الحجاب في حديث الزواج
متى ولماذا نزل الحجاب؟!
وقـد روى الـرواة عن زينب بنت جحش
أنهـا قالت:
فيَّ نزلت آيـة الحجاب([1]).
وذكروا:
أن ذلك كان في مناسبة تزويجها برسول الله «صلى الله
عليه وآله».
وذكروا:
أن السبب في ذلك هو عمر بن الخطاب.. وجعلوا ذلك من
فضائله، حتى لقد رووا عن ابن مسعود أنه قال عن عمر: إنه فضَّل على
الناس بأربع، وذكر منها:
أنه بذكره الحجاب أُمِرَ نساء النبي «صلى الله عليه
وآله» أن يحتجبن.
وروي أن عمر مرَّ على نساء النبي «صلى الله عليه وآله»
وهن مع النساء في المسجد، فقال: احتجبن، فإن لكن على النساء فضلاً، كما
أن لزوجكن على الرجال الفضل.
فقالت له زينب رضي الله عنها:
وإنك لتغار علينا يابن الخطاب، والوحي ينزل في بيوتنا؟!
فأنزل الله:
﴿وَإِذَا
سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ﴾([2]).
وقد صرحوا أيضاً:
بأن آية الحجاب التي نزلت في زينب بنت جحش هي قوله:
تعالى:
﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا
أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إلى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ..﴾
الآية..([3]).
وكان وقت نزولها صبيحة عرس النبي «صلى الله عليه وآله»
بزينب بنت جحش، في ذي القعدة سنة خمس([4]).
وعن أنس:
ما بقي أحد أعلم بالحجاب مني، ولقد سألني أبي بن كعب
رضي الله عنه، فقلت: نزل في زينب([5]).
وفي رواية عن أنس:
أنه في قضية زينب بنت جحش، أراد أن يدخل مع النبي «صلى
الله عليه وآله»، فألقى الستر بينه وبينه، ونزل الحجاب([6]).
ودعوى نزول الحجاب في مناسبة زواجه «صلى الله عليه
وآله» بزينب موجودة في كثير من المصادر([7]).
وتتحدث الروايات عن:
أن النبي «صلى الله عليه وآله» أطعم الناس في مناسبة زواجه بزينب،
وتخلف رجال يتحدثون في بيت رسول الله «صلى الله عليه وآله»، «وزوج رسول
الله التي دخل بها معهم، مولية وجهها إلى الحائط، فأطالوا الحديث،
فشقوا على رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وكان أشد الناس حياءً
الخ..»([8]).
وقد خرج «صلى الله عليه وآله» إلى حُجر نسائه، ثم عاد،
وتكرر خروجه وعودته، فكان يجدهم في كل مرة جلوساً على ما هم عليه، ولم
يتغير شيء، فتضايق منهم، ففرض الحجاب([9]).
وقد قال ابن كثير:
«فناسب نزول الحجاب في هذا العرس، صيانة لها، ولأخواتها من أمهات
المؤمنين، وذلك وفق الرأي العمري..»([10]).
ونقول:
إن لنا ملاحظات عديدة على هذه الروايات وأمثالها. فنحن
نذكرها، ضمن الفقرات التالية:
لقد زعموا:
أن آية الحجاب هي قوله تعالى: ﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا
أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إلى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ..﴾.
وهو زعم لا يمكن قبوله، لأن هذه الآية إنما تنهى الناس
عن دخول بيوت النبي «صلى الله عليه وآله» من غير إذن.. وليس فيها أمر
للنساء بشيء.. لا بحجاب ولا بغيره..
ومن الواضح:
أن اشتراط دخول البيوت بحصول الإذن من أصحابها، له مصالح وموجبات خاصة
به، ولعل هذه الموجبات لا ربط لها بأمر الحجاب من الأساس.
ويلاحظ:
أن حديث مشاجرة زينب مع عمر، وقولها له: إنك لتغار
علينا، والوحي ينزل في بيوتنا، يتناقض مع حديث نزول الحجاب في مناسبة
زواجها، فراجع..
ويلاحظ هنا:
أن سؤال زينب لعمر لا يخلو من لهجة تهكمية، تتضمن إنكار صدق هذه الغيرة
منه، ثم الاستنكار عليه في أن يتدخل في هذا.
ثم إن من يراجع كتب الحديث والتاريخ
عند أهل السنة يتبين له:
أنها لا تتفق على سبب ومناسبة فرض الحجاب، بل هي متناقضة في ذلك بصورة
ظاهرة كما يظهر من الموارد التالية:
1 ـ
إنهم وإن كانوا
قد ذكروا ـ كما تقدم ـ : أن الحجاب قد فرض في مناسبة
زواج النبي «صلى الله عليه وآله» بزينب بنت جحش، ولكن الواقف عليها يجد
أن ثمة اختلافاً في الصيغ، والخصوصيات في هذه المناسبة.
2 ـ
زعموا: أن عمر قال: وافقت ربي في ثلاث، أو في أربع، وذكر منها: أنه قال
لرسول الله «صلى الله عليه وآله»:
يا رسول الله، يدخل عليك البر والفاجر، فلو حجبت أمهات المؤمنين!!
فأنزل الله عز وجل الحجاب([11]).
وحسب تعبير البخاري ومسلم، عن أنس،
قال:
قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر،
فلو حجبتهن، فأنزل الله آية الحجاب([12]).
فيلاحظ:
أن التعبير في النص الأول: بـ «يدخل عليك»،
وفي الثاني:
بـ «يدخل عليهن».
وفي هذا الثاني:
إشعار بدخول البر والفاجر عليهن مطلقاً، ولو لم يكن النبي «صلى الله
عليه وآله» حاضراً. وهو كلام مرفوض جملة وتفصيلاً.
3 ـ
وعن عائشة: أنها كانت تأكل مع النبي «صلى الله عليه وآله» حيساً([13])
في قعب، فمر عمر، فدعاه، فأكل، فأصابت إصبعه إصبعها.
فقال عمر:
أوَّه، لو أُطاع فيكن ما رأتكن عين، فنزلت آية الحجاب([14]).
4 ـ
ونص آخر عن مجاهد يزعم: أن النبي «صلى الله عليه وآله»
كان يطعم، ومعه أصحابه، فأصابت يد رجل منهم يد عائشة فكره ذلك النبي
«صلى الله عليه وآله» فنزلت آية الحجاب([15]).
5 ـ
عن عائشة: أن أزواج النبي «صلى الله عليه وآله» كن يخرجن بالليل إذا
بَرْزْنَ إلى المناصع ـ وهو صعيد أفيح يتبرزن فيه ـ وكان عمر بن الخطاب
يقول للنبي «صلى الله عليه وآله»: احجب نساءك فلم يكن رسول الله «صلى
الله عليه وآله» يفعل.
فخرجت سودة بنت زمعة ليلة من الليالي عشاءً. وكانت
امرأة طويلة، فناداها عمر، بصوته الأعلى: قد عرفناك يا سودة.
حرصاً
على أن ينزل الحجاب. فأنزل الله تعالى الحجاب.
قال الله تعالى: ﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا
أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ..﴾
الآية..([16]).
ولكن نصاً آخر يذكر:
أن ذلك قد حصل بعد فرض الحجاب، فقد روي عن عائشة:
أن سودة قد خرجت لحاجتها بعدما ضرب الحجاب، فناداها
عمر: يا سودة، إنك ـ والله ـ ما تخفين علينا، فانظري كيف تخرجين.
فانكفأت راجعة، ورسول الله «صلى الله عليه وآله» في
بيتها، وإنه ليتعشى، وفي يده عرق، فدخلت وقالت:
يا رسول الله، إني خرجت لبعض حاجتي، فقال لي عمر كذا،
وكذا. فأوحي إليه، ثم رفع عنه، وإن العرق في يده.
فقال:
إنه قد أذن لكنَّ أن تخرجن لحاجتكن([17]).
6 ـ
عن ابن عباس: أن رجلاً دخل على النبي «صلى الله عليه
وآله» فأطال الجلوس، فدخل عمر، فرأى الكراهية في وجه رسول الله «صلى
الله عليه وآله» فقال للرجل: لعلك آذيت النبي «صلى الله عليه وآله»؟!
ففطن الرجل، فقام.
فقال عمر للنبي «صلى الله عليه
وآله»:
«لو
اتخذت حجاباً،
فإن نساءك لسن كسائر النساء، وهو أطهر لقلوبهن».
فأنزل الله: ﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا
أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ﴾.
فأرسل إلى عمر، فأخبره بذلك([18]).
قالوا:
«وكان
عمر
(رض) يحب ضرب الحجاب عليهن محبة شديدة»([19])،
وكان يذكره كثيراً، وكان يود أن ينزل فيه.
وكان يقول:
«لو أطاع فيكن ما رأتكن عين»([20]).
7 ـ
روي:
أن النساء كن يخرجن إلى المسجد، ويصلين خلف رسول الله «صلى الله عليه
وآله»، فإذا كان بالليل، وخرجن إلى صلاة المغرب، والعشاء، والغداة،
يقعد الشباب لهن في طريقهن، فيؤذونهن، ويتعرضون لهن، فنزلت الآية: ﴿يَا
أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء
المُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ
أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ الله غَفُوراً
رَّحِيماً﴾([21]).
8 ـ
وفي بعض الروايات: أن الناس لم يقوموا من مجلسهم في
وليمة زينب، إلا بعد نزول آية الحجاب، وضرب الرسول الحجاب([22]).
9 ـ
وتذكر بعض الروايات عن قتادة: أن الذين أكلوا، وجلسوا يتحدثون، وطال
مكوثهم، إنما كانوا في بيت أم سلمة، وأن الأمر بالحجاب قد صدر في هذه
المناسبة([23]).
10 ـ
وفي بعض الروايات: أن النبي «صلى الله عليه وآله» مر بنساء من نسائه،
وعندهن رجال يتحدثون، فكره ذلك. وكان إذا كره الشيء عرف في وجهه.
فلما كان العشي خرج، فصعد المنبر، فتلا هذه الآية: ﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا
أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ..﴾([24]).
11 ـ
وعند الترمذي عن أنس: أنه «صلى الله عليه وآله» أتى باب امرأة عرس بها،
فإذا عندها قوم، فانطلق فقضى حاجته، فاحتبس ثم رجع وعندها قوم، فانطلق
فقضى حاجته، فرجع وقد خرجوا، فدخل، وأرخى بيني وبينه ستراً الخ..([25]).
ولنا مع النصوص المتقدمة وقفات، هي التالية:
إن من يقارن بين نصوص الروايات
المتقدمة يجد:
أنها مختلفة فيما بينها إلى حد التناقض في العديد من الموارد، ولذلك
حاول البعض الجمع بينها كما يلي:
قال الزرقاني:
«قال الحافظ: يمكن الجمع: بأن ذلك (أي نصيحة عمر للنبي
بحجاب نسائه) وقع قبيل قصة زينب، فلقربه منها أطلق نزول آية الحجاب
بهذا السبب. ولا مانع من تعدد الأسباب»([26]).
ونقول:
إن روايات قضية الحجاب كلما رُتقت من جانب، فتقت من
جانب، إذ إن هناك تناقضات أخرى لا ينفع فيها هذا الجمع، مثل قولهم: إن
ذلك كان في بيت أم سلمة.
ومثل التناقضات بين روايات الحجاب في قضية زينب نفسها.
والتناقضات التي بين روايات نصيحة عمر.
وهل كان الذي يأكل مع النبي «صلى الله عليه وآله» خصوص
عمر، أو هو وآخرون؟! أوغير ذلك؟ فراجع وقارن.
والذي يبدو لنا هو:
أن الحجاب ـ كما سيأتي ـ كان مفروضاً من أول الإسلام
استمراراً لأحكام الشرائع السابقة.. ولكن تسامح الناس في رعاية هذا
الأمر دعا إلى نزول آيات في موارد عديدة، من أجل تذكير الناس بما يجب
عليهم، ولتؤكد ضرورة الالتزام بأحكام الله سبحانه..
ويلاحظ هنا:
أنهم يدَّعون: أن عمر كان مهتماً بفرض الحجاب، بحجة أنه
يدخل على نساء النبي «صلى الله عليه وآله» البر والفاجر، وبحجة أن ذلك
أطهر لقلوبهن. فجاء القرآن بموافقته.
ولكننا نجد في النصوص ما يشير:
إلى أن عمر نفسه لم يكن مهتماً بحجاب نسائه. وذلك مثلما
روي: من أن سلمة بن قيس أرسل رجلاً إلى عمر، يخبره بواقعة من الوقائع،
فلما قدم له عمر الطعام نادى امرأته أم كلثوم بنت علي: ألا تأكلين
معنا؟
فقالت له:
لو أردت أن أخرج لكسوتني، كما كسا ابن جعفر، والزبير،
وطلحة نساءهم([27]).
وإنما نورد هذه الرواية:
لإلزام هؤلاء الناس بها،
وإن
كنا نحن نعتقد بعدم صحتها، وذلك للأمور التالية:
1 ـ
إنهم يذكرون: أنه قد دعا زوجته أم كلثوم بنت علي لتأكل معهم، مع أن
هناك من يعلن التشكيك بأصل زواج عمر بأم كلثوم..
ولو أغمضنا النظر عن هذا الأمر، فإننا نقول:
إن أم كلثوم كانت آنئذٍ صغيرة السن، إلى حد: أن عمر قد
اضطر للاعتذار من الناس على إقدامه على فرض إرادته بالزواج منها.
ونحيل القارئ إلى كتاب صدر لنا
بعنوان:
«ظلامة أم كلثوم» فإن فيه ما يفيد في توضيح كثير من الأمور حول أم
كلثوم.
2 ـ
إن الجواب المنسوب لأم كلثوم لا يعقل صدوره منها، لأكثر من سبب، فهي:
أولاً:
تعرف شدة عمر وغلظته، وأنه لا يتحمل إجابات من هذا القبيل.
ثانياً:
إن هذه الإجابة لا تناسب أدب أم كلثوم، مع أي كان من الناس، فكيف إذا
كان من تخاطبه هو زوجها؟! وكيف إذا كان زوجها خليفة، لا بد لها من حفظ
مكانته أمام الناس؟! فلا يصح أن تعيِّره بالشح والبخل، والتقتير عليها.
وثالثاً:
إن من يتربى في حجر علي «عليه السلام»، وفي بيت النبوة والإمامة لا
يكون همه الدنيا، ولا يقيس نفسه بطلابها.
3 ـ
إنه لم يعهد من أحد من المسلمين أن يبادر إلى الجمع بين زوجته وبين
الأجانب على موائد الطعام، خصوصاً بعد نزول الحجاب. وخصوصاً إذا كان
يضع نفسه في موقع خلافة رسول الله «صلى الله عليه وآله». وخصوصاً مع ما
ينسبونه إليه من الغيرة، وشدة الحساسية من اختلاط النساء بالرجال
الأجانب.
وأخيراً.. فإننا نظن:
أن سبب حشر اسم أم كلثوم في هذه الواقعة، هو: التدليل على مصاهرة عمر
لعلي من جهة، ثم الإساءة إلى علي بنسبة أمور لا تليق إلى ابنته التي
رباها بأدب الرسالة ورعاها، ومن ثدي العلم والتقوى غذاها.
واللافت هنا:
عد مسألة الحجاب من الموارد التي وافق فيها عمر ربه. مع
أن الروايات قد تحدثت عن أن النبي «صلى الله عليه وآله» نفسه لم يكن
يفعل ما يطلبه منه عمر في هذا الشأن.
فكيف يصح أن يكون المخالف لربه هو النبي «صلى الله عليه
وآله»، والموافق له هو رجل آخر، أمضى حياته في الجاهلية ولم يستضئ بنور
العلم، ولم يلتزم في أكثر عمره بقيم ولا بأخلاق؟! فهل أدرك هذا الشخص ـ
وهو عمر ـ ذلك بعقله، ولم يدركه رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟!
أم هل دفعته إليه غيرته، ولم يكن لدى رسول الله «صلى
الله عليه وآله» من الغيرة ما يدفعه لذلك؟!
وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا لم يبادر الله إلى تشريعه
قبل طلب عمر له؟!
إلا أن يدَّعي هؤلاء:
أن عمر كان أغير من الله عز وجل، أو أنه كان قد أدرك
ذلك وعرفه، في زمن لم يكن الله ـ والعياذ بالله ـ قد عرف ذلك؟!
وعن الرواية التي تذكر مرور عمر على النبي «صلى الله
عليه وآله» وعائشة، وهما يأكلان حيساً،
نقول:
قد يقال:
هل كان النبي «صلى الله عليه وآله» يجلس هو وزوجته على
قارعة الطريق حتى مر عمر؟!
ويجاب عنه:
بأن باب بيت عائشة كان إلى المسجد، فربما كان النبي
«صلى الله عليه وآله» قد فتح الباب، وجلس يأكل مع زوجته، وكان عمر يمشي
في المسجد، فدعاه.
غير أننا نقول:
إن هذه الإجابة، وإن كانت صحيحة بالنسبة للناس
العاديين، لكننا نستبعد أن يصدر ذلك من النبي «صلى الله عليه وآله»
فإننا نجله عن أن يجلس ليأكل مع زوجته في مكان عام، يراهما الرجال
الأجانب، والفقراء، والمعوزون..
مع التذكير:
بأن الأسئلة التي أوردناها في الفقرة السابقة آتية هنا
أيضاً.
على أن اجتماع النساء مع الرجال الأجانب على طعام واحد
لم يكن مألوفاً في عهد رسول الله «صلى الله عليه وآله».. خصوصاً في
مجتمع يفرض على المرأة الخدر، والصون، والعفة، ولا سيما بعد أن مضى على
ظهور الإسلام ما يقرب من عشرين سنة.
إن الروايات تشير:
إلى حرص عمر على أن يبادر النبي «صلى الله عليه وآله»
إلى حجب نسائه.
والسؤال هو:
هل كان عمر قد حجب نساءه أيضاً، وهل كان يطلب الحجاب
لسائر نساء المؤمنين كما يطلبه لنساء النبي «صلى الله عليه وآله»؟!
أم أن غيرته كانت على نساء النبي «صلى الله عليه وآله»
دون سواهن؟! خصوصاً مع تعليله ذلك بأنه أطهر لقلوبهن، وأنه يدخل عليهن
البر والفاجر، فإن هذا تعليل شامل لجميع النساء، وهو يقتضي: أن يكون
عمر حريصاً على نساء كل الناس، بما فيهم نساؤه هو..
فإذا كان الأمر كذلك، فلماذا يدعو زوجته أم كلثوم لتأكل
مع ذلك الرجل الغريب حسبما تقدم؟!
وقد ذكرت بعض تلك الروايات:
أن عمر قد تعرض لسودة بنت زمعة، وأنها اشتكته إلى رسول
الله «صلى الله عليه وآله»..
واللافت هنا هو:
أن الرواية تذكر: أن الآية التي نزلت في هذه المناسبة هي قوله تعالى: ﴿..لَا
تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ..﴾،
مع أنه لا مناسبة بين ما فعله عمر، وبين هذه الآية..
فلاحظ الرواية المتقدمة في فقرة:
«تناقض أسباب فرض الحجاب» [رقم 5].
فإن عمر لم يدخل إلى بيوت النبي «صلى الله عليه وآله»
بغير إذن، ولم يسألهن متاعاً، بل هو قد رآها وهي خارجة لحاجتها،
فناداها: قد عرفناك يا سودة.
قد ذكرنا:
أن الآية التي يقال: إنها أمرت النساء بالحجاب، هي قوله تعالى: ﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا
أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ..﴾
الآية.
وليس فيها أي خطاب للنساء، بل الخطاب فيها للمؤمنين،
وهي تتعرض لأمر لا تدل عليه رواية سودة، ولا رواية زينب، ولا رواية
إصابة إصبع عمر لإصبع عائشة، ولا غيرها، ألا وهو دخول الناس بيوت النبي
«صلى الله عليه وآله» من دون إذن.
بل إن قوله تعالى:
﴿وَإِذَا
سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ﴾،
وكذلك سائر الفقرات، قد تكون مشيرة إلى أن الحجاب كان مفروضاً، ولكن
الناس كانوا يتصرفون بصورة غير مؤدبة، ولا مقبولة من الناحية الأخلاقية
والإيمانية.
إن رواية سودة تصرح:
بأن النساء كن يخرجن ليلاً إلى المناصع، لكن عمر قد لاحقهن في هذا
الوقت بالذات، وعرف سودة من طولها، لا من سفورها.
بل إنها حتى لو سفرت عن وجهها بالليل، فإن ذلك لا يضر،
إذ كفى بالليل حجاباً وحاجباً.
فقول النبي «صلى الله عليه وآله»، بعد شكوى سودة، ونزول
الوحي عليه: إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن، فيه رد صريح على عمر،
ورفض لتصرفه هذا..
كما أن نزول الآية في هذه المناسبة ـ على تقدير القول
بنزولها فيها ـ فيه إدانة لفعل عمر بالذات، وردع له عن التعرض لنساء
النبي «صلى الله عليه وآله»، والهجوم عليهن في أوقات خلوتهن بأنفسهن،
لقضاء حاجتهن.
وأما الرواية الأخيرة:
فقد ذكرت أمراً قبيحاً، لا يصح تصديقه، أو احتماله في
حق نساء رسول الله «صلى الله عليه وآله». فإن مرور النبي «صلى الله
عليه وآله» بنساء من نسائه, وعندهن رجال يتحدثون, معناه: أن الرجال ـ
أفراداً وجماعات ـ كانوا يجالسون نساء رسول الله «صلى الله عليه وآله».
ولو صح هذا:
لكان يجب أن يكره النبي «صلى الله عليه وآله» ذلك من
أول بعثته, وأن ينزل الحجاب منذئذ. فإنه إذا كان اجتماع النساء بالرجال
مألوفاً ومسموحاً به, فقد كان النبي «صلى الله عليه وآله» متزوجاً قبل
هذا التاريخ بعشرات السنين,
ومن البعيد أن لا يتفق اجتماع نسائه أو إحداهن بالرجال, أو أن
لا يعلم بذلك طيلة هذه السنين المتعاقبة، فلماذا تأخرت كراهته لذلك كل
هذه المدة الطويلة؟!
وإذا كان ذلك جائزاً شرعاً فلماذا كرهه الآن؟! وإن كان
مرفوضاً شرعاً، فلماذا تأخرت كراهته «صلى الله عليه وآله» لما هو حرام
قبل ذلك؟!
زعموا:
أن الحجاب قد نزل فرضه على نساء النبي «صلى الله عليه
وآله» في سنة خمس في ذي القعدة([28])،
مبتنى رسول الله «صلى الله عليه وآله» بزينب بنت جحش([29]).
وقيل:
كان ذلك في سنة ثلاث([30]).
وسببه:
أن النبي «صلى الله عليه وآله» أولم بمناسبة زواجه
بزينب، فطعم الناس، وبقي رجال ثلاثة أو اثنان جلوساً يتحدثون، فشق ذلك
على رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فنزلت آية الحجاب([31]).
وقالوا:
إن ذلك كان بعد المريسيع([32]).
ونقول:
إن ذلك غير مسلَّم، وذلك لما يلي:
1 ـ
إن عبد الرزاق يذكر ما يدل على أن الزواج بزينب قد تأخر
إلى ما بعد خيبر، قال عبد الرزاق: «ثم نكح صفية بنت حيي، وهي مما أفاء
الله عليه يوم خيبر، ثم نكح زينب بنت جحش»([33]).
فإن كان الحجاب قد فرض في مناسبة هذا الزواج، فلا بد من
القول بأن الحجاب ـ بناء على هذا ـ قد فرض بعد خيبر.
أو يقال:
بأنه لا ربط بين فرض الحجاب وبين قضية زينب، وأنه قد
فرض قبلها.
2 ـ
ذكروا: أن السبب في حرب الفجار ـ التي كانت في الجاهلية ـ هو: أن امرأة
من بني عامر بن صعصعة قدمت مكة، وكانت تلبس برقعاً، فأرادها فتيان على
كشف وجهها، فرفضت، فحلوا لها طرف درعها، فلما قامت بدت سوأتها، فصرخت،
فاجتمع الناس الخ..([34]).
وهذا يدل على التزام الناس بالحجاب إلى حد تغطية الوجه
قبل الإسلام بعشرات السنين، ولعل هذا الأمر من بقايا الحنيفية التي هي
دين إبراهيم «عليه السلام».
3 ـ
زعموا أن عائشة حينما تخلفت عن الجيش في غزوة المريسيع، وصادفها صفوان
بن المعطل خمرت وجهها بجلبابها([35]).
ومن الواضح:
أن هذه القضية ـ كما يزعمون ـ قد كانت قبل قضية الحجاب،
لأن الحجاب قد كان بعد المريسيع. ولم نجد ما يدل على أن عائشة كانت
تستر وجهها عن الناس قبل نزول الحجاب.
4 ـ
ويقولون: إن سبب غزوة بني قينقاع هو: أن امرأة من
المسلمين قد جاءت إلى سوقهم، فجلست عند صائغ لأجل حلي لها، فأرادوها
على كشف وجهها، فأبت. فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها، فلما
قامت بدت سوأتها، فضحكوا منها، فصرخت، فعدا مسلم على من فعل ذلك بها
فقتله، وشدت اليهود على المسلم فقتلوه، ثم كانت الحرب([36]).
وقد كان هذا في أوائل سني الهجرة، كما هو معلوم.
5 ـ
بل إنهم يذكرون ـ في قصصهم عن بدء الوحي ـ:
ما يدل على معرفة الناس بالحجاب، وتعاملهم به قبل البعثة أيضاً الأمر
الذي يشير إلى أن ذلك فيهم من بقايا دين الحنيفية التي كان لها حضور في
العرب، ولا سيما في بني هاشم، ومن يدور في فلكهم، فقد ذكروا ـ وإن كنا
قد ناقشنا ذلك في موضعه من هذا الكتاب ـ:
أن خديجة قد عرفت: أن الذي يأتي للنبي «صلى الله عليه وآله» بالوحي هو
ملك؛ بأن قد تحسرت، فشالت خمارها، ورسول الله «صلى الله عليه وآله» في
حجرها، فذهب الملك، فلما استترت أتاه([37]).
فراجع.
6ـ
بل إن نفس حديث الزواج بزينب قد دل على: أن الحجاب كان
مفروضاً قبل ذلك؛ لأن النصوص ذكرت: أن زينب قالت: «فلما انقضت عدتي لم
أعلم إلا ورسول الله «صلى الله عليه وآله» قد دخل عليَّ بيتي، وأنا
مكشوفة الشعر، فعلمت أنه أمر من السماء»([38]).
7 ـ
وفي حديث زواج الزهراء «عليها السلام» الذي كان في أوائل الهجرة ما يدل
على وجوب الحجاب أيضاً، فقد ذكروا: أن أم سلمة أتت بفاطمة الزهراء
«عليها السلام» إلى أبيها «صلى الله عليه وآله» «فلما وقفت بين يديه
كشف الرداء عن وجهها، حتى رآها علي «عليه السلام»، ثم أخذ يدها، فوضعها
في يد علي الخ..»([39]).
هذا..
وقد كان الحجاب مفروضاً في الديانتين اليهودية
والمسيحية، وعند الأمم السالفة، وعند عرب الجاهلية.
ونحن نذكر بعض الشواهد على ذلك فيما يلي:
إن المراجع للكتابين اللذين يقال
لهما:
العهد القديم، والعهد الجديد، أي ما يسمى بـ «التوراة»
و «الإنجيل»،
يجد فيهما نصوصاً تؤكد على الحجاب، فلاحظ ما يلي:
فمن النصوص الواردة فيما يسمى بالتوراة، أو العهد
القديم، ما يلي:
ألف:
«قالت للعبد: من هذا الرجل الماشي في الحقل للقائي؟!
فقال العبد:
هو سيدي.
فأخذت البرقع وتغطت»([40]).
ب:
«وقيل لها: هو ذا حموك صاعد إلى تمنة ليجزَّ غنمه.
فخلعت عنها ثياب ترمُّلها، وتغطت ببرقع، وتلفَّفت وجلست في مدخل عينايم،
التي على طريق تمنة، لأنها رأت أن شيلة قد كبر الخ..»([41]).
ج:
إن تامار «قامت ومضت، وخلعت عنها برقعها، ولبست ثياب ترمُّلها»([42]).
د:
تقول المرأة: «أخبرني يا من تحبه نفسي، أين ترعى عند
الظهيرة؟ أين تربض؟ لماذا أنا أكون مقنعة عند قطعان أصحابك»؟([43]).
هـ:
وفيه أيضاً: أن الله سيعاقب بنات صهيون على تبرجهن، والمباهاة برنين
خلاخيلهن، بأن «ينزع السيد في اليوم عنهن زينة الخلاخيل والضفائر،
والأهلة، والحلق، والأساور، والبراقع، والعصائب»([44]).
و:
ويقول ويل ديورانت: لو أن امرأة نقضت القانون في المجتمع اليهودي بأن
خرجت إلى الرجال دون أن تغطي رأسها، أو أنها اشتكت إلى رجل، ورفعت
صوتها من دارها حتى سمعوا جيرانها، كان لزوجها الحق في أن يطلقها دون
أن يدفع مهرها([45]).
ز:
وفي مقام تهديد المرأة إذا عصت، قال في العهد القديم: «إكشفي نقابك،
شمري الذيل، اكشفي الساق، اعبري الأنهار، تنكشف عورتك، وترى معاريك»([46]).
ومما ورد في العهد الجديد قول بولس:
إن النقاب شرف للمرأة، «فإن كانت ترخي شعرها فهو مجد لها، لأن الشعر
بديل من البرقع»([47]).
ولعله يقصد:
التستر بالشعر، إذا لم تجد سواه.
قالوا:
«وكانت المرأة عندهم تضع البرقع على وجهها حين تلقى الغرباء، وتخلعه
حين تنزوي في الدار بلباس الحداد»([48]).
من الألبسة المشهورة في الجاهلية:
الخمار، القناع، البرقع، اللثام. وكانت المرأة في الجاهلية تغطي رأسها
بخمار وتقاتل([49]).
ونحن نكتفي هنا بإيراد نماذج من الشعر العربي الذي يحمل
معه دلالات على موضع الحجاب في الجاهلية، وهي التالية:
1 ـ
قال النابغة الذبياني، وكان قد دخل على النعمان بن المنذر، وكانت معه
زوجته، فسقط نصيفها، فسترت وجهها بيديها:
سقط النصيف ولم تـرد
إسقــاطـه فـتـنـاولـتـه واتـقـتـنــا بــالـيـد
بمخضب رخص كـــأن بنــانــه عــنــم يــكــاد من اللطافة يعقد
2 ـ
وقال عنترة بن شداد:
وكشفت بـرقعها فأشرق وجههـا
حـتـى كـان الليل صبحاً مسفرا([50])
3 ـ
وقال عنترة أيضاً:
وحـولـك نسوة
يـدنـين حزنـــاً ويـهـتـكـن الـبراقـع والـلـفـاعـا
4 ـ
وقال أيضاً:
جفون العذارى من
خلال البراقع أحـدُّ مـن البيض الـرقاق القواطع
5 ـ
وقال أيضاً:
إن تـغـدفي دوني الـقـنـاع
فـإنني طب بأخذ الفارس المـسـتـلـئـم([51])
6 ـ
وقال الفند الزماني المتوفى سنة 95 قبل الهجرة:
يـوم لا تـسـتـر
أنـثـى وجهـهـا ونـفـوس الـقـوم تـنزو في الحلوق
7 ـ
وقال الشنفرى، المتوفى سنة 510م، يصف زوجته أميمة:
لـقد أعجبتني لا سَقوطاً
قناعُهـا إذا مـا شَـأَت أو لا بـذات تـلفـت
8 ـ
وقال الحارث اليشكري، المتوفى سنة 50 قبل الهجرة:
فـضـعـي قـنـاعــك إن ريـــب الــدهــر قــد أفــنــى
مـعــدا([52])
9 ـ
ومن الأمثال المعروفة قولهم: «ذكرني فُوكِ حماريْ أهلي».
وهو أن رجلاً خرج يطلب حمارين ضلا له، فرأى امرأة
متنقبة، فأعجبته حتى نسي الحمارين، فلم يزل يطلب إليها حتى سفرت له،
فإذا هي فوهاء (أي واسعة الفم، أو أن أسنانها الطويلة تخرج من بين
شفتيها).
فحين رأى أسنانها ذكر حماريه، فقال:
ذكرني فوك حماريْ أهلي.. وأنشأ يقول:
لـيـت النـقـاب على النساء
محرم كي لا تـغر قـبـيـحـة إنـسـانــا([53])
ولنا أن نحتمل:
أن يكون العرب قد أخذوا هذا الحجاب من دين الحنيفية،
ورأوا أن ذلك ثابت في الديانات الأخرى كاليهودية والنصرانية، ووافق ذلك
هوى نفوسهم، وما لديهم من شعور بالغيرة على النساء، فالتزموا به.
وفي المجتمع الإيراني القديم، كان يحرم على المرأة ذات
البعل النظر إلى أبيها وإخوتها، وكذلك يحرم عليهم النظر إليها.
وكان نساء الطبقات العليا لا يخرجن من بيوتهن إلا في
هوادج مسجفة([54]).
وقالوا أيضاً:
«إن نساء الفرس كن يتحجبن قبل ظهور الإسلام»([55]).
وفي المجتمع الهندي كان الحجاب وحدوده عسيراً بالنسبة
إلى المرأة،
وإن
كان التاريخ لم يبين لنا بداية نشوء الحجاب في ذلك
المجتمع، هل هو قبل الإسلام أم بعده([56]).
والمرأة المحترمة لا تستطيع أن تبدي نفسها لغير زوجها
وأبنائها، ولا يمكنها الإنتقال خارج دارها إلا مستورة بقناع سميك([57]).
وفي دائرة المعارف الكبرى:
أن النساء في المملكة الرومانية «كن يغالين في الحجاب
لدرجة أن الداية ـ القابلة ـ لا تخرج من دارها إلا مخمورة([58])،
ووجهها ملثم باعتناء زائد، وعليها رداء طويل يلامس الكعبين، وفوق ذلك
كله عباءة لا تسمح برؤية شكل قوامها»([59]).
قال الدكتور محمود سلام زناتي عن
المرأة في التقاليد اليونانية القديمة:
«إذا خرجت تُلزمها التقاليد بوضع حجاب ثقيل، يخفي معالم وجهها، وأن
يرافقها أحد أقاربها الذكور، أو أحد الأرقاء».
وقالوا عنها:
«إنها كانت تحبس في البيت»([60]).
وقالوا أيضاً:
«ولقد كان في وسعها إذا تحجبت الحجاب اللائق بها، وصحبها من يوثق به أن
تزور أقاربها وأخصائها، وأن تشترك في الإحتفالات الدينية، ومنها مشاهدة
التمثيل. أما فيما عدا هذا فقد كان ينتظر منها أن تقبع في منزلها، وأن
لا تسمح لأحد أن يراها من النافذة. وكانت تقضي معظم وقتها في جناح
النساء، القائم في مؤخرة الدار. ولم يكن يسمح لزائر من الرجال أن يدخل
فيه، كما لم يكن يسمح لها بالظهور إذا كان مع زوجها زائر»([61]).
وقالت فتوى صادرة عن مشيخة الأزهر:
«إن حجاب النساء كان معروفاً ومعمولاً به قبل مجيء
الإسلام بقرون كثيرة في جميع الأمم المعروفة بالمدنية.
وقد أخذه عنهم اليونانيون والرومانيون على أقصى ما يعرف
عنه من التشديد قبل الإسلام بأكثر من ألف سنة. وكان الإسرائيليون جارين
عليه أيضاً على عادة معاصريهم الخ..»([62]).
بقي أن نشير:
إلى أن تغطية الوجه كانت شائعة في زمن رسول الله «صلى
الله عليه وآله» وبعده.
ولهذا الأمر شواهد كثيرة، نذكر مما كان من ذلك في حياة
النبي «صلى الله عليه وآله» ما يلي:
1 ـ
قد تقدم: أن تغطية الوجه كان شائعاً في الجاهلية.
2 ـ
إن سبب حرب
الفجار هو أن بعضهم أراد امرأة على كشف وجهها، في قصة شبيهة لما جرى
للمرأة التي كانت سبباً لحرب قينقاع، فراجع([63]).
3 ـ
حديث المرأة التي أرادها بنو قينقاع على كشف وجهها، فامتنعت، ثم كانت
غزوة بني قينقاع بسبب ذلك([64]).
4 ـ
زعموا: أن عائشة حينما تخلفت عن الجيش في غزوة المريسيع،
وصادفها صفوان بن المعطل خمرت وجهها بجلبابها منه([65]).
5 ـ
إنه حين زواج علي بالسيدة الزهراء «عليهما السلام»،
جاءت أم سلمة بالصديقة الطاهرة إلى النبي «صلى الله عليه وآله»، فكشف
الرداء عن وجهها، حتى رآها علي([66]).
6 ـ
استأذن أعمى على فاطمة «عليها السلام»، فحجبته.
فقال لها النبي «صلى الله عليه
وآله»:
لمَ حجبته وهو لا يراك؟
فقالت:
إن لم يكن يراني، فأنا أراه، وهويشم الريح.
فقال «صلى الله عليه وآله»:
أشهد أنك بضعة مني([67]).
7 ـ
واستأذن ابن أم مكتوم على النبي «صلى الله عليه وآله»، وعنده حفصة
وعائشة، فقال «صلى الله عليه وآله»: «قوما، فادخلا البيت».
فقالتا:
إنه أعمى.
فقال:
إن لم يكن يراكما، فإنكما تريانه([68]).
8 ـ
وعن أم سلمة: كنت عند رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وعنده ميمونة،
فأقبل ابن أم مكتوم، وذلك بعد أن أمر بالحجاب.
فقال:
احتجبا.
فقلنا:
يا رسول الله، أليس أعمى؟!
قال:
أفعمياوان أنتما؟! ألستما تبصرانه؟!([69]).
9 ـ
وفي رواية أخرى: أن فاطمة «عليها السلام» أرادت أن تأتي إلى أبيها،
فتبرقعت ببرقعها، ووضعت خمارها على رأسها تريد النبي «صلى الله عليه
وآله»([70]).
ولكن في بعض فقرات هذا الرواية إشكال، وإنما أوردناها
بناء على أنه لا مانع من الأخذ بمفاد سائر الفقرات، فإن العلماء يأخذون
بالفقرات السليمة، خصوصاً إذا وجدوا الشاهد والمؤيد لها.
وكانت تتضمن معنى مستقلاً لا يتوقف على مضمون الفقرة
المشكوك في سلامتها.
10 ـ
دخل أبو بكر على الرسول «صلى الله عليه وآله» حين توفي:
«والنسوة حوله، فخمرن وجوههن، واستترن من أبي بكر»([71]).
11 ـ
رووا: أن حَمَل بن مالك مرّ بأثيلة بنت راشد، وقد رفعت برقعها عن
وجهها، وهي تهش على غنمها، فلما أبصرها، ونظر إلى جمالها أرادها على
نفسها، فرفضت.. فجرى بينهما صراع ونزاع، فضربته بفهر شدخت به رأسه
فمات.
فاشتكت هذيل إلى النبي «صلى الله عليه وآله»، فأهدر
النبي دمه([72]).
12ـ
لما أسلمت هند بنت عتبة في فتح مكة جاءت إلى النبي «صلى
الله عليه وآله»، وكلمته ببعض القول، «وكشفت عن نقابها فقالت: أنا هند
بنت عتبة.
فقال رسول الله
«صلى
الله عليه وآله»:
مرحباً بك الخ..»([73]).
وليس في الرواية:
أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد نظر إليها حين سفرت
عن وجهها، كما أنه ليس فيها ما يدل على رضاه بكشف وجهها، خصوصاً، وأنه
لا تزال في موقع العداء له، ويريد «صلى الله عليه وآله» أن يتألفها على
هذا الدين ويقنعها بالدخول فيه.
13 ـ
عن عائشة قالت: كان الركبان يمرون بنا، ونحن مع رسول
الله «صلى الله عليه وآله» محرمات، فإذا حاذوا بنا أسدلت إحدانا
جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزنا كشفناه([74]).
14 ـ
وفي حديث إسلام عكرمة، وردت العبارة التالية: «ثم جلس رسول الله «صلى
الله عليه وآله»، فوقف بين يديه، وزوجته متنقبة»([75]).
15 ـ
ويؤيد ما تقدم: أن أبا طالب حين جاء إلى خديجة وقف خلف الحجاب، فسلمت
عليه خديجة([76]).
16 ـ
وقالت خديجة لرسول الله «صلى الله عليه وآله» في حديث
الزواج: «ادن مني فلا حجاب اليوم بيني وبينك، ثم رفعت عنها الحجاب».
إلى أن قال:
«عرضوا على خديجة وكانت جالسة خلف الحجاب»([77]).
17ـ
وفي رواية:
استشهد شاب من الأنصار يقال له: خلاد يوم بني قريظة، فجاءت أمه متنقبة،
فقيل لها: تتنقبين يا أم خلاد وقد رزئت بخلاد!
فقالت:
لئن رزئت خلاداً، فلم أرزء حيائي، فدعا له النبي «صلى الله عليه وآله»
وقال: إن له أجرين لأن أهل الكتاب قتلوه([78]).
18 ـ
وروي أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قال لفاطمة «عليها السلام»: أي
شيء خير للمرأة؟
قالت:
أن لا يراها رجل.
فضمها إليه، وقال:
ذرية بعضها من بعض([79]).
وفي نص آخر:
أن النبي «صلى الله عليه وآله» سأل أصحابه هذا السؤال،
قال علي: فعيينا بذلك كلنا حتى تفرقنا..
ثم ذكر:
أنه «عليه السلام» رجع وسأل فاطمة عن ذلك.. فأجابته بما
تقدم، فرجع إلى النبي «صلى الله عليه وآله» فأخبره.
وفي تنبيه الغافلين عن أبي هريرة
قال:
خرجت ذات ليلة بعد ما صليت العشاء مع رسول الله «صلى
الله عليه وآله»، فإذا أنا بامرأة متنقبة، قائمة على الطريق، فقالت: يا
أبا هريرة، إني قد ارتكبت ذنباً عظيماً، فهل لي من توبة؟
فقلت:
وما ذنبك؟
قالت:
إني زنيت، وقتلت ولدي من الزنى.
فقلت لها:
هلكت وأهلكت والله، ما لك من توبة، فشهقت شهقة خرت
مغشياً عليها ومضت.
فقلت في نفسي:
أفتي ورسول الله «صلى الله عليه وآله» بين أظهرنا!!
فلما أصبحت غدوت إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وقلت: يا رسول
الله، إن امرأة استفتتني البارحة بكذا وكذا.
فقال رسول الله «صلى الله عليه
وآله»:
إنا لله وإنا إليه راجعون، أنت والله هلكت وأهلكت أين
كنت عن هذه الآية: ﴿وَالَّذِينَ
لَا يَدْعُونَ مَعَ الله إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ
الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن
يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً، يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً، إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ
وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ الله سَيِّئَاتِهِمْ
حَسَنَاتٍ وَكَانَ الله غَفُوراً رَّحِيماً﴾([80]).
قال:
فخرجت من عند
رسول الله «صلى الله عليه وآله» وأنا أعدو في سكك المدينة وأقول من
يدلني على امرأة استفتتني البارحة كذا وكذا الخ..([81]).
وقد يقال:
إن الرواية الأخيرة تريد أن تنسب إلى علي «عليه السلام»
أيضاً أنه لم يكن يعرف الإجابة، حتى استفادها من فاطمة الزهراء «عليها
السلام»!! إن هذا الأمر لا يمكن تصوره في حق باب مدينة علم رسول الله
«صلى الله عليه وآله»، ومن عنده علم الكتاب.
والجواب:
أن النبي وعلياً «صلوات الله وسلامه عليهما وعلى آلهما»
كانا يريدان إظهار فضل فاطمة «عليها السلام» للناس، وتعريفهم بعلمها،
وبطهر ضميرها، وبطريقة تفكيرها.
والدليل على ما نقول:
نفس سؤال النبي «صلى الله عليه وآله» لهم، لأنه «صلى
الله عليه وآله» عارف بما يسأل، ولا يريد أن يستزيد إلى علمه علماً،
فهو إنما يسأل بهدف إظهار أمر ما لغيره، وبدواع أخرى..
وعلى هذا الأساس، فإن علياً لم يكن مكلفاً بالإجابة.
وأما قوله «عليه السلام»:
فعيينا بذلك كلنا حتى تفرقنا، فالمقصود به هو: الحاضرون المسؤولون
الحقيقيون. فهو كقوله «عليه السلام»: كنا إذا حمي الوطيس لذنا برسول
الله «صلى الله عليه وآله». فإن علياً «عليه السلام» لم يكن يفر من وجه
أعدائه، ولكنه يتحدث عن الذين كانوا معه من سائر المسلمين، ولكن لا
يليق به أن يخصهم بالذكر؛ لأن ذلك قد يؤذي مشاعر بعضهم.. فآثر أن يطلق
الكلام من غير تقييد، على طريقة إطلاق القول بأن أهل البلد الفلاني
كرماء، أو شجعان، فإن ذلك لا يعني أن لا يكون فيهم بخيل، أو جبان
أصلاً، بل هو يدل على أن الغالب على أهل ذلك البلد هو الشجاعة والكرم.
وكلمة «كلنا» في قوله «عليه
السلام»:
«فعيينا
كلنا»،
جيء بها لتأكيد الشمول لأشخاص الحاضرين معه، المقصودين بالسؤال مع حفظ
ماء الوجه لهم بالنحو الذي ألمحنا إليه..
ومن موارد تغطية المرأة وجهها بعد وفاة النبي «صلى الله
عليه وآله» نذكر الموارد التالية:
1 ـ
حين خطبت الزهراء «عليها السلام» المهاجرين والأنصار
بعد وفاته «صلى الله عليه وآله»: «لاثت خمارها على رأسها، واشتملت
بجلبابها، وأقبلت في لمة من حفدتها، ونساء قومها، تطأ ذيولها، ما تخرم
مشيتها مشية رسول الله «صلى الله عليه وآله».. حتى دخلت على أبي بكر،
وهو في حشد من المهاجرين والأنصار، وغيرهم، فنيطت دونها ملاءة (يعني
ستاراً)، فجلست، ثم أنت أنة، أجهش القوم لها بالبكاء الخ..»([82]).
2 ـ
ويوم وصول السبايا إلى الشام، يقول الراوي: «خطبت أم
كلثوم بنت علي «عليه السلام» في ذلك اليوم، من وراء كلَّتها([83])،
رافعة صوتها بالبكاء»([84]).
3 ـ
وحينما حمل السبايا إلى الشام، يقول الراوي: «فلما دخلنا دمشق، أدخل
النساء، والسبايا بالنهار، مكشفات الوجوه»([85]).
4 ـ
ويقول ابن طاووس عن السبايا: «وحمل نساؤه على أطلاس أقتاب، بغير وطاء،
مكشفات الوجوه بين الأعداء»([86]).
5 ـ
وفي حديث قتل خالد لمالك بن نويرة في خلافة أبي بكر: يقول الراوي:
«فنظر مالك إلى امرأته، وهي تنظر الحرب، وتستر وجهها بذراعيها، فقال:
إن قتلني أحد، فأنت»([87]).
6 ـ
ومما قالته السيدة زينب في خطبتها أمام يزيد في الشام:
«أمن العدل
يابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك، وسوقك بنات رسول الله «صلى الله
عليه وآله» سبايا، قد هتكت ستورهن، وأبديت وجوههن، يحدو بهن الأعداء من
بلد إلى بلد، ويستشرفهن أهل المناقل، ويبرزن لأهل المناهل، ويتصفح
وجوههن القريب والبعيد الخ..»([88]).
7 ـ
وحين جاء أبو بكر لاسترضاء فاطمة، بعد أن ضربوها، وأسقطوا جنينها،
وأخذوا فدكاً منها و.. و.. «شدت قناعها، وحولت وجهها إلى الحائط،
فدخلا»([89]).
8 ـ
ودخلت أم كلثوم بنت علي «عليه السلام» على حفصة، وكانت تقيم مجلس غناء،
مضادة منها لعلي «عليه السلام»، «ثم سفرت عن وجهها، فلما عرفتها حفصة
خجلت، واسترجعت»([90]).
9 ـ
وفي حديث عن بنت كسرى يقول النص: «.. فأشار جماعة إلى شهربانويه بنت
كسرى، فخيرت، وخوطبت من وراء الحجاب، والجمع حضور»([91]).
10 ـ
وقال ابن التربج الدمشقي:
بـبـرقـعـهـا ستـرت
حـسـنـهـــا فــلاح الجــمال مــن الــبرقــع([92])
11 ـ
وكان توبة بن الحمير يحب ليلى، وكان يلم بها كثيراً، ففطن أهلها،
واستعدوا له، فلاقته ليلى سافرة، ففطن للأمر، فجاء وسلم، ولم يزد،
ورجع، وقال قصيدة جاء فيها:
وكـنـت إذا مـا جئت ليلى
تبرقعت فـقـد رابني منها الغداة سفورها([93])
وقد حدثت ليلى هذه الحجاج الثقفي ببعض حديثها مع توبة.
12 ـ
وقال أبو النجم العجلي:
مـن كـل عـجـزاء سَقوطِ
البرقـع بـلـهـاء لم تحـفـظ ولم تـضــيــع([94])
13 ـ
وقال أبو حيَّة النميري، أو رؤبة بن العجاج، وقد عاشا في عهد الأمويين:
فألقت قناعاً دونه الشمس
واتقت بأحسن موصولين، كف، ومعصم([95])
14 ـ
ولذي الرمة المتوفى سنة 117 هـ أشعار ترتبط بهذا الموضوع([96])،
وهناك أشعار أخرى لم أتحقق من قائلها، منها ما أنشده سيبويه:
بـأعـيـن مـنـهـا مـليحات
النقب شكـل التجار، وحلال المكتسب([97])
وقال آخر:
جـزى
الله الـبراقـع مـن ثـيــاب عن الفتيان شــــراً مــا
بــقـيـنـا
يـواريــن الحــســان فلا نراهم ويــزهـيــن
الـقبـاح فـيزدهيـن([98])
وقال الحارث بن الخزرج الخفاجي:
سـفـرت فقلت لها هج فتبرقعت
وذكـرت حـين تـبرقعت هبــارا([99])
وبعد.. فإن من الواضح:
أن الله سبحانه قد أراد لهذا الإنسان أن يعمر الكون، وأن يوصله بكل ما
فيه إلى كماله، وقد رسم له من الأحكام والضوابط السلوكية ما يحفظ له
مسيرته في هذا الاتجاه، وينسجم مع طبيعة تكوينه، ويمكِّنه
من الوصول إلى هدفه هذا.. ويكون به ضمان سلامته وسلامة كل من يحيط به،
أو يتعاطى معه، ويكون له درجة من التأثر به، أو التأثير
فيه.
وقد كان لحياة
الإنسان
الأسرية أو المجتمعية حظ من هذه العناية الإلهية من حيث إسهامها
في صناعة وصياغة مكونات شخصيته وخصائصه وحالاته، التي لها تأثير عميق
في نشوء قدراته، وتبلور إراداته الفاعلة والمؤثرة في جهده
المحفِّز
للقوى الكامنة، والذي يسهم في تغيير المسار، ليصبح في هذا الاتجاه أو
ذاك.
وكما
اقتضت الحكمة الإلهية أن تخضع العلاقة بين الرجل والمرأة في داخل
الأسرة وفي خارجها لضوابط ومعايير إنسانية وأخلاقية، والتزامات وأحكام
شرعية لا يصح تجاوزها؛
فإنها اقتضت
أيضاً
أن يكون الطهر والعفاف، والقيم والمبادئ هي الأساس لذلك كله.
وقد ارتكز ذلك كله إلى حقيقة اقتضاها التكوين
في نطاق دائرة التسبيب،
وهي أن مساحات الجمال،
ومناشئ وموجبات الإغراء،
التي تهيئ للانجذاب الغريزي لدى المرأة،
أوفر وأوسع مما هي عليه لدى الرجل، لأن ذلك هو ما تفرضه ضرورة أن تقوم
هذه المساحات بوظائفها في
تحقيق الانجذاب الغريزي في
نطاق ضابطة العفة والطهر، والالتزام.
ثم جاءت التشريعات والتوجيهات، وكذلك التربية على القيم
والمبادئ والفضائل،
ورفض الرذائل،
لتساعد على إبقاء المساحات الجمالية ومواقع الجذب الغرائزي ضمن دائرة
السيطرة،
لكي تتمكن من القيام بمهماتها في بناء الحياة بصورة صحيحة وسليمة، وعلى
أفضل
وجه
وأتمه..
وكان لا بد أن تأتي هذه التشريعات في منتهى الدقة،
والشمولية؛ لأنها تعنى بإبعاد كلا الجنسين
ـ
ما داما خارج دائرة الإباحة الشرعية
ـ
عن الأجواء الغرائزية، حتى على مستوى الوهم والتخيل
لأية علاقة غير سليمة، وإزالة أية درجة من درجات الإثارة التي لا تخضع
للالتزامات والضوابط المفروضة من ناحية الشارع المقدس.
من هنا نجد:
أن فاطمة الزهراء «عليها السلام» لا ترضى بدخول الأعمى
إلى مجلسها، لأنها تراه،
ولأنه يشم الريح.. كما أن
الشارع الحكيم قد كره للرجل أن يجلس في
الموضع
الذي تقوم عنه
المرأة
قبل أن
يبرد، وهذا بحد ذاته يكفي للتعريف بما يرمي إليه الشارع،
حين فرض على المرأة ستر مساحات الجمال والإغراء في جسدها عن نظر الرجل.
وقد جاء تغطية الوجه أيضاً في هذا السياق.
([1])
كنز العمال ج13 ص704 عن ابن عساكر، وسبل الهدى والرشاد ج4
ص356.
([2])
الدر المنثور ج5 ص214 عن ابن مردويه، وتفسير الماوردي ج4 ص419
وجامع البيان ج22 ص28 و 29 وروح البيان ج7 ص215 والجامع لأحكام
القرآن ج14 ص224.
([3])
السيرة النبوية لابن كثير ج3 ص279 وراجع ص283 والسيرة الحلبية
ج3 ص320 وراجع سائر المصادر والمراجع التي أشرنا إليها في هذا
البحث حول هذا الزواج.
([4])
تفسير القرآن العظيم ج3
ص484 وحاشية الصاوي على تفسير الجلالين ج3 ص285.
([5])
الدر المنثور ج5 ص213 عن ابن سعد، وابن مردويه، وابن جرير.
وصحيح مسلم (بهامش إرشاد الساري) ج6 ص176 وراجع: بهجة المحافل
ج1 ص293 والمعجم الكبير ج24 ص49 وجامع البيان ج22 ص27.
([6])
راجع المصادر التالية: الدر المنثور ج5 ص201 و 213 عن: ابن
سعد، وأحمد، = = والنسائي، والبخاري، وأبي يعلى، وابن أبي
حاتم، وابن مردويه، والطبراني.
وحديث
أنس أيضاً:
رواه الترمذي، وحسَّنه، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن
مردويه، وراجع ما رواه عنه: ابن سعد، وعبد بن حميد، والبيهقي
في شعب الإيمان وفي السنن، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي،
وابن المنذر.
وراجع:
السيرة النبوية لابن كثير ج3 ص280 و 281 و 282 وصحيح مسلم
(بهامش إرشاد الساري) ج6 ص175 و 176 و 177 و 179 وسبل الهدى
والرشاد ج11 ص201 وحدائق الأنوار ج2 ص606 والسيرة الحلبية ج3
ص320 وبهجة المحافل ج1 ص293 والبداية والنهاية ج4 ص146 عن
البخاري، ومسلم، والنسائي، والأوائل لابن أبي عاصم ص53 وسنن
النسائي ج6 ص79 و 80 والمعجم الكبير ج24 ص49 والسنن الكبرى ج7
ص87 وتفسير القرآن العظيم ج3 ص484.
([7])
راجع المصادر التي سبقت والتي ستأتي في هذا البحث، من قبيل:
البحر المحيط ج7 ص246 والنهر الماد (بهامش البحر المحيط) ج7
ص245 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص472 وج3 ص484 وأسد الغابة ج5
ص494 والإصابة ج4 ص313 وسنن النسائي ج6 ص80 وتفسير القرآن
العظيم ج3 ص484.
([8])
السيرة النبوية لابن كثير ج3 ص282 و 283 وصحيح مسلم (بهامش
إرشاد الساري) ج6 ص178 وبهجة المحافل ج1 ص294 و 295 والبداية
والنهاية ج4 ص148 والجامع لأحكام القرآن ج14 ص224 وتفسير
القرآن العظيم ج3 ص484 والجامع الصحيح (مطبوع مع تحفة الأحوذي)
ج9 ص59 و 60.
([9])
راجع على سبيل المثال: أنساب الأشراف ج1 ص434 و 435 وطبقات ابن
سعد ج8 ص173 و 174 وشرح المواهب للزرقاني ج4 ص412 وجامع البيان
ج22 ص26 و 27 وتفسير القاسمي ج5 ص533.
([10])
البداية والنهاية ج4 ص147.
([11])
السنن الكبرى للبيهقي ج7 ص88 و 57 وراجع: تفسير القرآن العظيم
ج3 ص483 وحاشية الصاوي على الجلالين ج3 ص289 وراجع: الجامع
لأحكام القرآن ج14 ص227 وراجع ص224 عن الطيالسي عن أنس، وتفسير
القاسمي ج5 ص533 وصحيح البخاري (كتاب التفسير) تفسير سورة
الأحزاب.
([12])
راجع: فتح القدير ج4 ص299 وشرح المواهب للزرقاني ج4 ص413 وروح
البيان ج7 ص215 وغرائب القرآن (بهامش جامع البيان) ج22 ص29
وجامع البيان ج22 ص27 و 28 وراجع: الجامع لأحكام القرآن ج14
ص224 والبحر المحيط ج7 ص246 وتفسير القرآن العظيم ج3 ص483.
([13])
الحَيس: طعام من تمر وسمن وسويق.
([14])
الدر المنثور ج5 ص213 عن النسائي، وابن أبي حاتم، والطبراني،
وابن مردويه بسند صحيح. وراجع: طبقات ابن سعد ج8 ص175 وتفسير
القرآن العظيم ج3 ص485 وتفسير الماوردي ج4 ص419.
وراجع: مجمع الزوائد ج7 ص63 بسند صحيح، وشرح المواهب للزرقاني
ج4 ص413 وعن شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج3 ص108 وفي بعض
الروايات عن ابن عباس لم يصرح باسم عائشة.
([15])
الدر المنثور ج5 ص213 عن ابن جرير، وأنوار التنزيل ج4 ص167
وجامع البيان ج22 ص29 والجامع لأحكام القرآن ج12 ص225 والبحر
المحيط ج7 ص246 وحاشية الصاوي على تفسير الجلالين ج3 ص289.
([16])
الدر المنثور ج5 ص214 عن ابن جرير، وتفسير الماوردي ج4 ص419
وجامع البيان ج29 ص40 وروح البيان ج7 ص215 وتفسير القرآن
العظيم ج3 ص505 وج 3 ص485 وفتح القدير ج4 ص299 والسنن الكبرى
للبيهقي ج7 ص88 والطبقات الكبرى (ط دار صادر) ج8 ص174.
([17])
الدر المنثور ج5 ص221 عن ابن سعد، والبخاري، ومسلم، والبيهقي
في سننه، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وجامع البيان ج22 ص29
والسنن الكبرى للبيهقي ج7 ص88 وراجع: الجامع لأحكام القرآن ج14
ص330 وتفسير القاسمي ج5 ص534 عن البخاري (كتاب التفسير) تفسير
سورة الأحزاب، وتفسير القرآن العظيم ج3 ص485.
([18])
الدر المنثور ج5 ص213 عن ابن أبي حاتم، والطبراني، وابن
مردويه. وأنوار التنزيل ج4 ص167. وشرح المواهب للزرقاني ج4
ص413.
([19])
غرائب القرآن (بهامش جامع البيان) ج22 ص29.
([20])
روح البيان ج7 ص215.
([21])
البحار ج22 ص190 وتفسير القمي ج2 ص196 وطبقات ابن سعد ج8 ص176.
([22])
المعجم الكبير ج24 ص48 و 49 وحاشية الصاوي على الجلالين ج3
ص285 وأشار في هامش المعجم الكبير إلى مصادر كثيرة.
([23])
الدر المنثور ج5 ص213 عن عبد بن حميد، وابن جرير، وجامع البيان
ج22 ص28 والجامع لأحكام القرآن ج14 ص224 عن الثعلبي.
([24])
تفسير الماوردي ج4 ص418 وأشار في هامشه إلى المصادر التالية:
صحيح البخاري ج8 ص406 و 407 وصحيح مسلم ج2 ص1050وجامع البيان
ج22 ص37 والدر المنثور ج6 ص640 عن أحمد، وعبد بن حميد،
والنسائي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي
في سننه.
([25])
الجامع الصحيح (مطبوع مع تحفة الأحوذي) ج9 ص58.
([26])
شرح المواهب للزرقاني ج4 ص413.
([27])
المرأة في عالمي العرب والإسلام ج2 ص166.
([28])
الدر المنثور ج5 ص241 والسيرة الحلبية ج3 ص320 وفتح القدير ج4
ص299 وسائر المصادر التي تقدمت في فصل سابق ذكرت فيه قصة
الزواج بزينب بنت جحش.
([29])
الدر المنثور ج5 ص204 عن ابن سعد عن أنس، والمنتظم ج3 ص227
والأوائل للشيباني ص45 والأوائل لابن أبي عاصم ص38 و 52 وفتح
القدير ج4 ص299 وغير ذلك من مصادر تقدمت.
([30])
فتح القدير ج4 ص299 وغير ذلك من مصادر تقدمت.
([31])
راجع: تاريخ الخميس ج1 ص502 والمنتظم ج3 ص227 وأنساب الأشراف
ج1 ص435 وفتح القدير ج4 ص299 ونور الثقلين ج4 ص298 و 299
والسنن الكبرى ج7 ص57 وشرح المواهب للزرقاني ج4 ص412 وغير ذلك
من مصادر تقدمت.
([32])
راجع: طبقات ابن سعد ج8 ص157 و 81 وتاريخ الأمم والملوك ج2
ص414 وأنساب الأشراف ج1 ص433 وسائر المصادر التي تقدمت حين
الكلام حول تاريخ هذا الزواج.
([34])
المنمق ص163 والأغاني ج19 ص74 والعقد الفريد ج3 ص368.
([35])
راجع: المجلد الثاني عشر من هذا الكتاب وراجع: البحار ج2 ص5
وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص203.
([36])
راجع: الكامل في التاريخ ج2 ص137 و 138 والبداية والنهاية ج4
ص3 و 4 والسيرة الحلبية ج2 ص208.
([37])
راجع: الصحيح من سيرة
النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» ج3 ص10 و 11.
([38])
تقدمت مصادر ذلك في فصل: زينب بنت جحش في حياة الرسول «صلى
الله عليه وآله»، في الفقرة التي بعنوان: الله المزوج، وجبريل
الشاهد، فراجع.
([39])
الأمالي للطوسي ج1 ص41 والبحار ج43 ص96 ومسند فاطمة ص200 و 205.
([40])
نعمة الحجاب في الإسلام ص10 و 11 وسفر التكوين الإصحاح24 رقم
65.
([41])
نعمة الحجاب في الإسلام ص11 وسفر التكوين الإصحاح38 رقم 13 و
14.
([42])
سفر العدد، الإصحاح38 عدد 19.
([43])
نعمة الحجاب ص11 والنشيد الخامس من أناشيد سليمان.
([45])
قصة الحضارة ج14 ص34.
([46])
سفر التكوين الإصحاح 47 فقرة 3.
([47])
رسالة كورنتوش الأولى، ونعمة الحجاب في الإسلام ص11.
([48])
المرأة والإسلام ص134 ومكانة المرأة ص108 والمرأة في القرآن
الكريم للعقاد ص101.
([49])
مكانة المرأة ص113.
([50])
راجع: نعمة الحجاب في الإسلام ص15 والمرأة المعاصرة لعبد
الرسول الغفار ص44 و 45.
([51])
الصحاح في اللغة ج3 ص1273.
([52])
راجع هذه الطائفة من الأبيات في كتاب المرأة المعاصرة لعبد
الرسول عبد الحسن الغفار ص44 و 45.
([53])
مجمع الأمثال للميداني ج2 ص3 و 4.
([54])
راجع: قصة الحضارة ج2 ص442.
([55])
المرأة في عالمي العرب والإسلام ص161.
([56])
قصة الحضارة ج2 ص203.
([57])
قصة الحضارة ج3 ص181.
([59])
المرأة المعاصرة ص41 وحقوق المرأة وشؤونها الاجتماعية ص66.
([60])
قصة الحضارة ج7 ص 117.
([61])
قصة الحضارة ج7 ص118.
([62])
المرأة في عالمي العرب والإسلام لعمر رضا كحالة ج2 ص162 عن
الرسالة بالقاهرة سنة 1936م العدد 161 ص1279 ومجلة الأزهر
المجلد السابع الجزء الخامس.
([63])
راجع: المنمق ص163 والأغاني ج19 ص74 والعقد الفريد ج3 ص368.
([64])
راجع: الجزء الرابع عشر من هذا الكتاب.
([65])
راجع: الكامل في التاريخ ج2 ص137 و 138 والبداية والنهاية ج4
ص3 و 4 والسيرة الحلبية ج2 ص208 والمغازي للواقدي ج1 ص176.
([66])
أمالي الطوسي ج1 ص41 والبحار ج43 ص46 ومسند فاطمة الزهراء
«عليها السلام» ص200 ـ 205.
([67])
مسند فاطمة الزهراء «عليها السلام» ص337 ومناقب الإمام علي
«عليه السلام» لابن المغازلي ص389 و 381 والبحار ج43 ص91 و 92
وج100 ص250 وعن نوادر الراوندي ص13 وفاطمة بهجة قلب المصطفى
ص258 والعوالم ج11 ص123 وإحقاق الحق ج10 ص258 ومستدرك الوسائل
ج14 ص289 و 182 وفي هامشه عن الجعفريات ص95 ودعائم الإسلام ج2
ص214.
([68])
الكافي ج5 ص534 ووسائل الشيعة ج20 ص232.
([69])
وسائل الشيعة ج20 ص232 عن
مكارم الأخلاق ص233. وراجع: مسند أحمد ج6 ص296 والجامع الصحيح
للترمذي ج5 ص102 وج4 ص192 وجوامع الجامع (ط سنة 1420 هـ) ج2
ص616 وكنز الدقائق ج10 ص424 ونور الثقلين ج4 ص297 والكبائر
للذهبي ص177 وغوالي اللآلي ج2 ص134 والبحار ج101 ص37 وسنن أبي
داود ج2 ص272 والسنن الكـبرى للبيهقي = = ج7 ص92 وتحفة الأحوذي
ج8 ص51 وسنن النسائي ج5 ص393 وصحيح ابن حبان ج12 ص390 والمعجم
الكبير ج23 ص302 وكنز العمال ج5 ص328 والجامع لأحكام القرآن
للقرطبي ج12 ص228 وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج3 ص294
والدر المنثور ج5 ص42 والطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص176 ـ 178
وتاريخ بغداد ج3 ص227 وتاريخ مدينة دمشق ج54 ص433 ـ 436 وتهذيب
الكمال ج26 ص182 و 184 وج29 ص313 وسير أعلام النبلاء ج9 ص455
والجمل للمفيد ص80.
([70])
البحار ج39 ص207 وبشارة المصطفى ص163 ومسند فاطمة «عليها
السلام» للتويسركاني ص263.
([71])
السيرة النبوية لابن كثير ج4 ص482.
([72])
أسد الغابة ج3 ص94 و 95 والإصابة ج2 ص259.
([73])
كتاب التوابين لعبد الله بن قدامة ص122 والطبقات الكبرى ج8
ص236 وتاريخ مدينة دمشق ج7 ص179 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص255
والمغازي النبوية لموسى بن عقبة ص359.
([74])
منتهى المطلب ج3 ص791 وتذكرة الفقهاء ج7 ص337 و 338 وسنن أبي
داود ج1 ص412 والشرح الكبير ج3 ص329 والمجموع للنووي ج7 ص250
وتلخيص الحبير ج7 ص452 والمـغـني لابن قـدامة ج3 ص326 = =
ومسند أحمد ج6 ص30 والسنن الكبرى ج5 ص48 ونصب الراية ج3 ص189
ونيل الأوطار ج5 ص70.
([75])
المغازي النبوية لموسى بن عقبة ص360.
([78])
مسكن الفؤاد للشهيد الثاني ص71 ومنتخب كنز العمال ج1 ص212 مع
اختلاف في ألفاظه. وراجع: السنن الكبرى للبيهقي ج9 ص175 ومسند
أبي يعلى ج3 ص165 وكنز العمال ج3 ص761 والطبقات الكبرى ج3 ص531
وتاريخ مدينة دمشق ج4 ص328 وأسد الغابة ج2 ص120 وتهذيب الكمال
ج24 ص56 والمغاريد عن رسول الله لأبي يعلى ص101.
([79])
هذا الحديث مروي عن النبي «صلى الله عليه وآله»، وعن الإمام
الصادق «عليه السلام»، وعن علي «عليه السلام»، فراجع نصوصه هذه
في: البحار ج43 ص84 و 54 وج100 ص239 وج 101 ص36 ووسائل الشيعة
ج20 ص232 و 67 وإحقاق الحق ج9 ص202 و 203 عن البزار وج10 ص224
و 226 عن مصادر كثيرة.
وراجع: مجمع الزوائد ج4 ص255 وج9 ص203 وكشف الأستار عن مسند
البزار ج3 ص235 وفضائل الخمسة من الصحاح الستة ج3 ص153 و 54 عن
كنز العمال ج8 ص315. وراجع: الكبائر للذهبي ص176 ودعائم
الإسلام ج2 ص124 و 215 و 214 وإسعاف الراغبين (مطبوع بهامش نور
الأبصار) ص171 و 172 و 191 وكشف الغمة ج2 ص92 ومكارم الأخلاق
ص233 ومناقب آل أبي طالب ج3 ص119 وعوالم العلوم ج11 ص197 ومقتل
الخوارزمي ج1 ص62 وحلية الأولياء ج2 ص41 ومناقب الإمام علي
«عليه السلام» لابن المغازلي ص381 ومناقب أمير المؤمنين علي
«عليه السلام» للقاضي محمد بن سليمان الكوفي ج2 ص210 و 211
وضياء العالمين (مخطوط) ج2 قسم3 ص14 عن المناقب. والدرة
اليتيمة في بعض فضائل السيدة العظيمة ص31. وثمة مصادر كثيرة
أخرى ذكر شطراً منها في كتاب عوالم العلوم. وغيره من كتب
الحديث والسيرة والتاريخ.
([80])
الآيات 68 ـ 70 من سورة الفرقان.
([81])
كتاب التوابين لعبد الله بن قدامة ص105.
([82])
الإحتجاج ج1 ص254 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج16 ص211 و 250
وبـلاغـات النساء ص24 وأعـلام النسـاء ج4 ص116 وكشف الغمة ج2 =
= ص106 وإحقاق الحق ج10 ص299 والشافي للسيد المرتضى ج4 ص69 و
71 وضياء العالمين (مخطوط) ج2 ق3 ص69 والعوالم ج11 ص468 وشرح
الأخبار ج3 ص34 ومقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص77 وشرح نهج
البلاغة لابن ميثم ج5 ص105 والبحار (ط قديم) ص106 ودلائل
الإمامة ص111.
([84])
البحار ج45 ص112 عن اللهوف ص65 وشرح الأخبار للقاضي النعمان ج3
ص198 والعوالم، حياة الإمام الحسن «عليه السلام» ص381 ولواعج
الأشجان ص205 واللهوف في قتلى الطفوف ص91.
([85])
البحار ج45 ص155 عن أمالي الصدوق المجلس 33 رقم 3 ص230 وروضة
الواعظين ص191 والعوالم، حياة الإمام الحسين «عليه السلام»
ص395.
([86])
البحار ج45 ص107 عن اللهوف ص84 والعوالم، حياة الإمام الحسين
«عليه السلام» ص367.
([87])
الصراط المستقيم ج2 ص281 والأربعين لمحمد طاهر القمي الشيرازي
ص511.
([88])
الإحتجاج ج2 ص125 والبحار ج45 ص158 و 134 وبلاغات النساء ص21
واللهوف ص127 ومثير الأحزان ص101 وأعلام النساء ج2 ص504 ومقتل
الحسين للخوارزمي ج2 ص64 والعوالم، حياة الإمام الحسين ص404 و
434 ولواعج الأشجان ص237 وغير ذلك.
([89])
البحار ج43 ص198 و 199 وج28 ص303 عن كتاب سليم بن قيس ص249
والعوالم (حياة الزهراء «عليها السلام») ص222 واللمعة البيضاء
للتبريزي الأنصاري ص871 والأنوار العلوية ص301.
([90])
البحار ج32 ص90 والجمل ص149 ومناقب أهل البيت للشيراواني ص474
وشرح النهج للمعتزلي ج14 ص13 والدرجات الرفيعة ص390.
([91])
البحار ج46 ص16 وج101 ص199 وج30 ص134 ودلائل الإمامة للطبري
ص195 والعدد القوية لعلي بن يوسف الحلي ص57 ومستدرك الوسائل
ج14 ص316 والغارات ج2 ص825.
([92])
تاريخ مدينة دمشق ج68 ص22.
([93])
الأمالي للسيد المرتضى ج1 ص146 والتبيان للطوسي ج10 ص278 وجامع
البيان للطبري ج30 ص78 وتاريخ مدينة دمشق ج70 ص66 وتاج العروس
ج5 ص273.
([94])
أمالي المرتضى ج1 ص232 منشورات مكتبة المرعشي وكتاب العين
للفراهيدي ج1 ص215 وتاج العروس ج5 ص273.
([95])
أمالي المرتضى (منشورات مكتبة المرعشي، قم) ج2 ص101 والتبيان
ج1 ص54 وتفسير مجمع البيان ج1 ص80 والجامع لأحكام القرآن
للقرطبي ج1 ص161 وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج1 ص42.
([96])
راجع: تاريخ مدينة دمشق ج48 ص167.
([97])
راجع: لسان العرب ج1 ص762 وتاج العروس ج1 ص491.
([98])
لسان العرب ج14 ص361.
([99])
الصحاح في اللغة ج1 ص349 و 850 ولسان العرب ج5 ص249 وج2 ص387
وج4 ص481 وتاج العروس ج3 ص114 و 347 و 609.
|