فتح وادي القرى.. ورد الشمس

   

صفحة :7-40   

فتح وادي القرى.. ورد الشمس

 

مستطيل مستدير الزوايا: فتح وادي القرى.. ورد الشمس
مستطيل مستدير الزوايا: الفصل الأول:
 



 

 

 

 


 

 

 

 

 

 

 

انصراف الرسول من خيبر إلى وادي القرى:

وبعد فتح خيبر، انصرف رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى وادي القرى..

قال محمد بن عمر: لما انصرف رسول الله «صلى الله عليه وآله» عن خيبر، وأتى الصهباء سلك على برمة، حتى انتهى إلى وادي القرى، يريد من بها من يهود.

قال أبو هريرة: نزلناها أصيلاً مع مغرب الشمس، رواه ابن إسحاق.

قال البلاذري: فدعا أهلها إلى الإسلام، فامتنعوا من ذلك، وقاتلوا، ففتحها رسول الله «صلى الله عليه وآله» عنوة، وغنمه الله أموال أهلها، وأصاب المسلمون منهم أثاثاً ومتاعاً، فخمس رسول الله «صلى الله عليه وآله» ذلك، وتركت الأرض والنخل في أيدي يهود، وعاملهم على نحو ما عامل عليه أهل خيبر([1]).

وكان أبو هريرة يحدث فيقول: خرجنا مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» من خيبر إلى وادي القرى، وكان رفاعة بن زيد بن وهب الجذامي قد وهب لرسول الله «صلى الله عليه وآله» عبداً أسود يقال له: مِدْعَم وكان يرحِّل لرسول الله «صلى الله عليه وآله».

فلما نزلنا بوادي القرى انتهينا إلى يهود، وقد ضوى إليها ناس من العرب، فبينما مدعم يحط رحل رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وقد استقبلتنا يهود بالرمي حيث نزلنا، ولم نكن على تعبئة، وهم يصيحون في آطامهم، فيقبل سهم عائر، فأصاب مدعماً فقتله، فقال الناس: هنيئاً له الجنة.

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «كلا والذي نفسي بيده، إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من الغنائم، لم يصبها المقسم، تشتعل عليه ناراً»([2]).

فلما سمع الناس بذلك، جاء رجل إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» بشراك أو شراكين، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «شراك من نار، أو شراكان من نار».

وعبأ رسول الله «صلى الله عليه وآله» أصحابه للقتال، وصفَّهم، ودفع لواءه إلى سعد بن عبادة، وراية إلى الحباب بن المنذر، وراية إلى سهل بن حنيف، وراية إلى عباد بن بشر.

ثم دعاهم رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى الإسلام، وأخبرهم أنهم إن أسلموا أحرزوا أموالهم، وحقنوا دماءهم، وحسابهم على الله تعالى.

فبرز رجل منهم، فبرز له الزبير بن العوام فقتله.

ثم برز آخر، فبرز له الزبير فقتله، ثم برز آخر فبرز إليه علي بن أبي طالب «عليه السلام» فقتله.

ثم برز آخر، فبرز إليه أبو دجانة فقتله.

ثم برز آخر فبرز له أبو دجانة فقتله. حتى قتل منهم رسول الله «صلى الله عليه وآله» أحد عشر رجلاً، كلما قُتل رجل دعا من بقي إلى الإسلام([3]).

ولقد كانت الصلاة تحضر يومئذٍ، فيصلي رسول الله «صلى الله عليه وآله» بأصحابه، ثم يعود فيدعوهم إلى الله ورسوله، فقاتلهم حتى أمسوا.

وغدا عليهم فلم ترتفع الشمس حتى أعطوا بأيديهم، وفتحها رسول الله «صلى الله عليه وآله» عنوة، وغنّمه الله تعالى أموالهم، وأصابوا أثاثاً ومتاعاً كثيراً.

وأقام رسول الله «صلى الله عليه وآله» بوادي القرى أربعة أيام.

وقسَّم ما أصاب على أصحابه بوادي القرى، وترك الأرض والنخيل بأيدي يهود، وعاملهم عليها.

قال البلاذري: وولاها رسول الله «صلى الله عليه وآله» عمرو بن سعيد بن العاص، وأقطع رسول الله «صلى الله عليه وآله» جمرة بن هوذة العذري رمية بسوطه من وادي القرى.

ونلاحظ هنا أموراً نجملها فيما يلي:

1 ـ إن من حق كل أحد أن يدعو الآخرين إلى دينه، فإما أن يرفضوا، أو يقبلوا، ولا يستطيع أحد أن يكره أحداً على هذا الأمر، لأن القضية ترتبط بالعقل والقلب معاً. فالعقل، وإن استسلم للدليل، لكن ليس بالضرورة أن يتحقق الإيمان، إذ قد يلجأ إلى الجحود، والإنكار، رغم وضوح الأمر لديه، وذلك على قاعدة: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ﴾([4]).

2 ـ وإن بعض الناس لا يكتفون بالجحود، فيتجاوزونه إلى الحرب والقتال، تماماً كما فعل مشركو مكة، وكما فعل يهود وادي القرى، فإن النبي «صلى الله عليه وآله» دعاهم إلى الله تعالى، ومن حقه ذلك.. ولكنهم لم يكتفوا بالإمتناع عن قبول الحق، بل أعلنوا الحرب عليه، وقاتلوه بغياً منهم، وكانوا هم الذين بدأوه بالعدوان، واستقبلت سهامهم المسلمين بمجرد وصولهم، وقبل أي سؤال أو جواب، وقتلوا أحد أصحابه حتى وهو ينزل رحل رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى الأرض.

فكان لا بد أن يواجهوا جزاء هذا البغي، وفتح الله تعالى بلدهم عنوة، وغنّمَ الله المسلمين أموالهم، وصارت أرضهم للمسلمين..

3 ـ إن النبي «صلى الله عليه وآله» لم يرد أن يمعن في مجازاتهم بما يستحقونه، بل اتخذ سبيل السهولة والعفو، فقبّلهم (أي كتب لهم بها قبالات، وجعلها بتصرفهم) الأرض، وعاملهم على نحو ما عامل عليه أهل خيبر.

4 ـ وإن هذا العدوان السافر، الذي باشروه، قَبل أي سؤال أو جواب، لم يمنع النبي «صلى الله عليه وآله» من أن يعاملهم بالرحمة والشفقة، فهو في نفس الوقت الذي يهيئ فيه جيشه، ويرفع من مستوى استعداده للردع ـ حيث عبأه، وأعطى الألوية والرايات لأهلها ـ لم يبادر إلى المقابلة بالمثل، بل دعاهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما لهم إن أسلموا، وأعلمهم أنه ليس له طمع بأموالهم، بل المطلوب منهم هو الكف عن العدوان أولاً، ثم إنهم إن أسلموا أحرزوا أموالهم.. فالمطلوب منهم هو إعلان الإسلام، والحال أنه ليس مسؤولاً عن دخائلهم، وما في ضمائرهم. بل حسابهم في ذلك على الله تعالى..

وقد يقال: بأن دعوة الناس إلى الإسلام بهذا الشكل ـ أعني مجرد إعلان الشهادتين ـ قد تشجع الناس على النفاق، لحقن دمائهم، وحفظ أموالهم ، وهذا يشكل تهديداً حقيقياً للإسلام فيما بعد؟!!

ونجيب:

إن هذا المحذور غير وارد، من حيث إن ذلك لا يشجع على النفاق، بل هو أول خطوة هامة جداً في سلسلة التنازلات، التي تسقط الإصرار على المقاومة، وتهيئ للإندماج الثقافي، واعطاء المجال لإعمال الفكر والتعقل والتدبر في أمر هذا الدين ورفع العوائق عن ممارسة الحوار البناء الذي هو الخطوة الأهم على طريق الوصول إلى أسلمة المجتمعات تدريجاً من خلال طي مراحل من التنازلات، التي تبقى تحت السيطرة والهيمنة في نطاق سياسة احتواء النشاطات المعادية ومنعها عن التحرك بشكل علني وسافر، قد يشجع الكثيرين لاتخاذ نفس النهج العدواني الذي يمنع الكثيرين من رؤية الحقايق، ومن التعامل معها بروية وأناة..

5 ـ بل هو «صلى الله عليه وآله» لم يكف عن دعوتهم إلى الله تعالى، حتى حين بدأت الحرب واستمرت.. بل كان كلما قُتل رجل منهم جدّد دعوته لمن بقي منهم إلى الإسلام.. أي أنه أبقى باب النجاة أمامهم مفتوحاً، ولم يتخذ بغيهم وعدوانهم ذريعة للإيقاع بهم، رغم أن ذلك من حقه، وهذا هو الجزاء العادل لهم، بل هو قد استمر على معاملتهم بالإحسان، الذي هو فوق العدل..

وكان كلما حضر وقت الصلاة انصرف إليها، فيصلي بأصحابه، ثم يعود إليهم فيدعوهم إلى الله ورسوله..

6 ـ ما ذكرته الرواية المتقدمة: من أنه «صلى الله عليه وآله» قد أعطى لواءه إلى سعد بن عبادة، وأعطى رايات إلى عباد بن بشر، والحباب بن المنذر، وسهل بن حنيف.. لا يمكن قبوله، فقد تقدم في غزوة أحد: أن علياً «عليه السلام» كان صاحب لواء ـ أو صاحب راية ـ رسول الله «صلى الله عليه وآله» في بدر، وفي كل مشهد..

7 ـ بالنسبة لما ذكرته الرواية: من أنه «صلى الله عليه وآله» قد حكم على مدعم بكونه ليس من أهل الجنة؛ لأن الشملة التي غلها من غنائم خيبر تشتعل عليه ناراً.. نقول:

قد تقدم منا حين الحديث عن غنائم خيبر، في فقرة الغلول في خيبر: أن أمثال هذه القضايا والأخبار تحتاج إلى مزيد من التأمل والتدقيق في صحتها، لأكثر من سبب ولا أقل من أنه أغراض بعض اصحاب المأرب الدنيئة حيث يتخذون منها وسلية للتستر، وتبرير وتقليل من بشاعة وشناعة فعل المجترئين على رسول الله «صلى الله عليه وآله»، حيث اتهموه بأنه قد عل حتى احتاج إلى نزول الوحي في هذا.. فتأتي هذه الأباطيل لتقدم المبررات لشكوكهم والمسوغات، لإطلاق تلك التهم الشنيعة.. والله هو العالم بالحقائق.

نوم النبي عن صلاة الصبح:

روى مسلم، وأبو داود عن أبي هريرة، وأبو داود عن ابن مسعود، وابن إسحاق عن سعيد بن المسيب، ومحمد بن عمر عن شيوخه، قالوا:

انصرف رسول الله «صلى الله عليه وآله» من وادي القرى راجعاً بعد أن فرغ من خيبر ووادي القرى، فلما كان قريباً من المدينة سرى رسول الله «صلى الله عليه وآله» ليلته، حتى إذا كان قبيل الصبح بقليل نزل وعرَّس، وقال: ألا رجل صالح حافظ لعينه، يحفظ علينا الفجر، لعلنا ننام؟

قال بلال: يا رسول الله، أنا أحفظه عليك.

فنزل رسول الله «صلى الله عليه وآله» وقام بلال يصلي ما شاء الله أن يصلي. ثم استند إلى بعيره، واستقبل الفجر يرقبه، فغلبته عينه، فنام، فلم يستيقظ رسول الله «صلى الله عليه وآله» ولا أحد من أصحابه حتى ضربتهم الشمس([5]).

وفي بعض الروايات: أن الألسنة أخذت بلالاً وكان أشدهم عليه أبو بكر.

وذكرت الروايات أيضاً: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» أول أصحابه هبَّ، فقال: «ما صنعت بنا يا بلال»؟

قال: يا رسول الله، أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك.

قال: «صدقت».

ثم اقتاد رسول الله «صلى الله عليه وآله» بعيره غير كثير، ثم أناخ، وأناخ الناس فتوضأ، وتوضأ الناس، وأمر بلالاً فأقام الصلاة، فلما فرغ، قال: «إذا نسيتم الصلاة فصلوها إذا ذكرتموها، فإن الله عز وجل يقول: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي([6])»([7]).

وفي رواية: أنه «صلى الله عليه وآله» التفت إلى أبي بكر، وقال له: إن الشيطان أتى بلالاً، وهو قائم يصلي، فلم يزل يهدئه كما يهدئ الصبي حتى نام.

ثم دعا رسول الله «صلى الله عليه وآله» بلالاً، فأخبر بلال رسول الله «صلى الله عليه وآله» بمثل ما أخبر به «صلى الله عليه وآله» أبا بكر.

فقال أبو بكر: أشهد أنك رسول الله([8]).

وفي رواية: فاستيقظ القوم وقد فزعوا، فأمرهم رسول الله «صلى الله عليه وآله» أن يركبوا حتى يخرجوا من ذلك الوادي، وقال: هذا واد به شيطان، فركبوا حتى خرجوا من ذلك الوادي([9]).

ونقول:

إن ذلك لا يصح، وقد تحدثنا عنه أكثر من مرة، فإن هؤلاء القوم ما زالوا في المواطن المختلفة يذكرون هذا الأمر عن رسول الله «صلى الله عليه وآله».

وقد قلنا: إن رواياتهم ظاهرة الاختلاف فيما بينها..

فهي تارة تقول: إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» كان أول من استيقظ، حسبما تقدم.

وأخرى تقول: إنه «صلى الله عليه وآله» استيقظ على كلام جرى بين أصحابه([10]).

ومن جهة أخرى: فإنهم تارة يقولون: إن ذلك كان في حال رجوعه من الحديبية.

وأخرى: في مرجعه من حنين.

وثالثة: في مرجعه من تبوك.

ورابعة: في مرجعه من وادي القرى([11]).

ومن جهة ثالثة: فتارة يقولون: إن حارسهم كان بلالاً كما تقدم.

وأخرى: ابن مسعود([12]).

وثالثة: أنه ذو مخبر([13]). وهو رجل حبشي كان يخدم رسول الله «صلى الله عليه وآله».

ورابعة: أنس([14]).

وخامسة تقول: إنهم كانوا سبعة أشخاص، وقد ناموا كلهم([15]).

وإن لا نستسيغ حتى احتمال حدوث هذه الواقعة، فضلاً عن تكرارها مرات كثيرة، فإننا نبادر إلى القول: بأن ذلك كله يدل: على أن ثمة إصراراً قوياً على نسبة هذا الأمر إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»..

ومما يدلنا على عدم صحة هذه الترهات:

أولاً: إذا كان «صلى الله عليه وآله» قد سرى في الناس في تلك الليلة، فذلك يعني أن الجميع مرهقون، وأنهم كلهم بحاجة إلى النوم، فالطلب من أي واحد منهم أن يبقى مستيقظاً يكون على خلاف ما يقتضيه الرفق، بل فيه ترجيح من دون مرجح ظاهر، إذ لماذا ينعم هؤلاء بالراحة، والنوم الهادىء، والأحلام اللذيذة، ويبقى ذاك الآخر يغالب نفسه ليقهرها على مواصلة السهر، ومعاناة التعب؟!

ثانياً: إن هذا النوم الذي يستغرق فيه جميع الجيش باستثناء شخص واحد، وهو نوم يأتي بعد الضنى، والتعب والسهر، يفسح المجال لأي إنسان أو مجموعة شريرة للتسلل تحت جنح الظلام؛ للسرقة أو للفتك بمن أرادوا منهم، حتى برسول الله «صلى الله عليه وآله»، لا سيما إذا كان الحارس مشغولاً بالصلاة، ومتوجهاً إلى جهة واحدة، ولا يراقب سائر الجهات، وبالأخص إذا كان ذلك بالليل، حيث الظلام يصد البصر في كل اتجاه..

يضاف إلى ذلك: أنه إذا نام ألف وخمس مائة رجل ومعهم من الإبل والخيل المئات فإن المساحة التي يحتاجون إليها في نزولهم سوف تكون واسعة وشاسعة، يصعب مراقبة حالها حتى في وسط النهار، وحتى لو تشارك في هذا الأمر عدد من الرجال. فكيف إذا كان ذلك في الليل، فإن حراسة هذا الجيش من أي مكروه يتعرض له تحتاج إلى عشرات الرجال..

ثالثاً: إننا لم نجد مبرراً لأن يسري بهم رسول الله «صلى الله عليه وآله» طوال الليل إلى قريب الصبح، إذ ليس هناك من عدو يخشى أن يسبقه إلى جهة لا يريد أن يسبقه إليها، ولا شيء يخشى فواته، ليجهد نفسه، ويجهدهم من أجل الوصول إليه، والحصول عليه..

رابعاً: إن النبي «صلى الله عليه وآله» إنما تنام عيناه، ولا ينام قلبه([16]). فكيف ينام عن صلاة الصبح؟!..

خامساً: إن ما حصل لم يكن باختيار بلال، فلماذا يلام عليه؟ ولماذا تأخذه الألسنة فيه؟ ولماذا يكون أشدهم عليه أبو بكر؟ ولماذا لا يترك هذا أمره لرسول الله «صلى الله عليه وآله»؟!

وإذا كان «صلى الله عليه وآله» قد قال: أرواحنا كانت بيد الله عز وجل فأرسلها أنى شاء.. فهل كان هؤلاء اللائمون أشد حرصاً من نفس النبي «صلى الله عليه وآله»..

الشيطان وبلال:

وأما حديث الشيطان وبلال، فلا مجال لقبوله أيضاً لأكثر من سبب..

فأولاً: إن بلالاً قد شعر بهذا الشيطان حين جاء إليه، وصار يهدئه، حسبما صرحت به الرواية، فلماذا لم يسأله ـ بلال ـ عن نفسه من هو؟..

وكيف اطمأن واستسلم إليه، إلى حد أنه جعل يهدئه كما يهدئ الصبي حتى ينام؟!.. مع أنه شخص غريب عنه، ولا يعرف عنه شيئاً؟!

وألم يكن المفروض ببلال أن ينذر النائمين بوجود هذا الغريب؟!

وأليس ذلك هو مهمته التي سهر من أجلها؟!

ثانياً: إن الرواية تقول: إن الشيطان قد جاء إلى بلال وهو يصلي، وصار يهدئه حتى ينام، مع أن الروايات المتقدمة صرحت: بأن بلالاً قد صلى ما شاء الله أن يصلي، ثم أسند ظهره إلى بعيره، واستقبل الفجر يراقبه، فغلبته عينه، فنام..

ثالثاً: بالنسبة لخروجهم من ذلك الوادي الذي كان به شيطان نسأل: لماذا لم يهرب الشيطان من ذلك الوادي بمجرد وصول رسول الله «صلى الله عليه وآله» إليه؟!..

وهل لذلك الشيطان دور في نومه «صلى الله عليه وآله» عن صلاته؟!.. وكيف يكون له دور في ذلك، والله تعالى يقول: ﴿إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾؟!([17]).

رابعاً: أين كان عمر بن الخطاب آنذاك؟!

أليس يقولون: إن النبي «صلى الله عليه وآله» قال له: إن الشيطان ليخاف منك يا عمر؟!([18]) أو: ما لقيك الشيطان قط سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غير فجك؟!([19]).

بل إن شياطين الجن والإنس يفرون منه([20]) كما رووا عنه «صلى الله عليه وآله»؟!

فلماذا لم يسلك هذا الشيطان المزعوم فجاً آخر غير ذلك الوادي، ألم يعلم: أن عمر قد نزل فيه؟!

إلا أن يقال: إن الشيطان قد استغل فرصة نوم عمر لينال من بلال!!

خامساً: لماذا يأمر النبي «صلى الله عليه وآله» أصحابه بالخروج من الوادي، لأن فيه شيطاناً؟! أليس في ذلك تخويف لهم من الشيطان إلى حد أنه «صلى الله عليه وآله» يحملهم على الهروب من الوادي!!

ألم يكن الأنسب أن يقويهم، ويرفع من معنوياتهم ضد ذلك الشيطان؟! ويعلِّمهم ما يوجب خزيه وهروبه؟!

رد الشمس لعلي في خيبر:

وذكروا: أن الشمس قد ردت ـ بعدما غربت ـ لعلي «عليه السلام» في الصهباء، قرب خيبر([21]).

وفي بعض الروايات: أنه «صلى الله عليه وآله» كان مشغولاً بقسم الغنائم في خيبر.

وفي نص آخر: كان النبي «صلى الله عليه وآله» قد أرسله في حاجة فعاد، فنام «صلى الله عليه وآله» على ركبته، وصار يوحى إليه.. فغابت الشمس، أو كادت.

وفي بعض الروايات: أنها قد ردت إليه مرات عديدة، وقد ذكرنا تفصيل ذلك في كتابنا: «رد الشمس لعلي »، فراجع.

غير أننا سوف نكتفي هنا: بالإلماح إلى نقاط يسيرة، حول ما كان في غزوة خيبر، فنقول:

رواة حديث رد الشمس:

إن حديث رد الشمس لعلي «عليه السلام» في المواضع المختلفة قد روي عن ثلاثة عشر صحابياً، وقد وردت رواية اثني عشر منهم في مصادر أهل السنة أيضاً. وهم:

1 ـ علي أمير المؤمنين «عليه السلام».

2 ـ والإمام الحسين «عليه السلام».

3 ـ وأسماء بنت عميس.

4 ـ وأبو هريرة.

5 ـ وأبو ذر.

6 ـ وأم هانئ.

7 ـ وعبد خير.

8 ـ وأم سلمة.

9 ـ وجابر بن عبد الله الأنصاري.

10 ـ وأبو سعيد الخدري.

11 ـ وسلمان.

12 ـ وأنس.

13 ـ وأبو رافع مولى رسول الله «صلى الله عليه وآله»([22]).

وهذا الحدث متواتر، فلا حاجة إلى امتكم حول اسانيده وقد صححه، أو حسنه عدد من الحفاظ، من علماء أهل السنة أنفسهم، مثل الطحاوي، وعياض، وأبي زرعة، والطبراني، وأبي الحسن الفضلي، والقسطلاني، ودحلان، وغيرهم([23]).

وقال الدياربكري: وهذا حديث ثابت الرواية عن ثقات([24]).

بل قال بعضهم: يتعذر الحكم على هذا الحديث بالضعف([25]).

لماذا لم تنقل الأمم ذلك؟!

وقد حاولوا التشكيك بهذ الحادثة، بأن الشمس لو ردَّت بعدما غربت لرآها المؤمن والكافر، وهو أمر غريب تتوفر الدواعي على نقله، فالمفروض أن ينقله جماعةكثيرة من الأمم المختلفة([26]).

والجواب:

أولاً: إن الدواعي لدى كثير من أهل الإسلام كانت متوفرة على كتمان هذا الحديث، لأنه مرتبط بعلي أمير المؤمنين «عليه السلام»، الذي سبوه حوالي ألف شهر على منابرهم، ولم يدخروا وسعاً في تصغير قدره، وإبطال أمره، والتشكيك بفضائله، وإنكار مقاماته إن أمكنهم ذلك.

ورغم ذلك، فإن هذه الحادثة قد نقلت عن ثلاثة عشر صحابياً.

ثانياً: إن الشمس قد حبست ليوشع بالاتفاق، وهو حدث كوني أيضاً، وإنما وصل إلينا خبر ذلك بواسطة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم([27]). ولم تنقله الأمم في كتاباتها، ولا أهل الأخبار في مروياتهم.

وقد عبرت بعض الروايات: بحبس الشمس لعلي «عليه السلام»..

كما أن بعضها قال: إن الشمس حين رُدَّت، كانت قد غابت، أو كادت تغيب([28]).

فلماذا لا يقال: إن الشمس حبست في بعض المرات، وردَّت في بعضها الآخر، في وقت كان نورها لا يزال غامراً للأفق، فلم يلتفت الناس إلى ما جرى، إلا الذين كانوا يراقبونها، كأولئك الذين جرت القضية أمامهم، ويريد الله ورسوله أن يريهم هذه الكرامة لعلي «عليه السلام»..

ثالثاً: سيأتي إن شاء الله تعالى: أن حصول هذا الأمر كان على سبيل الكرامة والإعجاز الإلهي، وإنما يجب أن يري الله تعالى معجزته لمن أراد سبحانه إقامة الحجة عليه وإظهار كرامة له، كما سيتضح.

لم تحبس الشمس إلا ليوشع:

وزعم أبو هريرة: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قال: لم تحبس الشمس على أحد إلا ليوشع، أو نحو ذلك. وقد تمسك البعض بهذا الحديث لإنكار حديث رد الشمس([29]).

ويرد عليه:

أولاً: إن أبا هريرة لا يؤتمن فيما يرويه على علي «عليه السلام»، كيف وقد ضرب على صلعته في باب مسجد الكوفة، ثم روى لهم حديث: من أحدث في المدينة أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله. ثم شهد بالله أن علياً «عليه السلام» أحدث في المدينة([30]).

مكذباً بذلك آية التطهير، وجميع أقوال النبي «صلى الله عليه وآله» في حق علي «عليه السلام»، مثل أن علياً مع الحق والحق مع علي، ونحو ذلك..

ومن جهة أخرى، فقد روي عن علي «عليه السلام» قوله: ألا إن أكذب الناس، أو أكذب الأحياء على رسول الله «صلى الله عليه وآله»، أبو هريرة([31]).

وقد وضع معاوية قوماً من الصحابة والتابعين على رواية أخبار قبيحة في علي «عليه السلام»، تقتضي الطعن فيه، والبراءة منه، وجعل لهم على ذلك جُعلاً يرغب فيه، فاختلقوا ما أرضاه. منهم أبو هريرة([32]).

ثانياً: لو صح هذا الحديث، فلعل أبا هريرة قد دلس فيه، ورواه عن شخص آخر. ويكون صدور هذا الحديث عن النبي «صلى الله عليه وآله» قبل رد الشمس لعلي «عليه السلام» في خيبر وفي بدر..

ثالثاً: إن هذا الحديث لو صح: فإنما ينفي حبس الشمس لغير يوشع، ولا ينفي ردها..

رابعاً: قد روي حبسها لرسول الله «صلى الله عليه وآله» صبيحة الإسراء، وفي الخندق([33]).

خامساً: قد حبست الشمس، وردَّت لغير رسول الله «صلى الله عليه وآله» أيضاً، فقد روي: أنها حبست لداود «عليه السلام».

وردت لسليمان «عليه السلام».

وحبست لموسى «عليه السلام».

وزعموا: أنها حبست لأبي بكر.

وحبست في أيام حزقيل.

وزعموا: أنها حبست للحضرمي([34]).

سادساً: قال الشافعي: إن الشمس إذا كانت قد حبست ليوشع ليالي قتال الجبارين، فلابد أن يقع نظير ذلك في هذه الأمة أيضاً([35]).

الذين يرون المعجزة:

وبعد.. فإن الذين يجب أو يمكن أن يروا المعجزة هم:

إما الصفوة الأخيار، الذين تزيدهم يقيناً وإيماناً.

وإما الذين يراد إقامة الحجة عليهم، أو ردّ التحدي الوارد من قبلهم، وتحطيم كبريائهم، وبغيهم.

ويراها أيضاً أولئك الذين خدعوا بهؤلاء، من أجل تعريفهم بزيفهم، وبباطلهم، وجحودهم..

وأما الآخرون الغافلون فقد يجب أن لا يراها الكثيرون منهم، وهم الذين يصابون بالخوف، والهلع، الذي يُفقِدُ إيمانهم قدرته على التأثير في جلب المثوبة لهم، لأن المناط في جلب المثوبة هو الإختيار، البعيد عن أجواء الإلجاء، والاضطرار، ليكون إيماناً مستنداً إلى الوعي والالتفات، وإلى القناعة الناتجة عن روية وتبصر، وعن تأمل وتفكر، ووعي وتدبر.

إختلال النظام الكوني:

وقد زعموا أيضاً: أن رد الشمس لعلي «عليه السلام» غير ممكن، لأنه يوجب اختلال الأفلاك([36]).

ونقول:

أولاً: إن أمر الكون بيد الله تعالى، فهو يخضعه للمعجزة، دون أن يوجب حدوثها أي اختلال في نظامه.. لأن صانع المعجزة هو إله قادر عالم حكيم.. وليس عاجزاً ولا جاهلاً.

ثانياً: إن هذا الكلام لو صح للزم تكذيب جميع المعجزات التي لها ارتباط بالنظام الكوني، ومن ذلك معجزة انشقاق القمر. ومعجزة حبس الشمس ليوشع. وغير ذلك..

لو ردت لعلي لردت للنبي :

وقالوا: لو ردت الشمس لعلي «عليه السلام» لردت للنبي «صلى الله عليه وآله»، حينما نام هو وأصحابه عن صلاة الصبح في الصهباء، وهو راجع من غزوة خيبر نفسها([37]).

ونقول:

أولاً: تقدم: أن حديث نوم النبي «صلى الله عليه وآله» عن صلاة الصبح لا يمكن قبوله.

ثانياً: تقدم أيضاً: أن الشمس ردت على رسول الله «صلى الله عليه وآله» في غزوة الخندق وغيرها، وحبست له «صلى الله عليه وآله» حين الإسراء.

وتقدم أيضاً: أنها ردَّت وحبست لغيره من الأنبياء والأوصياء السابقين..

بل زعموا: أن ذلك قد حصل لغير هؤلاء أيضاً من هذه الأمة، حيث تقدم أنهم زعموا: أنها حبست للحضرمي، ولأبي بكر أيضاً.

ثالثاً: قال الخفاجي: «إنما ردت إلى علي «عليه السلام» ببركة دعائه «صلى الله عليه وآله». مع أن كرامات الأولياء في معنى معجزات الأنبياء».

إلى أن قال: «مع أن المفضول قد يوجد فيه ما لا يوجد في الفاضل. كما يلزم منه القول بعدم حبسها ليوشع»([38]).

ولعله يقصد بقوله: قد يوجد في المفضول ما لا يوجد في الفاضل: أن بعض المصالح قد توجب حدوث أمر للمفضول، ولا يكون هناك ما يوجب حدوثه للفاضل..

فإذا كان هناك من سوف يعاند علياً «عليه السلام» في إمامته، وفي خصوصيته، وفي أفضليته على البشر جميعاً، باستثناء رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فإن الله يختصه بكرامات تثبت لهم ذلك كله، وتقيم عليهم الحجة فيهم، فيولد علي «عليه السلام» في الكعبة، ولا يولد رسول الله «صلى الله عليه وآله» فيها، ويقلع علي «عليه السلام» باب حصن خيبر، وترد له الشمس و.. و.. الخ.. ولا يكون هناك ما يقتضي حدوث ذلك لرسول الله «صلى الله عليه وآله»..

علي لا يترك الصلاة:

وقالوا: إن علياً «عليه السلام» أجلُّ من أن يترك الصلاة([39]). فإذا ورد ما ينسب ذلك إليه، فلابد من ردِّه.

ونقول:

أولاً: صرح النص الذي ذكر رد الشمس لعلي «عليه السلام» في منزل رسول الله «صلى الله عليه وآله» في المدينة، بأن علياً «عليه السلام» قد صلى إيماءً، وأراد الله أن يظهر كرامته، فردها عليه ليصلي صلاة المختار.

ثانياً: ذكرت بعض النصوص: أن الله تعالى رد الشمس عليه، أو حبسها له بعدما كادت تغرب.

وهذا معناه: أن صلاة العصر لم تكن قد فاتته، لأن وقتها يمتد إلى وقت غروب الشمس.

وقد قال ابن إدريس في السرائر: «ولا يحل أن يعتقد أن الشمس غابت، ودخل الليل، وخرج وقت العصر بالكلية، وما صلى الفريضة «عليه السلام»، لأن هذا من معتقِدِه جهل بعصمته «عليه السلام»، لأنه يكون مخلاً بالواجب المضيق عليه. وهذا لا يقوله من عرف إمامته، واعتقد بعصمته»([40]).

وعلى كل حال: فإن مناوئي علي «عليه السلام» قد سعوا بكل ما لديهم من طاقة وحول إلى إبطال هذه الكرامة الكبرى له «عليه السلام»، أو إثارة الشبهات والتشكيكات حولها، ولكن الله يأبى إلا أن يتم نوره، ولو كره الشانئون، والحاقدون، والحاسدون لعلي «عليه السلام»، وللأئمة الطاهرين من ولده «عليهم السلام»..

فمن أراد الاطلاع على المزيد مما يرتبط بهذا الموضوع، فليرجع إلى كتابنا الموسوم بـ: «رد الشمس لعلي عليه السلام»، والله الموفق، وهو الهادي إلى سواء السبيل.

عصى الرسول فوجد ما يكره:

ولما انتهى رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى الجرف ليلاً، نهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً، فطرق رجل أهله، فرأى ما يكره، فخلى سبيلها ولم يهجر، وضَنَّ بزوجته أن يفارقها، وكان له منها أولاد، وكان يحبها، فعصى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ورأى ما يكره([41]).

جبل أحد يحبنا ونحبه:

قالوا: ولما نظر رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى جبل أحد، قال: «هذا جبل يحبنا ونحبه، اللهم إني أحرم ما بين لابتَي المدينة»([42]).

ونقول:

1 ـ قد يحب الإنسان جبلاً أو مكاناً بعينه، باعتبار أنه مصدر أنس له، لكونه يتلذذ بمنظره، أو لأجل ذكريات عزيزة كانت له فيه، أو ما إلى ذلك.. ولكنها تبقى حالة مرتبطة بالفرد، وبمشاعره الشخصية، ولا تتعداه إلى غيره..

ولا نرى أن حب النبي «صلى الله عليه وآله» لجبل أحد كان من أجل هذا أو ذاك، بل هو حب يتناسب مع أهدافه «صلى الله عليه وآله»، ومع ما يفيد في تأييد هذا الدين، وزيادة اليقين.

2 ـ يضاف إلى ذلك: أنه «صلى الله عليه وآله» لم يحصر الأمر بنفسه الشريفة، بل هو تحدث عن نفسه وعن غيره، فقال: نحبه، ولم يقل: أحبه. وقال: يحبنا. ولم يقل: يحبني.

وهذا يؤكد على أن في جبل أحد خصوصية ومعنىً يجعل الإنسان المؤمن يحب هذا الجبل.. فما هي تلك الخصوصية، وما هو ذلك المعنى يا ترى؟!

وربما يفيد في الإجابة على هذا السؤال القول: بأن هذا الجبل كان يحتضن أجساداً طاهرة لشهداء أحد، وفي مقدمتهم أسد الله وأسد رسوله الشهيد حمزة بن عبد المطلب، عم رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وقد كانت الزهراء «عليها السلام» تزور قبورهم بصورة رتيبة ودائمة، وقد صنعت سبحتها من تراب قبر حمزة «عليه السلام».

كما أن لجبل أحد ارتباطاً ظاهراً بوقائع حرب أحد، فإن الاستناد إليه قد وفَّر مانعاً لجيوش الشرك من الالتفاف على أهل الإيمان، والإيقاع بهم.

فلأجل هذا وذاك لابد أن تتعلق به قلوب المؤمنين، وأن يحبوه، وأن يقصدوه لزيارة الأولياء والشهداء.

3 ـ وأما أن جبل أحد يحب النبي «صلى الله عليه وآله» والمسلمين، فذلك أمر قد يصعب إدراكه للوهلة الأولى، غير أن مما لا شك فيه: أن كل شيء يتعامل معه الإنسان بروح الاستقامة والطهر، والتقوى، يتأثر إيجاباً بالصلاح وبالطهر، والتقوى، وكذلك يتأثر سلباً بالفساد والإفساد، فإن لخبث الباطن ولطهره تأثيرهما على الأرواح والأجساد، بل على النَّفَس الذي يتنفسه، وعلى الأشياء التي يلامسها. وعلى الهواء الذي يستنشقه وما إلى ذلك..

ولعل في بعض الآيات الشريفة إشارات إلى ذلك أيضاً، فلاحظ قوله تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ..([43]) وغير ذلك من آيات..

وفي الأحاديث الشريفة التي تتحدث عن آثار الأعمال وعن تأثيراتها في الأمور الخارجية الكثير مما يدل على ذلك، فبسبب الأعمال الصالحة يكون النماء والبركة، وبسبب الأعمال السيئة تسلب البركة، وتشح الأرزاق، وتظهر الأسواء في كل اتجاه.. بل إن للنوايا الصالحة والسيئة تأثيراتها في ذلك أيضاً..

ولا شك أن ما ترتاح إليه الموجودات وتنتعش فيه، وتمتلئ حيوية ونشاطاً هو ما ينسجم مع طبيعتها، ومع الهدف الذي أوجدها الله تعالى من أجله..

ومن جهة أخرى فإن الآيات قد دلت على أن للجبال خشية وخشوعاً إلى حد التصدع، وإلى أن لها تأويباً وتسبيحاً، وإلى أن تجلي شيء من عظمة الله تعالى للجبل يجعله دكاً..

إلى غير ذلك مما ألمحت إليه وصرحت به الآيات والروايات الشريفة، فلا غرو إذن إذا كان جبل أحد يحب النبي «صلى الله عليه وآله»، ويحب المؤمنين، ويبغض أهل الكفر والجحود، ويمقت المنحرفين والفاسقين..


([1]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص148 و 149 والسيرة الحلبية ج3 ص59 ومعجم البلدان ج5 ص345 وفتوح البلدان ج1 ص39 وعن عيون الأثر ج2 ص151.

([2]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص148 و 149 والسيرة الحلبية ج3 ص59 وعن صحيح البخاري ج7 ص235 والمحلى ج7 ص350 ونيل الأوطار ج8 ص136 وعن صحيح مسلم للنووي ج1 ص76 وعن سنن أبي داود ج1 ص615 وسنن النسائي ج7 ص24 والديباج على مسلم ج1 ص130 وصحيح ابن حبان ج11 ص188 والطبقات الكبرى ج1 ص498 وتاريخ مدينة دمشق ج4 ص283 وفتوح البلدان ج1 ص39 وعن البداية والنهاية ج4 ص241 و 248 وج5 ص341 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق2 ص40 وعن عيون الأثر ج2 ص152 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص401 و 412 وج4 ص631.

([3]) راجع: سبل الهدى والرشاد ج5 ص148 و 149 والسيرة الحلبية ج3 ص59.

([4]) الآية 14 من سورة النمل.

([5]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص149 وج8 ص160، وراجع: السيرة الحلبية ج3 ص59 والبحار ج21 ص42 وج17 ص120 وعن الكازروني في كتاب المنتقى، وعن الموطأ ج1 ص13 وتنوير الحوالك ص33 والمحلى ج1 ص6 وعن صحيح مسلـم ج2 ص138 وسنن ابن ماجـة ج1 ص227 و 228 وسنن أبي داود ج1 = = ص118 و 119 حديث رقم (435) والسنن الكبرى للبيهقي ج2 ص217 وعن فتح الباري ج1 ص380 وعون المعبود ج2 ص73 وشرح معاني الآثار ج1 ص402 وصحيح ابن حبان ج5 ص423 وإرواء الغليل ج1 ص292 والدر المنثور ج4 ص293 والكامل ج5 ص326 وعن البداية والنهاية ج4 ص242 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص403 والمغازي للواقدي ج2 ص711 و712 والتراتيب الإدارية ج1 ص77 وصحيح البخاري باب 387 من أبواب مواقيت الصلاةأبواب .

([6]) الآية 14 من سورة طه.

([7]) راجع: سبل الهدى والرشاد ج5 ص150 والسيرة الحلبية ج3 ص59 والبحار ج21 ص42 عن المنتقى في مولد المصطفى للكازروني، والثقات ج2 ص22 وعن تاريخ الأمم والملوك ج2 ص304 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص355 وعن الموطأ ج1 ص15 وراجع: كتاب الأم ج1 ص97 والمغـازي = = للواقدي ج2 ص711 و 712 والتراتيب الإدارية ج1 ص77 وسنن ابن ماجة ج1 ص227 و 228 وسنن أبي داود ج1 ص118 و 119 وصحيح البخاري باب 387 من أبواب مواقيت الصلاة.

([8]) السيرة الحلبية ج3 ص59 وكتاب الموطأ ج1 ص15.

([9]) السيرة الحلبية ج3 ص59 و 60 والموطأ ج1 ص14 وكتاب الأم ج1 ص97 وراجع: السنن الكبرى للبيهقي ج2 ص449 والجامع لأحكام القرآن ج10 ص48 والشفا بتعريف حقوق المصطفى ج2 ص121 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص460.

([10]) السيرة النبوية لابن هشام ج3 ص355 وسنن ابن ماجة ج1 ص226 وسنن أبي داود ج1 ص118 و 119 ونصب الراية ص282 و 283.

([11]) راجع ما تقدم في المصادر التي ذكرناها في الهوامش المتقدمة بالإضافة إلى: تاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص368 والإحسان في تقريب صحيح ابن حبان ج5 ص423 ومجمع الزوائد ج1 ص318 و 323 وسنن أبي داود ج1 ص1222 والمغازي للواقدي ج3 ص1015.

([12]) نصب الراية ج1 ص282 ومجمع الزوائد ج1 ص318 و 319.

([13]) مجمع الزوائد ج1 ص319 و 320.

([14]) سنن أبي داو باب من نام عن الصلاة ج1 ص119.

([15]) مسند أحمد ج5 ص298 وصحيح مسلم ج2 ص139 ومسند ابن الجعد ص450 وصحيح ابن خزيمة ج2 ص214 واللمع في أسباب ورود الحديث للسيوطي ص37 والطبقات الكبرى ج1 ص181 وتاريخ مدينة دمشق ص28 ص69 وج67 ص144 والبداية والنهاية ج6 ص108 وسبل الهدى والرشاد ج9 ص248 وسنن أبي داو باب من نام عن الصلاة ج1 ص118 و 119 ح 437.

([16]) أرشد في كتاب المعجم المفهرس لألفاظ السنة النبوية إلى المصادر التالية: صحيح البخاري، (التهجد) باب 16 (والتراويح) باب 1 (والمناقب) باب 24 وصحيح مسلم (مسافرين) 125 وسنن أبي داود (طهارة) 79 (تطوع) 26 والجامع الصحيح (مواقيت) 208 (فتن) 63 وسنن النسائي (ليل) 36 والموطأ (ليل) 9 ومسند أحمد ج1 ص220 و 278 وج2 ص251 و 438 وج5 ص40 و 50 وج6 ص36 و 73 و 104.

([17]) الآية 99 من سورة النحل.

([18]) أسد الغابة ج4 ص64 ونوادر الأصول للحكيم الترمذي ص58 ومسند أحمد ج5 ص353 و 354 باختلاف، ودلائل الصدق ج1 ص390 و 391 عن الترمذي وج2 ص293 وصححه هو والبغوي في مصابيحه، وليراجع: الغدير ج 8 ص64 و 65. والسيرة الحلبية ج2 ص62 والسنن الكبرى للبيهقي ج10 ص77 والتراتيب الإدارية ج2 ص131.

([19]) عن صحيح البخاري ج4 ص96 و 199 وج7 ص93 و 115 فضائل أصحاب النبي (6) والأدب (68) وبدء الخلق (11)، وعن صحيح مسلم ج15 ص165 والصحابة (22) ومسند أحمد ج1 ص171 و 182 و 187 والبحار ج31 ص25 والغدير ج8 ص94 وإقحام الأعداء والخصوم ص104 وعن فتح الباري ج7 ص38 وج10 ص399 وج11 ص457 والديباج على مسلم ج5 ص308 وتحفة الأحوذي ج10 ص122 و 123 وعن السنن الكبرى للنسائي ج6 ص60 ومسند أبي يعلى ج2 ص133 وصحيح ابن حبان ج15 ص316 ورياض الصالحين ص690 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج12 ص178 وكنز العمال ج11 ص575 وج12 ص602 وكشف الخفاء ج2 ص344 والجامع لأحكام القرآن ج8 ص205 والمستصفى للغزالي ص170 والمحصول ج6 ص134 والطبقات الكبرى ج8 ص181 وتاريخ مدينة دمشق ج44 ص78 و 80 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص275.

([20]) دلائل الصدق ج1 ص390 والتاج الجامع للأصول ج3 ص314 والغدير ج8 ص65 وعن مصابيح السنة ج2 ص271 وعن مشكاة المصابيح ص550 وعن الرياض النضرة ج2 ص208 وحياة الصحابة ج2 ص760 و 761 عن منتخب كنز العمال ج4 ص393 عن ابن عساكر، وابن عدي، والمشكاة ص272 عن الشيخين والمسترشد ص185 وأضواء على الصحيحين ص304 وسنن الترمذي ج5 ص285 وتحفة الأحوذي ج10 ص124 وعن السنن الكبرى للنسائي ج5 ص309 والجامع الصغير ج1 ص401 وفيض القدير ج3 ص16 وتاريخ مدينة دمشق ج44 ص82.

([21]) مصادر ذلك كثيرة، فراجع: مناقب الإمام أمير المؤمنين للكوفي ج2 ص517 ومشكل الآثار ج2 ص9 وج4 ص389 وكفاية الطالب ص385 والشفاء ج1 ص284 والمعجم الكبير ج24 ص145 وكنز العمال ج12 ص349 وعمدة القاري ج15 ص43 والبداية والنهاية ج6 ص80 واللآلي المصنوعة ج1 ص338 و 339 و 340 ومنهاج السنة ج4 ص191 و 188 و 189 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص201 والسيرة الحلبية ج1 ص386 و 385 والبحار ج41 ص167 و 174 و 179 وج21 ص42 و 43 عن علل الشرائع ص124 وعن المناقب ج1 ص359 و 361 وعن الخرايج والجرايح، ونسيم الرياض ج3 ص10 و 11 و 12 والمواهب اللدنية ج2 ص209 و 210 وتاريخ الخميس ج2 ص58 وعن المنتقى في مولد المصطفى للكازروني.

([22]) تجد هذه الروايات في: كتاب مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص96 وميزان الإعتدال ج3 ص170 ومشكل الآثار ج2 ص8 وج4 ص388 ـ 390 وكفاية الطالب ص381 ـ 388 وفتح الملك العلي ص16 و 17 و 18 و 19 = = و 21 و 141 و 144 وعن الرياض النضرة ص179 و 180، وراجع: البداية والنهاية ج6 ص77 ـ 87 والمناقب للخوارزمي ص 306 و 307 ولسان الميزان ج5 ص76 و 140 و 301 وكنز العمال ج12 ص349 وج11 ص524 وج13 ص152 والشفاء لعياض ج1 ص284 وترجمة الإمام علي «عليه السلام» من تاريخ ابن عساكر (بتحقيق المحمودي) ج2 ص283 ـ 307 وتاريخ الخميس ج2 ص58 وصفين لنصر بن مزاحم ص135 وينابيع المودة للقندوزي ص138 وتذكرة الخواص ص49 ـ 53 ونزل الأبرار ص 76 ـ 79 والضعفاء الكبير للعقيلي ج3 ص327 و 328 ولسان الميزان ج5 ص140 والمعجم الكبير ج24 ص145 ـ 158 ومنهاج السنة ج2 ص186 ـ 195 ومجمع الزوائد ج3 ص50 وج8 ص297 وكشف الخفاء للعجلوني ج1 ص220 و 428 والمقاصد الحسنة للسخاوي ص226 والخصائص الكبرى للسيوطي ج2 ص324 وعمدة القاري للعيني ج15 ص43 واللآلي المصنوعة للسيوطي ج1 ص336 ـ 341 والفصل لابن حزم ج2 ص87 وج5 ص3 و 4 عن كتاب رد الشمس للفضلي العراقي وفتح الباري ج6 ص155 عن الطبراني في الكبير، والحاكم، والبيهقي في الدلائل، والطحاوي، وفرائد السمطين ج1 ص183، ونهج السعادة ج1 ص117 وج7 ص448 و 449 والإمام علي «عليه السلام» لأحمد الهمداني ص 177 ـ 179 وإفحام الأعداء والخصوم ص26 وشرح معاني الآثار ج1 ص45 ـ 47 وتذكرة الموضوعات للفتني ص96 وحقائق التأويل ص74 وشواهد التنزيل ج1 ص9 و 10 ـ 16 ورجال النجاشي ص85 و 428 والفهرست ص79 وتفسير نور الثقلين ج5 ص225 وجواهر المطالب في مناقب الإمام علي ج1 ص 111 ـ 114 و 117 و 118 و 119 والإحتجاج (ط النجف) ج1 ص166 ومائة منقبة ص8 والمستجاد من الإرشاد ص135 والصراط المستقيم ج1 ص16 و 99 و 104 و 153 و201= = وحلية الأبرار ج2 ص327 وكشف الظنون ج2 ص1494 وبشارة المصطفى، ومرآة الجنان ج4 ص178 والجامع لأحكام القرآن ج15 ص97 وعلل الشرائع ج2 ص48 ـ 50 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص201 و 202 والسيرة الحلبية ج1 ص383 ـ 387 والبحار ج41 ص166 ـ 191 وج21 ص43 وج97 ص217 وج99 ص30 وج17 ص357 و 358 وج55 ص166 وج80 ص317 و 318 و 324 و 325 وقرب الإسناد ص82 والخرايج والجرايح ج2 ص500 و 502 والمناقب لابن شهرآشوب (ط الحيدري) ج3 ص51، وعن  أمالي المفيد ص94، وعن الكافي ج4 ص561 و 562 وأمالي ابن الشيخ ص64 وعن السرائر وعدة الداعي ص88 والإرشاد للمفيد ج1 ص346 وتفسير العياشي ج2 ص70 وتفسير البرهان ج2 ص98 وج4 ص387 ونسيم الرياض ج3 ص10 ـ 14 وشرح الشفاء للملا علي القاري (بهامش نسيم الرياض) ج3 ص10 ـ 13 وإحقاق الحق (قسم الملحقات) ج16 ص316 ـ 331 وج5 ص521 ـ 539 وج21 ص261 ـ 271 وفيض القدير ج5 ص440 والمواهب اللدنية ج2 ص209 ـ 211 وشرح المواهب للزرقاني ج6 ص284 ـ 294.

وراجع أيضاً: عيون المعجزات ص7 و 4 و 136 وبصائر الدرجات ص217 و 239 و 237 وفضائل الخمسة من الصحاح الستة ج2 ص135 ـ 138 وكتاب المزار الكبير لابن المشهدي ص258 و 205 وإقبال الأعمال ج3 ص130 والمزار للشهيد الأول ص91 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج5 ص81 وج14 ص255 وج3 ص469 وج10 ص277 وج30 ص30 و 38 وج19 ص328 و 340 ومن لا يحضره الفقيه ج1 ص130 و 611 والهداية الكبرى ص123 ـ 130 والمسترشد ص265 ومناقب أمير المؤمنين ج2 ص516 و 518 و 519 و 520 و 521 وخاتمة المستـدرك ج4 ص94 و 224 و 226 = = وروضة الواعظين ص129 و 130 وخصائص الأئمة ص52 و 56 و 57 والخصال ص550 ومعالم العلماء ص56 و 78 و 113 و 152 وإيضاح الإشتباه ص102 ورجال ابن داود ص39 ونقد الرجال ج1 ص129 وج5 ص353 و 351 وجامع الرواة ج1 ص53 وج2 ص531 والفوائد الرجالية للسيد بحر العلوم ج2 ص77 وتهذيب المقال ج2 ص22 وج3 ص353 و 356 وج4 ص453 وتذكرة الحفاظ ج3 ص1200 وسير أعلام النبلاء ج10 ص544 والكشف الحـثيـث ص44 وإعـلام الـورى ج1 ص350 و 351  وقصص الأنبياء للراوندي، ونهج الإيمان لابن حجر ص70 وكشف اليقين ص112 ودفع الشبهة عن الرسول للحصني الدمشقي ص206 ومدينة المعاجز ج1 ص196 و 197 و 202 و 205 و 207 و 210 و 217 وج4 ص258 وكتاب الأربعين للماحوزي ص12 و 417 و 419 وخلاصة عبقات الأنوار ج1 ص147.

([23]) راجع كتابنا: رد الشمس لعلي «عليه السلام»، فصل: الأسانيد والرواة.

([24]) تاريخ الخميس ج2 ص58 والبحار ج21 ص43 عن المنتقى في مولد المصطفى.

([25]) راجع: البحار ج41 ص175 عن مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج1 ص359 ـ 365 والبداية والنهاية ج6 ص79 و 80 و 87 والمواهب اللدنية ج2 ص211 ومنهاج السنة ج4 ص187 و 189 وغير ذلك.

([26]) راجع: البحار ج41 ص175 عن المناقب لابن شهرآشوب ج1 ص359 ـ 365، وراجع: البداية والنهاية ج6 ص79 و 80 وراجع ص87 والمواهب اللدنية ج2 ص211 ومنهاج السنة ج4 ص187 و 189. وغير ذلك..

([27]) منهاج السنة ج4 ص184.

([28]) راجع: البحار ج17 ص359 وج80 ص324 عن صفين للمنقري، وعن الخرائج والجرائح، وراجع: البداية والنهاية ج6 ص77، وتاريخ مدينة دمشق (بتحقيق المحمودي) ترجمة الإمام على ج2 ص292 و(ط دار الفكر) ج 42 ص314 والموضوعات لابن الجوزي (ط أولى) ج1 ص51 وغير ذلك كثير.

([29]) السيرة الحلبية ج1 ص285 وراجع الحديث في: مشكل الآثار ج2 ص10 وج4 ص389 وعن المعتصر من المختصر، وتذكرة الخواص ص51 ونزل الأبرار ص78 وميزان الإعتدال ج3 ص170 والضعفاء الكبير للعقيلي ج3 ص328 وكنز العمال ج11 ص524 وفتح الباري ج6 ص154 والبداية والنهاية ج6 = = ص79 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص202 ونسيم الرياض ج3 ص10 و 11 وبهامشه شرح الشفاء للقاري ج3 ص11 و 13 والجامع الصغير حديث رقم (7889) ومسند أحمد (ط دار الحديث في القاهرة) ج8 ص275 والمواهب اللدنية ج2 ص210.

([30]) راجع: شرح النهج للمعتزلي ج4 ص67 وأضواء على السنة المحمدية لمحمود أبي رية ص218 وشيخ المضيرة أبو هريرة لمحمود أبي رية ص237 والغارات للثقفي ج2 ص659 وخلاصة عبقات الأنوار للنقوي ج3 ص255 والنص والإجتهاد ص514 وكتاب الأربعين لمحمد طاهر الشيرازي ص296 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج1 ص45.

([31]) الإيضاح لابن شاذان ص496 والغارات للثقفي ج2 ص660 وشرح النهج للمعتزلي ج4 ص68 وأضواء على السنة المحمدية لمحمود أبي ريـة ص204 = = وأبو هريرة للسيد شرف الدين ص160 وشيخ المضيرة أبو هريرة، لمحمود أبي رية ص135 عن سير أعلام الذهبي ج2 ص435. وراجع: تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص16.

([32]) المناقب للخوارزمي ص205 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج4 ص63 و 64.

([33]) راجع: عمدة القاري ج15 ص42 و 43، وراجع: فتح الباري ج6 ص155 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص202 والسيرة الحلبية ج1 ص383 ونسيم الرياض ج3 ص11 و 12 و 13 وبهامشه شرح الشفاء للقاري ج3 ص13 وفيض القدير ج5 ص440 والبحار ج17 ص359 والمواهب اللدنية ج2 ص210 و 211.

([34]) راجع كتابنا: رد الشمس لعلي «عليه السلام» ص63 ـ 65 للاطلاع على بعض تفاصيل ذلك، وعلى بعض مصادره.

([35]) نسيم الرياض ج3 ص12 واللآلي المصنوعة ج1 ص341.

([36]) راجع: السيرة الحلبية ج3 ص385 والبحار ج41 ص175 وتذكرة الخواص ص52 وعن مناقب آل أبي طالب ج1 ص359 ـ 365.

([37]) البداية والنهاية ج6 ص79 و 80 و 87 وراجع: منهاج السنة ج4 ص187 و 189.

([38]) شرح الشفاء للقاري (مطبوع مع نسيم الرياض) ج3 ص13.

([39]) منهاج السنة ج4 ص186 و 195.

([40]) راجع: السرائر ج1 ص265 والبحار ج80 ص318.

([41]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص150 وعن البداية والنهاية ج4 ص249 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص414.

([42]) سبل الهدى والرشاد ج3 ص368 وج5 ص150 وراجع: الأحكام ج2 ص546 وعن كتاب الموطأ ج2 ص889 و 893 وعن مسند أحمد ج3 ص149 و 159 و 243 وعن صحيح البخاري ج3 ص223 و 225 وج4 ص118 وج5 ص40 وج6 ص207 وج8 ص153 وعن صحيح مسلم ج4 ص114 وسنن الترمذي ج5 ص379 والسنن الكبرى للبيهقي ج5 ص197 وج6 ص304 وج9 ص125 وعن فتح الباري ج6 ص64 وتحفة الأحوذي ج10 ص292 ومسند أبي يعلى ج6 ص370 و 371 وشرح معاني الآثار ج4 ص193 وتفسير القرآن العظيم ج1 ص178 وذيل تاريخ بغداد ج3 ص69 وفضائل المدينة ص21.

([43]) الآية 41 من سورة الروم.

 
   
 
 

العودة إلى موقع الميزان