غـــدر بـنـي قـريــظــــــة
بنو قريظة ينقضون العهد:
يقول المؤرخون:
إن بني قريظة كانوا أصحاب حصون بالمدينة وموضعهم من
المدينة على قدر ميلين،
وهو الموضع الذي يسمى: بئر بني المطلب،
وعددهم سبع مئة مقاتل([1]).
وصاحب عقدهم وعهدهم كعب بن أسد القرظي، وكان وادع رسول
الله على قومه وعاهده.
وكان حيي بن أخطب سيد بني النضير، يقول لقريش في مسيره
معهم:
إن قومي بني قريظة معكم،
وهم أهل حلقة وافرة،
وهم سبع مئة مقاتل وخمسون مقاتلاً.
فلما دنوا قال له أبو سفيان:
ائت قومك حتى
ينقضوا العهد الذي بينهم وبين محمد([2]).
فلما جاء حيي إلى بني قريظة كرهوا دخوله إلى دارهم،
فكان أول من لقيه غزال بن سموأل، فقال له حيي: قد جئتك بما تستريح به
من محمد. هذه قريش قد حلت وادي العقيق، وغطفان بالزغابة.
قال غزال:
جئتنا ـ والله ـ بذل الدهر.
قال حيي:
لا تقل هذا.
ثم توجه إلى باب كعب بن
أسد
فدق عليه([3])،
فأغلق كعب دونه باب الحصن، وقال: بيني وبين محمد عقد، ولن
أنقض
ما بيني وبينه.
وفي نص آخر: «لم أر منه إلا وفاءً
وصدقاً».
زاد الواقدي:
«والله، ما أخفر لنا ذمة، ولا هتك لنا ستراً،
ولقد أحسن جوارنا».
وعند البيهقي:
«لم أر رجلاً أصدق ولا أوفى من محمد وأصحابه،
والله، ما أكرهنا على دين، ولا غصبنا مالاً
الخ..».
فقال حيي:
افتح الباب أكلمك.
فقال كعب:
ما أنا بفاعل.
فقال:
والله، إن أغلقت دوني الباب إلا على جشيشتك([4])
أن آكل معك منها.
فأحفظه حتى فتح له، فقال:
ويحك يا كعب (جئتك بعز الدهر، وببحر طامٍ) جئتك بقريش
على قادتها وسادتها، حتى أنختهم بالمدينة،
وجئتك بغطفان على قادتها وسادتها، وقد عاهدوني
ألا
يبرحوا حتى يستأصلوا محمداً ومن معه.
فتأبّى كعب، وقال: جئتني بذل الدهر، بجهام هراق ماؤه
وبرعد وببرق ليس فيه شيء.
زاد الواقدي قوله:
«وأنا في بحر لجي لا أقدر على أن أريم داري، ومالي معي
والصبيان والنساء» فدعني ومحمداً، وما أنا عليه، فلم أر منه إلا وفاء
وصدقاً.
فلم يزل يفتله في الذروة وفي الغارب، حتى أعطاه عهداً
من الله وميثاقاً
أن يكون معه، على أنه إن رجعت تلك الجموع خائبة ولم يقتلوا محمداً: أن
يرجع معه إلى حصنه، يصيبه ما أصابه. ونقض كعب ما بينه وبين رسول الله،
وبرئ مما كان عليه له([5]).
«ومزقوا الصحيفة التي كان فيها العقد، وجمع رؤساء قومه
وهم: الزبير بن مطا (باطا)، وشاس (نباش) بن قيس، وعزال بن ميمون
(سموأل)، وعقبة بن زيد (وكعب بن زيد) وأعلمهم بما صنع من نقض العهد،
وشق الكتاب الذي كتبه رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فلحم الأمر لما
أراد
الله من هلاكهم.
وكان حيي بن أخطب
في اليهود يشبه بأبي
جهل في قريش».
وعند القمي:
غزال بن شمول
وياسر بن قيس، ورفاعة بن زيد، والزبير بن باطا([6]).
وقال البعض:
إن
الزبير بن باطا كان شيخاً
كبيراً،
مجرباً،
قد ذهب بصره، وقد قال لهم: إنه قرأ التوراة، ووجد فيها:
أنه
يبعث نبي في آخر الزمان في مكة، ويهاجر إلى المدينة، وذكر لهم
صفته.
فادَّعى حيي بن أخطب:
أن
هذا النبي هو من بني إسرائيل وهذا من العرب. ولا يكون بنو إسرائيل
أتباعاً
لولد إسماعيل
أبداً
لأن
الله قد فضلهم على الناس جميعاً، ثم ادَّعى
أن
محمداً «صلى الله عليه وآله» ساحر،
ولم يزل حتى
أقنعهم
بنقض العهد، فنقضوه([7]).
ويقول نص آخر:
«ووعظهم عمرو بن سعدى، وخوفهم سوء فعالهم، وذكرهم ميثاق
رسول الله «صلى الله عليه وآله» وعهده، وقال لهم: إن لم تنصروه،
فاتركوه وعدوه، فأبوا،
وخرج إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» من بني قريظة
بنو سعنة: أسد، وأسيد وثعلبة، فكانوا معه، وأسلموا.
وأمر كعب بن أسد حيي بن أخطب:
أن يأخذ لهم من قريش، وغطفان رهائن تكون عندهم»([8])،
«لئلا ينالهم ضيم، إن هم رجعوا ولم يناجزوا محمداً، قالوا: وتكون
الرهائن تسعين رجلاً من أشرافهم: فنازلهم حيي على ذلك، فعند ذلك نقضوا
العهد، ومزقوا الصحيفة التي فيها العقد، إلا بني سعنة»([9]).
«وبلغ رسول الله «صلى الله عليه وآله» ذلك فغمه غماً
شديداً، وفزع أصحابه»([10])،
ويقال: إن
الذي أبلغ النبي ذلك هو عمر بن الخطاب، فاشتد الأمر على رسول الله «صلى
الله عليه وآله»، وشق عليه ذلك([11])،
فقال: حسبنا الله، ونعم الوكيل.
فبعث سعد بن
معاذ،
وسعد بن عبادة، وخوات بن جبير، وعبد الله بن رواحة.
وبعض النصوص:
«لم تذكر
الأخيرين وذكرت بدلهما أسيد بن حضير»([12])
يستخبرون الأمر، فوجدوهم مكاشفين بالغدر، والنيل من رسول الله «صلى
الله عليه وآله» فشاتمهم سعد بن
معاذ
وكانوا أحلافه، وانصرفوا.
وكان رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد أمرهم إن وجدوا
الغدر حقاً
أن يخبروه تعريضاً،
لئلا يفتوا في أعضاد الناس، فلما جاؤوا
إليه قالوا: يا رسول الله، عضل والقارة. يريدون غدرهم بأصحاب الرجيع»([13]).
وقال ابن إسحاق وآخرون:
«إن الذي
شاتمهم هو سعد بن عبادة. وكان رجلاً فيه حدة، فقال ابن معاذ: دع عنك
مشاتمتهم، فما بيننا وبينهم أربى من المشاتمة»([14]).
والذي شاتم
ابن عبادة هو نباش بن قيس([15]).
وقال أسيد بن حضير لكعب:
«أتسب سيدك يا عدو الله؟! ما
أنت
له
بكفؤ
يا بن اليهودية،
ولتولينَّ قريش إن شاء الله منهزمين، وتتركك في عقر دارك، فنسير إليك،
فننزلك من جحرك هذا على حكمنا»([16]).
وقال موسى بن عقبة:
«فدخلوا معهم حصنهم، فدعوهم إلى الموادعة وتجديد الحلف،
فقالوا: الآن وقد كسر جناحنا وأخرجهم؟ (يريدون بني النضير). ونالوا من
رسول الله «صلى الله عليه وآله» فجعل سعد بن عبادة يشاتمهم فأغضبوه
فقال له سعد بن
معاذ:
إنا والله ما جئنا لهذا، ولما بيننا أكبر من المشاتمة.
ثم ناداهم سعد فقال:
إنكم قد علمتم الذي بيننا وبينكم يا بني قريظة، وأنا
خائف عليكم مثل يوم بني النضير، أو أمرَّ
منه.
فقالوا:
أكلت
...([17])
أبيك.
فقال:
غير هذا من القول كان أجمل بكم وأحسن».
إلى أن قال:
«فأمرهم
بكتمان خبرهم»([18]).
وعند القمي:
أنه
لما رجع سعد بن
معاذ
وأسيد إلى النبي «صلى الله عليه وآله» وأخبراه بنقض قريظة،
قال «صلى الله عليه وآله»:
«لعناء، نحن أمرناهم بذلك»،
وذلك أنه كان على عهد رسول الله «صلى الله عليه وآله» عيون لقريش
يتجسسون خبره([19]).
وفي نص آخر:
أنهم لما
قالوا للنبي «صلى الله عليه وآله»: عضل والقارة، قال «صلى الله عليه
وآله»: «الله أكبر، أبشروا يا معشر المسلمين»([20]).
أو قال:
«أبشروا بنصر
الله وعونه»([21]).
زاد البعض قوله:
«إني لأرجو
أن أطوف بالبيت العتيق، وآخذ المفتاح وليهلكن كسرى وقيصر، ولتنفقن
أموالهم في سبيل الله. يقول ذلك حين رأى ما بالمسلمين من الكرب، ثم
تقنع
الخ..»([22]).
ويقول الحلبي إنه قال:
«نصرة الله وعونه، وتقنع بثوبه واضطجع، ومكث طويلاً،
فاشتد على الناس البلاء والخوف حين رأوه «صلى الله عليه وآله» اضطجع،
ثم رفع رأسه وقال: أبشروا بفتح الله ونصره»([23]).
ثم إنه قد بقيت لنا مع النص المتقدم وقفات.
ونحن نلخصها في المطالب التالية:
أول ما يستوقفنا هنا:
الطريقة التي أحبط بها حيي مقالة الزبير بن باطا حول
نبي تحدثت عنه التوراة، يبعث في مكة، ويهاجر إلى المدينة.
فإنه ضرب على الوتر الحساس لدى
اليهود، حين طرح لهم مقولة:
أن هذا النبي لا بد أن يكون إسرائيلياً،
مستنداً
إلى مقولة ترتكز على النزعة العنصرية لدى اليهود، حيث قال لهم: لا يكون
بنو إسرائيل أتباعاً
لولد
إسماعيل
الخ..
وقد أشرنا إلى هذا الموضوع بصورة
أوسع في كتابنا:
«سلمان الفارسي في مواجهة التحدي».
وقد اتضح أيضاً:
أن اليهودي حين يلتزم بعهده، فإنه لا ينطلق في ذلك من
شهامة، ولا كرامة ولا نبل، ولا لأجل أنه يلتزم بشرف الكلمة.. وإنما
لأنه يرى أن نقضه له سوف يلحق به ضرراً
من نوع ما؛
فإذا اطمأن إلى عدم وجود ضرر في ذلك فإنه
يبادر إليه، دونما وازع أو رادع.
وقد رأينا:
أن كعب بن أسد ينقض العهد حين تخيل أنه سيحقق ما يتمناه
من استئصال محمد «صلى الله عليه وآله» ومن معه، واقتنع بأن
القوة التي حشدتها الأحزاب كافية في تحقيق هذه الأمنية،
وأن
المستقبل الرغيد والسعيد سيكون بانتظاره، وأصبح
على الأبواب.
ويلفت نظرنا هنا:
الطريقة التي أثار فيها حيي بن أخطب حفيظة كعب بن أسد حتى فتح له، حيث
اتهمه بأنه لا يفتح له خوفاً
من أن يأكل
من طعامه؛
ففتح له حينئذٍ الباب، الذي كان باب الخزي والخسران، والذل الأبدي،
والبوار في الدنيا والآخرة.
ولكن كعباً هذا:
رغم اعترافه بأنه
لم يَر
من النبي «صلى الله عليه وآله» إلا الوفاء والصدق، وغير ذلك فإنه ينقض
العهد معه، حباً
للدنيا، وطمعاً
بها فكان له الدمار والهلاك.
وحسبك بهذا دلالة على تفاهة تفكير هؤلاء الناس، وسفاهة
عقولهم، وتناقضهم السافر في مواقفهم.
أما ما قدمه من امتياز لكعب بن أسد ولبني قريظة ليثير
شهيتهم لنقض العهد، والدخول معهم في حرب محمد فهو استئصال محمد ومن معه.
وقد اشترط كعب لنفسه إن لم يتحقق هذا الهدف أن يواجه
حيي بن أخطب معه كل السلبيات التي تنشأ عن عدم استئصال محمد ومن معه،
حيث شرط عليه
أن
يدخل معه حصنه، ويصيبه ما أصابه فقبل حيي بن أخطب ذلك.
وذلك يوضح لنا:
صوابية القرار الذي اتخذه الرسول «صلى الله عليه وآله»
بتنفيذ حكم سعد بن
معاذ
في بني قريظة،
وهو الحكم الذي أعطاه بنو قريظة أنفسهم موافقتهم المسبقة عليه،
بل هم الذين اقترحوا تحكيم سعد بن
معاذ
فيهم.
وسيأتي بحث هذا الموضوع في غزوة بني قريظة إن شاء الله
تعالى.
ولم يكن كعب بن أسد يرى في كل تلك الجموع قدرة على
تحقيق الهدف الذي تسعى له، أو يشفي الغليل، وما هي إلا رعد وبرق فارغ،
وسراب خادع.
ولعل مما ساعد على تكوُّن
تلك النظرة لديه هو ما جرى في حرب بدر وأحد، وقينقاع، والنضير، وغيرها.
مع رؤيته وجود فرق كبير فيما بين قدرات المسلمين في السابق وفي اللاحق.
فقد تنامت قدراتهم، واتسع نفوذهم، وتأكدت هيمنتهم على المنطقة بأسرها.
كما أن الخطة التي اتبعها رسول الله «صلى الله عليه
وآله» في مواجهة الأحزاب قد كانت على مرأى ومسمع من بني قريظة، وهم
يعرفون: أنها خطة ناجحة إلى حد كبير، ولا يمكن اختراقها، وتحقيق فجوة
فيها بسهولة.
وإذا كان كعب يعترف بوفاء وصدق محمد، وبسائر المواقف
النبيلة والإنسانية لنبي الإسلام، فإنه
يكون قد اعترف ضمناً
بالخيانة وبالغدر، فهل كان حقاً
قد شعر بالذنب وبتأنيب الضمير؟!
لو كان قد شعر بذلك حقاً
لبدرت منه بادرة تراجع أو ندم ولكن الله لا يوفق كل ظلوم كفار، ولن
يكون لغادر فلاح، ولا لخائن نجاح. والمصير الذي انتهى إليه بنو قريظة
خير شاهد على ذلك.
لقد رأينا فيما سبق:
أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد أرسل أكثر من شخص
واحد لكشف خبر بني قريظة. ولعل ذلك يرجع إلى أن الجماعة تكون في
مناسبات مشحونة بالتوتر أكثر تدبراً
للأمور في المواقع التي تشهد تصعيداً
خطيراً،
وعلى درجة كبيرة من الحساسية. ويمكن لبعضهم أن يستعين بالبعض الآخر،
ويسدده ويعضده، لو كان ثمة ما يقتضي اتخاذ موقف أو القيام بمبادرة من
نوع ما.
كما
أن
ذلك يجعل الخبر الذي يأتي به هؤلاء، ليتخذ على أساسه قرارات في غاية
الخطورة، ترتبط بمستقبل ومصير أمة من الناس،
يجعله أكثر دقة، ووضوحاً،
وأبعد عن اللبس، وعن احتمالات تدخل الأهواء
في صياغته وفي أدائه. بالإضافة إلى أنه يقطع العذر لمن يريد أن يغدر
ويمكر، ثم يجنب نفسه عواقب هذا الغدر والمكر، حتى تلوح له بوادر فشله،
وخيبته. إذ لا بد
أن
يحيق به مكره السيئ،
ولا يحيق المكر السيئ
إلا بأهله.
والملفت للنظر هنا بالذات:
أنه «صلى الله عليه وآله» لا يختار لهذه المهمة أناساً
عاديين، بل يختار لها الرؤساء والكبراء الذين يحترمهم
رؤساء بني قريظة. وقد اختار «صلى الله عليه وآله»
أن
يكونوا جميعاً من الأنصار، وفيهم خصوص سعد بن
معاذ،
سيد الأوس، وسعد بن عبادة سيد الخزرج، لكي يلمس اليهود وجود التفاهم
والانسجام الكامل، والعميق والراسخ فيما بين هاتين القبيلتين، اللتين
لهما تاريخ طويل من الصراع. ثم ليستمعوا من هذين الزعيمين، وخصوصاً من
سعد بن
معاذ،
ما يزيل لهم كل شبهة ويدفع أي لبس أو تشكيك في حقيقة موقفهما.
مع ملاحظة:
أن
بين بني قريظة وبين الأوس حلف وعهد، يلزمهم الوفاء به.
ثم إن هذه البادرة منه «صلى الله عليه وآله» ما هي إلا
تعبير لهم عن حسن النية، وتدخل في سياق تهيئة الأجواء
لهم ليعودوا عن قرارهم الخياني، إذا كانوا يطمعون بوفاء سعد وقبيلته
لهم،
وهم الذين يفترض بهم أن يعيشوا معهم بعد رحيل الأحزاب، وعليهم أن
يفكروا بأن
لا يحرقوا السفن وراءهم، فإن ذلك سوف يحرمهم من السلامة في نهاية
المطاف.
وقد طلب
«صلى
الله عليه وآله»
من رسله إلى بني
قريظة:
أن يستعملوا طريقة الرمز في تأدية المعلومات إليه، إذا
كانت تلك المعلومات ذات طابع خاص يميزها بالخطورة والحساسية، وكان
للجهر بها أثر سلبي على المعنويات.
كما أن ذلك يفرض أن يكون الذين يتم اختيارهم لمهمات من
هذا القبيل لديهم المؤهلات الكافية لاختيار أسلوب الرمز المناسب مع
قدرتهم على تصنيف المعلومات نفسها وفقاً للخطة التي ترسمها القيادة.
وحين بلغ النبي «صلى الله عليه وآله» خبر نقض بني قريظة
للعهد، الذي من شأنه أن يهد العزائم، ويثير حالة من الهلع في صفوف أهل
الإسلام فإنه يعلن بالتكبير، الذي يؤذن بالغلبة والفلاح والنجاح، ثم
يبشرهم بالنصر الأكيد
الساحق، وبالسيطرة على العالم بأسره.
ولكنه «صلى الله عليه وآله» لم يذكر لهم مضمون البشارة
إلا بعد أن اضطجع وتقنع بثوبه، وطال انتظارهم له، واشتد عليهم البلاء
والخوف فجاءت البشارة لتبخر ذلك الخوف، وتكشف البلاء،
وليفهمهم أن كلامه هذا ليس لمجرد التطمين ورفع المعنويات.
وقد أشرنا فيما سبق:
إلى أن وصفهم لسعد بن عبادة بالحدة ليس له ما يبرره،
ويبدو أن ذلك من تزييفات الحاقدين على سعد، لإقدامه
على طلب الخلافة في يوم السقيفة، وهو ذنب يصعب أن يغفره له الآخرون، وإن
كان أبو بكر قد استطاع بما لديه من حنكة ودهاء أن يقلب الأمور رأساً
على عقب، ويفوز هو بالأمر كما يعلمون.
كما أن سعداً هو والد قيس نصير عليٍّ
والحسن، والمجاهد بين أيديهما في سبيل الله.
وقد ذُكر أسيد بن حضير فيما سبق كبديل عن بعض الشخصيات
التي أرسلها النبي «صلى
الله عليه وآله»
لكشف خبر بني قريظة ثم أعطوه دوراً
هاماً
جداً، وهو أنه قد أخبر بني قريظة بتفاصيل ما سوف يجري لهم، وقد تحقق ما
قال حرفاً
فحرفاً،
وكأنه يقرؤه في كتاب.
ونحن لا نصدق كل ذلك عن أسيد، الذي كان يحظى
بعناية
خاصة من قبل بعض التيارات؛
لأنه كان قريب أبي بكر، وكان له دور هام في توطيد أمر أبي بكر في يوم
السقيفة،
وكان أحد المهاجمين لبيت فاطمة «عليها
السلام»
وكان للسلطة اهتمام ظاهر به، وسعي لتسطير الفضائل والكرامات له، ومنحه
الأوسمة، بسبب وبلا سبب([24]).
عن عبد الله بن الزبير، قال:
كنت يوم الأحزاب،
أنا
وعمر بن
أبي
سلمة مع النساء في أطم حسان، فنظرت، فإذا الزبير على فرسه يختلف إلى
بني قريظة مرتين أو ثلاثاً،
فلما رجعت قلت: يا أبت رأيتك تختلف!
قال:
رأيتني يا بني؟!
قلت:
نعم.
قال:
كان رسول الله «صلى الله عليه وآله» قال: من يأت قريظة، فيأتيني
بخبرهم؟!
فانطلقت، فلما رجعت جمع لي رسول الله «صلى الله عليه
وآله»
أبويه،
فقال: «فداك أبي وأمي»([25]).
وفي رواية أخرى:
أن عمر بن الخطاب لما أخبر النبي «صلى الله عليه وآله» بنقض بني قريظة
للعهد، قال «صلى الله عليه وآله»:
من نبعث يعلم لنا علمهم؟!
فقال عمر:
الزبير بن العوام.
فكان أول
من
بعث رسول الله «صلى الله عليه وآله»
من الناس،
الزبير بن العوام، فقال:
اذهب
إلى بني قريظة، فذهب الزبير فنظر، ثم رجع، فقال: يا رسول الله، رأيتهم
يصلحون حصونهم، ويدربون طرقهم، وقد جمعوا ماشيتهم.
فذلك حين قال رسول الله
«صلى
الله عليه وآله»:
إن لكل نبي حوارياً
وحواريي الزبير ابن عمتي.
ثم تذكر القصة
إرسال السعدين إلى بني قريظة([26]).
ونقول:
إن هذه الرواية لا تصح، وذلك للأمور التالية:
أولاً:
إنها تخالف سائر الروايات وتناقضها؛
لأنها مجمعة على أن السعدين هما اللذان جاءا بخبر نقض بني قريظة للعهد.
وحاول البعض توجيه ذلك، ورفع
التنافي فقال:
«لا منافاة بين
إرسال
الزبير وإرسال
هؤلاء، لاحتمال أنهم أرسلوا دفعة، أو بعد
إرساله،
وخص هؤلاء القوم بالإرسال
لأنهم حلفاؤهم، فيحتمل أن يرجعوا إلى العهد بعد نقضه حياء من حلفائهم،
فغلبت عليهم الشقوة»([27]).
وقال الحلبي:
«ولعل هذا ـ أي
إرسال
السعدين ومن معهما ـ كان بعد إرسال الزبير إليهم ليأتي بخبرهم، هل
نقضوا العهد استثباتاً
للأمر»([28]).
ونقول:
إن
احتمال
إرسال
الزبير بعد تلك الجماعة ليس له ما يبرره، إذ
إن
إخبار
هؤلاء الكبار كان يكفي في ثبوت هذا الأمر لديه «صلى الله عليه وآله».
وأما إرسال الزبير قبلهم، فهو أيضاً في غير محله، إذا
كان «صلى الله عليه وآله» عازماً
من أول الأمر على إرسال تلك الجماعة، إذ
إن
إرساله لا يفيد شيئاً في حصول اليقين له «صلى الله عليه وآله»،
أما مجرد الاحتمال فقد حصل بإخبار
عمر له أولاً حسبما تقدم.
ثانياً:
أضف إلى ما تقدم:
أننا
لم نفهم السر في أن الزبير حين
أرسله
النبي «صلى الله عليه وآله» ليأتيه بخبرهم، قد تردد إليهم مرتين أو
ثلاثاً، ألم تكن المرة الأولى كافية لوقوفه على حقيقية أمرهم؟! ولماذا
الترديد بين المرتين والثلاث، فهل نسي ولده عبد الله عدد المرات التي
رصدها وسأل أباه عنها؟!
ثالثاً:
إننا لم نعرف وجه تسمية الأطم
ب «أطم حسان»، مع أن النساء كن في أطم بني حارثة،
إلا
أن يكون قد أراد الإشارة
إلى أن جبن حسان قد تجلى في هذا الأطم
بالذات، ثم اشتهر به بسبب ذلك، ولكن ذلك ـ على كل حال ـ يحتاج إلى
إثبات.
رابعاً:
قال ابن عبد البر: «ثبت عن الزبير أنه قال: جمع لي رسول
الله «صلى الله عليه وآله»
أبويه
مرتين: يوم أحد، ويوم بني قريظة، فقال: «ارم فداك أبي وأمي».
فقال:
ولعل ذلك كان في أحد: «إن لكل نبي حوارياً، وإن حواريي الزبير
الخ..»([29]).
خامساً:
إن ابن الزبير كان يوم الخندق طفلاً صغيراً، لا يعقل مثل هذه الأمور،
فلا يصح أن يسأل أباه هذا السؤال، ثم يجيبه
أبوه
بذلك الجواب الذي لا يدرك مغزاه إلا
ذو الحجى، ولا يخاطب به طفلاً
صغيراً، عمره على أبعد الأقوال أربع سنوات، أو سنتان ونصف سنة ـ كما هو
قول الأكثر ـ فضلاً
عن القول الذي يذكر: أنه ولد في أحد، أو في الخندق بالذات، ولتوضيح ذلك
نقول:
رغم أنهم يقولون:
إن
ابن الزبير كان أول مولود في الإسلام من المهاجرين([30])،
مع وضوح خطأ الرازي في قوله: إنه أول مولود ولد في الإسلام([31])
ـ رغم ذلك ـ فإنهم
قد اختلفوا في تاريخ ولادته، على النحو التالي:
1 ـ
فريق يقول: إن أسماء حملت بعبد الله في مكة، وخرجت مهاجرة إلى المدينة،
فلما دخلت المدينة نزلت قباء، فولدته بقباء([32]).
2 ـ
وبعضهم أطلق القول في ولادته، فقال: ولد عام الهجرة، أو ما يقرب من هذه
العبارة، وبعضهم ذكر ذلك بلفظ قيل([33]).
3 ـ
ونجد الآخرين يقولون:
إنه
ولد في شوال السنة الثانية للهجرة النبوية الشريفة([34]).
والقائلون
بهذا القول هم الأكثر([35]).
لكن عبارة عدد منهم هكذا:
هاجرت به أمه وهي حامل، فولد بعد الهجرة بعشرين شهراً([36]).
قال العسقلاني:
«لا يتجه إلا بتقدير
أن
يكون قد
أقام
في بطنها نحو سنتين،
ولم أر من صرح بذلك»([37]).
ولعل هذا هو السبب في
أنه
قد استظهر
أن
يكون القول بولادته في أول سنيّ
الهجرة
أقرب
إلى الصحة،
وإن
كان الأكثر على خلافه([38]).
4 ـ
ويؤيد القول بأنه
قد ولد بعد الهجرة بعشرين شهراً،
وأنه
قد ولد في السنة الثانية قولهم:
إنه
قتل في السنة الثلاث وسبعين، وله
اثنتان
وسبعون سنة([39]).
5 ـ
إنهم
يقولون:
إن
النعمان بن بشير ولد قبل ابن الزبير بستة أشهر، على رأس أربعة عشر
شهراً من الهجرة([40]).
وقال الذهبي:
ولد سنة اثنتين([41]).
وقالوا أيضاً:
إن النعمان هذا قد ولد قبل وفاة النبي «صلى الله عليه
وآله» بثمان سنين وسبعة
أشهر.
وقيل:
ست سنين. والأول أصح.
وقال ابن الزبير:
النعمان
أكبر
مني بستة
أشهر.
وهو أول مولود للأنصار بعد الهجرة([42]).
وذلك يعني
أن
ابن الزبير قد ولد في السنة الثالثة.
6 ـ
إنهم
يقولون:
إن
ابن الزبير يكبر مروان بن الحكم بأربعة
أشهر([43]).
ومروان ولد في الثالثة يوم
أحد
كما عن مالك، أو في الرابعة، أو يوم الخندق ـ كما عن ابن عبد البر ـ أو
في الثانية. فراجع ترجمة مروان في كتب السير والتراجم([44])..
7 ـ
ويقولون أيضاً: كان لابن الزبير حين موت النبي «صلى الله عليه وآله»
ثمانية سنين وأربعة
أشهر([45]).
ولعل قول ابن إسحاق:
كان له تسع
سنين([46])،
لا ينافي ذلك؛
إذا
كان قد قال ذلك على سبيل التقريب، لا التحديد..
8 ـ
قال العسقلاني عن عمر بن أبي سلمة: «ولد بالحبشة في السنة الثانية.
وقيل:
قبل ذلك. وقبل الهجرة إلى المدينة.
ويدل عليه قول عبد الله بن الزبير:
كان
أكبر
مني بسنتين الخ..»([47]).
وجزم ابن عبد البر بأنه ولد في الثانية، وعند الذهبي:
ولد في
أواخرها([48]).
9 ـ
وأخيراً:
فقد روى البخاري عن عروة: أن الزبير أركب ولده عبد الله يوم اليرموك
فرساً
وهو ابن عشر، ووكل به رجلاً([49]).
وقد كانت وقعة
اليرموك سنة 13ه أو 15ه. وعليه الجمهور([50]).
ويدل عليه كتاب الصلح الذي كتبه خالد للنصارى حينما أراد النهوض إلى
اليرموك،
وقد أرخه بسنة خمس عشرة([51]).
فتكون ولادة ابن الزبير في السنة الثالثة أو الخامسة،
وهو ما أيدته بعض الشواهد المتقدمة، خصوصاً قولهم في ولادة مروان. وقد
اعتذر العسقلاني وغيره عن قصة اليرموك هذه: بأنها
قد جاءت على سبيل
إلغاء
الكسر([52]).
ولكنه اعتذار واه، لأن
إلغاء
خمس أو ثلاث سنوات، من أصل خمس عشرة سنة، بعيد ومستهجن، خصوصاً إذا كان
في مقام التحديد، من أجل
إظهار
فضيلة وخصوصية خاصة للزبير، ولو سلمنا، فإنما يقبل هذا الاعتذار بعد
ثبوت كون سن عبد الله هو عشر سنين،
وهو لم يثبت.
بل الظاهر:
خلافه كما قلنا.
وقد ذكرت إحدى الروايات السابقة:
أن
ابن إسحاق وبعضاً آخر يقولون: إن سعد بن عبادة هو الذي شاتم بني قريظة،
وكان رجلاً فيه حدة،
ونقول:
1 ـ
قد روي عن ابن إسحاق ما يخالف ذلك، وأن الذي شاتمهم هو
ابن
معاذ.
2 ـ
إن قول أسيد بن حضير لكعب بن
أسد:
أتسب سيدك يا عدو الله، يشير إلى:
أن الذي شاتمهم هو ابن
معاذ،
لأنه هو الذي كان بينه وبينهم حلف، ويحسن وصفه بأنه
سيدهم. أما ابن عبادة فحاله معهم حال سائر الناس.
إلا أن يقال:
إن مراده بالسيد هو رسول الله
«
صلى الله عليه وآله»
نفسه.
أو أن يقال:
إنه إنما قال ذلك لإظهار
عظمة ابن عبادة وامتيازه عليهم، بالإسلام، وبأنه
رئيس قومه. والذي نستقربه هو:
أن
المشاتمة قد حصلت لكلا الرجلين، فابن
معاذ
شُتم من قبل كعب بن
أسد،
وابن عبادة شُتم من قبل شاس (نباش) بن قيس حسبما تقدم، ثم قال
أحدهما
للآخر:
دع عنك مشاتمتهم، فما بيننا وبينهم أربى من المشاتمة.
ويذكر النص التاريخي:
أنه لما نقض بنو قريظة العهد «بلغ عمر بن الخطاب نقض بني قريظة العهد،
فأعلم رسول الله «صلى الله عليه وآله» بخبرهم»([53]).
ونقول:
إن لم تكن هذه القضية كاذبة، فإننا
لا ندري ما السبب في أن ذلك بلغ خصوص عمر بن الخطاب دون النبي «صلى
الله عليه وآله»،
ودون كل المسلمين الآخرين؟ فهل كان لعمر جواسيس لدى بني قريظة يخبرونه
بكل مواقفهم وتحركاتهم؟ أم أنه علم ذلك من جهة المشركين؟
إننا نعترف بالعجز عن
إدراك
الحقيقة، وليس في النصوص التي بين أيدينا ما يكشف لنا عن هذا الأمر..
ولا نريد أن نذكر القارئ بما ذكرناه في غزوة أحد، وبما
سيأتي في هذه الغزوة من أن رموز الشرك، كخالد بن الوليد، وضرار بن
الخطاب كانوا يتحاشون
إيصال
الأذى
إلى عمر بن الخطاب، ولا ندري سر وسبب ذلك، لا سيما وأنهم يصرحون له
بأنهم يتخذون ذلك يداً
لهم عنده.
هذا بالإضافة:
إلى قضايا أخرى لا مجال للتذكير بها الآن، رغم
أن
أهل الشرك إلى أن انقضت غزوة الخندق، كانوا يعتقدون أن بالإمكان اقتلاع
الإسلام واستئصاله من جذوره، وكانوا يهتمون بقتل كل من تصل إليه
أيديهم، ولا سيما من بني هاشم، كحمزة وعبيدة بن الحارث، وعليٍّ
«عليه
السلام»
وغيرهم. فلماذا يريدون قتل هؤلاء، ولا يريدون قتل غيرهم من رجالات
الإسلام؟
أحلاف
عبادة بن الصامت:
ويذكر البعض:
«أنه
لما خرج النبي «صلى الله عليه وآله» يوم الأحزاب قال عبادة بن الصامت:
يا رسول الله، إن معي خمس مئة رجل من اليهود، وقد رأيت أن يخرجوا معي،
فأستظهر بهم على العدو..
فأنزل الله تعالى:
﴿لا يَتَّخِذِ المُؤْمِنُونَ
الكَافِرِينَ أَوْليَاء مِن دُوْنِ المُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَل ذَلكَ
فَليْسَ مِنَ الله فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً
وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلى اللهِ المَصِيرُ﴾([54])»([55]).
ونقول:
إن هذا الكلام لا يصح.
أولاً:
لأن ظاهر الآية يأبى الانطباق على واقعة من هذا القبيل فإنها تزجر عن
اتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين، ولم يكن عبادة يريد أن يتخذهم
أولياء من دون المؤمنين، بل هو يريد أن يشركهم في الدفاع عن أهل
الإيمان، حباً
منه بسلامة المؤمنين. فهذا التحذير القوي، واستثناء حالة مصانعتهم
تقية، والتنصيص على أنه يواليهم من دون أهل الإيمان يبعد القضية عن أن
تكون في شأن عبادة.
ثانياً:
من أين يأتي عبادة بخمس مئة يهودي ليقاتلوا معه؟
فقد أُجلىَ بنو قينقاع وبنو النضير عن ديارهم، ولم يكونوا ليدافعوا عن
الإسلام، بل كانوا هم المحرضين للأحزاب
على حرب النبي «صلى الله عليه وآله» والمسلمين. وبنو قريظة قد نقضوا
العهد، وأصبحوا مع الأحزاب.
ويستفاد من كلام الواقدي:
أنه قد كان
ثمة ما يشبه العريش ـ عريش بدر ـ لأبي بكر فيذكر: أن أبا بكر كان مع
النبي «صلى الله عليه وآله» «في قبة من أدم مضروبة في أصل الجبل، عند
المسجد الذي في أسفل، معه أبو بكر، والمسلمون على خندقهم يتناوبون»([56]).
فجاء عمر إلى النبي «صلى الله عليه وآله» وأخبره بنقض
بني قريظة للعهد.
لكن قد تقدم:
أن ذلك لا يصح، أو على الأقل
يُشك
كثيراً
في صحته. وقد تحدثنا في غزوة بدر عن عدم صحة قصة العريش المزعوم لأبي
بكر والنبي «صلى الله عليه وآله» فراجع ما ذكرناه هناك..
ولسنا ندري لماذا ترك أبو بكر الناس يتناوبون على
خندقهم؟
أليس هو خندقه أيضاً؟
ولماذا استثناه رسول الله «صلى الله عليه وآله» ليكون
معه دون كل من عداه؟!
وكيف لم يعترض على ذلك أي من الناس الذين كانوا يقومون
بواجباتهم في الحفظ والحراسة وكان النبي «صلى الله عليه وآله» نفسه
يفعل ذلك
أيضاً؟!
([1])
تفسير القمي ج2 ص177 والبحار ج2 ص217 عنه.
([2])
السيرة الحلبية ج2 ص315 و 316 وإمتاع الأسماع ج1 ص225 والمغازي
للواقدي ج2 ص454.
([3])
المغازي للواقدي ج2 ص455.
([4])
الجشيشة هي: البر يطحن غليظاً.
([5])
راجع: تجارب الأمم ج1 ص149 والمغازي للواقدي ج2 ص455 و456
وتاريخ ابن الوردي ج1 ص161 وبهجة المحافل ج1 ص265 وشرح بهجة
المحافل ج1 ص265 والمواهب اللدنية ج1 ص112 وتاريخ الخميس ج1
ص483 و484 وزاد المعاد ج2 ص117 وحبيب السير ج1 ص360 وجوامع
السيرة النبوية ص149 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص231 و 232
وتهذيب سيرة ابن هشام ج3 ص190 و 191 والسيرة النبوية لدحلان ج2
ص4 والسيرة الحلبية ج2 ص316 و 315 وإمتاع الأسماع ج1 ص226
ودلائل النبوة للبيهقي ج3 ص400 و 401 و 428 و 329 وراجع: وفاء
الوفاء ج1 ص303 وسبل الهدى والرشاد ج4 ص526 و 527 ومجمع البيان
ج8 ص342 والبحار ج20 ص200 و 201 و 221 و 223 ونهاية الأرب ج17
ص170 و 171 وعيون الأثر ج2 ص59 والكامل في التاريخ ج2 ص180
وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص237 والبداية والنهاية ج4 ص103
وراجع: تفسير القمي ج2 ص179 و 181 والإكتفاء ج2 من 163 والسيرة
النبوية لابن كثير ج3 ص198 و 199 وتاريخ الإسلام للذهبي
(المغازي) ص236 و 237.
([6])
السيرة الحلبية ج2 ص316 وإمتاع الأسماع ج1 ص226 وتفسير القمي
ج2 ص180 وبحار الأنوار ج20 ص221 و 222 عنه. وراجع: المغازي
للواقدي ج2 ص456 و 457.
([7])
راجع: تفسير القمي ج2 ص180 و 81 وبحار الأنوار ج20 ص222 و 223
عنه.
([8])
سبل الهدى والرشاد ج4 ص527 والبداية والنهاية ج4 ص103 وراجع
ص13 ودلائل النبوة للبيهقي ج3 ص401.
([9])
البداية والنهاية ج4 ص103.
([10])
تفسير القمي ج2 ص181 وبحار الأنوار ج20 ص223 عنه.
([11])
السيرة الحلبية ج2 ص316.
وراجع: إمتاع الأسماع ج1 ص227 وسبل الهدى والرشاد ج4 ص527
والمغازي للواقدي ج2 ص457.
([12])
السيرة الحلبية ج2 ص316 وراجع: إمتاع الأسماع ج1 ص227 والمغازي
للواقدي ج2 ص458 وسبل الهدى والرشاد ج4 ص527 وتفسير القمي ج2
ص181 وبحار الأنوار ج20 ص223 عنه، وفيهما: «فقال رسول الله
«صلى الله عليه وآله» لسعد بن معاذ، وأسيد بن حصين، وكانا من
الأوس. وكانت بنو قريظة حلفاء للأوس»، والظاهر: أن كلمة «حصين»
هي تصحيف: حضير. وذلك كثير.
([13])
العبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق 2 ص29 و 30 وراجع المصادر
التالية: بهجة المحافل ج1 ص265 والمواهب اللدنية ج1 ص112
وتاريخ الخميس ج1 ص484 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص5 وزاد
المعاد ج2 ص117 وجوامع السيرة النبوية ص149 والإكتفاء للكلاعي
ج2 ص164 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص199 وتاريخ الإسلام
للذهبي (المغازي) ص237 وعيون الأثر ج2 ص59 والسيرة النبوية
لابن هشام ج3 ص232 و 233 والسيرة الحلبية ج2 ص316 و317 وإمتاع
الاسماع ج1 ص227 وسبل الهدى والرشاد ج4 ص527 وتهذيب سيرة ابن
هشام ص191 و 192 ودلائل النبوة للبيهقي ج3 ص429 و 430 وتاريخ
الأمم والملوك ج2 ص238 والبداية والنهاية ج4 ص103 و 104 وتفسير
القمي ج20 ص181 وبحار الأنوار ج20 ص223 و 201 ومجمع البيان ج8
ص342 والمغازي للواقدي ج2 ص458 و 459.
([14])
راجع: شرح بهجة المحافل ج1 ص265 عن البغوي، وتاريخ الخميس ج1
ص484 وعيون الأثر ج2 ص59 والسيرة الحلبية ج2 ص316 و 317 عن
الشيخين وسبل الهدى والرشاد ج4 ص527 ومجمع البيان ج8 ص342
وبحار الأنوار ج20 ص201 والمغازي للواقدي ج2 ص458.
ونقل
في البداية والنهاية ج4 ص104 عن ابن إسحاق عكس ذلك.
([15])
راجع: سبل الهدى والرشاد ج4 ص227 عن ابن عقبة، والواقدي، وابن
عائذ، وابن سعد.
([16])
سبل الهدى والرشاد ج4 ص527 و 528 والمغازي للواقدي ج2 ص458.
([17])
كلمة يستقبح التصريح بها.
([18])
البداية والنهاية ج4 ص104 ودلائل النبوة للبيهقي ج3 ص403.
([19])
تفسير القمي ج2 ص181 والبحار ج20 ص223 عنه.
([20])
راجع: تاريخ الخميس ج1 ص484 والسيرة الحلبية ج2 ص317 والسيرة
النبوية لدحلان ج2 ص5 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص238 والبداية
والنهاية ج4 ص104 ومجمع البيان ج8 ص342 وبحار الأنوار ج20 ص201
وعيون الأثر ج2 ص6 وزاد المعاد ج2 ص118 والإكتفاء للكلاعي ج2
ص164 وتاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص237.
([21])
إمتاع الأسماع ج1 ص227 وسبل الهدى والرشاد ج4 ص528 والمغازي
للواقدي ج2 ص459.
([22])
سبل الهدى والرشاد ج4 ص528.
([23])
السيرة الحلبية ج2 ص317 وراجع: سبل الهدى والرشاد ج4 ص528
والبداية والنهاية ج4 ص104 والمغازي للواقدي ج2 ص459 دلائل
النبوة للبيهقي ج3 ص403 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص199 و
200.
([24])
راجع كتابنا «حديث الإفك» ـ فصل: الفضائل والسياسة.
([25])
المواهب اللدنية ج1 ص112 والسيرة الحلبية ج2 ص217 وراجع ص327
و328 كلاهما عن الشيخين. وقال الترمذي: حديث حسن والتاريخ
الكبير للبخاري ج6 ص139.
وقول
الزبير الأخير: موجود في السيرة النبوية لدحلان ج2 ص5 و10 وكذا
في سبل الهدى والرشاد ج4 ص562 لكنه لم يصرح ببني قريظة وحدائق
الأنوار ج2 ص590 عن الصحيحين، وليس فيهما تصريح ببني قريظة
أيضاً.
وفيه:
أنه لما قال له الزبير: أنا. قال: إن لكل نبي حواري وإن حواريي
الزبير، وراجع: صحيح البخاري كتاب أصحاب النبي، باب مناقب
الزبير.
([26])
المغازي للواقدي ج2 ص457 وإمتاع الأسماع ج1 ص227.
([27])
اليسرة النبوية لدحلان ج2 ص5.
([28])
السيرة الحلبية ج2 ص317.
([29])
السيرة الحلبية ج2 ص317.
([30])
السيرة النبوية لابن كثير ج2 ص231 والإستيعاب (مطبوع بهامش
الإصابة) ج2 ص301 و 302 وتهذيب الأسماع ج1 ص266 وسير أعلام
النبلاء ج3 ص363 و 365 ومستدرك الحاكم ج3 ص548 وتلخيصه للذهبي
(مطبوع بهامشه) وتاريخ الصحابة ص150 وتهذيب الكمال ج14 ص509
وراجع: أسد الغابة ج3 ص161 ومختصر تاريخ دمشق ج12 ص170 و 171 و
172 والبداية والنهاية ج3 ص230 والسيرة الحلبية ج2 ص89 و 80
والتبيين في أنساب القريشيين ص257 وتهذيب التهذيب ج5 ص213
والإصابة ج2 ص309 و 310.
([31])
الجرح والتعديل ج5 ص56 وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال ص197.
([32])
تاريخ الصحابة لابن حبان ص150 والإستيعاب (بهامش الإصابة) ج3
ص301 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص231 والتاريخ الكبير ج5 ص6
وحلية الأولياء ج1 ص333 ومختصر تاريخ دمشق ج12 ص171 والتبيين
في أنساب القريشيين 257 والسيرة الحلبية ج2 ص79 والثقات ج3
ص212 والجمع بين رجال الصحيحين ج1 ص240 ونسب قريش لمصعب ص237.
([33])
راجع: البداية والنهاية ج3 ص230 ووفيات الأعيان ج3 ص71 ومستدرك
الحاكم وتلخيصه للذهبي ج3 ص548 والإصابة ج2 ص309، وراجع: سيرة
أعلام النبلاء ج3 ص363 وأسد الغابة ج3 ص163 وتهذيب الكمال ج14
ص509 وتهذيب التهذيب ج5 ص213 وتهذيب الأسماء ج1 ص166 وأنساب
الأشراف ج5 ص375.
([34])
الإستيعاب بهامش الإصابة ج3 ص551 والإصابة ج2 ص309 عن الواقدي
ومن تبعه، وسير أعلام النبلاء ج3 ص363 وخلاصة تذهيب تهذيب
الكمال ص197 وتهذيب الأسماع ج2 ص266 والمحبر ص275 و276 وراجع:
السيرة النبوية لابن كثير ج2 ص231 وأسد الغابة ج3 ص161 ومختصر
تاريخ دمشق ج12 ص171 عن الزبير بن بكار والسيرة الحلبية ج2 ص80
عن الواحدي وغيره.
([35])
تهذيب التهذيب ج5 ص214 والإستيعاب (مطبوع بهامش الإصابة) ج3
ص551.
([36])
راجع: الإستيعاب (بهامش الإصابة) ج2 ص301 وتهذيب التهذيب ج5
ص213 وراجع: أسد الغابة ج3 ص161 وتهذيب الكمال ج14 ص509
والبداية والنهاية ج3 ص230 والمحبر ص275 و276 والجمع بين رجال
الصحيحين لابن العسقلاني ج1 ص240.
([37])
تهذيب التهذيب ج5 ص213 و 214 وراجع: السيرة الحلبية ج2 ص80.
([38])
تهذيب التهذيب ج5 ص214.
([39])
الإستيعاب (مطبوع بهامش الإصابة) ج2 ص303 ومختصر تاريخ دمشق
ج12 ص198 وج 24 ص190 ووفيات الأعيان ج3 ص74 والجمع بين رجال
الصحيحين ج1 ص240 والكامل في التاريخ ج2 ص359 وطبقات ابن سعد
(ط دار صادر) ج5 ص43.
([40])
البداية والنهاية ج3 ص230 والإصابة ج3 ص559 والإستيعاب (مطبوع
بهامش الإصابة) ج3 ص151 وتهذيب التهذيب ج10 ص448 و 447 والمحبر
ص276 وتهذيب الأسماع ج2 ص129.
([41])
سير أعلام النبلاء ج3 ص411 وتهذيب التهذيب ج10 ص448.
([42])
أسد الغابة ج5 ص22.
([43])
سير أعلام النبلاء ج3 ص476.
([44])
راجع على سبيل المثال: الإصابة ج3 ص477 و 478 وتهذيب الأسماء
ج2 ص87 وأسد الغابة ج4 ص348 وتهذيب التهذيب ج10 ص91 و 92
والإستيعاب (مطبوع بهامش الإصابة) ج3 ص425 والبداية والنهاية،
وتاريخ الأمم والملوك (ط دار المعارف) ج5 ص611 وطبقات ابن سعد
(ط دار صادر) ج5 ص36 وفي مختصر تاريخ دمشق ج24 ص184 و 179: أن
عمر مروان حين موت النبي كان ثمانية سنين. وراجع: الكامل في
التاريخ ج4 ص192
([45])
راجع: تهذيب الكمال ج14 ص509 وسير أعلام النبلاء ج3 ص364
ومختصر تاريخ دمشق ج12 ص171.
([46])
الإصابة ج2 ص301 وتهذيب التهذيب ج5 ص514.
([47])
الإصابة ج2 ص518 وتهذيب التهذيب ج7 ص456.
([48])
الإستيعاب (مطبوع بهامش الإصابة) ج2 ص475 وراجع: الثقات ج3
ص263 والجمع بين رجال الصحيحين ج1 ص339 والمحبر ص293 وراجع:
تهذيب التهذيب ج7 ص456 وتهذيب الأسماء ج2 ص16
([49])
صحيح البخاري ج3 كتاب المغازي، باب قتل أبي جهل، وسير أعلام
النبلاء ج3 ص365.
([50])
عمدة القاري ج17 ص90 وذكر هذا التاريخ في مصادر كثيرة، فراجع
على سبيل المثال: تاريخ ابن الوردي ج1 ص191 وإرشاد الساري ج6
ص252 وفتح الباري ج7 ص233.
([51])
فتوح البلدان ص130 والبداية والنهاية ج7 ص21.
([52])
فتح الباري ج7 ص233 وعمدة القاري ج17 ص91 وإرشاد الساري ج6
ص253.
([53])
راجع: سبل الهدى والرشاد ج4 ص527 وبقية المصادر تقدمت تحت
عنوان: لا بد من التثبت.
([54])
الآية 28 من آل عمران.
([55])
الجامع لأحكام القرآن ج4 ص58 وتفسير الخازن ج1 ص227.
([56])
المغازي للواقدي ج2 ص457.
|