1 ـ
قال المفيد «رحمه الله»: روت العامة والخاصة عن أمير المؤمنين «صلوات
الله عليه»، وذكر ذلك أبو عبيدة معمر بن المثنّى وغيره ممن لا يتهمه
خصوم الشيعة في روايته: أن أمير المؤمنين قال في أول خطبة خطبها بعد
بيعة الناس له على الأمر، وذلك بعد قتل عثمان بن عفان:
«أما بعد.. فلا يرعينّ مرع إلا على نفسه، شغل من الجنة
والنار أمامه: ساعٍ مجتهد، وطالب يرجو، ومقصر في النار. ثلاثة وإثنان،
ملك طار بجناحيه، ونبي أخذ الله بيديه، لا سادس.
هلك من ادعى وردى من اقتحم.
اليمين والشمال مضلة، والوسطى الجادة. منهج عليه باقي
الكتاب والسنة، وآثار النبوة، إن الله تعالى داوى هذه الأمة بدوائين:
السوط والسيف، لا هوادة عند الإمام فيهما، فاستتروا ببيوتكم، وأصلحوا
فيما بينكم. والتوبة من ورائكم. من أبدى صفحته للحق هلك.
قد كانت أمور لم تكونوا عندي فيها معذورين. أما إني لو
أشاء أن أقول لقلت: عفا الله عما سلف.
سبق الرجلان وقام الثالث، كالغراب همته بطنه. ويله [ويحه]
لو قص جناحاه وقطع رأسه كان خيراً له.
انظروا، فإن أنكرتم فأنكروا، وإن عرفتم فبادروا
[فآزروا]. حق وباطل، ولكل أهل. ولئن أمر الباطل فلقديماً فعل، ولئن قل
الحق فلربما ولعل.
وقل ما أدبر شيء فأقبل، ولئن رجعت إليكم أموركم
[نفوسكم] إنكم سعداء، وإني لأخشى أن تكونوا في فترة، وما علي إلا
الاجتهاد.
ألا وإن أبرار عترتي، وأطائب أرومتي، أحلم الناس
صغاراً، وأعلم الناس كباراً.
ألا وإنَّا أهل البيت من علم الله علمنا، وبحكم الله
حكمنا، وبقول صادق أخذنا [من قول صادق سمعنا]، فإن تتبعوا آثارنا
تهتدوا ببصائرنا، وإن لم تفعلوا يهلككم الله بأيدينا.
معنا راية الحق من تبعها لحق، ومن تأخر عنها غرق، ألا
وبنا تدرك ترة كل مؤمن، وبنا تخلع ربقة الذل من أعناقكم، وبنا فتح الله
لا بكم، وبنا يختم لا بكم»([1]).
2 ـ
قال المجلسي:
أقول:
وفي النهج هكذا: «شغل من الجنة والنار أمامه، ساع سريع نجا، وطالب بطيء
رجا. ومقصر في النار هوى.
اليمين والشمال مضلة، والطريق الوسطى هي الجادة، عليها
باقي الكتاب، وآثار النبوة، ومنها منفذ السنّة، وإليها مصير العاقبة.
هلك من ادعى، وخاب من افترى.
من أبدى صفحته للحق هلك عند جهلة الناس، وكفى بالمرء
جهلاً أن لا يعرف قدره.
لا يهلك على التقوى سنخ أصل، ولا يظمأ عليها زرع [حرث]
قوم.
فاستتروا ببيوتكم، وأصلحوا ذات بينكم. والتوبة من
ورائكم. فلا يحمد حامد إلا ربه، ولا يلم لائم إلا نفسه»([2]).
3 ـ
روى ابن ميثم «رحمه الله» تمام الخطبة هكذا:
«الحمد لله أحق محمود بالحمد، وأولاه بالمجد، إلهاً
واحداً صمداً، أقام أركان العرش، فأشرق بضوئه شعاع الشمس، خلق فأتقن،
وأقام فذلت له وطأة المستمكن.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن
محمداً عبده ورسوله، أرسله بالنور الساطع، والضياء المنير. أكرم خلق
الله حسباً، وأشرفهم نسباً، لم يتعلّق عليه مسلم ولا معاهد بمظلمة، بل
كان يُظلم.
فأما بعد، فإن أول من بغى على الأرض عناق ابنة آدم، [و]
كان مجلسها من الأرض جريباً. وكان لها عشرون إصبعاً. وكان لها ظفران
كالمنجلين.
فسلّط الله عليها أسداً كالفيل، وذئباً كالبعير، ونسراً
كالحمار. وكان ذلك في الخلق الأول فقتلها، وقد قتل الله الجبابرة على
أحسن أحوالهم، وإن الله أهلك فرعون وهامان، وقتل قارون بذنوبهم.
ألا وإن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيكم
«صلى الله عليه وآله» وسلّم، والذي بعثه بالحق لتبلبلنّ بلبلة،
ولتغربلنّ غربلة حتى يعود أعلاكم أسفلكم، وأسفلكم أعلاكم.
وليسبقن سابقون كانوا قصروا، وليقصرن سابقون كانوا
سبقوا، والله ما كتمت وشمة، ولا كذبت كذبة، ولقد نبئت بهذا اليوم وهذا
المقام.
ألا وإن الخطايا خيل شمس، حمل عليها أهلها، وخلعت
لجمها، فتقحمت بهم في النار فهم فيها كالحون.
ألا وإن التقوى مطايا ذلل. حمل أهلها فسارت بهم
تأوداً، حتى إذا جاؤوا ظلاً ظليلاً فتحت أبوابها،
﴿وَقَالَ
لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا
خَالِدِينَ﴾([3]).
ألا وقد سبقني إلى هذا الأمر من لم أشركه فيه، ومن ليست
له منه توبة ـ إلا بنبي مبعوث، ولا نبي بعد محمد «صلى الله عليه وآله»
وسلم ـ أشفى منه
﴿عَلَى
شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ﴾([4]).
أيها الناس، كتاب الله وسنة نبيه «صلى الله عليه وآله»
وسلم، لا يرعى مرع إلا على نفسه، شغل من الجنة والنار أمامه: ساع نجا،
وطالب يرجو، ومقصر في النار، ولكل أهل.
ولئن أمر الباطل فقديماً فعل، ولئن قل الحق لربما ولعل،
ولقلما أدبر شيء فأقبل، ولئن رد أمركم عليكم إنكم سعداء، وما علينا إلا
الجهد.
قد كانت أمور مضت ملتم فيها ميلة كنتم عندي فيها غير
محمودي الرأي، ولو أشاء أن أقول لقلت عفا الله عما سلف.
سبق الرجلان وقام الثالث كالغراب همه بطنه ويله لو
قُصَّ جناحاه وقطع رأسه كان خيراً له، شغل من الجنة والنار أمامه.
ساع مجتهد، وطالب يرجو، ومقصر في النار ـ ثلاثة واثنان:
خمسة ليس فيهم سادس ـ [و] ملك طار بجناحيه، ونبي أخذ الله بضبعيه، هلك
من ادعى، وخاب من افترى.
اليمين والشمال مضلة، ووسط الطريق المنهج، عليه باقي
الكتاب وآثار النبوة.
ألا وإن الله قد جعل أدب هذه الأمة بالسوط والسيف، ليس
عند إمام فيهم هوادة.. فاستتروا ببيوتكم وأصلحوا ذات بينكم، والتوبة من
ورائكم. من أبدى صفحته للحق هلك.
ألا وإن كل قطيعة أقطعها عثمان أو مال أخذه من بيت مال
المسلمين فهو مردود عليهم في بيت مالهم، ولو وجدته قد تزوج به النساء،
وفرق في البلدان، فإنه إن لم يسعه الحق فالباطل أضيق عليه.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم([5]).
واجتمعوا على علي بن أبي طالب فبايعوه، فحمد الله وأثنى
به بما هو أهله، وصلَّى على النبي وآله، ثم قال:
«أما بعد، فإني قد كنت كارهاً لهذه الولاية، يعلم الله
في سماواته، وفوق عرشه [على] أمة محمد «صلى الله عليه وآله» حتى
اجتمعتم على ذلك، فدخلت فيه، وذلك [أني] سمعت رسول الله «صلى الله عليه
وآله» يقول:
أيما وال ولي أمر أمتي من بعدي أقيم يوم القيامة على حد
الصراط، ونشرت الملائكة صحيفته، فإن نجا فبعدله، وإن جار انتقض به
الصراط انتقاضة تزيل ما بين مفاصله، حتى يكون بين كل عضو وعضو من
أعضائه مسيرة مائة عام يخرق به الصراط.
فأول ما يلقى به النار أنفه وحر وجهه.
ولكني لما اجتمعتم علي نظرت ولم يسعني ردكم حيث
اجتمعتم، أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم.
فقام إليه الناس فبايعوه، فأول من قام فبايعه طلحة
والزبير، ثم قام المهاجرون والأنصار، وسائر الناس، حتى بايعه الناس.
وكان الذي يأخذ عليهم البيعة عمار بن ياسر، وأبو الهيثم
بن التيهان. وهما يقولان:
نبايعكم على طاعة الله وسنة رسوله «صلى الله عليه
وآله»، و [إن] لم نف لكم، فلا طاعة لنا عليكم، ولا بيعة في أعناقكم.
والقرآن أمامنا وأمامكم.
ثم التفت علي «عليه السلام» عن يمينه وعن شماله، وهو
على المنبر وهو يقول:
«ألا لا يقولن رجال منكم غداً، قد غمرتم الدنيا،
فاتخذوا العقار، وفجروا الأنهار، وركبوا الخيول الفارهة، واتخذوا
الوصائف الروقة، فصار ذلك عليهم عاراً وشناراً، إن لم يغفر لهم الغفار
ـ إذا منعوا ما كانوا به، وصيروا إلى حقوقهم التي يعلمون، يقولون:
حرمنا ابن أبي طالب، وظلمنا حقوقنا، ونستعين بالله ونستغفره.
وأما من كان له فضل وسابقة منكم، فإنما أجره فيه عند
الله، فمن استجاب لله ورسوله، ودخل في ديننا، واستقبل قبلتنا، وأكل
ذبيحتنا، فقد استوجب حقوق الإسلام وحدوده.
فأنتم أيها الناس عباد الله المسلمون، والمال مال الله،
يقسم بينكم بالسوية، وليس لأحد على أحد فضل إلا بالتقوى، وللمتقين عند
الله خير الجزاء، وأفضل الثواب لم يجعل الله الدنيا للمتقين جزاءاً،
وما عند الله خير للأبرار.
[و] إذا كان غداً فاغدوا، فإن عندنا مال اجتمع، فلا
يتخلفن أحد كان في عطاء أو لم يكن، إذا كان مسلماً، حراً، احضروا رحمكم
الله»
([6]).
وظاهر الرواية السابقة:
أن هذه الخطبة كانت في أول أيام البيعة، لكن الرواية التالية تصرح بأنه
«عليه السلام»، خطب بها في اليوم التالي.
4 ـ
قال ابن أبي الحديد في شرح النهج، نقلاً عن أبي جعفر
الإسكافي: أنه لما اجتمعت الصحابة بعد قتل عثمان في مسجد رسول الله
«صلى الله عليه وآله» وسلم في أمر الإمامة أشار أبو الهيثم بن التيهان،
ورفاعة بن رافع، ومالك بن العجلان، وأبو أيوب الأنصاري، وعمار بن ياسر
بعلي «عليه السلام»، وذكروا فضله وسابقته وجهاده، وقرابته، فأجابهم
الناس إليه.
فقام كل واحد منهم خطيباً، يذكر فضل علي «عليه السلام»،
فمنهم من فضله على أهل عصره خاصة.
ومنهم من فضله على المسلمين كلهم كافة.
ثم بويع، وصعد المنبر في اليوم الثاني من يوم البيعة،
وهو يوم السبت لإحدى عشرة ليلة بقين من ذي الحجة، فحمد الله وأثنى
عليه، وذكر محمداً فصلى عليه، ثم ذكر نعمة الله على أهل الإسلام، ثم
ذكر الدنيا، فزهدهم فيها، وذكر الآخرة فرغبهم إليها، ثم قال:
«أما
بعد.. فإنه لما قبض رسول الله «صلى الله عليه وآله» استخلف الناس أبا
بكر، ثم استخلف أبو بكر عمر، فعمل بطريقه.
ثم جعلها شورى بين ستة، فأفضى الأمر منهم إلى عثمان،
فعمل ما أنكرتم وعرفتم، ثم حصر وقتل.
ثم جئتموني فطلبتم إلي، وإنما أنا رجل منكم، لي ما لكم،
وعلي ما عليكم. وقد فتح الله الباب بينكم وبين أهل القبلة، فأقبلت
الفتن كقطع الليل المظلم، ولا يحمل هذا الأمر إلا أهل الصبر والبصر،
والعلم بمواقع الأمر. وإني حاملكم على منهج نبيكم «صلى الله عليه
وآله»، ومنفذ فيكم ما أمرت به إن استقمتم لي والله المستعان.
ألا إن موضعي من رسول الله «صلى الله عليه وآله» بعد
وفاته كموضعي منه أيام حياته، فامضوا لما تؤمرون به، وقفوا عند ما
تنهون عنه، ولا تعجلوا في أمر حتى نبينه لكم، فإن لنا عن كل أمر [منكر]
تنكرونه عذراً.
ألا وإن الله عالم من فوق سمائه وعرشه أني كنت كارهاً
للولاية على أمة محمد «صلى الله عليه وآله»، حتى اجتمع رأيكم على ذلك،
لأني سمعت رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول:
«أيما
والٍ ولي الأمر من بعدي أقيم على حد الصراط، ونشرت الملائكة صحيفته،
فإن كان عادلاً أنجاه الله بعدله، وإن كان جائراً انتفض به الصراط حتى
تتزايل مفاصله، ثم يهوي إلى النار، فيكون أول ما يتقيها به أنفه وحر
وجهه»، ولكني لما اجتمع رأيكم لما يسعني ترككم».
ثم التفت «عليه السلام» يميناً وشمالاً فقال:
«ألا لا يقولن رجال منكم غداً قد غمرتهم الدنيا،
فاتخذوا العقار، وفجروا الأنهار، وركبوا الخيول الفارهة، واتخذوا
الفصائل الروقة، فصار ذلك عليهم عاراً وشناراً، إذا ما منعتهم ما كانوا
يخوضون فيه، وأصرتهم إلى حقوقهم التي يعلمون، فينقمون ذلك ويستنكرون
ويقولون: حرمنا ابن أبي طالب حقنا.
ألا وأيما رجل من المهاجرين والأنصار من أصحاب رسول
الله «صلى الله عليه وآله» يرى أن الفضل له على من سواه لصحبته، فإن له
الفضل النير غداً عند الله، وثوابه وأجره على الله.
وأيما رجل استجاب لله وللرسول، فصدق ملتنا، ودخل في
ديننا، واستقبل قبلتنا فقد استوجب حقوق الإسلام وحدوده.
فأنتم عباد الله والمال مال الله يقسم بينكم بالسوية،
لا فضل فيه لأحد على أحد، وللمتقين عند الله غداً أحسن الجزاء، وأفضل
الثواب، لم يجعل الله الدنيا للمتقين أجراً [جزاءاً] ولا ثواباً، وما
عند الله خير للأبرار.
وإذا كان غداً إن شاء الله فاغدوا علينا فإن عندنا مال
نقسمه فيكم، ولا يتخلف أحد منكم، عربي ولا عجمي كان من أهل العطاء أو
لم يكن إلا حضر إذا كان مسلماً حراً. أقول قولي هذا واستغفر الله
العظيم لي ولكم»([7]).
5 ـ ومن خطبه له «عليه السلام» في أول خلافته:
«إن
الله تعالى أنزل كتاباً هادياً، بيَّن فيه الخير والشر، فخذوا نهج
الخير تهتدوا، واصدفوا عن سمت الشر. تقصدوا الفرايض، أدوها إلى الله
تؤدكم إلى الجنة.
إن الله تعالى حرم حراماً غير مجهول، وأحل حلالاً غير
مدخول، وفضل حرمة المسلم على الحرم كلها، وشد بالإخلاص والتوحيد حقوق
المسلمين في معاقدها، فالمسلم من سلم المسلمين من لسانه ويده إلا
بالحق، ولا يحل أذى المسلم إلا بما يجب.
بادروا أمر العامة وخاصة أحدهم وهو الموت، فإن الناس
أمامكم، وإن الساعة تحدوكم من خلفكم، تخففوا تلحقوا، فإنما ينتظر
بأولكم آخركم، اتقوا الله في عباده وبلاده، فإنكم مسؤولون حتى عن
البقاع والبهائم.
أطيعوا الله ولا تعصوه، وإذا رأيتم الخير فخذوا به،
وإذا رأيتم الشر فأعرضوا عنه»
([8]).
قد يتوهم متوهم أن الخطبة المتقدمة برقم2 قد بدأها
«عليه السلام» بالتهديد حيث قال «عليه السلام»: «لا يرعين مرع إلا على
نفسه»، غير أن أدنى تأمل فيها يعطي أن الأمر ليس كذلك، بل هو بصدد وعظ
الناس، وحثهم على النظر إلى المستقبل، حيث إن أمامهم جنة ونار، وعليهم
أن يحفظوا أنفسهم من النار، وأن يعملوا للفوز بالجنة، وأن لا يشغلهم
شيء عنهما..
ولأجل ذلك قسم «عليه السلام» الناس إلى خمسة أقسام،
ليميز من يعمل في هذا الاتجاه عن غيره.
والأقسام الخمسة هي:
1 ـ
ساع مجتهد.
2 ـ
طالب راج.
3 ـ
مقصر هالك.
وهذا ما تضمنته الآية المباركة:
﴿فَمِنْهُمْ
ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ
بِالْخَيْرَاتِ﴾([9]).
4 ـ
ملك طار بجناحيه.
5 ـ
نبي أخذ الله بيده.. ولا سادس لهذه الأقسام.
وهذان القسمان معصومان عن فعل القبيح.
ومن
الواضح:
أن المقصر الهالك هو الذي يواجه الخطر، ولا بد أن يقع في المحظور
الكبير، فيكون الهلاك من نصيبه، بسبب سوء اختياره وتقصيره..
وإذا كان المطلوب هو الوصول إلى الجنة، وعدم الوقوع في
النار.. فإن طريق الجنة صراط مستقيم، يحاول الشيطان أن يمنع الناس من
مواصلة السير فيه، فيقعد لهم عليه، ويحاول صدهم بأنواع المغريات
والأضاليل، والشبهات والأباطيل. قال تعالى:
﴿قَالَ
فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ
ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ
وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ
شَاكِرِينَ﴾([10]).
ومن الواضح أن أدنى انحراف إلى أية جهة كانت سوف لا
يؤدي بالسالك إلى الجنة، بل إلى الضياع والهلاك في مهامه والتيه، وإلى
الغرق في حمأة الشهوات والعصبيات، وسائر أنواع الانحرافات..
ولذلك فرض الله تعالى على الناس أن يعتصموا بالقرآن،
وبأهل البيت
«عليهم
السلام»؛
ليحفظوا أنفسهم من الزلل والخطل في الفكر وفي القول وفي العمل، ولتكون
عليهم من الله جنة واقية، ويكونوا في حصنٍ حصينة.
وقد نبههم «عليه السلام» إلى هذا
المبدأ، حين قال:
«اليمين والشمال مضلة، والوسطى هي الجادة، عليها باقي الكتاب، وآثار
النبوة، ومنها منفذ السنة، وإليها مصير العاقبة».
ثم إنه «عليه السلام» قد أمرهم بالاستتار ببيوتهم.
فقد يقال:
إنه «عليه السلام» أراد أن لا يتجاهروا بالمعاصي، كي لا يراها، ويرغب
بها، ويتشجع على ارتكابها ضعفاء النفوس، ممن لم يكن يفكر فيها، أو من
لم يكن يجرؤ على ذلك قبل ظهورها.
غير أن التأمل في سياق الكلام المروي عن نهج البلاغة
يعطي أن الأمر أبعد من ذلك، فإن الكلام كان عن الإمامة، وعن مدعيها
بغير حق، والمفتري لها بدون خجل ولا وجل، إما لأنه لا يعرف قدر نفسه،
أو لأنه يفقد معنى التقوى.
ولأجل ذلك قال المعتزلي:
«فاستتروا في بيوتكم، نهي لهم عن العصبية، والاجتماع،
والتحزب. فقد كان قوم بعد قتل عثمان تكلموا في قتله من شيعة بني أمية
بالمدينة([11]).
ذكر «عليه السلام»:
أن أموراً سبقت لم يكن الناس عنده معذورين فيها.. وقد
ذكر المعتزلي: أن المراد: هو أمر عثمان، وتقديمه في الخلافة عليه.
وزعم: أن تعميم هذا الكلام ليشمل خلافة الشيخين بعيد، لأن المدة كانت
قد طالت ولم يبق من يعاتبه.
وقال:
«قوله: «سبق الرجلان» والاقتصار على ذلك فيه كفاية بانحرافه عنهما..»([12]).
ونقول:
إنه كلام مرفوض، فإن أكثر الذين كان «عليه السلام»
يتوقع أو يريد منهم نصرة الحق حين أُخِذَ منه يوم وفاة الرسول «صلى
الله عليه وآله» كانوا على قيد الحياة، وكانوا مشاركين في النشاطات
المختلفة في الحياة العامة..
ولو كان قد صرف النظر عما بدر من
الرجلين لما ذكرهما بقوله:
سبق الرجلان..
وقد قرر «عليه السلام»:
أن عثمان قد أشبه الغراب. والغراب معروف بحرصه وطمعه. ثم ذكر «عليه
السلام»: أن الذي جر على عثمان الدواهي، حتى قتل بتلك الصورة، وبقي
مطروحاً على إحدى المزابل ثلاثة أيام، حتى ذهبت الكلاب بفرد رجليه، ثم
دفن في مقابر اليهود، تحت سمع وبصر خيار وكبار الصحابة، هو أنه كان له
جناحان يطير بهما، ولعل المراد بهما عشيرته من جهة. ومقام الخلافة
والسلطة والنفوذ، والقوة من جهة أخرى..
وكان له رأس يخطط، ويدبر، ويصدر أوامره في كل اتجاه،
فتطاع وتنفذ، بلا تحفظ، ومن دون أي سؤال..
وربما يكون المقصود بهذا الرأس هو مروان بن الحكم، أو
مروان بالإضافة إلى سعيد بن العاص، والوليد بن عقبة، وعبد الله بن عامر
بن كريز.
فلو أن عثمان جرد من مقام الخلافة والسلطة أو حظر عليه
الاستفادة منها في غير ما يرضي الله، أو حرم من الاستفادة من نفوذ
عشيرته، ويئس من تعصبها له، وتعلقها به. أو أنه قطع رأسه بأن منع
مروان، ومن هم على شاكلته من الاتصال به، ويئسوا من أن يستجيب لهم.. لم
يقع فيما وقع فيه، ولم يجر عليه ما جرى. وكان ذلك خيراً له.
وقد بين «عليه السلام» أنه لا يريد للأمة أن تنقاد له
من دون فكر وتأمل ووعي.. لأنها لو فعلت ذلك، فستتعامل مع غيره من
الحكام بنفس هذه الروحية، وسيبعدها ذلك عن التفكير بما يعرض عليها،
ولها..
أما إذا تحملت مسؤولية الرقابة والتفكير، حتى مع الإمام
المعصوم، وهو أعلم الخلق، فإنها ستكون مع غير المعصوم وغير الأعلم أكثر
تيقظاً، وأشد حرصاً على وعي ما يجري من حولها. ومعرفة مناشئه وحيثياته،
وما سينتهي إليه الحال.. وهذا يؤكد الشعور بالمسؤولية، ويحتم تنامي
مستويات التعامل الفعلي مع الأمور بوعي ويقظة من كل فرد فرد من أفراد
الأمة.
وهذا هو السر في قوله «عليه السلام»
للناس:
«انظروا فإن أنكرتم، فأنكروا، وإن عرفتم فبادروا».
فإنه «عليه السلام» قد حمل الناس مسؤولية الفكر والنظر
فيما يجري.. ثم حملهم مسؤولية الإقدام والإحجام وفق ما تفرضه المعطيات
التي يوفرها ذلك الفكر والنظر.. فقد يكون المطلوب هو الردع عن الخطأ،
وإنكار ما يجب إنكاره، أو المطلوب وضع الأمور في مواضعها الطبيعية،
والمساعدة على إنجاح المسيرة والسعي، لتحقيق الأهداف الصحيحة
والمشروعة.
وقال «عليه السلام»:
«ولئن أمر الباطل فقديماً فعل، ولئن قل الحق فلربما ولعل. وقل ما ادبر
شيء فأقبل، ولئن رجعت إليكم أموركم إنكم لسعداء إلخ..».
ولعله يومئ بهذا إلى أن أهل الحق، وإن قلوا، فلعلهم
يكثرون، ولعل الحق ينتصر.. فلا معنى للتخلي عن الحق إذا طال الزمن. كما
لا معنى لذلك إذا قل أهله، وكثر أهل الباطل.. فإن مرور الزمن وكثرة أهل
الباطل لا تسقط الحق، ولا يمكن أن تجعله باطلاً..
كما أن المعادلة قائمة بين الحق والباطل في كل الأمور،
ولا وجود للواسطة بينهما، فلا يكون أمر حقاً وباطلاً في آن.. كما لا
مجال لصيرورة الحق أو الباطل في دائرة ثالثة، خارج هاتين الدائرتين..
وقد تحدث «عليه السلام» إلى خشيته من أن يكونوا في
فترة، فهل المراد بالفترة هنا: الزمن الذي لا يبقى للأنبياء أثر في
حياة الناس، فيعيش الناس في حيرة وضياع؟!
أم المراد بالفترة المهلة التي تسبق الإبتلاءات الإلهية
لهم، ومواجهتهم آثار أعمالهم السابقة، أو التي قد تصدر منهم بسوء
اختيارهم..
قد يقال:
المراد هو المعنى الأول، أي أنه «عليه السلام» يخشى من أن لا يتمكن من
أن يحكم فيهم بكتاب الله وسنة نبيه، لعلمه «عليه السلام» بأن الأمر
سيضطرب عليه([13]).
غير أننا نرى:
أن هذا لا يستقيم، فإن اضطراب الأمور لا يمنع ـ ولم يمنع ـ من الحكم
بشرع الله تبارك وتعالى، وإقامة سنة العدل والحق في الناس.. وقد فعل
«عليه السلام» ذلك..
على أنه لا معنى لخشيته من ذلك، فإنه «عليه السلام» كان
عالماً بما سيجري، وكان يخبرهم عنه.. وقد بينه له الرسول «صلى الله
عليه وآله».
وهذا يدعونا إلى القول:
بأن المراد بالفترة هو المعنى الآخر. وقد ساق «عليه السلام» كلامه هذا
على سبيل التحذير لهم من مغبة ما يقدمون، أو ما أقدموا عليه من أعمال
لا ترضي الله تعالى.
إن اجتهاد الإمام والحاكم في إصلاح الأمور، وإقامة سنة
العدل، وعزل ولاة السوء لا يجعل الأمة في مأمن من عواقب أعمالها إذا
اختارت الطريق الآخر، ولم تستجب لداعي الله تبارك وتعالى. فللناس من
خلال ما يختارونه أعظم الأثر في تحقيق النتائج لجهود الأنبياء والأئمة
والصلحاء من حكامهم، أو في إعاقتها وتأخيرها. لأن ما يفعله الحاكم هو
وضع أفعال العباد في الأطر التي ينبغي أن تكون فيها من الناحية
الشرعية. وأما ماهية تلك الأفعال، فتحددها نوايا واختيارات العباد
أنفسهم.
ولا نريد أن نمضي هنا دون أن نلفت نظر القارئ إلى أنه
«عليه السلام» يعلن في خطبته الأولى التي لا بد أن يصل صداها إلى كل
أطراف وأكناف الدولة الإسلامية، وينتظرها ويتداول مضامينها الصغير
والكبير، في كل بيت يعلن: أن أهل البيت «عليهم السلام» أحلم الناس
صغاراً، وأعلم الناس كباراً..
ولم نجد أحداً أبدى أي تحفظ على هذا الإعلان، أو أشار
إلى وجود ولو فرد واحد آخر من الناس يضارع هؤلاء الصفوة، أو يدانيهم،
فضلاً عن أن يكون أعلم منهم.
ولكنه «عليه السلام» قد حصر أحلم الناس وأعلمهم بخصوص
أبرار عترته، وأطائب أرومته. ولا شك في أنه يقصد الحسنين «عليهما
السلام» في حال حياته، ثم من بعدهم سائر الأئمة الاثني عشر صلوات الله
عليهم.
وقد ذكر «عليه السلام» صفتين من شأنهما إثبات مقام
الإمامة لهم «عليهم السلام»، وهما صفتا الحلم والعلم في أقصى
درجاتهما..
فصفة الحلم في أقصاها دلت على بلوغهما «عليهما السلام»
أعلى درجات الكمال في إنسانيتهما، تماماً كما أثبت القرآن للنبي الأعظم
هذه الصفات الإنسانية في أقصى ما يمكن للبشر أن يبلغوه. وهذا هو
المطلوب في مقام النبوة والأبوة للأمة.
ثم أثبت صفة الأعلمية لهم، وهي من صفات الإمامة. وقد
أكد ذلك بنحو يزيل أي شبهة: حين ذكر أن هذا العلم مصدره الله تبارك
وتعالى، وليس كعلوم سائر الناس..
كما أن جميع الأحكام التي تصدر عنهما إنما هي عن الله
أيضاً..
مما يعني: أن لهم وحدهم مقام الإمامة، والهداية، وهم
مصدر العدل وعنوان الاستقامة، وبهم القدوة والأسوة.
وقوله «عليه السلام»:
«ألا وبنا تدرك ترة كل مؤمن. وبنا تخلع ربقة الذل من أعناقكم. وبنا فتح
الله لا بكم، وبنا يختم لا بكم»، تضمن الإشارة إلى العديد من الحقائق
التي تحتاج إلى البيان، ونحن نقتصر منها على التذكير بما يلي:
أولاً:
إن الله تعالى خلق أنوارهم قبل خلق الخلق بأربعة آلاف
عام، وجعلهم بعرشه محدقين.
ثانياً:
قد أشار «عليه السلام» إلى دولة الإمام الثاني عشر من أهل البيت «عليهم
السلام» الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، بعدما ملئت ظلماً وجوراً. فإنه
هو الذي يختم الله تعالى به، وبدولته، وتلقي له الأرض بكنوزها، وتنهمر
السماء ببركاتها..
وإشارة إلى رجعتهم «عليهم السلام»، وإلى أن لهم دولة في
الرجعة غير دولة الإمام المهدي «عليه السلام»، ثم تكون القيامة الصغرى
على شرار الخلق.
ثالثاً:
ذكر «عليه السلام»: أن المؤمنين الذين وترهم الظالمون منذ قتل قابيل
وهابيل، وإلى آخر الزمان لا بد من الأخذ بثاراتهم، وأهل البيت هم الذين
يفعلون ذلك، ولا يبقى مؤمن إلا ويدرك ترته بهم «عليهم السلام»..
وربما يفهم:
أن هذا سيكون في الرجعة، المتصلة بعهد قائم آل محمد «عليه وعليهم
السلام».
كما أن إدراك الترات في يوم القيامة، إنما يكون ببركة
الولاء لهم، والكون معهم صلوات الله عليهم..
رابعاً:
إن من وظائف
الإمام «عليه السلام» تحرير الناس من الذل والهوان.
ولا يكون ذلك إلا إذا بسط الله تعالى نفوذهم، وقوى شوكتهم، حتى يذل لهم
كل جبار، وحتى لا يجرؤ أحد على ممارسة أي مظهر من مظاهر الجبروت،
والاستعلاء تجاه أي مؤمن..
وستأتي في الفصل التالي الإشارة إلى القرارات التي
أعلنها «عليه السلام» في أول خطبة له، ومنها:
1 ـ
استرجاع كل قطيعة أقطعها عثمان، وإعادة كل مال أعطاه من بيت المال إلى
بيت مال المسلمين.. وهذا قرار هام جداً، وله دلالاته المختلفة..
2 ـ
ثم قرر «عليه السلام» المنع من الاستمرار في إعطاء الامتيازات لأشخاص
بأعيانهم، بسبب مالهم من حظوة أو قربى من الخليفة، وسيأتي بيان ذلك في
الفصل التالي أيضاً.
3 ـ
ثم جاء قراره الثالث بقسم المال بالسوية، وإلغاء الامتيازات التي فرضت
بعد رسول الله «صلى الله عليه وآله».. وثمة قرارات أخرى سوف نشير إلى
شطر منها
في الفصل الأول من الباب الثاني إن شاء الله تعالى.
وقد حدد النص المتقدم برقم [5] أن الخطبة التي أوردها
«عليه السلام» في اليوم الثاني للبيعة، كانت يوم السبت لإحدى عشرة ليلة
بقين من ذي الحجة.
فدل ذلك على:
1 ـ
أن أول أيام البيعة هو الثامن عشر من ذي الحجة..
2 ـ
إن هذا التاريخ هو عينه تاريخ بيعة الناس لعلي «عليه السلام» في يوم
الغدير..
3 ـ
إن البيعة قد حصلت يوم الجمعة..
4 ـ
إن هذا يتوافق مع البيعة لأمير المؤمنين علي «عليه السلام» يوم الغدير،
فإنها كانت يوم الجمعة أيضاً.
ثم إنه «عليه السلام» ـ حسب النص المتقدم لخطبته يوم
البيعة برقم5 ـ ذكر أنه بعد أن قبض رسول الله «صلى الله عليه وآله»
استخلف الناس أبا بكر.. مشيراً إلى أن أبا بكر لم يأت بنص من الله أو
من رسوله عليه، بل كان الناس هم الذين استخلفوه، ولا شيء سوى ذلك.
وهو «عليه السلام» يقول:
إنهم قد تطفلوا بذلك على أمر لا يحق لهم التدخل فيه، ولا التصدي له بأي
وجه.
ثم جاءت خلافة عمر بتنصيب أبي بكر له، وجاء عثمان نتيجة
شورى تحكمية، ومدروسة بعناية فرضها عمر.
ثم ذكر «عليه السلام» ما جرى لعثمان، وأن ذلك قد انتهى
إلى فتح باب الفتن بين أهل القبلة..
([1])
الإرشاد للمفيد، الفصل13 ص136 و (ط دار المفيد سنة 1414) ج 1
ص239 وبحار الأنوار ج32 ص9 ومستدرك سفينة البحار ج3 ص107
وراجع: البيان والتبيين ج3 ص44 وراجع سائر المصادر في: نهج
السعادة ج1 ص191 والمختار رقم 56 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج1
ص275 وجواهر المطالب لابن الدمشقي ج1 ص341.
([2])
بحار الأنوار ج32 ص10 و 11 وراجع ج67 ص12 وراجع: نهج البلاغة
(بشرح عبده) ج1 ص46 ـ 50 الخطبة رقم 16 ونهج السعادة ج1 ص184 ـ
187 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج1 ص273 ومطالب السؤول ص157.
([3])
الآية 73 من سورة الزمر.
([4])
الآية 109 من سورة التوبة.
([5])
شرح نهج البلاغة لابن ميثم ج1 ص297 شرح الخطبة رقم16 وبحار
الأنوار ج32 ص14 ـ 16 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج2
ص272 ـ 275.
([6])
الأمالي للطوسي (ط بيروت) المجلد الثاني ص735 المجلس رقم26 و
(ط دار الثقافة ـ قم) ص728 وبحار الأنوار ج32 ص26 وفضائل أمير
المؤمنين «عليه السلام» لابن عقدة ص90.
([7])
بحار الأنوار ج32 ص16ـ 18 عن نهج البلاغة ج7 ص38 والمعيار
والموازنة ص51 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج2 ص6
والإمام علي بن أبي طالب للهمداني ص665 وشرح نهج البلاغة
للمعتزلي ج7 ص36.
([8])
نهج البلاغة (بشرح عبده) ج2 ص79 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج9
ص288 وبحار الأنوار ج32 ص40 و 41 وقريب منه رواه الطبري في
تاريخ الأمم والملوك (ط مؤسسة الأعلمي) ج3 ص457 في أوائل حوادث
سنة 35هـ. والفتنة ووقعة الجمل ص95 والكامل في التاريخ ج3 ص194
والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي ـ بيروت) ج7
ص254.
([9])
الآية 32 من سورة فاطر.
([10])
الآيتان 16 و 17 من سورة الأعراف.
([11])
شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج1 ص279 وبحار الأنوار ج32 ص12.
([12])
شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج1 ص280 وبحار الأنوار ج32 ص13.
([13])
شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج1 ص281 وبحار الأنوار ج32 ص13.
|