استطرادات على هامش حديث الزواج

   

صفحة :173-198   

استطرادات على هامش حديث الزواج

علاقات حميمة بين زينب وعائشة!!

ومن الأمور الجديرة بالتأمل هنا: هذا الود والمحبة بين عائشة وزينب بنت جحش، رغم أن زواج النبي «صلى الله عليه وآله» بزينب كان في بداية الأمر قد ثقل على عائشة، وقد أقلقها وأهمها هذا الأمر، وأخذها منه ما قرب وما بعد..

وقد اعترفت عائشة بامتياز زينب عليها في بيت الزوجية، وأنها هي التي كانت تساميها من بين سائر نسائه «صلى الله عليه وآله».

ولكن سرعان ما انقلبت الأمور، وأصبحت زينب في موقع الحظوة لدى عائشة، وصارت تمدحها بقولها: ما رأيت امرأة قط خيراً في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثاً، وأوصل للرحم، وأعظم أمانة وصدقة([1]).

وحين ماتت قالت عائشة: لقد ذهبت حميدة، متعبدة، مفزع اليتامى والأرامل([2]).

ورغم أن المفروض: أن حديث الإفك الذي نسبته عائشة إلى نفسها، طمعاً في استلاب آيات الأفك من صاحبتها الحقيقية لتستأثر بها عائشة، رغم أن هذا الحديث كان ـ حسب زعم عائشة ـ في غزوة المريسيع، وكان زواج النبي «صلى الله عليه وآله» بزينب ـ حسب أقوال المؤرخين ـ بعد المريسيع، فإن عائشة قد غفلت عن هذه النقطة بالذات، ومنحت زينب بنت جحش أوسمة شرف ونبل من خلال ما زعمته من موقف لها في نفس حديث الإفك، حيث زعمت: أن حمنة بنت جحش طفقت تحارب لأختها، أما زينب نفسها، فقد سألها النبي «صلى الله عليه وآله» عن عائشة، فعصمها الله بالورع، فراجع: ما ذكرناه في الجزء الثالث عشر من هذا الكتاب..

وثمة مدائح أخرى سطرتها عائشة لزينب بنت جحش.. يجدها المتتبع لكتب الحديث وغيرها..

غير أن السؤال الذي يحتاج إلى إجابة هو:

لماذا هذا الحب من عائشة لزينب بنت جحش؟! خصوصاً بعد ذلك الخوف والوجل منها لما كان يبلغها عن جمالها!! هل لأنها قد أدركها الخشوع وتجلببت بالتقوى، وألحت عليها دواعي الإنصاف والاعتراف بالحق لأهل الحق؟!

أم أن ثمة سراً آخر؟!

إن الحقيقة هي: أن عائشة هذه المرأة الجريئة والطموح، والتي استطاعت أن تشن حرباً على أقدس وأعظم شخصية بعد رسول الله «صلى الله عليه وآله».. والتي كانت مفتاحاً لجرأة معاوية وغيره على الوصي، وأخي النبي «صلى الله عليه وآله»، وابن عمه، حتى شنوا الحروب عليه ـ إن عائشة ـ قد وجدت في زينب بنت جحش بعض بغيتها، فكانت النصير والمساعد لها على تمرير بعض مشاريعها في إثارة أجواء تخدم مصالحها المستقبلية والآنية على حد سواء!!

إن هذا الاحتمال الأخير هو الذي نرجحه، ونميل إليه؛ لأن تاريخ زينب في بيت رسول الله «صلى الله عليه وآله» يشير إلى أنها لم تكن في إخلاصها وفي سلوكها بمستوى أم سلمة، ولا هي مثل ميمونة بنت الحارث، أو مارية ولم تكن تهتم كثيراً لالتزام جانب الهدوء والسكينة، والبحث عما يرضي الله ورسوله..

وقد كانت عائشة تبحث عن هذا النوع من الناس لمساعدتها في مشاريعها وفي الوصول إلى أهدافها، وتحقيق طموحاتها.

ومما يؤكد على أن زينب قد كانت كذلك هو النصوص التالية:

روحيات زينب:

1 ـ روي عن الإمام الصادق «عليه السلام»: أن زينب قالت لرسول الله «صلى الله عليه وآله»: لا تعدل، وأنت رسول الله؟!

وقالت حفصة: إن طلقنا وجدنا أكفاءنا من قومنا.

فاحتبس الوحي عن رسول الله «صلى الله عليه وآله» عشرين يوماً. فأنف الله عز وجل لرسوله «صلى الله عليه وآله»، فأنزل: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ..﴾ إلى قوله ﴿أجْرَاً عَظيماً﴾.

قال: فاخترن الله ورسوله([3]).

2 ـ وروي عن أبي عبد الله «عليه السلام»: أن زينب بنت جحش قالت: يرى رسول الله «صلى الله عليه وآله» إن خلى سبيلنا أن لا نجد زوجاً غيره. وقد كان اعتزل نساءه تسعاً وعشرين ليلة.

فلما قالت زينب الذي قالت: بعث الله عز وجل جبرئيل إلى محمد «صلى الله عليه وآله»، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً، وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً﴾ الآيتين كلتيهما.

فقلن: بل نختار الله ورسوله، والدار الآخرة([4]).

3 ـ وعن أبي جعفر «عليه السلام» قال: إن زينب بنت جحش قالت لرسول الله «صلى الله عليه وآله»: لا تعدل، وأنت نبي؟!.

فقال لها: تربت يداك، إذا لم أعدل فمن يعدل؟

قالت: دعوت الله يا رسول الله، ليقطع يداي (يدي)؟

فقال: لا، ولكن لتتربان.

فقالت: إنك إن طلقتنا وجدنا في قومنا أكفاءنا، فاحتبس الوحي عن رسول الله «صلى الله عليه وآله».. ثم ذكر نزول آية التخيير لهن([5]).

4 ـ قال ابن الأثير: «وهجرها رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وغضب عليها لما قالت لصفية بنت حيي: تلك اليهودية. فهجرها ذا الحجة، والمحرم، وبعض صفر، وعاد إلى ما كان عليه»([6]).

5 ـ وعن ميمونة بنت الحرث: كان رسول الله «صلى الله عليه وآله» في رهط من المهاجرين يقسم ما أفاء الله عليه، فبعثت إليه امرأة من نسائه، وما منهم إلا ذا قرابة من رسول الله «صلى الله عليه وآله».

فلما عم أزواجه عطيته، قالت زينب بنت جحش: يا رسول الله، ما من نسائك امرأة إلا وهي تنظر إلى أخيها، أو أبيها، أو ذي قرابتها عندك، فاذكرني من أجل الذي زوجنيك.

فأحرق رسولَ الله «صلى الله عليه وآله» قولُها، وبلغ منه كل مبلغ. فانتهرها عمر.

فقالت: أعرض عني يا عمر، فوالله، لو كانت بنتك ما رضيت بهذا.

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: أعرض عنها يا عمر، فإنها أواهة. فقال رجل: يا رسول الله، ما الأواه؟

قال: الخاشع المتضرع([7]).

ونقول:

ألف ـ إن اتهام زينب لرسول الله «صلى الله عليه وآله» بأنه لا يعدل قد جاء بأسلوب مفعم بالتعنيف، يجعلنا نتساءل عن مدى صفاء نظرتها لمقام النبوة الأقدس، وعن حقيقة اعتقادها بعصمة الرسول «صلى الله عليه وآله».

كما أن الأغرب من ذلك، هو جرأتها هي وحفصة على التفوه بأمر هو في غاية القبح في نفسه، فكيف إذا كان موجهاً إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله».. وبطريقة تشير إلى أنها لا تهتم بطلاقه «صلى الله عليه وآله» لها، وترى أنه كغيره من الناس ممن وصفتهم بالأكفاء؟

ثم جاءت الآية الكريمة لتعطي هذه وتلك الخيار في اتخاذ القرار، وذلك بأسلوب رفيق وهادئ، ليقدم النموذج والأمثولة لنا في تعاملنا مع هذا النوع من الناس، رغم كل هذه المرارة، وكل هذا الأذى، وليقول لنا: إنه لا بد من أن نتعامل مع الناس بأخلاقنا، ومن خلال قيمنا ومبادئنا، لا بردود الأفعال التي يفرضها حجم الأذى اللاحق بنا من قبلهم.. خصوصاً، وأن الكثيرين من الناس لا يدركون بدقة حجم جرائمهم، وتأثير أفعالهم على غيرهم، فهم يتصرفون مع أهل المبادئ والقيم، ومع أصحاب النفوس الكبيرة بنفس الطريقة التي يتعاملون بها مع الذين هم على العكس من ذلك، وهم يكلمون النبي الكريم «صلى الله عليه وآله» كما يكلمون الجاهل والذميم.

ب ـ إن التحريف في الرواية الأخيرة ظاهر للعيان، فقد أكدت زينب على أنها لا ترضى بقسم رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وهي تتهمه بما أوجب له ألماً وحرقة، ثم تصر على موقفها هذا رغم اعتراض عمر عليها.

ولكن ذيل الرواية يقول: إن النبي دافع عن زينب، ومنحها وساماً عظيماً، لا يناسب هذا الموقف.. بل هو مناقض له، حيث وصفها بأنها أواهة، أي خاشعة متضرعة!! فهل الخاشع المتضرع الأواه يمكن أن يتهم نبيه بأنه لا يقسم قسمة عادلة؟! ويرفض الرضا بفعل هذا النبي!! ويخاطبه بكلام محرق، يبلغ منه كل مبلغ؟!..

تصحيح خطأ: بين زينب وحمنة:

وقد ذكر في تفسير القمي: أنه لما رجع النبي «صلى الله عليه وآله» من أُحد استقبلته زينب بنت جحش، فقال لها رسول الله «صلى الله عليه وآله»: احتسبي.

فقالت: من يا رسول الله؟!

قال: أخاك.

قالت: إنا لله، وإنا إليه راجعون. هنيئاً له الشهادة.

ثم قال لها: احتسبي.

قالت: من يا رسول الله؟!

قال: حمزة بن عبد المطلب.

قالت: إنا لله، وإنا إليه راجعون. هنيئاً له الشهادة.

ثم قال لها: احتسبي.

قالت: من يا رسول الله؟!

قال: زوجك مصعب بن عمير.

قالت: وا حزناه.

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: إن للزوج عند المرأة لحداً ما لأحد مثله الخ..([8]).

ونقول:

إن الصحيح هو: «حمنة بنت جحش» لا زينب، لأن حمنة هي التي كانت تحت مصعب بن عمير، ثم خلف عليها طلحة. كما يعلم بالمراجعة لكتب التاريخ والتراجم.

النبي سماها:

وروي أن زينب كان اسمها بَرة ـ بالفتح ـ وكان اسم أبيها: بُرة ـ بالضم ـ فقال النبي «صلى الله عليه وآله»: لو كان أبوك مؤمناً لسميته باسم رجل منا.

ولكني قد سميته جحشاً([9]).

ويظهر من كلام بعضهم: أن السبب في تغيير اسمها هو: أنه «صلى الله عليه وآله» خشي أن يقال: خرج من عند برة([10]).

وهذا الأمر كما ينسحب على زينب فإنه ينسحب على غيرها أيضاً.

فلماذا لا يخشى أن يقال: خرج من عند جويرية مثلاً؟!

ومثل ذلك قيل بالنسبة لبرة بنت أبي سلمة بن عبد الأسد، ربيبة النبي «صلى الله عليه وآله»، حيث زعموا: أنه غيَّر اسمها إلى زينب([11]).

وكذا الحال بالنسبة: لميمونة بنت الحارث الهلالية حيث غيَّر اسمها من برة إلى ميمونة، وبرة بنت الحارث المصطلقية، فإنه «صلى الله عليه وآله» سماها جويرية([12]).

ونقول:

أولاً: قد كانت هناك نساء أخريات اسمهن برة، فلماذا لم يغير النبي «صلى الله عليه وآله» أسماءهن؟ مثل برة بنت عامر بن الحارث بن السباق، بن عبد الدار بن قصي، وكانت من المهاجرات.

وبرة بنت أبي تجراة([13]).

وبرة بنت سفيان السلمية([14]).

ثانياً: إن ما ذكروه سبباً لهذا التغيير لا يمكن قبوله..

إذ لماذا يخشى أن يقال: خرج من عند برة.

ولا يخشى أن يقال: خرج من عند ميمونة مثلاً، فإنه إذا كانت مفارقة البرة غير محمودة، فإن مفارقة الميمونة أيضاً غير ميمونة ولا محمودة.

ثالثاً: لو قبلنا هذا التعليل، فإن السؤال يبقى قائماً بالنسبة لاسم أبيها الذي قيل إنه: «بُرَّة» ـ بضم الباء ـ حيث صرح «صلى الله عليه وآله»: بأن هذا الاسم غريب عن مجتمع أهل الإيمان والإسلام، ورسومه، حيث يزعمون أنه قال: «لو كان أبوك مؤمناً لسميته باسم رجل منا».

ونقول:

أي عيب في إسم «بُرَّة» ليتصدى النبي «صلى الله عليه وآله» لتغييره؟ وما الذي جعل اسم «جحش» مقبولاً اكثر من غيره حتى استحق التقديم على الاسم الآخر؟!

وما هو المعيار الذي يجعل  هذا من ذاك، أو من غيره؟!

وكيف يمكننا التمييز بينهما؟!

رابعاً: هل غيَّر النبي «صلى الله عليه وآله» أسماء آباء سائر نسائه؟

أم أنه اقتصر على تغيير اسم أبي زينب دون سواه؟!

ولماذا دون سواه؟!

بل هل غيَّر اسم أحد من المشركين غيره؟

وما فائدة تغيير اسمه وهو مشرك، وقد مات منذ زمان؟!

أطولكن يداً:

وقد رووا: أن النبي «صلى الله عليه وآله» جمع نساءه، لم يغادر منهن واحدة([15]) وقال لهن ـ كما تروي عائشة ـ: أوَّلكن (أو أسرعكن) لحاقاً بي أطولكن يداً.

قالت: فكن يتطاولن أيهن أطول يداً.

وعند البخاري وغيره: فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد وفاة رسول الله «صلى الله عليه وآله» نمد أيدينا في الجدار، نتطاول.

فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش، وكانت المرأة امرأة قصيرة، ولم تكن بأطولنا؛ فعرفنا: أن النبي «صلى الله عليه وآله» إنما أراد طول اليد بالصدقة([16]).

وفي نص آخر: أخذن قصبة يذرعنها([17]).

ونقول:

أولاً: قد زعموا أيضاً: أن المقصود بهذا القول هو زينب بنت خزيمة.. وقد تحدثنا عن ذلك في الجزء الثامن من هذا الكتاب، في فصل: عبرة ومناسبة، فراجع.

ثانياً: إننا نشك في صحة هذه الرواية، فإنه إذا كان «صلى الله عليه وآله» يريد أن يحثّهن على الصدقة، فلماذا يخاطبهن بطريقة لا يفهمنها؟!

ثالثاً: هناك العديد من الأسئلة حول هذا الموضوع: إذ لماذا لم يبادرن إلى التذارع على الجدار في حياة النبي «صلى الله عليه وآله» نفسه كما صرحت به رواية البخاري؟!

وإذا كن قد فعلن ذلك في حياته «صلى الله عليه وآله»، فهل كان يعلم بصنيعهن هذا؟!

فإن كان يعلم بذلك:

فما هو الشعور الذي كان ينتابه؟

ولماذا لم يوضح لهن ما أراد؟

ومن جهة أخرى: لماذا لم تعلن لنا عائشة نتائج ذلك السباق؟ فلم تعرِّفنا من هي التي ظهر أنها أطول يداً من سائرهن!!

وألا يحتمل أن يكون هذا الحديث ـ لو كان صحيحاً ـ قد جاء على سبيل النكتة، وإثارة السخرية برسول الله «صلى الله عليه وآله»، وبنسائه؟!

والأهم من ذلك كله.. كيف صار موت زينب أولاً، سبباً في معرفتهن بالمراد من قوله «صلى الله عليه وآله»: أطولكن يداً؟

ولماذا لم يزد ذلك في حيرتهن؟!

وإذا كان الأمر كذلك: فلماذا لم يسألن رسول الله «صلى الله عليه وآله» نفسه عن مقصوده، ليعيِّن لهن أحد الاحتمالين في هذه الكلمة؟! لكي تزول حيرتهن، وينتهي الأمر..

وبعد، فهل من المعقول والمقبول: أن يبقى هؤلاء النسوة يتذارعن كل هذه السنين الطويلة، ولا ينقلن هذا الحديث لأحد من الناس، لا من الأقرباء، ولا من الأصدقاء، ولا من البعداء، ليدلهن على معنى قوله «صلى الله عليه وآله».. حتى بقي ذلك كله سراً مكنوناً عندهن؟!

ومن الذي قال: إن المقصود باللحاق به «صلى الله عليه وآله» هو الموت بعده، فلعل المقصود هو اللحاق به في الدرجات.. فتكون زينب بنت خزيمة أم المساكين هي المقصودة؟!

وأخيراً نقول:

إننا نشك في صحة هذه الرواية من أساسها، فإن التي تجترئ على رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وتتهمه بأنه لا يعدل، وتؤذيه بما قدمناه تحت عنوان: علاقة عائشة بزينب، لا تستحق وساماً كهذا ولا ما هو دونه..

لمن صنع النعش؟:

وقد ذكر المؤرخون: أن زينب بنت جحش قد ماتت سنة عشرين.

وزعموا: أنها أول امرأة جعل على نعشها قبة. أو أنها أول امرأة صنع لها النعش([18]) وفقاً لما قالته لها أسماء بنت عميس عن النعوش التي رأتها في أرض الحبشة([19]).

والصحيح هو: أن أول من جعل على نعشها قبة، هي فاطمة الزهراء «عليها السلام»، ولذلك أضاف الحلبي وغيره هنا عبارة: «أي بعد فاطمة»([20]).

وعبارة الزرقاني: أنها ـ أي زينب ـ أول من جعل على جنازتها نعش من أزواجه «صلى الله عليه وآله»([21]).

وبذلك يكون: قد احتفظ لفاطمة «عليها السلام» بأوليتها في ذلك بالنسبة إلى سائر النساء.

قال البيهقي: «وما قيل: إن ذلك أول ما اتخذ في جنازة زينب ابنة رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فهو باطل»([22]).

وعلى حد تعبيرهم: إن الصحيح هو: أن أول من اتخذ لها النعش في الإسلام، وغُطي نعشها هي فاطمة الزهراء «عليها السلام».

وقد روي ذلك: بسند صحيح عن الإمام الصادق «عليه السلام» أيضاً([23]).

وذلك أنها قالت لأسماء: استقبحت ما يصنع بالنساء، فيطرح على المرأة الثوب، فيصفها لمن رأى([24]).

«وإني لأستحي من جلالة جسمي إذا أخرجت على الرجال غداً، فكيف أحمل على أعناق الرجال مكشوفة؟

وكيف ينظر الرجال إلى جثتي على السرير إذا حملت؟

فلا تحمليني على سرير ظاهر»([25]).

فقالت: لا لعمري، ولكن أصنع لك نعشاً، كما رأيت يصنع بالحبشة.

قالت: فأرينيه.

فدعت بسرير فأكبته لوجهه، ثم دعت بجرائد، فشدته على قوائمه، ثم جللته ثوباً.

(فتبسمت، وما رؤيت متبسمة ـ أي بعد وفاة النبي «صلى الله عليه وآله» ـ إلا يومئذٍ.

فقالت: ما أحسن هذا وأجمله، لا تعرف به المرأة من الرجل) اصنعي لي مثله. سترتِني، سترك الله من النار.

فاتخذ بعد ذلك سنَّة([26]).

بل في بعض الروايات: أن الملائكة أيضاً كانت قد صورت لها ذلك النعش([27]).

جهد العاجز:

ويلاحظ هنا: أن ابن أبي الحديد قد بذل محاولة فاشلة للتشكيك في هذا الأمر، حين قال: «والثبت في ذلك: أنها زينب؛ لأن فاطمة دفنت ليلاً، ولم يحضرها إلا علي، والعباس، والمقداد، والزبير»([28]).

ويرد عليه: أنه لا يحل للزبير والمقداد أن ينظرا إليها، فلماذا لا يكون النعش لأجل الستر عنهما؟!

وقال البلاذري: «..قالوا: وأوصت زينب أن تحمل على السرير الذي كان قد حمل عليه رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فحملت عليه، وعليه حمل أبو بكر (رض)، وكان الناس يحملون عليه، فلما كان مروان منع أن يحمل عليه إلا الرجل الشريف، وفرَّق في المدينة سُرُراً»([29]).

فهذا الحديث وإن كان يدل على أن زينب لم تكن أول من حمل على النعش، ولم يصنع النعش لأجلها.

ولكننا نشك في صحة قوله: إن النبي «صلى الله عليه وآله» قد حمل عليه، لأنه «صلى الله عليه وآله» قد دفن في الموضع الذي توفي فيه. ولم ينقل من مكان إلى مكان ليحتاج إلى النعش.

هل يجهل عمر حكم الله؟!

عن الشعبي: أنه حين ماتت زينب، أرسل عمر إلى أزواج النبي «صلى الله عليه وآله»، يقول: من يدخلها قبرها؟

فقلن: من كان يراها في حياتها، فليدخلها قبرها([30]).

وفي نص آخر: أن عمر أراد أن يدخل قبر زينب بنت جحش، فأرسل إلى أزواج النبي «صلى الله عليه وآله»، فقلن: إنه لا يحل لك أن تدخل القبر، وإنما يدخل القبر من كان يحل له أن ينظر إليها وهي حية([31]).

ونقول:

إن ما يثير الدهشة حقاً ههنا أمران:

أحدهما: أن يجهل عمر هذا الحكم البديهي، الذي يعرفه كل مسلم، وهو أن الرجل الأجنبي، الذي لا تربطه بالمرأة ـ سواء في ذلك زينب بنت جحش أم غيرها ـ أية رابطة من نسب أو سبب، تجعله من محارمها، لا يجوز له أن يتولى منها ما يتولاه المحارم.. 

 

الثاني: أن تصديه لهذا الأمر الذي يرتبط بإحدى زوجات رسول الله «صلى الله عليه وآله» يتضمن جرأة كبيرة على مقام الرسول العظيم، وفيه إقدام على هتك حرمة النبي الكريم «صلى الله عليه وآله».

ونحن لا ندري لماذا كان ذلك منه؟ ولعل الفطن الذكي يدري.

عائشة: أنا أم رجالكم:

وقال البيضاوي: «﴿..وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ..﴾ منزلات منزلتهن في التحريم، واستحقاق التعظيم. وفيما عدا ذلك فكالأجنبيات»([32]).

وقال الصالحي الشامي: «ويقال لأزواج النبي «صلى الله عليه وآله»: أمهات المؤمنين الرجال، دون النساء، بدليل ما روي عن مسروق: أن امرأة قالت لعائشة: يا أمه.

فقالت: لست لك بأم؛ إنما أنا أم رجالكم.

فبان بذلك أن معنى الآية: أن الأمومة في الأمة المراد بها تحريم نكاحهن على التأبيد، كالأمهات»([33]).

لكن المروي عن أم سلمة رحمها الله يناقض ذلك، فقد روي أنها قالت: أنا أم الرجال منكم والنساء([34]).

ونقول:

أولاً: إن التعبير القرآني: ﴿..وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ..﴾ لم يصرح الله تعالى فيه بما أراده من حكمه بكونهن كالأمهات، غير أن القدر المتيقن هو أنهن مثل الأمهات من حيث حرمة التزويج بهن. وكل زيادة على ذلك تحتاج إلى شاهد ودليل فما هو الدليل، أو فقل: أية قرينة جعلت البيضاوي وجماعات كثيرة من أهل نحلته يزيدون على ذلك عبارة: «واستحقاق التعظيم»؟! فإنها زيادة لا شاهد لها، ولا دليل يساعدها.

ثانياً: إن قول عائشة: لسنا أمهات النساء، يدفع هذا التفسير الذي ذكره البيضاوي والصالحي الشامي وغيرهما لهذه الآية المباركة، إذ لو كانت أماً في استحقاق التعظيم لشملت الآية النساء والرجال.

ثالثاً: بالنسبة لكلام أم سلمة، نقول: لعلها رحمها الله قد نظرت إلى جانب التعظيم الذي يتبع العمل الذي تعمله زوجات النبي «صلى الله عليه وآله»، وذلك من حيث استحقاقهن للتعظيم من خلاله.. أو من حيث الحرمان منه.

فأم سلمة ترى: أنها تستحق التعظيم من النساء والرجال، تماماً كما يعظم الناس أمهاتهم، لأنها رحمها الله تعامل الناس، وتحبهم، وتسعى في حفظهم وتدبير أمورهم كما تعامل الأم أولادها.

بخلاف عائشة، فإنها لم تظهر للناس شيئاً من هذا الحب والرعاية، بل هي قد ضربت الناس بعضهم ببعض، وقتل بسببها المئات والألوف، وسعت في حرمانهم من رعاية من هو بمثابة الأب لهذه الأمة كما قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: أنا وعلي أبوا هذه الأمة([35]).

فأمومة عائشة للناس تختص بالرجال، لأنها أمومة تقتصر على الناحية التشريعية لحرمة الزواج منها، وليست هي كأم سلمة ـ في رعايتها ومحبتها للناس ـ لكي تستحق التعظيم من النساء والرجال على حد سواء، كما استحقته أم سلمة..


([1]) أسد الغابة ج5 ص465 والإستيعاب (بهامش الإصابة) ج4 ص316 وسير أعلام النبلاء ج2 ص213 و 214 عن صحيح مسلم، في فضائل الصحابة. ومسند أحمد ج6 ص151 وحياة الرسول وفضائله ص208 وحلية الأولياء ج2 ص53 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص283 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص203 والسيرة الحلبية ج3 ص321 والبداية والنهاية ج4 ص148 وشرح  المـواهب للزرقـاني ج4 ص414 وروح البيـان ج7 ص181 وصحيح مسلم = = ج7 ص136 وسنن النسائي ج7 ص66 والسنن الكبرى للبيهقي ج7 ص299 ومسند ابن راهويه ج4 ص46 والمعجم الكبير ج9 ص88 وعيون الأثر ج2 ص387 والسمط الثمين ص128.

([2]) الإصابة ج4 ص314 وأنساب الأشراف ج1 ص435 والطبقات الكبرى ج8 ص110 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص203.

([3]) البحار ج22 ص213 و 220 وج98 ص165 والكافي ج6 ص138 و 136 و 139 والبرهان ج3 ص307 ونور الثقلين ج4 ص265 و 266 وكنز الدقائق ج10 ص364 وتفسير الصافي ج4 ص185 و 198 والتفسير الأصفى ج2 ص990 ومن لا يحضره الفقيه ج3 ص517 والإستبصار ج3 ص313 وتهذيب الأحكام ج8 ص88 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج22 ص93 ومستدرك الوسائل ج15 ص310 و 311 وغوالي اللآلي ج1 ص307 و 377 والسنن الكبرى للبيهقي ج7 ص53 والمصنف للصنعاني ج7 ص492 وكنز العمال ج2 ص482 والتبيان ج8 ص334 ومجمع البيان ج8 ص176 وفقه القرآن للراوندي ج2 ص118 وجامع البيان ج21 ص190 وج22 ص33 وأحكام القرآن ج3 ص482 وزاد المسير ج6 ص210 وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج3 ص489 وتفسير الجلالين ص650 والدر المنثور ج5 ص194 و 212 ولباب  النقول ص161 وتفسير الثعالبي ج4 ص345 وفتح القدير ج4 ص296 والطبقات الكبرى ج8 ص180 وأسد الغابة ج1 ص33.

([4]) البحار ج22 ص219 وراجع ص212 عن الكافي ج6 ص138 والبرهان في تفسير القرآن ج3 ص307 ونور الثقلين ج4 ص265 وكنز الدقائق ج10 ص364 وتفسير الميزان ج16 ص315 وجامع البيان ج21 ص190 وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج3 ص489.

([5]) البحار ج22 ص213 و 220 والكافي ج6 ص139 وتفسير البرهان ج3 ص307 ونور الثقلين ج4 ص266 وكنز الدقائق ج10 ص364 و 465 وتفسير الصافي ج4 ص185 والتفسير الأصفى ج2 ص990 ومن لا يحضره الفقيه ج3 ص517.

([6]) أسد الغابة ج5 ص464 والإستيعاب (بهامش الإصابة) ج4 ص315 وعيون الأثر ج2 ص387 ومسند أحمد ج6 ص131 و 261 وسنن أبي داود ج2 ص391 وعون المعبود ج12 ص230 والمعجم الكبير ج24 ص71 والطبقات الكبرى ج8 ص127 وميزان الإعتدال ج2 ص235 وعن الإصابة ج8 ص211.

([7]) حلية الأولياء ج2 ص53 و 54.

([8]) تفسير القمي ج1 ص124 والبحار ج20 ص64 عنه ومستدرك سفينة البحار ج4 ص319 و 344 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص338.

([9]) تاريخ الخميس ج1 ص501 عن الدارقطني، وحياة الحيوان.  

وراجع في تغييره «صلى الله عليه وآله» لاسم برة بزينب: أسد الغابة ج5 ص468 و 494 وعيون الأثر ج1 ص237 والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج14 ص165والإصابة ج4 ص313 و 265 والإستيعاب (مطبوع بهامش الإصابة) ج4 ص314 وتاريخ الإسلام (المغازي) (ط سنة 1410هـ) ص256 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص283، وراجع: شرح المواهب للزرقاني ج4 ص412= = وسبل الهدى والرشاد ج11 ص201 والسيرة الحلبية ج3 ص320 والبداية والنهاية ج4 ص148 وراجع: مسند أحمد ج2 ص430 و 459 وسنن الدارمي ج2 ص295 وعن صحيح البخاري ج7 ص117 وعن صحيح مسلم ج6 ص173 وسنن ابن ماجة ج2 ص1230 والسنن الكبرى للبيهقي ج9 ص307 ومقدمة فتح الباري ص332 وعن فتح الباري ج10 ص475 ومسند أبي داود الطيالسي ص321 ومسند ابن أبي الجعد ص194 والمصنف لابن أبي شيبة ج6 ص158 ومسند ابن راهويه ج1 ص113 وج4 ص40 و 93 وصحيح ابن حبان ج13 ص144 والأذكار النووية ص291 وفيض القدير شرح الجامع الصغير ج6 ص528 والطبقات الكبرى ج8 ص461.

([10]) السيرة الحلبية ج3 ص320 وج 2 ص280 والإصابة ج4 ص26 وشرح المواهب للزرقاني ج4 ص412 ومصادر كثيرة أخرى ذكرناها في هذا الكتاب.

([11]) أسد الغابة ج5 ص468 و 409 والإصابة ج4 ص251 وراجع: الصحيح من سيرة النبي ج12 ص262 وشرح مسلم ج14 ص109 ومصادر أخرى.

([12]) الإصابة ج4 ص250 وعيون الأثر ج2 ص305 و 308 والصحيح من سيرة النبي ج12 ص259 (الفصل الثاني: جويرية بنت الحارث) وما بعده عن مصادر أخرى، ومسند الحميدي ج1 ص232 ومسند ابن راهويه ج4 ص35 ونصب الراية ج6 ص550 والطبقات الكبرى ج8 ص119 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص210 وعن الإصابة ج8 ص77.

([13]) راجع: أسد الغابة ج5 ص409 والإصابة ج4 ص251 والمستدرك للحاكم ج4 ص52 و 54 و 70 وطبقات الكبرى ج8 ص108 وج8 ص42 و 246   والثقات ج3 ص39 وتاريخ مدينة دمشق ج25 ص145 وعن تاريخ الأمم والملوك ج2 ص44 وعيون الأثر ج1 ص47 وراجع: سبل الهدى والرشاد ج1 ص375 وج2 ص228 وج5 ص242.

([14]) الإصابة ج4 ص251 والطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص469 وتهذيب الكمال ج35 ص211.

([15]) السيرة الحلبية ج3 ص321 وشرح الأخبار ج3 ص520 والبحار ج37 ص67 وعن صحيح مسلم ج7 ص142 وشرح سنن النسائي ج5 ص67 وحاشية السندي على النسائي ج5 ص66 وسير أعلام النبلاء ج2 ص130 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص45.

([16]) سبل الهدى والرشاد ج11 ص203 وفي هامشه عن البخاري ج3 ص226 وعن مسلم 2453 والسيرة الحلبية ج3 ص321 ومستدرك الحاكم ج4 ص25 وراجع: أنساب الأشراف ج1 ص436 وشرح بهجة المحافل للأشخر اليمني ج1 ص292 والبداية والنهاية ج4 ص292 و 149 وشرح المواهب للزرقاني ج4 ص414 وكنز العمال ج13 ص700 والمعجم الكبير ج24 ص50 وفيض القدير شرح الجامع الصغير ج3 ص666 وعن الإصابة ج8 ص154.

([17]) السيرة الحلبية ج3 ص321 وشرح بهجة المحافل للأشخر اليمني ج1 ص292.

([18]) راجع: أسد الغابة ج4 ترجمة زينب، والسيرة الحلبية ج3 ص320 وتفسير الماوردي ج4 ص408، ودلائل النبوة للبيهقي ج7 ص285 والبداية والنهاية ج4 ص149 وعون المعبود ج8 ص338 و 337 عن تحفة المحتاج لابن حجر= = المكي، وعن مغني المحتاج للخطيب، وعن محاضرة الأوائل.

([19]) البحار ج22 ص203 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص49 و 50.

([20]) عون المعبود ج8 ص338 عن أسد الغابة، والسيرة الحلبية ج3 ص320.

([21]) شرح المواهب اللدنية ج4 ص415.

([22]) عون المعبود ج8 ص338.

([23]) الكافي ج3 ص251 ومن لا يحضره الفقيه ج1 ص124 وتهذيب الأحكام ج1 ص469 ودعائم الإسلام ج1 ص232 وفقه الرضا ج5 ص189 والإستيعاب (بهامش الإصـابة) ج4 ص379 والطبقـات الكـبرى ج8 ص28 والبدايـة = = والنهاية ج6 ص38 والجعفريات ص205 وكتاب سليم بن قيس ص255 و 249 و 250 ـ 254 و 282 وج43 ص213 و 189 والسيرة الحلبية ج2 ص321 والحدائق الناضرة (ط سنة 1413 هـ) ج4 ص81 والوسائل أبواب الدفن باب 52 وباب 10 ج3 ص220 و 221 وكشف الغمة ج1 ص503 ومستدرك الوسائل ج2 ص359 ـ 361 والبحر المحيط ج7 ص247.

([24]) راجع: كشف الغمة ج1 ص503 وحلية الأولياء ج2 ص43 والحدائق ج4 ص81 و 82، والمغني لابن قدامة ج2 ص543 والإستيعاب ج4 (ترجمة فاطمة) والبحار ج78 ص256 وعون المعبود ج8 ص337 و 338 و 339 وشرح المواهب للزرقاني ج4 ص415.

([25]) راجع: دعائم الإسلام ج1 ص232 وتاريخ المدينة المنورة ج1 ص108 ووسائل الشيعة (الإسلامية) ج2 ص876 والبحار ج43 ص189 وج75 ص250 والذرية الطاهرة النبوية ص111 وعن كشف الغمة ج2 ص126 واللمعة البيضاء ص865.

([26]) راجع: تاريخ المدينة المنورة ج1 ص108 ووفاء الوفاء ج3 ص905 و 903 وكشف الغمة ج2 ص67 والتتمة في حياة الأئمة ص90 و 91 وراجع: الذرية الطاهرة ص112 والبحار ج78 ص255 وج43 ص204 ودعائم الإسلام ج1 ص232 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص50 عن أبي نعيم والسنن الكبرى ج4 ص34 وحلية الأولياء ج2 ص43 والتهذيب للطوسي ج1 ص469.

([27]) روضة الواعظين ص151 والبحار ج78 ص253 وراجع: ص254 وج43 ص192 و 199 و 206 و 204 وج81 ص256 عن فقه الرضا، وعن سليم بن قيس، وعن علل الشرايع ج1 ص177 ـ 180 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص116.

([28]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج1 ص280.

([29]) أنساب الأشراف ج1 ص436.

([30]) مجمع الزوائد ج9 ص248 عن الطبراني، ورجاله رجـال الصحيح. وسبل الهـدى والرشاد ج11 ص204 والمعجم الكبير ج24 ص50 والسنن الكبرى = = للبيهقي ج4 ص37 والمصنف للصنعاني ج3 ص480 وكنز العمال ج15 ص712  والطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص111 وعلل الدارقطني ج2 ص18 ونصب الراية ج2 ص267 وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص85.

([31]) كنز العمال (ط مؤسسة الرسالة) ج13 ص702 عن ابن سعد.

([32]) راجع: أنوار التنزيل للبيضاوي ج4 ص158.

([33]) سبل الهدى والرشاد ج11 ص146 وراجع: تفسير الماوردي ج4 ص375 وزاد المسير لابن الجوزي ج6 ص182 ومسانيد أبي يحيى الكوفي ص84 ومسند أحمد ج6 ص146 وأنوار التنزيل للبيضاوي ج4 ص158والدر المنثور ج6 ص567 عن ابن سعد، وابن المنذر، والبيهقي في سننه. وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج3 ص477. وراجع الحديث، أو ما بمعناه أيضاً في: الجامع لأحكام القرآن ج14 ص123 وروح البيان للآلوسي ج7 ص139 وأنوار التنزيل ج3 ص158 وفتح القدير ج4 ص263 والسنن الكبرى ج7 ص70 وإكمال الكمال ص136 والطبقات الكبرى ج8 ص64 و 67 و 179 و 200.

([34]) الدر المنثور ج4 ص179 وج5 ص183 وفتح القدير ج4 ص263 والطبقات الكبرى ج8 ص179 و 200.

([35]) تفسير البرهان ج1 ص369 عن الفائق للزمخشري، وعن ابن شهرآشوب، وتفسير الميزان ج4 ص357 عنه، وعن العياشي، والبحار ج16 ص95 وج40 ص45 وج23 ص440 ومعاني الأخبار ص52 وعيون أخبار الرضا ج2 ص85 وعلل الشرائع ص137 ولسان الميزان ج2 ص40 ومن لا يحضره الفقيه ج4 ص235 والأمالي للصدوق ص755 وروضة الواعظين ص322، وراجع: كنز الفوائد ص266 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص300 والصراط المستقيم ج1 ص242 وكتاب الأربعين للشيرازي ص74 وإختيار معرفة الرجال (الطوسي) ج1 ص233 ونهج الإيمان (ابن جبر) ص629 وتأويل الآيات ج1 ص128 وعن ينابيع المودة ج1 ص370.

 
   
 
 

العودة إلى موقع الميزان