 وأمالي المفيد ص37 والطرائف ص433 واليقين ص521 وسعد السعود ص297 وكشف المحجة لثمرة المهجة ص65 والصراط المستقيم ج3 ص6 و 100 ووصول الأخيار إلى كتاب الأخبار ص73 والصوارم المهرقة ص192 وكتاب الأربعين للشيرازي ص534 وبحار الأنوار ج22 ص473 و 474 وج30 ص531 و 532 و 534 و 536 و 552 ومناقب أهل البيت «عليهم السلام» للشيرواني ص384 و388 والمراجعات ص353 والنص والإجتهاد ص149 والغدير ج3 ص215 ومستدرك سفينة البحار ج7 ص425 وإحقاق الحق (الأصل) ص280 وغاية المرام ج6 ص95 والفصول المهمة في تأليف الأمة ص105.

([5]) صرح بأن عمر قال: «إن النبي يهجر» في شرح الشفاء للخفاجي ج4 ص278 وبحار الأنوار ج22 ص468 ولا بأس بمراجعة جميع الهوامش في مكاتيب الرسول ج3 ص693 ـ 702.

([6]) راجع فيما تقدم: سبل الهدى والرشاد ج12 ص248 عن أبي يعلى بسند صحيح عن جابر وعن ابن عباس كذلك، وراجع: الطبقات الكبرى لابن سعد (ط ليدن) ج2 ق2 ص37 وراجع: مكاتيب الرسول ج3 ص693 و694 و696 في هامشه عن: البخاري ج1 ص39 وج6 ص11 وج7 ص156 وج9 ص137 وفتح الباري ج1 ص185 وج8 ص100 و 101 وج13 ص289 وعمدة القاري ج2 ص170 وج25 ص76 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ق2 ص37 وابن سبأ ص79 وصحيح مسلم ج3 ص1259 ومناقب آل أبي طالب (ط قم المقدسة) ج1 ص235 عن ابن بطة، والطبري، ومسلم، والبخاري، قال: واللفظ للبخاري ولم يسم الراوي عن ابن عباس. وبحار الأنـوار ج22 ص468 وج30 ص531 و533 و535 عن إعـلام الـورى، = = والإرشاد للمفيد، وص472 عن المناقب لابن شهرآشوب، وج36 ص277 عن الغيبة للنعماني ص38 و 39 عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم، عن علي «عليه السلام» والمصنف للصنعاني ج5 ص438 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ص849 والسيرة الحلبية ج3 ص382 والإرشاد للمفيد ص87 ومسند أحمد ج1 ص324 و 336 والشفاء للقاضي عياض ج2 ص431 والدرر لابن عبد البر ص125 و 204 وكشف المحجة ص64 والبداية والنهاية ج5 ص227 و 251 والفائق للزمخشري ج4 ص93 والتراتيب الإدارية ج2 ص241 و 243 والأدب المفرد ص47 وشرح الخفاجي للشفاء ج4 ص277 وشرح القاري بهامشه ص277 والطرائف ص432 عن الجمع بين الصحيحين وغيره، وغاية المرام ص596 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج2 ص54 عن الشيخين، وكذا ص55 وج6 ص51 عن الجوهري.

أضاف العلامة الأحمدي في مكاتيب الرسول: «لن تضلوا» كما في البخاري ج9 ص137 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ق2 ص37 ومسند أحمد ج1 ص324 و 336 والطرائف.

وفي البخاري ج7 ص156 فقال عمر: «إن النبي «صلى الله عليه وآله»..» وكذا ج9 ص137.

والطبقات، ومسلم، وابن شهرآشوب، وعبد الرزاق ج5 ص438 ومسند أحمد ج1 ص324 والشفاء ج2 ص431: «إن النبي قد اشتد به الوجع».

والطرائف ص431 و 432 وفي شرح الخفاجي ج4 ص278: «وفي بعض طرقه، = = فقال عمر: إن النبي «صلى الله عليه وآله» يهجر».

وفي بحار الأنوار ج22 ص468: فقام بعض من حضر يلتمس دواة وكتفاً، فقال عمر: «ارجع، فإنه يهجر» و ص498 عن سليم: «فقال رجل منهم: إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» يهجر» كما في الإرشاد أيضاً.

وفي شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج6 ص51: «فقال عمر كلمة معناها: إن الوجع قد غلب على رسول الله «صلى الله عليه وآله»..»

وفي العبر وديوان المبتدأ والخبر: «وقال بعضهم: إنه يهجر، وقال بعضهم: «أهجر»؟ مستفهماً.

وقال الحلبي: فقال بعضهم أي: وهو سيدنا عمر: إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد غلبه الوجع».

وفي بحار الأنوار ج36 ص277 عن علي «عليه السلام»: أنه قال لطلحة: «أليس قد شهدت رسول الله «صلى الله عليه وآله» حين دعا بالكنف ليكتب فيها ما لا تضل الأمة بعده ولا تختلف، فقال صاحبك ما قال: «إن رسول الله يهجر»، فغضب رسول الله «صلى الله عليه وآله» وتركها؟

وفي الطرائف: وفي رواية ابن عمر من غير كتاب الحميدي قال عمر: «إن الرجل ليهجر».

وفي كتاب الحميدي قالوا: «ما شأنه هجر»؟

([7]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص247 عن البخاري ومسلم، والبداية والنهاية ج5 ص271 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص499 الإيضاح لابن شاذان الأزدي ص359 واليقين لابن طاووس ص521 والبحار ج30 ص531 و 534 وفتح الباري ج8 ص102 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج13 ص31 والإكمال في أسماء الرجال ص202 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص436 والكامل في التاريخ لابن الأثير ج2 ص320 والعبر وديوان المبتدأ والخبرج2 ق2 ص62 وإمتاع الأسماع ج14 ص447 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص247 ومجمع النورين للمرندي ص202 وسفينة النجاة للسرابي التنكابني ص205.

([8]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص248 عن الطبراني، ومكاتيب الرسول ج3 ص698 عن غاية المرام ص598 ومجمع الزوائد ج4 ص215 والمعجم الكبير ج11 ص30.

([9]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص247 ومكاتيب الرسول ج3 ص695 وقال في هامشه عن: تشييد المطاعن (ط الهند) ج1 ص366 عن البخاري في باب العلم و ص367 عن عبيد الله عنه في كتاب الجهاد، وكتاب الخمس عن سعيد، وباب مرض النبي «صلى الله عليه وآله» كتاب المرضى باب قول المريض: قوموا عني عن عبيد الله وص368 عن كتاب الإعتصام، وعن مسلم بطرق كثيرة عن سعيد وص369 عن سعيد أيضاً، وعن المشكاة عن عبيد الله عن ابن عباس وص380 عن الملل والنحل، وبحار الأنوار ج30 ص532 بالإضافة إلى نصوص أخرى تقدمت.

([10]) راجع: شرح الشفاء للخفاجي ج4 ص325 وتشييد المطاعن ج1 ص426 عن شرح المشكاة للدهلوي، وعن الخفاجي، والكرماني في شرح البخاري، وعن فتح الباري ج1 ص186 وج8 ص101 و 102 وعمدة القاري ج2 ص171.

([11]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج12 ص79 وراجع: غاية المرام (المقصد الثاني) فصل الفضائل، باب 73 ص596 وبحار الأنوار ج30 ص555 ومكاتيب الرسول ج3 ص706.

([12]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج12 ص20 و 21 عن كتاب تاريخ بغداد لأحمد بن أبي طاهر، وراجع ج12 ص79 و 85 و 86 و 84 و 80 و 82 وقاموس الرجال ج6 ص398 وج7 ص188 وبهج الصباغة ج6 ص244 وج4 ص381 وعن ناسخ التواريخ (الجزء المتعلق بالخلفاء) ص72 و 80. وراجع: بحار الأنوار ج30 ص244 و 556 وج31 ص75 وج38 ص157 ونفحات اللاهوت ص81 و 118 و 121 والصراط المستقيم ج3 ص5 وغاية المرام (ط حجرية) ص595 ومناقب أهل البيت «عليهم السلام» للشيرواني ص450 ومكاتيب الرسول ج3 ص707 والدرجات الرفيعة ص106 وكشف الغمة = = ج2 ص47 وكشف اليقين ص472 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص91 و 391 والتحفة العسجدية ليحيى بن الحسين بن القاسم ص144 وسفينة النجاة للسرابي التنكابني ص226.

([13]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج12 ص78 و 79 وغاية المرام (المقصد الثاني) ص596 وبحار الأنوار ج30 ص554. وراجع: مكاتيب الرسول ج1 ص610 وج3 ص707 والتحفة العسجدية ليحيى بن الحسين بن القاسم ص147.

([14]) راجع: حديث الثقلين للوشنوي تجد شطراً وافياً من مصادر حديث الثقلين، والمراجعات ص49 و 50.

([15]) راجع: تاريخ الإسلام للذهبي ج1 ص380 وإمتاع الأسماع ج14 ص433 والسنن الكبرى للنسائي ج4 ص253 وكتاب الوفاة للنسائي ص26 والمعجم الأوسط ج6 ص340. ومكاتيب الرسول ج3 ص710 وفي هامشه عن: الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ق2 ص24 وج3 ق1 ص127 و 128 و (ط دار صادر) ج3 ص180 والبخاري ج9 ص100 باب الإستخلاف، وفتح الباري ج1 ص186 وج13 ص177 وعمدة القاري ج2 ص171 وج24 ص278 وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص541 والدرر لابن عبد البر ص125 و 204 والمنتظم لابن الجوزي ج4 ص32 ومسلم ج4 ص1857 والسيرة الحلبية ج3 ص381 وكنز العمال ج11 ص162 وج12 ص162 وج14 ص152 ومسند أحمد ج6 ص47 و 106 و 144 و 146 والكامل لابن       = = عدي ج6 ص2140 و ج2 ص705 ومنحة المعبود ج2 ص169 والبداية والنهاية ج5 ص228 وج6 ص198 ومجمع الزوائد ج3 ص63 وج5 ص181 وبلوغ الأماني ج1 ص235.

 والصراط المستقيم ج3 ص4. وراجع: بحار الأنوار ج28 ص351 وتشييد المطاعن (ط هند) ج1 ص411 و 431 ومجموعة الوثائق السياسية المقدمة الثالثة ص18 وابن أبي الحديد ج6 ص13 عن البخاري XE "البخاري" ، ومسلم، وأنكره وج11 ص49 وقال: فإنهم وضعوه في مقابلة الحديث المروي عنه في مرضه «ائتوني بدواة وبياض اكتب لكم ما لا تضلوا بعده أبدا فاختلفوا عنده وقال قوم منهم: قد غلبه الوجع حسبنا كتاب الله» وفي تشييد المطاعن ج1 ص431 نقل الإنكار عنه وعن جامع الأصول.

([16]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص247.

([17]) راجع: سبل الهدى والرشاد ج12 ص247 والأربعين البلدانية ص124 وتاريخ مدينة دمشق ج30 ص269 و 270 ومكاتيب الرسول ج3 ص711 وفي هامشه عن المصادر التالية: الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ق2 ص24 وج3 ق1 ص127 و 128 و (ط دار صادر) ج3 ص180 والبخاري ج9 ص100 باب الإستخلاف، وفتح الباري ج1 ص186 وج13 ص177 وعمدة القاري ج2 ص171 وج24 ص278 وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص541 والدرر لابن عبد البر ص125 و 204 والمنتظم لابن الجوزي ج4 ص32 ومسلم ج4 ص857 والسيرة الحلبية ج3 ص381 وكنز العمال ج11 ص162 وج12 ص162 وج14 ص152 ومسند أحمد ج6 ص47 و 106 و 144 و 146 والكامل لابن عدي ج6 ص2140 وج2 ص705 ومنحة المعبود ج2 ص169 والبداية والنهاية ج5 ص228 وج6 ص198 ومجمع الزوائد ج3 ص63 وج5 ص181 وبلوغ الأماني ج1 ص235 والصراط المستقيم ج3 ص4. وراجع: بحار الأنوار ج28 ص351 وتشييد المطاعن (ط الهند) ج1 ص411 و 431 ومجموعة الوثائق السياسية، المقدمة الثالثة ص18 وابن أبي الحديد ج6 ص13 عن البخاري XE "البخاري" ، ومسلم وأنكره وج11 ص49 وقال: فإنهم وضعوه في مقابلة الحديث المروي عنه في مرضه «ائتوني بدواة وبياض أكتب لكم ما لا تضلوا   = = بعده أبداً، فاختلفوا عنده، وقال قوم منهم قد غلبه الوجع حسبنا كتاب الله» وفي تشييد المطاعن ج1 ص431 نقل الأنكار عنه وعن جامع الأصول.

([18]) آفة أصحاب الحديث ص58 و 59 و 85 والبخاري ج1 ص175 و (ط دار الفكر) ج1 ص169 وصحيح مسلم ج2 ص21 وسنن النسائي ج2 ص102 والسنن الكبرى للبيهقي ج3 ص81 وج8 ص151 ومعرفة السنن والآثار  ج2 ص359 ونصب الراية للزيلعي ج2 ص52 وإمتاع الأسماع ج14 ص455 ومسند ابن راهويه ج2 ص505 وبحار الأنوار ج28 ص142 عن جامع الأصول ج11 ص382 ـ 383 وسنن الدارمي ج1 ص288 وسفينة النجاة للسرابي التنكابني ص148 و 149.

([19]) تاريخ الأمم والملوك ج2 ص433 وعمدة القاري ج5 ص192 وفتح الباري ج2 ص131 وخلاصة عبقات الأنوار ج3 ص287 والغدير ج9 ص324 و 392 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج32 ص 415.

([20]) مسند أحمد ج6 ص34 و 228 وعمدة القاري ج5 ص192 وخلاصة عبقات الأنوار ج3 ص287 وفتح الباري ج2 ص131 والغدير ج9 ص324 و 325 وراجع: صحيح البخاري ج1 ص175 والمصنف للصنعاني ج5 ص430 والمسترشد للطبري (الشيعي) ص126 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص175 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص433 والإرشاد للمفيد ج1 ص311 ومناقب أهل البيت «عليه السلام» للشيرواني ص472 وقاموس الرجال ج12 ص299 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج31 ص45.

([21]) راجع: تاريخ الأمم والملوك ج2 ص439 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج13 ص33 و35 وسفينة النجاة للتنكابني ص149 ومناقب أهل البيت للشيرواني ص397 والجمل للمفيد ص227.

([22]) مناقب آل أبي طالب ج1 ص203 وبحار الأنوار ج22 ص521 عنـه، ومسند أحمـد ج1 ص356 وسنن ابن ماجة ج1 ص391  والمعجم الكبير للطبراني ج12 ص89.

([23]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص316 عن البلاذري، وكنز العمال ج11 ص328 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص441 و 443 وراجع: السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص490 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص12.

([24]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص316 عن البلاذري، والتمهيد لابن عبد البر ج22 ص129 والغدير ج8 ص36 عن الرياض النضرة ج1 ص150 والوافي بالوفيات ج17 ص166 وراجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص183 وتاريخ مدينة دمشق ج30 ص265.

([25]) الإستيعاب (ط دار الجيل) ج3 ص971 وبحار الأنوار ج28 ص146 عنه، والتمهيد لابن عبد البر ج22 ص129 والغدير ج8 ص36 وعن صفة الصفوة ج1 ص97 والوافي بالوفيات ج7 ص166.

([26]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص317 عن البلاذري، والجامع لأحكام القـرآن ج1  ص272 وج7 ص172 وكنز العمال ج5 ص654 و 657 وأضواء البيان للشنقيطي ج1 ص31 وطبقات المحدثين بأصبهان ج3 ص576 والعثمانية ص235 وراجع: عيون أخبار الرضا «عليه السلام» للصدوق ج1 ص201 وبحار الأنوار ج31 ص621 وج49 ص192 والغدير ج8 ص40 وتاريخ مدينة دمشق ج64 ص345 والإمامة والسياسة (تحقيق الزيني) ج1 ص22 و (تحقيق الشيري) ج1 ص33 ومصباح الهداية في إثبات الولاية ص221.

([27]) راجع: سنن أبي داود كتاب الصلاة: الباب 63 وجامع الخلاف والوفاق ص84 وفتح العزيز للرافعي ج4 ص331 والمجموع للنووي ج5 ص268 ومغني       = = المحتاج للشربيني ج3 ص75 والمبسوط السرخسي ج1 ص40 وتحفة الفقهاء للسمرقندي ج1 ص229 وبدائع الصنائع لأبي بكر الكاشاني ج1 ص156 والجوهر النقي للمارديني ج4 ص19 والبحر الرائق لابن نجيم المصري ج1 ص610 وتلخيص الحبير ج4 ص331 ونيل الأوطار ج1 ص429 وشرح أصول الكافي ج5 ص254 والمسترشد للطبري والإفصاح للشيخ المفيد ص202 والمسائل العكبرية للشيخ المفيد ص54 والطرائف لابن طاووس ص232 وعوالي اللآلي ج1 ص37 والسنن الكبرى للبيهقي ج4 ص19 وعمدة القاري للعيني ج11 ص48 وتأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص145 وسنن الدارقطني ج2 ص44 وتنقيح التحقيق في أحاديث التعليق للذهبي ج1 ص256 و 257 ونصب الراية ج2 ص33 و 34 والدراية في تخريج أحاديث الهداية ج1 ص168 والجامع الصغير للسيوطي ج2 ص97 وكنز العمال ج6 ص54 وكشف الخفاء للعجلوني ج2 ص29 و 32 وشرح السير الكبير   للسرخسي ج1 ص156.

([28]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج9 ص196 ـ 198 وكتاب الأربعين للشيرازي ص619.

([29]) المستدرك للحاكم ج3 ص124 والجامع الصحيح للترمذي ج3 ص166 وكنوز الحقائق للمناوي ص65 و 70 ومجمع الزوائد ج7 ص233 و 234 وجامع الأصول ج9 ص420 وراجع: كشف الغمة ج2 ص35 وج1 ص141 ـ 146 والجمل ص36 وتاريخ بغداد ج14 ص322 ومستدرك الحاكم ج3 ص119 و 124 وتلخيصه للذهبي بهامشه، وراجع نزل الأبرار ص56 وكنز العمال ج6 ص157 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج2 ص297 وج18 ص72 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص449.

 
   
 
 

العودة إلى موقع الميزان