كتاب
الـنـبـي
إلـى الـمـقـوقـس
كتاب النبي
إلى
المقوقس:
«بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن عبد الله إلى المقوقس، عظيم القبط:
سلام على من اتبع الهدى.
أما بعد..
فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، [وأسلم] يؤتك
الله أجرك مرتين، فإن توليت فإنما عليك إثم القبط و ﴿قُلْ
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا
وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ
شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ
اللهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾»([1]).
قال العلامة الأحمدي رحمه الله:
قالوا:
كتب
«صلى الله عليه وآله»
في ذلك اليوم (الذي كتب فيه إلى الملوك) إلى المقوقس، عظيم القبط، وكان
نصرانياً مع حاطب ابن أبي بلتعة([2]).
فجاء حاطب بالكتاب حتى دخل مصر فلم يجد المقوقس هناك،
فذهب إلى الإسكندرية، فأُخبر أنه في مجلس مشرف على البحر، فركب حاطب
سفينة، وحاذى مجلسه، وأشار بالكتاب إليه، فلما رآه المقوقس أمر بإحضاره
بين يديه، فلما جيء به نظر إلى الكتاب، وفضه، وقرأه.
وقال لحاطب:
ما منعه إن كان نبياً أن يدعو على من خالفه، وأخرجه من
بلده إلى غيرها أن يسلِّط عليهم، فاستعار (فاستعاد) منه الكلام ثم سكت.
فقال له حاطب:
ألست تشهد أن عيسى بن مريم رسول الله؟ فما له حيث أخذه
قومه، فأرادوا أن يقتلوه أن لا يكون دعا عليهم أن يهلكهم الله تعالى،
حتى رفعه الله إليه؟
قال:
أحسنت، أنت حكيم من عند حكيم.
الرسول
عند المقوقس:
ثم قال له حاطب:
إنه كان قبلك من يزعم أنه الرب الأعلى (يعني فرعون)،
فأخذه الله نكال الآخرة والأولى، فانتقم به، ثم انتقم منه، فاعتبر
بغيرك، ولا يعتبر غيرك بك.
إن هذا النبي دعا الناس فكان أشدهم عليه قريش، وأعداهم
له يهود، وأقربهم منه النصارى، ولعمري ما بشارة موسى بعيسى عليهما
الصلاة والسلام إلا كبشارة عيسى بمحمد
«صلى الله عليه وآله»،
وما دعاؤنا إياك إلى القرآن إلا كدعائك أهل التوراة إلى الإنجيل، وكل
نبي أدرك قوماً فهم أمته، فالحق عليهم أن يطيعوه، فأنت ممن أدرك هذا
النبي، ولسنا ننهاك عن دين المسيح، بل نأمرك به.
فقال المقوقس:
إني نظرت في أمر هذا النبي فوجدته لا يأمر بمزهود فيه،
ولا ينهى عن مرغوب فيه، ولم أجده بالساحر الضال، ولا الكاهن الكذاب،
ووجدت معه آلة النبوة، بإخراج الخبء، والإخبار بالنجوى، وسأنظر، ثم أخذ
الكتاب وجعله في حق من عاج، وختم عليه، ودفعه إلى جاريته([3]).
الرسول
مع الملك في السر:
وأرسل المقوقس يوماً إلى حاطب فقال:
أسألك عن ثلاث.
فقال:
لا تسألني عن شيء إلا صدقتك.
قال:
إلى ما يدعو محمد؟
قلت:
إلى أن نعبد الله وحده، ويأمر بالصلاة خمس صلوات في
اليوم والليلة، ويأمر بصيام رمضان، وحج البيت، والوفاء بالعهد، وينهى
عن أكل الميتة والدم ـ إلى أن قال ـ: فوصفته فأوجزت.
قال:
قد بقيت أشياء لم تذكرها: في عينيه حمرة قلما تفارقه،
وبين كتفيه خاتم النبوة، يركب الحمار([4])،
ويلبس الشملة، ويجتزي بالتمرات والِكسَر، ولا يبالي من لاقى من عم أو
ابن عم.
ثم قال المقوقس:
هذه صفته، وكنت أعلم أن نبياً قد بقي، وكنت أظن أن
مخرجه بالشام، وهناك تخرج الأنبياء من قبله، فأراه قد خرج في أرض
العرب، في أرض جهد وبؤس، والقبط لا تطاوعني في اتباعه، وأنا أضن بملكي
أن أفارقه.
وسيظهر على البلاد، وينزل أصحابه من بعد بساحتنا هذه
حتى يظهروا على ما ههنا، وأنا لا أذكر للقبط من هذا حرفاً واحداً، ولا
أحب أن تعلم بمحادثتي إياك([5]).
ثم دعا كاتبه الذي يكتب له بالعربية، فكتب إلى النبي
«صلى الله عليه وآله»([6]):
«بسم
الله الرحمن الرحيم
لمحمد بن عبد الله، من المقوقس، عظيم القبط:
سلام عليك.
أما بعد..
فقد قرأت كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وما تدعو إليه، وقد
علمت أن نبياً قد بقي.
وقد كنت أظن أنه يخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك، وبعثت
إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم، وبثياب، وأهديت إليك بغلة
لتركبها، والسلام عليك([7]).
أرسل الملك إلى النبي
«صلى الله عليه وآله»
هدايا كثيرة، ذكرها المحدثون والمؤرخون، ونحن نذكرها إجمالاً:
1 ـ
أهدى المقوقس إليه
«صلى الله عليه وآله»
جارية اسمها مارية، أم إبراهيم
«عليه
السلام»،
ابن رسول الله
«صلى الله عليه وآله»([8]).
2 ـ
جارية أخرى اسمها: سيرين أخت مارية([9]).
3 ـ
جارية أخرى اسمها: قيسر، أو قيس، وهي أخت مارية أيضاً([10]).
4 ـ
جارية أخرى سوداء، اسمها: بريرة([11]).
وفي الطبري والكامل والبداية والنهاية ج4 ص272 والبحار
ج20 ص383 أنه أهدى أربع جوار من دون أن يسميهن.
5 ـ
غلاماً خصياً أسود، اسمه: مأبور (وفي الطبقات شيرين)([12]).
6 ـ
بغلة شهباء، وهي دلدل([13]).
7 ـ
حماراً أشهب يقال له: يعفور([14]).
وقيل:
اسمه عفير([15]).
قال الدياربكري، وقيل:
وألف دينار وعشرين ثوباً([16]).
وقال الدميري:
وألف مثقال ذهباً([17]).
8 ـ
فرساً وهو اللزاز([18]).
9 ـ
وأهدى إليه عسلاً من عسل نبها (بكسر الباء الموحدة قرية
من قرى مصر)([19]).
10 ـ
وأهدى إليه مكحلة، ومربعة توضع فيها المكحلة، وقارورة
دهن، والمقص (وهو المقراض) والمسواك، والمشط، ومرآة.
وقيل:
أهدى أيضاً عمائم وقباطي، وطيباً، وعوداً، ومسكاً، مع
ألف مثقال من ذهب، مع قدح من قوارير([20]).
وزاد في البداية والنهاية:
خفين ساذجين أسودين.
11 ـ
وقال بعض: إنه أرسل مع الهدايا طبيباً يداوي مرضى
المسلمين، فقال له النبي
«صلى الله عليه وآله»:
ارجع إلى أهلك، فإنا قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع»([21]).
إلى هنا انتهى ما نقلناه عن كتاب العلامة الأحمدي رحمه
الله([22]).
ولا يختلف كتاب النبي
«صلى الله عليه وآله»
إلى المقوقس عن كتابه لكسرى، وقيصر، إلا من حيث إنه حمَّله إثم القبط
الذين كان المقوقس يحكمهم، إن لم يؤمن، ولم يفسح لهم المجال للتعرف على
الإسلام، ولا أعانهم، ولا يسَّر لهم أمر الإيمان به..
بل يكون عزوفه عن الإيمان بالإسلام من أسباب انصرافهم
عن هذا الأمر، وزهدهم فيه، هذا إن لم يمنعهم من ذلك بالقسر، والقهر، أو
بإلقاء الشبهات، وإشاعة الأباطيل ضد الإسلام وأهله..
وليس في قولنا هنا أية غضاضة:
إن المقوقس أيضاً كان مثل هرقل، لا يرغب بانتشار
الإيمان بنبوة رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
بين الأقوام الذين يحكمهم، حرصاً منه على ملكه ـ بزعمه ـ وعلى نفوذ
كلمته في تلك الأقوام، وعدم الرغبة في إفساح المجال لمشاركة أحد له في
ذلك.. وما ذلك إلا لأنه يعلم أن الطاعة للدين ولأهله أقوى وأعمق من
الطاعة لأهل الدنيا.. فإن الطاعة لأهل الدين تأتي طوعية، وباندفاع
ذاتي، وبتحريك وجداني، ورضا قلبي، وأنس وسرور واغتباط روحي..
أما طاعة الناس لملوكهم، فإنما تكون طمعاً في الدنيا،
ورهبة من سطوتهم بهم. وشتان ما بين هذه الطاعة وتلك.
ولهذا حرص المقوقس على إبعاد رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
ودعوته عن قومه برفق، وأناة، ولم يجازف بإعلان الخصومة والعناد، لكي لا
يكون هذا الاحتكاك من موجبات إثارة فضول الناس لمعرفة أقوال هذا النبي
الكريم، وتتبُّع سيرته وأفعاله، واستلهام مواقفه.. وذلك لأنه يعلم بأن
ذلك سينتهي إلى قبولهم ـ ولو بصورة تدريجية ـ لهذا الدين، شاء أم أبى،
ولسوف تهتز الأرض تحت قدمي كل معاند وجاحد، مهما طغى وبغى، وتكون
النتيجة ـ من ثم ـ هي نفس النتيجة التي واجهها أهل مكة مع هذا النبي
الكريم
«صلى الله عليه وآله»..
وقد ذكرت النصوص المتقدمة:
أن أول سؤال طرحه المقوقس على حاطب ابن أبي بلتعة قد
تضمن شبهة ربما لا يلتفت أكثر الناس العاديين إلى حلِّها، وهي ليس فقط
تكفي لإثارة الشك في نبوة صاحب هذه الدعوة التي تعرض عليهم لأول مرة،
وإنما هي تكفي لترجيح جانب النفي، وصرف النظر عن أي تفكير فيها..
وقد جاءت إجابة حاطب ابن أبي بلتعة على هذه الشبهة قوية
وقاطعة، ومعبرة عن مستواه الثقافي، الذي فاجأ المقوقس، الذي كان يعلم:
أن حاطباً مجرد حامل كتاب، وليس معروفاً بالفضل والعلم بين أصحاب محمد
رسول الله
«صلى الله عليه وآله»،
وإنما هو من الناس العاديين في ذلك المجتمع الناشئ، الذي أسسه
«صلى الله عليه وآله»..
وهذه الإجابات من شأنها أن تعطي الانطباع الذي لم يكن
المقوقس يرغب في أن يراه في قومه تجاه هذا الشخص ومن أرسله في هذا
الوقت الحساس بالذات..
ونحن لا نشك في أنه قد ندم على هذه الإثارة التي أراد
لها أن تكون اختباراً لحاطب، وتحصيناً لرعيته عن التفكير في الدعوة
المعروضة عليهم، والتي يحمل لهم حاطب كتاب صاحبها..
والذي نريد لفت النظر إليه هنا هو:
أن المقوقس حين سجل اعتراضه الآنف الذكر لم يكن يجهل بل
كان يتجاهل: حقيقة دور الدعاء في حياة الأنبياء. أي أنه كان يعلم أن
الدعاء لا توكل إليه مهمات كهذه في حياتهم
«عليهم
السلام».
بل دور الدعاء هو:
توثيق الصلة بالله سبحانه، وإنشاء العلاقة الوجدانية
والروحية به تعالى..
وقد يستجيب الله تعالى دعاء الداعين، ولكن بشروط أهمها
أن لا تترك هذه الاستجابة أي أثر سلبي على الداعي نفسه من جهة..
وأن لا تكون سبباً في الإخلال بحقوق الآخرين من جهة
أخرى..
ومنها حق الاختيار لهم، وحق الممارسة والتصرف فيما
يختارونه؛ لأن الاستجابة للدعاء إذا كانت تؤثر على اختيار الناس،
وتسلبهم القدرة عليه، فإنها تدخل في دائرة العدوان عليهم، والظلم لهم.
ونقض السنة الإلهية القائمة، والتي تقضي بحفظ ذلك لهم، ليصح اعتبارها
مناطاً للعقوبة والمثوبة، وللسعادة والشقاء.
فإذا كانت المخالفة تستتبع الدعاء من النبي
«صلى الله عليه وآله»
بأن يسلطه الله عز وجل على من يخالفه، بحيث يفقد ذلك المخالف قدرته
بهذا القهر، ويتلاشى اختياره بهذا التسليط، فذلك يعني أن يصبح إيمان
هذا الشخص مولوداً قسرياً، نشأ وترعرع تحت وطأة الخوف، واستيلاء الرعب،
وهذا هو الإكراه في الدين، الذي نفاه القرآن، حيث ينتفي معه دور العقل
والفكر، والتأمل والتدبر المأمور به، والذي يطلب أن يرتكز الإيمان
إليه، ويعتمد عليه..
وإنما يطلب الأنبياء
«عليهم
السلام»
من ربهم إهلاك قوم بأعيانهم؛ حين يبادر أولئك الأقوام باختيارهم إلى
فعل ما استحقوا به نزول العذاب عليهم، ومعاجلتهم بالعقوبة التي هي
نتيجة أعمالهم.
وغني عن القول:
إن لا فائدة من كل تلك الهدايا التي أرسلها المقوقس إلى
النبي
«صلى الله عليه وآله»،
فإنها هدايا تفيده كشخص في حياته الخاصة، ولا تفيد دعوته في شيء، بل هو
أراد أن يماطل بها رسول الله
«صلى الله عليه وآله»،
وأن يدفعه عن التعرض بدعوته لأهل مملكته، مع علمه المسبق أيضاً: أن
دعوته
«صلى الله عليه وآله»
ستصل إليهم، وسيدخلون في دين الله أفواجاً، تماماً كما علم بذلك قيصر،
وصرح به..
ولكنه آثر أن يستمتع بزهرة الحياة الدنيا، ولو إلى حين،
ورضي بأن يكون سبباً في إبقاء قومه في ضلالتهم، وأن يبوء ـ من ثم ـ
بإثمهم..
وقد صرح المقوقس ـ كما فعل قيصر ـ: بأن القبط لا تطاوعه
في اتباع رسول الله
«صلى الله عليه وآله»..
وأنه يضن بمُلْكِه أن يفارقه..
وهو كاذب في قوله هذا جزماً، فإنه ـ كما أشار إليه كتاب
رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
ـ هو الذي يبوء بإثم القبط؛ لأنه يمنعهم من التعرف على دعوته
«صلى الله عليه وآله»،
بما يلقيه إليهم من شبهات، ويمارسه ضدهم من قهر واضطهاد، وإرهاب،
واستضعاف لهم.
كما أنه يمنع رسل رسول الله
«صلى الله عليه وآله»،
من القيام بواجب الدعوة إلى الله سبحانه فيهم..
وحين ادَّعى المقوقس أن القبط لا يطيعونه، هل جرب ذلك
معهم بالأساليب الحكيمة؟! وبالتدبير السليم والذكي؟! أم أن هذا هو قرار
الأهواء، والمصالح، والرغبات الشخصية، الذي يريد التسويق له بهذه
الطريقة الظالمة واللا إنسانية؟!
وهل أفسح المجال لدعاة الإسلام، لكي يمارسوا دورهم في
هذا السبيل؟!
وبينما نرى المقوقس يرسل بالهدايا إلى رسول الله
«صلى الله عليه وآله»،
ويعترف بالنبوة له، حيث يقول:
«وجدت
معه آلة النبوة، بإخراج الخبء والإخبار بالنجوى»
ونحو ذلك.
فإنه يقول:
إنه يضن بملكه أن يفارقه..
فإنه إذا كان محمد
«صلى الله عليه وآله»
نبياً، فعليه أن ينقاد له، ويستجيب لدعوته، وليس له أن يمتنع عليه،
ويعصيه، ويؤثر الاحتفاظ بملكه على طاعته، والانقياد له..
بل إن هذه المداراة الظاهرة من ملك مصر للنبي
«صلى الله عليه وآله»،
وإرساله الهدايا له، والبدء بـ
«بسم
الله الرحمن الرحيم»،
ثم باسم رسول الله في رسائله له
«صلى الله عليه وآله»،
حيث قال:
«بسم
الله الرحمن الرحيم: لمحمد بن عبد الله، من المقوقس، عظيم القبط: سلام
عليك..»
وكذلك الحال بالنسبة لقيصر، حين كتب إلى رسول الله
«صلى الله عليه وآله»:
«..إلى
أحمد رسول الله، الذي بشر به عيسى، من قيصر ملك الروم:
وفيه يقول:
«وإني
أشهد أنك رسول الله، نجدك عندنا في الإنجيل، بشرنا بك عيسى بن مريم».
إن هذه المداراة البالغة من هذين الرجلين، تدل على
أنهما كانا على يقين من صحة نبوة رسول الله
«صلى الله عليه وآله»..
ولكنهما يحاولان التملص من مسؤوليات هذا الإيمان، والتخلص من تبعاته،
فيلقيان بالمسؤولية على عاتق شعوبهما: الروم والقبط، وأن هذه الشعوب هي
التي تأبى الإيمان، وبذلك يكون هذان الرجلان ـ بزعمهما ـ غير مسؤولين
تجاهه
«صلى الله عليه وآله»،
وغير ملزمين بالطاعة..
مع أن هذا كلام فارغ، فإنه لو صح أن قومهما قد رفضوا
الإيمان ـ وقد تقدم أن هذا غير صحيح أيضاً ـ فإن ذلك لا يعفي قيصر ولا
المقوقس، ولا غيرهما من الدخول في هذا الدين، ومن طاعة رسول الله
«صلى الله عليه وآله»،
والتعامل مع قومهما بالحكمة والموعظة الحسنة، والسعي لتسهيل تقبلهما
لدعوة الحق، والدخول في دين الله تعالى، والإيمان برسول الله
«صلى الله عليه وآله»..
ولكن ماذا نصنع بمن غرتهم الحياة الدنيا، وصدق عليهم
إبليس ظنه، فجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم؟!.
وقد نقلوا عن الواقدي:
أن الذي كتب كتاب رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
إلى المقوقس هو أبو بكر، وأنه كتب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم([23]).
ولكن النص الذي ذكروه لهذا الكتاب مختلف عن النص الذي
نقلناه.
كما أن هذا النص المدَّعى يتضمن التهديد للمقوقس
بالحرب، مع أن الحديث عن الحرب في أول رسالة دعوة يرسلها
«صلى الله عليه وآله»
ليس له ما يبرره، وليس هو الأسلوب الحكيم المتوقع من قبل رسول الله،
ولم يكن من عادته
«صلى الله عليه وآله»
أن يفعل ذلك..
على أن كتاب فتوح الشام، راوي هذه الرسالة والذي ينسب
إلى الواقدي، إنما كتبه مؤلفه بهدف إرغام الروافض كما صرح به مؤلفه([24]).
وقد أخذ العلماء على هذا الكتاب:
أنه قد اعتمد أسلوب القصاصين، وأن أمارات الاصطناع
ظاهرة على أسلوبه ومضامينه([25]).
فهو كتاب غير موثوق، ولا يمكن الاعتماد عليه.
والمقوقس بصيغة اسم الفاعل:
هو لقب لكل من ملك مصر والإسكندرية. وكان نصرانياً
تابعاً لملك الروم، ومنصوباً من قبله.
وقيل:
إنه
تضمَّن مصر من قيصر بتسعة عشر ألف ألف دينار([26]).
والقبط ـ بكسر القاف ـ هم:
أهل مصر، أو أهل مصر والإسكندرية([27]).
وقد أكرم المقوقس حاطب ابن أبي بلتعة، وبقي عنده حاطب
خمسة أيام([28])،
ودفع له المقوقس مائة دينار، وخمسة أثواب([29]).
وقال له:
«القبط لا يطاوعونني في اتباعه، ولا أحب أن تعلم
بمجاورتي إياك، وأنا أضن بملكي أن أفارقه، وسيظهر على البلاد، وينزل
بساحتنا هذه أصحابه من بعده.
فارجع إلى صاحبك، وارحل من عندي، ولا تسمع منك القبط
حرفاً واحداً.
وبعث معه جيشاً إلى أن دخل إلى جزيرة العرب، فوجد قافلة
تريد المدينة، فالتحق بها، وردّ ذلك الجيش»([30]).
وقد أظهرت هذه النصوص أموراً عديدة، منها:
1ـ
ادّعاؤه أن القبط لا يطاوعونه، مع أنه لم يعرض ذلك
عليهم، وقد دل على ذلك التعبير المذكور، حيث لم يقل: لم يطيعوني، ليدل
ذلك على أنه قد عرض عليهم الإيمان فرفضوه، بل قال: لا يطاوعوني، الذي
يستبطن: أنه يقول ذلك عن حدس واستنتاج.
2 ـ
لماذا لا يحب أن يعلم القبط بمجاورة حاطب للمقوقس؟!
أليس ذلك إلا من أجل أن لا يتساءلوا عن السبب الذي جاء به إلى بلادهم،
وقد يبذلون بعض المساعي لسماع أنباء رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
من أحد أتباعه، إذ إن النفوس تتشوق وتتشوف لسماع أنباء من هذا القبيل.
وهي أنباء يشعر الناس كلهم:
أنها تهمهم وتعنيهم، ولها مساس بحياتهم، وبمستقبلهم، وبمصيرهم.
3 ـ
ألا يستفاد من هذه المطالب: أن المقوقس لم يُعلِم أحداً
من القبط بقدوم رسول رسول الله
«صلى الله عليه وآله»؟!
وأنه قد حصر هذا الرسول، وحاصره عنده، وقد غمره بالإكرام والإنعام،
وأبقاه تحت السيطرة، وتحت الرقابة التامة؟!
4 ـ
لماذا لا يريد المقوقس: أن تسمع منه القبط حرفاً
واحداً؟! أليس هذا من الأدلة الواضحة على سعيه لتجهيل قومه؟!
ولماذا يهتم بهذا التجهيل؟! وما الذي يخشاه من اطلاعهم
على أخبار نبي يعترف هو بصحة نبوته، وبعثته، وهو الذي لم تزل كتبهم
السماوية تعدهم به؟!
إن ذلك كله وسواه مما لم نذكره يدل على أن المقوقس كان
يسعى لإبعاد شبح الإسلام عن نفسه، وعن قومه، وكان يستخدم الكلمات
المعسولة، والهدايا، وسياسة المداراة للمسلمين من جهة، ويتبع سياسة
محاصرة قومه بالجهل، والإبعاد عن مواقع المواجهة، من جهة أخرى.. وذلك
من أجل أن يبقي على نفوذه، ويحتفظ بملكه، ولو كان ذلك لقاء إطفاء نور
الله تعالى، وإشاعة الشبهات والضلالات في الناس.
كتابه
’
إلى النجاشي الأول من مكة:
«بسم الله الرحمن الرحيم.
من محمد رسول الله،
إلى النجاشي الأصحم ملك الحبشة:
سلام عليك.
فإني أحمد إليك الله،
الملك،
القدوس،
(السلام) المؤمن،
المهيمن،
(العزيز،
الجبار،
المتكبر).
وأشهد أن عيسى بن مريم روح الله،
وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة، فحملت بعيسى،
فخلقه من روحه ونفخه، كما خلق آدم بيده ونفخه.
وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له، والموالاة على
طاعته، وأن تتبعني فتؤمن بي، وبالذي جاءني،
فإني رسول الله.
وقد بعثت
إليكم ابن عمي جعفراً، ومعه نفر من المسلمين، فإذا جاؤوك،
فأقر ودع التجبر.
وإني أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل، وقد بلغت ونصحت فاقبلوا.
والسلام على من اتبع الهدى»([31]).
وقد ذكر المؤرخون ـ والنص للعلامة الأحمدي «رحمه الله»([32])
ـ:
أنه
لما أوصل عمرو بن أمية الكتاب إلى النجاشي، أخذه ووضعه على عينيه،
ونزل عن سريره،
وجلس على الأرض إجلالاً وإعظاماً، ثم أسلم، ودعا بحق من عاج،
وجعل فيه الكتاب،
وقال: لو كنت أستطيع أن آتيه لأتيته([33]).
وقالوا:
إن
عمرو بن أمية
قال للنجاشي:
يا أصحمة،
إن عليَّ القول وعليك الاستماع، إنك كأنك في الرقة علينا منا، وكأنا في
الثقة بك منك، لأنا لم نظن بك خيراً قط إلا نلناه، ولم نحفظك على شر قط
إلا أمناه، وقد أخذنا الحجة عليك من قبل آدم، والإنجيل بيننا وبينك
شاهد لا يرد، وقاض لا يجور، وفي ذلك موقع الخير وإصابة الفضل، وإلا
فأنت في هذا النبي الأمي كاليهود في عيسى بن مريم، وقد فرق رسله إلى
الناس،
فرجاك لما لم يرجهم له، وأمنك على ما خافهم عليه، لخير سالف وأجر ينتظر([34]).
فقال النجاشي:
أشهد بالله:
أنه النبي
الذي ينتظره أهل الكتاب،
وأن بشارة موسى براكب الحمار كبشارة عيسى براكب الجمل، وأنه ليس الخبر
كالعيان،
ولكن أعواني من الحبشة قليل،
فانظرني
حتى أكثر الأعوان،
وألين القلوب.
وفي رواية:
لو أستطيع أن آتيه لأتيته([35]).
ونحن نرى:
أن حامل رسالة رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
هو جعفر بن أبي طالب، إذ من المعلوم: أن النجاشي إنما أسلم على يدي
جعفر.
فهذه الموعظة إن كانت قد صدرت من أحد فإنما صدرت من
جعفر دون سواه باستثناء بعض الفقرات، كما سنوضحه في الفقرة التالية:
هذا.. وقد ذكرت النصوص المتقدمة:
أن عمرو بن أمية قال للنجاشي:
«كأنك
في الرقة علينا منا، وكأننا في الثقة بك منك، لأنا لم نظن بك خيراً قط
إلا نلناه الخ..».
ونقول:
قد نقل عن خط الشهيد رحمه الله ما يلي:
«قيل:
كتب النجاشي كتاباً إلى النبي
«صلى الله عليه وآله»
فقال رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
لعلي
«عليه
السلام»:
أكتب جواباً، وأوجز.
فكتب «عليه السلام»:
«بسم الله الرحمن الرحيم:
أما بعد، فكأنك من الرقة علينا منَّا، وكأنَّا من الثقة
بك منك، لأنَّا لا نرجو شيئاً منك إلا نلناه، ولا نخاف منك أمراً إلا
أمناه، وبالله التوفيق».
فقال النبي «صلى الله عليه وآله»:
الحمد لله الذي جعل من أهلي مثلك، وشد أزري بك»([36]).
فالكلام المتقدم من إنشاء أمير المؤمنين
«عليه
السلام»،
ولكن الأيدي الخائنة التي تسعى إلى تزوير الحقائق، وإلى سرقة جواهر
كلام علي
«عليه
السلام»،
قد نسبت ذلك إلى عمرو بن أمية. ولكن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره
الكافرون، والمشركون، وأن يفتضح الفجار والمزورون لحقائق الدين
والإيمان، وأن يحل بهم الخزي والعار، وأن يصيبهم الخذلان والخزي،
والبوار، ويكون فيهم كالنار على المنار، وكالشمس في رابعة النهار،
وينتقم منهم في الدنيا والآخرة العزيز الجبار.
وقالوا أيضاً:
إن
النجاشي
أحضر
جعفراً
رضوان الله تعالى عليه وأصحابه،
وأسلم على يديه
لله رب العالمين،
وكتب بذلك إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «بسم الله الرحمن
الرحيم.
إلى محمد رسول الله،
من النجاشي الأصحم بن أبجر.
سلام عليك يا نبي الله ورحمة الله وبركاته،
من الذي لا إله إلا هو،
الذي هداني للإسلام.
أما بعد..
فقد بلغني كتابك يا رسول الله فيما ذكرت من أمر عيسى،
فورب السماء والأرض،
إن عيسى ما يزيد على ما ذكرت ثُفْروقاً([37]).
إنه كما قلت، وقد عرفنا ما بعثت به إلينا، وقد قربنا ابن عمك وأصحابه،
فأشهد أنك رسول الله،
صادق،
مصدق،
وقد بايعتك، وبايعت ابن عمك، وأسلمت على يديه لله رب العالمين، وقد
بعثت إليك بابني أرها بن الأصحم بن أبجر، فإني لا أملك إلا نفسي، وإن
شئت أن آتيك فعلت يا رسول الله، فإني أشهد أن ما تقول حق،
والسلام عليك يا رسول الله»([38]).
وكتب النجاشي إليه «صلى الله عليه وآله» في جواب كتابه
في تزويج أم حبيبة
ما يلي:
«بسم الله الرحمن الرحيم.
إلى محمد «صلى الله عليه وآله»،
من النجاشي أصحمة..
سلام عليك يا رسول الله من الله ورحمة الله وبركاته.
أما بعد..
فإني قد زوجتك امرأة من قومك، وعلى دينك، وهي السيدة أم
حبيبة بنت أبي سفيان، وأهديتك هدية جامعة:
قميصاً،
وسراويل،
وعطافاً،
وخفين ساذجين، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته»([39]).
وكتب إلى النبي «صلى الله عليه وآله» أيضاً في جواب
كتابه في تجهيز المسلمين هذا الكتاب:
«بسم الله الرحمن الرحيم.
إلى محمد «صلى الله عليه وآله»،
من النجاشي أصحمة..
سلام عليك يا رسول الله من الله ورحمة الله وبركاته، لا
إله إلا الذي هداني للإسلام.
أما بعد..
فقد أرسلت إليك يا رسول الله من كان عندي من أصحابك
المهاجرين من مكة إلى بلادي، وها أنا أرسلت إليك ابني أريحا في ستين
رجلاً من أهل الحبشة، وإن شئت أن آتيك بنفسي فعلت يا رسول الله،
فإني أشهد أن ما تقول حق، والسلام عليك يا رسول الله ورحمة الله
وبركاته»([40]).
لما طغت قريش وعتت ضد الإسلام والمسلمين،
وأفرطوا في تعذيبهم قال لهم رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «لو خرجتم
إلى الحبشة،
فإن بها ملكاً لا يظلم عنده أحد.
وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجاً مما أنتم فيه»([41]).
ثم بعث المهاجرين تحت كفالة جعفر بن أبي طالب رضوان
الله عليهما([42])
وكتب إلى النجاشي فيهم،
يوصيه
بتكريمهم وقراهم.
كما أن أبا طالب رضوان الله عليه أيضاً
كتب إليه في هذا المعنى كما تقدم
في الأجزاء الأولى من هذا الكتاب، حين استعرض أحداث هجرة المسلمين إلى
الحبشة.
فأقام المسلمون هناك في رغد من العيش،
وأمن من الغوائل، ورد النجاشي مبعوثي
قريش رداً
قبيحاً،
وصار
تكريمه للمسلمين
سبباً
للثورة عليه،
ودفع الله تعالى عنه هذه المكائد.
وقد تقدم:
أن
رسول الله «صلى الله عليه وآله»
كتب إلى النجاشي
مع عمرو بن أمية في الدعوة إلى الإسلام
ـ والظاهر: أن المكتوب إليه هو النجاشي الثاني ـ
فآمن وصدق، وكتب
إليه أيضاً
في تزويج أم حبيبة،
فزوجها منه «صلى الله عليه وآله»، وكتب
إليه أيضاً
في إرسال جعفر صلوات الله عليه،
ومن معه من المسلمين،
فجهزهم وأرسلهم في سفينتين مع هدايا، ومع الوفد
الذي أرسله،
لينظروا إلى كلامه ومجلسه ومشربه، فيشاهدوا آيات رسالته،
وأعلام نبوته، وأن زيه
ليس هو زي
الملوك والجبابرة.
فوافوا المدينة، وأكرمهم رسول الله «صلى الله عليه
وآله» حتى قام يخدمهم بنفسه الشريفة،
فقال أصحابه: نحن نكفيك يا رسول الله.
فقال:
إنهم كانوا لأصحابي مكرمين،
وإني أحب أن أكافيهم،
وقرأ عليهم رسول الله «صلى الله عليه وآله» القرآن،
فبكوا،
ورجعوا إلى النجاشي([43]).
وقد خاطب النبي
«صلى الله عليه وآله»
النجاشي بعنوان
«ملك
الحبشة»،
ولم يخاطب كسرى ولا قيصر ولا المقوقس بذلك.. لأنه
«صلى الله عليه وآله»
كان على يقين من إيمان النجاشي، ثم من عقله، وحسن تدبيره، وأمانته،
وعدله، فإنه ملك لا يظلم عنده أحد، كما تقدم، فلم يكن هناك أي محذور من
الإقرار له بالملك على قومه، وتفويض تدبير أمورهم إليه، فإنه أحرى بذلك
من كل أحد..
وهكذا فعل رسول الله
«صلى الله عليه وآله»..
وكان النبي «صلى الله عليه وآله» ـ
كما قلنا ـ يكتب إلى المسلم:
سلام عليك، أو سلم أنت، أو نحو ذلك، ويكتب إلى غير المسلم: السلام على
من اتبع الهدى.
وقد لاحظنا هنا:
أنه
«صلى الله عليه وآله»
يبدأ كتابه للنجاشي بقوله:
«سلام
عليك، أو سلم أنت».
وهذا يشير إلى:
أنه
«صلى الله عليه وآله»
كان يعلم بقبول النجاشي بكل ما يرضي الله سبحانه، ولا يتوقع منه أي
تلكؤٍ أو استكبار عن قبول الدعوة الإلهية، فهو يؤمن بعيسى
«عليه
السلام»،
من حيث إنه يرى: أن في ذلك الإيمان رضاه تعالى، ولا بد أن يتواصل
ويستمر هذا الإيمان، ولا ينقطع.
بل هو يتنامى ويكبر ويتحول تلقائياً إلى الإسلام.
ولسنا بحاجة للإشارة إلى:
أنه
«صلى الله عليه وآله»
قد ساق حمده لله حتى أوصله إلى النجاشي، ليؤنسه ويسره به، وليحببه
إليه، ولم يفعل ذلك مع كسرى وقيصر..
وفي هذا دلالة أخرى على:
أن النجاشي قريب إلى الله تعالى، وهو يأنس بحمده،
والثناء عليه، ولا يغتر بملكه وطاعة الناس له، إلى حد الشعور
بالاستغناء عنه تعالى، والاستكبار عن طاعته..
وقد تقدم:
أنه
«صلى الله عليه وآله»
قد خاطب النجاشي: بأنه
«ملك
الحبشة»
ولكنه عاد وذكَّره: بأن الله تعالى هو الملك على الإطلاق، وله دون سواه
الملك الحقيقي، الذي لا يخضع في مالكيته إلى جعل وإنشاء من أحد، وأما
من سواه، فمالكيته وسلطانه محتاج إلى إنشاء واعتبار وجعل مِن قِبَل مَن
بيده الأمر، وهو المالك الحقيقي، والخالق، والمهيمن.
ثم عقب ذلك بذكر سائر صفات الله سبحانه، والتي يحاول
الملوك أن يستأثروا بها لأنفسهم، بنحو أو بآخر. فذكر من ذلك صفة
«القدوس»
التي هي من صيغ التكثير والتشديد (المبالغة) في تقديس
الله وتنزيهه عن أي نقص، أو عجز، أو عيب، أو حاجة وما إلى ذلك.
فلا معنى لأن ينسب إليه أحد ظلماً، أو جهلاً، أو بخلاً،
أو.. أو..
وبمقايسة بسيطة يتجلى للإنسان عجزه حتى لو كان ملكاً،
وتظهر له عيوبه، ويشعر بأنه محتاج إلى غيره، حتى إلى رعيته، أو إلى
بعضهم، ليرفع نقائصه، وليصل إلى مراداته.
والمفروض بهذا الشعور الداخلي، والإقرار الوجداني، أن
ينتهي به إلى التسليم لله الملك القدوس، وأن يطلب منه سبحانه تلبية
حاجاته، وتقوية ضعفه، وإكمال نقصه، ورفع عجزه..
ورغم أن الله مالك، وأن مقتضى ألوهيته أن يكون عباده
مطيعين، خاضعين، منقادين له.. فإن الناس، سواء في ذلك الملوك أم السوقة
يستكبرون على ربهم، ولا يخضعون، ولا ينقادون له، ولا يطلبون حاجاتهم
منه، ولا يعترفون بضعفهم أمام قوته، وبنقصهم أمام كماله، وبفقرهم أمام
غناه و.. و..
ولكنه تبارك وتعالى لا يعاملهم بما يستحقون، ولا
يعاجلهم بالعقوبة على ما يقترفون، ولا يبادرهم بالانتقام رغم أنهم
مجرمون. بل هو السلام الحاني، والمؤمن لهم من كل ما يخافون ويحذرون،
وهو التواب على من تاب، والمؤمن لهم من العذاب.
أما سلام الملوك، فإنه يفرض بالقوة، وهو ليس في حقيقته
سلاماً، بل هو إذلال وقهر.. ولذلك الأمن الذي يأتي من قبلهم فإنه يكون
خوفاً واستكانة، واستخذاءً، وخموداً..
ولم تكن صفة السلام والمؤمن فيه تعالى، من أجل أنه فاقد
للسيطرة، وغير متمكن من الإمساك بمقاليد الأمور بسبب قلة خبرة، أو
انحسار سلطان، أو ضعف في مستوى مراقبة الأحوال..
بل من أجل أنه تعالى:
يمنح السلام والأمن لمستحقيهما وطالبيهما من موقع
الشاهدية، والرقابة، والإمساك بالأمور بصورة حقيقية، وبقدرة وفاعلية،
فكان المهيمن والشاهد، لا بواسطة الاستعانة بغيره، ولا بالاعتماد على
الوسائل المتاحة له، كما هو حال ملوك الأرض، بل بالقدرة الذاتية،
والشاهدية الحقيقية..
والله تعالى هو العزيز، الجبار، المتكبر على نحو
الحقيقة، وأما ملوك الأرض فإنهم يدَّعون ذلك لأنفسهم، ولكن على سبيل
تسمية الأمور بغير أسمائها الحقيقية، فيصورون ذلهم ومهانتهم عزاً
وكرامة، ويصورون ضعفهم الذي يجرهم إلى ظلم الآخرين ـ على قاعدة: وإنما
يحتاج إلى الظلم الضعيف([44])
ـ جبروتاً، وبطشاً وقوة..
كما أن صغر أنفسهم حين يغطونه بانتفاخات كاذبة يسمونه
كبرياءً، مع أن جبروت الله هو عين عدله، وعزته تبارك وتعالى كرامة
كامنة في حقيقة ذاته، وتتجلى في المظاهر المشيرة إلى عظمته..
والذي يستوقف الباحث هنا:
أن رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
نفسه وقبل أن يطلب من غيره شيئاً قد بادر إلى الشهادة لعيسى
«عليه
السلام»،
بما يعتقده فيه، وفي أمه على نبينا وآله وعلى عيسى وأمه الصلاة
والسلام، فقال:
أشهد أن عيسى بن مريم روح الله.
وقد اقتصرت شهادته على النقطة المحورية للخلاف في أمر
عيسى
«عليه
السلام»،
وهي نقطة الارتكاز للديانة المسيحية كلها، حتى إذا تعرضت هذه النقطة
لأي اهتزاز، فإن ذلك سوف يزعزع بناء تلك الديانة كله، ويسقط الهيكل على
رؤوس أصحابه.. ألا وهي قضية خلق عيسى، فقرر أنه
«عليه
السلام»
مخلوق لله تعالى، حين وصفه بأنه روح الله وكلمته..
أي أنه روح خلقه الله بحكمته، واختاره واصطفاه، وأضافه
إلى نفسه، من بين سائر الأرواح.
وهو كلمة الله أيضاً؛ لأنه ولد من غير أب، بل بواسطة
كلمته، وهي قوله تعالى: ﴿كُنْ..﴾
فكان.
فإن كان عيسى
«عليه
السلام»
روحاً مخلوقاً لله عز وجل، بواسطة أمره التكويني، و ﴿إِنَّمَا
أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾([45])،
فهو مخلوق محدث، لا يحمل أي عنصر إلهي، وهذا بالذات هو ما تقضي به
العقول، وتهدي إليه الفطرة السليمة والصافية..
ثم إنه «صلى الله عليه وآله» قد شهد لمريم بثلاثة أوصاف
هي:
1 ـ البتول:
وتعني: المرأة المتبتلة التي قررت
الانقطاع عن الرجال، من حيث إنها تلتزم العفة والعصمة عن كل ما لا
يرضاه الله في هذا الإتجاه، أو المنقطعة إلى الله تعالى عن الدنيا
وزينتها، أو كما قال أحمد بن حنبل: «لانقطاعها عن نساء أهل زمانها،
ونساء الأمة عفافاً، وفضلاً، وديناً، وحسباً»([46]).
فعن علي «عليه السلام»:
أن النبي
«صلى
الله عليه وآله»
سئل ما البتول، فإنا سمعناك يا رسول الله تقول: إن مريم بتول، وفاطمة
بتول؟
فقال «صلى الله عليه وآله»:
البتول التي لم ترَ حمرة قط، أي لم تحض، فإن الحيض
مكروه في بنات الأنبياء([47]).
والبتل:
القطع، ومنه قيل لمريم: البتول ولفاطمة
«عليها
السلام»،
لانقطاعها عن نساء زمانها، ديناً وفضلاً، ورغبة في الآخرة([48]).
والتبتل:
الانقطاع إلى عبادة الله([49]).
وامرأة متبتلة:
كل جزء منها يقوم بنفسه في الحسن([50]).
وقيل لفاطمة:
البتول:
لانقطاعها عن الأزواج غير علي
«عليه
السلام»
أو لانقطاعها عن نظرائها في الحسن والشرف([51]).
أو لأنها تبتلت عن النظير([52]).
2 ـ الطيبة:
أي الطاهرة التي صرح الله تعالى بطهارتها، عما نسبه
اليهود إليها حين قالوا لها: ﴿يَا
أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ
أُمُّكِ بَغِيّاً﴾([53]).
وقال تعالى: ﴿وَإِذْ
قَالَتِ المَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ
وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ﴾([54]).
3 ـ الحصينة:
وهي المرأة العفيفة، المتشددة في عفتها، المتمنعة بها،
كما يتمنع المحارب في حصنه..
وبعد التلويح جاء التصريح:
بأن عيسى
«عليه
السلام»
مخلوق محدث، وأن الله سبحانه قد خلقه من روح اختاره واصطفاه، ونسبه إلى
نفسه كما ينسب الشيء إلى مالكه وصاحبه، فيقال: بيته، وقميصه، ونحو
ذلك..
ثم بيّن كيفية هذا الخلق وأنه بنفخ الروح فيه بعد تكونه
في بطن أمه مريم جنيناً كاملاً..
ثم بالغ في تحديد كيفية الخلق
وأسبابه وشؤونه حين قرر: أن خلقه مثل خلق آدم «عليه السلام»، فإن الله
تعالى خلقه بيده، أي بقدرته التي يعبر عنها باليد، كما قال تعالى: ﴿يَدُ
اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾([55]).
أي أن قدرة الله وبطشه فوق قدرتهم وبطشهم، ولكن بما أن البطش، وإعمال
القدرة إنما يكون بواسطة اليد؛ فإنه تعالى أورد هذه الكلمة أيضاً
إمعاناً في تجسيد المعنى إلى حد أصبح شيئاً يناله الإنسان بحواسه
الظاهرة. فقد تجلت القدرة وتجسدت آثارها حتى أصبحت وكأنها يد ظاهرة
للعيان..
ثم أشار إلى كيفية حلول الروح في جسدي آدم وعيسى
«عليهما السلام»، وقال: إن ذلك قد جاء بطريقة النفخ، الذي هو عبارة عن
الإيجاد والتكوين المباشر في داخل الجسد نفسه..
وبعد أن دعا النبي «صلى الله عليه وآله» النجاشي إلى
شهادة أن لا إله إلا الله ـ وقد تحدثنا عن هذه الشهادة حين الكلام عن
رسالته «صلى الله عليه وآله» لكسرى ـ طلب منه الموالاة على طاعة الله
سبحانه. فيكون بذلك قد حدد المنطلق والإطار للعلاقة الروحية، ولطريقة
تعامله مع جميع البشر ويدخل في هذا السياق إرشاد الناس إلى المعايير،
والضوابط، من خلال المبادرة منه «صلى الله عليه وآله» نفسه إلى التعامل
مع الناس على أساسها، ومن خلالها، ويسوقهم بذلك إلى السعي للحصول على
وضوح الرؤية، والاستفادة من جميع القدرات، والطاقات التي زودهم الله
تعالى بها بصورة صحيحة..
ولا يكل ذلك إلى الأهواء والميول، ونزوات الغرائز. وهذا
النهج من شأنه إذا اتبعوه: أن يخرجهم من العشوائية والإبهام، والغموض،
إلى آفاق بالغة الصفاء، شديدة الوضوح، وفقاً لقوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا
الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي
بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ
مُّسْتَقِيمٍ﴾([56]).
وقال: ﴿لِّيَهْلِكَ
مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ﴾([57]).
وقال أيضاً: ﴿أَفَمَن
كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ
عَمَلِهِ﴾([58]).
والآيات المشيرة إلى هذا المعنى كثيرة..
وبعد ذكر أمور أخرى ـ أشرنا إلى بعض دلالاتها حين
تكلمنا عن رسالته
«صلى الله عليه وآله»
إلى كسرى ـ قال
«صلى
الله عليه وآله»
للنجاشي:
«وإني
أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل..».
والأمر الشائع بين الناس هو خضوع الجند لقادتهم
ولملوكهم فيما يعرضونه عليهم، حيث يكون كل همهم وسعيهم محصوراً في
تنفيذ أوامرهم، والكون رهن إشارتهم في إقامة صرح العدل، أو في إشاعة
الذل والظلم والتعدي على حد سواء..
ومن الواضح:
أن الجنود هم الأداة التي يعتمد عليها الملوك في بسط
سلطانهم ونفوذهم، وبهم يوسعون دائرة حكمهم، وهم الأدوات التي يستفيدون
منها في قهر الناس، وفي ظلمهم وابتزاز حقوقهم..
ولكن رسول الله
«صلى الله عليه وآله»..
قد وجه خطابه إلى هؤلاء بالاستقلال عن قائدهم النجاشي، ليثير لديهم
الإحساس بهذه الاستقلالية، ولإفهامهم أن هناك أموراً لا يجوز لأحد أن
يقررها لهم، أو أن ينوب عنهم فيها، ومن ذلك معرفة الله سبحانه والخضوع
له، والاعتراف بالأنبياء المرسلين والطاعة لهم، والعمل بأحكامه تعالى
وشرائعه، والالتزام بأوامره ونواهيه.
ويلاحظ:
أنه
«صلى الله عليه وآله»
لم يذكر ذلك في كتابه لكسرى وقيصر، والمقوقس؛ لأنه كان عارفاً بأنهم
سوف يستكبرون عن قبول دعوته، فضلاً عن أن يفسحوا المجال لدعوة أي كان
من الناس إلى دين الحق، فكيف إن كانوا من جندهم الذين يعتمدون عليهم في
استمرار تسلطهم على الآخرين، ويستخدمونهم بمثابة أدوات للبطش، والإذلال
والقهر والعدوان على الناس.
هذا.. وليس في الرسالة:
أن على النجاشي إثم أحد من الناس، بخلاف رسائل كسرى
وقيصر والمقوقس؛ فإنه قد حمَّلهم إثم أقوامهم في صورة عدم قبولهم
دعوته..
([1])
مكاتيب الرسول للعلامة الأحمدي ج2 ص417 عن المصادر التالية، مع
التذكير بأنه اعتمد على الطبعات المتوفرة لديه: السيرة الحلبية
ج3 ص280 وسيرة زيني دحلان (بهامش الحلبية) ج3 ص70 وإعلام
السائلين ص19 ورسالات نبوية ص278 وأعيان الشيعة ج2 ص142 وفي (ط
أخرى) ج2 ص244 وجمهرة رسائل العرب، عن صبح الأعشى ج6 ص 378 وعن
خطط المقريزي ج1 ص29 وعن حسن المحاضرة ج1 ص42 وعن المواهب
اللدنية للقسطلاني ج3 ص397 ونشأة الدولة الإسلامية ص304 عن
فتوح مصر (ط ليدن) ص46 = = وعن مجلة الهلال (عدد أكتوبر سنة
1904م) وصبح الأعشى ج6 ص358 ـ 366 وزاد المعاد لابن القيم ج3
ص61 ونصب الراية للزيلعي ج4 ص421.
وراجع: الإصابة ج3 ص531 ودائرة المعارف لوجدي ج9 ص317 وشرح
المواهب للزرقاني ج3 ص347 وفتوح مصر لابن عبد الحكم ص46 وتأريخ
الخميس ج2 ص37 ولغت نامه دهخدا (فارسي) ج43 ص955 وصبح الأعشى
ج6 ص364 والمصباح المضيء ج2 ص129 والوثائق السياسية: 105/49 عن
فتوح مصر لابن عبد الحكم ص46 وعن مفيد العلوم للقزويني
والبيهقي والمنفلوطي ومنشآت السلاطين لفريدون بك.
وأشار
إليه: الطبري ج3 ص645 والكامل لابن الأثير ج2 ص210 واليعقوبي
ج2 ص67 والبداية والنهاية ج4 ص272 وحياة الصحابة ج1 ص117
والتنبيه والإشراف ص227 والبحار ج20 ص283 والطبقات ج2 ق1 ص86 و
ج2 ق1 ص16 و 17 وج1 ق3 ص80 وابن هشام ج4 ص254 وثقات ابن حبان
ج2 ص5 ـ 7 وفقه السيرة ص387 والأموال لأبي عبيد ص367 وحياة
الحيوان للدميري ج2 ص328 وكنز العمال ج10 ص399 والمعجم الكبير
للطبراني ج4 ص15 والإصابة ج1 ص300 في ترجمة حاطب، وج3 ص530 في
ترجمة المقوقس، والإستيعاب (هامش الإصابة) ج1 ص350 وأسد الغابة
ج1 ص363 والوثائق السياسية: 135/49 وعن الوفاء لابن الجوزي
ص717 وانظر كايتاني ج6 ص49 واشپرنكر ج3 ص265 و 267 ومجلة
ژورنال آزياتيك (باريس سنة 1917م) ص482 ـ 498 ومجلة إسلامك
ريفيو لاكتشاف أصل المكتوب في كنيسة قرب اخميم في صعيد مصر إلى
آخر ما ذكره من المجلات. وراجع أيضاً: أنساب الأشراف تحقيق
محمد حميد الله ص448 والمنتظم ج5 ص69 وج3 ص275 وموسوعة التاريخ
الإسلامي ج5 ص662 وعن عيون الأثر ج2 ص331.
([2])
مكاتيب الرسول ج1 ص13 وج2 ص421 عن: السيرة الحلبية ج3 ص281
وزيني دحلان هامش الحلبية ج3 ص70 ودلائل النبوة للبيهقي ج4
ص396 والبداية والنهاية ج4 ص272 وحياة الصحابة ج1 ص117 و 118
والإصابة ج3 ص530 و 531 وأسد الغابة 1 ص362 وقاموس الرجال ج3
ص42 وحياة الصحابة ج1 ص117 وزاد المعاد ج3 ص61 والتراتيب ج1
ص183 و 186 وكنز العمال ج10 ص399 والمنتظم ج5 ص9 وراجع: مناقب
آل أبي طالب ج1 ص142 والبحار ج20 ص382 وج22 ص250 وعن فتح
الباري ج8 ص97 وتحفة الأحوذي ج7 ص415 والآحاد والمثاني ج1 ص446
ونصب الراية ج4 ص490 وج6 ص563 والطبقات الكبرى ج1 ص134 و 260
وتاريخ خليفة بن خياط ص47 و 52 و 62 والثقات ج2 ص6 وتاريخ
مدينة دمشق ج3 ص235 وج34 ص280 وكتاب المحبر ص76 وتهذيب الكمال
ج1 ص197 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص78 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص288
و 289 و 307 والتنبيه والإشراف ص227 والعبر وديوان المبتدأ
والخبر ج2 ق2 ص36 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص651 وعن السيرة
النبوية لابن هشام ج4 ص1026 وعن عيون الأثر ج2 ص321 و 331
والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص343 و 445 و 514 وسبل الهدى
والرشاد ج11 ص348.
([3])
مكاتيب الرسول ج1 ص189 وج2 ص422 عن زيني دحلان ج3 ص70 والحلبية
ج3 ص281 والطبقات ج2 ق1 ص17 وفتوح مصر لابن عبد الحكم ص46 وزاد
المعاد ج3 ص61 وتاريخ الخميس ج2 ص37 والدلائل للبيهقي ج4 ص396
والتراتيب الإدارية ج1 ص183 والروض الأنف ج3 ص249 وسبل الهدى
والرشاد ج11 ص349 ونصب الراية للزيعلي ج6 ص564.
([4])
لعلها تصحيف كلمة (الجمل) فإن راكب الحمار هو عيسى، وراكب
الجمل هو نبينا «صلى الله عليه وآله». والنجاشي ـ كما سيأتي ـ
قال: وإن بشارة موسى براكب الحمار، كبشارة عيسى براكب الجمل.
([5])
مكاتيب الرسول ج2 ص423 عن: الإصابة ج3 ص530 في ترجمة المقوقس
وزيني دحلان ج3 ص73 والحلبية ج3 ص283 وتأريخ الخميس ج2 ص37.
وراجع: موسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص664.
([6])
مكاتيب الرسول ج2 ص423 وقال: نقل كتاب المقوقس في نشأة الدولة
الإسلامية: 305 كما يلي: «باسمك اللهم» «من المقوقس إلى محمد:
أما بعد فقد = = بلغني كتابك وقرأته وفهمت ما فيه. أنت تقول:
إن الله تعالى أرسلك رسولاً وفضلك تفضيلاً، وأنزل عليك قرآناً
مبيناً، فكشفنا يا محمد في علمنا عن خبرك، فوجدناك أقرب داع
دعا إلى الله، وأصدق من تكلم بالصدق، ولولا أني ملكت عظيماً
لكنت أول من سار إليك لعلمي أنك خاتم الأنبياء، وسيد المرسلين،
وإمام المتقين» وهكذا نقله محمد حميد الله بالرقم 51 من فتوح
مصر للواقدي: 10 وصبح الأعشى ج6 ص467.
([7])
قال في مكاتيب الرسول ج2 ص423 و424 عن: الحلبية ج3 ص281 وسيرة
دحلان بهامش الحلبية ج3 ص71 والإصابة ج3 ص531 وصبح الأعشى ج6
ص136 و467 وحياة الحيوان ج2 ص328 والمنتظم ج3 ص274 و 275 وفتوح
مصر لابن عبد الحكم ص47 وزاد المعاد ج3 ص61 وتأريخ الخميس ج2
ص37 ونشأة الدولة الإسلامية ص305 عن الواقدي والقلقشندي.
وراجع: رسالات نبوية ص280 والبحار ج20 ص383 والوثائق السياسية:
136 /50 والمواهب اللدنية ج2 ص292 ومفيد العلوم ومبيد الهموم
للقزويني = = ص8 ومنشآت السلاطين ج1 ص33 ونصب الراية ج11 ص2
والوفاء لابن الجوزي ص717 وقابل الأموال لأبي عبيد ص632
والطبقات ج2 ق1 ص16 و 17 وشرح الزرقاني للمواهب ج2 ص349
والأموال لابن زنجويه، وانظر كايتاني ج6 ص49 واشپرنكر ج3 ص265
و 267.
وراجع: موسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص664 و 665 وعن عيون الأثر
لابن سيد الناس ج2 ص332 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص349.
([8])
مكاتيب الرسول ج2 ص424 عن: الحلبية ج3 ص281 وزيني دحلان ج3 ص71
والإصابة ج3 ص531 وج4 ص335 و 404 والإستيعاب (هامش الإصابة) ج1
ص46 وج4 ص329 و 411 والطبقات ج2 ق1 ص17 والطبري ج2 ص649
والكامل ج2 ص210 والبداية والنهاية ج4 ص272 وتاج العروس ج3 ص4
وج4 ص182 وج10 ص341 في المقوقس، وحياة الصحابة ج1 ص117 وزاد
المعاد ج3 ص61 وتأريخ الخميس ج2 ص37 و 182 والدلائل للبيهقي ج4
ص395 والمستدرك للحاكم ج4 ص38 والأموال لأبي عبيد ص367 والبحار
ج20 ص383 وج22 ص263 وعن ج76 ص105 وكنز العمال ج10 ص399.
وراجع: السنن الكبرى للبيهقي ج9 ص215 ونصب الراية ج4 ص490 وأسد
الغابة ج5 ص543 وإعلام الورى ج1 ص187 والسيرة النبوية لابن
كثير ج3 ص515.
([9])
مكاتيب الرسول ج2 ص424 عن: الحلبية ج3 ص281 ودحلان ج3 ص71
والإصابة ج3 ص531 وج4 ص335 و 339 و 404 والإستيعاب (هامش
الإصابة) ج1 ص46 وج4 ص329 و 412 والبداية والنهاية ج4 ص272
وتاج العروس ج3 ص4 وج4 ص220 في المقوقس، وحياة الصحابة ج1 ص117
وزاد المعاد ج3 ص61 وتاريخ الخميس ج2 ص37 و 182 والدلائل لأبي
نعيم ج4 ص365 والمستدرك للحاكم ج4 ص38 والبحار ج20 ص383 وكنز
العمال ج10ص399 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص139 والسنن الكبرى
للبيهقي ج3 ص336 وعن المعجم الكبير ج24 ص306 وعن الطبقات
الكبرى ج1 ص134 و 135 وج5 ص266 وج8 ص212 و 214 وتاريخ مدينة
دمشق ج3 ص236 وج4 ص307 وج34 ص292 وأسد الغابة ج2 ص6 وج3 ص285
وج4 ص268 وج5 ص485 و 543 وسير أعلام النبلاء ج2 ص549 والمنتخب
في ذيل المذيل ص108 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص648 وسبل
الهدى والرشاد ج11 ص413.
([10])
مكاتيب الرسول ج2 ص425 عن: الحلبية ج3 ص282 ودحلان ج3 ص71
وتأريخ الخميس ج2 ص182 وكنز العمال ج10 ص399.
([11])
مكاتيب الرسول ج2 ص425 عن: الحلبية ص3 ص282 ودحلان ج3 ص71
وتأريخ الخميس ج2 ص182.
([12])
مكاتيب الرسول ج2 ص425 عن: الحلبية ج3 ص282 ودحلان ج3 ص71
والإصابة ج6 ص13 والإستيعاب ج4 ص329 و 411 و 412 والبداية
والنهاية ج4 ص272 و (ط دار إحياء التراث) ج4 ص311 وج7 ص86 وج5
ص350 و 324 وتأريخ الخميس ج2 ص38 و 182 والمستدرك ج4 ص38.
وراجع: السيرة النبوية لابن كثير ج3 ص515 وج4 ص648 و 600
وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص666 عن المناقب ج2 ص225.
([13])
مكاتيب الرسول ج2 ص425 عن: الحلبية ج3 ص281 و 282 ودحلان ج3
ص71 والإصابة ج3 ص531 وج4 ص335 و 404 والطبقات ج2 ق1 ص17
والبداية والنهاية ج4 ص272 وتاج العروس في المقوقس، وحياة
الصحابة ج1 ص117 وزاد المعاد ج3 ص61 وتاريخ الخميس ج2 ص37 و
182 والدلائل للبيهقي ج4 ص395 والأموال ص367 والبحار ج20 ص383
والمعجم الكبير للطبراني ج4 ص15 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص146
والبحار ج16 ص108 و 126 وعن فتح الباري ج3 ص273 وفيض القدير ج5
ص224 وعن عيون الأثر ج2 ص332 و 410 وسبل الهدى والرشاد ج7
ص403.
([14])
مكاتيب الرسول ج2 ص425 عن: الحلبية ج3 ص281 ودحلان ج3 ص71
والإصابة ج3 ص531 وج4 ص335 و 404 وتاريخ الخميس ج2 ص38 والبحار
ج20 ص383.
([15])
البحار ج61 ص195 عن البيهقي. قالوا: أما يعفور فأهداه للنبي
«صلى الله عليه وآله» فورة بن عمر الجذامي في منصرف النبي «صلى
الله عليه وآله» من حجة الوداع. راجع: البحار ج61 ص195
والطبقات الكبرى ج1 ص491 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص422 وسبل
الهدى والرشاد ج11 ص421 وسيأتي: زعمهم: أنه «صلى الله عليه
وآله» أصاب هذا الحمار في خيبر.
([16])
تاريخ الخميس ج2 ص182.
([17])
حياة الحيوان ج2 ص328.
([18])
مكاتيب الرسول ج2 ص425 عن: الحلبية ج3 ص282 ودحلان ج3 ص71 وسبل
الهدى والرشاد ج11 ص349.
([19])
مكاتيب الرسول ج2 ص426 عن: الحلبية ج3 ص282 ودحلان ج3 ص72
والإصابة ج3 ص531 وتاريخ الخميس ج2 ص28 وحياة الحيوان ج2 ص328.
([20])
مكاتيب الرسول ج2 ص426 عن: الحلبية ج3 ص381 و 382 ودحلان ج3
ص71 و 72 والإصابة ج1 ص531 وج4 ص335 و 404 وتاج العروس في
المقوقس، وحياة الصحابة ج1 ص117 وتاريخ الخميس ج2 ص38 والدلائل
للبيهقي ج4 ص365 وحياة الحيوان ج2 ص328.
([21])
مكاتيب الرسول ج2 ص426 عن: الحلبية ج3 ص383 ودحلان ج3 ص72.
([22])
مكاتيب الرسول ج2 ص421 ـ 426.
([23])
رسالات نبوية ص280 عن المصباح المضيء ج2 ص147 عن الواقدي،
وجمهرة رسائل العرب ج1 ص38. وراجع: فتوح الشام ج2 ص23.
([24])
راجع: فتوح الشام ج1 ص116 و 154.
([25])
راجع: مكاتيب الرسول ج2 ص419.
([26])
راجع: معجم البلدان ج5 ص141 ومكاتيب الرسول ج2 ص420.
([27])
مكاتيب الرسول ج2 ص420 عن السيرة الحلبية، وعن السيرة النبوية
لدحلان، ومن لا يحضره الفقيه ج1 ص501 والبحار ج7 ص176 وعون
المعبود ج11 ص117 وكنز العمال ج12 ص475.
([28])
الطبقات الكبرى (ط ليدن) ج1 ق2 ص17 و (ط دار صادر) ج1 ص261
ودلائل النبوة للبيهقي ج4 ص395 ومكاتيب الرسول ج2 ص426 وموسوعة
التاريخ الإسلامي ج2 ص664.
([29])
مكاتيب الرسول ج2 ص426 عن السيرة الحلبية ج3 ص281 وعن السيرة
النبوية لدحلان (مطبوع مع الحلبية) ج3 ص71 ونصب الراية ج6 ص564
وعن عيون الأثر ج2 ص332.
([30])
مكاتيب الرسول ج2 ص426 و 427 عن السيرة الحلبية ج3 ص283 وعن =
= السيرة النبوية لدحلان (مطبوع مع الحلبية) ج3 ص72 وراجع: نصب
الراية ج6 ص564 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص665 وعن السيرة
النبوية لدحلان ج3 ص72 و 73 وعيون الأثر ج2 ص332 وتاريخ الخميس
ج2 ص38 وحياة الصحابة ج1 ص118 وكنز العمال (ط الهند) ج10 ص399.
([31])
راجع مصادر هذا الكتاب في: مكاتيب الرسول للعلامة الأحمدي رحمه
الله وهي التالية: إعلام الورى ص30 وفي (ط أخرى) ص56 والطبري
ج2 ص294 وفي (ط أخرى) ص652 والبداية والنهاية ج3 ص83 وإعلام
السائلين ص 4 وناسخ التواريخ في بيان سيرة رسول الله «صلى الله
عليه وآله» ص 472 والحلبية ج3 ص279 وزيني دحلان (هامش الحلبية)
ج3 ص67 وتأريخ الخميس ج2 ص30 وأعيان الشيعة ج2 ص207 وفي (ط
أخرى) ج1 ص243 وأسد الغابة ج4 ص86 وج1 ص61 في ترجمة أرمى بن
أصحم، والبحار ج20 ص392 و ج18 ص418 و 419 وج21 ص23 و 43 عن
إعلام الورى وقصص الأنبياء للراوندي ص324 وجمهرة رسائل العرب
ج1 ص36 وصبح الأعشى ج1 ص91 وج6 ص358 و 359 و 465 ورسالات نبوية
ص289 وتأريخ ابن خلدون ج2 ص790 و 791 وفي (ط أخرى) ج2 ق2 ص36
وثقات ابن حبان ج2 ص9 وحياة الصحابة ج1 ص103 والدلائل للبيهقي
ج4 ص376 وج2 ص78 و 79 وفي (ط أخرى) ص309 وربيع الأبرار ج3 ص297
والمصباح المضيء ج2 ص35 وزاد المعاد ج3 ص60 وإعجاز القرآن ص113
والمواهب اللدنية للقسطلاني شرح الزرقاني (كما في الجمهرة)
ونشأة الدولة الإسلامية: 301/15 ومدينة البلاغة ج2 ص241
والمنتظم ج3 ص287 والوثائق السياسية: 99/21 عن جمع ممن تقدم،
وعن المواهب ج1 ص291 ونصب الراية للزيلعي، ومنشآت السلاطين
لفريدون بك ج1 ص32 ووسيلة المتعبدين (مخطوطة بانكى = = پور) ص8
وإعجاز القرآن للباقلاني ص203 وإمتاع الأسماع للمقريزي (خطية
كوپرلو إسطنبول) ص1021 والمبعث والمغازي لإسماعيل التيمي (خطية
كوپرلو) ورقة 114 ورفع شأن الحبشان للسيوطي (خطية بروصة) ورقة
110 والوفاء لابن الجوزي ص 734. وراجع: التنبيه والإشراف ص226
والطبقات (ط ليدن) ج2 ق1 ص15 وق1 ص139 و (ط بيروت) ج1 ص207 و
258 وج4 ص249 وج8 ص97 وتهذيب تاريخ ابن عساكر ج1 ص114 والكامل
لابن الأثير ج2 ص210 و 213 والإستيعاب (هامش الإصابة) ج2 ص497
وكنز العمال ج1 ص239 وج10 ص419 والتراتيب الإدارية ج1 ص165 و
197 واليعقوبي ج2 ص67 والمناقب ج1 ص164. قال في الوثائق: (قابل
سعيد بن منصور: 3 /2/2480 وانظر كايتاني ج6 ص53 واشپرنكر ج3
ص262). وراجع: الكامل ج2 ص210 و 213 وحياة محمد لهيكل ص353
وأنساب الأشراف تحقيق محمد حميد الله ص438.
([32])
مكاتيب الرسول ج2 ص447 و 448 و 449.
([33])
مكاتيب الرسول ج2 ص447 عن الطبقات لابن سعد ج2 ق1 ص15 و 16 وعن
السيرة الحلبية ج3 ص279 وعن السيرة النبوية لدحلان (بهامش
الحلبية) ج3 ص67 و 68 والمصباح المضيء ج2 ص35. وراجع: ميزان
الحكمة ج4 = = ص3209 وتاريخ مدينة دمشق ج45 ص430 وموسوعة
التاريخ الإسلامي ج1 ص573 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص365.
([34])
مكاتيب الرسول ج2 ص447 عن دحلان ج3 ص68 والحلبية ج3 ص279 وزاد
المعاد ج3 ص60 والروض الأنف ج3 ص304 والمصباح المضيء ج2 ص39
وموسوعة التاريخ الإسلامي ج1 ص572 وج2 ص654 وعيون الأثر ج2
ص329 والطبقات الكبرى (ط دار صادر) ج1 ص259.
([35])
مكاتيب الرسول ج2 ص448 عن السيرة النبوية لدحلان ج3 ص68 وعن
السيرة الحلبية ج3 ص280 وزاد المعاد ج3 ص60.
([36])
البحار ج20 ص397 و (ط حجرية) ج6 ص571 ومستدرك سفينة البحار ج9
ص541 ومكاتيب الرسول ج2 ص453 وراجع: ناسخ التواريخ، ترجمة رسول
الله «صلى الله عليه وآله»، ومدينة البلاغة ج2 ص244.
([37])
الثفروق: الأقماع التي تلصق بالبسر.
([38])
مكاتيب الرسول ج2 ص448 عن
المصادر التالية: عن السيرة النبوية لدحلان ج3 ص67 و 68 وعن
السيرة الحلبية ج3 ص279 وتاريخ الأمم والملوك للطبري ج2 ص652
وفي (ط أخرى) ص 294 عن ابن إسحاق، وإعلام الورى ص30 وفي (ط
أخرى) ص56 والبحار ج6 ص398 و 567 (الطبعة الحجرية) وج18 ص419
وج20 ص392 وأسد الغابة ج1 ص62 و 63 وإعلام السائلين ص4 وناسخ
التواريخ ص273 من تأريخ رسول الله «صلى الله عليه وآله» وثقات
ابن حبان ج2 ص9 ودلائل النبوة للبيهقي ج2 ص79 وحياة الصحابة ج1
ص103 ومجموعة الوثائق السياسية ص46 وفي (ط أخرى) ص 104 عن جمع
ممن تقدم، و عن صبح الأعشى ج6 ص379 و 466 و 467 وسواطع الأنوار
للتيمي (خطية) ورقة 114/ب، و 115/ألف، ورفع شأن الحبشان
للسيوطي (خطية) ورقة 110/ب، وإمتاع المقريزي (خطية كوپرلو)
ص1021 والوفاء لابن الجوزي ص735 وراجع: الكامل لابن الأثير ج2
ص63 والمواهب اللدنية (بشرح الزرقاوي) ج3 ص379 والمستدرك ج2
ص624 وتاريخ ابن خلدون ج2 ص791 وفي (ط أخرى) ج2 ق2 ص36
والبداية والنهاية ج3 ص84 وزاد المعاد لابن القيم ج3 ص60 و 61
والشفاء للقاضي عياض ج1 ص164 ونشأة الدولة الإسلامية: 302/17
ورسالات نبوية ص290 وتأريخ الخميس ج2 ص30 والطبقات ج2 ق1 ص15
ومدينة البلاغة ج2 ص243 ونصب الراية للزيلعي ج4 ص421 ودلائل
النبوة للبيهقي ج2 ص79 والمنتظم ج3 ص288 والمصباح المضيء ج2
ص37.
([39])
مكاتيب الرسول ج2 ص449 عن المصادر التالية: الوثائق ص106 وفي
(ط أخرى) ص48 عن سواطع الأنوار للتيمي ص81 والطراز المنقوش
لابن عبد الباقي، الباب الأول. وابن الجوزي ص568 و 569 ملخصاً
ونشأة الدولة الإسلامية: 303/18.
([40])
مكاتيب الرسول ج2 ص449 عن: الوثائق ص48 وفي (ط أخرى) ص104 عن
الطراز المنقوش لابن عبد الباقي وسواطع الأنوار ص82 وقابل
إعلام السائلين ص3 والمصباح المضيء ج2 ص37 وموسوعة التاريخ
الإسلامي ج1 ص576 وج2 ص661.
([41])
البحار ج18 ص412 ومكاتيب الرسول ج2 ص449 والسنن الكبرى للبيهقي
ج9 ص9 وعن فتح الباري ج7 ص143 وعن مجمع البيان ج3 ص400 وسير
أعلام النبلاء ج1 ص208 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص70 وعن
البداية والنهاية ج3 ص85 و 92 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج1
ص555 وعن السيرة النبوية لابن هشام ج1 ص213 والسيرة النبوية
لابن كثير ج2 ص4 و 17 وسبل الهدى والرشاد ج1 ص22 وج2 ص363.
([42])
راجع: الجزء الثاني من هذا
الكتاب، ومكاتيب الرسول ج2 ص450. وراجع: والبداية والنهاية ج3
ص98 عن أبي موسى، والسيرة النبوية لابن كثير ج2 ص11 وراجع: كنز
الدقائق ج3 ص173 وتفسير علي بن إبراهيم ج1 ص176 ونور = =
الثقلين ج1 ص549 والبرهان ج1 ص493 ومجمع البيان ج9 ص244 وفي
أسد الغابة ج1ص44 «بعث رسول الله «صلى الله عليه وآله» جعفراً
في سبعين راكباً إلى النجاشي..» وراجع ج5 ص250.
([43])
اخترنا هذه النصوص من كتاب مكاتيب الرسول للعلامة الأحمدي
«رحمه الله تعالى» فراجعه، وراجع أحداث هجرة الحبشة في مختلف
كتب السيرة والتاريخ، ومنها على سبيل المثال: المصنف لعبد
الرزاق ج5 ص284 وحياة الصحابة ج1 ص331 ومستدرك الحاكم ج4 ص21
وتأريخ الخميس ج1 ص288 وج2 ص21 والمعجم الكبير للطبراني ج25
ص218 ـ 223 وكشف الأستار ج2 ص297 والدلائل للبيهقي ج2 وج4 ص344
والبحار ج18 ص410 وج21 ص19 و 23 و 24 والسيرة النبوية لابن
هشام ج1 ص344 وج4 ص3 والدر المنثور ج5 ص133 وج2 ص302 و 303
وسيرة ابن إسحاق ص213 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص23 و 24 وكنز
الدقائق ج3 ص173 ومجمع البيان ج3 ص233 وج9 ص244 ونور الثقلين
ج1 ص546 والبرهان (تفسير) ج1 ص493 وتفسير القمي ج1 ص176
والشفاء للقاضي عياض ج1 ص259 والبداية والنهاية ج3 ص66 وج4
ص262 و 205 والكامل في التاريخ ج2 ص76 وتاريخ الأمم والملوك (ط
دار المعارف بمصر) ج2 ص328 وعن السيرة الحلبية ج1 ص360 وج3 ص56
والسيرة النبوية لدحلان (بهامش الحلبية) ج1 ص251 وج2 ص251.
([44])
من دعاء السجاد «عليه السلام» يوم الأضحى والجمعة، راجع:
الصحيفة السجادية (ط مؤسسة المهدي قم) ص349 ـ 353. وراجع:
المقنعة للمفيد ص129 ومصباح المتهجد ص270 و 274 و 423 ومكارم
الأخلاق ص295 وإقبال الأعمال ج1 ص250 و 326 و 501 ومن لا يحضره
الفقيه ج1 ص491 وتهذيب الأحكام ج3 ص88 والمزار لابن المشهدي
ص471 وعن إقبال الأعمال ج1 ص205 و 326 و 501 وج2 ص181 وجمال
الأسبوع ص111 و 133 و 266 والبحار ج5 ص53 وعن ج84 ص203 و 261 و
268 وعن ج86 ص295 وعن ج87 ص329 وعن ج88 ص24 وعن ج95 ص18 و 131
و 208 و 286 ونور البراهين ج2 ص306 وميزان الحكمة ج3 ص1914
وجامع البيان ج17 ص82.
([45])
الآية 82 من سورة يس.
([46])
راجع: لسان العرب (نشر أدب الحوزة ـ قم) ج11 ص34 مادة: بتل.
وراجع: النهاية في اللغة، مادة بتل أيضاً. والكافي ج5 ص509
ومعاني الأخبار ص64 والمزار الكبير لابن المشهدي ص78 والبحار
ج6 ص64 وج14 ص300 وج43 ص15 وعن ج97 ص201 ومكاتيب الرسول ج2
ص435 وتحفة الأحوذي ج4 ص171 واللمعة البيضاء ص203 وبيت الأحزان
ص26 والسيدة فاطمة الزهراء للبيومي ص109.
([47])
علل الشرائع ج1 ص181 ومعاني الأخبار للصدوق ص64 ومشرق الشمس
للبهائي العاملي ص325 وروضة الواعظين ص149 ومستدرك الوسائل ج2
ص37 ودلائل الإمامة ص150 ومستدرك سفينة البحار ج1 ص277 والبحار
ج43 ص15 و 16 وج78 ص112 ومكاتيب الرسول ج2 ص435 وكشف الغمة ج2
ص92.
([48])
سبل السلام لابن حجر ج3 ص111 وشرح مسلم للنووي ج9 ص176.
([49])
الكافي هامش ج2 ص379 ومن لا يحضره الفقيه ج1 ص57 والتبيان ج10
ص164 والجامع لأحكام القرآن ج19 ص44.
([50])
رسائل المرتضى ج4 ص85.
([51])
فتح الباري ج9 ص96.
([52])
مكاتيب الرسول ج2 ص435 عن ابن الهروي.
([53])
الآية 28 من سورة مريم.
([54])
الآية 42 من سورة آل عمران.
([55])
الآية 10 من سورة الفتح.
([56])
الآية 52 من سورة الشورى.
([57])
الآية 42 من سورة الأنفال.
([58])
الآية 14 من سورة محمد.
|