خديجة في بيت الـنـبـي

   

صفحة : 187-222   

خديجة في بيت الـنـبـي

السفر الثاني إلى الشام:

ويقولون: إنه >صلى الله عليه وآله< قد سافر سفره الثاني إلى الشام، وهو في الخامسة والعشرين من عمره([1]).

ويقولون: إن سفره هذا كان في تجارة لخديجة، وإن أبا طالب هو الذي اقترح عليه ذلك، حينما اشتد الزمان، وألحت عليهم سنون منكرة، فلم يقبل >صلى الله عليه وآله< أن يعرض نفسه على خديجة، فبلغ خديجة ما جرى بينه >صلى الله عليه وآله< وبين أبي طالب؛ فبادرت هي، وبذلت للرسول >صلى الله عليه وآله< ضعف ما كانت تبذله لغيره؛ لما تعرفه من صدق حديثه، وعظيم أمانته، وكرم أخلاقه.

ويروي بعضهم: أن أبا طالب نفسه قد كلم خديجة في ذلك، فأظهرت سرورها ورغبتها، وبذلت له ما شاء من الأجر.

فسافر >صلى الله عليه وآله< إلى الشام، وربح في تجارته أضعاف ما كان يربحه غيره، وظهرت له في سفره بعض الكرامات الباهرة، فلما عادت القافلة إلى مكة أخبر ميسرة غلام خديجة، سيدته بذلك، فذكرت ذلك بالإضافة إلى ما ظهر لها هي منه >صلى الله عليه وآله< لورقة بن نوفل، ابن عمها كما يقولون! وإن كنا نحن نشك في ذلك([2]) فقال لها: إن كان ذلك حقاً، فهو نبي هذه الأمة([3]).

ثم اهتمت خديجة بالعمل على الاقتران به >صلى الله عليه وآله<، كما سنرى.

هكذا يقولون، ولكننا نشك في بعض ما تقدم، لا سيما وأن ورقة لم يسلم حتى بعد أن بعث رسول الله >صلى الله عليه وآله<.

كما أن قولهم: إن خديجة قد استأجرته في تجارتها، لا يمكن المساعدة عليه، وذلك لأننا نجد المؤرخ الأقدم، الثبت ابن واضح، المعروف باليعقوبي يقول: >وإنه ما كان مما يقول الناس: إنها استأجرته بشيء، ولا كان أجيراً لأحد قط<([4]).

ولعل في عزة نفس النبي >صلى الله عليه وآله< وإبائها، وأيضاً في تسديد الله تعالى له، وأيضاً في شرف أبي طالب وسؤدده، ما يبعد كثيراً أن يكون قد صدر شيء مما نسب إلى أبي طالب منه.

وعلى هذا، فقد يكون سفره >صلى الله عليه وآله< إلى الشام، لا لكونه كان أجيراً لخديجة، وإنما لأنه كان يضارب بأموالها، أو شريكاً لها. ويدل على ذلك تصريح رواية الجنابذي بالمضاربة([5]) فراجع.

ويؤيده، ما رواه المجلسي من أن أبا طالب قد ذكر له >صلى الله عليه وآله< اتجـار الناس بأموال خديجة، وحثه على أن يبادر إلى ذلك، ففعل، وسافر إلى الشام([6]).

زواجه صلى الله عليه وآله بخديجة:

ولقد كانت خديجة >عليها السلام< من خيرة نساء قريش شرفاً، وأكثرهن مالاً، وأحسنهن جمالاً، وكانت تدعى في الجاهلية ب‍ (الطاهرة)،([7]) ويقال لها: (سيدة قريش)، وكل قومها كان حريصاً على الاقتران بها لو يقدر عليه([8]).

وقد خطبها عظماء قريش، وبذلوا لها الأموال.

وممن خطبها عقبة بن أبي معيط، والصلت بن أبي يهاب، وأبو جهل، وأبو سفيان([9]) فرفضتهم جميعاً، واختارت النبي >صلى الله عليه وآله<، لما عرفته فيه من كرم الأخلاق، وشرف النفس، والسجايا الكريمة العالية. ونكاد نقطع ـ بسبب تضافر النصوص ـ بأنها هي التي قد أبدت أولاً رغبتها في الاقتران به >صلى الله عليه وآله<.

فذهب أبو طالب في أهل بيته، ونفر من قريش إلى وليها، وهو عمها عمرو بن أسد؛ لأن أباها كان قد قتل قبل ذلك في حرب الفجار أو قبلها([10]).

وأما أنه خطبها إلى ورقة بن نوفل، وعمها معاً، أو إلى ورقة وحده([11]) فمردود، بأنه: قد ادعي الإجماع على الأول([12]).

وأما أنا فلا أدري ما أقول في ورقة هذا. وفي كل واد أثر من ثعلبة، فهو يُحشر في كل كبيرة وصغيرة، فيما يتعلق بالرسول الأعظم >صلى الله عليه وآله<، وإن ذلك ليدعوني إلى الشك في كونه شخصية حقيقية، أو أسطورية.

ويلاحظ: أن نفس الدور الذي يعطى لأبيها تارة، ولعمها أخرى، يعطى لورقة بن نوفل ثالثة حتى الجمل والكلمات، فضلاً عن المواقف والحركات، فلتراجع الروايات التي تحكي هذه القضية، وليقارن بينها([13])، وسيأتي إن شاء الله مزيد من الكلام حول ورقة هذا.

نعود إلى القول: إن أبا طالب قد ذهب لخطبة خديجة، وليس حمزة الذي اقتصر عليه ابن هشام في سيرته([14]) لأن ذلك لا ينسجم مع ما كان لأبي طالب من المكانة والسؤدد في قريش، من جهة، ولأن حمزة كان يكبر النبي >صلى الله عليه وآله< بسنتين أو بأربع([15]) كما قيل من جهة أخرى.

هذا بالإضافة إلى مخالفة ذلك لما يذكره عامة المؤرخين في المقام.

وقد اعتذر البعض عن ذلك: بأن من الممكن أن يكون حمزة قد حضر مع أبي طالب؛ فنسب ذلك إليه([16]).

وهو اعتذار واه؛ إذ لماذا لم ينسب ذلك إلى غير حمزة، ممن حضر مع أبي طالب من بني هاشم وغيرهم من القرشيين؟!.

ويظهر: أن ثمة من يهتم بسلب هذه المكرمة عن أبي طالب >عليه السلام<، وإعطائها لأي كان من الناس سواه، سواء لحمزة، أو لغيره، ولا ضير في ذلك عنده ما دام أنه قد استشهد في وقت مبكر.

خطبة أبي طالب &:

وعلى كل حال فقد خطبها أبو طالب له >صلى الله عليه وآله< قبل بعثته >صلى الله عليه وآله< بخمس عشرة سنة، على المشهور.

وقال في خطبته ـ كما يروي المؤرخون ـ : >الحمد لرب هذا البيت، الذي جعلنا من زرع إبراهيم، وذرية إسماعيل، وأنزلنا حرماً آمناً، وجعلنا الحكام على الناس، وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه.

ثم إن ابـن أخي هـذا ـ يعني رسول الله >صلى الله عليه وآلـه< ـ ممن لا يوزن برجل من قريش إلا رجح به، ولا يقاس به رجل إلا عظم عنه، ولا عدل له في الخلق، وإن كان مقلاً في المال؛ فإن المال رفد جار، وظل زائل، وله في خديجة رغبة، وقد جئناك لنخطبها إليك، برضاها وأمرها، والمهر علي في مالي الذي سألتموه عاجله وآجله.

وله ـ ورب هذا البيت ـ حظ عظيم، ودين شائع، ورأي كامل<([17]).

نظرة في كلمات أبي طالب:

وخطبة أبي طالب المتقدمة تظهر مكانة الرسول الفضلى في قلوب الناس، وهي صريحة في أن الناس كانوا يجدون في الرسول علامات النُبوَّة ونور الهداية، ويتوقعون أن يكون هو الذي بشر به عيسى وموسى >عليهما السلام<، وأنه كان لا يوزن به أحد إلا رجح به، ولا يقاس به رجل إلا عظم عنه.

ثم إن كلمات أبي طالب تدل دلالة واضحة على ما كان يتمتع به بنو هاشم، من شرف وسؤدد، حتى ليقول >رحمه الله<: وجعلنا الحكام على الناس.

وتدل أيضاً: على أن العرب كانت تعتبر الحرم موضع أمن للقاصي والداني، وقد تقدم ما يدل على ذلك أيضاً.

ثم إن حديثه عن فقر النبي >صلى الله عليه وآله<، وإعطاء الضابطة للتفضيل بين الرجال، يدل على واقعية أبي طالب، وأنه ينظر إلى الإنسان بمنظار سام ونبيل، كما أنه يتعامل مع الواقع بحنكة ووعي وأناة.

وبعد، فإن كلماته تلك تدل أيضاً: على أن قريشاً كانت تعتبر انتسابها إلى إبراهيم وإسماعيل، وسدانتها للبيت، كل شيء بالنسبة لها، وقد أشرنا إلى هذا الأمر في الفصل الأول.

 

ولتراجع خطبة أبي طالب >رحمه الله< حين موته، والتي يخاطب بها قريشاً، فإنها خطبة جليلة، لا تبتعد عن هذه الخطبة في مراميها وأهدافها.

ودين شائع:

ويتساءل بعض المحققين هنا: أنه كيف يمكن الجمع بين قوله: >ودين شائع<، وبين قوله تعالى: {مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ}([18])، وقوله: {وَمَا كُنتَ تَرْجُو أَن يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ}([19]).

وجوابه:

أولاً: قد يقال: إن الآيات ربما تكون ناظرة إلى المراحل الأولى من حياة النبي الأعظم >صلى الله عليه وآله< فهو لم يكن يعلم، ثم علم، وأما متى علم؛ فالآيات لا تحدد لنا ذلك؛ فلربما يكون قد علم حينما كان في سن العشرين مثلاً، أو قبل ذلك أو بعده.

بل لعله علمه منذ صغره، فقد دلت الروايات على أنه >صلى الله عليه وآله< كان نبياً منذ ذلك الحين..

بل في الروايات: >كنت نبيَّاً وآدم بين الروح والجسد< أو نحو ذلك.

وثانياً: إن السيد الطباطبائي يقول: إن الآيات ناظرة إلى نفي العلم التفصيلي، أما العلم الإجمالي فقد كان موجوداً، لأن عبد المطلب وأبا طالب وغيرهما كانوا مؤمنين بالله، وكتبه إجمالاً، والنبي أيضاً كذلك([20])، لا سيما إذا قوّينـا أنـه >صلى الله عليه وآله< كان نبيَّاً منذ صغره ـ كما ذهب إليه البعض ـ ولسوف يأتي ذلك إن شاء الله تعالى في فصل بحوث تسبق السيرة.

وثالثاً: إن من معاني الدين: >السيرة، والتدبير، والورع، والعادة، والشأن<؛ فلعل القصد في هذه العبارة كان إلى أحد هذه المعاني.

ورابعاً: إن هذه الآيات بمثابة قضية شرطية مفادها: أنه >صلى الله عليه وآله< لولا لطف الله به لم يكن يدري ما الكتاب ولا الإيمان، لأنك أنت بنفسك وبما لديك من قدرات ذاتية لست قادراً على شيء وكذلك هو >صلى الله عليه وآله< لم يكن يرجو ذلك لولا الله سبحانه.

وخامساً: لماذا لا يكون المقصود بالدين الشائع هو دين إبراهيم >عليه السلام<؟!

وسادساً: قد يكون المقصود هو التنبؤ بما سيكون له في المستقبل من حيث إن أبا طالب أدرك مما يراه له من معجزات أنه نبي، وأنه سيكون خاتم الرسل والأنبياء.

مهر خديجة:

وعلى كل حال، فإن أبا طالب قد ضمن المهر في ماله، كما هو صريح خطبته، ولكن خديجة رضوان الله تعـالـى عليها عادت فضمنت المهر في مالها، فقال البعض: يا عجباً! المهر على النساء للرجال؟!

فغضب أبو طالب، وقال: إذا كانوا مثل ابن أخي هذا طلبت الرجال بأغلى الأثمان، وأعظم المهر، وإن كانوا أمثالكم لم يزوجوا إلا بالمهر الغالي.

ولكن يبقى: أن بعض الروايات تفيد: أن رسول الله >صلى الله عليه وآله< نفسه قد أمهرها عشرين بكرة([21]) وذلك ينافي أن يكون أبو طالب قد ضمن المهر، أو هي ضمنته دونه، أو هي لأبي طالب.

إلا أن يكون المراد: أنه >صلى الله عليه وآله< قد أمهرها بواسطة أبي طالب.

وقيل: إن علياً >عليه السلام< هو الذي ضمن المهر، قالوا: >وهو غلط، لأن علياً >عليه السلام< لم يكن ولد على جميع الأقوال في مقدار عمره<([22]).

ويرد عليه: أن ثمة أقوالاً ـ وإن كنا نقطع بعدم صحتها ـ تفيد: أنه >عليه السلام< قد ولد قبل البعثة بعشرين، أو بثلاث وعشرين سنة، ولذا قال مغلطاي: >وهو غلط، كان علي إذ ذاك صغيراً لم يبلغ سبع سنين<([23]).

ونحن نغلط هذه الأقوال، ونستغربها، إذ إن ذلك معناه: أنه >عليه السلام< قد استشهد وعمره ست وسبعون سنة، وهو ما لم يقل به أحد.

فنحن لا نقبل قول مغلطاي، ولا نقبل قول أولئك الذين يزعمون أنه قد ضمن المهر، وذلك لما سيأتي في تاريخ ميلاده >عليه الصلاة والسلام<.

ثم نقول: إن أبا هلال العسكري ذكر أنه لما قيل: من يضمن المهر؟

قال علي وهو صغير: >أبي فلما بلغ الخبر أبا طالب جعل يقول: بأبي أنت وأمي<([24]).

ولربما يمكن تقريب هذا إذا أخذنا بعين الاعتبار ما يقال: من أن علياً >عليه السلام< قد ولد قبل البعثة بعشر أو بخمس عشرة سنة أو ست عشرة سنة، بل بثلاث وعشرين سنة، حسب بعض الأقوال النادرة، ثم قارنا بينها وبين الأقوال التي تقرر: أنه >صلى الله عليه وآله< قد تزوج خديجة وهو ابن ثلاثين سنة، أي قبل البعثة بعشر سنوات، سنة ولادة علي >عليه السلام<، أو وهو ابن سبع وثلاثين سنة، كما عن ابن جريج([25]) أي قبل البعثة بثلاث سنوات، وقيل: تزوجها قبل البعثة بخمس سنين([26]).

فلعله >عليه السلام< قد قال ذلك وهو طفل صغير فاستحسن ذلك منه أبوه أبو طالب.

وعن مقدار المهر، قيل: إنه عشرون بكرة، وقيل: إثنا عشر أوقية ونش، أي ما يعادل خمس مئة درهم، وقيل غير ذلك([27]).

عمر خديجة حين الزواج:

ويلاحظ هنا: مدى الاختلاف والتفاوت في عمر خديجة حين اقترانها بالرسول الأكرم >صلى الله عليه وآله<.

وهو يتراوح ما بين ال‍ 25 سنة إلى ال‍ 46 سنة وهو على النحو الآتي:

ألف ـ 25 سنة وصححه البيهقي([28]).

ب ـ 28 سنة هو ما رجحه كثيرون([29]).

ج ـ 30 سنة([30]).

 

د ـ 35 سنة([31]).

ه‍ ـ 40 سنة([32]).

و ـ 44 سنة([33]).

ز ـ 45 سنة([34]).

ح ـ 46 سنة([35]).

وقد تقدم: أن الكثيرين قد رجحوا القول الثاني، كما ذكره ابن العماد، أما البيهقي فقد صحح القول الأول، حيث قال: >بلغت خديجة خمساً وستين سنة، ويقال: خمسين سنة، وهو أصح<([36]).

فإذا كانت >رحمها الله< قد تزوجت برسول الله قبل البعثة بخمس عشرة سنة كما جزم به البيهقي نفسه([37]).

فإن ذلك معناه: أن عمرها حين زواجها كان خمساً وعشرين سنة، ورجح هذا القول غير البيهقي أيضاً([38]).

أما الحاكم، الذي روى لنا القول الثاني المتقدم عن ابن إسحاق، فإنه لم يوضح لنا حقيقة ما يذهب إليه، غير أنه حين روى عن هشام بن عروة قوله: إن خديجة قد توفيت وعمرها خمس وستون سنة، قال: >هذا قول شاذ، فإن الذي عندي: أنها لم تبلغ ستين سنة<([39]).

فكلامه هذا يدل على أنه يعتبر القول بأنها قد تزوجت بالنبي وعمرها أربعون سنة، شاذ.

ويرى: أن عمرها كان أقل من خمس وثلاثين حينئذٍ، ولكنه لم يبين القول الذي يذهب إليه، هل هو ثلاثون؟.

أو ثمان وعشرون؟.

أو خمس وعشرون؟.

يتيم قريش، أكذوبة مفضوحة:

وعن ابن إسحاق: أن خديجة قالت له >صلى الله عليه وآله<: يا محمد، ألا تتزوج؟

قال: ومن؟

قالت: أنا.

قال: ومن لي بك؟ أنت أيّم قريش، وأنا يتيم قريش؟.

قالت: إخطب إلخ..([40]).

بل يذكر البعض: أن أبا طالب قال للنبي >صلى الله عليه وآله<: أخاف ألا يفعلوا، أيّم قريش، وأنت يتيم قريش، ثم إن أبا طالب أرسل بدلاً عنه حمزة؛ لأنه خاف إن ذهب بنفسه أن يردوه فتكون الفضيحة([41]).

وفي نص آخر: أن خديجة حين طلبت من أبي طالب أن يخطبها لمحمد من عمها، قال أبو طالب لها: >يا خديجة، لا تستهزئي<([42]).

ونحن لا نشك في كذب كل ذلك؛ إذ كيف يمكن أن يصدر ذلك من رجل يزيد عمره على الخمس وعشرين عاماً: أن يصف نفسه بأنه: يتيم، هذا مع العلم بأنه قد نشأ وتربى في أعرق بيت في العرب؛ فكيف لم يكن يعرف أن اليتيم لا يطلق في لغة العرب إلا على غير البالغ؟!.

وأيضاً؛ فإن صدور ذلك من رجل هو في عقل وإدراك، وشخصية النبي >صلى الله عليه وآله<، والذي هو من أعرق عائلة عربية، وأشرفها، والذي كان في إبائه وسمو نفسه يفوق كـل وصف، ويتجاوز كل حد ـ إن صدور ذلك منه ـ يكاد يلحق بالمستحيلات والممتنعات.

ثم إنه لماذا اتصف محمد >صلى الله عليه وآله< فقط باليتم؟ مع أن عبد المطلب قد مات وابناه العباس وحمزة صغيران لم يبلغا الحلم؟! ([43]).

والظاهر هو: أن هذا من مجعولات أعداء الدين، أو من أهل الكتاب، أو من أذناب بني أمية، الذين كانوا يحاولون الحط من شأن رسول الله >صلى الله عليه وآله< كما قدمناه في الجزء الأول من هذا الكتاب.

وهكذا يقال تماماً بالنسبة لما ينسب لأبي طالب >عليه السلام<، لا سيما وأنه هو نفسه يُقرِّض النبي بذلك التقريض العظيم المتقدم.

ولعل الأصح هو: أن القائل لذلك هو نساء قريش، كما سيأتي حين الحديث عن عدم صحة ما يقال من زواجها من رجلين قبله >صلى الله عليه وآله<.

وهكذا يقال تماماً بالنسبة لما يقال: من أن عمها كان يأنف من أن يزوجها من محمد، يتيم أبي طالب([44])؛ فاحتالت هي عليه حتى سقته الخمر، فزوجها في حال سكره؛ فلما أفاق، ووجد نفسه أمام الأمر الواقع لم يجد بداً من القبول.

وكذا قولهم: إنه >صلى الله عليه وآله< قد دخل على خديجة قبل التزويج، فأخذت بيده فضمتها إلى صدرها([45])، إلى غير ذلك من كلام عجيب وغريب، يتناقض تماماً مع كل أخلاق وسجايا النبي >صلى الله عليه وآله< وسيرته، فإن كل ذلك كذب، ليس الهدف منه إلا الحط من كرامة النبي >صلى الله عليه وآله< وتنقصه من قبل أعداء الإسلام، ومصائد الشيطان، نعوذ بالله من الخذلان.

هل تزوج صلى الهل عليه وآله خديجة طمعاً في مالها؟!

هذا، وقد جاء في كلمات بعض المتهمين على الإسـلام كـلام باطـل، تكذبه كل الشواهد التاريخية، وهو أنه >صلى الله عليه وآله< إنما تزوج خديجة طمعاً في مالها([46]).

ولسنا نريد الإسهاب في الإجابة على هذا الهذيان، فإن حياة النبي >صلى الله عليه وآله< من بدايتها إلى نهايتها لخير شاهدٍ على أنه >صلى الله عليه وآله< ما كان يقيم للمال وزناً.

وقد أنفقت خديجة سلام الله عليها كل أموالها طائعة راغبة، ليس على النبي >صلى الله عليه وآله< وملذاته، وإنما على الدعوة إلى الإسلام، وفي سبيل هذا الدين.

وأيضاً، فإن خديجة هي التي عرضت نفسها على النبي >صلى الله عليه وآله<([47]) ولم يتقدم هو >صلى الله عليه وآله< بطلب يدها، ليقال: إنه إنما فعل ذلك طمعاً في مالها.

ويرى الشيخ محمد حسن آل ياسين أن حبه >صلى الله عليه وآله< وتقديره لها في أيام حياتها بل وبعد مماتها، حتى لقد كان ذلك منه يثير بعض زوجاته اللواتي ما رأين ولا عشن مع خديجة، دليل واضح على بطلان هذا الزعم([48]).

خديجة مثل أعلى:

وبالنسبة لعرض خديجة نفسها عليه >صلى الله عليه وآله< نقول: هكذا تفعل الحرة العاقلة اللبيبة، فلا تغرها زبارج الدنيا وبهارجها، ولا تبحث عن اللذة لأجل اللذة، ولا عن المال والشهرة، وإنما تبحث عما يخدم هدفها الأسمى في الحياة، فتفعل كما فعلت خديجة: ترد زعماء قريش، أصحاب المال والجاه، والقدرة، والسلطان، وتبحث عن رجل فقير لا مال له، تبادر هي لعرض نفسها عليه؛ لأن كل ذلك لا يملأ عينها، لأنه كله ربما يكون سبباً في تدمير الحياة والإنسان، وحتى الإنسانية جمعاء، وإنما هي تنظر فقط إلى الأخلاق الفاضلة، والسجـايا الكريمة، وإلى الواقعية في التعامـل، والسمو في الهدف.

لأن كل ذلك هو الذي يسخر المال، والجاه، والقوة، وكل شيء لخدمة الإنسان والإنسانية، وتكاملها في الدرجات العلى.

خديجة بين نساء قريش:

وتجدر الإشارة هنا إلى أن عامة المؤرخين على اختلاف أذواقهم، ومشاربهم، ونحلهم، يقولون: إن خديجة كانت أجمل نساء قريش، كما أنه لا ريب في أنها أفضل نسائه صلوات الله وسلامه عليها.

ولعل ذلك يفسر لنا السبب في غيرة بعض نساء النبي >صلى الله عليه وآله< منها، حتى بعد وفاتها؛ بحيث كن يحاولن تنقصها، والإزراء عليها باستمرار، مع أنهن لم يدركنها في بيت الزوجية أصلاً.

هذا، ولعل أم سلمة تأتي في المرتبة الثانية بين أزواجه >صلى الله عليه وآله< بعد خديجة، فضلاً واخلاصاً، وولاء، وحتى جمالاً، كما يظهر من كلام للإمام الباقر >عليه السلام<.

وعلى كل حال: فقد كانت ذوات الجمال والإخلاص من أزواجه >صلى الله عليه وآله< يواجهن الغيرة القاتلة، والتآمر المستمر من قبل البعض الآخر من نسائه >صلى الله عليه وآله<، ممن لم يكن لهن نصيب من جمال، ولا من التزام تام بالأدب النبوي الكريم، بل كن يؤذينه >صلى الله عليه وآله< بمواقفهن وتصرفاتهن([49]).

هل تزوجت خديجة بأحد قبل النبي صلى الله عليه وآله؟!

ثم إنه قد قيل: أنه >صلى الله عليه وآله< لم يتزوج بكراً غير عائشة، وأما خديجة، فيقولون: إنها قد تزوجت قبله >صلى الله عليه وآله< برجلين، ولها منهما بعض الأولاد، وهما: عتيق بن عائذ بن عبد الله المخزومي، وأبو هالة التميمي.

أما نحن فنقول: إننا نشك في دعواهم تلك، ونحتمل جداً أن يكون كثير مما يقال في هذا الموضوع قد صنعته يد السياسة، ولا نريد أن نسهب في الكلام عن اختلافهم في اسم أبي هالة، هل هو النباش بن زرارة أو عكسه، أو هند، أو مالك، وهل هو صحابي أو لا، وهل تزوجته قبل عتيق، أو تزوجت عتيقاً قبله([50])؟

ولا في كون هند الذي ولدته خديجة هو ابن هذا الزوج أو ذاك، فإن كان ابن عتيق، فهو أنثى([51]) وإلا فهو ذكر، وأنه هل قتل مع علي في حرب الجمل، أو مات بالطاعون بالبصرة([52]).

لا، لا نريد أن نطيل بذلك، وإنما نكتفي بتسجيل الملاحظات التالية:

أولاً: قال ابن شهر آشوب: >وروى أحمد البلاذري، وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما، والمرتضى في الشافي، وأبو جعفر في التلخيص: أن النبي >صلى الله عليه وآله< تزوج بها، وكانت عذراء.

يؤكد ذلك ما ذكر في كتابي الأنوار والبدع: >أن رقية وزينب كانتا ابنتي هالة أخت خديجة<([53]).

ثانياً: قال أبو القاسم الكوفي: >إن الإجماع من الخاص والعام، من أهل الأنال [الآثار ظ] ونقلة الأخبار، على أنه لم يبق من أشراف قريش، ومن ساداتهم وذوي النجدة منهم، إلا من خطب خديجة، ورام تزويجها، فامتنعت على جميعهم من ذلك؛ فلما تزوجها رسول الله >صلى الله عليه وآله< غضب عليها نساء قريش وهجرنها، وقلن لها:

خطبك أشراف قريش وأمراؤهم فلم تتزوجي أحداً منهم، وتزوجت محمداً يتيم أبي طالب، فقيراً، لا مال له؟!

فكيف يجوز في نظر أهل الفهم: أن تكون خديجة، يتزوجها أعرابي من تميم، وتمتنع من سادات قريش، وأشرافها على ما وصفناه؟!

ألا يعلم ذوو التمييز والنظر: أنه من أبين المحال، وأفظع المقال<؟! ([54]).

وأما الرد على ذلك بأنه لا يمكن أن تبقى امرأة شريفة وجميلة هذه المدة الطويلة بلا زواج.

فليس على ما يرام: لأن ذلـك لا يبرر رفضهـا لعظماء قريش وقبولهـا بأعرابي من بني تميم.

وأما كيف يتركها أبوها أو وليها بلا تزويج؟!

فقد قلنا: إن أباها قد قتل في حرب الفجار، وأما وليها، فلم يكن له سلطة الأب ليجبرها على الزواج ممن أراد.

وبقاء المرأة الشريفة والجميلة مدة بلا زواج ليس بعزيز، إذا كانت تصبر إلى أن تجد الرجل الفاضل الكامل، الذي كان يعز وجوده في تلك الفترة.

نعم، قد يكون من المستغرب أن لا يتقدم لخطبتها أحد، خصوصاً من هي مثل خديجة، في موقعها، وفي ميزاتها.. ولكن الأمر بالنسبة لخديجة ليس كذلك، فقد خطبها عظماء قريش كما هو معلوم.

ثالثاً: كيف لم يعيِّرها زعماء قريش الذين خطبوها فردتهم، بزواجها من أعرابي بوّال على عقبيه كعتيق أو غيره؟!

رابعاً: قد ذكروا: أن أول شهيد في الإسلام ابن لخديجة >رحمها الله<، اسمه الحارث بن أبي هالة، استشهد حينما جهر رسول الله >صلى الله عليه وآله< بالدعوة([55]).

ونقول:

إن ذلك لا يمكن قبوله، حيث قد روي بسند صحيح عندهم، عن قتادة: أن أول شهيد في الإسلام هو سمية والدة عمار([56])، وكذا روي عن مجاهد([57]).

وعن ابن عباس: >قتل أبو عمار وأم عمار، وهما أول قتيلين قتلا من المسلمين<([58]).

إلا أن يدَّعى: أن سمية كانت أول من استشهد من النساء، والحارث كان أول من استشهد من الرجال.

ولكنه احتمال بعيد، ومخالف لظاهر كلماتهم، لا سيما وأن كلمة شهيد تطلق على الذكر والأنثى بلفظ واحد، مثل قتيل وجريح.

فإن معنى كلمة >شهيد<: شخص، أو ذات ثبتت لها صفة الشهادة، لأن المشتقات تدل على ذات ثبت لها وصف ما؛ فكلمة تقي معناها: شخص له التقوى، وقائم أيضاً كذلك.

وكلمة شخص أو ذات أو نحوها تصدق على الرجل على حدة، وعلى المرأة كذلك، وعلى كليهما معاً.

وعلى هذا الأساس نفسر كلمة: >طلب العلم فريضة على كل مسلم<، بحيث يشمل الرجل والمرأة معاً.

أما إذا كان المشتق فيه >أل< الموصولية، مثل القائم والمتقي، فإن الأمر يصبح أوضح وأجلى، وذلك لأن >أل< بمنزلة >الذي< فالقائم معناه الشخص الذي له القيام، فيصح أن يراد بها الرجل، والمرأة، وهما معاً أيضاً.

وعلى هذا الأساس جرت التعابير القرآنية، مثل: المتقين، المؤمنين الشاكرين إلخ.. فإنها تشمل الرجل والمرأة على حد سواء.

ولكن قد يحتاج إلى التنصيص على كلا الجنسين، فيصرح بما يدل على مراده، فيقول:

{قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ}([59]) و{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ}([60]) ونحو ذلك، وذلك واضح لا يخفى.

فتلخص مما تقدم: أن هذا النص لا يدل على وجود ابن لخديجة، ما دام أنه قد ثبت حصول الكذب في جزء منه.

ولعل هذا الكذب قد جاء لأجل الإيحاء بطريق غير مباشر بأن لخديجة ولداً من النبي >صلى الله عليه وآله<، وأن ذلك غير قابل للنقاش، ولكن قد قيل: لا حافظة لكذوب.

خامساً: لقد روي أنه كانت لخديجة أخت اسمها هالة([61])، تزوجها رجل مخزومي، فولدت لـه بنتاً اسمها هـالـة، ثم خلف عليها ـ أي على هالة الأولى ـ رجل تميمي يقال له: أبو هند؛ فأولدها ولداً اسمه هند.

وكان لهذا التميمي امرأة أخرى قد ولدت له زينب ورقية، فماتت، ومات التميمي، فلحق ولده هند بقومه، وبقيت هالة أخت خديجة والطفلتان اللتان من التميمي وزوجته الأخرى؛ فضمتهم خديجة إليها، وبعد أن تزوجت بالرسول >صلى الله عليه وآله< ماتت هالة، فبقيت الطفلتان في حجر خديجة والرسول >صلى الله عليه وآله<.

 

وكان العرب يزعمون: أن الربيبة بنت، ولأجل ذلك نسبتا إليه >صلى الله عليه وآله<، مع أنهما ابنتا أبي هند زوج أختها وكذلك كان الحال بالنسبة لهند نفسه([62]).

ولربما يمكن تأييد هذه الروايات بما ورد من الاختلاف في اسم والد هند، فلتراجع المصادر التي ذكرناها ثمة.

زوجتا عثمان، هل هما ابنتا النبي صلى الله عليه وآله؟!

إننا بالإضافة إلى ما قدمناه آنفاً عن الاستغاثة نذكر:

أولاً: أن مما يدل على عدم كون زوجتي عثمان ابنتين له >صلى الله عليه وآله< ـ عدا عن كون بعض الأقوال تنافي ذلك ـ ما ذكره المقدسي، عن سعيد بن أبي عروة، عن قتادة، قال:

ولدت خديجة لرسول الله >صلى الله عليه وآله<: عبد مناف في الجاهلية، وولدت له في الإسلام غلامين، وأربع بنات: القاسم، وبه كان يكنى: أبا القاسم؛ فعاش حتى مشى، ثم مات، و عبد الله، مات صغيراً، وأم كلثوم، وزينب، ورقية، وفاطمة([63]).

وقال القسطلاني بعد كلام له: >وقيل: ولد له ولد قبل المبعث، يقال له: عبد مناف، فيكونون على هذا اثني عشر، وكلهم سوى هذا ولد في الإسلام بعد المبعث<([64]).

كما أن بعضهم ينص على أنه قد صح عنده: أن رقية كانت أصغر من الكل حتى من فاطمة >عليها السلام<([65]).

وبعد هذا، فكيف نصدق قول من يقول: إنهما تزوجتا في الجاهلية من ابني أبي لهب، ثم جاء الإسلام ففارقاهما؟

يقول المقدسي: >فزوج رسول الله رقية عثمان بن عفان، وهاجرت معه في الهجرتين إلى الحبشة، وأسقطت في الهجرة الأولى علقة في السفينة<([66]).

نعم، كيف نصدق هذا، ونحن نعلم: أن الهجرة الأولى إلى الحبشة كانت بعد البعثة بخمس سنين، فكيف تكون رقية قد تزوجت قبل البعثة بابن أبي لهب، ثم فارقها ليتزوجها عثمان، ثم تحمل منه قبل الهجرة إلى الحبشة، وهي إنما ولدت بعد البعثة؟!

إن ذلك لعجيب!! وعجيب حقاً!!.

ثانياً: لقد ذكرت بعض الروايات: >أن أبا لهب قد أمر ولديه بطلاق رقية وأم كلثوم بعد نزول سورة: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ}([67])<([68]).

مع أنهم يقولون: إن هذه السورة قد نزلت حينما كان النبي والمسلمون محصورين في الشعب([69])، وقد كان ذلك بعد الهجرة الأولى إلى الحبشة.

ثالثاً: لقد روي: >أن خديجة ولدت للنبي >صلى الله عليه وآله< عبد الله، ثم أبطأ عليها الولد، فبينما رسول الله >صلى الله عليه وآله< يكلم رجلاً، والعاص بن وائل ينظر إليه، إذ  مر  رجل فسأل العاص عن النبي >صلى الله عليه وآله< وقال: من هذا؟

قال: هذا الأبتر.

فأنزل الله: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ}([70])<([71]).

فظاهر الرواية: أنها حين ولدت عبد الله لم تكن قد ولدت غيره، أو أن من ولدتهم ماتوا جميعاً حتى لم يعد للنبي >صلى الله عليه وآله< أولاد أصلاً، مع أن رقية كانت عند عثمان قبل ولادة فاطمة >عليها السلام <، فلا يصح وصف العاص للنبي >صلى الله عليه وآله< بالأبتر فتنزل الآية.

إلا أن يقال: إن العرب لم تكن تهتم بالبنات، بل الميزان عندهم هو خصوص الذكور، ولأجل ذلك وصفه العاص بالأبتر.

رابعاً: قد تقدم أن هناك من يقول: إن خديجة إنما تزوجت رسول الله >صلى الله عليه وآله< قبل البعثة بعشر أو بثلاث، أو بخمس سنوات، فكيف تكون رقية وزينب قد ولدتا من خديجة، وتزوجتا قبل البعثة؟!.

وخامساً: أن الدولابي يقول: إن عثمان كان قد تزوج رقية في الجاهلية([72]).

وذلك كله يؤكد ويؤيد: أن رقية التي تزوجها عثمان هي غير رقية التي يدعى أنها بنت الرسول >صلى الله عليه وآله<، والتي يقال: إنها ولدت بعد البعثة، وأن التي تزوجها عثمان هي ربيبة النبي >صلى الله عليه وآله<، لا ابنته.

وقد كانت العرب تطلق على ربيبة الرجل أنها ابنته كما قلنا.

وكذلك يقال بالنسبة لأم كلثوم، لأن الفرض أنها قد ولدت بعد البعثة أيضاً.

هل زينب بنت الرسول صلى الله عليه وآله أم ربيبته؟:

وأما عن زينب فلا نستطيع أن نطمئن إلى أنها كانت بنت رسول الله >صلى الله عليه وآله< أيضاً، لأننـا بالإضافة إلى أن مـا قدمنـاه آنفـاً حـول زوجتي عثمان كله بعينه جارٍ هنا ـ إذا كان أبو العاص بن الربيع قد تزوجها قبل البعثة ـ نشير إلى ما يلي:

1 ـ قال مغلطاي عن خديجة: >ثم خلف عليها أبو هالة النباش بن زرارة فولدت له هنداً، والحرث، وزينب، وكانت تكنى أم هند، وتدعى الطاهرة<([73]).

2 ـ وعن عمرو بن دينار: أن حسن بن محمد بن علي أخبره: أن أبا العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف، وكان زوجاً لبنت خديجة فجيء به للنبي >صلى الله عليه وآله< في قدّ، فحلّته زينب بنت النبي >صلى الله عليه وآله< الخ..([74]).

فالتعبير أولاً ببنت خديجة يشير أنها لم تكن ابنته >صلى الله عليه وآله< وإن كان عاد فذكر أنها بنت النبي >صلى الله عليه وآله<؛ فلا يبعد أنه يريد بنوتها له بالتربية، وإلا فلماذا خصها أولاً بأنها بنت خديجة؟!

فنسبتها إلى خديجة أولاً تكون قرينة على إرادة بنوتها للنبي >صلى الله عليه وآله< بالتربية.

3 ـ ويذكر الشيخ محمد حسن آل ياسين عن زينب: أن بعض المصادر تقول: إنها ولدت وعمره >صلى الله عليه وآله< ثلاثون سنة([75])، وتزوجها أبو العاص بن الربيع قبل البعثة، وولدت له علياً مات صغيراً، وأمامة، أسلمت حين أسلمت أمها أول البعثة النبوية([76]).

وذلك غير معقول، فإنه لا يمكن لبنت في العاشرة أن تتزوج، ويولد لها بنت، وتكبر تلك البنت حتى تسلم مع أمها في أول البعثة؛ وهذا حيث لا تزال أمها في العاشرة من عمرها([77]).

ولكن كلام هذا الباحث غير متين، لأن المقصود بالتي أسلمت هي وأمها هو: زينب وخديجة، وليس المقصود هو أمامة وزينب وذلك ظاهر لا يخفى.

وبالنسبة لأم كلثوم فإن الروايات تذكر: أن علياً حين هاجر اصطحب معه خصوص الفواطم، وأم أيمن، وجماعة من ضعفاء المؤمنين([78])، وليست أم كلثوم بينهم؛ فهل هاجرت قبل ذلك، أو بعده وحدها؟ وكيف لم يصطحبها علي >عليه السلام< معه ليحميها من كيد قريش؟ ولماذا؟ ولماذا؟!.

وبعدما تقدم نستطيع أن نقول: إننا لا يمكن أن نطمئن بشكل نهائي إلى ما يقال: من أن عثمان قد تزوج ابنتي رسول الله >صلى الله عليه وآله< للاحتمال القوي بأن تكونا ربيبتيه، وكذا بالنسبة لزينب زوجة أبي العاص.

وعلى هذا فيصح أن يقال لمن تزوج ربيبة لشخصٍ: أن ذلك الشخص قد صاهره، ونال درجة من القرب منه، وعلى هذا فلا منافاة بين ما ذكرنا، وبين قول أمير المؤمنين >عليه السلام< لعثمان: >وقد نلت من صهره ما لم ينالا<([79]).

لكن يبقى: أن ذلك الصهر هل قام بواجباته تجاه ذلك الذي أكرمه بتزويج ربيبتيه له؟! فهذا بحث آخر، وله مجال آخر، وستأتي بعض الإشارات لما كان من عثمان في حق زوجتيه ربيبتي النبي الأكرم >صلى الله عليه وآله<.

ومهما يكن من أمر: فقد صدر لنا كتاب باسم >بنات النبي أم ربائبه<، وكتاب >القول الصائب في إثبات الربائب< فليرجع إليهما من أراد التفصيل.

منافسون لعلي عليه السلام:

ولعل إصرار الآخرين على بنوتهن له >صلى الله عليه وآله<، وإرسالهم له إرسال المسلمات، يهدف إلى إيجاد منافسين لعلي في فضائله الخارجية، ولذلك أطلقوا على عثمان لقب >ذي النورين<!! هذا، مع العلم بأن سيرته لم تكن مع هاتين البنتين على ما يرام، كما سوف نشير إليه حين الحديث عن وفاتهما في الجزء الرابع من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.

ويلاحظ أيضاً: روايتهم الموضوعة حول زواج علي ببنت أبي جهل، والتي مدح فيها رسول الله >صلى الله عليه وآله< مصاهرة أبي العاص له >صلى الله عليه وآله<؛ تعريضاً بعلي >عليه السلام< حيث كان في مقام تحذيره، والإزراء عليه.

وسيأتي أيضاً في الجزء السادس، صفحة 269 من هذا الكتاب بعض الكلام عن هذا الموضوع إن شاء الله تعالى.

خؤولة هند بن أبي هالة للإمام الحسن عليه السلام:

وقبل أن نترك الحديث حول هذا الموضوع إلى غيره، نسجل هنا تحفظاً على ما يقال من أن الإمام الحسن >عليه السلام< قال:

>سألت خالي هنداً بن أبي هالة عن حلية رسول الله >صلى الله عليه وآله<، وكان وصافاً، وأنا أرجو أن يصف لي منها شيئاً أتعلق به، قال:

كان رسول الله >صلى الله عليه وآله< فخماً مفخماً إلخ..<.

قال الحسن فكتمها [فكتمتها. صح] الحسين بن علي زماناً، ثم حدثته، فوجدته قد سبقني إليه، فسأل أباه عن مدخل رسول الله >صلى الله عليه وآله< ومخرجه، ومجلسه، وشكله، فلم يدع منه شيئاً، قال الحسين سألت أبي إلخ..([80]).

أقـول:

أولاً: سند هذا الحديث هو جميع العجلي، عن رجل من بني تميم، من ولد أبي هالة، زوج خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها، يكنى أبا عبد الله، عن ابن لأبي هالة، عن الحسن بن علي الخ([81]).

ونحن في غنى عن التكلم حول هذا السند، فإن الأمر فيه بيّن.

ثانياً: قد تقدم الاختلاف في كون هند المتولد من خديجة، هل هو ذكر أم أنثى، وأشرنا إلى اختلافهم في أبيه من هو فيما تقدم!.

ثالثاً: إن الإمام الحسن >عليه السلام< نفسه قد رأى النبي >صلى الله عليه وآله< بنفسه، وعاش معه عدة سنوات، وقد بايعه وشهد له على بعض عهوده، وخرج معه إلى مباهلة النجرانيين و..و.. إلخ..

فلماذا يشتهي أن يصف هند من رسول الله شيئاً يتعلق به، فهل هو قد نسي جده يا ترى؟. وإذا كان قد نسي حقاً، فلماذا لا يسأل أباه وهو أفصح العرب، وأعلم الأمة، الذي رباه النبي >صلى الله عليه وآله< في حجره، وكان يعرف عنه كل شيء مما دق وجلّ؟

أم يعقل أن يكون هند مطلعاً على أحوال النبي >صلى الله عليه وآله< أكثر من علي أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام؟!.

على أننا لم نجـد فيما بين أيـدينـا من نصوص ـ حتى المكذوب منها ـ ما يشير إلى أن هنداً كان يعيش مع رسول الله >صلى الله عليه وآله<، أو بالقرب منه، أو أنه كان يحضر مجالسه، أو نحو ذلك، رغم أننا نسمع الكثير عن غيره ممن كانوا يأتون إلى مجلس النبي >صلى الله عليه وآله< بين حين وآخر.

رابعاً: لا ندري لماذا كتم الحسن >عليه السلام< أخاه هذا الأمر، مع أننا لا نعرف عنه أنه كان يستأثر لنفسه على أخيه في أمور كهذه.

خامساً: إن ما تقدم كله يدفع هذا الحديث ويلقي عليه ظلالاً من الريبة والشك.

وسادساً: لا ندري من هو ابن أبي هالة الراوي عن الإمام الحسن >عليه السلام<؛ فهل هو من أبناء خديجة أيضاً؟! فإن كان الجواب بالإيجاب، فلماذا لم يحدثنا عنه التاريخ؟

وإن كان هو ابن لأبي هالة من امرأة أخرى غير خديجة، فهذا ما لم يذكره التاريخ لنا أيضاً، ولا أشارت إليه كتب الأنساب، ولا ذكر في عداد الرواة، ولا في كتب الرجال!!


 

([1]) وفي البحار ج16 ص9 عن بعضهم: أن سفره كان إلى سوق حباشة بتهامة، وكذا في كشف الغمة ج2 ص135 عن الجنابذي في معالم العترة..

([2]) سيأتي إن شاء الله بعض الكلام حول بعض ما يقال عن ورقة بن نوفل، ودوره في بدء الوحي.

([3]) راجع: البداية والنهاية ج2 ص296 والسيرة الحلبية ج1 ص136.

([4]) تاريخ اليعقوبي ج2 ص21 ونقل عن سفر السعادة: أنه >صلى الله عليه وآله< بعد البعثة، وقبل الهجرة كان يشتري أكثر مما يبيع، وبعد الهجرة لم يبع إلا ثلاث مرات، أما شراؤه فكثير.. وأما شراكته مع غيره ففيها كثير من الاضطراب، وليس لنا مجال لتحقيق ذلك.

([5]) البحارج 16 ص9، وكشف الغمة ج2 ص134 عن معالم العترة للجنابذي.

([6]) البحارج16 ص22 عن البكري وص3 عن الخرائج والجرائح ص186 و187.

([7]) راجع الإصابة ج4 ص281 ـ 282 والبداية والنهاية ج2 ص294 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 الترجمة النبوية ص152 وقسم السيرة النبوية ص237 وتهذيب الأسماء ج2 ص342 والاستيعاب (بهامش الإصابة) ج4 ص279 والإصابة ج4 ص281 وسيرة مغلطاي ص12 وسير أعلام النبلاء ج2 ص111 والمواهب اللدنية ج1 ص38 و200 والروض الأنف ج1 ص215  وتاريخ الخميس ج1 ص264 وأسد الغابة ج7 ص78 ط دار الشعب والسيرة الحلبية ج1 ص137 والسيرة النبوية لدحلان ج1 ص55 والثقات ج1 ص46.

([8]) راجع: البداية والنهاية ج2 ص294 وبهجة المحافل ج1 ص7، والسيرة النبوية لابن هشام ج1 ص201 وتاريخ الخميس ج1 ص263 وطبقات ابن سعد ج1 ص131 ط دار صادر والسيرة الحلبية ج1 ص137 والسيرة النبوية لدحلان ج1 ص55.

([9]) البحار ج16 ص22.

([10]) كشف الغمة ج2 ص139، والبحار ج16 ص12 عنه وص 19 عن الواقدي، وراجع: الأوائل ج1 ص160 وفي السيرة الحلبية ج1 ص138: أن المحفوظ  عن أهل العلم أنه مات قبل الفجار، وتاريخ الخميس ج1 ص264، وتهذيب تاريخ دمشق ج1 ص303 عن الواقدي، والإصابة ج4 ص282 والبداية والنهاية ج2 ص296.

([11]) البحار ج16 ص19 عن الواقدي والسيرة الحلبية ج1 ص129 والكافي ج5 ص374 ـ 375، وفيه أن ورقة كان عم خديجة وكذا في البحار ج16 ص14 و21 عنه وعن البكري، وهو غير صحيح لأن ورقة هو ابن نوفل بن أسد وخديجة هي بنت خويلد بن أسد.

([12]) السيرة الحلبية ج1 ص137.

([13]) راجع المصادر المتقدمة والآتية.

([14]) راجع: سيرة ابن هشام ج1 ص201 والسيرة الحلبية ج1 ص138 ونقل أيضاً عن المحب الطبري.

([15]) تقدمت مصادر ذلك حين الحديث حول إرضاع ثويبة لرسول الله >صلى الله عليه وآله<.

([16]) السيرة الحلبية ج1 ص139.

([17]) الكافي ج5 ص374 ـ 375، والبحار ج16 ص14 عنه وص 16 عمن لا يحضره الفقيه ص413، وفي ص5 عن شرف المصطفى، والكشاف، وربيع الأبرار والإبانة لابن بطة، والسيرة للجويني، عن الحسن والواقدي، وأبي صالح والعتبي، والمناقب ج1 ص42، والسيرة الحلبية ج1 ص139، وتاريخ اليعقوبي = = ج2 ص20، والأوائل لأبي هلال ج1 ص162 وتاريخ الخميس ج1 ص264 والمواهب اللدنية ج1 ص39 وبهجة المحافل ج1 ص48 والسيرة النبوية لدحلان ج1 ص55.

([18]) الآية 52 من سورة الشورى.

([19]) الآية 86 من سورة القصص.

([20]) راجع: تفسير الميزان ج18 ص77.

([21]) السيرة الحلبية ج1 ص138 وراجع: تاريخ الخميس ج1 ص265 والسيرة النبوية لابن هشام ج1 ص201 والسيرة النبوية لابن كثير ج1 ص263 والسيرة النبوية لدحلان ج1 ص107.

([22]) السيرة الحلبية ج1 ص139 عن الفسوي في كتاب: ما روى أهل الكوفة مخالفاً لأهل المدينة، وسيرة مغلطاي ص12، والأوائل ج1 ص161.

([23]) سيرة مغلطاي ص12.

([24]) الأوائل لأبي هلال العسكري ج1 ص161.

([25]) راجع تاريخ الخميس ج1 ص264، وراجع: مجمع الزوائد ج9 ص219. وذكرت بعض الأقوال في التبيين في أنساب القرشيين ص62 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص20 ومختصر تاريخ دمشق ج2 ص275 قيل: تزوجها وهو ابن ثلاثين سنة وكذا في الاستيعاب (بهامش الإصابة) ج4 ص288 وسيرة مغلطاي ص12 ومثله في المواهب اللدنية ج1 ص38 و 202 والروض الأنف ج1 ص216.

([26]) الأوائل ج1 ص161.

([27]) راجع: السيرة الحلبية ج1 ص138 و 139.

([28]) دلائل النبوة للبيهقي ط دار الكتب العلمية ج2 ص71 والبداية والنهاية ج2 ص294 و 295 ومحمد رسول الله، سيرته وأثره في الحضارة ص45 وراجع: السيرة النبوية لابن كثير ج1 ص265 والسيرة الحلبية ج1 ص140.

([29]) شذرات الذهب ج1 ص14 واقتصر عليه في بهجة المحافل ج1 ص48. ورواه عن ابن عباس كل من: أنساب الأشراف (قسم حياة النبي >صلى الله عليه وآله<) ص98 وتهذيب تاريخ دمشق ج1 ص303 وسير أعلام النبلاء ج2 ص111 ومختصر تاريخ دمشق ج2 ص275، والبحار ج16 ص12 عن الجنابذي، كلهم عن ابن عباس.

ورواه في مستدرك الحاكم ج3 ص182 عن ابن إسحاق، دون أن يذكر له قولاً آخر، وراجع سيرة مغلطاي ص12 والمحبر ص79 وتهذيب الأسماء ج2 ص342 وتاريخ الخميس ج1 ص264 والسيرة الحلبية ج1 ص140.

([30]) راجع: السيرة الحلبية ج1 ص140 وتاريخ الخميس ج1 ص264 وسيرة مغلطاي ص12 وتهذيب تاريخ دمشق ج1 ص303.

([31]) البداية والنهاية ج2 ص295 والسيرة النبوية لابن كثير ج1 ص265 وراجع: السيرة الحلبية ج1 ص140.

([32]) أنساب الأشراف (قسم حياة النبي >صلى الله عليه وآله<) ص98 وسيرة مغلطاي ص12 والمحبر ص49 والمواهب اللدنية ج1 ص38 و202 وشذرات الذهب ج1 ص14 وتاريخ الخميس ج1 ص264 وأسد الغابة (دار الشعب) ج7 ص80 والسيرة الحلبـيـة ج1 ص140 والسيرة النبويـة لدحـلان ج1 ص55 ط دار المعرفة وراجع: تاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص152 ومختصر تاريخ دمشق ج2 ص275 وتهذيب الأسماء ج2 ص342 والطبقات الكبرى لابن سعد ط صادر ـ ج1 ص132، والبحار ج16 ص19 و12 وتهذيب تاريخ دمشق ج1 ص303، عن حكيم بن حزام.

([33]) تهذيب تاريخ دمشق ج1 ص303 عن الواقدي.

([34]) تهذيب الأسماء ج2 ص342 ومختصر تاريخ دمشق ج2 ص275 عن الواقدي والسيرة الحلبية ج1 ص140 وراجع: سيرة مغلطاي ص12 وتاريخ الخميس ج1 ص301.

([35]) راجع: أنساب الأشراف (قسم حياة النبي >صلى الله عليه وآله<) ص98.

([36]) دلائل النبوة ج2 ص71.

([37]) دلائل النبوة ج2 ص72 ط دار الكتب العلمية والبداية والنهاية ج2 ص295، وغير ذلك كثير.

([38]) محمد رسول الله: سيرته، وأثره في الحضارة ص45.

([39]) مستدرك الحاكم ج3 ص182.

([40]) السيرة الحلبية ج1 ص138.

([41]) الأوائل لأبي هلال العسكري ج1 ص160 ـ 161.

([42]) السيرة الحلبية ج1 ص138.

([43]) هذا ما ذكره المحقق البحاثة السيد مهدي الروحاني حفظه الله.

([44]) السيرة الحلبية ج1 ص138 وتاريخ الإسلام (السيرة النبوية) ص65 ط دار الكتاب العربي، ومسند أحمد ج1 ص312 ومجمع الزوائد ج9 ص220.

([45]) السيرة الحلبية ج1 ص140.

([46]) النبوة، للشيخ محمد حسن آل ياسين ص63.

([47]) البداية والنهاية ج2 ص294 والسيرة الحلبية ج1 ص137 والسيرة النبوية لابن هشام ج1 ص200 ـ 201 وتاريخ الخميس ج1 ص264.

([48]) كتاب النبوة ص63.

([49]) سيأتي لذلك مزيد توضيح في فصل: حتى بيعة العقبة، من هذا الكتاب.

([50]) راجع الأوائل ج1 هامش ص159.

([51]) راجع: الأوائل ج1 ص159 وقال: إن هنداً هذه قد تزوجت من صيفي بن عائذ فولدت محمد بن صيفي.

([52]) للاطلاع على هذه الاختلافات وغيرها راجع المصادر التالية، وقارن بينها: الإصابة ج3 ص611 ـ 612، ونسب قريش لمصعب الزبيري ص22، والسيرة الحلبية ج1 ص140، وقاموس الرجال ج10 ص431، ونقل عن البلاذري وأسد الغابة ج5 ص12 ـ 13 و 71، وغير ذلك.

([53]) مناقب آل أبي طالب ج1 ص159، والبحار، ورجال المامقاني، وقاموس الرجال كلهم عن المناقب.

([54]) الإستغاثة ج1 ص70.

([55]) الأوائل لأبي هلال العسكري ج1 ص311 ـ 312 والإصابة ج1 ص293 عنه وعن ابن الكلبي وابن حزم ومحاضرة الأوائل ص46.

([56]) الإصابة ج4 ص335 وطبقات ابن سعد ج8 ص193 ط ليدن.

([57]) الاستيعاب هامش الإصابة ج4 ص331.

([58]) صفين للمنقري ص325.

([59]) الآية 30 من سورة النور.

([60]) الآية 31 من سورة النور.

([61]) لها ذكر في كتب الأنساب، فراجع على سبيل المثال: نسب قريش لمصعب الزبيري.

([62]) راجع: الاستغاثة ج1 ص68 ـ 69، ورسالة حول بنات النبي >صلى الله عليه وآله مطبوعة ط حجرية في آخر مكارم الأخلاق ص6.

([63]) البدء والتاريخ ج5 ص16 وج 4 ص139.

([64]) المواهب اللدنية ج1 ص196.

([65]) راجع: الإصابة ج4 ص304 عن الجرجاني، والاستيعاب بهامش الإصابة ج4 ص299، 282. وفي ص281 عن الزبير بن بكار: أن عبد الله، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية كلهم ولدوا بعد الإسلام، وكذا في البداية والنهاية ج2 ص294. ونسب قريش صفحة 21.

([66]) البدء والتاريخ ج5 ص17 وتهذيب تاريخ دمشق ج1 ص298.

([67]) الآية 1 من سورة المسد.

([68]) نسب قريش لمصعب الزبيري ص22 وتهذيب تاريخ دمشق ج1 ص293 و298 وأسد الغابة ج5 ص456 والاستيعاب (مطبوع بهامش الإصابة) ج4 ص299 والدر المنثور ج6 ص409 عن الطبراني.

([69]) الدر المنثور ج6 ص408 عن أبى نعيم في الدلائل.

([70]) الآية 3 من سورة الكوثر.

([71]) راجع تهذيب تاريخ دمشق ج1 ص294 والدر المنثور ج6 ص404.

([72]) راجع: المواهب اللدنية ج1 ص197.

([73]) سيرة مغلطاي ص12.

([74]) المصنف للحافظ عبد الرزاق ج5 ص224.

([75]) أسد الغابة ج5 ص467، ونهاية الإرب ج18 ص211، والاستيعاب هامش الإصابة ج4 ص311.

([76]) راجع: كتاب النبوة هامش ص65.

([77]) راجع هامش كتاب النبوة للشيخ محمد حسن آل ياسين ص65.

([78]) سيرة المصطفى ص259، والسيرة الحلبية ج2 ص53.

([79]) نهج البلاغة ج2 ص85 وأنساب الأشراف ج5 ص60 والعقد الفريد ج3 ص376 والجمل ص100 عن المدائني والغدير ج9 ص74 عن بعض من تقدم وعن تاريخ الأمم والملوك ج5 ص96 وعن الكامل في التاريخ ج3 ص63 وعن البداية والنهاية ج7 ص168.

([80]) راجع التراتيب الإدارية ج2 ص448 و 449 فما بعدها ودلائل النبوة ج2 ص286 ط دار الكتب العلمية.

([81]) المصدر السابق ص447.

   
 
 

العودة إلى موقع الميزان