صفحة: 5-50    

2- علي في مرض النبي :

قال سلمان الفارسي : دخلت عليه (أي على النبي «صلى الله عليه وآله») صبيحة قبل اليوم الذي مات فيه، فقال لي: يا سلمان XE "سلمان" ، ألا تسأل عما كابدته الليلة من الألم والسهر، أنا وعلي؟!

فقلت: يا رسول الله، أما أسهر ليلة معك بدله؟!

فقال: لا، هو أحق بذلك منك([1]).

ونقول:

إن من الواضح: أن الأحقية التي قررها «صلى الله عليه وآله» لم تكن من جهة القرابة، فإن كون علي «عليه السلام» ابن عم النبي «صلى الله عليه وآله» لا يوجب ثبوت حق له سوى ما يفرضه تشريع صلة الرحم، والسهر والتعب على ابن العم ليس من حقوق الشخص التي تعطى له، بل هو من الواجبات عليه، أو المستحبات له..

فلا بد أن يكون لهذه الأحقية معنى آخر، ولعل هذا المعنى هو: أنه «عليه السلام» يفرح ويلتذ بمكابدة الألم والسهر على صحة النبي «صلى الله عليه وآله»، والكون بقربه. وكونه من ذوي رحمه، يجعل من حقه عليه أن يمنحه الفرصة لنيل هذه اللذة، وهذا القرب..

أو أنه أحق من سلمان بالسهر على النبي «صلى الله عليه وآله»، من حيث إنه من النبي «صلى الله عليه وآله»، والنبي منه. أو من حيث إن له «عليه السلام» مقام الوصاية والإمامة للنبوة الخاتمة، والوصي والإمام أولى بالنبي من كل أحد.

أو على القاعدة التي وردت في كلام علي الأكبر «عليه السلام» في كربلاء حيث يقول:

أنا عـلي بـن الحسـين بـن عــــلي           نـحـن وبـيـتِ الله أولى بـالـنـبـي
تـالله لا يحـكـم فينا ابـن الــدعي             أضـرب بالسيف أحـامي  عن أبي
ضــرب غـلام هـاشـمي عــلوي
([2])

فإن أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومهبط الوحي، ومختلف الملائكة أولى بالنبي «صلى الله عليه وآله» من غيرهم، إذا كانوا قد استفادوا من هذه العناصر على النحو الأتم والأكمل، والأفضل والأمثل..

3- علي يدخل ملك الموت على الرسول :

عن أبي جعفر «عليه السلام» قال: لما حضرت النبي «صلى الله عليه وآله» الوفاة استأذن عليه رجل، فخرج إليه علي «عليه السلام»، فقال: ما حاجتك؟

قال: أردت الدخول إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله».

فقال علي «عليه السلام»: لست تصل إليه، فما حاجتك؟!

فقال الرجل: إنه لا بد من الدخول عليه.

فدخل علي «عليه السلام»، فاستأذن النبي «صلى الله عليه وآله»، فأذن له.

فدخل وجلس عند رأس رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ثم قال: يا نبي الله، إني رسول الله إليك.

قال: وأي رسل الله أنت؟!

قال: أنا ملك الموت، أرسلني إليك يخيرك بين لقائه والرجوع إلى الدنيا.

فقال له النبي «صلى الله عليه وآله»: فأمهلني حتى ينزل جبرئيل فأستشيره.

ونزل جبرئيل، فقال: يا رسول الله، الآخرة خير لك من الأولى، ولسوف يعطيك ربك فترضى. لقاء الله خير لك.

فقال «عليه السلام»: لقاء ربي خير لي، فامض لما أمرت به.

فقال جبرئيل لملك الموت: لا تعجل حتى أعرج إلى ربي وأهبط.

قال ملك الموت «عليه السلام»: لقد صارت نفسه في موضع لا أقدر على تأخيرها، فعند ذلك قال جبرئيل: يا محمد، هذا آخر هبوطي إلى الدنيا، إنما كنت أنت حاجتي فيها([3]).

ونقول:

1 ـ إن علياً «عليه السلام» قال لملك الموت بمجرد أن خرج إليه: ما حاجتك؟! ولم يبادر لإخباره بعدم إمكان الوصول إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، إذ لعل له حاجة يمكن قضاؤها بدون وصوله إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله».

ثم لما لم يذكر له حاجة سوى الدخول على رسول الله «صلى الله عليه وآله»، أخبره أن الدخول غير ممكن، ولكنه شفع كلامه بسؤاله عن حاجته مرة أخرى، لعل بالإمكان قضاؤها له أيضاً.

2 ـ وحين حتم ذلك الشخص الذي هو بصورة رجل ـ دخوله على رسول الله «صلى الله عليه وآله» لم يغضب أمير المؤمنين «عليه السلام»، ولم يواجهه بالصد الحاسم.. ولم يتخذ هو أي قرار في هذا الأمر.. رغم أن الرجل لم يبين وجه إصراره على الدخول..

ولو أن شخصاً آخر واجه هذه الحالة فربما ـ بل ذلك هو الأرجح ـ كان قد تعامل مع ذلك الرجل بحزم وعزم، وأغلق الباب في وجهه..

3 ـ إنه «عليه السلام» تقدم خطوة أخرى في إنصاف ذلك الرجل، فدخل إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، واستأذن له النبي«صلى الله عليه وآله»، فأذن له..

4 ـ لم تذكر الرواية: إن كان «عليه السلام» قد أخبر النبي «صلى الله عليه وآله» بحقيقة ما جرى، بل اكتفت بذكر الإستئذان..

5 ـ إن نفس الموقع الذي اختاره ذلك الملك لجلوسه قد تضمن إشارة إلى أنه لم يكن رجلاً عادياً، بل كان له شأن خاص يخوله هذا التصرف الخاص جداً.

6 ـ تضمنت هذه الرواية ما دل على أن ملك الموت قد عامل رسول الله «صلى الله عليه وآله» معاملة خاصة، حين استأذن عليه، وهو لا يستأذن على أحد من الناس..

وحين خيره بين لقاء الله، وبين الرجوع إلى الدنيا.. وهذه كرامة لرسول الله «صلى الله عليه وآله».

7 ـ إن التعبير بالـ «الرجوع إلى الدنيا»، وبكلمة «لقاء الله»، وإن كانا قد تضمنا إشارة إلى ترجيح هذا اللقاء، وعدم الرضا بالرجوع.. ولكن رسول الله «صلى الله عليه وآله» يريد أن لا يبادر إلى شيء قبل أن يطمئن إلى أنه لم تعد هناك مهمات له في هذه الدنيا، فإن ملك الموت إنما يعمل وفق وظيفة، وتكليف عام صادر إليه من رب العزة.

فلعل الله تعالى أراد أن يعلم نبيه بقرب أجله بهذا النحو المتضمن للتكريم والتعظيم، ثم يؤجل ذلك إلى حين إنجاز بعض المهمات. مع أن ملك الموت لم يتصرف بنحو يدل على حضور أجله «صلى الله عليه وآله» بصورة حتمية.. فكان لا بد من السؤال بواسطة جبرئيل «عليه السلام»..

4- النبي مات في بيت الزهراء :

وروى الصدوق رواية مفصلة عن ابن عباس جاء فيها: «فخرج رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وصلى بالناس، وخفف الصلاة، ثم قال: ادعوا لي علي بن أبي طالب، وأسامة بن زيد، فجاءه (لعل الصحيح: فجاءاه) فوضع يده على عاتق علي، والأخرى على أسامة، ثم قال: إنطلقا إلى فاطمة، فجاءا به حتى وضع رأسه في حجرها، فإذا الحسن والحسين. ثم ذكر حديث وفاته هناك»([4])، وستأتي الإشارة إلى دفنه في بيت فاطمة أيضاً إن شاء الله تعالى..

غير أننا نقول:

إن ذكر أسامة بن زيد في هذه الرواية موضع ريب، فإن أسامة كان مكلفاً بالمسير بالصحابة إلى الغزو، وهو موجود في المعسكر الذي كان يجمع الناس فيه، ويتهيأ لمغادرة المدينة. إلا إن كان انتقاله إلى بيت الزهراء «عليها السلام» قد حصل قبل تجهيزه أسامة في ذلك الجيش.

ولعل السبب في إطلاق أمثال هذه الدعاوى هو التوطئة والتمهيد لادعاء أن النبي «صلى الله عليه وآله» هو الذي عدل عن تجهيز جيش أسامة، ولذلك أحضره ليضع يده على عاتقه.

5- النبي مات على صدر علي :

وتقدم: أن روح رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فاضت وعلي «عليه السلام» مسنده إلى صدره، فلاحظ ما يلي:

1 ـ إن علياً «عليه السلام» يقول: « فلقد وسدتك في ملحودة قبرك، وفاضت بين سحري وصدري نفسك، إنا لله وإنا إليه راجعون»([5]).

2 ـ وقال «عليه السلام»: «إن آخر ما قال النبي: الصلاة، الصلاة، إن النبي «صلى الله عليه وآله» كان واضعاً رأسه في حجري، فلم يزل يقول: الصلاة، الصلاة، حتى قبض»([6]).

3 ـ وقال «عليه السلام» أيضاً: «ولقد قبض رسول الله «صلى الله عليه وآله» وإن رأسه لعلى صدري»([7]).

4 ـ وفي خطبة له «عليه السلام» قال: «..ولقد قبض النبي «صلى الله عليه وآله» وإن رأسه لفي حجري، ولقد وليت غسله بيدي، تقلبه الملائكة المقربون معي..»([8]).

5 ـ روى ابن سعد بسنده إلى الشعبي، قال: «توفي رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ورأسه في حجر علي» ومثله عن أبي رافع([9]).

وذلك يدل على عدم صحة ما روي عن عائشة، من أنها قالت:

«إن من أنعُم الله عليّ أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» توفي في بيتي، وبين سحري ونحري»([10]).

وفي رواية: «بين حاقنتي وذاقنتي([11])»([12]).

وفي رواية: «وجمع الله بين ريقي وريقه عند موته»([13]).

وفي رواية: «دخل علي عبد الرحمن وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى صدري، فرأيته ينظر إليه، فعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك، فأشار برأسه، أي نعم، فقصمته ثم مضغته ونفضته، فأخذه، فاستن به أحسن ما كان مُسْتَتِنَّاً([14]).

غير أننا قلنا:

إن ذلك غير صحيح..

والصحيح هو: أنه «صلى الله عليه وآله» مات على صدر علي «عليه السلام». والرواية الأخيرة لا تدل على أنها قد أسندته إلى صدرها حين موته..

والصحيح أيضاً: أنه دفن في بيت ابنته فاطمة الزهراء «عليها السلام» لا في بيت عائشة.. وسيأتي بيان ذلك.

6- يغسل كل نبي وصيه:

وعن عبد الله بن مسعود: قال: قلت للنبي «صلى الله عليه وآله»: يا رسول الله، من يغسلك إذا مت؟!

فقال: يغسل كل نبي وصيه.

قلت: فمن وصيك يا رسول الله؟!

قال: علي بن أبي طالب.

فقلت: كم يعيش بعدك يا رسول الله؟!

قال: ثلاثين سنة الخ..([15]).

وفي رواية أخرى: قال جبريل: يا محمد، قل لعلي «عليه السلام»: إن ربك يأمرك أن تغسل ابن عمك، فإن هذه السُنَّة، لا يُغَسِّلُ الأنبياء غير الأوصياء، وإنما يغسل كل نبي وصيه من بعده([16]).

7- علي يطرد الشيطان:

عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن الحارث بن يعلى بن مرة، عن أبيه، عن جده قال: قبض رسول الله «صلى الله عليه وآله» فستر بثوب، ورسول الله «صلى الله عليه وآله» خلف الثوب، وعلي «عليه السلام» عند طرف ثوبه وقد وضع خديه على راحته، والريح يضرب طرف الثوب على وجه علي «عليه السلام».

قال: والناس على الباب وفي المسجد، ينتحبون ويبكون، وإذ سمعنا صوتاً في البيت: إن نبيكم طاهر مطهر، فادفنوه ولا تغسلوه.

قال: فرأيت علياً «عليه السلام» حين رفع رأسه فزعاً، فقال: اخسأ عدو الله، فإنه أمرني بغسله، وكفنه ودفنه، وذاك سنَّة.

قال: ثم نادى مناد آخر غير تلك النغمة: يا علي بن أبي طالب، استر عورة نبيك، ولا تنزع القميص([17]).

ونقول:

إن إبليس وشياطينه لا بد أن يهتبلوا فرصة حيرة الناس، وقلقهم في هذه اللحظات الحرجة، التي لا يعرفون ما يكون مصيرهم بعدها، فيبادرون إلى إلقاء الشبهات أمام ضعفاء العقل والإيمان، وقاصري المعرفة بالدين وأحكامه، وذلك بتمهيد الجو وفتح الباب للتلاعب بهم..

وكانت الوسيلة التي اختارها الشيطان لذلك في لحظة موت الرسول «صلى الله عليه وآله» هو هذا النداء الذي إن استجاب له المسلمون، واعتبروه نداء من الملائكة، فسيفتح الباب أمام الأبالسة لمواصلة أمثال هذا النداء، والتدخل في كل كبيرة وصغيرة بعد ذلك بنحو يبلبل الأفكار، ويحرف الأمور عن مسارها.. ولا تبقى ضابطة يعرف بها نداء الملك من نداء الشيطان.

وربما يبدأ الخلاف والإختلاف من نفس هذه النقطة، وهي تغسيل النبي «صلى الله عليه وآله»، إذ لو أصر علي «عليه السلام» على تغسيله، فسيكون هناك من يتهمه بأن هذا مجرد اجتهاد منه، ولعله أخطأ فيه..

ولكن وصية النبي «صلى الله عليه وآله» لعلي «عليه السلام» بأن يتولى هو تغسيله مكنت علياً «عليه السلام» من إزالة الشبهة، ورد كيد الشيطان، وإبعاد وسوساته، وقطعت عليه طريق العودة إلى أسلوب النداء في باقي الموارد.. إذ أصبح كل نداء يسمع بعد ذلك موضع ريب وشك وحذر من كل أحد، والشيطان يريد أن يستفيد من غفلة الناس ومن بساطتهم..

8- تغسيل رسول الله :

قال ابن إسحاق: فلما بويع أبو بكر أقبل الناس على جهاز رسول الله «صلى الله عليه وآله» يوم الثلاثاء.

وروى ابن سعد عن علي، وأبو داود ومسدد، وأبو نعيم وابن حبان، والحاكم والبيهقي، وصححه الذهبي، عن عائشة قالت: لما أرادوا غسل رسول الله «صلى الله عليه وآله» اختلفوا فيه، فقالوا: والله ما ندري كيف نصنع، أنجرد رسول الله «صلى الله عليه وآله» من ثيابه كما نجرد موتانا؟ أم نغسله وعليه ثيابه؟

فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم، حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره، ثم كلمهم مكلم من ناحية البيت لا يدرون من هو: أن غسلوا رسول الله «صلى الله عليه وآله» وعليه ثيابه.

فقاموا إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» وعليه قميصه، فغسلوه، يفاض عليه الماء والسدر فوق القميص، ويدلكونه بالقميص دون أيديهم. [فكانت عائشة تقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت، ما غسله إلا نساؤه]([18]).

وعن علي «عليه السلام» قال: لما أخذنا في جهاز رسول الله «صلى الله عليه وآله» أغلقنا الباب دون الناس جميعاً، فنادت الأنصار: نحن أخواله، ومكاننا من الإسلام مكاننا.

ونادت قريش: نحن عصبته.

فصاح أبو بكر: يا معشر المسلمين، كل قوم أحق بجنازتهم من غيرهم، فننشدكم الله، فإنكم إن دخلتم أخرتموهم عنه، والله لا يدخل عليه إلا من دعي([19]).

وعن ابن عباس قال: اجتمع القوم لغسل رسول الله «صلى الله عليه وآله» وليس في البيت إلا أهله: عمه العباس بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، والفضل بن عباس، وقثم بن عباس، وأسامة بن زيد بن حارثة، وصالح مولاه.

فلما اجتمعوا لغسله، نادى مناد من وراء الناس، وهو أوس بن خولي الأنصاري، أحد بني عوف بن الخزرج، وكان بدرياً على علي بن أبي طالب، فقال: يا علي، ننشدك الله وحظنا من رسول الله «صلى الله عليه وآله».

فقال له علي «عليه السلام»: ادخل، فدخل فحضر غسل رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ولم يلِ من غسله شيئاً، فأسنده علي إلى صدره، وعليه قميصه، وكان العباس، والفضل، وقثم يقلبونه مع علي، وكان أسامة بن زيد، وصالح مولاه يصبان الماء، وجعل علي يغسله، ولم يرَ من رسول الله «صلى الله عليه وآله» شيئاً مما يُرى من الميت، وهو يقول: بأبي وأمي ما أطيبك حياً وميتاً، حتى إذا فرغوا من رسول الله «صلى الله عليه وآله» وكان يغسل بالماء والسدر جففوه، ثم صنع به ما يصنع بالميت([20]).

ونقول:

إن لنا على هذه النصوص ملاحظات عديدة، نذكر منها ما يلي:

أولاً: قولهم: إن الناس أقبلوا على جهاز رسول الله «صلى الله عليه وآله» بعد بيعة أبي بكر لا يصح لما يلي:

ألف: إن علياً «عليه السلام» فقط هو الذي جهز النبي «صلى الله عليه وآله» وانتهى من دفنه قبل انتهاء أهل السقيفة من سقيفتهم، فإنه بعد أن سوى القبر الشريف اتكأ على مسحاته، وقال: ما فعل أهل السقيفة([21]).

ب: إن التجهيز والدفن لا يحتاج إلى أكثر من ساعتين، فلماذا أبقوه بلا دفن إلى ما بعد البيعة لأبي بكر، أي إلى يوم الثلاثاء؟!

ج: إن علياً وبني هاشم لم يحضروا إجتماع السقيفة، كما أن الناس قد تركوا جهاز النبي «صلى الله عليه وآله» ودفنه لأهله..

ثانياً: لماذا تأسفت عائشة على عدم تولي نساء النبي «صلى الله عليه وآله» تغسيله؟!

هل وجدت علياً «عليه السلام» قصَّر في القيام بالواجب؟!

أم أنها كانت تريد حرمان علي «عليه السلام» من هذا الفضل؟! لتختص به لنفسها دونه؟!

أم أنها أقرب إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» من ابنته، فأرادت أن تستبد برسول الله «صلى الله عليه وآله» دونها..

وإذا كان النبي «صلى الله عليه وآله» قد أوصى علياً بتغسيله، فهل يمكن مخالفة وصيته؟! وهل يمكِّنها علي «عليه السلام» من ذلك؟!

ثالثاً: إن إشراك أوس بن خولي الأنصاري عن الأنصار، قد أحرج المهاجرين الذين كانوا منهمكين بإبتزاز الخلافة من صاحبها الشرعي، فلم يحضر أحد منهم شيئاً من تجهيز الرسول ودفنه، فحاولوا تخفيف وهج هذه المشاركة للأنصار بشخص أوس هذا، فادعوا أنه حضر غسل النبي «صلى الله عليه وآله» ولم يشارك بشيء..

مع أن الحقيقة هي: أن أوس بن خولي قد شارك في حمل رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى قبره، ثم تناوله منه علي «عليه السلام» كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

رابعاً: ما زعمته رواياتهم من اختلاف الصحابة في تجريد رسول الله «صلى الله عليه وآله» للغسل وعدمه وفي غير ذلك من أمور، لا يمكن قبوله، ما دام أن المتولي لذلك كله هو علي «عليه السلام»، وسائر الصحابة كانوا مشغولين في سقيفتهم.. ولم يكن علي «عليه السلام» وهو باب مدينة علم النبي «صلى الله عليه وآله» يجهل ما يجب عليه ليحتاج إلى رأي غيره، وقد أبلغ النبي «صلى الله عليه وآله» جميع أحكام الشريعة لعلي أولاً، لأنه وصيه، وهو حافظ دينه، وبالتمسك به يحصل الأمن من الضلال..

فلا معنى للقول: بأن هذا الحكم قد علم من متكلم مجهول، فإنه يساوق القول بأن الشريعة بقيت ناقصة، وأن ذلك المجهول هو الذي أتمها..

ومن الذي يضمن أن لا يكون المتكلم المجهول شيطاناً، كما حدث حين أمرهم بعدم تغسيل نبيهم، حسبما تقدم؟!

فإن قلت: أليس يقولون: إن جبرئيل هو الذي أمرهم أن يجردوا النبي «صلى الله عليه وآله» من قميصه للغسل؟!

فإنه يقال: إن جبرئيل قد فعل ذلك ليؤيد فعل أمير المؤمنين «عليه السلام»، في مقابل طعن بعض الناس بصحة فعله، فصوب جبرائيل فعل الوصي، وقطع الطريق على العابثين، والمفسدين.

خامساً: إن هذا النوم المفاجئ للصحابة، وسائر ما ذكرته عائشة يدخل في دائرة المعجزات التي تتوفر الدواعي على نقلها، فلماذا تفردت عائشة بنقل ذلك دون سائر الصحابة الذين جرى عليهم ذلك.

مع أن المفروض هو: أن تكون عائشة بعيدة عن مشاهدة ما جرى، لأنها تكون عند النساء.

سادساً: دعوى أن الأنصار قالوا: نحن أخواله، ونادت قريش نحن عصبته، وتدخل أبي بكر لحسم الأمور، لا تصح، لأن قريشاً لم تحضر دفن النبي، وروى أن أبا بكر وعمر اعترضا على علي«عليه السلام» بأنه لم يشهدهما أمر رسول الله «صلى الله عليه وآله»..

فأجاب: إنه لم يرد أن يعرضهما للخطر، فإنه لم ير أحد عورة رسول الله «صلى الله عليه وآله» (أي جسده الذي يواريه قميصه) إلا أصيب بالعمى([22]).

وقد قلنا: إنهم كانوا في سقيفتهم يدبرون أمرهم.

9- علي يغسل النبي وحده:

وبما أن علياً «عليه السلام» هو الذي غسل النبي «صلى الله عليه وآله».. وقد ذكرت الروايات تفاصيل ذلك..

وبما أننا قد جمعنا طائفة منها في كتابنا الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» ج33، فقد آثرنا أن نورد هنا عين ما ذكرناه هناك، في فصل: تغسيل رسول الله «صلى الله عليه وآله» فنقول:

ادَّعوا: أن العباس وولديه الفضل وقثماً كانوا يساعدون علياً «عليه السلام» في تغسيل النبي «صلى الله عليه وآله»([23]).

وكان أسامة بن زيد وشقران يصبان الماء([24]).

وفي نص آخر: ذكر بدل شقران صالحاً مولاهما، أي مولى علي «عليه السلام» وأسامة([25]).

وذكر نص آخر: «أسامة بن زيد وقثم»([26]).

وفي نص آخر: «أسامة بن زيد، وأوس بن خولة»([27]).

وفي نص آخر أيضاً: «والفضل وقثم وأسامة وصالح، يصبون عليه»([28]).

وفي نص آخر: «والعباس يصب الماء»([29]).

وفي نص: «غسله علي والعباس، والفضل بن العباس، وصالح مولى رسول الله»([30]).

ونص آخر يقول: «غسله علي والعباس، وابناه: الفضل وقثم»([31]).

وراوية أخرى تقول: «كان العباس وأسامة يناولان علياً الماء من وراء الستر»([32]).

وفي رواية أخرى: «فغسله علي «عليه السلام»، يدخل يده تحت القميص، والفضل يمسك الثوب عنه، والأنصاري يدخل الماء»([33]).

ونقول:

إن ذلك كله موضع شك وريب، وذلك لما يلي:

1 ـ روي عن الإمام الكاظم «عليه السلام» أنه قال: قال علي «عليه السلام»: غسلت رسول الله «صلى الله عليه وآله» أنا وحدي وهو في قميصه، فذهبت أنزع عنه القميص، فقال جبرئيل: يا علي، لا تجرد أخاك من قميصه، فإن الله لم يجرده، فغسله في قميصه([34]).

2 ـ وفي حديث المناشدة: هل فيكم أحد غسل رسول الله «صلى الله عليه وآله» غيري؟!

قالوا: اللهم لا.

قال: هل فيكم أحد أقرب عهداً برسول الله «صلى الله عليه وآله» مني.

قالوا: اللهم لا.

قال فأنشدكم الله: هل فيكم أحد نزل في حفرة رسول الله «صلى الله عليه وآله» غيري؟!

قالوا: اللهم لا([35]).

3 ـ روي عن علي «عليه السلام» قوله: «إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» أوصى إليَّ وقال: يا علي، لا يلي غسلي غيرك، أو لا يواري عورتي غيرك، فإنه إن رأى أحد عورتي غيرك تفقأت عيناه..

فقلت له: كيف؟! فكيف لي بتقليبك يا رسول الله.

فقال: إنك ستعان.

فوالله ما أردت أن أقلب عضواً من أعضائه إلا قلب لي([36]).

4 ـ وعن علي «عليه السلام»: «أوصاني النبي «صلى الله عليه وآله» لا يغسله غيري، فإنه لا يرى أحد عورتي إلا طمست عيناه»([37]).

5 ـ وحينما اعترض أبو بكر وعمر على أمير المؤمنين «عليه السلام» بأنه لم يُشهدهما أمر رسول الله «صلى الله عليه وآله» رد عليهما بقوله: «أما ما ذكرتما أني لم أشهدكما أمر رسول الله «صلى الله عليه وآله» فإنه قال: لا يرى عورتي أحد غيرك إلا ذهب بصره»، فلم أكن لأؤذيكما به.

وأما كبي عليه فإنه علمني ألف حرف، كل حرف يفتح ألف حرف، فلم أكن لأطلعكما على سر رسول الله «صلى الله عليه وآله»([38]).

6 ـ روي عن ابن عباس، وعن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: أن العباس لم يحضر غسل رسول الله «صلى الله عليه وآله» قال: لأني كنت أراه يستحي أن أراه حاسراً([39]).

7 ـ عن النبي «صلى الله عليه وآله» قال: يا علي، تغسلني، ولا يغسلني غيرك، فيعمى بصره.

قال علي «عليه السلام»: ولِمَ يا رسول الله؟!

قال «صلى الله عليه وآله»: كذلك قال جبرئيل عن ربي: إنه لا يرى عورتي غيرك إلا عمي بصره.

إلى أن تقول الرواية: قلت: فمن يناولني الماء؟!

قال «صلى الله عليه وآله»: الفضل بن العباس، من غير أن ينظر إلى شيء مني، فإنه لا يحل له ولا لغيره من الرجال والنساء النظر إلى عورتي، وهي حرام عليهم.

إلى أن قال «صلى الله عليه وآله»: وأحضر معك فاطمة، والحسن والحسين «عليهم السلام»، من غير أن ينظروا إلى شيء من عورتي([40]).

8 ـ ذكرت الروايات: أنه لما أراد «عليه السلام» غسله استدعى الفضل بن عباس، فأمره أن يناوله الماء بعد أن عصب عينيه([41]) إشفاقاً عليه من العمى.

9 ـ وفي نص آخر: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قال لعلي «عليه السلام»: «جبرئيل معك يعاونك، ويناولك الفضل الماء. وقل له: فليغطِّ عينيه، فإنه لا يرى أحد عورتي غيرك، إلا انفقأت عيناه»([42]).

فاتضح مما تقدم: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد غُسِّل في قميصه، وأن علياً «عليه السلام» قد عصب عيني الفضل بن العباس. وأن علياً «عليه السلام» هو الذي غسل النبي «صلى الله عليه وآله» من وراء الثياب. وأنه لم يَر عورة رسول الله «صلى الله عليه وآله».

واتضح أيضاً: أن ما زعموه من أن العباس وابنيه كانوا يساعدون علياً «عليه السلام» في تقليب النبي «صلى الله عليه وآله» غير ظاهر، ولا سيما مع وجود روايات تقول: إن الملائكة هي التي كانت تساعد علياً «عليه السلام» على تغسيله «صلى الله عليه وآله»، وتقلِّبه له.

يضاف إلى ذلك: اختلاف الروايات في المهمات التي أوكلت إلى هؤلاء الأشخاص، فهل كان الفضل يساعد علياً «عليه السلام» في تقليب النبي «صلى الله عليه وآله»؟

أم أنه كان يناوله الماء من وراء الستر وهو معصوب العينين؟

أم أنه كان يمسك الثوب عنه؟

وهل شارك العباس في تغسيله؟

أم في صب الماء؟

وهل كان أسامة يصب الماء؟

أم كان يناوله علياً «عليه السلام»؟أأ

10- رؤية عورة النبي :

ورد في الروايات ما يدل على أنه لا يحل لأحد رؤية جسد النبي «صلى الله عليه وآله» إلا علي «عليه السلام»، ومنها:

ألف: عن جابر: أنه «صلى الله عليه وآله» قال: لا يحل لرجل أن يرى مجردي إلا علي([43]).

ب: عن السائب بن يزيد أنه «صلى الله عليه وآله» قال: لا يحل لمسلم يرى مجردي (أو عورتي) إلا علي([44]).

ج: وفي نص آخر: فكان العباس وأسامة يناولان الماء من وراء الستر وهما معصوبا العين، قال علي: فما تناولت عضواً إلا كأنما يقلِبّه معي ثلاثون رجلاً، حتى فرغت من غسله([45]).

ونقول:

أولاً: المقصود بالعورة التي يجوز لعلي «عليه السلام» رؤيتها هو جسد النبي «صلى الله عليه وآله» الذي يواريه القميص.. وهو ما صرح العباس بأن النبي «صلى الله عليه وآله» كان يستحي من أن يراه حاسراً عنه..

أما العورة الحقيقية، فلم يكن يجوز لأحد أن يراها، لا علي ولا غيره.

وهذا هو السبب في أن علياً «عليه السلام» قد عصب عيني الفضل بن العباس، أي حتى لا يرى ما يواريه القميص من جسده «صلى الله عليه وآله»، فإن هذا المقدار كان يحرم على الناس رؤيته، كحرمة رؤيتهم العورة الحقيقية.. كما أن رؤيته توجب إصابة عين الرائي بالعمى..

ولكن كان يجوز لعلي «عليه السلام» أن يرى هذا المقدار، وهذا من خصائص النبي «صلى الله عليه وآله»، وخصائص علي «عليه السلام» أن لا ينظر إلى بدن النبي الذي يواريه القميص إذا جرد عنه سوى علي «عليه السلام»..

ويؤيد ذلك: التعبير بكلمة «يرى مجردي» أو نحوها، كما ذكرناه آنفاً. فليلاحظ ذلك.

ثانياً: ورد أن علياً «عليه السلام» غسل النبي «صلى الله عليه وآله» وهو في قميصه، أو ثيابه، وهي كثيرة.. وذلك يدل على أن علياً «عليه السلام» كان يحاذر من أن يقع نظره على بعض جسده الذي يظهر له أثناء تغسيله.. وإن كان يجوز له رؤية ما عدا العورة. ولعل ذلك منه «عليه السلام» قد جاء على سبيل الإجلال، والتكريم، والتفخيم. والتعظيم.

لكن كان لا بد من أن لا يقع نظر غيره على شيء من ذلك ولو إتفاقاً، لا الفضل بن العباس، ولا غيره.. ولذلك تشدد في أمره، حتى عصَّب عينيه.

ومن النصوص الدالة على أنه «صلى الله عليه وآله» قد غسل في قميصه نذكر ما يلي:

1 ـ الرواية المتقدمة عن الإمام الكاظم «عليه السلام» وقد تضمنت قول جبرئيل لعلي «عليه السلام»: يا علي، لا تجرد أخاك من قميصه، فإن الله لم يجرده([46])، فغسله في قميصه.

ولنا وقفة مع هذه الرواية، مفادها: أنها ذكرت أن علياً «عليه السلام» أراد أن يجرده، فجاءه النداء بأن لا يفعل..

ونقول:

من الواضح: أن علياً «عليه السلام» كان يعرف ما يحق له، وما لا يحق له، فلا مجال لفهم هذه الرواية إلا على القول: بأنه «عليه السلام» كان مكلفاً بتجريده في ظاهر الأمر.. كسائر الأمور، ثم جاءه النداء ليعلمنا بحصول البداء في هذا الأمر، بأن لا يجرده حتى من القميص، ليعرف الناس عظمة وامتياز رسول الله «صلى الله عليه وآله» على سائر البشر، حتى في غسله، ولمصالح أخرى..

2 ـ عن بريدة: ناداهم مناد من الداخل: أن لا تنزعوا عن رسول الله قميصه([47]).

3 ـ إن العباس «رحمه الله» قد علل عدم حضوره غسل رسول الله «صلى الله عليه وآله» بقوله: «لأني كنت أراه يستحي أن أراه حاسراً».

4 ـ ورد أنه نادى منادٍ: يا علي بن أبي طالب، استر عورة نبيك، ولا تنزع القميص.

5 ـ في حديث المناشدة: أنه «عليه السلام» غسله مع الملائكة، وهم يقولون: استروا عورة نبيكم، ستركم الله([48]).

6 ـ ذكروا: أنه لما غسل النبيَّ «صلى الله عليه وآله» عليٌّ «عليه السلام» أسنده على صدره، وعليه قميصه يدلكه به من ورائه، ولا يفضي بيده إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ويقول: بأبي وأمي، ما أطيبك حياً وميتاً. ولم يُر من رسول الله «صلى الله عليه وآله» شيء يُرى من الميت([49]).

7 ـ في حديث عن علي «عليه السلام»: «وأما السادسة عشرة، فإني أردت أن أجرده، فنوديت: يا وصي محمد! لا تجرده، فغسلته والقميص عليه، فلا والله الذي أكرمه بالنبوة، وخصه بالرسالة، ما رأيت له عورة»([50]). أي حتى ما واراه القميص.

8 ـ عن ابن عباس في حديث: «فغسله علي، يدخل يده تحت القميص»([51]).

9 ـ في نص آخر: «غسله علي، والعباس وابناه: الفضل، وقثم. وغسلوه وعليه قميصه لم ينزع»([52]).

10 ـ عن علي «عليه السلام»: أوصى رسول الله «صلى الله عليه وآله» أن لا يغسله أحد غيره، فإنه لا يرى أحد عورتي إلا طمست عيناه.

قال علي «عليه السلام»: فكان العباس وأسامة يناولان الماء من وراء الستر.

11 ـ عن محمد بن قيس مرسلاً، وفيه ضعف قال: قال علي: وما كنا نريد أن نرفع منه عضواً لنغسله إلا رفع لنا حتى انتهينا إلى عورته، فسمعنا من جانب البيت صوتاً: لا تكشفوا عن عورة نبيكم([53]).

12 ـ في حديث آخر: أنهم «سمعوا صوتاً في البيت: لا تجردوا رسول الله «صلى الله عليه وآله»، واغسلوه كما هو في قميصه.

فغسله علي «عليه السلام» يدخل يده تحت القميص، والفضل يمسك الثوب عنه، والأنصاري يدخل الماء، وعلى يد علي «عليه السلام» خرقة، ويدخل يده»([54]).

13 ـ تقدم قوله «صلى الله عليه وآله» عن الفضل بن العباس: «من غير أن ينظر إلى شيء مني».

فاتضح أن المراد من قوله «صلى الله عليه وآله»: «لا يرى عـورتي غير علي إلا كافر»([55]). هو ما لم تجر العادة على كشفه، لا العورة بمعناها المعروف.

وكذلك الحال بالنسبة إلى سائر الروايات التي ذكرت أو أشارت إلى هذا المعنى بنحو أو بآخر.

11- إفتراؤهم على علي ×:

ولكننا نجد في مقابل ذلك، أنهم رووا عن علي «عليه السلام» أنه قال: غسلت رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فذهبت أنظر ما يكون من الميت، فلم أر شيئاً، فكان طيباً حياً وميتاً([56])، أو نحو ذلك.

وعن سعيد بن المسيب قال: التمس علي من النبي «صلى الله عليه وآله» عند غسله ما يلتمس من الميت، فلم يجد شيئاً، فقال: بأبي أنت وأمي طبت حياً وميتاً([57]).

وعن علباء بن أحمر قال: كان علي والفضل يغسلان رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فنودي علي: ارفع طرفك إلى السماء([58]).

وعن عبد الله بن ثعلبة بن صعبر قال: غسل رسول الله «صلى الله عليه وآله» علي، والفضل، وأسامة بن زيد، وشقران، وولي غسل سفلته علي، والفضل محتضنه، وكان العباس وأسامة بن زيد وشقران يصبون الماء([59]).

ونقول:

أولاً: إذا كان قد جاءه الأمر لعلي «عليه السلام» بتغسيل النبي «صلى الله عليه وآله» في قميصه أو من وراء الثوب، فما الداعي لهذا الإستقصاء، وماذا يطلب وراء ذلك.

ثانياً: إن علياً «عليه السلام» أعرف الناس بأحوال الأنبياء، فهل يخفى عليه، أو هل يمكن أن يمر في وهمه أن يكون ثمة ما يستكره.

ثالثاً: ذكر شقران وأسامة في جملة من شارك في تغسيله لا يصح، لأن الأمر اقتصر على أهل النبي «صلى الله عليه وآله» ولو عُدَّ هذان الرجلان من أهله للزم عد كثيرين غيرهم من أهله أيضاً، إذا كانت لهم نفس صفتهم، ومنزلتهم.

رابعاً: تقدم: أن العباس لم يشارك في تغسيله، لأنه رأى النبي «صلى الله عليه وآله» يستحي أن يراه حاسراً حال الحياة.. فهل يسمح علي «عليه السلام» لنفسه برؤية ما وراء ذلك، وهو يرى هذا الموقف من العباس؟!

والعباس إنما يتعلم أحكام الدين من علي «عليه السلام»، وعلي أشد مراعاة لشأن النبي «صلى الله عليه وآله» من العباس الذي لم يسلم إلا عام الفتح.

خامساً: تقدم: أنه «عليه السلام» كان يدلكه بقميصه من وراء القميص، ولا يفضي بيده إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»..

12- نصوص أخرى حول تغسيله :

عن عبد الله بن الحارث، وابن عباس: أن علياً «عليه السلام» غسل رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فجعل يقول: طبت حياً وميتاً، قال: وسطعت ريح طيبة لم يجدوا مثلها قط([60]).

وعن علي «عليه السلام» قال: قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «إذا أنا مت فاغسلوني بسبع قرب من بئر غرس»([61]).

وعن أبي جعفر محمد بن علي «عليهما السلام» قال: غسل رسول الله «صلى الله عليه وآله» ثلاثاً بالسدر، وغسل وعليه قميص، وغسل من بئر يقال لها: الغرس [لسعد بن خيثمة بقباء]، وكان النبي «صلى الله عليه وآله» يشرب منها([62]).

ونقول:

لا بأس بملاحظة ما يلي:

13- إحتضان فضل بن عباس للنبي :

ذكرت روايات هؤلاء: أن علياً «عليه السلام» كان يغسل النبي «صلى الله عليه وآله»، والفضل بن العباس آخذ بحضنه، يقول: اعجل يا علي، انقطع ظهري أو نحو ذلك.

ونقول:

1 ـ إن تغسيل الميت لا يحتاج إلى أن يأخذه أحد الناس بحضنه!! أو أن يأخذ بحضنه أحد من الناس!!

2 ـ إن الملائكة هي التي كانت تساعد علياً «عليه السلام» على تقليب رسول الله «صلى الله عليه وآله» كما ورد في الروايات.

وفي بعضها قال «صلى الله عليه وآله» لعلي «عليه السلام»: جبرئيل معك يعاونك. فراجع ما قدمناه حين الحديث عن انفراد علي «عليه السلام» بغسل النبي «صلى الله عليه وآله»، وقد أخبره النبي بأنه سيعان.

وروى ابن سعد، عن عبد الواحد بن أبي عون قال: قال رسول الله «صلى الله عليه وآله» لعلي: «اغسلني إذا مت».

فقال: يا رسول الله، ما غسلت ميتاً قط!

قال: إنك ستهيأ أو تيسر.

قال علي «عليه السلام»: فغسلته، فما آخذ عضواً إلا تبعني، والفضل آخذ بحضنه يقول: أعجل يا علي انقطع ظهري([63]).

فليلاحظ: أن هذه الرواية عادت لتناقض نفسها وتقول: إن الفضل كان آخذاً بحضن النبي «صلى الله عليه وآله».

فالصحيح: هو الرواية التي رواها الصدوق «رحمه الله»، وهي لم تذكر الفضل أصلاً، بل قالت: «فوالله، ما أردت أن أقلب عضواً من أعضائه إلا قلب لي»([64]). ولم تزد على ذلك.

3 ـ ذكرت الروايات المتقدمة حين ذكر انفراد علي «عليه السلام» بغسله «صلى الله عليه وآله»: أنه «صلى الله عليه وآله» حدد مهمة الفضل بن العباس بمناولة الماء.

4 ـ صرحت بعض النصوص: بأن علياً «عليه السلام» أسند النبي «صلى الله عليه وآله» على صدره، وعليه قميصه يدلكه به([65]). ولم تذكر الفضل.

5 ـ ثمة رواية تقول: إن علياً «عليه السلام» كان يغسل النبي «صلى الله عليه وآله»، وكان الفضل يمسك الثوب عنه([66]).

فكأن هؤلاء القوم متحيرون في الدور الذي يريدون إسناده للفضل بن العباس في قضية تغسيل رسول الله «صلى الله عليه وآله»..

14- علي يمسح عين النبي بلسانه:

وذكروا: أن علياً «عليه السلام» لما غسل رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وفرغ من غسله، نظر في عينيه، فرأى فيهما شيئاً، فانكب عليه، فأدخل لسانه، فمسح ما كان فيهما، فقال: بأبي وأمي يا رسول الله صلى الله عليك، طبت حياً، وطبت ميتاً. قاله العالم «عليه السلام»([67]).

وهذا هو الإيمان الخالص الذي يقدم للناس الأسوة والقدوة في التبرك برسول الله «صلى الله عليه وآله»، ويسوقهم إلى حقائق الإيمان، من خلال تجسيدها ممارسة وعملاً، ولا يبقيها في دائرة النظرية والتوجيه والإرشاد..

15- غسل مس الميت:

روى محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن القاسم الصيقل قال: كتبت إليه: جعلت فداك، هل اغتسل أمير المؤمنين «عليه السلام» حين غسل رسول الله «صلى الله عليه وآله» عند موته؟!

فأجابه: النبي «صلى الله عليه وآله» طاهر مطهر، ولكن أمير المؤمنين «عليه السلام» فعل، و جرت به السنة([68]).


([1]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج10 ص267 و 266 على الترتيب، وراجع: كتاب الأربعين للشيرازي ص129 ومستدرك سفينة البحار ج7 ص381 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص533.

([2]) الإرشاد للشيخ المفيد ج2 ص106 وراجع: إعلام الورى ص145 ومثير الأحزان (ط المطبعة الحيدرية) ص51 والمزار لابن المشهدي ص487 ولواعج الأشجان ص170 وإقبال الأعمال ج3 ص73 ومناقب آل أبي طالب ج3 ص257 وبحار الأنوار ج43 و 45 و 65 ص65 وج98 ص269 والعوالم، (قسم الإمام الحسين «عليه السلام») للبحراني ص170 و 286 و 335 وجامع أحاديث الشيعة ج12 ص495 وسر السلسلـة العلويـة لأبي نصر البخـاري = = ص30  ومقاتل الطالبيين ص76 وشرح الأخبار ج3 ص153.

([3]) كشف الغمة ج1 ص25 و (ط دار الأضواء) ج1 ص18 وبحار الأنوار ج22 ص534.

([4]) راجع: أمالي الشيخ الصدوق (ط النجف سنة 1391هـ) المجلس الثاني والتسعون ص569 و (ط مؤسسة البعثة) ص735 وروضة الواعظين ص74 وبحار الأنوار ج22 ص509 ومجمع النورين للمرندي ص70 وموسوعة أحاديث أهل البيت للنجفي ج9 ص146.

([5]) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج2 ص182 وبحار الأنوار ج22 ص 542 وج43 ص193 والمراجعات ص330 والكافي ج1 ص459 وروضة الواعظين ص152 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج2 ص215 والغدير ج9 ص374 ودلائل الإمامة للطبري ص138 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج10 ص265 و 266 وقاموس الرجال ج12 ص324 وكشف الغمة ج2 ص127 وشرح إحقاق الحق ج10 ص481 وج25 ص551 وج33 ص385.

([6]) خصائص الأئمة للشريف الرضي ص51 ومدينة المعاجز ج1 ص497.

([7]) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج2 ص172 ومستدرك الوسائل ج2 ص495 وبحار الأنوار ج22 ص540 وج34 ص109 وج38 ص320 ومناقب أهل البيت «عليهم السلام» للشيرواني ص222 والمراجعات ص330 وخاتمة المستدرك ج3 ص94 وعيون الحكم والمواعظ ص507 والأنوار البهية ص50 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص146 ومستدرك سفينة البحار ج10 ص117 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج10 ص179 و182 وينابيع المودة ج3 ص436.

([8]) الأمالي للمفيد ص235 وبحار الأنوار ج32 ص464 و 595 وج34 ص147 وج74 ص397 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص146 ومستدرك سفينة البحار ج10 ص117 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج5 ص181 وج10 ص179 و 182 وينابيع المودة ج3 ص436 وكشف الغمة ج2 ص5 ووقعة صفين للمنقري= = ص224 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج1 ص52 وحلية الأبرار ج2 ص85 ومناقب أهل البيت للشيرواني ص445 وموسوعة أحاديث أهل البيت للنجفي ج7 ص86 وج9 ص136 وج11 ص286 ونهج السعادة ج2 ص172.

([9]) الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص263 وفتح الباري ج8 ص107 وعمدة القاري ج18 ص66 و 71 والمراجعات ص329 ومجمع الزوائد ج1 ص293 وراجع: علل الشرائع للصدوق ج1 ص168 وبحار الأنوار ج22 ص459.

([10]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص28 ج12 ص261 عن الشيخين، وعن ابن سعد.

وراجع: المجموع للنووي ج16 ص429 ومسند أحمد ج6 ص48 وصحيح البخاري (ط دار الفكر) ج4 ص45 وج5 ص141 و 142 والمستدرك للحاكم ج4 ص6 و 7 وفتح الباري (المقدمة) ص370 وج8 ص106 وج10 ص492 وعمدة القاري ج15 ص29 وج18 ص70 و 71 وج22 ص221 والمصنف لابن أبي شيبة ج7 ص529 ومسند ابن راهويه ج3 ص661 ومسند أبي يعلى ج8 ص77 وصحيح ابن حبان ج14 ص584 وج16 ص53 والمعجم الكبير ج23 ص32 و 34 وكنز العمال ج13 ص697 والطبقات الكبرى لابن سعد = = ج2 ص234 و 261 والعلل لأحمد بن حنبل ج2 ص407 وضعفاء العقيلي ج2 ص249 والثقات ج2 ص133 وتاريخ بغداد ج12 ص362 وتاريخ مدينة دمشق ج36 ص306 و 307 وتذكرة الحفاظ ج1 ص231 وسير أعلام النبلاء ج2 ص189 وج7 ص434 والبداية والنهاية ج5 ص260 و 289 وإمتاع الأسماع ج14 ص499 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص475 و 533 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص470.

([11]) بين حاقنتي وذاقنتي: وهو ما بين اللحيين، ويقال: الحاقنة ما سفل من البطن (الصحاح للجوهري ج5 ص2103).

الحاقنة: أسفل من الذقن، والذاقنة طرف الحلقوم. والسحر الصدر، والنحر محل الذبح، والمراد: أنه عليه الصلاة والسلام توفي ورأسه بين حنكها وصدرها (شرح مسند أبي حنيفة ص255).

([12]) راجع: سبل الهدى والرشاد ج12 ص261 ومسند أحمد ج6 ص64 و 77 وصحيح البخاري ج5 ص139 و 140 وسنن النسائي ج4 ص7 وفتح الباري ج8 ص106 وج11 ص312 وعمدة القاري ج18 ص65 و 68 والسنن الكبرى للنسائي ج1 ص602 وج4 ص260 وشرح مسند أبي حنيفة ص255 ونصب الراية ج1 ص59 والمعجم الأوسط ج8 ص333 وكتاب الوفاة للنسائي ص50 والبداية والنهاية ج5 ص257 وإمتاع الأسماع ج14 ص497 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص471 وراجع: المراجعات للسيد شرف الدين ص305.

([13]) راجع: سبل الهدى والرشاد ج12 ص261 والمجموع للنووي ج16 ص429 ومسند أحمد ج6 ص48 وصحيح البخاري ج4 ص45 وج5 ص141 و142 والمستدرك للحاكم ج4 ص7 وعمدة القاري ج15 ص29 وج18 ص70 و 71 ومسند ابن راهويه ج3 ص661 و 989 ومسند أبي يعلى ج8 ص77 وصحيح ابن حبان ج14 ص584 و 585 وج16 ص53 والمعجم الكبير ج23 ص32 و 34 وكنز العمال ج13 ص697 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص234 والثقات لابن حبان ج2 ص133 وتاريخ مدينة دمشق ج36 ص306 و 307 وسير أعلام النبلاء ج2 ص189.

([14]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص261 عن الشيخين، وعن ابن سعد، وراجع: صحيح البخاري ج5 ص141 وفتح الباري ج8 ص106 وعمدة القاري ج18 ص70 والمعجم الكبير ج23 ص32 وضعفاء العقيلي ج2 ص250 وتاريخ مدينة دمشق ج36 ص307 والبداية والنهاية ج5 ص260 وإمتاع الأسماع ج14 ص498 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص475.

([15]) بحار الأنوار ج13 ص17 و 18 و 367 وج22 ص512 وج32 ص280 وإكمال الدين ص17 و 18 وبشارة المصطفى للطبري ص428.

([16]) بحار الأنوار ج22 ص 546 وج78 ص304 عن الطرائف ص 44 و45 ومستدرك الوسائل ج2 ص198 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص154.

([17]) بحار الأنوار ج22 ص541 و 542 وتهذيب الأحكام ج1 ص132 و (ط دار الكتب الإسلامية ـ طهران) ج1 ص468 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص153 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج2 ص468 و (ط دار الإسلامية) ج2 ص672.

([18]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص321 و 322 عن أبي داود ج2 ص214 وقال في هامشه: أخرجه الحاكم ج3 ص59 والبيهقي في الدلائل ج7 ص242 وسنن أبي داود ج2 ص67 وعون المعبود ج8 ص288 وكتاب الهواتف لابن أبي الدنيا ص21 والمنتقـى من السنن المسنـدة ص136 والتمهيد لابن عبد الـبر ج24 = = ص401 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج13 ص38 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص451 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص517 وإمتاع الأسماع ج14 ص569 وسبل السلام ج2 ص93 والبداية والنهاية ج5 ص281 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص1076 وعيون الأثر ج2 ص433.

([19]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص321 وقال في هامشه: أخرجه ابن سعد في الطبقات ج2 ص213 و (ط دار صادر) ج2 ص278 وراجع: إمتاع الأسماع ج14 ص570 وكنز العمال ج7 ص227.

([20]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص324 عن أحمد، والبداية والنهاية ج5 ص281 ومسند أحمد ج1 ص260 وإمتاع الأسماع ج14 ص573 والثقات لابن حبان ج2 ص158 والكامل في التاريخ ج2 ص332 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص518 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص702.

([21]) الأمالي للمرتضى ج1 ص198.

([22]) بصائر الدرجات ص328 والخصال ج2 ص177 و (ط مركز النشر الإسلامي) ص648 وبحار الأنوار ج22 ص464 وج40 ص140 عنهما، وعن الإحتجاج.

([23]) مسند أحمد ج1 ص260 والثقات لابن حبان (ط حيدرآباد) ج2 ص158 والرياض النضرة (ط الخانجي بمصر) ج2 ص179 وشفاء الغرام (ط دار إحياء الكتب العربية) ج2 ص386 ومختصر سيرة الرسول «صلى الله عليه وآله» لعبد الله بن عبد الله الحنبلي (ط المطبعة السلفية بالقاهرة) ص470 وإحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص702 و 703 و 698 والبداية والنهاية ج5 ص281 وإمتاع الأسماع ج14 ص573 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص518 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص324.

([24]) راجع المصادر في الهامش السابق. وراجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص280 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص451 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق2 ص63 وإمتاع الأسماع ج14 ص571 وعيون الأثر ج2 ص433 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج 8 ص703 وج18 ص192 وج23 ص506 و 508 وتنقيح التحقيق في أحاديث التعليق للذهبي ج1 ص301 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص1076 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص475.

([25]) مسند أحمد ج1 ص260 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص698 وتلخيص الحبير ج5 ص116 والبداية والنهاية ج5 ص281 وإمتاع الأسماع ج14 ص574 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص518 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص324 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص475.

([26]) التمهيد لابن عبد البر ج24 ص402 وإمتاع الأسماع ج14 ص566.

([27]) شرح مسند أبي حنيفة ص306 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج23 ص508.

([28]) أسد الغابة ج1 ص34 وراجع: مسند أحمد ج1 ص260 والبداية والنهاية ج5 ص281 وإمتاع الأسماع ج14 ص573 والسيرة النبوية ج4 ص518 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص324 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص698.

([29]) السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص475 وتلخيص الحبير ج5 ص116 ونيل الأوطار ج4 ص66 والسنن الكبرى للبيهقي ج3 ص395 وعون المعبود ج8 ص288 والمصنف للصنعاني ج3 ص397 وكنز العمال ج7 ص259 و 273 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص323 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص520 = = وإمتاع الأسماع ج14 ص571 والبداية والنهاية ج5 ص282 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص280 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص697 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص567.

([30]) بدائع الصنائع لأبي بكر الكاشاني ج1 ص301 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص278.

([31]) الأنس الجليل (ط القاهرة) ص194 وراجع: فقه الرضا ص20 ومستدرك الوسائل ج2 ص200 والوافي بالوفيات ج1 ص66 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج23 ص508 و 509.

([32]) البداية والنهاية ج5 ص261 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج5 ص282 عن البيهقي، ومسند البزار، ومجمع الزوائد ج9 ص36 وإمتاع الأسماع ج2 ص343 وج14 ص574 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص520 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص324 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص476 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص30 وج18 ص192 وج23 ص511.

([33]) حياة الصحابة (ط دار القلم بدمشق) ج2 ص603 وإحقاق الحق (الملحقات) ج18 ص187 و 188 عن المعجم الكبير، ومناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» للكوفي ج2 ص8 ونهج السعادة للمحمودي ج1 ص36 ومجمع الزوائد ج9 ص36 والمعجم الأوسط ج3 ص196 والمعجم الكبير ج1 ص230 وكنز العمال ج7 ص255 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص280 وإمتاع الأسماع ج14 ص572.

([34]) مستدرك الوسائل ج2 ص198 وبحار الأنوار ج22 ص544 و 546 وج78 ص305 عن أمالي الشيخ الطوسي ج2 ص7 و 8 وعن الطرائف ص44 و 45 و 48 وراجع: شرح الأخبار ج2 ص418 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص155 ومستند الشيعة للنراقي ج3 ص150.

([35]) الأمالي للشيخ الطوسي ص7 و 8 و (ط دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع ـ قم) ص555 وبحار الأنوار ج22 ص544 وج31 ص368 عنه، وكتاب الولاية لابن عقدة ص165.

([36]) بحار الأنوار ج31 ص434 وراجع ج22 ص506 والخصال ج2 ص573 و 574 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج3 ص167.

([37]) مناقب آل أبي طالب ج1 ص205 وإحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص29 ـ 32 عن الشفاء لعياض (ط العثمانية بإسلامبول) ج1 ص54 ونهاية الإرب ج18 ص389 وميزان الإعتدال (ط القاهرة) ج1 ص359 و (ط دار المعرفة) ج3 ص417 والبداية والنهاية ج5 ص261 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج5 ص282 عن البيهقي ومسند البزار، وعن السيرة الحلبية ج3 ص355 و (ط دار المعرفة) ج3 ص476 وإمتاع الأسماع ج14 ص574 وأخبار الدول (ط بغداد) ص90 وكنز العمال (ط الهند) ج7 ص176 و (ط مؤسسة الرسالة) ج7 ص250 ومجمع الزوائد ج9 ص36 والضعفاء للعقيلي ج4 ص13 والخصائص للسيوطي (ط الهند) ج2 ص276 وعن المواهب اللدنية (ط بولاق) ص311 وشرح مسند أبي حنيفة ص306 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص520 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص278 وينابيع المودة (ط إسلامبول) ص17 ومشارق الأنوار للحمزاوي (ط الشرقية بمصر) ص65 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص322 عن ابن سعد، والبزار، والبيهقي، وتاريخ الخميس ج2 ص170 عن مغلطاي، والشفاء لعياض، وشامل الأصل والفرع للأباضي الجزائري ص278 والإتحاف للزبيدي ج10 ص303 والأنوار المحمدية للنبهاني (ط الأدبية ببيروت) ص591 وفقه الرضا ص188 وبحار الأنوار ج22 ص524 عن الإبانة لابن بطة، وحواشي الشيرواني ج3 ص100.

([38]) بصائر الدرجات ص328 وبحار الأنوار ج22 ص464 و 506 وج40 ص140 والخصال ج2 ص177 وعن الإحتجاج.

([39]) الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص279 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص323 عنه، وإمتاع الأسماع ج2 ص136 وج14 ص566 و 571 وعمدة القاري ج18 ص71.

([40]) بحار الأنوار ج22 ص492 و 493 وج78 ص304 عن الطرائف لابن طاووس ص42 وعن مصباح الأنوار ص270 وراجع: الصراط المستقيم ج2 ص94.

([41]) مستدرك الوسائل ج2 ص166 و 200 وإعلام الورى ص137 و (ط مؤسسة آل البيت) ج1 ص269 وبحار الأنوار ج22 ص518 و 529 وج78 ص307 وعن الإرشاد للمفيد ص524 و 529 و (ط دار المفيد) ج1 ص187 وعن مناقب آل أبي طالب ص203 ـ 206 ودعائم الإسلام ج1 ص228 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص155 و 181.

([42]) بحار الأنوار ج22 ص517 و 536 و 544 وراجع ص506 وج78 ص302 وفقه الرضا ص20 و 21 و (بتحقيق مؤسسة آل البيت) ص188 والأمالي للشيخ الطوسي ج2 ص7 و 8 و (نشر دار الثقافة ـ قم) ص660 وكفاية الأثر ص304 و (ط سنة 1401 هـ) ص125 وراجع: شرح الأخبار ج2 ص419.

([43]) مناقب الإمام علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص94 والعمدة لابن البطريق ص296 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص33 والإيضاح لابن شاذان ص534.

([44]) كنوز الحقائق للمناوي (ط بولاق) ص193 ومناقب الإمام علي أبي طالب لابن المغازلي ص93 والعمدة لابن البطريق ص296 والطرائف لابن طاووس ص157 وبحار الأنوار ج38 ص313 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج17 ص341 والموضوعات لابن الجوزي ج1 ص393.

([45]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص322 عن البزار والبيهقي، وابن سعد، والبداية والنهاية ج5 ص261 عن البيهقي والبزار، ودلائل النبوة ج7 ص244 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص213 و (ط دار صادر) ج2 ص278 وراجع: كنز العمال ج7 ص250 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج23 ص507 و 513 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص205 وإمتاع الأسماع ج14 ص574 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص520 و السيرة الحلبية ج3 ص476.

([46]) مستدرك الوسائل ج2 ص198 عن الطرف، والمصباح، وبحار الأنوار ج22 ص544 و 546 وج78 ص305 عن أمالي الشيخ الطوسي ج2 ص7 و 8   وعن= = الطرائف ص44 و 45 و 48 وراجع: شرح الأخبار ج2 ص418 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص155 ومستند الشيعة للنراقي ج3 ص150.

([47]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص322 عن ابن ماجة، وتلخيص الحبير ج5 ص117 ونيل الأوطار ج4 ص66 وسنن ابن ماجة ج1 ص471 والمستدرك للحاكم ج1 ص362 والسنن الكبرى للبيهقي ج3 ص387 وعون المعبود ج8 ص288 وتهذيب الكمال ج22 ص300 وميزان الإعتدال للذهبي ج3 ص294 والبداية والنهاية ج5 ص280 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص517.

([48]) بحار الأنوار ج22 ص543 وج31 ص375 والأمالي للطوسي ج2 ص4 و 6 و (ط دار الثقافة ـ قم) ص547 وحلية الأبرار ج2 ص326 وموسوعة أحاديث أهل البيت للنجفي ج5 ص454.

([49]) راجع: الثقات (ط حيدرآباد) ج2 ص158 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص451 وشفاء الغرام بأخبار البلد الحرام للفاسي الحسيني (ط دار إحياء الكتب العربية) ج2 ص386 ومختصر سيرة الرسول لعبد الله بن عبد الله الحنبلي (المطبعة السلفية بالقاهرة) ص470 والرياض النضرة (ط الخانجي بمصر) ج2 ص179 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص702 و 703 وج18 ص192 و 193 وج23 ص514 و 515 وج31 ص230 عمن تقدم. وراجع: صحيح ابن حبان ج14 = = ص597 وموارد الظمآن ج7 ص61 والبداية والنهاية ج5 ص281 والسيرة  النبوية لابن هشام ج4 ص1076 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص324.

([50]) بحار الأنوار ج22 ص 543 وج31 ص434 و 375 والخصال ج2 ص573 و 574 والأمالي للطوسي ص547 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج3 ص167.

([51]) مجمع الزوائد ج9 ص36 ونهج السعادة ج1 ص36 والمعجم الأوسط للطبراني ج3 ص196 والمعجم الكبير للطبراني ج1 ص230 و شرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص696 وراجع ج18 ص167 وراجع: مناقب الإمام أمير المؤمنين للكوفي ج2 ص8 وكنز العمال ج7 ص255 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص280 وإمتاع الأسماع ج14 ص572.

([52]) الأنس الجليل (ط القاهرة) ص194 وراجع: فقه الرضا ص20 ومستدرك الوسائل ج2 ص200 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص697.

([53]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص322 عن البيهقي، وإمتاع الأسماع ج14 ص574 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج23 ص511 والإيضاح لابن شاذان ص58.

([54]) شرح إحقاق الحق (الملحقات) ج18 ص187 و 188 عن المعجم الكبير، وحياة الصحابة للكاندهلوي (ط دار القلم بدمشق) ج2 ص603 ونهج السعادة ج1 ص36 ومجمع الزوائد ج9 ص36 والمعجم الأوسط ج3 ص196 والمعجم الكبير ج1 ص230.

([55]) عيون أخبار الرضا ص65 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج1 ص66 وبحار الأنوار ج40 ص27 ومستدرك سفينة البحار ج7 ص481 ومسند الإمام الرضا «عليه السلام» ج1 ص131.

([56]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص322 عن ابن سعد، وأبي داود، والبيهقي، والحاكم وصححه، ودلائل النبوة للبيهقي ج7 ص244 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص214 والمستدرك للحاكم ج1 ص362 وج3 ص59 والسنن الكبرى للبيهقي ج4 ص53 وكنز العمال ج7 ص249 والبداية والنهاية ج5 ص282 وإمتاع الأسماع ج14 ص572 و 573 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص699 وج18 ص191 وج23 ص511 و 512 والسيرة = = النبوية لابن كثير ج4 ص519 والشفا بتعريف حقوق المصطفى ج1 ص64 وعلل الدارقطني ج3 ص219 وراجع: تلخيص الحبير ج5 ص116 ونصب الراية ج2 ص356.

([57]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص323 وفي هامشه عن: ابن سعد ج2 ص215 و (ط دار صادر) ج 2 ص 281 وعن ابن ماجة ج1 ص471 (1467) بسند صحيح ورجاله ثقات، وراجع: المصنف لابن أبي شيبة ج3 ص133 وج8 ص576 والتمهيد لابن عبد البر ج2 ص161 وكنز العمال ج7 ص248 وإمتاع الأسماع ج14 ص572 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج23 ص509.

([58]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص323 عن البيهقي، والبداية والنهاية ج5 ص281 وإمتاع الأسماع ج14 ص574 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص519.

([59]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص323 عن الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص213= = و (ط دار صادر) ج2 ص279 وراجع: إمتاع الأسماع ج14 ص570.

([60]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص322 عن الطبراني، والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص214 و 215 و (ط دار صادر) ج2 ص280 وإمتاع الأسماع ج14 ص572 ونهج السعادة للمحمودي ج1 ص36 ومجمع الزوائد ج9 ص36 والمعجم الكبير ج1 ص230 وكنز العمال ج7 ص255 وشرح إحقاق الحق  (الملحقات) ج8 ص696 وج18 ص187.

([61]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص323 وسنن ابن ماجة ج1 ص471 (1468) والكامل لابن عدي ج2 ص762 وكنز العمال ج15 ص573 (42229)، وفتح الباري ج5 ص270 وتهذيب الكمال ج3 ص112.

([62]) راجع: سبل الهدى والرشاد ج12 ص323 وفي هامشه عن ابن سعد ج2 ص214= = و (ط دار صادر) ج2 ص280 وعن دلائل النبوة للبيهقي ج7 ص245 وراجع: تلخيص الحبير ج5 ص116 ونيل الأوطار ج4 ص66 وعون المعبود ج8 ص288 وإمتاع الأسماع ج14 ص571.

([63]) راجع: سبل الهدى والرشاد ج12 ص322 و 323 وفي هامشه عن ابن سعد ج2 ص215 و (ط دار صادر) ج2 ص281 وكنز العمال ج7 ص256 وإمتاع الأسماع ج14 ص572 وشرح إحقاق الحق ج7 ص35 وج23 ص507.

([64]) الخصال ج2 ص573 و 574 وبحار الأنوار ج31 ص434 وراجع ج22 ص506 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج3 ص167 وذخائر العقبى ص71 وكنز العمال ج7 ص249 وتاريخ مدينة دمشق ج13 ص129 وجواهر المطالب في مناقب الإمام علي «عليه السلام» لابن الدمشقي ج1 ص108 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص36 وج18 ص193 وج23 ص505 وراجع: مناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» للكوفي ج1 ص337.

([65]) قد ذكرنا هذه الرواية ومصادرها حين الحديث عن انفراد علي «عليه السلام» بغسل النبي «صلى الله عليه وآله».

([66]) شرح إحقاق الحق (الملحقات) ج18 ص187 و 188 عن المعجم الكبير، وحياة الصحابة للكاندهلوي (ط دار القلم بدمشق) ج2 ص603 ونهج السعادة ج1 ص36 ومجمع الزوائد ج9 ص36 والمعجم الأوسط ج3 ص196 والمعجم الكبير ج1 ص230.

([67]) بحار الأنوار ج22 ص517 وج78 ص318 وفقه الرضا ص20 و 21 و (تحقيق مؤسسة آل البيت) ص183 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص155 والأنوار البهية ص46.

([68]) بحار الأنوار ج22 ص540 وتهذيب الأحكام ج1 ص30 و (ط دار الكتب الإسلامية ـ طهران) ج1 ص108 وذكرى الشيعة في أحكام الشريعة ج2 ص97 والحدائق الناضرة ج3 ص331 والإستبصار للشيخ الطوسي ج1 ص100 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص1.

 
   
 
 

العودة إلى موقع الميزان