مـعــركــــة مـؤتــــــة
المسلمون في مؤتة:
قالوا:
ولما فصل المسلمون من المدينة سمع العدو بمسيرهم، فتجمعوا لهم، وقام
فيهم شرحبيل بن عمرو، فجمع أكثر من مائة ألف، وقدم الطلائع أمامه([1]).
فلما نزل المسلمون وادي القرى، بعث أخاه سدوس بن عمرو
في خمسين من المشركين، فاقتتلوا. وانكشف أصحاب سدوس، وقد قتل، فشخص
أخوه ـ
وعند الواقدي: «وخاف
شرحبيل بن عمرو، ودخل حصناً فتحصن، وبعث أخاً له يقال له: وبر بن عمرو»([2])
ـ إلى هرقل يستمده، فبعث هرقل زهاء مائتي ألف([3]).
ومضى المسلمون حتى نزلوا مُعان من أرض الشام. وبلغ
الناس أن هِرقل قد نزل مآب من أرض البلقاء في مائة ألف من الروم، وانضم
إليهم مائة ألف أخرى من لَخُم وجُذام، وبكر ووائل، وقبائل قضاعة من
بلقين، وبهراء، وبليَّ، عليهم رجل من بليَّ، ثم أحد بني إراشة، يقال
له: مالك بن رافلة.
وقيل:
كانوا مائتي ألف من الروم وخمسين ألفاً من قبائل العرب المتنصرة، ومعهم
من الخيول والسلاح ما ليس مع المسلمين.
فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا على معان ليلتين يفكرون
في أمرهم، وقالوا: نكتب إلى رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
فنخبره بكثرة عدونا، فإما أن يمدنا بالرجال، وإما أن يأمرنا بأمر فنمضي
له.
فشجع الناس عبد الله بن رواحة، فقال:
«يا قوم، والله، إن التي تكرهون، للتي خرجتم تطلبون: الشهادة. وما
نقاتل الناس بعدد، ولا قوة، ولا كثرة، وما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي
أكرمنا الله به، فانطلقوا، فإنما هي إحدى الحسنيين، إما ظهور، وإما
شهادة، وليست بشرِّ المنزلتين».
فقال الناس:
صدق والله ابن رواحة([4]).
فمضى الناس حتى إذا كانوا بتخوم البلقاء لقيتهم جموع
هرقل، من الروم والعرب، بقرية من قرى البلقاء، يقال لها: مشارف([5]).
ثم دنا العدو، وانحاز المسلمون إلى
قرية يقال لها:
مؤتة. فالتقى الناس عندها، فتعبأ لهم المسلمون([6]).
وروى أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن القرَّاب في
تاريخه، عن برذع بن زيد، قال: قدم علينا وفد رسول الله «صلى الله عليه
وآله» إلى مؤتة، وعليهم زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن
رواحة، وخرج معهم منا عشرة إلى مؤتة، يقاتلون معهم. قد كان رسول الله
«صلى الله عليه وآله» نهاهم أن يأتوا، فركبت القوم ضبابة، فلم يبصروا
حتى أصبحوا على مؤتة.
وروى محمد بن عمر، عن أبي هريرة
قال:
«شهدت
مؤتة، فلما دنا العدو منا رأينا ما لا قِبل لأحد به من العَدد والعُدد،
والسلاح والكراع، والديباج والحرير، والذهب، فبرق بصري، فقال لي ثابت
بن أقرم: يا أبا هريرة، كأنك ترى جموعاً كثيرة.
قلت:
نعم.
قال:
إنك لم تشهد معنا بدراً، إنَّا لم ننصر بالكثرة([7]).
قال ابن إسحاق:
وتعبأ المسلمون للمشركين، فجعلوا على ميمنتهم رجلاً من عذرة، يقال له:
قطبة بن قتادة، وعلى ميسرتهم رجلاً من الأنصار يقال له: عباية بن مالك.
[قال ابن هشام]:
ويقال له: عبادة بن مالك([8]).
قال ابن عقبة، وابن إسحاق، ومحمد بن عمر:
ثم التقى الناس، واقتتلوا قتالاً شديداً.
فقاتل زيد بن حارثة براية رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
حتى شاط في رماح القوم.
ثم أخذها جعفر بن أبي طالب، فقاتل بها حتى إذا ألحمه
القتال اقتحم عن فرس له شقراء، فعرقبها.
ثم قاتل القوم حتى قتل.
فكان جعفر أول رجل من المسلمين عرقب فرساً له في سبيل
الله([9]).
وروى ابن إسحاق، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، قال:
حدثني أبي الذي أرضعني، وكان أحد بني مرة بن عوف، وكان في غزوة مؤتة،
قال: والله، لكأني أنظر إلى جعفر حين اقتحم عن فرس له شقراء، ثم عقرها،
ثم قاتل حتى قتل، وهو يقول:
يـاحـبـذا الجــنـة واقـترابـهـــا
طـيـبـــة وبــــارداً شـــرابهــــا
والـروم روم قـد دنـا عـذابـهـا كــافـــــرة بـعـيـدة
أنـسـابهـــا
عـلي إذ لاقـيـتـهـــا ضـرابهــــا
وهذا الحديث رواه أبو داود من طريق ابن اسحاق، ولم يذكر
الشعر([10]).
وفي حديث أبي عامر عند ابن سعد:
أن جعفراً «رحمه الله» تعالى لبس السلاح، ثم حمل على القوم، حتى إذا
همَّ أن يخالطهم رجع فوحَّش بالسلاح، ثم حمل على العدو، وطاعن حتى قتل.
قال ابن هشام:
وحدثني من أثق به من أهل العلم: أن جعفر بن أبي طالب أخذ اللواء بيمينه
فقطعت، فأخذه بشماله فقطعت، فاحتضنه بعضديه حتى قتل
«رحمه
الله»
تعالى، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة. فأثابه الله بذلك جناحين في الجنة
يطير بهما حيث شاء.
ويقال:
إن رجلاً من الروم ضربه يومئذ ضربة فقطعه نصفين([11]).
وقيل:
وقع أحد نصفيه في كرم، فوجد في نصفه ثلاثون أو بضعة وثلاثون جراحاً([12]).
روى الذهبي:
عن أسامة بن زيد الليثي، عن نافع: أن ابن عمر قال: جمعت جعفراً على
صدري يوم مؤتة، فوجدت في مقدم جسده بضعاً وأربعين من بين ضربة وطعنة([13]).
وعن نافع، عن ابن عمر أيضاً:
«أنه وقف على جعفر يومئذٍ، وهو قتيل، فعددت به خمسين
بين طعنة وضربة، ليس منها ـ أو قال فيها ـ شيء في دبره»([14]).
وعن أبي جعفر «عليه السلام»:
«أصيب
يومئذٍ جعفر، وبه خمسون جراحاً، خمس وعشرون منها في وجهه»([15]).
وروى البخاري، والبيهقي، عن عبد
الله بن عمر قال:
«كنت
فيهم في تلك الغزوة فالتمسنا جعفر بن أبي طالب، فوجدناه في القتلى،
ووجدنا في جسده بضعاً وستين من طعنة ورمية»([16]).
وعن نافع، عن ابن عمر:
أنه كان يأتي عبد الله بن جعفر، فقال له الناس: إنك تكثر إتيان عبد
الله بن جعفر.
فقال ابن عمر:
لو رأيتم أباه، أحببتم هذا. وجد فيما بين قرنه إلى قدمه سبعون بين ضربة
سيف وطعنة برمح([17]).
وفي نص آخر عنه أيضاً:
وجد فيما أقبل من بدن جعفر ما بين منكبيه اثنان وسبعون ضربة بسيف، أو
طعنة برمح([18]).
وقيل:
وجدوا في إحدى شقيه بضعة وثمانين جرحاً([19])،
وفيما أقبل من بدنه اثنين وسبعين ضربة بسيف، وطعنة برمح([20]).
وعن ابن عمر أيضاً:
وجدنا فيما بين صدر جعفر ومنكبيه، وما أقبل منه تسعين
جراحة، ما بين ضربة بالسيف، وطعنة بالرمح([21]).
وعن ابن عمر قال:
«التمسنا
جعفر بن أبي طالب، فوجدناه في القتلى، في جسده (نيفاً) بضعاً وتسعين من
طعنة ورمية»([22]).
وفي نص آخر:
فقدنا جعفر بن أبي طالب. طلبناه في القتلى، فوجدناه وبه طعنة ورمية بضع
وتسعون فوجدنا ذلك فيما أقبل من جسده([23]).
وقال ابن عمر:
وكنت معهم في تلك الغزوة، فالتمسنا جعفراً، فوجدنا فيما أقبل من جسمه
بضعاً وتسعين ما بين ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية.
وروى ابن كثير:
أنه لما قتل، وجدوا فيه بضعاً وتسعين ما بين ضربة بسيف، وطعنة برمح،
ورمية بسهم، وهو في ذلك كله مقبل غير مدبر، وكانت قد طعنت يده اليمنى
ثم اليسرى وهو ممسك للواء، فلما فقدهما احتضنه حتى قتل وهو كذلك([24]).
وعن الفيروزآبادي:
فوجد فيما أقبل من جسده تسعون ضربة ما بين طعنة برمح وضربة بسيف([25]).
وذكر ابن الأثير:
أنه لما قتل جعفر وجد به بضع وسبعون جراحة ما بين ضربة بسيف وطعنة برمح
كلها فيما أقبل من بدنه.
وقيل: بضع وخمسون، والأول أصح([26]).
فظهر ذلك التخالف. أي أن التخالف بين الروايات أصبح
ظاهراً وواضحاً.
قال الحافظ:
ويجمع بأن العدد قد لا يكون له مفهوم، أو بأن الزيادة باعتبار ما وجد
فيه من رمي السهام، فإن ذلك لم يذكر في الرواية الأولى، أو الخمسين
مقيدة بكونها ليس فيها شيء في دبره أي ظهره، فقد يكون الباقي في بقية
جسده، ولا يستلزم ذلك أنه ولى دبره، وإنما هو محمول على أن الرمي جاءه
من جهة قفاه أو جانبيه، ولكن يريد الأول: أن في رواية العمري عن نافع:
فوجدنا ذلك فيما أقبل من جسده، بعد أن ذكر العدد بضعاً وتسعين([27]).
ووقع في رواية البيهقي في الدلائل بضع وسبعون ـ بتقديم
السين على الموحدة ـ وأشار أن بضعاً وتسعين بتقديم الفوقية على السين
أثبت([28]).
ذكرت
الروايات المتقدمة:
أن شرحبيل بن عمرو الغساني قد جمع مائة ألف.
ولكنها تعود لتقول:
إنه لما نزل المسلمون وادي القرى أرسل شرحبيل أخاه في
خمسين رجلاً، فاقتتلوا، ثم انكشف المشركون وقد قتل أخوه سدوس..
ثم تذكر:
أن شرحبيل هذا قد خاف، فدخل حصناً فتحصن فيه.
ونقول:
إن هذه التصرفات لا تنسجم مع المنطق السليم، والعقل
القويم، وذلك لما يلي:
1 ـ
إن من يجمع مائة ألف مقاتل لا تكون طليعته خمسين رجلاً بحسب العادة،
فإن المشركين الذين لا يجمعون ما يصل إلى عُشر ما جمعه شرحبيل، تكون
طليعتهم مائتي فارس في الحديبية([29])،
لمواجهة أقل من ألف وخمس مائة مقاتل..
2 ـ
ما معنى أن يخاف شرحبيل من ثلاثة آلاف رجل حتى إنه ليدخل حصناً ويتحصن
فيه، مع أن معه مائة ألف مقاتل؟!..
3 ـ
وحين دخل شرحبيل الحصن، أين كان المائة ألف الذين جمعهم؟ هل دخلوا
معه؟! أم تركهم في خارجه؟
وإذا كانوا دخلوا معه، فهل اتسع ذلك الحصن لهذه الأعداد
الهائلة؟!
وإن كانوا قد بقوا في الخارج، كيف أقنعهم بصحة تصرفه
هذا، وأن يبقوا عرضة للخطر في العراء، ويبيت هو في داخل الحصن؟!
وهل رضوا منه به أم لم يرضوا؟
4 ـ
وعن أخيه سدوس نقول:
كيف تجرأ أخوه سدوس على الدخول في حرب ضد ثلاثة آلاف
مقاتل، مع أن الذين معه كانوا خمسين رجلاً فقط؟!
وإذا كان شرحبيل ـ وهو في مائة ألف مقاتل ـ لا يجرؤ على
مواجهة ثلاثة آلاف مقاتل، بل يُدْخِلُه خوفه منهم حصناً ليأمن على نفسه
فيه، فكيف يقدم سدوس على الدخول في حرب مع نفس هؤلاء الذين هرب منهم
أخوه الذي أرسله؟!
وإذا كان باستطاعة الخمسين رجلاًَ ـ بمن فيهم سدوس ـ أن
يفلتوا، وينكشفوا ويَسْلَموا حتى إنه لم ينقل أحد أن أحداً منهم قد
أصيب ولو بجراحة، فلماذا لم يفلت سدوس نفسه أيضاً؟!
5 ـ
ولست أدري كيف استطاع شرحبيل أن يجمع مائة ألف مقاتل بهذه السرعة
الفائقة. أي من حين بدأ المسلمون مسيرهم نحوهم، وإلى حين وصولهم؟! هل
كانوا مجتمعين في منطقة واحدة، فدعاهم، فأجابوه؟! أم أنه قد جمعهم من
مناطق متباعدة؟!
إننا لم نعهد في منطقة مؤتة تجمعات كبيرة تستطيع أن
تفرز مائة ألف مقاتل بهذه السرعة..
6 ـ
على أن من يستطيع أن يجمع أكثر من مائة ألف بهذه السرعة، فلا بد أن
يكون ذا نفوذ عظيم يضاهي نفوذ هرقل ملك الروم، ويستحق أن يجعله هرقل
على بلاد الشام كلها، ولا يجعل سواه، لا الحارث بن أبي شمر الغساني،
ولا غيره.
بل هو يستطيع أن يستقل عن هرقل نفسه، فهو ليس بحاجة
إليه، فلماذا يأنف من أن يكون تابعاً له؟!
نحن وإن كنا لا نريد أن نعطي رقماً مبالغاً فيه عن عدد
جيوش العدو، غير أننا نشير إلى أن مراجعة النصوص المتقدمة تعطي
الإنطباع عن عدد جيوش العدو، وأنه كان أكثر من مائتي ألف، بل قد يصل
إلى ضعف هذا العدد..
فقد تقدم:
أن شرحبيل جمع أكثر من مائة ألف، وأن هرقل بعث إليه زهاء مائتي ألف.
وكان هرقل نفسه قد نزل البلقاء في مائة ألف من الروم،
ومائة ألف أخرى من العرب.
وقيل:
بل كان معه مائتا ألف من الروم، وخمسون ألفاً من العرب
المتنصرة..
فإذا ضممنا هذه الأرقام إلى بعضها البعض، فإن العدد سوف
يتضاعف ليصل إلى ما يقارب الخمس مائة وخمسين ألفاً. وهو رقم لم يذكره
أحد من المؤرخين. فهل كان ذلك غفلة منهم عن حقيقة الحال؟! أم أن ارتباك
الروايات جعلهم يقتصرون على ذكر المائتي ألف، أو ما يزيد على ذلك بما
لا يصل إلى هذه الأرقام العالية؟!
أم أن كثرة الأعداد، أوجبت اختلاط الأمور عليهم؟!
إننا لا نستطيع أن نقدم أية إجابة حاسمة على هذا
السؤال، لكننا نقول:
لا شك في أن الجيوش المجتمعة كانت هائلة، حتى مع
الإعتراف بغياب القدرة على تقديم إحصاءات دقيقة عنها..
وقد يكون سبب عزوف المؤرخين عن التصريح بأرقامها
العالية هو استبعادهم أن يكون ذلك قد حصل فعلاً. فاكتفوا بذكر ما يسع
الناس تصديقه، ولو بنحو من التكلف وادِّعاء التسامح، وتركوا ما عداه..
واحتمال تكثير عدد الجيوش إلى هذا الحد الذي ربما يبدو
خيالياً هو إيجاد العذر لخالد عن هزيمته النكراء التي فوتت على الإسلام
والمسلمين أعظم الإنجازات التي ربما لو تحققت لفتح الإسلام بلاد الروم
بأسرها. ولكن ذلك وإن كان في محله إلا أن للمبررات حدودها المعقولة،
فلو لم يكن العدد هائلاً بالفعل لم تصح ولم تقبل هذه المبالغة من أحد.
غير أن مما لا شك فيه أن النصر كان أكيداً مهما قلنا في
عدد الجيوش، وأن خالداً هو الذي ضيعه، ويدل على ذلك هذا الموقف الصارم
من المسلمين تجاه خالد وجميع من فر معه، ولم يتدخل النبي
«صلى
الله عليه وآله»
للتخفيف عنهم، لأنه رآهم يستحقون أكثر من ذلك، ورأى أن
للمسلمين الحق بأن يعاملوه بما هو أشد.
ذكرت النصوص المتقدمة:
أن المائة ألف الذين جمعهم شرحبيل قد تجمعوا لهم. أي استعداداً لمواجهة
المسلمين.
غير أننا نقول:
إن المتوقع ممن يستعد لمواجهة عدو قادم هو أن يواجهه
بكمائن ومفاجآت تربك أو تعيق حركته، وتنهك قوته، وربما تنجح في حسم
الأمور معه بأدنى الخسائر.. غير أننا لم نجد شيئاً من ذلك سوى طليعة
سدوس التي انتهت بقتله، وفرار من معه.
مع ملاحظة:
أنه ليس فيها أي عمل ذكي من الناحية العسكرية، بل هي مجرد عمل روتيني
فاشل وضعيف.
وعن تشجيعات عبد الله بن رواحة
للناس، وقوله:
«هي
إحدى الحسنيين، إما ظهور، أو شهادة، وليست بشر المنزلتين»،
نقول:
إن الحديث عن الظهور والغلبة في ظروف كهذه، وحيث يعدُّ
عدوهم بمئات الألوف، وبأحسن عدة، وأتم تجهيز، لهو أمر يبعث على
الإعتزاز، والفخر من جهة، وهو يدل على وجود مبررات لهذا الحديث، تجعل
من توقع حصول النصر أمراً مقبولاً ومعقولاً.. وعلى أن هذه الأعداد لم
تفاجئهم، بل كانوا يتوقعون حشوداً كبيرة جداً، تقترب من الأرقام التي
صادفوها.
لكن ما لم يكن ذلك الجيش الإسلامي يتوقعه هو زيادة رقم
الحشود إلى حد جعله يفكر بمراجعة النبي
«صلى الله عليه وآله»
لمعرفة ما إذا كانت هذه الزيادة تستدعي توجيهاً آخر منه
«صلى
الله عليه وآله»،
أم أن الأمور لم تصل إلى حد يدعو إلى ذلك..
ولكن ما يبقى غامضاً بالنسبة إلينا هو حقيقة تلك
المبررات التي تدعو جيش المسلمين إلى توقع النصر، أو احتماله. فإن
المادة التاريخية المتوفرة لدينا لا تخولنا معرفة شيء منها.
ولعل السبب في ضآلة النصوص هنا هو الرغبة في الحفاظ على
ماء الوجه لبعض من تسبب بحدوث الهزيمة، فعمد الرواة والمؤرخون إلى
إهمال التصريح بأمور كثيرة وخطيرة، كان التصريح بها مفيداً جداً
وضرورياً..
وينبغي أن لا نهمل الإشارة إلى أن
مما يؤكد ذلك كله:
هو التعبير عن الشهادة بأنها
«ليست بشر المنزلتين»،
حيث يستبطن هذا التعبير إلماحة
إلى أن موضوع
الشهادة، كان هو الأبعد احتمالاً عن ذهن جيش المسلمين،
باستثناء استشهاد القادة الثلاثة..
وهناك ما هو أصرح وأوضح، وهو:
قول ثابت بن أقرم لأبي هريرة، حين رأى جموع الروم، فبهرته كثرتهم
وتجهيزاتهم:
«يا
أبا هريرة، كأنك ترى جموعاً كثيرة!!
قلت:
نعم.
قال:
إنك لم تشهد معنا بدراً، إنَّا لم ننصر بالكثرة»([30]).
فالنصر كان متوقعاً، وكانت الأمثولة لهم هي غزوة بدر،
والنصر المؤزر الذي تحقق فيها..
وإن قصة أبي هريرة حين رأى كثرة القوم، والعدَّة
والسلاح، والحرير، والديباج، والذهب، حيث برق بصره ـ لتذكرنا بقوله
تعالى عن قارون:
﴿فَخَرَجَ
عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الحَيَاةَ
الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو
حَظٍّ عَظِيمٍ، وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ
ثَوَابُ اللهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَا
يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ﴾([31]).
ويقول تعالى عن فرعون: ﴿وَنَادَى
فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ
وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ، أَمْ
أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ،
فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاء مَعَهُ
المَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ، فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ
إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ﴾([32]).
فقد أظهرت هذه الآيات
الخلل العميق
في النظرة وفي المعايير لدى قوم فرعون، وأمثالهم
من
طلاب الحياة الدنيا، وذلك
لأن رؤيتهم للزينة الحاضرة، وللأنهار تجري من تحت فرعون، وكون أن ملك
مصر بيده.. ثم التفاتهم إلى أن موسى
«عليه
السلام»
لا تلقى عليه أسورة الذهب، ولا تأتي معه الملائكة، قد
جعلهم يتخيلون أن السعادة، واللذة والحياة ستكون في جانب فرعون، وأن
البؤس والسغب والحرمان سيكون في الجانب الآخر، فيستثير ذلك غرائزهم،
ويدفع أهواءهم، للإندماج والانغماس، في هذا الواقع الزاخر بالشهوات..
ويدفعهم ذلك إلى أن ينأوا بأنفسهم عن الاستجابة لدعوات الحق، ويزيد من
نفورهم منه، وابتعادهم عنه.
وأما عقولهم، فلا يكون لها دور، ولا يسمع لها رأي،
لأنهم يشعرون أن عقولهم تدعوهم للتخلي على اللذة الحاضرة منهم، من دون
عوض حاضر تقدمه إليهم.
وهذا بالذات هو ما جرى لأبي هريرة، فإنه حين رأى
الديباج والحرير، والذهب، والعدة والعدد، والعتاد والسلاح، استيقظت
غرائزه، واشرأبت أعناق الشهوات وحب الدنيا في نفسه، لتغرق في هذا
الذهب، وذلك الحرير، وتعيش الركون إلى العدة والعدد، والسلاح.. وغاب
العقل عن مسرح القرار، وخف ميزانه، وضعفت قدرته على التأثير في نفس
هيمنت عليها الغرائز، وتملكها حب الدنيا، وركنت وانشدت إليها..
وربما يذكِّره ثابت بن أقرم
بالمعادلة الصحيحة، وهي:
أن النصر ليس للكثرة، وأن بدراً هي خير شاهد ودليل على ذلك..
فسكت أبو هريرة، ولم يجرؤ على إظهار حقيقة ما يعتلج في
نفسه، ولم يكن لديه حيلة، ولا وسيلة، إلا هذا السكوت الساتر لما في
الضمائر..
وذكروا:
أن جعفراً رضوان الله تعالى عليه قد عقر فرسه.. وهذا ما رواه أبو داود،
من طريق محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، قال: عن يحيى بن عبَّاد، عن أبيه
عبَّاد بن عبد الله بن الزبير، قال: حدثني أبي الذي أرضعني، فذكره،
وقال: ليس هذا الحديث بالقوي.
قال الصالحي الشامي:
وقد جاء نهي كثير من أصحاب رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
[عن تعذيب البهائم، وقتلها عبثاً] كذا قال أبو داود:
إنه ليس بقوي وابن اسحاق حسن الحديث.
وقد صرح بالتحديث في رواية زياد
البكائي، فقال:
حدثني يحيى بن عباد، ويحيى وأبوه ثقتان، وجهالة اسم الصحابي لا تضرّ،
ورواه أيضاً عن ابن اسحاق عن عبد الله بن إدريس الأودي كما في مستدرك
الحاكم، فسند الحديث قوي([33]).
قال الخطابي عن عقر جعفر لفرسه:
وهذا يفعله الناس في الحرب إذا أرهق وأيقن أنه مغلوب، لئلا يَظفَر به
العدوّ، فيتقوى به على قتال المسلمين([34]).
قال الحلبي:
ومن ثم لم ينكر عليه أحد من أصحابه. وبه استدل من جوز قتل الحيوان خشية
أن ينتفع به الكفار([35]).
واختلف العلماء في الفرس يعقره صاحبه لئلا يظفر به
العدو، فرخص فيه مالك، وكره ذلك الأوزاعي والشافعي.
واحتج الشافعي بحديث النبي «صلى الله عليه وآله»:
«من قتل عصفوراً فما فوقه بغير حقه يسأله الله تعالى عن قتله».
واحتج بنهيه «صلى الله عليه وآله» عن قتل الحيوان إلا
لمأكلة.
قال:
وأما أن يعقر الفرس من المشركين، فله ذلك، لأن ذلك أمر
يجد به السبيل إلى قتل من أمر بقتله([36]).
هذا ما قاله هؤلاء، أما نحن فنقول:
1 ـ
مما تجدر الإشارة إليه، هو: أن ما يذكرونه عن جعفر
بالنسبة لفرسه، قد ورد بصيغتين:
إحداهما:
أنه عرقب فرسه([37]).
والأخرى:
أنه عقر فرسه([38]).
ولعل الثانية هي الأولى والأقرب إلى الصحة، لأن عرقبة
الفرس لا تتناسب مع ما ورد من النهي الشرعي عن إيذاء الحيوان، حسبما
قدمناه في غزوة الحديبية، وذكرناه في كتابنا:
«حقوق
الحيوان في الإسلام»،
ونحن نجل جعفراً عن الإقدام على عمل نهى عنه الشارع، ويأباه الخلق
الإنساني الرفيع.
بل هناك نص عن رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
يتعرض لنفس هذا المعنى، فقد روي عنه
«صلى الله عليه وآله»
قوله:
«إذا
حرنت على أحدكم دابة في أرض العدو فليذبحها، ولا يعرقبها»([39]).
أما عقر الفرس فلا يأبى عن إفادة
معنى الذبح، فهو الأقرب والأنسب بسجايا جعفر، الذي أشبه رسول الله «صلى
الله عليه وآله» في خَلْقِهِ وخُلُقِهِ([40]).
والذبح لغرض عقلائي، لا يأباه الخلق الإنساني، ولا يمنع
منه الشرع الشريف.
2 ـ
زعموا: أنه يمكن توجيه مبادرته إلى عرقبة الفرس بأنه أراد أن يحرم
العدو من الاستفادة منه([41]).
ونقول:
إن ذلك غير دقيق، فيما لو كان بإمكانه إيكال أمره إلى
غيره من مقاتلي المسلمين، ليستفيد منه في الحرب والنزال، أو في غرض
مشروع آخر..
3 ـ
أما أسباب المبادرة إلى ذبح الفرس، فيمكن أن نتلمسها فيما يلي:
ألف:
إفهام العدو سرّ البطولة، ورمزها، وحقيقتها. وأنها إرادة وتصميم،
وإيمان وجهاد، وتضحيات، وأن يملك الإنسان نفسه، وقرارها، والقدرة على
التصرف فيها..
وليست الشجاعة هي مجرد امتلاك القدرة على التصرف في
قدرات الجسد، في دائرة هوى النفس، وعلى خط تلبية متطلباتها.
بل الشجاعة هي امتلاك القدرة على التصرف في الجسد نفسه،
انسجاماً مع مقتضيات الإيمان، وتطبيقاً للمبادئ، وانسجاماً مع القيم،
والمثل الإلهية العليا.
إنه يريد:
أن يوجه للروم وللعرب الذين معهم إنذاراًَ، وأن يزرع الإعجاب والرعب في
قلوبهم في آن واحد، ثم أن يعطي المسلمين الذين جاؤوا معه للجهاد درساً
في الشمم والفداء، ومعنى الشجاعة، وسر الإباء، ولكنه درسٌ كلماته
الأفعال، وحروفه التضحيات، واللسان الناطق به هو إيمان شامخ، ورأي
باذخ، ويقين راسخ.
أما جيوش الروم فوجدت نفسها أمام التحدي الكبير، فواجهت
اندفاع جعفر للتضحية والفداء، باندفاع غرائزي فيها، يهدف إلى التنفيس
عن حقد دفين، وعن لؤم مشين وخزي وابتذال مهين، ولاذت بأسلحتها الفتاكة،
وانهمرت على جعفر بطعناتها وضرباتها.. فقطعت يده اليمنى، ثم اليسرى..
وذلك حين وجدوا أنفسهم أمام حرب لا تخمد نارها إلا بإسقاط راية القائد،
الذي لن يدعها تسقط ما دام حياً..
لقد آثر جعفر التخلص من الفرس، لأنه يريد أن يفهم عدوه
مدى تصميمه في حربهم، ومدى تفانيه في الأهداف التي يحارب من أجلها..
وأن قادة الجيوش الإسلامية لا يريدون الإحتماء
بالأبطال، ولا يريدون أن يموت الناس في الدفاع عنهم، بل هم الذين
يريدون أن يموتوا قبل الناس، من أجل حفظ دين الناس، وحفظ أرواحهم
وراحتهم..
وليست القضية مجرد خطب حماسية، وشعارات رنانة، بل هي
مبادرة، واستعداد، وبذل وتضحية وجهاد، يرونه رأي العين..
بل إن هذا القائد لا يريد أن يهرب من الموت، ولا أن
يحمي نفسه منه، فإنه يراه خيراً وصلاحاً، وسعادة، ونجاحاً، وفوزاً
وفلاحاً. إنه يريد أن لا تفصله عنه حتى عدوة فرس، فآثر التخلص منه،
فعقره..
وزعموا:
أن جعفراً كان أول من عرقب فرسه في الإسلام([42]).
ولكننا قلنا:
إن ذلك لم يثبت، بل الراجح: أنه قد عقر فرسه،([43])،
لا أنه عرقبه. فرواية الأمالي هي الأصح، وهي الأوفق بالتزام جعفر لحدود
الشرع فيما يرتبط بالتعامل مع الحيوان.
وقد نقل «رحمه الله» عن الزهري
قوله:
وكان جعفر أول رجل من المسلمين عقر فرسه([44]).
ورووا:
أنه لما أخذ جعفر بن أبي طالب الراية جاءه الشيطان فمنَّاه الحياة
الدنيا، وكرَّه له الموت، فقال:
الآن!!
حين استحكم الإيمان في قلوب المؤمنين تمنيني الدنيا؟!
ثم مضى قدماً حتى استشهد. فصلى عليه رسول الله
«صلى الله عليه وآله»،
ودعا له، ثم قال:
«استغفروا
لأخيكم
جعفر؛ فإنه شهيد،
وقد دخل الجنة، وهو يطير
فيها
بجناحين
من ياقوت حيث يشاء من الجنة»([45]).
ونقول:
لا شك في أن الشيطان لا يدع فرصة إلا ويحاول اقتناصها،
وهو يرى:
أنه حين تنقطع السبل بالإنسان، ويواجه الخطر الأعظم في لحظة الموت
الرهيب، تضعف عزيمته، وتتبلبل أفكاره، ويضطرب في قراراته، ويضيع في
زحمة المشاعر والأفكار التي تظهر عليها عوارض التناقض والإختلاف.
ولكن هناك رجال مؤمنون، وأصفياء متقون، لا يفقدون
السيطرة على أنفسهم، حتى في هذه اللحظات، بل إن منهم من يجد في هذه
اللحظات ما يؤكد يقينه، ويزيد من وضوح الصورة لديه، فيزيده ذلك رضاً،
قد يصل به إلى حد البهجة والسرور، على قاعدة:
«فزت
ورب الكعبة»،
حيث يأنس بالموت كما يأنس الطفل بثدي أمه، ويراه أحلى من العسل، لأنه
يشاهد ما أعده الله تعالى له، انطلاقاً من حقيقة:
«لو
كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً»،
وعلى هذا الأساس جاء قول جعفر:
يـاحـبـذا الجــنـة واقـترابـهـــا
طـيـبـــة وبــــارداً شـــرابهــــا
والـروم روم قـد دنـا عـذابـهـا كــافـــــرة بـعـيـدة
أنـسـابهـــا
عـلي إذ لاقـيـتـهـــا ضـرابهــــا([46])
فقد عبر
«سلام
الله عليه»
في أبياته هذه عن تلهفه للجنة، واشتياقه البالغ لها..
وحين قطعت يد جعفر وسقطت، فإن ألم قطعها لم يشغل جعفراً،
ولم يمنعه من المبادرة إلى رفع اللواء باليد الأخرى، ولم ير
«عليه
السلام»
في هذا الذي جرى له عذراً يبرر انكفاءه عن المواجهة.
بل وجد أن واجبه هو:
أن يهزم العدو بالرعب من خلال ما يشاهده من إصراره الأكيد على رفع
اللواء باليد الأخرى، وليكون ذلك سبباً في مضاعفة حدة اندفاع المسلمين
في مواجهة عدوهم.
وحتى حين قطعت اليد الأخرى، فإنه يواصل جهاده ويبذل
قصارى جهده في حفظ جذوة الحماس ملتهبة لدى كتائب الجيش الإسلامي، الذي
لا بد أن يظهر ـ من أجل ذلك ـ من البسالة والإقدام والشجاعة، ما يحير
العقول، ويذهل الألباب..
وتصعد روح جعفر إلى بارئها، ويرتفع جعفر، ويحلق إلى
مقامات القرب والزلفى، ومواقع العز والكرامة بنفس هاتين اليدين
المقطوعتين، اللتين ألبستاه ـ بفقدهما ـ حلتين من البهاء والجمال،
والعظمة والجلال.
وقد صرحت بعض الروايات:
بأن جعفرَاً قطعت يمينه، فأخذ الراية بيساره، فقطعت يساره، فاحتضن
الراية، وقاتل حتى قتل([47]).
ونقول:
إننا نتعقل أن يأخذ مقطوع اليدين اللواء ببقايا يديه،
ويضمه إلى صدره، ولكن لا يمكن أن نتصوره قادراً على قتال العدو بسيف أو
برمح، سوى مبادرته إلى ركل من يهاجمه بإحدى رجليه، ليدفعه عن نفسه،
وليلحق به أكبر قدر ممكن من الأذى.
بل إن أخذه الراية بشماله، بعد قطع يده اليمنى يجعله
غير قادر على حمل السيف بها أيضاً، لأنها أصبحت مشغولة باللواء.
وهذا معناه:
أنه
«عليه
السلام»
قد بذل محاولة لإبقاء الراية مرفوعة ليراها المسلمون، ويواصلوا القتال
أطول وقت ممكن، لأنه يعلم: أن وقوع الراية على الأرض، يوجب تضعضع
الجيش، وربما يؤدي ذلك إلى هزيمته، وهذا ما لا يريده ولا يرضاه..
وغني عن البيان هنا:
أن نفس هذا الذي جرى لجعفر بن أبي طالب
«عليه
السلام»
قد جرى ما يشبهه للعباس بن أمير المؤمنين
«عليهما
السلام»
في كربلاء، فإن يمينه قطعت، فأخذ السيف بيساره، فقطعت، فقاتل حتى ضعف،
فضربه ملعون بعمود من حديد على رأسه فقتله([48]).
وقد روي:
أن الله تعالى عوضه أيضاً بجناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة، فقد
روى الصدوق
«رحمه
الله»
بسنده عن ثابت بن أبي صفية، قال: قال علي بن الحسين
«عليه
السلام»:
رحم الله العباس ـ يعني ابن علي ـ فلقد آثر وأبلى، وفدى أخاه حتى قطعت
يداه، فأبدله الله بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة، كما
جعل لجعفر بن أبي طالب([49]).
وتقدم عن ابن عمر قال:
أتيته (يعني جعفراً) وهو مستلق آخر النهار، فعرضت عليه الماء، فقال:
إني صائم، فضعه في ترسي عند رأسي، فإن عشت حتى تغرب الشمس أفطرت.
قال:
فمات صائماً قبل غروب الشمس شهيداً، وعمره إحدى وأربعون سنة، وقيل:
ثلاث وثلاثون..
ونقول:
ألف:
بالنسبة لعمره
«عليه
السلام»
فإن صح ما يقولونه من كونه أسن من علي
«عليه
السلام»
بعشر سنين([50]).
فإن عمر علي
«عليه
السلام»
كان
آنذاك
حوالي ثلاثين سنة، فلا بد أن يكون عمر جعفر أكثر من ذلك بعشر سنين.
فكيف يكون عمره ثلاثاً وثلاثين سنة ـ كما يقولون ـ؟!
ب:
إن المعركة إذا كانت قائمة، فلا يكون هناك مجال لأن يستلقي جعفر آخر
النهار، ليعرض ابن عمر الماء عليه. ثم يستشهد قبل غروب الشمس!!
ج:
قال الحلبي: «كونه رضي الله عنه مات صائماً لا يناسب
كونه شق نصفين»([51]).
وهو كلام عجيب، فهل شقه نصفين يمنع من كونه مات
صائماً؟! فإن شقه هذا لا يوجب إفطاره، ولا إفساد صومه..
وفي بعض المصادر:
أنه «قد وردت أخبار في أنه لما رفعوه على الرماح، منّ
الله عليه بجناحين، فطار من رأس الرماح إلى السماء، وهو يطير في الجنة
مع الملائكة»([52]).
ولا ندري مدى صحة هذا الحديث، ولو صح فربما يكون هذا قد
جاء على سبيل المجاز، أو أنه قد طار فعلاً إلى السماء مقداراً ثم عادت
جثته إلى الأرض، وبقيت روحه تطير مع الملائكة، وربما، وربما..
إنه تعالى حين يظهر الكرامة لولي من أوليائه، فإنه لا
يريد بذلك أن يقهر الناس على الإيمان، ولا أن يتهددهم بهذا الأمر،
ليفرض عليهم سلوك طريق الحق، تحت طائلة التدخل الغيبي في صورة مخالفتهم
للأوامر والنواهي الإلهية..
بل يريد تبارك وتعالى.. أن يثير في نفس الإنسان المؤمن،
الطموح، لنيل مقامات القرب والزلفى عنده، وذلك من خلال تقديم نموذج
تطبيقي حي وملموس، يسهِّل على المؤمنين اليقين بوعد الله تعالى،
والسكون والركون إلى تحققه حتى كأنهم يرونه ماثلاً أمامهم، من دون أي
إخلال أو انتقاص.
ويريد أن يقول لهم:
إنه لا مجال لاحتمال المبالغة في البيانات الصادرة، فإنه إن كان هناك
تجوُّز في التعبير عن حقيقة ذلك الوعد، والموعود به، فإنما هو محاولة
لتقريب الصورة الحقيقية، التي تعجز التعابير المجازية أو الكنايات
والإستعارات، عن الإحاطة بها، بل تبقى مجرد إشارات وإلماحات لما هو
أعظم وأتم، وأخطر وأهم..
كما أن هذا الإنسان الذي هو مستغرق فيما هو مادي
ومحسوس، إلى درجة أنه إنما يطل على الغيب من خلال ذلك.. يحتاج إلى
اختصار المسافة بينه وبين الغيب.. فتأتي الكرامات والمعجزات، لتقوم
بهذه المهمة، وليكون للغيب أيضاً حضوره وشهوده. ليعطي سلاماً للروح،
وحياة في الوجدان، ويقظة في الضمير، وحركة في العقل بالاتجاه الصحيح،
وعلى أساس من الوعي العميق، والرؤية الواضحة، والشمولية، والواقعية..
على أن هذه الكرامات تسهل على الإنسان المؤمن أن يعي
كيف أن لمسألة الغيب حضورها في كل شيء، بل هي جزء من حياة هذا الكائن،
وهي مستوعبة لكل المساحات التي ينطلق فيها في حركته نحو الله تعالى..
فالغيب ليس غائباً عن أي من مواقع حركة هذا الإنسان،
حتى فيما يتخيل أنه مادي صرف، ولا موقع للغيب فيه، فإن الغيب كامن في
عمق ذاته، وفي كنه وجوده.. فعليه أن يشعر به في كل المواقع والمواضع من
دون استثناء.
ومن جهة أخرى:
فقد تمس الحاجة إلى إقامة الحجة على الناس في أمر ظهر فيه تقصيرهم، أو
ظهرت فيهم بوادر هذا التقصير، كما هو الحال في قضية جعفر
«عليه
السلام»
في مؤتة، فإن ظهور هذه الكرامة له، بأن يطير جسده إلى السماء ولو
مقداراً ما.. لا بد أن يقيم الحجة على الأعداء أولاً.. من حيث إنه يفتح
أمامهم باب الهداية، ويسهل عليهم الحصول على القناعة من أقرب طريق..
ألا وهو طريق الوجدان، والإحساس القلبي، ويختصر المراحل أمامهم..
ثم هو تعميم للحجة على جيش المسلمين، الذين قد يخطر
ببالهم:
التماس العذر لأنفسهم عن فرار وشيك ربما يراود أذهانهم، فيزعمون: أن
مواجهة مئات الألوف لا مبرر لها، لأن احتمالات النصر على تلك الأعداد
الهائلة تكاد تكون معدومة، بل هي معدومة فعلاً..
وأما ما فعله جعفر «عليه السلام» فإنما هو مبادرة شخصية
منه، وتضحية يحمد عليها، ولكنها هدر للطاقة، لا تجدي نفعاً، ولا تحقق
نصراً.
فجاءت الكرامة الإلهية له لتقول
لهم:
إن الله تعالى إذا كان هو الراعي لهم، والمشرف على حالهم، وهو الذي
ينزل النصر عليهم، أو يحجبه عنهم. فعلى كل أنسان أن يقوم بواجبه،
ويمتثل أمر الله ورسوله، وليس له أن ينظر في نتائج ذلك، ولا أن يحدد
طبيعة النصر، وحجمه، ومواصفاته.. ولا أن يدَّعي لنفسه المعرفة بالغيب
الإلهي فيه.
فلعل المطلوب الإلهي أمر آخر غير النصر العسكري ـ كما
كان الحال في كربلاء مثلاً ـ ولعل المطلوب هو النصر العسكري، ولكن
بطريقة حجب الله تعالى عنهم بعض عناصرها. ولو بأن تحدث اختلافات
ومنازعات بين كتائب جيوش الأعداء، لأجل ما يرونه من استبسال لدى جنود
أهل الإسلام.. وقد ينشأ عن ذلك الإستبسال، والإستشهاد هداية لطائفة أو
لطوائف من جيش الأعداء. وقد تحدث انقسامات بين العرب وبين غيرهم لأكثر
من سبب فيما لو طالت الحرب.. إلى غير ذلك من أسباب.
روى ابن إسحاق، قال:
قتل جعفر، فأخذ الراية عبد الله بن رواحة، ثم تقدم بها وهو على فرسه،
فجعل يستنزل نفسه ويتردد بعض التردد، ثم قال:
أقـسـمـت يـا نـفـس لـتـنـزلنه
طــــائـعــة أو لــتـكــرهـنـــه
إن أجلب الناس وشدوا الـرنـة مــــا لي أراك تــكـرهـين
الجنـة
قـد طـالمـا قـد كـنـت مطمئنـة هـل أنـت إلا نـطـفـة في
شــنــة
وقال أيضاً:
يـا نـفـس إلَّا تـقـتــلي تمـــوتي
هـذا حمــام المـوت قـد صـلـيـت
ومـا تمـنـيـت فـقـد أعـطـيـت إن تـفـعــلي فـعـلـهــما
هـديت([53])
يريد صاحبيه زيداً وجعفراً، ثم نزل.
فلما نزل أتاه ابن عمر بعَرْق من
لحم، فقال:
شد بهذا صلبك، فإنك لقيت في أيامك هذه ما لقيت.
فأخذه من يده، ثم انتهس منه نهسة، ثم سمع الحطمة في
ناحية الناس، فقال: وأنت في الدنيا؟
ثم ألقاه من يده، ثم أخذ سيفه، ثم تقدم فقاتل حتى قتل.
ووقع اللواء من يده، فاختلط المسلمون والمشركون، وانهزم
بعض الناس، فجعل قطبة بن عامر يصيح: يا قوم يُقتل الرجل مقبلاً أحسن من
أن يقتل مدبراً.
قال سعيد بن أبي هلال:
وبلغني أن زيداً، وجعفراً، وعبد الله بن رواحة دفنوا في حفرة واحدة([54]).
وفي بعض الروايات:
«فأخذها
(يعني: الراية) عبد الله رواحة، وتقدم بها وهو على فرسه، وجعل يتردد في
النزول عن فرسه، ثم نزل، وقاتل حتى قتل»([55]).
ونستطيع أن نفهم أن النزول عن الفرس إنما هو حين يراد
إفهام العدو أن الفارس قد استقتل، وأن أي توهم في حبه للنجاة من خلال
بقائه على ظهر فرسه، ما هو إلا توهم باطل..
من يلاحظ النصوص المتداولة لغزوة مؤتة يخرج بنتيجة
مفادها:
أن القادة الثلاثة قد قتلوا في أول المعركة، ثم أخذ اللواء خالد، وولى
هارباً، وتبعه المسلمون.. ولذلك اقتصر عدد قتلى المسلمين على ثمانية
شهداء، وقيل: قتل اثنا عشر شهيداً، أو نحو ذلك. كما سيأتي إن شاء الله
تعالى..
ولكننا نقول:
إن ذلك موضع شك كبير. ومن موجبات هذا الشك:
أن هذا الرقم للقتلى لا يتناسب مع قولهم أيضاً:
إن الحرب قد دامت سبعة أيام([56]).
ويؤيد ذلك قولهم المتقدم:
إن ابن عمر جاء إلى ابن رواحة بعرق من لحم، وقال له:
«شد
بهذا صلبك، فإنك لقيت في أيامك هذه ما لقيت».
حيث يشير إلى أن ابن رواحة قد لقي مصاعب كبيرة خلال
أيام مرت عليه، ولعلها هي الأيام السبعة المشار إليها، وكان ـ فيما
يبدو ـ يمارس القتال المجهد فيها.
وأما احتمال أن يكون المراد هو:
مشقات قطع المسافات الطويلة من المدينة إلى مؤتة، فهو بعيد عن الذهن،
وليس له ما يؤيده.
ويؤيد ذلك:
ما سيأتي من أن المسلمين اعتمدوا أسلوب مبارزة الفرسان، وهي طريقة
ممتعة، يظهر فيها الفرسان شجاعتهم، ويقدمون فيها عروضاً شيقة لفنون
الحرب والقتال وتوجب طول أمد الحرب..
ولعل المسلمين أظهروا فيها براعة نادرة، وشجاعة فريدة..
فقل شهداؤهم، وكثرت القتلى من أعدائهم، وربما كان لابن رواحة سهم وافر
في هذا المجال..
ثم اختار الأعداء أسلوب الهجوم الشامل.. فقتل القادة
آنئذٍ.. وربما تكون بوادر النصر قد بدأت بالظهور، فضيعها خالد.
وبعد أن استشهد عبد الله بن رواحة بادر خالد بن الوليد
فأخذ الراية وانهزم بها وتبعه سائر الناس، ولكن هناك من سعى لتزوير
الحقيقة وإيهام الناس بعكسها، ونحن نذكر ذلك، ونبين وجه الحق فيه في
الفصل التالي.
وحول القول المنسوب لرسول الله «صلى الله عليه وآله»
وهو يصف للمسلمين ما يجري في مؤتة: «الآن حمي الوطيس»، قال ابن أبي
الزناد ما يلي:
«بلغت
الدماء بين الخيل موضع الأشاعر من الحافر. والوطيس أيضاً ذاك. وإذا حمي
ذلك الموضع من الدابة كان أشد لعدوها»([57]).
ونحسب:
أننا لسنا بحاجة إلى التعليق على هذه الروايات المغرقة في غرابتها،
ولكن الأغرب منها: أن يبادر المؤرخون والمحدثون إلى إيرادها في كتبهم
وفي مجاميعهم الحديثية والتاريخية، وغيرها، ويقدمونها للناس على أنها
هي الحقائق الناصعة، وذلك من أجل أن تبقى حقيقة فرار خالد عن الناس
ضائعة..
ولست أدري كيف يمكن أن يخبر النبي
«صلى الله عليه وآله»
عن بلوغ الدماء موضع الأشاعر، وهو يرى ما يجري عياناً، بعد أن رفع الله
تعالى له كل خفيض، وخفض كل رفيع، ثم يرى الناس يظلمون هؤلاء المجاهدين
ويطردونهم.. ثم لا يدافع عنهم؟! بل إنهم حتى لو كانوا قد هربوا من ساحة
المعركة فإنهم لم يرتكبوا بذلك حراماً، بعد أن كان عدوهم يزيدهم بعشرات
الأضعاف. كما أشرنا إليه أكثر من مرة..
وذلك يدل على عدم صحة ما زعموه، وأن الصحيح هو أن
خالداً قد فرَّ بهم لحظة استشهاد القادة..
وتتأكد الشكوك في صحة هذه المزاعم حين نقارن بين عدد
شهداء المسلمين وبين ما يزعم من أن الدماء قد بلغت الأشاعر من حوافر
الخيل!!
أما بالنسبة للذين استشهدوا من المسلمين في سرية مؤتة
فهم:
جعفر بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، وعبد الله بن رواحة،
ومسعود بن الأسود
بن حارثة (بن نضلة)، ووهب بن سعد بن أبي سرح، وعباد بن قيس،
والحارث بن النعمان (بن
إساف
بن نضلة)، وسراقة بن عمرو بن عطية (بن خنساء)([58]).
وزاد ابن هشام نقلاً عن ابن شهاب الزهري:
أبا كليب،
أو كلاب بن عمرو بن زيد، وأخاه جابر بن عمرو بن زيد، وعمرو، وعامر ابنا
سعد بن الحارث([59]).
وزاد الكلبي والبلاذري:
هوبجة بن بجير الضبي. ولما قتل فقد جسده، ولا ذِكر
لهوبجة فيما وقفت عليه من نسخ الإصابة للحافظ، ولا القاموس. مع ذكر
الذهبي له في التجريد، وأن له وِفادة وهجرة([60]).
وزاد ابن سعد، والعدوي، وابن جرير
الطبري:
زيد بن عبيد بن المعلى الأنصاري([61]).
وزاد ابن إسحاق، كما في الإصابة،
وجزم به في الزهر:
عبد الله بن سعيد بن العاص بن أمية.
قال ابن الأثير:
قتل باليمامة في الأكثر.
وقال الذهبي:
الأصح
ببدر.
وقيل:
باليمامة.
وقيل:
بمؤتة([62]).
وزاد ابن الكلبي، وابن سعد، والزبير
بن بكار:
هبار بن سفيان بن عبد الأسد
المخزومي، وقال عروة، وابن شهاب الزهري،
وابن
إسحاق،
وابن سعد:
استشهد بأجنادين([63]).
وقال سيف بن عمر:
استشهد باليرموك([64]).
وزاد ابن عقبة:
عبد الله بن الربيع الأنصاري([65])،
ومعاذ بن ماعص([66]).
ووقع في نسخة من مغازي موسى بن
عقبة:
أن الذي استشهد بمؤتة أخوه عباد([67]).
وقال في البداية، بعد أن ذكر جميع من قتل بمؤتة من
المسلمين:
(فالمجموع على القولين) اثنا عشر رجلاً([68]).
وهذا عظيم جداً
أن يتقاتل جيشان متعاديان في الدين،
أحدهما وهو الفئة التي تقاتل في سبيل الله تعالى عدتها ثلاثة آلاف، وأخرى
كافرة عدتها مائتا ألف مقاتل:
من الروم مائة ألف، ومن نصارى العرب مائة ألف، يتبارزون ويتصاولون، ثم
مع هذا كله لا يقتل من المسلمين سوى اثني
عشر رجلاً،
وقتل من المشركين خلق كثير،
هذا خالد وحده يقول:
«لقد اندقت في يدي يومئذٍ
تسعة أسياف وما صبرت في يدي
إلا
صفيحة يمانية».
فماذا ترى قد قتل بهذه الأسياف
كلها؟
دع غيره من الأبطال
والشجعان([69]).
([1])
راجع: الروض الأنف ج4 ص132 وسبل الهدى والرشاد ج6 ص148 والسيرة
الحلبية ج2 ص66 و 67 والطبقات الكبرى لاين سعد ج2 ص129 وعن
تاريخ مدينة دمشق ج2 ص13.
([2])
المغازي للواقدي ج2 ص760 وتاريخ الخميس ج2 ص71 وسبل الهدى
والرشاد ج6 ص148 والبحار ج21 ص61 وعن تاريخ مدينة دمشق ج2 ص13.
([3])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص148 وتاريخ الخميس ج2 ص71.
([4])
أسد الغابة ج3 ص158 وعن إعلام الورى ج1 ص212 و 213 وتاريخ
الأمم والملوك ج2 ص319 وتاريخ مدينة دمشق ج2 ص7 و 83 وج28 ص124
والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص458 وعيون الأثر ج2 ص166
والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص831 ومجمع الزوائد ج6 ص158 وسبل
الهـدى = = والرشاد ج6 ص148 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة)
ج2 ص787 وراجع: النص والإجتهاد ص30 والدرر لابن عبد البر ص209
وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص481 والبداية والنهاية ج4 ص277
والكامل في التاريخ لابن الأثير ج2 ص235 والعبر وديوان المبتدأ
والخبر ج2 ق2 ص41.
([5])
تنسب إليها السيوف المشرفية، حيث يقال: إنها طبعت لسليمان
«عليه السلام» بها. راجع: مجمع البلدان ج5
ص131 و 220 وعن تاريخ الأمم والملوك ج2 ص321 وعن البداية
والنهاية ج4 ص278 وعن السيرة النبوية لابن هشام ج3 ص832 وعن
عيون الأثر ج2 ص166 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص460 وسبل
الهدى والرشاد ج6 ص148 والبحار ج21 ص56 وإعلام الورى ج1 ص213.
([6])
راجع: مجمع الزوائد ج6 ص158 وعن تاريخ الأمم والملوك ج2 ص321
وعن البداية والنهاية ج4 ص278 وعن السيرة النبوية لابن هشام ج3
ص832 وعن عيون الأثر ج2 ص167 والسيرة النبوية لابن كثير ج3
ص460 وسبل الهدى والرشاد ج6 ص148.
([7])
شرح النهج للمعتزلي ج15
ص67 وشجرة طوبى ج2 ص299 وتاريخ مدينة دمشق ج2 ص14 وج11 ص108
وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص482 والبداية والنهاية ج4 ص278
والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص461 وسبل الهدى والرشاد ج6 ص148
والبحار ج21 ص61 وإمتاع الأسماع ج1 ص340 وشرح النهج
للمعتزلي ج15 ص67 والإصابة ج1 ص500.
([8])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص148
والمغازي للواقدي ج2 ص759 و 760 وراجع: السيرة الحلبية ج3 ص66
و 67 وتاريخ الخميس ج2 ص61 والبحار ج21 ص55 و 56 و 71 ومقاتل
الطالبيين ص7 ومجمع الزوائد ج6 ص159 والمعجم الكبير ج5 ص85 وعن
تاريخ مدينة دمشق ج26 ص462 وج49 ص336 وعن أسد الغابة = = ج3
ص114 وعن الإصابة ج5 ص340 وعن تاريخ الأمم والملوك ج2 ص321 وعن
البداية والنهاية ج4 ص278 وعن السيرة النبوية لابن هشام ج3
ص832 وعن عيون الأثر ج2 ص167 والسيرة النبوية لابن كثير ج3
ص460.
([9])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص148
والمغازي للواقدي ج2 ص761 والسيرة الحلبية ج3 ص67 وتاريخ
الخميس ج2 ص71 والبحار ج21 ص50 و 51 و 54 و 61 و 62 وعن أمالي
الطوسي ص87 و 88 وعيون الأثر ج2 ص167 وشرح النهج للمعتزلي ج15
ص69 ومقاتل الطالبيين ص7 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص321 والسيرة
النبوية لابن هشام ج3 ص833.
([10])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص149 وتاريخ الخميس ج2 ص71 ومجمع الزوائد
ج6 ص159 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص833 والبداية والنهاية
ج4 ص278 و 279 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص461 وسنن أبي
داود ج1 ص580 وراجع: مقاتل الطالبيين ص7 والسنن الكبرى للبيهقي
ج9 ص87 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص321 والمنتخب من ذيل المذيل
ص2 وذخائر العقبى ص217 والمصنف لابن أبي شيبة ج4 ص577
وج7 ص731 والمعجم الكبير ج2 ص106 وتاريخ
مدينة دمشق ج68 ص88 وج70 ص271 وتهذيب التهذيب ج2 ص84 والإصابة
ج1 ص593 وسير أعلام النبلاء ج1 ص209 وتهذيب الكمال ج5 ص58 وأسد
الغابة ج1 ص288 والطبقات الكبرى لابن سعد ج4 ص37 ومعرفة السنن
والآثار ج7 ص25.
([11])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص149 وتاريخ الخميس ج2 ص71 والبحار ج21
ص61 عن المعتزلي، وراجع: الطبقات لابن سعد ج4 ص38 و البداية
والنهاية ج4 ص279 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص833 والمستدرك
للحاكم ج3 ص208 والبحار ج21 ص61 والسيرة النبوية لابن كثير ج3
ص462.
([12])
المنتخب من ذيل المذيل ص3 والمستدرك للحاكم ج3 ص208 والطبقات
الكبرى ج4 ص38 والبحار ج21 ص61 وراجع: سير أعلام النبلاء ج1
ص210 والبداية والنهاية ج4 ص292.
([13])
سير أعلام النبلاء ج1 ص210 وقال في هامشه: إسناده حسن. وأخرجه
البخاري (4260) في المغازي: باب غزوة مؤتة من طريق ابن وهب، عن
عمرو، عن ابن أبي هلال قال: وأخبرني نافع: أن ابن عمر أخبره:
أنه وقف على جعفر يومئذ وهو قتيل. فعددت به خمسين بين طعنة
وضربة ليس منها شيء في دبره ـ يعني ظهره.
([14])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص157 و 149 وعن صحيح البخاري ج5 ص86، وعن
سنن سعيد بن منصور، والسيرة الحلبية ج3 ص69 وتاريخ الخميس ج2
ص71 والبحار ج21 ص58 عن جامع الأصول، والعمدة لابن البطريق
ص408 وعن فتح الباري (المقدمة) ص218 وج7 ص394 والمعجم الكبير
ج2 ص107 وعن البداية والنهاية ج4 ص280 والسيرة النبوية لابن
كثير ج3 ص464.
([15])
البحار ج21 ص56 عن إعلام الورى ص110 و 111 وعن مناقب آل أبي
طالب ج1 ص177 وشجرة طوبى ج2 ص299 وإعلام الورى ج1 ص213.
([16])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص149 و 158 والمغازي للواقدي ج2 ص761
وراجع: الطبقات الكبرى ج4 ص38 وشرح الأخبار ج3 ص548 والعمدة
لابن البطريق ص408 وذخائر العقبى ص218 والبحار ج21 ص58 وعن
صحيح البخاري ج5 ص87 وتهذيب الكمال ح5 ص54 ومعجم ما استعجم ج4
ص1172 وراجع: الطبقات الكبرى ج4 ص38.
([17])
تاريخ مدينة دمشق ج27 ص262 وعن تاريخ الإسلام للذهبي (حوادث
سنة 61 ـ 80) ص430 وسير أعلام النبلاء ج3 ص458 و 459 وتهذيب
الكمال ج14 ص371.
([18])
المغازي للواقدي ج2 ص761 وراجع: البحار ج21 ص61 والطبقات
الكبرى ج2 ص129 وشرح النهج للمعتزلي ج15 ص67 وشجرة طوبى ج2
ص299.
([19])
راجع: النص والإجتهاد ص29 وعن الكامل في التاريخ ج2 ص236
وتاريخ الخميس ج2 ص71 وعن السيرة النبوية لابن هشام ج2 ص378.
([20])
السيرة الحلبية ج3 ص69 والطبقات الكبرى ج4 ص38.
([21])
السيرة الحلبية ج3 ص69 وتاريخ الخميس ج2 ص71 والطبقات الكبرى
ج4 ص38 وعن الإحتجاج ج1 هامش ص172 والدرجات الرفيعة ص75
والبحار ج22 ص276 وعن عيون الأثر ج2 ص168.
([22])
المعجم الكبير ج2 ص107 وكنز العمال ج10 ص561 وعن صحيح البخاري
ج5 ص87 والبحار ج21 ص58 وتهـذيب الكـمال ج5 ص54 وقـال في
هامشـه: = = أخرجه البخاري ج5 ص182 في المغازي، باب غزوة مؤتة
من أرض الشام، وأبو نعيم في الحلية ج1 ص117 والحاكم ج3 ص212
وابن سعد ج4 ص38 وراجع: شرح الأخبار ج3 ص548 والعمدة لابن
البطريق ص408 وذخائر العقبى ص218 وعن فتح الباري ج7 ص394 وسير
أعلام النبلاء ج1 ص210 ومعجم ما استعجم ج1 ص1172.
([23])
الطبقات الكبرى ج4 ص38 وذكر عن الفضل بن دكين: تسعين ضربة بين
طعنة برمح وضربة بسيف، وعن المصنف لابن أبي شيبة ج8 ص550 وسير
أعلام النبلاء ج1 ص210 وسبل الهدى والرشاد ج6 ص158.
([24])
البداية والنهاية ج4 ص292 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص483.
([25])
البحار ج69 ص124 و 125 ومستدرك سفينة البحار ج2 ص685 وراجع:
مسند ابي حنيفة ص529.
([26])
أسد الغابة ج1 ص288 وراجع: صحيح ابن حبان ج11 ص45.
([27])
البحار ج21 ص58 عن جامع الأصول.
([28])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص157 و 158 عن صحيح البخاري، وراجع:
الطبقات الكبرى ج4 ص38.
([29])
راجع: نور الثقلين ج1 ص543 وكنز الدقائق ج2 ص606 وسبل الهدى
والرشاد ج5 ص36 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص35 وتفسير القمي ج1
ص150 وج2 ص310 والبحار ج20 ص348 وج83 ص110 ونيل الأوطار ج8
ص191 والأم للشافعي ج7 ص149 ومستدرك الوسائل ج6 ص518 والنص
والإجتهاد ص165 والميزان (تفسير) ج5 ص64 وج18 ص264 وعن فتح
الباري ج5 ص243 وعن عيون الأثر ج2 ص114 وعن ابن سعد في الطبقات
ج2 ص95 ونيل الأوطار ج8 ص191 وتفسير القمي ج1 ص150 وج2 ص310.
([30])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص148 وعن مغازي الواقدي ج2 ص760 وشرح
النهج للمعتزلي ج15 ص67 وعن تاريخ مدينـة دمشق ج2 ص14 وج11 =
= ص108 وعن الإصابة ج1 ص500 وشجرة طوبى ج2 ص299 وعن البداية
والنهاية ج4 ص278 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص468 وعن دلائل
النبوة للبيهقي ج4 ص278.
([31])
الآيتان 79 و 80 من سورة القصص.
([32])
الآيات 51 ـ 54 من سورة الزخرف.
([33])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص157.
([34])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص157 والسيرة الحلبية ج3 ص57 وعون
المعبود ج7 ص172.
([35])
السيرة الحلبية ج3 ص67 وعن البداية والنهاية ج4 ص279 والسيرة
النبوية لابن كثير ج3 ص461.
([36])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص157 وكتاب الأم ج7 ص375.
([37])
راجع: المحاسن للبرقي ص634
والكافي ج5 ص49 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج11 ص544 ومنتهى
المطلب (ط ق) ج2 ص913 وجواهر الكلام ج21 ص83 عن الوسائل،
والتهذيب، والمحلى ج7 ص296 وتهذيب الأحكام ج6 ص170 والبحار ج45
ص14 وج58 ص223 وج94 ص25 وراجع: التنبيه والإشراف ص131 ومجمع
البحرين ج3 ص168 وعمدة القاري ج17 ص267 والإستيعاب ج1 ص77
وتاريخ مدينة دمشق ج70 ص281.
([38])
راجع: الأمالي للطوسي (المجلس الخامس) ص141 والطبقات الكبرى
لابن سعد ج4 ص38 والمبسوط للسرخسي ج10 ص28 وعن مناقب آل أبي
طالب ج1 ص177 والبحار ج21 ص50 و 62 والنص والإجتهاد ص28 وشرح
النهج للمعتزلي ج15 ص69 والدرجات الرفيعة ص75 والسير الكبير ج2
ص796 وعن البداية والنهاية ج2 ص30 وبشارة المصطفى ص432 وقصص
الأنبياء لابن كثير ج2 ص299 ومقاتل الطالبيين ص7 وعن سنن أبي
داود ج1 ص580 والسنن الكبرى للبيهقي ج9 ص78 ومجمع الزوائد ج6
ص159 وعن عون المعبود ج7 ص172 والثقات ج3 ص49 وعن تاريخ مدينة
دمشق ج68 ص88 وعن أسد الغابة ج1 ص288 وتهذيب الكمال ج5 ص58
وسير أعلام النبلاء ج1 ص209 وتهذيب التهذيب ج2 ص84 وعن الإصابة
ج1 ص593 وعن تاريخ الأمم والملوك ج5 ص58 والمنتخب من ذيل
المذيل ص2 و 3 وعن السيرة النبوية لابن هشام ج2 ص833 وعن عيون
الأثر ج2 ص167.
([39])
الوسائل
(ط دار الإسلامية) ج16 ص307 و 308 وج8 ص396 وج5 ص52 والكافي ج5
ص49 وتهذيب الأحكام ج6 ص173 وج9 ص82، والبحار ج61 ص222 و 23
وج94 ص25 عن الكافي، وعون المعبود ج2 ص333 وسنن أبي داود ج3
ص29 والمحاسن للبرقي ج2 ص634 ومستدرك الوسائل ج8 ص301 وج16
ص157.
([40])
البحار ج22 ص275 وج38 ص307 ومستدرك سفينة البحار ج2 ص67 وج5
ص345 ومكاتيب الرسول ج3 ص635 وشرح مسند أبي حنيفة ص539
والدرجات الرفيعة ص71 وأسد الغابة ج1 ص287 ولسان الميزان ج4
ص269 وذخائر العقبى ص215 والغدير ج10 ص130 وغنية النزوع ص76
وتحرير الأحكام (ط ج) ج1 ص136 وأنساب الأشراف ص153 وسبل الهدى
والرشاد ج11 ص107 و 108 وعن مسند أحمد ج5 ص204 والمستدرك
للحاكم ج3 ص217 ومجمع الزوائد ج9 ص275 وعن فتح الباري ج7 ص390
وتحفة الأحوذي ج10 ص184 والمصنف للصنعاني ج11 ص227 وكنز العمال
ج11 ص639 و 662 و 755 وج12 ص255 والطبقات الكبرى لابن سعد ص36
وتاريخ بغداد ج9 ص63 وعن تاريخ مدينة دمشق ج19 ص362 وتهذيب
الكمال ج24 ص395 وسير أعلام النبلاء ج1 ص214 والمجدي في أنساب
الطالبيين ص320 والمناقب للخوارزمي ص66 وكشف الغمة ج1 ص97
وينابيع المودة للقندوزي الحنفي ج2 ص219 وجامع الأحاديث
والمراسيل ج1 ص99 و 419 وج18 ص253 و 444 وج2 ص140 وعن الفتح
الكبير للسيوطي ج14 ص251 وعمدة القاري ج16 ص214.
([41])
السيرة الحلبية ج3 ص75 وعن عون المعبود ج7 ص172 وسبل الهدى
والرشاد ج6 ص157.
([42])
المحاسن للبرقي ص634 وجواهر الكلام ج21 ص83 والكافي ج5 ص49
والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج11 ص544 والبحار ج21 ص54 وج58
ص223 وج94 ص25 ومستدرك سفينة البحار ج7 ص197 وج10 ص231 وعن
عيون الأثر ج2 ص167 ومجمع البحرين ج3 ص168 وعمدة القاري ج17
ص267 وعن الإستيعاب ج1 ص77.
([43])
راجع: البحار ج21 ص50 و 62 والنص والإجتهاد ص28 ومجمع الزوائد
ج6 ص159 وشرح النهج للمعتزلي ج15 ص69 والدرجات الرفيعة ص75
وسير أعلام النبلاء ج1 ص209 وعن تاريخ الأمم والملوك ج2 ص321
وعن المنتخب من ذيل المذيل ص2 و 3 وعن السيرة النبوية لابن
هشام ج3 ص833 والأمالي للطوسي ص141 (المجلس الخامس: حديث43)
والمبسوط للسرخسي ج10 ص28 ومقاتل الطالبيين ص7 وعن مناقب آل
أبي طالب ج1 ص177 والسير الكبير ج2 ص796 وعن البداية والنهاية
ج2 ص30 وقصص الأنبياء لابن كثير ج2 ص299 وعن سنن أبي داود ج1
ص580 والسنن الكبرى للبيهقي ج9 ص78 وعن عون المعبود ج7 ص172
والطبقات الكبرى لابن سعد ج4 ص37 والثقات ج3 ص49 وعن تاريخ
مدينة دمشق ج68 ص88 وتهذيب الكمال ج5 ص58 وسير أعلام النبلاء
ج1 ص209 وتهذيب التهذيب ج2 ص84 وعن الإصابة ج1 ص593 وعن عيون
الأثر ج2 ص167 وعن أسد الغابة ج1 ص327 وعن زاد المعاد ج1 ص113
والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق2 ص41.
([44])
الأمالي للطوسي ص141 (المجلس الخامس: حديث43) والبحار ج21 ص50
وبشارة المصطفى ص432.
([45])
الطبقات الكبرى لابن سعد ج4 ص38 والثاقب في المناقب ص102 وشرح
النهج للمعتزلي ج15 ص68 والدرجات الرفيعة ص76 وتاريخ مدينة
دمشق ج2 ص14 وج19 ص368 وكنز العمال ج11 ص661 والبداية والنهاية
ج2 ص282 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص467 وجامع الأحاديث
والمراسيل ج1 ص425 والفتح الكبير ج1 ص80.
([46])
راجع: النص والإجتهاد ص28 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص833
والبداية والنهاية ج4 ص278 والسنن الكبرى للبيهقي ج13 ص520
وتهذيب الكمال ج3 ص124 وسير أعلام النبلاء ج1 ص150 والسيرة
النبوية لابن كثير ج2 ص461 وسبل الهدى والرشاد ج1 ص150.
([47])
السيرة الحلبية ج3 ص67 وتاريخ الخميس ج2 ص71 والسيرة النبوية
لابن هشام ج4 ص26 وعن عيون الأثر ج2 ص167 وعن زاد المعاد ج1
ص1134 والعبر = = وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق2 ص141 والخرائج
والجرائح ج1 ص166.
([48])
البحار ج45 ص40 و 41 وينابيع المودة ج3 ص68 والعوالم ص283 وعن
المناقب لابن شهرآشوب ج3 ص256 ونور العين في مشهد الحسين ص41 و
42 وإبصار العين في أنصار الحسين ص62 والعـوالم (الإمـام
الحسين
«عليه = = السلام») ص283 و 284 وعن ينابيع
المودة ج3 ص67 و 68.
([49])
الخصال ج1 ص68 (باب الإثنين حديث101) وتفسير نور الثقلين ج4
ص246 والأمالي للطوسي ص548 والبحار ج44 ص298 والعوالم (الإمام
الحسين) ص349 ودرر الأخبار ص192 ومقتل الحسين لأبي مخنف ص176.
([50])
راجع: السيرة الحلبية ج3 ص69 وشرح أصول الكافي ج12 ص539
والبحار ج22 ص275 وج42 ص115 وتحفة الأحوذي ج10 ص183 وعون
المعبود = = ج6 ص267 وشرح النهج ج11 ص116 و 250 والطبقات
الكبرى ج4 ص42 وعن تاريخ مدينة دمشق ج41 ص9 و 24 وج42 ص574 وعن
أسد الغابة ج1 ص287 وج3 ص422 وتهذيب الكمال ج2 ص236 وسير
أعلام النبلاء ج1 ص206 وتهذيب التهذيب ج7 ص226 وعن الإصابة ج1
ص539 والأعلام ج2 ص125 وعن البداية والنهاية ج4 ص292 وج8 ص52
والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص484 وعن الإستيعاب ج3 ص73
والمدهش لابن قيم الجوزية ص64.
([51])
السيرة الحلبية ج3 ص69.
([52])
تنقيح المقال ج1 ص212.
([53])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص149 وتاريخ الخميس ج2 ص71 و 72 والنص
والإجتهاد ص29 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص833 وعن البداية
والنهاية ج4 ص279 والسنن الكبرى للبيهقي ج9 ص155 وعن تاريخ
الأمم والملوك ج2 ص321 وعن تاريخ مدينة دمشق ج28 ص121 وشرح
النهج ج15 ص69 و 70 والسيرة النبوية لابن كثير ج2 ص461 ومجمع
الزوائد ج6 ص159.
([54])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص150 وراجع: السيرة الحلبية ج3 ص67 وعن
فتح الباري ج7 ص393.
([55])
السيرة الحلبية ج3 ص67 وشرح النهج للمعتزلي ج15 ص69 والعبر
وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق2 ص41 وعن فتح الباري ج7 ص293 وحياة
الصحابة (باب الجهاد) تحريض النبي وترغيبه على القتال، وعن
تاريخ الأمم والملوك ج2 ص321 وعن البداية والنهاية ج4 ص279 وعن
السيرة النبوية لابن هشام ج3 ص833 وعن عيون الأثر ج2 ص167
والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص462 وسبل الهدى والرشاد ج6 ص149
وزاد المعاد ج1 ص1134.
([56])
راجع: السيرة الحلبية ج3 ص67 وسبل الهدى والرشاد ج6 ص151.
([57])
المغازي للواقدي ج2 ص764 وراجع: البحار ج21 ص62.
([58])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص154 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص840
وعن البداية والنهاية ج4 ص295 وعن تاريخ مدينة دمشق ج25 ص330
وعن عيون الأثر ج2 ص169 والسيرة النبوية لابن كثير ج2 ص498.
([59])
عن البداية والنهاية ج4 ص295 وسبل الهدى والرشاد ج6 ص154
والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص840 وعن وعن تاريخ مدينة دمشق
ج25 ص330 وعن عيون الأثر ج2 ص169 والسيرة النبوية لابن كثير ج2
ص498.
([60])
عن أسد الغابة ج5 ص74 وسبل الهدى والرشاد ج6 ص154.
([61])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص155 وعن تاريخ مدينة دمشق ج19 ص450 وعن
الإصابة ج2 ص507.
([62])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص155 وعن تاريخ مدينة دمشق ج29 ص55 و 75
وعن الإصابة ج2 ص89.
([63])
الطبقات الكبرى ج4 ص135 وعن البداية والنهاية ج7 ص41 وسبل
الهدى والرشاد ج6 ص155 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص822 وعن
تاريخ مدينة دمشق ج29 ص70 وج37 ص467 وتاج العروس ج3 ص609 وعن
الإصابة ج6 ص414.
([64])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص155 وعن الإصابة ج6 ص414.
([65])
عن تاريخ مدينة دمشق ج28 ص78 وسبل الهدى والرشاد ج6 ص155.
([66])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص155 وعن الإصابة ج6 ص414 وعن تاريخ
مدينة دمشق ج26 ص237 وج58 ص467 و 470 وفي ج2 ص11 عباد بن ناعص.
([67])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص155 وعن الإصابة ج6 ص114.
([68])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص155 وعن البداية والنهاية ج4 ص295
والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص489.
([69])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص154 و 155 وعن البداية والنهاية ج4 ص295
والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص189.
|