سرايا وقضايا بين الحديبية وخيبر
سرية أبان بن سعيد إلى نجد:
وقالوا:
إن النبي
«صلى الله عليه وآله»
أرسل في سنة سبع أبان بن سعيد بن العاص في سرية من المدينة نحو نجد،
فقدم أبان في أصحابه على النبي
«صلى الله عليه وآله»،
وهو في خيبر، بعدما افتتحها، وإن حُزُم (جمع حزام) خيلهم الليف، ولم
يقسم لهم النبي
«صلى الله عليه وآله»
من غنائم خيبر..
وكان أبان قد أسلم بين الحديبية وخيبر. وهو الذي أجار
عثمان بن عفان حينما بعثه النبي
«صلى الله عليه وآله»
ليعلم أهل مكة بما جاء له([1]).
وقد ادَّعى
أبو هريرة:
أنه كان حاضراً، حين قدوم هؤلاء أيضاً، فقال:
«قلت:
يا رسول الله، لا تقسم لهم».
قال أبان:
«وأنت
بهذا يا وبر تحدر من رأس ضأن»؟!.
فقال النبي «صلى الله عليه وآله»:
يا أبان اجلس.
فلم يقسم لهم([2]).
ملاحظة:
قيل في معناه: أن الوبر حيوان صغير، كالسنور، وهي دابة
وحشية، تسمى غنم بني إسرائيل.
أراد أبان بقوله هذا:
أن يظهر احتقاره لأبي هريرة، وأنه ليس بالموضع الذي وضع
نفسه فيه.
ثم شبهه بتلك الدابة الوحشية، ثم
قال:
إنه مجرد راع تحدر إليهم من رأس جبل اسمه
«ضأن»،
يقع في أرض دوس.
هذا.. ولكن هناك رواية أخرى تذكر:
أن أبا هريرة هو الذي طلب من النبي
«صلى الله عليه وآله»
أن يسهم له في خيبر.
فقال بعض ولد سعيد بن العاص:
لا تسهم له يا رسول الله.
فقلت:
هذا قاتل ابن قوقل.
فقال أبان بن سعيد بن العاص:
وا عجباً لوبر تدلى علينا. وفي رواية أنه قال:
«واعجباً
لك، وبر تدأدأ (أي هجم علينا بغتة) من قدوم (أي من طرف) ضأن. ينعى
عليَّ قتل رجل أكرمه الله على يديَّ، ومنعه أن يهينني بيده الخ..»
([3]).
ونقول:
إن لنا على ما تقدم ملاحظات، هي التالية:
1 ـ
إذا كان أبو هريرة حديث الإسلام، فلماذا يبادر إلى هذا
التدخل القوي فيما لا يعنيه، ضد رجل قد أسلم حديثاً، وبادر إلى الجهاد
في سبيل الله، وعاد هو وأصحابه سالمين؟! فهل كانت هناك ترات وإحن قديمة
بينه وبين أبان؟! أم أنه أراد أن يعلِّم رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
أحكام الشريعة؟!! أم أن ذلك مجرد حشرية وفضول منه؟!..
2 ـ
إذا كان أبان بن سعيد لم يشارك في غزوة خيبر، فاستحق
الحرمان من مغانمها، فإن أبا هريرة أيضاً لم يشارك في تلك الغزوة،
فلماذا يريد أن يأخذ لنفسه، ثم يريد حرمان غيره من ذلك؟!
بل إن غيره كان أولى منه؛ لأنه عائد من جهاد آخر، واجه
فيه الأخطار، وأبو هريرة ومن معه كانوا في راحة وأمن وسلام..
3 ـ
إن أبان قد أعلن أمام النبي
«صلى الله عليه وآله»
وسائر من حضر: أن أبا هريرة ليس أهلاً لأن يشير بشيء، لضعفه وقلة
غنائه، فهو مجرد دابة شاردة، وهو لا يحسن إلا رعي الغنم في رأس جبل
ضال، أو ضأن.
ويفهم من أبي الحسن الفاسي:
أن ما قصده أبان بكلامه هو:
أن أبا هريرة ملصق في قريش (أو في هذه الجماعة المقاتلة
المؤمنة)، كلصوق ما يعلق بوبر الشاة من شوك وغيره مما يتدلى عليها([4]).
4 ـ
إن مطالبة الدوسيين بالمشاركة في الغنيمة مع عدم
مشاركتهم في الحرب، فيه دناءة ظاهرة.
5 ـ
رغم أن أبان قد أعلن بما يفيد تحقير وازدراء أبي هريرة،
فإن رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
لم يدافع عن أبي هريرة، ولا اعترض على أسلوب أبان في إهانته له، ولا
طيَّب خاطر أبي هريرة ولو بكلمة واحدة، مع أنه جاءه لتوه، ومع أنه بحكم
الضيف بالنسبة إليه..
بل هو قد اكتفى بالقول لأبان: يا أبان، اجلس.
مع أن النبي
«صلى الله عليه وآله»
لا يمكن أن يسكت عن نصرة المظلوم، فكيف إذا كان هذا المظلوم قد تعرض
للظلم في حضرته
«صلى الله عليه وآله»؟
وقد ورد في دعاء الإمام السجاد
«عليه السلام»:
«وأعوذ
بك من مظلوم ظلم في حضرتي فلم أنصره»([5]).
6 ـ
إن إشراكهم في الغنائم لم يكن عن استحقاق منهم لها.
بل هو مجرد عمل أخلاقي، بدليل: أن النبي
«صلى الله عليه وآله»
قد كلم أصحابه في أن يشركوهم في الغنيمة، ففعلوا.
وقالو:
إن حكم الظهار نزل في سنة ست قبل خيبر، وقيل: بعد خيبر([6]).
وذلك:
أن أوس بن الصامت غضب على زوجته خولة بنت ثعلبة ذات
يوم، وقال لها:
«أنت
علي كظهر أمي».
وكان ذلك أول ظهار في الإسلام، وكان الظهار طلاقاً في
الجاهلية..
ثم ندم على ما قال، فأتت خولة إلى النبي
«صلى الله عليه وآله»
وعائشة تغسل رأسه، فقالت: يا رسول الله، إن زوجي أوس بن الصامت تزوجني،
وأنا ذات مال وأهل، فلما أكل مالي، وذهب شبابي، ونفضت بطني، وتفرق أهلي
ظاهر مني.
فقال «صلى الله عليه وآله»:
حرمت عليه.
فبكت، وصاحت، وقالت:
أشكو إلى الله فقري، وفاقتي، ووجدي، وصبية صغاراً، إن
ضممتهم إليه ضاعوا، وإن ضممتهم إلي جاعوا.
فقال «صلى الله عليه وآله»:
ما أراك إلا حرمت عليه.
فجعلت ترفع صوتها باكية، وتقول:
اللهم إني أشكو إليك.
فبينما هي على تلك الحالة إذ تغيَّر وجه رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
للوحي، فنزل جبرئيل
«عليه
السلام»
بقوله تعالى:
﴿قَدْ
سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي
إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ
بَصِيرٌ﴾
الآيات.
فدعا رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
أوس بن الصامت، فتلا عليه الآيات المذكورة، وقال له: أعتق رقبة.
فقال:
ما لي قدرة.
قال:
فصم شهرين متتابعين.
قال:
إني إذا لم آكل في اليوم مرتين كلَّ بصري.
قال:
فأطعم ستين مسكيناً.
قال:
لا أجد، إلا أن تعينني منك بعون وصلة.
فأعانه رسول الله «صلى الله عليه
وآله» بخمسة عشر صاعاً، وكانوا يرون: أن عند أوس مثلها، وذلك لستين
مسكيناً، لكل مسكين نصف صاع([7]).
وبعض النصوص تقول عن أوس:
إنه
«كان
به لمم، فإذا اشتد لممه ظاهر من امرأته»([8]).
ونقول:
إننا نعتقد: أن الرواية الأصح هي التالية:
روى القمي، عن أبي جعفر «عليه
السلام»:
أنها حين أخبرت النبي
«صلى الله عليه وآله»
بالأمر، قالت: فانظر في أمري.
فقال لها رسول الله «صلى الله عليه
وآله»:
ما أنزل الله تبارك وتعالى كتاباً أقضي فيه بينك وبين
زوجك، وأنا أكره أن أكون من المتكلفين.
فجعلت تبكي وتشتكي ما بها إلى الله عز وجل، وإلى رسول
الله
«صلى الله عليه وآله»..
إلى أن أنزل الله عز وجل قرآناً..
إلى أن قالت الرواية:
فبعث رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
إلى المرأة فأتته، فقال لها: جيئي بزوجك.
فأتت به، فقال له:
أقلت لامرأتك هذه:
«أنت
حرام كظهر أمي»؟.
فقال:
قد قلت لها ذلك.
فقال رسول الله «صلى الله عليه
وآله»:
قد أنزل الله تبارك وتعالى فيك وفي امرأتك
قرآناً،
وقرأ: ﴿قَدْ
سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي
إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ
بَصِيرٌ، الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ
أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ
وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ
اللّه لَعَفُوٌّ غَفُورٌ﴾([9]).
فَضُمَ إليك امرأتك، فإنك قد قلت منكراً من القول
وزوراً، وقد عفا الله عنك وغفر لك، ولا تعد.
فانصرف الرجل، وهو نادم على ما قال لامرأته، وكره الله
عز وجل ذلك للمؤمنين بعد.
وأنزل الله: ﴿وَالَّذِينَ
يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا
فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ..﴾
الآية([10]).
ونقول:
إننا إذا لاحظنا هذه الرواية، والرواية المتقدمة، فسنجد
ما يلي:
1 ـ
إن هذه الرواية تقول: إن ذلك الرجل لم يكفِّر بإطعام
ستين مسكيناً. بل عفا الله عنه.. ثم وضع ذلك على من جاء بعده، وفعل
ذلك، ما دام أنه لم يتعظ بما جرى لذلك الرجل.
ولعل عفو الله عز وجل عن أوس بن الصامت إنما كان لأجل
شدة حاجته، وعدم قدرته على التكفير.
والظاهر:
أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» أمره بإطعام ستين
مسكيناً، فأخبره بأنها ليست عنده، فقال رسول الله «صلى الله عليه
وآله»: أنا أتصدق عنك، فأعطاه تمراً لإطعام ستين مسكيناً، فقال: اذهب،
فتصدق بها.
فقال:
والذي بعثك بالحق، لا أعلم بين لابتيها (وهي جانبا
المدينة) أحداً أحوج إليه مني ومن عيالي.
قال:
فاذهب، وكل، وأطعم عيالك([11]).
2 ـ
إن هذه الرواية تقول: إن الآيات قد نزلت في غياب
المرأة، لا في حضورها، كما زعمته الرواية الأولى.
3 ـ
إنها تقول، وكذلك رواية ابن عباس([12]):
إن النبي
«صلى الله عليه وآله»
لم يعط المرأة جواباً، والرواية الأولى تقول: إنه أجابها مباشرة بأنها
قد حرمت على زوجها.
4 ـ
إن الرواية الأولى قد ذكرت: أنه
«صلى الله عليه وآله»
قال لها: ما أراك إلا حرمت عليه.
وفي بعض نصوصها:
ما أمرنا بشيء من أمرك، ما أراك إلا قد حرمت عليه([13]).
فهل كان النبي
«صلى الله عليه وآله»
يفتي برأيه؟! ثم يظهر خطؤه!!. أم أنه يخبر عن حكم الله الثابت الذي
أطلعه الله سبحانه وتعالى عليه، ثم نسخه الله؟!
فإن كان يفتي برأيه، ويخطئ فيه، فإنه لا يكون مأموناً
على شرع الله سبحانه، كما أن ذلك لا ينسجم مع حقيقة كونه لا ينطق عن
الهوى..
وإن كان قد أخبر عن حكم الله تعالى، ثم نسخ الله حكمه،
فلماذا نسب ذلك إلى رأي نفسه، ويقول: ما أراك إلا حرمت عليه؟!
5 ـ
وأما الروايات التي صرحت: بأن أوساً كان به لمم، فكان
إذا اشتد به لممه ظاهر من امرأته فهي أيضاً مردودة، بأن الظهار في حال
اللمم ليس له أثر، ولا يوجب التحريم، لأن اللمم نوع من الجنون([14])
يوجب سقوط عبارة المظاهر عن التأثير.
ولأجل ذلك نقول:
إنه إذا صح أنه قد كان في أوس لمم، فإنه إنما ظاهر في
بعض صحواته، كما صرحت به بعض الروايات فراجع([15]).
6 ـ
إنهم يزعمون: أن أوس بن الصامت كان أعمى، مع أنهم
يقولون: إنه قال لرسول الله
«صلى الله عليه وآله»:
«إذا
لم آكل في اليوم مرتين (أو ثلاثاً) كلَّ بصري»([16])
وهو يدل على أنه لم يكن أعمى..
وقول العسقلاني:
المراد: أن بصره يكلُّ لو كان مبصراً، لا يفيد في ترقيع
الخروق التي في هذه الرواية، فإنه خلاف الظاهر جداً([17]).
وقالوا:
إن الخمر قد حرمت في السنة السادسة من الهجرة، سنة
الحديبية، وبه جزم الدمياطي([18]).
وهناك أقوال أخرى، تحدثنا عنها في الجزء السادس من هذا
الكتاب في فصل: فاطمة وعلي ومناوئوهما.. فراجع ما ذكرناه في ذلك الفصل.
وهناك بعض الكلام عن تحريم الخمر وما يرتبط بذلك من
أمور، حاول الحاقدون والمناوئون لأهل البيت
«عليهم
السلام»
أن يكيدوهم بها وانصب اهتمامهم على الكيد لعلي وحمزة صلوات الله وسلامه
عليهما..
ونحن نحيل القارئ الكريم إلى ما ذكرناه في ذلك الموضع
أيضاً.
وزعموا:
أنه في شهر محرم من السنة السابعة, وقيل سنة ست: سحر
رسول الله
«صلى الله عليه وآله»([19]).
فعن عائشة، قالت:
سحر رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
حتى إنه يخيل إليه: أنه يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم عندي
دعا الله، ودعاه، ثم قال: أشعرت يا عائشة: أن الله قد أفتاني فيما
استفتيته فيه؟!
قلت:
وما ذاك يا رسول الله؟!
قال:
جاءني رجلان، فجلس أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجليَّ،
ثم قال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟
قال:
مطبوب.
قال:
وما طبه؟
قال:
لبيد بن الأعصم اليهودي، من بني زريق.
قال:
في ماذا؟
قال:
في مشط، ومشاطة، وجف طلعة ذكر.
قال:
فأين هو؟
قال:
في بئر ذي أروان.
قال:
فذهب النبي
«صلى الله عليه وآله»
في أناس من أصحابه إلى البئر، فنظر إليها، وعليها نخل، ثم رجع إلى
عائشة، فقال: والله، لكأن ماءها نقاعة الحناء، ولكأن نخلها رؤوس
الشياطين.
قلت:
يا رسول الله، فأخرجته؟!
قال:
لا، أما أنا فقد عافاني الله وشافاني، وخشيت أن أثور
على الناس فيه شراً.
وأمر بها فدفنت([20]).
أي:
أنه أمر بالبئر فدفنت.
وفي نص آخر، عن ابن عباس:
أن الملكين أمرا بنزح الماء ورفع الصخرة، واستخراج
الركية التي فيها السحر، وأن يحرقوها، فبعث عمار في نفر، فاستخرجوا
الركية، وأحرقوها، فإذا فيها وتر فيه إحدى عشرة عقدة، وأنزلت عليه
المعوذتان، فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة([21]).
وعن عائشة:
سحر رسول الله
«صلى الله عليه وآله» حتى كان يرى
أنه يأتي النساء ولا يأتيهن.
قال سفيان:
وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان([22]).
وعن أنس، قال:
سحر النبي
«صلى الله عليه وآله»،
فأتاه جبريل
«عليه
السلام»
بخاتم، فلبسه في يمينه، وقال: لا تخف شيئاً ما دام في يمينك([23]).
وعن زيد بن أرقم:
سحر النبيَّ
«صلى الله عليه وآله»
رجل من اليهود، فاشتكى لذلك أياماً، فأتاه جبريل
«عليه
السلام»،
فقال: إن رجلاً من اليهود سحرك، وجعل لذلك عُقَدَاً.
فأرسل
«صلى الله عليه وآله»
علياً
«عليه
السلام»
فاستخرجها، وجاء بها، فجعل كلما حل عقدة وجد لذلك خفة، فقام رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
كأنما نشط من عقال. فما ذكر ذلك لليهودي، ولا رآه في وجهه([24]).
وعن زيد بن أرقم في نص آخر:
أن رجلاً من الأنصار سحر النبي
«صلى الله عليه وآله»،
وأن ملكين أتيا النبي
«صلى الله عليه وآله»
وأخبراه: أن فلاناً عقد له عقداً، وأنها في بئر فلان، وأن الماء قد
اصفرَّ من شدة عقده([25]).
وعن عبد الرحمن بن كعب بن مالك،
قال:
إنما سحره بنات أعصم، أخوات لبيد، وكان لبيد هو الذي ذهب به، فأدخله
تحت راعوفة البئر.
ودس بنات أعصم إحداهن، فدخلت على عائشة، فسمعت عائشة
تذكر ما انكر رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
من بصره، ثم خرجت إلى أخواتها بذلك. فقالت إحداهن: إن يكن نبياً
فسيخبَّر، وإن كان غير ذلك فسوف يدلهه هذا السحر، فيذهب عقله، فدله
الله عليه([26]).
وقد مرض
«صلى الله عليه وآله»
من سحرهن له، حتى إنه لم يقدر على قربان أهله ستة أشهر، وذكر السنة،
والأربعين يوماً، في الوفاء([27]).
وعن أنس:
صنعت اليهود لرسول الله
«صلى الله عليه وآله»
شيئاً، فأصابه من ذلك وجع شديد، فأتاه جبريل بالمعوذتين يعوذه بهما،
فخرج إلى أصحابه صحيحاً([28]).
وذكرت بعض الروايات:
أن اليهود جعلت لابن الأعصم ثلاثة
دنانير([29]).
وذكروا:
أنه
«صلى الله عليه وآله»
أقام في السحر أربعين يوماً([30]).
وقيل:
ستة أشهر، يرى أنه يأتي ولا يأتي([31]).
وقال الدياربكري:
ويمكن الجمع، بأن يكون ستة أشهر من ابتداء تغير مزاجه، والأربعين يوماً
من استحكامه([32]).
وعن الزهري:
أنه لبث سنة.
قال العسقلاني:
قد وجدناه موصولاً بالإسناد
الصحيح، فهو المعتمد([33]).
وعن عائشة:
سحر، حتى إنه كان ليخيل إليه: أنه يفعل الشيء وما فعله([34]).
وعن ابن عباس، وعائشة:
كان غلام من اليهود يخدم رسول الله
«صلى الله عليه وآله»،
فدبت إليه اليهود، فلم يزالوا به حتى أخذ من مشاطة رسول الله
«صلى الله عليه وآله»،
وعدة أسنان من مشطه، فأعطاها اليهود فسحروه فيها، فمرض
«صلى الله عليه وآله»،
وانتثر شعر رأسه، ولبث ستة أشهر يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيها([35]).
وذكر العسقلاني:
أن رجلاً نزل في البئر، واستخرجه، وأنه وجد في الطلعة
مثالاً من الشمع لرسول الله
«صلى الله عليه وآله»،
فإذا فيه إبر مغروزة، وإذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة، (وفي نص آخر: ووجد
رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
خفة فقام كأنما أنشط من عقال([36]))
فنزل جبرئيل بالمعوذتين، فكلما قرأ آية انحلت عقدة، وكلما نزع عقدة وجد
لها ألماً، ثم يجد بعدها راحة([37]).
وقيل:
قتل النبي
«صلى الله عليه وآله»
مَنْ سَحَرَهُ، وقيل: عفا عنه.
قال الواقدي:
عفوه عنه أثبت عندنا. وروي قتله([38]).
وفي بعض الروايات:
أن سِحْرَ يهود بني زريق حبس النبي
«صلى الله عليه وآله»
عن خصوص عائشة سنة([39]).
وروي أن الغلام الذي سحر النبي
«صلى الله عليه وآله»
والذي كان يخدمه هو نفس لبيد بن الأعصم([40]).
وهناك تفاصيل أخرى، وردت في بعض الروايات([41]).
وفيما ذكرناه كفاية.
ونقول:
إننا لا نشك في كذب هذه الروايات،
ونعتقد:
أنها من مجعولات أعداء هذا الدين، أو من قبل أناس أعمى الجهل بصائرهم،
وتاهت في ظلمات الضلالات عقولهم.
ونحن نلخص ما نريد الإلماح إليه هنا بالمطالب التالية:
ولسنا بحاجة إلى التذكير بالتناقضات الكثيرة بين مضامين
تلك الروايات، وما ذكرته من خصوصيات، ونكتفي من ذلك بأمثلة يسيرة هي:
1 ـ
بعضها يقول: إن الملكين أمرا باستخراج السحر وإحراقه،
فإنه أرسل من استخرجه، وصار كلما حل عقدة منه وجد لذلك خفة، حتى قام
كأنما نشط من عقال.
ورواية تقول:
إنه لم يخرجه، وقد عافاه الله وشافاه بدون ذلك.
2 ـ
هل الذي سحره هو لبيد بن الأعصم؟ أم أن الساحر هو بنات
أعصم أخوات لبيد؟
3 ـ
هل بقي لا يقدر على قربان أهله ستة أشهر؟ أم بقي أربعين
يوماً؟ أم سنة؟ أو أنه بقي أياماً؟
4 ـ
هل شفي بسبب حل العقد؟ أم بسبب أن جبرئيل أتاه فعوَّذه
بالمعوذتين، فخرج إلى أصحابه صحيحاً؟ أم أنه شفي بسبب الخاتم الذي
ألبسه إياه جبرئيل؟
5 ـ
هل قتل النبي ذلك الذي سحره؟ أم أنه عفا عنه؟
6 ـ
هل الغلام الذي كان يخدم النبي
«صلى الله عليه وآله»
هو لبيد بن الأعصم نفسه؟ أم أنه رجل آخر؟
7 ـ
وهل السحر وضع في بئر ميمون؟ أم في بئر أروان؟
النبي
الأسوة، والقدوة، والمثال:
إن كلام هؤلاء معناه:
أن رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
قد فقد قدرة التمييز بين الأمور وفقد توازنه، ولم يعد قادراً على
التركيز، بسبب ما يعانيه من اختلالات في عقله وإدراكه..
بل في بعضها:
«فأقام
رسول الله
«صلى الله عليه وآله»،
لا يسمع ولا يبصر، ولايفهم، ولا يتكلم، ولا يأكل ولا يشرب»([42]).
وكلامهم يعني أيضاً:
أنه قد أصبح من الجائز أن يتخيل
«صلى الله عليه وآله»
أنه يصلي، أو يحج، أو يصوم، وهو لا يصلي، ولا يحج في واقع الأمر، بل هو
يفعل أمراً آخر وقد يكون هذا الأمر الذي يفعله موبقة من الموبقات، أو
جريمة من الجرائم، وقد يكون منافياً للآداب وللأخلاق وللإنسانية.
وقد يتخيل:
أنه يبلِّغ أحكام الله وهو في واقع الأمر ينطق بالكفر،
ويدعو الناس للضلال.
فهل يمكن أن يكون هذا حال من وصفه الله تعالى بأنه: ﴿مَا
يَنطِقُ عَنِ الهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾..
وهل يمكن أن يقول الله تعالى للناس: ﴿وَمَا
آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾.
وأن يقول: ﴿لَقَدْ
كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾.
وأن يجعل قوله، وفعله، وتقريره
«صلى الله عليه وآله»
حجة ودليلاً على الأحكام، مع أنه رجل مسحور، قد يتكلم بالباطل، وقد
يكون تصرفه لا يرضي الله تعالى؟!
والذي يؤكد لنا:
أن ثمة يداً تحاول الطعن في النبوة، بل وفي الدين كله،
أن هؤلاء أرادوا استصدار اعتراف من المسلمين أنفسهم، ومن أقرب الناس
لرسول الإسلام
«صلى الله عليه وآله»
بأن نبيهم رجل مسحور لا يصح اتباعه، ولا مجال لتصديقه.
وقد اقتدوا في ذلك بأسلافهم، أعداء
الأنبياء، الذين حكى الله عنهم:
أن الاتهام بالوقوع تحت تأثير السحر هو أحد الوسائل التي اتبعوها
لإسقاط دعوات الأنبياء السابقين، قال تعالى حكاية لقول فرعون: ﴿إِنِّي
لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُوراً﴾([43]).
ويقول سبحانه عن الظالمين: ﴿وَقَالَ
الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَّسْحُوراً﴾([44]).
وقال: ﴿إِذْ
يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً﴾([45]).
وقد أخذ هؤلاء على عاتقهم خدمة هذا الكيد الشيطاني،
بنسبتهم هذه الأباطيل إلى ساحة قدس رسول الله
«صلى الله عليه وآله»،
مع أن الله سبحانه قد نزهه عنها.
وحين نحكم بكذب الروايات التي تقول:
إن النبي
«صلى الله عليه وآله»
قد سحر فعلاً، فذلك لا يعني: أننا نريد نفي أن يكون اليهود وغيرهم قد
بذلوا بعض المحاولات في هذا المجال.
بل إن ذلك:
هو المتوقع منهم، والمظنون بهم، ولعل هذه المحاولات قد
تكررت وتنوعت..
ولكننا نقول:
إن جميع محاولاتهم قد باءت كلها بالفشل الذريع، ومُنيَ
الذين قاموا بها بالخيبة القاتلة والخسران المبين، وفضحهم الله على
لسان رسوله
«صلى الله عليه وآله»
ليكون ذلك معجزة له، من حيث إنه إخبار لهم بما أسروا من ذميم الفعل،
وخبيث النوايا..
كما أن ما فعلوه لم يكن له أي تأثير على دعوته
«صلى الله عليه وآله».
وخير دليل على ذلك:
أنه لم يمكن لهم التعلق بشيء من ذلك طيلة كل هذه
الأحقاب المتمادية.. وبقيت صورة نبينا الأكرم
«صلى الله عليه وآله»
تزداد تألقاً وسطوعاً جيلاً بعد جيل، وقرناً بعد قرن..
وكان النبي
«صلى الله عليه وآله»
قد حارب يهود بني قينقاع، والنضير، وقريظة، وقد قتل المسلمون عدداً من
زعماء اليهود الآخرين، الذين كانوا يعيشون في المنطقة، من الذين جاهروا
بالعداوة لهم وحالفوا أعداءهم، وساعدوا وسعوا في إثارة الحروب ضدهم،
ولم يزل يهود المنطقة في خيبر، وتيماء، ووادي القرى على هذه الحال معهم
أيضاًَ..
فكيف يرضى النبي
«صلى الله عليه وآله»
والحال هذه، بأن يخدمه ذلك اليهودي، الذي يرى نفسه موتوراً، ولا تصفو
نفسه لواتره؟!
خصوصاً مع وجود التأكيدات القرآنية المتضافرة على شدة
عداوة اليهود للمسلمين، كما في قوله تعالى: ﴿لَتَجِدَنَّ
أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ
وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ..﴾([46]).
ألم يكن في المسلمين من يقوم بهذه الخدمة لرسول الله
«صلى الله عليه وآله»،
حتى احتاج إلى خدمة يهودي؟!
يضاف إلى ذلك:
أنهم يقولون: إن لبيد بن الأعصم كان موسراً كثير المال([47]).
ومن كان كذلك:
فإنه لا يرضى عادة بأن يكون خادماً لأحد، وإن رضي بذلك
للتوصل إلى أهداف شريرة، فإنه سيكون موضع ريب وشك من كل أحد وسوف
يتساءل الناس كلهم، ورسول الله
«صلى الله عليه وآله»
أيضاً، عن سبب إقدام هذا الرجل على خدمة رجل ليس على دينه، بل هو
يعاديه، وقد كانت بينه وبين قومه حروب هائلة..
على أن بعض روايات السحر قد ذكرت:
أن غلاماً مر بلبيد وفي أذنه قرط فجذبه، فخرم أذن
الصبي، فأُخذ فقُطعت يده، فكوي منها فمات([48]).
فإن عقوبة من خرم أذن صبي ليست هي قطع يده.
كما أن اليد إذا كويت لا يموت صاحبها..
وقد ذكرت الروايات المتقدمة:
أن شعر رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
قد انتثر بواسطة السحر..
وهذا أمر عجيب وغريب، لم نعهده في سحر الساحرين، ولا
قرأناه في تاريخ هذا النبي الأمين
«صلى الله عليه وآله»،
فلو كان ذلك قد حصل فعلاً لاعتبره المؤرخون مفصلاً تاريخياً في حياته
«صلى الله عليه وآله»..
ولكان قد بقي في ذاكرة الأجيال المتعاقبة كما بقيت قصة بدر، وأحد،
وغيرهما..
وكما حفظ لنا التاريخ حديث الطائر المشوي، وحديث تصدق
علي
«عليه
السلام»
بخاتم في الصلاة، وحديث الغدير، وما إلى ذلك..
يضاف إلى ذلك:
أن هذا الأمر لو حدث فعلاً فسنجد عائشة تحاول بما لا
مزيد عليه نشره، والتهويل به، والإمعان في وصف جزئياته، وحالاته
وتحولاته..
كما أن ذلك سوف ينقص قدره لدى زوجاته، ويثير فيهن حالات
من الاستغراب، وقد يصل الأمر ببعضهن إلى حد إظهار الاشمئزاز من حالته..
مع أن شيئاً من ذلك لم يحدث، أو أننا على أقل تقدير لم نسمع بما يشير
إلى شيء من ذلك..
والناظر في الروايات المتقدمة يخرج
بحقيقة:
أنها رغم دلالتها على تعدد محاولة التوسل بالسحر
للتأثير على النبي
«صلى الله عليه وآله»..
فإنه لا بد من تصنيفها في دائرتين:
إحداهما:
دائرة المقبول والمعقول. وهو ما دل على تأثير السحر في
جسد الرسول، من حيث إيجابه مرضاً، أو ضعفاً، أو تعباً، فإن الأمراض مما
يجوز حصوله للأنبياء، والسحر من أسبابها العادية، فلا يضر عروض المرض
لهم، ولا يوجب نقصاً في محلهم، ولا في مراتبهم.
تماماً كما جرى لأيوب
«عليه
السلام»،
الذي قال الله تعالى عنه: ﴿وَاذْكُرْ
عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ
بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ﴾([49]).
حيث دلت هذه الآية وكذلك الروايات الواردة في تفسيرها،
على أنه لا مانع من تأثير السحر في تسليط بعض الأرواح الشريرة على
أبدان الأنبياء «عليهم السلام» لإتعابهم، وإيذائهم، ويكون ذلك من موارد
امتحان الأنبياء «عليهم السلام» لإظهار مدى صبرهم، وعظيم تحملهم وحقيقة
ملكاتهم، وقدراتهم في مواجهة المصائب والمصاعب.
الثانية:
أن الأنبياء «عليهم السلام» محفوظون من السحر الذي يؤثر
في إفساد عقولهم، والعبث بقدراتهم، في مجال الفهم، والإدراك، والتمييز،
وما إلى ذلك.
وكلامنا إنما هو في إبطال الروايات التي تنحو هذا
المنحى وتريد إثبات تأثير السحر في هذه المجالات.. أما التي هي من
النوع الأول فلسنا بصدد إثباتها ولا نفيها.
هذا، وهناك أمور أخرى يمكن أن تذكر في جملة المؤاخذات
على الروايات المذكورة، غير أننا نكتفي بما ذكرناه آنفاً. والله هو
الهادي إلى سواء السبيل.
([1])
تاريخ الخميس ج2 ص41 وقال: كذا في حياة الحيوان. وراجع: سبل
الهدى والرشاد ج6 ص128 عن أبي داود في سننه, وعن أبي نعيم في
مستخرجه, وعن تمام الرازي في فوائده, والبداية والنهاية ج4
ص207 وعن فتح الباري ج7 ص377 وتاريخ مدينة دمشق ج6 ص133 وعن
صحيح البخاري ج5 ص82 وشرح معاني الآثار ج3 ص244 والمعجم الأوسط
ج3 ص307 ونصب الراية ج4 ص266 وأحكام القرآن ج3 ص74.
([2])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص128 والبداية والنهاية ج4 ص207.
([3])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص128 وفي هامشه عن البخاري (كتاب المغازي)
ج7 ص529 وسير أعلام النبلاء ج2 ص393 وعن فتح الباري ج7 ص377
وعن البداية والنهاية ج4 ص236 والسيرة النبوية لابن كثير ج3
ص393 وشيخ المضيرة ص45.
([4])
راجع: شيخ المضيرة ص46 وعن فتح الباري ج7 ص377.
([5])
راجع: الصحيفة السجادية الكاملة ص189 وشرح الصحيفة السجادية
للأبطحي ص187 وميزان الحكمة ج2 ص1780 وج3 ص1859.
([6])
السيرة الحلبية ج3 ص28.
([7])
تاريخ الخميس ج2 ص25 و 26 وراجع: نور الثقلين ج5 ص254 والدر
المنثور ج6 ص179 و 180 و 181 و 182 و 183 عن ابن المنذر, وأبي
داود, وأحمد, والطبراني, وابن مردويه, والبيهقي, والحاكم, وابن
ماجة, وابن أبي حاتم, وسعيد, بن منصور, والنحاس. وراجع: السيرة
الحلبية ج3 ص29 والبحار ج22 ص58 والسنن الكبرى للبيهقي ج7 ص392
وعن تفسير مجمع البيان ج9 ص409 وجامع البيان ج28 ص4 و 5 وأحكام
القرآن ج3 ص570 وأسباب نزول الآيات ص274 والجامع لأحكام القرآن
ج17 ص271 وأسد الغابة ج1 ص146.
([8])
الدر المنثور ج6 ص180 عن سعيد بن منصور, وابن مردويه,
والبيهقي, وعبد بن حميد, وابن المنذر, والحاكم, وصححه, والسيرة
الحلبية ج3 ص29 والآحاد والمثاني ج5 ص332 وتفسير القرآن العظيم
ج4 ص341 والطبقات الكبرى ج3 ص547 وج8 ص379 وأسد الغابة ج5
ص417.
([9])
الآيتان 1 و 2 من سورة المجادلة.
([10])
راجع: نور الثقلين ج5 ص254 و 255 والبرهان (تفسير) ج4 ص301 و
302 وتفسير القمي ج2 ص353 والتفسير الصافي ج5 ص143 والوسائل (ط
دار الإسلامية) ج15 ص506 والبحار ج22 ص72 وعن ج101 ص166
والكافي ج6 ص152 وقريب منه في الدر المنثور ج6 ص180 عن ابن
مردويه عن ابن عباس.
([11])
نور الثقلين ج5 ص257 عن الكافي ج6 ص155 وتهذيب الأحكام ج8 ص15
و 321 ومستدرك الوسائل ج15 ص409 و 411 والنوادر ص66 ودعائم
الإسلام ج2 ص274 ومن لا يحضره الفقيه ج3 ص532 والإستبصار ج4
ص57 والوسائل ج15 ص551 وعلل الدارقطني ج10 ص239.
([12])
راجع: الدر المنثور ج6 ص180 و 181 و 182 عن النحاس, وابن
مردويه, والبيهقي, وعبد بن حميد, والطبراني.
([13])
السيرة الحلبية ج3 ص29 والسنن الكبرى للبيهقي ج7 ص385 وتفسير
القرآن للصنعاني ج3 ص277 وجامع البيان ج28 ص7 وأحكام القرآن
للجصاص ج3 ص558 وعن تفسير ابن كثير ج4 ص343 والدر المنثور ج6
ص180 و 183 والطبقات الكبرى ج8 ص379 وتاريخ المدينة ج2 ص393.
([14])
السيرة الحلبية ج3 ص29.
([15])
الدر المنثور ج6 ص181 عن ابن سعد, والطبقات الكبرى ج3 ص547 وج8
ص379.
([16])
السيرة الحلبية ج3 ص29
والبحار ج22 ص58 وعن تفسير مجمع البيان ج9 ص409 وأسباب نزول
الآيـات ص274 وسنن الـدارقطني ج3 ص218 ومسند الشـاميين ج4 ص8
والجامع لأحكام القرآن ج17 ص271 وعن الدر المنثور ج6 ص180.
([17])
السيرة الحلبية ج3 ص29.
([18])
راجع: تاريخ الخميس ج2 ص26 والسيرة الحلبية ج3 ص29 وعن فتح
الباري ( المقدمة) ص65 و ج10 ص25 وعمدة القاري ج10 ص82.
([19])
سبل الهدى والرشاد ج3 ص410 وج12 ص68 وج10 ص57 وتاريخ الخميس ج2
ص40 والطبقات الكبرى ج2 ص196 وعن فتح الباري ج10 ص192.
([20])
صحيح البخاري ج7 ص30 كتاب: بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده,
وكتاب: الطب، باب: هل يستخرج السحر وباب: السحر، وصحيح مسلم ج7
باب السحر، وسبل الهدى والرشاد ج10 ص56 وج3 ص411, وراجع: تاريخ
الخميس ج2 ص41 والمصنف لابن أبي شيبة ج5 ص435 وتفسير ابن كثير
(ط دار الجيل) ج5 ص579 وأضواء على الصحيحين ص273 وعن مسند أحمد
ج6 ص63 و 96 وج3 ص411 ومسند أبي يعلى ج8 ص291 والطبقات الكبرى
ج2 ص196.
([21])
سبل الهدى والرشاد ج3 ص411 وج10 ص56 و 57 عن البيهقي, وراجع:
تاريخ الخميس ج2 ص41 والدر المنثور ج6 ص417 عن ابن مردويه، وعن
البيهقي في دلائل النبوة, ومكارم الأخلاق ص414 والبحار ج18 ص70
و 71 وعن ج60 ص13 و 15 و 24 وعن ج89 ص365 وعن ج92 ص126 و 130
وعن فتح الباري ج10 ص191 و 196 وعن تفسير مجمع البيان ج10 ص492
والتفسير الصافي ج5 ص396 والتفسير الأصفى ج2 ص1493 وتفسير نور
الثقلين ج5 ص718 و 719، وأسباب نزول الآيات ص310 وزاد المسير
ج8 ص333 والجامع لأحكام القرآن ج20 ص253 وج5 ص718 وعن تفسير
القرآن العظيم ج4 ص615 وتفسير الجـلالين ص826 و 830 = = ولباب
النقول ص220 والطبقات الكبرى ج2 ص199 وموسوعة التاريخ الإسلامي
ج1 ص471 وتأويل الآيات ج2 ص862.
([22])
عن صحيح البخاري ج7 ص29، كتاب: الطب، باب السحر، وتفسير القرآن
العظيم (ط دار الجيل) ج4 ص579 وأضواء على الصحيحين ص273 وعن
فتح الباري ج10 ص199 والشفا بتعريف حقوق المصطفى ج2 ص181 وسبل
الهدى والرشاد ج12 ص6.
([23])
سبل الهدى والرشاد ج7 ص323 عن ابن عدي، ولسان الميزان ج2 ص387
والكامل ج3 ص9 وميزان الإعتدال ج1 ص642.
([24])
سبل الهدى والرشاد ج7 ص21 عن أحمد، وعبد بن حميد، والبخاري،
والنسائي، وأبي الشيخ، والبيهقي، والمصنف لابن أبي شيبة ج5
ص435 ومجمع الزوائد = = ج6 ص281 عن الطبراني، والنسائي,
وتفسير القرآن العظيم ج4 ص579 (ط دار الجيل) عن أحمد،
والنسائي، والمعجم الكبير ج5 ص179 و180 والمعرفة والتاريخ ج3
ص289 و 290 وشمائل الرسول لابن كثير ص65 و 66 وسنن النسائي ج7
ص13 وفتح القدير ج51 ص519 عن عبد بن حميد, والبحار ج38 ص303
ومناقب آل أبي طالب ج1 ص395 والدر المنثور ج6ص417 والفايق في
غريب الحديث ج2 ص295 والتبيان في آداب جملة القرآن للنووي
ص183.
([25])
سبل الهدى والرشاد ج7 ص9 وج10 ص56 عن ابن سعد، والحاكم وصححه،
والبيهقي، وأبي نعيم, وعن البداية والنهاية ج6 ص44 وراجع:
المستدرك للحاكم ج4 ص360 وعن المعجم الكبير ج5 ص179 ومجمع
الزوائد ج6 ص281.
([26])
سبل الهدى والرشاد ج3 ص410 وج10 ص57 عن ابن سعد, وتاريخ الخميس
ج2 ص41 عن كنز العباد، والطبقات الكبرى ج2 ص198.
([27])
تاريخ الخميس ج2 ص41 عن كنز العباد، وعن الوفاء، والبخاري، وعن
عون المعبود ج4 ص237 وعن البداية والنهاية ج3 ص290 وسبل الهدى
والرشاد ج3 ص413 وعن مسند أحمد ج6 ص63 وعن تفسير القرآن العظيم
ج4 ص614 وسير أعلام النبلاء ج21 ص101.
([28])
سبل الهدى والرشاد ج10 ص57 عن أبي نعيم, وتفسير الجلالين ص830
ولباب النقول ص220.
([29])
تاريخ الخميس ج2 ص41 وعن فتح الباري ج10 ص192 والطبقات ج2 ص197
وسبل الهدى والرشاد ج3 ص410.
([30])
تاريخ الخميس ج2 ص41 عن الإسماعيلي.
([31])
تاريخ الخميس ج2 ص41 وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (ط دار
الجيل) ج4 ص579 وعن مسند أحمد ج6 ص63 وعن صحيح البخاري ج7 ص88
وسير أعلام النبلاء ج21 ص101.
([32])
تاريخ الخميس ج2 ص41.
([33])
تاريخ الخميس ج2 ص41 عن السهيلي، عن جامع معمر.
([34])
تاريخ الخميس ج2 ص41 عن البخاري وج7 ص28 و 30 وأضواء على
الصحيحين ص272 وعن فتح الباري ج10 ص192 وعن مسند أحمد ج6 ص63
وصحيح مسلم ج7 ص14 وشرح مسلم للنووي ج14 ص174 وجامع البيان ج1
ص644 وزاد المسير ج8 ص332 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج1 ص473.
([35])
تاريخ الخميس ج2 ص41 عن معالم التنزيل، وتفسير القرآن العظيم
(ط دار الجيل) ج4 ص579 عن الثعلبي, وأسباب النزول (ط سنة 1410
هـ) ص405 وعن فتح الباري ج10 ص193 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج1
ص472.
([36])
تفسير الجلالين ص826 ومكارم الأخلاق ص414 والبحار ج18 ص71 وعن
ج60 ص13 و 15 وعن ج92 ص130 وعن فتح الباري ج10 ص191 وعن تفسير
مجمع البيان ج10 ص492 وتفسير نور الثقلين ج5 ص719 وأسباب نزول
الآيات ص310 وزاد المسير ج8 ص333 والجامع لأحكام القرآن ج20
ص253 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص615.
([37])
تاريخ الخميس ج2 ص41 عن المواهب اللدنية عن فتح الباري، والدر
المنثور ج6 ص417 وعن فتح الباري ج10 ص196 وسبل الهدى والرشاد
ج3 ص411.
([38])
تاريخ الخميس ج2 ص41 والطبقات الكبرى ج2 ص199.
([39])
راجع: المصنف للصنعاني (ط دار إحياء التراث العربي) ج11 ص9
وعن الشفا بتعريف حقوق المصطفى ج2 ص182 وسبل الهدى والرشاد ج12
ص5.
([40])
الدر المنثور ج6 ص417 عن ابن مردويه، والبيهقي في دلائل
النبوة.
([41])
راجع: البرهان (تفسير) للبحراني ج4 ص529 و 530 والمصنف
للصنعاني ج6 ص65 ومنتخب مسند عبد بن حميد ص115 ومسند أبي يعلى
ج8 ص290 والإحسان في ترتيب صحيح ابن حبان ج14 ص545 والطبقات
الكبرى ج2 ص196 والعلل لأحمد بن حنبل ج1 ص68 وميزان الإعتدال
ج1 ص642 والكامل ج3 ص9 ومعجم البلدان ج3 ص5 والبداية والنهاية
ج6 ص44 وج10 ص21 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج1 ص472 ومستدرك
الوسائل ج12 ص65 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص65 وكتاب الأربعين
للشيرازي ص301 ومسند أحمد ج4 ص367 وسنن ابن ماجة ج2 ص1173 وعن
فتح الباري ج6 ص239 وج10 ص192 وج11 ص163 وغير ذلك كثير.
([42])
دعائم الإسلام ج2 ص138 والبحار ج60 ص23.
([43])
الآية 101 من سورة الإسراء.
([44])
الآية 8 من سورة الفرقان.
([45])
الآية 47 من سورة الإسراء.
([46])
الآية 82 من سورة المائدة.
([47])
دعائم الإسلام ج2 ص138.
([48])
دعائم الإسلام ج2 ص138 ومستدرك الوسائل ج13 ص108 والبحار ج60
ص22.
([49])
الآية 41 من سورة ص.
|