يا
سيدتي ما يبكيك؟!
عن جعفر بن محمد، عن آبائه
«عليه السلام»، قال:
لما حضرت فاطمة الوفاة بكت؛ فقال لها أمير المؤمنين: يا سيدتي ما
يبكيك؟!
قالت:
أبكي لما تَلقَى من بعدي.
فقال لها:
لا تبكي، فوالله، إن ذلك لصغير عندي في ذات الله([1]).
وفي هذا النص إشارة إلى العديد من الأمور الهامة، نقتصر
منها على الأمرين التاليين:
إن أمير المؤمنين «عليه السلام» يخاطب الزهراء بـ «يا
سيدتي» وهذا أعلى درجات الإحترام والتقدير، من إنسان هو الغاية في
الكمال وهو معدن الفهم، والعلم والمعرفة. ولديه وعنده، وإليه ترجع
المعايير والقيم، التي على أساسها، ومن خلالها يكون الاحترام للناس، أو
لا يكون.
وهو يعيش مع الزهراء «عليها السلام» لسنوات عديدة
تكفي لأن تكشف ما يسعى الناس للتستر عليه عادة.. وليست حياته معها
قشرية وظاهرية، بل هي نافذة إلى الأعماق، تعطيه القدرة على الإطلاع على
جميع الجهات والأحوال والأوضاع، وليس من المفروض أن تقف عند حد بعينه،
سوى ما حدده الشرع الشريف..
وهي زوجته التي يعتاد عليها، وتسقط الكلفة معها، ولا
يبقى فيها مجال للمجاملة، أو التظاهر بخلاف الواقع. وحاشاه وحاشاه!!
فإذا ظهر أن هذا الرجل بالذات يصل به الأمر في
احترام امرأته إلى حد يخاطبها بـ: «يا سيدتي»، مع أنه قد عاشرها طيلة
هذه السنوات كزوجة، ورآها في صحتها، وفي مرضها، وفي حزنها وفرحها، وفي
جميع أحوالها.
إن هذا إن دلّ على شيء، فهو يدل على عظمة تلك المرأة من
جهة، وأنها قد فرضت عليه احترامها إلى هذا المستوى..
ويدل أيضاً:
على تقوى وورع هذا الرجل، وعلى ما يتمتع به من كريم المزايا، وحميد
الخصال..
وليس من المستهجن على أي كان من الناس إذا حضره
الموت، أن يبكي لهول المطلع، ورهبة الموقف، أو خوفاً من أن يكون قد قصر
في الإعداد والإستعداد لهذا الأمر..
ولكن الأهم والأعظم قيمة، والأكثر دلالة على
استحقاق سيدتنا الزهراء «عليها السلام» لأن يخاطبها سيد الأوصياء بـ
«يا سيدتي»: هو أنها لم تكن تبكي عند حضور أجلها من أجل نفسها، بل كانت
تبكي لأجل سيدها وإمامها «صلوات الله وسلامه عليه وعليها».
وذلك إن دلّ على شيء، فهو يدل أيضاً على معرفتها
بحقيقة علي «عليه السلام»، كفرد، وكأمة، وكإمام!! ويشير إلى عمق ثقتها
به، ويدلل أيضاً على معرفتها بزمانها، وبأهله وبأطماعهم، وبأساليبهم،
ومدى بعدهم عن الإلتزام بأحكام الله، وشرائعه.
ثم هو يدل على وقوفها على حجم التحديات التي ستواجهه
«عليه السلام»، كفرد، وكأمة، وكإمام!! وعلى مستويات التحمل التي يحتاج
إليها في تصدىه لها..
ويدل أيضاً:
على رهافة حسها، وطبيعة اهتماماتها، وسمو أهدافها.
ويدل أخيراً:
على أنها واثقة بما أعد الله لها من نعيم مقيم، ومن روح وريحان وجنة
نعيم.. فهي كزوجها لو كشف لها الغطاء ما ازدادت يقيناً.
وجاء جوابه «عليه السلام» بلسماً لجراحها، وسكينة
على قلبها، ورضاً لروحها، حين طمأنها بقوله: «إن ذلك لصغير عندي في ذات
الله»([2]).
1 ـ
رُوي:
أن فاطمة الزهراء «عليه السلام» قالت لعلي «عليه السلام»: إن لي إليك
حاجة يا أبا الحسن!
قال:
تقضى يا بنت سول الله
«صلى الله
عليه وآله».
فقالت:
نشدتك بالله، وبحق محمد رسول الله أن لا يصلي علي أبو بكر وعمر؛ فإني
لا كتمتك حديثاً، قال لي رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»:
يا فاطمة! إنك أول من يلحق بي من أهل بيتي، فكنت أكره أن أسوءك.
قال:
فلما قبضت أتاه أبو بكر وعمر، وقالا: لم لا تخرجها حتى نصلي عليها؟!
فقال:
ما أرانا إلا سنصبح.
ثم دفنها ليلاً. ثم صور برجله حولها سبعة أقبر.
قال:
فلما أصبحوا أتوه، فقالا: يا أبا الحسن! ما حملك على أن تدفن بنت رسول
الله
«صلى الله عليه وآله»،
ولم نحضرها؟!
قال:
ذلك عهدها إليّ..
قال:
فسكت أبو بكر، فقال عمر: هذا والله شيء في جوفك!
فثار إليه أمير المؤمنين، فأخذ بتلابيبه، ثم جذبه،
فاسترخى في يده، ثم قال: والله، لولا كتاب سبق وقول من الله!!
والله لقد فررت يوم خيبر، وفي مواطن، ثم لم ينزل الله
لك توبة حتى الساعة.
فأخذه أبو بكر، وجذبه، وقال:
قد نهيتك عنه([3]).
2 ـ
وذكر
نص آخر:
أنها «عليها السلام» أوصت علياً «عليه السلام» بما أهمها من أمر
أولادها، وغسلها، ونعشها، وغيرها من الأمور الخاصة، ثم أوصت بأن لا
يشهد أحد جنازتها من الذين ظلموها، فإنهم عدوُّها وعدوُّ رسول الله
«صلى
الله عليه وآله»،
وأن لا يصلي عليها أحد منهم، ولا من أتباعهم، وأن يدفنها بالليل، إذا
هدأت العيون، ونامت الأبصار.
فلما توفيت
«عليها السلام»
صاح أهل المدينة صيحة واحدة، واجتمعت نساء بني هاشم في دارها، فصرخن
صرخة واحدة، وكادت أن تتزعزع المدينة من صراخهن.
واجتمع الناس.
وخرج أبو ذر، وقال:
انصرفوا فإن ابنة رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
قد أُخر إخراجها في هذه العشية.
فقام الناس وانصرفوا.
فدفنها «عليه السلام» في الليل،
وحضرها وصلى عليها:
علي، والحسنان «عليهم السلام»، وعمار، والمقداد، وعقيل، والزبير،
وأبوذر، وسلمان، وبريدة، ونفر من بني هاشم.
وسوَّى علي «عليه السلام» حوالي قبرها قبوراً مزورة
سبعة، حتى لا يعرف قبرها([4]).
3 ـ
وفي
نص آخر: أخرجها
إلى البقيع، ومعه الحسن والحسين «عليهم السلام»، وصلى عليها([5]).
4 ـ
ويقال: أصبح
في البقيع ليلة دفنت وفيه أربعون قبراً جدداً، وإن المسلمين جاؤوا إلى
البقيع فوجدوا فيه أربعين قبراً، فأشكل عليهم قبرها من سائر القبور.
«فضج الناس، ولام بعضهم بعضاً،
وقالوا: لم يخلِّف نبيكم فيكم إلا بنتاً واحدة، تموت وتدفن، ولم
تحضروا وفاتها، والصلاة عليها، ولا تعرفون موضع قبرها»؟!.
وقد حاول ولاة الأمر منهم أن يأتوا بنساء لنبش قبر
الزهراء، والصلاة عليها، (ورؤية أو) وزيارة قبرها.
فبلغ ذلك أمير المؤمنين «عليه السلام» فخرج مغضباً،
وقد احمرت عيناه، ودرت أوداجه، وعليه قباؤه الأصفر، الذي كان يلبسه في
كل كريهة، وهو متوكئ على سيفه ذي الفقار، حتى ورد البقيع، وهو يقسم
بالله: لئن حوّل من هذه القبور حجر ليضعن السيف على غابر الآخِر..
فلما بلغهم خبر مجيئه على هذا الحال، تلقاه عمر،
ومن معه من أصحابه، وقال له: ما لك يا أبا الحسن! والله لننبشن قبرها.
فضرب علي «عليه السلام» بيده إلى جوامع ثوبه، ثم
ضرب به الأرض، وقال له: يا بن السوداء، أما حقي فقد تركته، مخافة أن
يرتد الناس عن دينهم. وأما قبر فاطمة، فوالذي نفس علي بيده، لئن رمت
وأصحابك شيئاً من ذلك لأسقين الأرض من دمائكم. فإن شئت فأعرض يا عمر.
فتلقاه أبو بكر، فقال:
يا أبا الحسن، بحق رسول الله، وبحق من فوق العرش إلا ما خليت عنه،
فإنَّا غير فاعلين شيئاً تكرهه.
قال:
فخلى عنه، وتفرق الناس، ولم يعودوا إلى ذلك([6]).
5 ـ
وفي
دلائل الإمامة: دفنها
في الروضة، وحضر دفنها الحسنان، وزينب، وأم كلثوم، وفضة، وأسماء بنت
عميس، وأخرجها إلى البقيع وصلى عليها، ولم يعلم بها ولا حضر وفاتها،
ولا صلى عليها أحد من سائر الناس غيره([7]).
6 ـ
عن علي
«عليه السلام»: أنه أخذ
في أمرها، وغسلها في قميصها، ثم حنطها من فضلة حنوط رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»،
وكفنها.
قال:
فلما هممت أن أعقد الرداء، ناديت: يا أم كلثوم، يا زينب، يا سكينة، يا
فضة، يا حسن، يا حسين. هلموا تزودوا من أمكم، فهذا الفراق، واللقاء في
الجنة.
فلما أقبل الحسنان
«عليهما السلام»، وكلماها، يقول أمير المؤمنين «عليه السلام»: إني أشهد
الله أنها قد حنَّت، وأنَّت،
ومدَّت يديها، وضمتهما إلى صدرها ملياً. وإذا بهاتف من السماء ينادي:
يا أبا الحسن، ارفعهما عنها،
فلقد أبكيا ـ والله ـ ملائكة السماوات، فقد اشتاق
الحبيب إلى المحبوب.
قال:
فرفعتهما عن صدرها.
ثم ذكر «عليه السلام»:
أنه عقد الرداء، ثم حملها على يده، وأقبل بها إلى قبر أبيها.
ثم عدل بها إلى الروضة، فصلى عليها في أهله
ومواليه، وأصحابه، وأحبائه، وطائفة من المهاجرين والأنصار. ثم واراها،
وألحدها في لحدها([8]).
ونقول:
إن لنا مع ما تقدم وقفات عديدة، نكتفي منها بما
يلي:
علي
لم يسأل الزهراء
عن حاجتها:
جاء في الرواية المتقدمة:
أن علياً «عليه السلام» تعهد بقضاء حاجة فاطمة، دون أن يسألها عنها،
وما ذلك إلا لثقته «عليه الصلاة والسلام» بأنها «صلوات الله عليها» لا
تطلب إلا ما هو خير وصلاح، ومشروع ومقدور ويرضى الله، ويقربها إلى
الله؛ لأنها مطهرة، ومعصومة؛ ولأنها من حجج الله تبارك وتعالى..
وقد صرّحت الرواية المتقدمة:
بأنها «عليها السلام» تعتبر ظالميها أعداءً لها، وأعداءً لرسول الله
«صلى
الله عليه وآله»..
رغم أن أبا بكر قد تظاهر لها بالكثير من المحبة والتودد في كلماته
المعسولة حين جاء هو وعمر لعيادتها واسترضائها، وكذلك حين خطبت خطبتها
المعروفة في المسجد في قصة فدك، التي بيّنت فيها عظيم ظلمهم لها،
وعدوانهم على حقوقها.
وهذا يدل على:
أنها «عليها السلام» تعتبر أن ما يظهره أبو بكر من كلام ودود ليس له
حقيقة، بل هو يدخل في سياق السياسة، والتمويه على الناس لامتصاص حالة
التشنج، والتخفيف من وقع ما ارتكبه في حقها.
فمثله كمثل الذي كان يعاني من مرض في عينيه، التي لا
يزال يسيل الدمع منها، فصاد عصفوراً، وهو مشغول بذبحه ودموعه تسيل،
فرآه عصفوران كانا على الشجرة، فقال أحدهما لصاحبه: انظر إلى هذا
الصياد ما أرق قلبه، فهو يبكي رقة ورحمة للعصفور.
فقال له رفيقه:
لا تنظر إلى دموع عينيه، بل انظر إلى فعل يديه.
وبذلك يقول أحد الشعراء:
فلا تنظري ليلى إلى العين
وانظـري إلى الكـف مـاذا بالعصافـير تصنعُ
والخلاصة:
إن الزهراء «عليها السلام» تعرف أن عمر قد قال لرسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
في مرض موته: إن النبي ليهجر، ولم تنس بعد هجوم هؤلاء الناس على بيتها،
وضربها، وإسقاط جنينها، وإضرام النار على بابها. إلى آخر ما هنالك مما
يدل على عداوتهم لها، وعدم رعايتهم أية حرمة لأبيها.. فكيف تصدّق أنهم
يحبونها وهم لم يغيروا شيئاً مما صنعوه، ولا أعادوا الحق الذي
اغتصبوه؟! ولا.. ولا.
وتقدم:
أن علياً
«عليه السلام»،
نادى قبل أن يعقد الرداء بنات وأبناء الزهراء «عليها السلام»، بالإضافة
إلى فضة: أن هلموا فتزودوا من أمكم..
ونريد نحن هنا أن نشير إلى عدة نقاط:
الأولى:
ذكر سكينة في جملة البنات اللواتي ناداهن.. يشير إلى وجود بنت للزهراء
«عليها السلام» بهذا الإسم أيضاً..
وقد ذكرنا ما يدل على ذلك في الجزء الأول من هذا الكتاب
حين ذكرنا أولاده «عليه السلام». فليراجع.
الثانية:
ذكر فضة في جملة البنات اللواتي ناداهن، مع أنها لم تكن من بناتها
«عليها السلام».. يؤكد نظرة الإسلام الأصيل إلى الموالي، وأنه يراهن
بمثابة الأخوة والأبناء..
الثالثة:
يلاحظ هنا:
أنه «عليه السلام» قد صرح بأسماء الجميع، مع أنه كان يمكنه أن يناديهم
بواسطة عنوان جامع، كأن يقول: يا أهل البيت، أو: أيها الحاضرون، هلموا
إلى التزود من أمكم..
ولكنه «عليه السلام» أراد أن لا
يتوهم متوهم:
أنه أطلق الكلام على نحو التغليب، فانطباق الوصف على فضة مثلاً قد لا
يكون على نحو الحقيقة. فإذا صرح بالأسماء يكون قد أشعرهم جميعاً، بما
فيهم فضة بالإعزاز، والمحبة، بصورة مباشرة، وغير قابلة للتأويل..
ويزيد في تأكيد هذا المعنى:
التنصيص على أمومة الزهراء لهم جميعاً، وبلا تمييز..
الرابعة:
إنه «عليه السلام» قد نادى البنات أولاً، ثم نادى الحسنين «عليهما
السلام»، وهي لفتة رائعة وسديدة، جاءت منسجمة مع الموقف العاطفي، في
أكثر اللحظات إثارة، وهي لحظة الفراق للأم، التي يكون شعور بناتها
بالحاجة إليها، وبعمق العلاقة معها أشد من شعور غيرهن.. وهكذا كان..
ونحن لا نستطيع أن نغفل الإشارة إلى أن ما ذكر في
بعض الروايات من أنها «عليها السلام» حنّت وأنّت.. ليس بالأمر الباطل،
ولا المستجهن على أولياء الله سبحانه، ولا هو بعيد عن قدرة الله، اذ لا
تستلزم نسبته إليه تعالى محذوراً عقلياً، يجعل الإعتقاد به في دائرة
الباطل، علماً بأن علاقة الروح بالجسد، وإن كانت قد ضعفت بالموت بصورة
كبيرة، ولكنها لم تنقطع بصورة نهائية وتامة.
يدلنا على ذلك:
وجود حساب القبر.. واستحباب زيارة القبور، وقراءة القرآن عندها وغير
ذلك..
فلا مانع من أن يكون لبعض الأمور تأثير في زيادة
العلاقة، وتقويتها لدى الأنبياء والأصفياء، أو بطلب منهم..
ولذلك نلاحظ:
أن بعض الأموات يرجعون إلى الحياة بسبب طلب نبي، وبعضهم يتكلمون، أو
يجيبون على بعض الأسئلة التي توجه إليهم من قبل نبي أو وصي نبي.
وقصة بقرة بني إسرائيل التي ذبحوها، وضربوا ببعضها ذلك
الميت فأحياه الله، وأخبرهم بما سألوه عنه، معروفة، ومصرح بها في
القرآن.
قال تعالى:
{فَقُلْنَا
اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا}([9]).
عن ورقة بن عبد الله الأزدي، عن فضة «رحمها الله» (التي
كانت عند السيدة الزهراء «عليها السلام») قالت في رواية مطولة: «فأقبل
الحسن والحسين عليهما السلام، وهما يناديان: وا حسرتاه، لا تنطفئ
أبداً.. فقدنا جدنا محمداً المصطفى، وأمنا فاطمة الزهراء، يا أم الحسن،
يا أم الحسين، إذا لقيت جدنا المصطفى فاقرئيه منا السلام، وقولي له:
إنا قد بقينا بعدك يتيمين في دار الدنيا..
فقال أمير المؤمنين علي «عليه
السلام»:
إني أُشهِد الله أنها قد حنَّت وأنَّت، ومدت يديها، وضمتهما إلى صدرها
ملياً. وإذا بهاتف من السماء ينادي:
يا أبا الحسن، ارفعهما عنها، فلقد أبكيا والله ملائكة
السماوات، فقد اشتاق الحبيب إلى المحبوب.
قال:
فرفعتهما عن صدرها، وجعلت أعقد الرداء..»([10]).
وقريب من ذلك ما روي عن أسماء بنت عميس..([11])
أيضاً.
وهذه الرواية، وإن كانت لا تملك سنداً صحيحاً،
ومعتبراً، لكن ذلك لا يعني لزوم ردها، والحكم ببطلانها، فإنه ليس
بالضرورة أن يكون الحديث الضعيف مكذوباً..
وإنما تردُّ الرواية بصورة قاطعة.. إذا اشتملت على ما
يخالف القرآن، أو المسلَّمات الدينية بصورة عامة، أو ما يخالف ما تحكم
به العقول.. أو ما يخالف الواقع العيني الخارجي.
وليس الأمر في الرواية المشار إليها كذلك.. بل هي قد
تضمنت أمراً يتصل بالغيب، وبالكرامة الإلهية للمصطفين من عباده
الأكرمين..
وأمثال هذه الأمور مما تجوِّز العقول وقوعها، ولا
تحيلها..
غاية الأمر:
أن إثبات حصولها يحتاج إلى الدليل المقنع والمعتبر، وحيث لا يوجد مثل
هذا الدليل، فلا يصح ردها بصورة قاطعة، بل توضع في بقعة الإمكان، حتى
يذود عنها قاطع البرهان..
وقد اجاب علي «عليه السلام» أبا بكر وعمر حين طلبا
منه إخراج الزهراء «عليها السلام» ليصليا عليها: «ما أرانا إلا سنصبح».
وهذا من مفردات التورية البديعة، فإنه إنما أخبرهم عن
ميله إلى الإعتقاد ببقائه حياً حتى الصباح. ولم يشر لا من قريب ولا من
بعيد إلى ما سيفعله في موضوع دفن الزهراء، والصلاة عليها، وأين سيكون
ذلك، ومتى.
كما أن كلمة أبي ذر لا تدل على أن تأخير التشييع سيستمر
إلى اليوم الثاني؛ لأنه إنما ذكر لهم: أن تشييعها سيتأخر في تلك العشية.
ولم يحدد مقدار هذا التأخير.
علي
يلمح لعمر باستحقاقه للقتل:
بالنسبة لقول علي «عليه السلام»
لعمر:
لقد فررت يوم خبير وفي مواطن، ثم لم ينزل الله لك توبة حتى الساعة.
نقول:
إنه تضمن تلميحاً أو تلويحاً بما أزعج عمر وأبا بكر بشدة، فهو يشير:
أولاً:
إلى جبن عمر، وضعفه البالغ..
وثانياً:
إن عدم إنزال الله له توبة يعني: أن الله تعالى لم يرض على عمر لأجل
ذلك، ولأنه لم يفعل ما يستحق به التوبة عليه..
وثالثاً:
لعله يشير
إلى أن ذلك يسوِّغ مواجهته بما يستحقه من عقوبة الفارين من الزحف..
وقد ذكرت إحدى الروايات المتقدمة الزبير في جملة الذين
حضروا دفن فاطمة.. وربما يكون ذلك من اضافات الرواة، فإنها أوصته أن
يدفنها سراً، ولا ندري إن كان الزبير يؤتمن على سر. وتقدم عن دلائل
الإمامة وغيره: أنه لم يعلم بها، ولا حضر وفاتها، ولا صلى عليها أحد من
سائر الناس غيره..
وقد أوصت الزهراء «عليها السلام»: علياً
«عليه
السلام»
بأن يتخذ لها نعشاً صوَّرته لها الملائكة، ووصفته له، فاتخذه لها([12]).
وهي أول من جُعل لها النعش، كما رُوي عن الإمام
الصادق «عليه السلام»([13]).
ورُوي أنها قالت لأسماء:
استريني سترك الله من النار، يعني بالنعش([14]).
ولكن ثمة من يدَّعي:
أن أسماء هي التي أشارت على الزهراء «عليها السلام» باتخاذ النعش،
وأنها قد رأته في بلاد الحبشة.
وروُي ذلك عن الإمام الصادق «عليه السلام» أيضاً([15]).
غير أن ذلك قد اقترن بطلب الزهراء
«عليها السلام» منها:
أن لا تحملها على سرير ظاهر.
فقالت أسماء:
لا، لعمري ولكن أصنع نعشاً كما رأيت يصنع بالحبشة.
فقالت:
أرنيه.
فأرتها إياه([16]).
وسبب طلب الزهراء، هذا هو:
أنها «استقبحت ما يُصنع بالنساء: أنه يطرح على المرأة الثوب، فيصفها
لمن رأى»([17]).
وفي حديث إصرار أبي بكر وعمر على الصلاة على فاطمة
«عليها السلام» مفارقة تحتاج إلى تفسير، وهي: أنه إذا قورن موقفهم هذا
بموقفهم من رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
حين استشهاده، حيث غابوا عن جنازته، وأوكلوا أمر غسله، وتكفينه،
والصلاة عليه ودفنه إلى أهله، وانصرفوا إلى العمل على الفوز بالخلافة،
مغتنمين فرصة انشغال علي «عليه السلام» بجنازة رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»..
ولكن موقفهم في وفاة الصدّيقة اختلف إلى حدّ التناقض،
حيث كانوا يريدون نبش القبور، واستخراج جسد الزهراء «عليها السلام»،
رغم ما يتضمنه ذلك من هتك لحرمتها «صلوات الله وسلامه عليها».
إن هذا يجعلنا ندرك:
أن السياسة هي التي أملت عليهم هذا الموقف وذاك على حد سواء، فقضت
بتجاهل جنازة رسول الله «صلى الله عليه وآله» هناك، ونبش قبر الزهراء
«عليها السلام» هنا، ولا نريد أن نقول أكثر من ذلك.
ولا ندري لماذا يتلهّف الناس على ما فاتهم من
الصلاة على البنت الوحيدة لنبيهم، وهم الذين خذلوها بالأمس، ولم
ينصروها على من هاجمها، وضربها وحاول احراق بيتها عليها وعلى زوجها
وابنائها، وخالفوا بذلك وصية أبيها فيها؟!
وماذا ينفع هذا التظاهر بالإعزاز والمحبة للزهراء
«عليها السلام»، وكيف نفسره من أناس كانوا هم الذين آذوها، وقتلوها..
أو سكتوا عما يجري عليها..
فما أحرى هؤلاء بقول عبيد بن الأبرص:
لا ألفينك بعد المــوت تنـدبـنـي
وفي حـياتـي ما زودتـنـي زادي([18])
ثم إننا لم نجد أي اندفاع أو حتى تفكير لدى عامة
الناس في نبش قبر الزهراء «عليها السلام»، للصلاة عليها، ولم نجدهم
شجعوا عمر على موقفه.. بل اكتفوا بإظهار الأسف لعدم تمكنهم من حضور
جنازتها، ولام بعضهم بعضاً.
بل جاءت الفكرة من قبل ولاة الأمر أنفسهم، حيث ظهر
اندفاعهم الشديد لتنفيذ هذا الأمر، لولا أن سيف ذي الفقار حال بينهم
وبين ذلك.
ومن حقنا أن نفهم سبب هذا الاندفاع القوي نحو هذا
الأمر القبيح، الذي لا يرضاه أي ملتزم بالشرع، أو من يحترم نفسه،
وإنسانيته..
ولعل الإجابة الأقرب للاعتبار هي:
أنهم أدركوا، أن ما جرى سوف يسجله التاريخ.
ليكون إدانة صريحة لهم، ووصمة لا مجال لمحوها، ولا
للتشكيك فيها. ولن يتضاءل تأثيرها مهما طال الزمن.
وأدركوا أيضاً:
أنه لن يكون لهم في ظل هذه الإدانة أية قداسة، أو احترام، أو مقبولية
لهم، أو ارتياح وجداني لدى الكثيرين ممن يطلعون على ما جرى، سواء
أكانوا من المسلمين أو من غيرهم، من عقلاء الناس.. وإلى يوم القيامة..
وقد يلمح الباحث تهافتاً في بعض الخصوصيات في الروايات،
حيث ذكر بعضها: أن المسلمين وجدوا في البقيع أربعين قبراً جدداً([19]).
ولم يرش قبرها([20])،
فأشكل عليهم الأمر، ولم يعرفوا قبر الزهراء «عليها السلام».
مع أن بعضها الآخر يقول:
إنه «عليه السلام» خط برجله سبعة قبور فقط([21]).
إلا أن يكون قد خط أولاً سبعة، ثم أكملها إلى أربعين.
ولعل المسلمين قد وجدوا أولاً أربعين، ثم ذهبت علامات
أكثرها بسبب كثرة المترددين، وبقي أثر سبعة، فجاءت جماعة السلطة، فوجدت
هذه البقية، فأشكل الأمر عليها.
وأما غضب علي «عليه السلام» في محاولة نبش قبر
الزهراء «عليها السلام»، فإنما كان غضباً لله تعالى.. لأنه يريد أن
يمنعهم من هتك حرمة سيدة نساء العالمين «عليها السلام».
ولو أنهم أصروا على ذلك، وحدث الأسوأ من الإحتمالات،
فإن كل الناس سوف يتفهمون صوابية موقف علي «عليه السلام»، إذ لا مبرر
لنبش قبر، واستخراج شخص من قبره لمجرد أن فلاناً من الناس يريد الصلاة
على ذلك الميت.. لا سيما إذا كان الميت امرأة، لها مقامها العظيم عند
الله تعالى، وفي نبش قبرها هتك لحرمتها.. مع عدم وجود أي داعٍ لهذا
الأمر، بعد أن دُفنت وفق أحكام الشرع الشريف، وأجريت جميع المراسم
المطلوبة لذلك..
فكيف إذا كانت تلك المرأة المتوفاة لا ترضى بحضورهم
جنازتها، ولا بالصلاة عليها، وقد تم استبعادهم بطلبٍ منها. لا سيما مع
سوابقهم في توجيه الإساءات الخطيرة إليها، التي بلغت حد ضربها، وإسقاط
جنينها، وكون موتها بسبب ذلك الضرب بالذات.. وما يمثل ذلك من إساءة
للدين تتجاوز كل حدّ.
وبذلك يتضح الفرق بين هذه الحالة التي لا يأبى فيها
علي «عليه السلام» من المبادرة إلى أي تصرف رادع لمن يريد الإساءة
للزهراء «عليها السلام» في قبرها.. وبين ما نشهده من وقوفه الصارم عند
حدود لا يتجاوزها في موضوع التصدي لغاصبي مقام الخلافة.
وذلك لكي لا يعرّض الدين للخطر. ويكتفي بمجرد الإحتجاج،
ويتحمل جميع أنواع الأذى لأجل حفظ الدين..
إن منعهم من نبش قبر الصديقة الزهراء «عليها السلام»،
هو عين الصواب حتى لو تفاقمت الأمور وبلغت إلى ما لا تحمد عقباه.
ويدل على ذلك:
ما رُوي عن الإمام الباقر «عليه السلام»، من أنه قال: «إن الناس لما
صنعوا ما صنعوا إذ بايعوا أبا بكر، لم يمنع أمير المؤمنين «عليه
السلام» من أن يدعو إلى نفسه إلا نظراً للناس، وتخوفاً عليهم أن يرتدوا
عن الإسلام، فيعبدوا الأوثان، ولا يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن
محمداً رسول الله.
وكان الأحب إليه أن يقرّهم على ما صنعوا من أن
يرتدوا عن الإسلام، وإنما هلك الذين ركبوا ما ركبوا.
فأما من لم يصنع ذلك، ودخل فيما دخل فيه الناس، على
غير علم ولا عداء لأمير المؤمنين «عليه السلام»، فإن ذلك لا يكفره، ولا
يخرجه من الإسلام.
فلذلك كتم علي «عليه السلام» أمره، وبايع مكرهاً،
حيث لم يجد أعواناً»([22]).
([1])
بحار الأنوار ج43 ص218 عن مصباح الأنوار ص262 واللمعة البيضاء
ص890 والأنوار البهية ص60 ومجمع النورين للمرندي ص148 وبيت
الأحزان ص27 و 177 والأسرار الفاطمية للمسعودي ص330.
([2])
بحار الأنوار ج43 ص218 عن مصباح الأنوار ص262 واللمعة البيضاء
ص890 والأنوار البهية ص60 ومجمع النورين للمرندي ص148 وبيت
الأحزان ص27 و 177 والأسرار الفاطمية للمسعودي ص330.
([3])
مصباح الأنوار ص259 و 260 وبحار الأنوار ج29 ص112 و 113 و
اللمعة البيضاء ص862 وراجع: كتاب سليم بن قيس ج2 ص870 و 871.
([4])
اللمعة البيضاء ص868 و 869 وروضة الواعظين ص151 و 152 وبحار
الأنوار ج43 ص192 و الأنوار البهية ص62 والأنوار العلوية ص304
ومجمع النورين للمرندي ص150 وبيت الأحزان ص181 والأسرار
الفاطمية للمسعودي ص336.
([5])
دلائل الإمامة لابن رستم الطبري ص136 وبحار الأنوار ج43 ص171
واللمعة البيضاء ص852.
([6])
راجع: بحار الأنوار ج43 ص171 و 172 وراجع ص212 ودلائل الإمامة
ص136 و 137 واللمعة البيضاء ص852 و 853 والأنوار العلوية ص305
و 306 ومجمع النورين للمرندي ص157 و 158 وبيت الأحزان ص186 و
187 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج19 ص171. وراجع: علل الشرايع
ج1 ص186 باب 149.
([7])
دلائل الإمامة ص136 وراجع: بحار الأنوار ج43 ص171 والهداية
الكبرى ص178 واللمعة البيضاء ص852 ومجمع النورين للمرندي ص146.
([8])
بحار الأنوار ج43 ص179 ـ 180 باختصار، واللمعة البيضاء ص859 و
860 = = وراجع: الأنوار البهية ص62 وعن العوالم ج6 ص261
والأنوار العلوية ص305 ومجمع النورين للمرندي ص153 وبيت
الأحزان ص182.
([9])
الآية 73 من سورة البقرة.
([10])
بحار الأنوار ج43 ص174 ـ 180 واللمعة البيضاء ص854 ـ 761
والأنوار العلوية ص302 ـ 306 ومجمع النورين ص151 ـ 154.
([11])
راجع: الزهراء بهجة قلب المصطفى ص579.
([12])
مناقب آل أبي طالب ج3 ص362 و (ط المطبعة الحيدرية) ج3 ص137
واللمعة البيضاء ص861 و 868 و 875 وروضة الواعظين ص151 وعلل
الشرائع ج1 ص188 وبحار الأنوار ج43 ص182 و 192 و 204 ومستدرك
سفينة البحار ج10 ص96 والأنوار العلوية ص303 ومجمع النورين
ص150 والأسرار الفاطمية للمسعودي ص333.
([13])
الكافي ج3 ص251 وتهذيب الأحكام ج1 ص469 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة
آل البيت) ج3 ص220 و (ط دار الإسلامية) ج2 ص876 ومناقب آل أبي
طالب ج3 ص364 و (ط المطبعة الحيدرية) ج3 ص138 وبحار الأنوار
ج43 ص212 عن التهذيب، وج78 ص249 عن فقه الرضا، وراجع ص250 و
282 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص367 وراجع ص162 و 208 و 271 و 291
و 356. وفقه الرضا ص189 ومن لا يحضره الفقيه ج1 ص194 وراجع:
دعائم الإسلام ج1 ص233 ومستدرك سفينة البحار ج10 ص96 والمستدرك
للحاكم ج3 ص162 وعون المعبود للعظيم آبادي ج8 ص338 والذرية
الطاهرة النبوية للدولابي ص153 وناسخ الحديث ومنسوخه ص588
والطبقات الكبرى لابن = = سعد ج8 ص28 والأعلام للزركلي ج5 ص132
والمنتخب من ذيل المذيل ص91 واللمعة البيضاء ص865 وشرح إحقاق
الحق ج10 ص471 و 475 وج19 ص177 وج25 ص14 و 548 وج33 ص382.
([14])
مناقب آل أبي طالب ج3 ص364 و (المطبعة الحيدرية) ج3 ص138
والحدائق الناضرة ج4 ص89 ومستدركات علم رجال الحديث ج8 ص548
وبيت الأحزان ص173 وراجع: شرح إحقاق الحق (الملحقات) ج10 ص475
وج25 ص549.
([15])
تهذيب الأحكام ج1 ص469 وسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج3
ص220 و (ط دار الإسلامية) ج2 ص876 ومستدرك الوسائل ج2 ص360
واللمعة البيضاء ص883 و 884 و 865 وبحار الأنوار ج43 ص212 وج78
ص255 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص367 و 369 وموسوعة أحاديث أهل
البيت «عليهم السلام» للنجفي ج8 ص253.
([16])
راجع: وسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج3 ص220 و (ط دار
الإسلامية)
ج2 ص876 وج43 ص189 وج78 ص250 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص115 واللمعة
البيضاء ص865 عن كشف الغمة ج2 ص126 والذرية الطاهرة ص152 وجامع
أحاديث الشيعة ج3 ص368 وتاريخ المدينة لابن شبة ج1 ص108.
([17])
راجع الهامش السابق.
([18])
راجع: خزانة الأدب للبغدادي ج11 ص273 ودرر السمط في خبر السبط
لابن الأبار ص83 وتنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ص367
والإمامة والسياسة (تحقيق الزيني) ج1 ص165 و (تحقيق الشيري) ج1
ص215.
([19])
راجع: دلائل الإمامة ص136 واللمعة البيضاء ص836 و 852 و 887 و
864 وبحار الأنوار ج29 ص390 ج30 ص349 وج43 ص171 و 183 و 212
وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج16 ص281 ومجمع النورين ص147
والهداية الكبرى ص179 وعيون المعجزات لابن عبد الوهاب ص47
ومناقب آل أبي طالب ج3 ص138 وقاموس الرجال للتستري ج12 ص324
والشافي في الإمامة ج4 ص115 وبيت الأحزان ص185 وشرح إحقاق الحق
(الملحقات) ج19 ص170 والأسرار الفاطمية للمسعودي ص337 و 467.
([20])
شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج16 ص281 وبحار الأنوار ج29 ص390
وقاموس الرجال للتستري ج12 ص324 واللمعة البيضاء ص836 والشافي
في الإمامة ج4 ص115 والأسرار الفاطمية للمسعودي ص467.
([21])
اللمعة البيضاء ص887 و 864 و 869 وبحار الأنوار ج43 ص183 و
193وروضة الواعظين ص152 ومناقب آل أبي طالب ج3 ص138 والأنوار
البهية ص63 والأنوار العلوية ص304 ومجمع النورين للمرندي ص151
وبيت الأحزان ص183 والأسرار الفاطمية للمسعودي ص337.
([22])
الكافي ج8 ص295 وبحار الأنوار ج28 ص255 و 55 وج29 ص468 وج33
ص154 وج44 ص23 وج69 ص156 ومستـدرك الوسائـل ج11 = = ص75 ومصباح
البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج3 ص7 وج4 ص238 وكتاب سليم بن
قيس (تحقيق الأنصاري) ص137 و 215 و 305 و 459 والإحتجاج ج2 ص8
وحلية الأبرار ج2 ص65 وشرح أصول الكافي ج12 ص412 وجامع أحاديث
الشيعة ج13 ص41 ومجمع النورين للمرندي ص90 وغاية المرام ج2
ص105 وج5 ص197 وج6 ص17 و 25.
|