لمـــســـــــات أخــيــــــرة

   

صفحة :127-160   

 لمـــســـــــات أخــيــــــرة

معجزات.. وكرامات:

1 ـ روي: أنه لما انصرف رسول الله «صلى الله عليه وآله» من خيبر إلى المدينة، قال جابر: وصرنا على وادٍ عظيم قد امتلأ بالماء، فقاسوا عمقه برمح، فلم يبلغ قعره، فنزل رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وقال: «اللهم أعطنا اليوم آية من آيات أنبيائك ورسلك».

ثم ضرب الماء بقضيبه، واستوى على راحلته، ثم قال: سيروا خلفي باسم الله، فمضت راحلته على وجه الماء، فاتبعه الناس على رواحلهم؛ فلم تترطب أخفافها، ولا حوافرها([1]).

2 ـ عن سلمة بن الأكوع: أنه أصابته ضربة يوم خيبر، قال: فأتيت رسول الله «صلى الله عليه وآله»: فنفث فيه (أي في الجرح) ثلاث نفثات، فما اشتكيت منها ساعة([2]).

3 ـ وذكرت أمور أخرى في هذه الغزوة، عن طاعة الشجر له «صلى الله عليه وآله»: وأنه كان يأمر الشجرة بالانقياد له، فيجرها حتى يصل بها إلى جنب شجرة أخرى، ثم يقضي حاجته، ثم ترجع الشجرتان كل واحدة إلى مكانها([3]).

4 ـ وسيأتي في فصل: سم النبي «صلى الله عليه وآله» في خيبر: أن كتف الشاة أخبرته «صلى الله عليه وآله» بأنها مسمومة.

5 ـ وتقدم ذكر ما جرى لبعض الحصون على يد رسول الله «صلى الله عليه وآله»، بالإضافة إلى أمور أخرى تدخل في هذا السياق.

ونقول:

إننا لا نريد أن نخضع كل هذه الأمور إلى التحقيق والبحث العلمي الدقيق الذي قد يعجز عن الإثبات بسبب عدم توافر الأدلة على ذلك.. تماماً كما هو عاجز عن النفي القاطع، فإن عدم توفر الدليل على الإثبات لا يلازم عدم الوقوع فعلاً.

ويظهر من النصوص المختلفة: أن بعض هذه الأمور الغيبية قد جاء ابتداء، ومن دون أن يكون لإرادة الرسول «صلى الله عليه وآله» أي تدخل فيه، مثل إخبارالكتف له بأنها مسمومة..

وبعضها ظهر منه: أنه «صلى الله عليه وآله» يتعمد التصرف في الأمور الغيبية، من أجل أمر يتصل بالشأن العام تارة، ثم من أجل أمر يرتبط بنفسه أخرى، مثل إيجاد ساتر له حين قضاء حاجته، فهو يأمر الشجرة بالحركة، والمجيء والذهاب، وما إلى ذلك..

وهذا يشير إلى: أنه «صلى الله عليه وآله» يملك القدرة على التصرف في الشجر، وفي غيره من الجمادات، وأن لإرادته دخلاً في حركتها، وسكونها.. وهو ما يعبر عنه بعضهم بـ «الولاية التكوينية» للنبي «صلى الله عليه وآله» بمعنى خضوع الجمادات لإرادته واختياره «صلى الله عليه وآله».

وعلينا أن نذكِّر القارئ الكريم: بأن هذه المعجزات والخوارق قد ظهرت له وهو في خيبر، وبعد فراغه ورجوعه منها أيضاً..

وقد أشرنا أكثر من مرة إلى: أن ما حصل في خيبر ربما كان بهدف طمأنة المسلمين إلى أن الله معهم يكلؤهم، ويرعاهم. فلا ينبغي أن ترهبهم كثرة عدوهم وعدته، وحصونه.. وبالنسبة لليهود يريد أن يقيم الحجة عليهم في أمر الإيمان والجحود، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حيي عن بينة.

كما أن الذي حصل بعد فراغهم من خيبر، لعله يهدف إلى إبعاد حالة الغرور عن المسلمين، وتخيل: أن ما حصل إنما هو نتيجة قدراتهم الذاتية..

العاقبة السيئة:

وذكر الحلبي: أنه «صلى الله عليه وآله» قال لرجل من المسلمين: هذا من أهل النار، فلما حضر القتال، قاتل الرجل قتالاً أشد القتال، فارتاب بعض الصحابة، أي كيف يكون من أهل النار مع هذه المقاتلة الشديدة؟.

فلما كثرت الجراحات في ذلك الرجل، ووجد ألمها أخرج سهماً من كنانته ونحر نفسه، فأخبر بذلك رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فقال: قم يا بلال فأذن: لا يدخل الجنة إلا مؤمن، وإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر، إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة.. الحديث.

وفي رواية: إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس، وهو من أهل الجنة.

وتقدم في غزوة أحد مثل ذلك، ولا بُعْدَ في التعدد إن لم يكن من الاشتباه على الراوي([4]).

ونقول:

لا نستطيع أن نقبل على رسول الله «صلى الله عليه وآله»: أن يكون قد أخبر عن رجل أنه من أهل النار ما دام أن ظاهره الإسلام، والاستقامة، فلم يكن ذلك من عادته «صلى الله عليه وآله».. بل كان من عادته الستر حتى على من يعرف أنه من المنافقين، إلا إذا كان ثمة حاجة للجوء إلى هذا الإخبار الغيبي، توجب عدم رعاية ظاهر حال الناس.

ولم تذكر لنا الروايات الوجه الذي اقتضى فضح هذا الرجل، وبرر خروج النبي «صلى الله عليه وآله» عن عادته هذه بالنسبة إليه.

وربما يكون الأمر قد اشتبه على الراوي، وكان ما حصل هو: مجرد إخباره «صلى الله عليه وآله» بأنه من أهل النار بعدما أخبروه بأنه نحر نفسه، لا قبل ذلك. والله هو العالم.

صفة النبي وعلي في التوراة:

عن عبد الله بن أبي أوفى: أنه لما فتحت خيبر قالوا للنبي «صلى الله عليه وآله»: إن بها حبراً قد مضى له من العمر مائة سنة، وعنده علم التوراة، فأُحضر بين يديه، وقال له: أصدقني بصورة ذكري في التوراة، وإلا ضربت عنقك.

قال: فانهملت عيناه بالدموع، وقال له: إن صدقتك قتلني قومي، وإن كذبتك قتلتني.

قال له: قل، وأنت في أمان الله وأماني.

قال له الحبر: أريد الخلوة بك.

قال له: أريد أن تقول جهراً.

قال: إن في سفر من أسفار التوراة اسمك، ونعتك، وأتباعك، وأنك تخرج من جبل فاران، وينادى بك وباسمك على كل منبر. فرأيت في علامتك [أن] بين كتفيك خاتماً تختم به النبوة، أي لا نبي بعدك، ومن ولدك أحد عشر سبطاً يخرجون من ابن عمك، واسمه علي، ويبلغ ملكك المشرق والمغرب، وتفتح خيبر، وتقلع بابها، ثم تعبر الجيش على الكف والزند، فإن كان فيك هذه الصفات آمنت بك، وأسلمت على يدك.

قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: أيها الحبر، أما الشامة فهي لي، وأما العلامة فهي لناصري علي بن أبي طالب «عليه السلام».

قال: فالتفت إليه الحبر وإلى علي «عليه السلام»، وقال: أنت قاتل مرحب الأعظم.

قال علي «عليه السلام»: بل الأحقر، أنا جدلته بقوة الله وحوله، وأنا معبر الجيش على زندي وكفي.

فعند ذلك قال: مد يدك، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأنك معجزه، وأنه يخرج منك أحد عشر نقيباً، فاكتب لي عهداً لقومي، فإنهم كنقباء بني إسرائيل أبناء داود «عليه السلام».

فكتب له بذلك عهداً([5]).

ونقول:

1 ـ بغض النظر عن سند هذا الحديث: فإن ثمة بعض علامات الإستفهام حوله، فقد ذكر فيه تهديد النبي «صلى الله عليه وآله» لذلك اليهودي بالقتل..

كما أن فيه نوع اضطراب، إذ لم نجد مبرراً يدعو هذا اليهودي إلى تأخير إسلامه إلى ما بعد إخباره بما في التوراة. حيث يظهر من كلامه: أنه عارف باسمه «صلى الله عليه وآله» ونعته، وأتباعه، وبكثير من الأمور التي تجري له..

فإنه رأى بأم عينيه قلع باب خيبر، وكان بإمكانه أن يسأل عن اسم قالعه، كما أن بإمكانه أن يتحقق من سائر الأمور التي وجدها في التوراة، فلماذا يرفض إخبار النبي «صلى الله عليه وآله» بهذا الأمر؟! ولماذا يطلب منه الخلوة ليبوح له به، إن كان في نيته أن يسلم إذا وجد صدق هذا الخبر التوراتي؟!

ومن جهة أخرى: فهو تارة يقول للنبي «صلى الله عليه وآله»: إن في سفر من أسفار التوراة اسمك، ونعتك وأتباعك، وأنك تخرج من جبل فاران، وينادى باسمك.. ثم يستمر بخطابه إياه على هذا النحو.

وتارة أخرى يقول له: فإن كان فيك هذه الصفات آمنت بك، وأسلمت على يديك. وها هو يرى بأم عينيه كيف تجري الأمور باتجاه تأكيد صحة ما هو مكتوب عنده في التوراة.

وأما القول: بأنه إنما كان يعدِّد له ما وجده في التوراة، دون أن يتعرض لانطباقها عليه، أو عدم انطباقها.. فلما وجد أنها منطبقة عليه أعلن إسلامه، فهو لا يكفي للإجابة على السؤال عن سبب تأخره في رؤية هذا الانطباق.

2 ـ وأما العهد الذي طلبه من رسول الله «صلى الله عليه وآله» أن يكتبه لقومه، فالظاهر: أنه كتب له عهداً يتضمن كونه في أمان الله وأمان رسوله «صلى الله عليه وآله» وفي ذمته. وذلك وفاء منه «صلى الله عليه وآله» بما كان قد أعطاه إياه من الأمان.. وليمنع قومه من العدوان عليه بعد عودته «صلى الله عليه وآله» إلى المدينة.

3 ـ ونشير أخيراً: إلى أن الرواية لم تشتمل على أمر غريب فيما يرتبط ببشارة التوراة برسول الله «صلى الله عليه وآله». بل ذكرت ما هو معروف من ذلك.. خصوصاً وأن القرآن قد صرح: بأن اليهود يجدون اسم النبي «صلى الله عليه وآله» مكتوباً عندهم في التوراة.

وصرح: بأنهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، وقد قرأنا في الحوادث التاريخية الكثير مما يدل على معرفتهم هذه.

ولكن الرواية تضمنت تفاصيل عن علي «عليه السلام»، وعما يكون منه في خيبر، فيحتمل أن يكون ذلك الحبر صادقاً فيما يدَّعيه من قراءته ذلك في التوراة فعلاً.. ويكون مقصوده هو التوراة الحقيقية، التي كان أحبار اليهود يتكتمون عليها، ولا يظهرونها لأتباعهم، لأنها تسقط مزاعمهم، وتكذب أباطيلهم..

وأما احتمال أن يكون قوله ذلك من عند نفسه، حكاية منه لما جرى، وتزلفاً منه للمسلمين.. فهو غاية في البعد، لما ظهر من أنه كان صادقاً فيما أخبر به؛ لأن الأمر انتهى بإسلامه. ولو كان متزلفاً لكان همه أن يخلص نفسه، دون أن يعلن إسلامه، خصوصاً بعد أن أعطاه رسول الله «صلى الله عليه وآله» الأمان، فهو لا يرى نفسه مطالباً بشيء، لا بالإسلام ولا بغيره..

مراهنات قريش:

روى البيهقي، عن عروة، وعن موسى بن عقبة، وعن الواقدي عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، قالوا: واللفظ للواقدي:

كان حويطب بن عبد العزى يقول: انصرفت من صلح الحديبية، وأنا مستيقن أن محمداً «صلى الله عليه وآله» سيظهر على الخلق، وتأبى حمية الشيطان إلا لزوم ديني، فقدم علينا عباس بن مرداس السلمي يخبرنا: أن محمداً «صلى الله عليه وآله» قد سار إلى خيابر، وأن خيابر قد جمعت لرسول الله «صلى الله عليه وآله» فمحمد لا يفلت.

إلى أن قال عباس بن مرداس: من شاء بايعته، إن محمداً لا يفلت.

قلت: أنا أخاطرك.

فقال صفوان بن أمية: أنا معك يا عباس.

وقال نوفل بن معاوية الديلمي: أنا معك يا عباس.

وضوى إليَّ نفر من قريش، فتخاطرنا مائة بعير أخماساً إلى مائة بعير، أقول أنا وحزبي: يظهر محمد «صلى الله عليه وآله».

ويقول عباس وحزبه: تظهر غطفان.

وجاء الخبر بظهور رسول الله «صلى الله عليه وآله» فأخذ حويطب وحزبه الرهن([6]).

ونقول:

يظهر: أن هذا الذي جرى، كان قبل أن يتبيَّن لهؤلاء: أن قسماً كبيراً من غطفان قد انسحب إلى بلاده، خوفاً ورعباً.

وهكذا تظهر آثار صلح الحديبية على روحيات قريش، وعلى تصرفاتها؛ لتؤكد على يأسها من أن تقف في وجه دعوة الإسلام، وفي وجه نبيه الأكرم «صلى الله عليه وآله»، بل إن حويطباً لا يستيقن بظهوره على قريش وحسب، وإنما بظهوره على جميع الخلق أيضاً..

وإذا كانت قريش تظن فيما سلف: أن في اليهود بعض القوة على المواجهة، فها هي أصبحت تراهن على اندحارهم أمام النبي «صلى الله عليه وآله»، وتعطي الضمانات الكبيرة والكثيرة (مائة بعير)، للدلالة على صحة يقينها بنصره «صلى الله عليه وآله» على أعظم قوة ضاربة في المنطقة، فإن اليهود كانوا عشرة آلاف.

يضاف إلى ذلك: نصف هذا العدد من حلفائهم من غطفان، وبني فزارة..

وكانوا يملكون كنزاً من الذهب يضيق عنه مسك جمل، ولديهم من المزارع والنخيل، والأرض الواسعة، والمياه الغزيرة.. ما لم يكن لأحد سواهم في تلك المناطق.

ولديهم الحصون الحصينة والكثيرة. ولم يكن لدى غيرهم مثلها، أو ما يدانيها.

ولديهم من الطعام الذي جمعوه في حصونهم ما يكفيهم الأيام المديدة، والشهور العديدة..

ولديهم أنواع من السلاح والعتاد ما لم يكن نظيره لدى المسلمين، لا من حيث النوع، مثل الدبابات، والمنجنيق، ولا من حيث الكمية.

ولديهم الحقد الدفين، والثارات والترات التي يطلبونها من رسول الله «صلى الله عليه وآله» الذي أنزل ضرباته القاضية بإخوانهم من بني قينقاع، والنضير، وقريظة، جزاء خياناتهم وغدرهم الذي لا ينتهي.

ولديهم أيضاً: خوفهم من بطلان هيمنتهم، وسقوط زعامتهم، وعدم قدرتهم على التسويق لترهاتهم، وخداع الناس بأضاليلهم، وخشيتهم من أن تسقط نظرة الناس إليهم.

ويظهر بوار زعمهم للناس: أن لديهم العلوم والمعارف، وأنهم يعرفون أخبار الأمم السالفة، ويقدرون على رصد المستقبل، والتنبؤ بما سوف يحدث..

ولديهم حسدهم للعرب، لكون النبي الخاتم منهم..

ولديهم.. ولديهم..

فإن كل ذلك يزيد من حدة المواجهة بينهم وبين رسول الله «صلى الله عليه وآله» ومن معه من المسلمين..

ولذلك كان عباس بن مرداس السلمي مستيقناً بأن محمداً «صلى الله عليه وآله» لا يفلت من براثن اليهود.

وكان الناس يعرفون ذلك كله، فقد ورد في حديث الحجاج بن علاط، حين سار إلى مكة لأخذ أمواله، وبلغ الثنية البيضاء قوله:

«وإذ بها رجال من قريش يتسمَّعون الأخبار، قد بلغهم أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد سار إلى خيبر، وقد عرفوا: أنها قرية الحجاز: أنفة، ومنعة، وريفاً، ورجالاً، وسلاحاً، فهم يتحسبون (يتجسسون ـ ظ ـ) الأخبار، مع ما كان بينهم من الرهان»([7]).

ولكن قريشاً كانت ـ برغم ذلك كله ـ مقتنعة: بأن النصر سيكون له «صلى الله عليه وآله» ليس على اليهود وحسب، ولا على الجزيرة العربية، وحدها، وإنما على جميع الخلق أيضاً.. ولذلك كانت المخاطرة بينهم على مائة بعير، ويأخذ المخاطرون هذا الرهن كله..

ابن علاط يستنقذ ماله بمكة:

وقالوا: كان الحجاج بن عِلاط السُلمي خرج يغير في بعض غاراته، فذكر له: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» بخيبر، فأسلم، وحضر مع رسول الله «صلى الله عليه وآله».

وكانت أم شيبة ابنة عمير بن هاشم ـ أخت مصعب بن عمير العبدري ـ امرأته، وكان الحجاج مكثراً ـ له مال كثير ـ وله معادن الذهب التي بأرض بني سُليم، فقال: يا رسول الله، ائذن لي، فأذهب فآخذ مالي عند امرأتي، فإن علمت بإسلامي لم آخذ منه شيئاً، ومال لي متفرق في تجَّار أهل مكة.

فأذن له رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فقال: يا رسول الله، إنه لا بد لي من أن أقول.

قال: «قل».

قال الحجاج: فخرجت، فلما انتهيت إلى الحرم، هبطت فوجدتهم بالثنية البيضاء، وإذا بها رجال من قريش يتسمعون الأخبار، قد بلغهم: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد سار إلى خيبر، وعرفوا أنها قرية الحجاز أنفةً ومنعةً، وريفاً، ورجالاً، وسلاحاً.

فهم يتحسبون (لعل الصحيح: يتجسسون) الأخبار، مع ما كان بينهم من الرهان، على مائة بعير، على أن النبي «صلى الله عليه وآله» يغلب أهل خيبر أو لا.

فلما رأوني قالوا: الحجاج بن علاط عنده ـ والله ـ الخبر ـ ولم يكونوا علموا بإسلامي ـ: يا حجاج، إنه قد بلغنا: أن القاطع([8]) قد سار إلى خيبر، بلد يهود، وريف الحجاز؟

فقلت: بلغني أنه قد سار إليها، وعندي من الخبر ما يسركم.

فالتبطوا بجانبي راحلتي، يقولون: إيه يا حجاج!!

فقلت: لم يلق محمد وأصحابه قوماً يحسنون القتال غير أهل خيابر، كانوا قد ساروا في العرب يجمعون له الجموع، وجمعوا له عشرة آلاف، فهزم هزيمة لم يسمع بمثلها قط، وأسر محمد أسراً.

فقالوا: لا نقتله حتى نبعث به إلى مكة، فنقتله بين أظهرهم، بمن قتل منا ومنهم.

ولهذا فإنهم يرجعون إليكم يطلبون الأمان في عشائرهم، ويرجعون إلى ما كانوا عليه، فلا تقبلوا منهم، وقد صنعوا بكم ما صنعوا.

قال: فصاحوا بمكة، وقالوا: قد جاءكم الخبر، هذا محمد، إنما تنتظرون أن يُقْدَمَ به عليكم، فيقتل بين أظهركم.

وقلت: أعينوني على جمع مالي على غرمائي، فإني أريد أن أقدم فأصيب من غنائم محمد وأصحابه: قبل أن تسبقني التجار إلى ما هناك.

فقاموا فجمعوا إليَّ مالي كأحثَّ جمع سمعت به.

وجئت صاحبتي فقلت لها: مالي، لعلي ألحق بخيبر فأصيب من البيع قبل أن يسبقني التجار.

وفشا ذلك بمكة، وأظهر المشركون الفرح والسرور، وانكسر من كان بمكة من المسلمين.

وسمع بذلك العباس بن عبد المطلب، فقعد، وجعل لا يستطيع أن يقوم، فأشفق أن يدخل داره فيؤذى، وعلم أنه يؤذى عند ذلك، فأمر بباب داره أن يفتح، وهو مستلق، فدعا بقثم، فجعل يرتجز ويرفع صوته لئلا يشمت به الأعداء.

وحضر باب العباس بين مغيظ ومحزون، وبين شامت، وبين مسلم ومسلمة مقهورين بظهور الكفر، والبغي.

فلما رأى المسلمون العباس طيبة نفسه، طابت أنفسهم، واشتدت منتهم، فدعا غلاماً له يقال له: أبو زبيبة.

فقال: اذهب إلى الحجاج، فقل له: يقول لك العباس: الله أعلى وأجل من أن يكون الذى جئت به حقاً.

فقال له الحجاج: اقرأ على أبي الفضل السلام، وقل له: ليخل لي في بعض بيوته، لآتيه بالخبر على ما يسره، واكتم عني.

وأقبل أبو زبيبة يبشر العباس، فقال: أبشر يا أبا الفضل، فوثب العباس فرحاً كأن لم يمسه شيء، ودخل عليه أبو زبيبة، واعتنقه العباس، وأعتقه، وأخبره بالذى قاله.

فقال العباس: لله عليَّ عتق عشر رقاب، فلما كان ظُهراً، جاءه الحجاج، فناشده الله: لتكتمن علي ثلاثة أيام، ويقال: يوماً وليلة، فوافقه العباس على ذلك.

فقال: إني قد أسلمت، ولي مال عند امرأتي، ودين على الناس، ولو علموا بإسلامي لم يدفعوه إلي، وتركت رسول الله «صلى الله عليه وآله» وقد فتح خيبر، وجرت سهام الله تعالى ورسوله «صلى الله عليه وآله» فيها، وانتشل ما فيها، وتركته عروساً بابنة مليكهم حيي بن أخطب، وقتل ابن أبي الحُقيق.

فلما أمسى الحجاج من يومه خرج، وطالت على العباس تلك الليالي، ويقال: إنما انتظره العباس يوماً وليلة.

فلما كان بعد ثلاث، والناس يموجون في شأن ما تبايعوا عليه، عمد العباس إلى حلة فلبسها، وتخلق بخلوق، وأخذ بيده قضيباً، ثم أقبل يخطر، حتى وقف على باب الحجاج بن علاط، فقرعه، فقالت زوجته: ألا تدخل يا أبا الفضل؟

قال: فأين زوجك؟

قالت: ذهب يوم كذا وكذا، وقالت: لا يحزنك الله يا أبا الفضل، لقد شق علينا الذى بلغك.

قال: أجل، لا يحزنني الله، لم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا، فتح الله على رسوله خيبر، وجرت فيها سهام الله ورسوله، واصطفى رسول الله «صلى الله عليه وآله» صفية لنفسه، فإن كانت لك حاجة في زوجك فالحقي به.

قالت: أظنك والله صادقاً.

ثم ذهب حتى أتى مجلس قريش، وهم يقولون إذا مر بهم: لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل!! هذا والله التجلد لحر المصيبة.

قال: كلا، والله الذي حلفتم به، لم يصبني إلا خير بحمد الله، أخبرني الحجاج بن علاط: أن خيبر فتحها الله على رسوله، وجرى فيها سهام الله وسهام رسوله.

فرد الله تعالى الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين، وخرج المسلمون من كان دخل في بيته مكتئباً حتى أتوا العباس فأخبرهم الخبر، فسر المسلمون.

وقال المشركون: [يا لعباد الله] انفلت عدو الله ـ يعني الحجاج ـ أما والله لو علمنا لكان لنا وله شأن، ولم ينشبوا أن جاءهم الخبر بذلك([9]).

ونقول:

إن النبي «صلى الله عليه وآله» حين أذن لابن علاط أن يقول ما شاء، فإنه قد حقق أهدافاً عديدة، دون أن تتوجه إليه «صلى الله عليه وآله» أية مسؤولية أدبية في ذلك، لا سيما وأن ابن علاط لم يخبره بما يريد قوله، حتى لو كان «صلى الله عليه وآله» يعلم به عن طريق الوحي الإلهي.

ونذكر ما يرد على هذه القضية وما يستفاد منها فيما يلي:

1 ـ إننا نشك في بعض خصوصيات الرواية، فقد ذكرت: أن قريشاً قد علمت بالأمر بعد ثلاثة أيام من خروج ابن علاط من مكة..

والمفروض: أن الرهان كان فيما بينهم على مائة من الإبل، وأنهم حين رأوه قالوا: إن عنده العلم اليقين وإنه أخبرهم بأسر النبي «صلى الله عليه وآله»، وبأنه يؤتى به إليهم ليقتلوه..

فهل أعطى الفريق الذي راهن على انتصار النبي «صلى الله عليه وآله» المائة من الإبل للفريق الآخر الذي راهن على انكساره؟! أم لا؟!

فإن كان الرهان لم يؤدَّ إلى الرابح فذلك يتنافى مع ما أظهروه من الثقة والاستبشار بكلام ابن علاط، حتى لقد جمعوا له ماله بأسرع وقت..

وإن كانوا قد أعطوه فالمفروض: أن يذكر التاريخ ذلك، وأنهم أعطوا الرهان، ثم استرجعوه ليأخذوه هم دون الفريق الآخر.

2 ـ أنه قد مهد لصدمة روحية لقريش تضعف عزيمتها، وتوهن قوتها الروحية، وللمحارب أن يضعف عزيمة عدوه بما يراه مناسباً، إذا كان ذلك لا يخالف العهد الذي أبرمه معهم.

3 ـ إن هذا الأمر الذي من شأنه أن يمكن هذا الرجل من جمع ماله بسهولة ويسر، ويمنع من استغلال الظروف، ومن استيلائهم على ماله من دون حق، لا يدل على أن الغاية تبرر الواسطة في الإسلام، لأن التعامل إنما هو مع عدو مشرك، يستحل الدم والمال، وليس مع من يجب حفظ ماله، أو يرى لغيره حرمة.

4 ـ إن ما قاله الحجاج بن علاط لقريش، قد نشأت عنه حالة من شأنها أن تكشف دخائل الكثيرين ممن كانت هناك حاجة لمعرفة مقدار عداوتهم، أو مقدار محبتهم وولائهم.

وهذا يفيد أهل الإيمان كثيراً في رسم معالم واضحة لطريقة التعامل مع هؤلاء، وأولئك، لأنه يعطيهم رؤية أوضح في هذا الاتجاه، وقدرة على اتخاذ المواقف المناسبة، حين لا بد لهم من ذلك.

5 ـ غير أن لنا تساؤلاً عن السبب الذي دفع الحجاج بن علاط إلى الإسلام، حين سمع بخروج النبي «صلى الله عليه وآله» إلى خيبر، وكان خارجاً لشن الغارة على الآمنين، والإيقاع بهم، فإنه ـ كما تقول الرواية ـ قد أسلم، ثم توجه إلى الرسول «صلى الله عليه وآله»، وحضر معه فتح خيبر.

فلماذا أسلم حين جاءه هذا الخبر بالذات، ولم يسلم قبل ذلك؟ فهل لم تكن دعوة النبي «صلى الله عليه وآله» قد وصلته؟! أم أنها وصلته، ولم يستجب لها؟! أم أنه أحسَّ بقوة الإسلام وعزته إلى حد رأى أنه لا مجال بعد لمناوأته؟! أم أن في الأمر سراً آخر نجهله؟!

6 ـ إن هذا المكثر من المال، والذي له معادن الذهب التي بأرض بني سليم، لا يحتاج في الحصول على رزقه إلى الغارة على الآخرين، واستياق مواشيهم، وأخذ أموالهم، وقتل رجالهم، وسبي نسائهم. إلا إذ كان يمارس حالة البغي، والظلم، والقسوة، التي كانت تهيمن على تفكيره، وعلى مشاعره. ومن كان كذلك، فإننا لا نتوقع منه أن يدخل في الإسلام بصورة طوعية، وعن قناعة، ورضاً.

7 ـ لماذا تكون زوجة الحجاج في مكة، ويكون هو في مناطق بني سليم في محيط المدينة؟! فإنه إذا كان قد خرج ليشن الغارة، فذلك يعني: أنه كان مع قومه، وفي موضع إقامته..

وإذا كانت زوجته قد ذهبت إلى مكة لزيارة أهلها، فما معنى: أن يكون المال عندها، وأن لا يتمكن من تحصيله منها؟!

8 ـ ما معنى طلبه من أهل مكة: أن يجمعوا له أمواله، ليلحق بخيبر قبل أن يسبقه التجار إليها؟!

فإنه إن كان قد جاء من خيبر إلى مكة، فهو يحتاج إلى حوالي ثلاثة عشر يوماً ليقطع الطريق بينهما، ويحتاج في عودته إلى مثل ذلك، يضاف إليها الأيام التي يقضيها في مكة.

فتكون النتيجة: هي مضي حوالي شهر على فتح خيبر، فهل يصبر التجار كل هذه المدة، ولا يُبادرون إلى شراء ما يمكن شراؤه من تلك الغنائم؟!

مع ملاحظة أخرى تزيد الأمر تعقيداً، وهي: أنه إنما ترك رسول الله «صلى الله عليه وآله» بعد فتح خيبر، وبعد تزوجه ببنت ملكهم، كما صرح به هو نفسه، وهذا إنما حصل في منطقة الصهباء حين عودته «صلى الله عليه وآله» إلى المدينة.

وهم يقولون: إن النبي «صلى الله عليه وآله» دعا الله تعالى أن يعجل بنفاق غنائم خيبر، قالوا: «فلما عرضناها على البيع رغب فيها الناس رغبة تامة حتى بيعت كلها في يومين»([10]).

9 ـ إننا نستغرب من الحجاج بن علاط: أن يُعْلِمَ أبا زبيبة بالحقيقة، وهو غلام لا يدري إلى أين هواه، فلماذا لم يخف من أن يفشي عليه سره، ويوقعه في المحذور الكبير والخطير؟!

ومجرد طلبه منه أن يكتم عليه لا يكفي للاعتماد في مثل هذه المواقع الحساسة والصعبة.

من استشهد بخيبر من المسلمين:

إننا نذكر هنا قائمة بأسماء المسلمين الذين استشهدوا في خيبر، بالإعتماد على ما ذكره الصالحي الشامي، فنقول:

أسلم الحبشي الراعي: ذكره أبو عمر، واعترضه ابن الأثير: بأنه ليس في شيء من السياقات أن اسمه أسلم.

قال الحافظ: وهو اعتراض متجه، قلت: قد جزم ابن إسحاق في السيرة برواية ابن هشام: بأن اسم أسلم: الأسود الراعي.

وقال محمد بن عمر: اسمه يسار([11]).

وقال الحلبي: الأسود الراعي: كان أجيراً لرجل من اليهود يرعى غنمه، وكان عبداً حبشياً يسمى أسلم، وفي الإمتاع: اسمه يسار فجاء للنبي «صلى الله عليه وآله» وهو محاصر خيبر، فقال: يا رسول الله، اعرض عليَّ الإسلام، فعرضه عليه، فأسلم([12]).

أنيف ـ تصغير أنف ـ بن حبيب بن عمرو بن عوف([13]).

أنيف بن واثلة([14]).

أوس بن جبير الأنصاري، من بني عمرو بن عوف، قتل على حصن ناعم، أورده ابن شاهين، وتبعه أبو موسى([15]).

أوس بن حبيب الأنصاري. ذكره أبو عمر، وقيل: هو الذي قبله([16]).

أوس بن فايذ ـ بالتحتية والذال المعجمة ـ الأنصاري، ذكره أبو عمر: أوس بن فايد([17]) ـ بالفاء والدال المهملة ـ أو ابن فاتك، أو الفاكه، من بني عمرو بن عوف.

ولعلهما واحد، فإن النقط للحروف لم يكن شائعاً في الكتابة تلك الأيام.

أوس بن قتادة الأنصاري([18]).

بشر بن البراء بن معرور([19]).

ثابت بن إثلة ـ بكسر الهمزة، وسكون الثاء المثلثة ـ وزاد أبو عمر: واواً في أوله، ولم يوافقوه([20]).

ثقف([21]) ـ وقال محمد بن عمر: ثقاف ـ بن عمرو بن سميط الأسدي([22]).

الحارث بن حاطب، ذكره ابن إسحاق، ومحمد بن عمر، وابن سعد، وقالا: شهد بدراً، ولم يتعرض له أبو عمر، ولا الذهبي، ولا الحافظ، لكونه استشهد بخيبر. وهو أخو ثعلبة بن حاطب بن عمر بن عبيد الأنصاري الأوسي([23]).

ربيعة بن أكثم بن سخبرة بن عمر الأسدي، قتل بالنطاة، قتله الحارث اليهودي([24]).

رفاعة بن مسروح الأسدي، حليف بني عبد شمس، قتله الحارث اليهودي([25]).

سليم بن ثابت بن وقش الأنصاري الأشهلي، ذكره ابن الكلبي، وابن جرير الطبري([26]).

طلحة، ذكره ابن إسحاق، ولم ينسبه، ولم يقف كثير من الحفاظ على نسبه، ولم يذكره محمد بن عمر، ولا ابن سعد، وقال أبو ذر في الإملاء: هو طلحة بن يحيى بن إسحاق بن مليل([27]).

قال أبو علي الغساني: لم يخبر ابن إسحاق باسم طلحة هذا.

قلت: ولم أر لطلحة بن يحيى بن إسحاق هذا ذكراً في الإصابة للحافظ، ولا في الكاشف للذهبي([28]).

عامر بن الأكوع، واسم الأكوع: سنان بن عبد الله([29]).

عبد الله بن أبي أمية بن وهب، قتل بالنطاة، وذكره محمد بن عمر، وابن سعد ولم يذكره ابن إسحاق([30]).

عبد الله بن هبيب، ذكره ابن إسحاق في رواية البكائي، وجرير بن حازم، ويونس بن بكير، لكن عنده عبد الله بن فلان بن وهب، وكذا سماه أبو عمر وجماعة، وذكر محمد بن عمر: أنه استشهد هو وأخوه عبد الرحمن بأحد، قال الحافظ: والأول أولى([31]).

عدي بن مرة بن سراقة البلوي، طعن بين ثدييه بحربة فمات منها، ذكره محمد بن عمر، وابن سعد، وأبو عمر([32]).

عروة بن مرة بن سراقة الأوسي، ذكره أبو عمر([33]).

عمارة بن عقبة بن حارثة الغفاري، رمي بسهم، ذكره ابن إسحاق، ومحمد بن عمر، وابن سعد، وأبو عمر، وتعقبه الحافظ في كونه استشهد بخيبر بكلام يدل على أنه لم يراجع السيرة في هذا المحل، ولا شك في صحة ما ذكره أبو عمر([34]).

فضيل بن النعمان الأنصاري السلمي ـ بفتح السين ـ ذكره ابن إسحاق في رواية يونس، وابن سلمة وزياد، وجزم بذلك محمد بن عمر، وابن سعد هنا، وقال ابن سعد في موضع آخر: كذا وجدناه في غزوة خيبر، وطلبناه في نسب بني سلمة فلم نجده، ولا أحسبه إلا وهماً، وإنما أراد الطفيل بن النعمان بن خنساء بن سنان، والطفيل ذكره ابن عقبة في من شهد خيبر([35]).

بشر بن المنذر بن زنبر ـ وزن جعفر ـ([36]).

محمود بن مسلمة، قتل عند حصن ناعم، ألقيت عليه صخرة، قيل: ألقاها عليه مرحب، وقيل: كنانة بن الربيع، ولعلهما اشتركا في الفعل([37]).

ومدعم الأسود، مولى رسول الله «صلى الله عليه وآله» قتل بخيبر، وهو الذي غلّ الشملة يومئذٍ، وجاء الحديث أنها تشتعل عليه ناراً([38]).

مرة بن سراقة الأنصاري، ذكره أبو عمر، وتعقبه ابن الأثير: بأن الذي ذكروا أنه شهد خيبر ابنه عروة بن مرة([39]).

قال الحافظ: ولا مانع من الجمع([40]).

قال الصالحي الشامي: ويؤكد كلام ابن الأثير: أن أبا عمر لم يذكره في الدر، بل ذكر ابنه عروة([41]).

مسعود بن ربيعة، ويقال: ربيع بن عمرو القاري بالتشديد، ممن استشهد بخيبر([42]).

مسعود بن سعد بن قيس الأنصاري الزرقي، ذكره ابن إسحاق، ومحمد بن عمر، وابن سعد، ونقل أبو نعيم عن ابن عمارة: أنه ذكره فيهم، وخالفه الواقدي ـ أه‍. نقله الحافظ وأقره. والذي في مغازي الواقدي: أنه استشهد بخيبر، وأن مرحباً قتله، فالله أعلم([43]).

يسار، اسم الأسود الراعي، ذكره محمد بن عمر، وابن سعد. وسماه ابن إسحاق: أسلم([44]).

أبو سفيان بن الحارث، كذا في نسخة سقيمة عن الزهري، نقلاً عن رواية يونس عن ابن إسحاق، ولم أره في الإصابة([45]).

أبو ضياح الأنصاري، اسمه النعمان([46]).

القتلى من اليهود:

وقالوا: إن الذين قتلوا من اليهود في غزوة خيبر كانوا ثلاثة وتسعين رجلاً([47]).

أين هي هذه الأحداث؟!:

إن صاحب ديوان أمير المؤمنين «عليه السلام» قد نسب إليه «عليه السلام» مقطوعات عديدة من الأرجاز في مناسبة خيبر..

وقد ذكر لهذه الأرجاز مناسبات تخص كل واحدة منها. ولم نجد في كتب التاريخ والسيرة شيئاً عن تلك المناسبات. فسوَّغ لنا ذلك احتمال كون هذه الأرجاز مجعولة.. فعدنا إلى مضامينها، وتأملنا فيها، فلم نجدها تضمنت أية خصوصية تبرر لنا احتمالنا الآنف الذكر، فإنها مجرد تعابير قوية، تدخل في سياق الحرب النفسية للعدو، وترمي إلى إضعاف عزيمته وإسقاطها..

فلم نجد بداً من استبعاد ذلك الاحتمال، واستبداله باحتمال أقوى منه، لكونه مؤيداً بنظائر له قد حفل بها التاريخ الإسلامي. ألا وهو أن يداً ما قد سعت إلى إسقاط كثير من الحقائق والقضايا من تاريخ علي «عليه السلام»؛ لأنها لا تخدم أغراضها، ولا تفيدها في خططها وأهدافها.. ولأجل هذا وذاك كان لا بد لنا من عرض هذه المقطوعات وفقاً لما أورده المجلسي «رحمه الله»، وذلك كما يلي:

جاء في الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين «عليه السلام»: أن مما أنشده في غزاة خيبر:

ستشهـد لي بالــكر والطعن رايــة      حبـاني بهـا الـطـهر الـنبي المهذب

وتعلـم أني في الحـروب إذا التـظت    بـنيرانها الليث الهموس  المجرب([48])

ومثـلي لاقى الهـول في مفـظـعـاتـه             وقل له الجيش الخميس العطبطب([49])

وقــد علـم الأحيـاء أني زعيمـهـا                وأني لدى الحرب العذيق المرجب([50])

الإلتظاء: الإشتعال والإلتهاب، وقال الجوهري: الأسد الهموس: الخفي الوطء، و«قل» المضبوط في النسخ بالقاف، ولعل الفاء أنسب من قولهم: فل الجيش: إذا هزمهم، والعطبطب لم أجده في اللغة، وفي الشرح المهلك، والزعيم: سيد القوم ورئيسهم، والعذيق تصغير العذق بالفتح وهي النخلة، وهو تصغير تعظيم، والرجبة: هو أن تعمد النخلة الكريمة ببناء من حجارة أو خشب إذا خيف عليها ـ لطولها وكثرة حملها ـ أن تقع. وقد يكون ترجيبها بأن يجعل حولها شوك لئلا يرقى إليها، ومن الترجيب: أن تعمد بخشبة ذات شعبتين.

وقيل: أراد بالترجيب التعظيم، كل ذلك ذكره في النهاية.

ومنه فيها:

أنـا عـلي وابـن عبـد المـطــلــب        مـهـذب ذو سطـوة وذو غـضـب

غذيت في الحرب وعصيان النؤب              من بـيـت عـز ليس فيـه منـشعب

وفي يـمـيـنـي صارم يجلو الكرب               من يـلـقـني يلقَ المنـايـا  والعطب

إذ كف مثلي بالـرؤوس يلـتـعـب([51])

وعصيان النؤب، أي: عدم إطاعة نوائب الدهر لي، وغلبتها علي، والمنشعب مصدر ميمي، أو اسم مكان.

والانشعاب: التفرق، وإذ للتعليل، أو ظرف لـ >يلقَ<.

ومنه فيها مخاطباً لياسر وغيره:

هـذا لـكـم مـن الغــلام الغالب            من ضرب صدق  وقضاء الواجب

وفـالـق الهـامـات والمـنــاكــب          أحمـي بـه قـماقـــم  الـكتــائـب([52])

القمقام: السيد، والعدد الكثير. والكتيبة: الجيش.

ومنه فيها مخاطباً لعنتر وسائر عسكر خيبر:

هـذا لـكـم معــاشـر  الأحـزاب           من فـالـق الهـامــات  والــرقـاب

فـاستعجلـوا للطـعـن والضراب          واسـتـبـسـلـوا للموت والمـــآب

صـيركـم سـيـفي إلى الـعــذاب          بـعـون ربـي الـواحـد الـوهاب([53])

استبسل: طرح نفسه في الحرب، ويريد أن يَقتل أو يُقتل لا محالة.

والمآب: المرجع في الآخرة.

ومنه فيها مخاطباً لربيع بن أبي الحقيق:

أنـا عـلي وابـن عـبـد المـطـلـب         أحمي ذمـاري وأذب عـن  حسـب

والمـوت خـير للـفـتـى مـن الهـرب([54])

ومنه فيها مخاطباً لجماهير أهل خيبر:

أنـا عـلي وابـن عـبـد المـطــلـب        مـهـذب ذو سطـوة  وذو حـسـب

قـرن إذا لاقـيـت قـرنـاً لم  أهـب         مـن يلقـني يلقَ المنـايا  والكرب([55])

ومنه فيها مخاطباً لمرة بن مروان:

أنـا عـلي وابـن عـبـد المـطـلــب                 أخـو النبي المـصطفى  والمنـتـجب

رسـول رب العـالمـين قـد غـلب         بـيَّـنــه رب الـسـماء في  الـكـتـب

وكـلـهـم يـعـلـم لا قـول  كذب             ولا بــزور حـين يـدء  بـالـنـسب

صـافي الأديـم والجبين كالـذهب                 الـيـوم أرضـيـه بضـرب وغضب

ضـرب غـلام أرب من العــرب          لـيـس بـخـوار يـرى عنـد النكب

فاثبت لضرب من حسام كاللهب([56])

قال الشارح: الدأو والدأي: الحكاية، ولم أجده فيما عندنا من الكتب، وفي القاموس: دأيت الشيء كسعيت: ختلته، ويحتمل أن يكون بالباء الموحدة من الابتداء.

ومنه فيها مخاطباً لمرحب:

نحن بـنـو الحـرب بنـا سعـيرها         حـرب عـوان حـرهـا  نـذيـرهــا

تحـث ركض الخـيـل في زفـيرهــا([57])

ومنه فيها مجيباً لياسر الخيبري:

تـبـاً وتعسـاً لـك يـا بـن الكافـر           أنــا عـــلي هــازم الـعـســاكــر

أنـا الـذي أضربكم ونـاصــري           إلــه حـق ولــه  مــهـــاجـــري

أضـربـكـم بـالسيف في المصاغر               أجـود بالطعن وضـرب طــاهــر

مـع ابـن عمي والسراج  الـزاهـر               حـتـى تـديـنـوا لـلـعـلي الـقـاهر

ضـرب غــلام صـارم ممـاهـر([58])

وأيضاً في جوابه:

يـنـصـرني ربـي خـيـر نـاصــر          آمــنــت بالله بــقــلـب شـاكــر

أضـرب بـالـسيف عـلى المـغافر        مـع الـنـبـي المصطـفـى  المهاجر([59])

ومنه فيها مجيباً لأبي البليت عنتر:

أنــا عــلي الـبـطــل المــظـفـر           غـشـمـشـم القلـب بـذاك أذكــر

وفـي يـمـيـنـي لـلـقـاء أخضر            يـلـمع مـن حـافـتـه بـرق يـزهـر

للطعن والضرب الشديد  محضر        مـع الـنـبـي الـطـــاهـر المـطــهر

اخـتـاره الله الـعــلي  الأكــــبر           الـيـوم يـرضـيـه ويخـزى عـنـتر([60])

قال الجوهري: الغشمشم: الذي يركب رأسه لا يثنيه شيء عما يريد ويهوى من شجاعته، وإنما عبر عن السيف بالأخضر، لأنه من الحديد وهو أسود، والعرب يعبر عن السواد بالخضرة، أو لكثرة مائه كما يسمى البحر الأخضر.

ومنه فيها، قال: ارتجز داود بن قابوس فقال:

يـا أيـهـا الحــامـل بـالـترغـــم           مـاذا تريـد من فـتـى غـشـمـشـم

أروع مـفـضـال هصور هيصـم          مـاذا تــرى بـبــازل مـعـتـصــم

وقـاتـل القـرن الجـريء المقـدم                 والله لا أسـلــم حـتـى تحــــــرم

فأجابه صلوات الله عليه:

اثـبـت لحــاك الله إن لـم تسـلم           لـوقـع سيـف عـجرفي  خـضــرم

تحـمـلـه مـنـي بـنـان  المـعـصم         أحـمـي بـه كتـائـبـي وأحـتــمي

إنـي ورب الحــجــر  المـكــرم           قـد جـدت لله بـلـحـمي ودمـي([61])

الترغم: التغضب. والغشمشم: الشجاع الذي لا يرده شيء.

والأروع: الذي يعجبك حسنه.

والهصور: الأسد، والهيصم: الأسد، والقوي من الرجال.

وبزل البعير: انشق نابه، ولحاك الله أي لعنك الله، ويقال: جمل فيه عجرفة، أي قلة مبالاة لسرعته، وفلان يتعجرف عليَّ: إذا كان يركبه بما يكره ولا يهاب شيئاً، وعجارف الدهر: حوادثه.

وقال الجوهري: الخضرم بالكسر: الكثير العطية، مشبه بالبحر الخضرم وهو الكثير الماء، وكل شيء كثير واسع خضرم.

والمعصم: موضع السوار من الساعد. والحجر المكرم: الحجر الأسود.

ومنه فيها مخاطباً لليهود:

هـذا لـكـم مـن الغلام الهاشمي          مـن ضرب صدق في ذرى الكمائم

ضـرب يـقـود شـعـر الجـماجم           بـصـــارم أبـيــض أي صــــارم

أحـمـي بـه كتــائـب القـماقـم             عـنـد مجـال الخـيـل بالأقــــادم([62])

الكمة: القلنسوة المدورة.

ويقال: سيد قماقم بالضم لكثرة خيره وبالفتح جمع القمقام وهو السيد.

ومنه عند قتل الخيبري:

أنـا عـلي ولــدتـنـي هــاشــم             لـيـث حـروب للـرجـال قـاصـم

معصوصب في نـقـعـهـا مقادم           من يلـقـني يـلـقـاه موت هاجم([63])

قصمت الشيء قصماً: كسرته، واعصوصب القوم: اجتمعوا، والنقع: الغبار، والمقادم: جمع مقدام كمفاتح ومفتاح.

بعض ما قيل من الشعر في غزوة خيبر:

ومن الشعر في غزوة خيبر ما قاله كعب بن مالك:

ونـحـن وردنـا خيـبراً وفروضـه         بكـل فتى عـاري الأشـاجع مذود

جواد لدى الغـايات لا واهن القوى           جريء على الأعـداء في كل  مشهد

عظيـم رمـاد القدر في كل  شتـوة               ضروب بنصـل المـشـرفي المـهـنـد

يرى القتل مدحاً إن أصاب شهادة               مـن الله يـرجـوهـا وفـوزاً بـأحمـد

يـذود ويحـمـي عـن ذمـار محمـد                ويـدفـع عـنـه بـاللسـان وبالـيــد

ويـنـصره مـن كـل أمـر يـريـبـه         يجـود بنـفـس دون نـفـس محـمـد

يصـدق بالإنبـاء بالـغيب مخلصاً                يـريـد بـذاك العز والـفوز في غد([64])

وقال حسان:

بـئـس مـا قـاتـلـت خيـابـر عـما         جمـعـــوا مـن مـزارع  ونـخـيــل
كـرهـوا المـوت فاستبيح  حماهـم              وأقـروا فـعـل الـلـئـيـم  الـذلـيل
أمـن المـوت تهـربــون فــإن الــ‍        ــمـوت مـوت الهزال غير جميل
([65])


([1]) البحار ج16 ص410 وج17 ص254 و 365 ولكن في ج10 ص38 في حنين، وج21 ص30 و 28 عن الخرائج والجرائح ج1 ص54 و 161 وج2 ص912 وعن الإحتجاج ج1 ص324 وفي الثاقب في المناقب ص46 في حنين، وعن مناقب آل أبي طالب ج1 ص114 و 189 وفي نور البراهين ج2 ص462 في حنين، وفي نور الثقلين ج3 ص384 أيضاً في حنين، وج4 ص53 في خيبر، وعن البداية والنهاية ج6 ص311.

([2]) السيرة الحلبية ج3 ص53 والخرائج والجرائح ج1 ص42 والبحار ج18 ص9 وعن مسند أحمد ج4 ص48 وعن صحيح البخاري ج5 ص76 وعون المعبود ج10 ص276 وتاريخ مدينة دمشق ج22 ص94 و 95 وعن البداية والنهاية ج4 ص216 وعن عيون الأثر ج2 ص148 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص360 وعن فتح الباري ج7 ص364 وسبل الهدى والرشاد ج10 ص24 وسنن أبي داود ج2 ص227 وصحيح ابن حبان ج14 ص439 ومستدرك سفينة البحار ج10 ص107.

([3]) السيرة الحلبية ج3 ص53 وسنن الدارمي ج1 ص13 ومجمع الزوائد ج9 ص5 والمصنف لابن أبي شيبة ج7 ص435 وكنز العمال ج12 ص403 وتاريخ مدينة دمشق ج4 ص371 والبداية والنهاية ج6 ص153 والخرائج والجرائح ج1 ص46 ومسند أحمد ج4 ص7.

([4]) السيرة الحلبية ج3 ص54 والبداية والنهاية ج4 ص217 والمعجم الأوسط ج3 ص356 والمعجم الكبير ج19 ص84 ومجمع الزوائد ج7 ص213 في حنين. وراجع: فتح الباري ج7 ص361 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص333.

([5]) البحار ج36 ص212 و 213 عن روضة الواعظين ص139 وعن فضائل ابن شاذان، ومكاتيب الرسول ج1 ص257 واللمعة البيضاء ص192 والروضة في المعجزات والفضائل ص146.

([6]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص129 وتاريخ مدينة دمشق ج15 ص357 وعن الإصابة ج2 ص125.

([7]) سبل الهـدى والرشاد ج5 ص140 وراجع: السيرة الحلبية ج3 ص51 و 52  = = وتاريخ مدينة دمشق ج12 ص105 وعن أسد الغابة ج1 ص382 والثقات ج2 ص19 وعن تاريخ الأمم والملوك ج2 ص305 وعن البداية والنهاية ج4 ص245 وعن السيرة النبوية لابن هشام ج3 ص808 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص408.

([8]) أي قاطع الرحم. كانوا يصفون رسول الله «صلى الله عليه وآله» بذلك كذباً وزوراً، وإمعاناً في البغي عليه.

([9]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص139 و 141 عن أحمد، والبيهقي، وابن إسحاق، والواقدي عن أنس وغيره، والسيرة الحلبية ج3 ص51 و 52 وعن تاريخ الأمم والملوك ج2 ص304 ـ 306 والثقات ج2 ص19 ـ 21 وعن السيرة النبوية لابن كثير ج3 ص407 ـ 409 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص806 ـ 808.

([10]) تاريخ الخميس ج2 ص55.

([11]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص144 وعن أسد الغابة ج1 ص76 وعن الإصابة ج1 ص369.

([12]) السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج2 ص726. وراجع: الإصابة ج1 ص216 وعن عيـون الأثر ج2 ص147 و 150 وعن السيرة النبويـة لابن هشام ج3 = = ص806 وعن أسد الغابة ج5 ص76 و 123 والطبقات الكبرى ج2 ص107 والبداية والنهاية ج4 ص244.

([13]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص145 وعن الإصابة ج1 ص288 وعن عيون الأثر ج2 ص150 وتاريخ خليفة بن خياط ص51 والثقات ج2 ص18 وعن السيرة النبوية لابن هشام ج3 ص805 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص406 والبداية والنهاية ج4 ص244.

([14]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص145 وعن الإصابة ج1 ص288 والطبقات الكبرى ج4 ص377 وفي ج2 ص107 (أنيف بن وائل).

([15]) راجع: أسد الغابة ج1 ص141 وعن الإصابة ج1 ص294 و 305.

([16]) الإصابة ج1 ص296 والطبقات الكبرى ج2 ص107 و 4 ص377 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص145.

([17]) راجع: أسد الغابة ج5 ص126 وعن الإصابة ج1 ص288 و 305 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص145 وتاريخ خليفة بن خياط ص51 والبداية والنهاية ج4 ص244 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص805 وعيون الأثر ج2 ص150 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص406.

([18]) الإصابة ج1 ص305 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص145 والبداية والنهاية ج4 ص244 عن ابن إسحاق، والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص805 وعيون الأثر ج2 ص150 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص406.

([19]) الطبقات الكبرى ج2 ص107 والثقات ج2 ص18 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص145 وتاريخ خليفة بن خياط ص50 والبداية والنهاية ج4 ص244 و 384 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص805 وعيون الأثر ج2 ص149 والسيرة النبوية لابن كثير ج2 ص491 وج3 ص406 والمجمع ج18 ص385 ومغني المحتاج ج4 ص7 والخرائج والجرائح ج1 ص109 والمحلى ج11 ص27 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص81 والبحار ج17 ص396 وج21 ص7 وسنن أبي داود ج2 ص369 والمستدرك للحاكم ج3 ص219 والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص46 ومجمع الزوائد ج8 ص296 وج9 ص315 والمعجم الكبير ج2 ص34 ورجال الطوسي ص22 وخلاصة الأقوال ص79 ورجال ابن داود ص56 وجامع الرواة ج1 ص121.

([20]) الإصابة ج1 ص500 والثقات ج2 ص18 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص145 والبداية والنهاية ج4 ص244 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص805 وعيون الأثر ج2 ص150 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص406.

([21]) الثقات ج2 ص17 والطبقات الكبرى ج2 ص107 وج3 ص985 وعن الإصابة ج1 ص525 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص145 وتاريخ خليفة بن خياط ص50 والبداية والنهاية ج4 ص244 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص805 وعيون الأثر ج2 ص149 والسيرة النبوية لابن كثير ج2 ص504 وج3 ص406 ومجمع الزوائد ج6 ص155 والمعجم الكبير ج2 ص104 وأسد الغابة ج1 ص246.

([22]) الإصابة ج2 ص384 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص145 وتاريخ خليفة بن خياط ص50 وعيون الأثر ج2 ص149 والمعجم الكبير ج5 ص66.

([23]) الطبقات الكبرى ج2 ص107 وج3 ص461 وعن الإصابة ج1 ص288 و 305 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص145 وتاريخ خليفة بن خياط ص50 والبداية والنهاية ج4 ص244 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص805 وعيون الأثر ج2 ص149 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص406.

([24]) الطبقات الكبرى ج2 ص107 وج3 ص95 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص145 والبداية والنهاية ج4 ص244 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص406.

([25]) الإصابة ج2 ص411 والطبقات الكبرى ج2 ص107 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص145 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص805 والثقات ج2 ص17 وتاريخ خليفة بن خياط ص50 وعن عيون الأثر ج2 ص149 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص406.

([26]) راجع: الإصابة ج3 ص139 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص145 وأسد الغابة ج3 ص347.

([27]) الإصابة ج3 ص436 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص145.

([28]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص145.

([29]) المغني لابن قدامة ج9 ص510 و ج10 ص39 والشرح الكبير ج9 ص496 وكشف القناع ج6 ص13 وخلاصة عبقات الأنوار ج3 ص272 وإرواء الغليل ج7 ص301 والطبقات الكبرى ج4 ص303 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص146 والأعـلام ج3 ص251 والعـبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق2 = = ص39 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص805 وتاريخ خليفة بن خياط ص50 وعن عيون الأثر ج2 ص150.

([30]) الطبقات الكبرى ج2 ص107 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص146 والإستيعاب ج2 ص88 وأسد الغابة ج2 ص539 وج3 ص119.

([31]) البداية والنهاية ج4 ص244 وأسد الغابة ج3 ص270 والإصابة ج4 ص316 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص145 والسيرة النبوية لابن هشام ج5 ص146 وعن عيون الأثر ج2 ص148 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص406.

([32]) الإصابة ج4 ص394 والبداية والنهاية ج4 ص244 والطبقات الكبرى ج2 ص107 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص146 و 147 وأسد الغابة ج3 ص405 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص805 والإستيعاب ج3 ص66.

([33]) الإصابة ج4 ص406 والإستيعاب ج3 ص53 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص146 وأسد الغابة ج3 ص247 و 405 والثقات ج2 ص17 وعن عيون الأثر ج2 ص150 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص406.

([34]) أسد الغابة ج4 ص50 والإصابة ج4 ص481 و 482 والطبقات الكبرى ج2 ص107 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص146 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص805 والثقات ج2 ص18.

([35]) الإصابة ج5 ص288 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص146 وأسد الغابة ج4 ص184.

([36]) وأسد الغابة ج5 ص146.

([37]) المستدرك للحاكم ج3 ص38 والسنن الكبرى للبيهقي ج6 ص216 وج9 ص82 ومجمع الزوائد ج6 ص151 و 155 وفتح الباري ج7 ص365 والمعجم الكبير ج19 ص304 والإصابة ج6 ص35 وأسد الغابة ج4 ص334 وسبل الهـدى = = والرشاد ج5 ص147 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص793 و 805 وتاريخ خليفة بن خياط ص50 ومعجم البلدان ج5 ص253 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص298 وعن عيون الأثر ج2 ص135 و 149 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص354 و 363 وتاج العروس ج9 ص83.

([38]) أسد الغابة ج2 ص181 وج4 ص341 والإصابة ج6 ص49 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص147 و 148 ومكاتيب الرسول ج2 ص471 وصحيح البخاري ج5 ص81 وج7 ص235 وسنن أبي داود ج1 ص614 وسنن النسائي ج7 ص24 والسنن الكبرى للبيهقي ج9 ص137 وتركة النبي ص111 والسنن الكبرى للنسائي ج3 ص140 وج5 ص222 وصحيح ابن حبان ج11 ص188 وتاريخ مدينة دمشق ج4 ص282 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص405 والبداية والنهاية ج4 ص236 و 241 و 248 وج5 ص341 وعن عيون الأثر ج2 ص151 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص394 و 401 و 412 وج4 ص631.

([39]) المعجم الكبير ج7 ص137 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص147 وفي الإصابة ج3 ص402 قال: حنين بدل خيبر، وفي الإستيعاب (مطبوع بهامش الإصابة) ج2 ص408 حنين أيضاً. وفي مجمع الزوائد ج6 ص190 حنين، وفي الطبقات الكبرى حنين أيضاً، وفي أسد الغابة ج4 ص350 أحد الذين قتلوا بحنين.

([40]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص147 والإصابة ج6 ص62.

([41]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص147.

([42]) البداية والنهاية ج4 ص244 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص805 وعن عيون الأثر ج2 ص150 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص147.

([43]) مجمع الزوائد ج6 ص155 والمعجم الكبير ج20 ص332 والإصابة ج6 ص78 البداية والنهاية ج4 ص244 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص805 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص406 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص147.

([44]) السيرة النبوية لابن هشام ج3 ص805 وعن عيون الأثر ج2 ص147 و 150 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص144 و 147 والإصابة ج1 ص215 و 369 وأسد الغابة ج1 ص76 وتاج العروس ج3 ص628.

([45]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص147 وأسد الغابة ج5 ص215.

([46]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص144 ـ 148 ومجمع الزوائد ج6 ص155 والمعجم الكبير ج22 ص392 وعن الطبقات الكبرى ج3 ص478 وإكمال الكمال ج5 ص162 والأنساب ج1 ص328 وعن السيرة النبوية لابن هشام ج3 ص805 وعن عيون الأثر ج2 ص149 وعن البداية والنهاية ج3 ص394 وج4 ص244 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص406 وسير أعلام النبلاء ج1 ص266 وعن أسد الغابة ج6 ص178.

([47]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص148 وعن عيون الأثر ج2 ص147 والبحار ج21 ص32 والطبقات الكبرى ج2 ص107.

([48]) الهموس: الوطء الخفي.

([49]) العطبطب: لعلها مأخوذة من العطب، أي: الموجب لعطب ما يواجهه. ولعل الصحيح: فل ـ بالفاء.

([50]) البحار ج21 ص35 وفي هامشه عن ديوان أمير المؤمنين «عليه السلام» ص23 و 24.

([51]) البحار ج21 ص36 وفي هامشه عن ديوان أمير المؤمنين ص24.

([52]) البحار ج21 ص36 وعن ديوان أمير المؤمنين ص24.

([53]) البحار ج21 ص36 وديوان أمير المؤمنين ص25.

([54]) البحار ج21 ص36 وديوان أمير المؤمنين ص25.

([55]) البحار ج21 ص37 وديوان أمير المؤمنين ص25.

([56]) البحار ج21 ص37 وديوان أمير المؤمنين ص25.

([57]) البحار ج21 ص37 وديوان أمير المؤمنين ص61.

([58]) البحار ج21 ص38 وديوان أمير المؤمنين ص62.

([59]) البحار ج21 ص38 وديوان أمير المؤمنين ص62.

([60]) البحار ج21 ص38 وديوان أمير المؤمنين ص62 و 63.

([61]) البحار ج21 ص38 و 39 وديوان أمير المؤمنين ص127.

([62]) البحار ج21 ص39 وديوان أمير المؤمنين ص127.

([63]) البحار ج21 ص39 وديوان أمير المؤمنين ص127 و 128.

([64]) عن البداية والنهاية ج4 ص247 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص412 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص151 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص810.

([65]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص151 وعن البداية والنهاية ج4 ص247 وعن السيرة النبوية لابن هشام ج3 ص808 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص411.

 
   
 
 

العودة إلى موقع الميزان