خالد يضيع النصر الأعظم
لقد وضع محبو خالد خطة تهدف إلى حفظ ماء وجهه، حتى
لو كان ثمن ذلك هو تضييع الحق وتزوير التاريخ، والخطة هي التالية:
أن يدَّعوا:
أن الذي حصل هو أحد أمرين: إما مجرد الانحياز
والمحاشاة، ثم الانصراف. وإما النصر والفتح على يد خالد.
ثم يتم تضعيف دعوى المحاشاة، وادعاء أن الصحيح هو
الفتح، وتحقيق النصر على يد خالد بن الوليد..
فنحن نبدأ بذكر ما قالوه وما استدلوا به، ثم نعقب
ذلك بالنصوص المصرحة بالحقيقة، وبيان زيف دعواهم وبطلانها، وذلك
على النحو التالي:
قال ابن إسحاق:
«فلما
أخذ الراية خالد بن الوليد دافع القوم، وحاشى بهم، ثم انحاز،
وانحيز عنه، وانصرف الناس»([1]).
وعلى حد تعبير الزهري:
«ثم
أخذ اللواء خالد بن الوليد، فناوش القوم، وراوغهم حتى انحاز
بالمسلمين منهزماً، ونجا بهم من الروم»([2]).
قالوا:
هكذا ذكر ابن إسحاق: أنه لم يكن إلا المحاشاة والتخلص من أيدي
الروم الذين كانوا مع من انضم إليهم أكثر من مائتي ألف، والمسلمون
ثلاثة آلاف. ووافق ابن اسحاق على ذلك شرذمة.
وعلى هذا سمي هذا نصراً
وفتحاً، باعتبار ما كانوا فيه من إحاطة العدو، وتراكمهم، وتكاثرهم
عليهم. وكان مقتضى العادة أن يقتلوا بالكلية([3]).
وهو محتمل، لكنه خلاف الظاهر من قوله
«صلى الله
عليه وآله»:
«حتى
فتح الله عليكم»([4]).
وقد لوحظ:
أنهم حين يريدون الحديث عن الهزيمة يقتصرون على خصوص عبارة ابن
إسحاق التي جاءت ملطفة ومخففة إلى حد كبير، ثم يصفون سائر الذين
صرحوا بالهزيمة بأنهم شرذمة. نعم مجرد شرذمة بنظرهم.. ثم يواصلون
توجيه الكلام بطريقة توحي بأن النصر أمر مسلَّم، لكن الاختلاف إنما
هو في كيفيته ومداه.
فيزعمون:
أن سبب تسمية ما جرى في مؤتة نصراً هو تمكن المسلمين من الإفلات من
يد تلك الكثرة الهائلة، وأن هذا هو ما يقصده ابن إسحاق، وأنه
محتمل، ولكنه خلاف الظاهر.
ومهما يكن من أمر، فإنهم استدلوا على النصر في مؤتة
بما يلي:
وقالوا أيضاً:
والأكثرون على أن خالداً ومن معه قاتلوا المشركين حتى هزموهم.
ففي حديث أبي عامر عند ابن سعد
وغيره:
أن عبد الله بن رواحة لما قتل
«انهزم
المسلمون أسوأ هزيمة رأيتها قط. (في كل وجه)، حتى لم أر اثنين
جميعاً. ثم أخذ اللواء رجل من الأنصار، (يقال له: ثابت بن أرقم،
فجعل يصيح بالأنصار)، ثم سعى به حتى إذا كان أمام الناس، ركزه ثم
قال: إليَّ أيها الناس.
فاجتمع إليه الناس، حتى إذا كثروا مشى باللواء إلى
خالد بن الوليد.
فقال له خالد:
لا آخذه منك، أنت أحق به.
فقال الأنصاري:
والله ما أخذته إلا لك.
فأخذ خالد اللواء من الأنصاري، و
«حمل
على القوم، فهزمهم الله أسوأ هزيمة رأيتها قط. حتى وضع المسلمون
أسيافهم حيث شاءوا، (وأظهر الله المسلمين)»([5]).
فأتيت رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
فأخبرته، فشق ذلك عليه،
فصلى الظهر ثم دخل الخ..
وروى الطبراني برجال ثقات، عن موسى
بن عقبة، قال:
ثم اصطلح المسلمون بعد أمراء رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
على خالد بن الوليد المخزومي، فهزم الله تعالى العدو، وأظهر المسلمين([6]).
وروى محمد بن عمر الأسلمي، عن عطاف بن خالد:
لما قتل ابن رواحة مساءً، بات خالد بن الوليد، فلما أصبح غدا، وقد جعل
مقدمته ساقته، وساقته مقدمته، وميمنته ميسرة، وميسرته ميمنة، فأنكروا
ما كانوا يعرفون من راياتهم وهيأتهم، وقالوا: قد جاءهم مدد، فرعبوا
وانكشفوا منهزمين.
قال:
فقتلوا مقتلة لم يقتلها قوم.
وفي نص آخر:
فتبعهم المسلمون يقتلونهم كيف شاءوا، فغنم المسلمون من أموالهم، فرجعوا
إلى المدينة([7]).
وذكر ابن عائذ في مغازيه نحوه([8]).
وروى محمد بن عمر، عن الحارث بن
الفضل:
لما أخذ خالد بن الوليد الراية قال رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»:
«الآن
حمي الوطيس»([9]).
وروى الحاكم في المستدرك، عن أبي هريرة، وأبي سعيد
الخدري، وهذا الذي ذكره أبو عامر والزهري، وعروة، وابن عقبة، وعطاف بن
خالد، وابن عائذ، وغيرهم، هو ظاهر قوله
«صلى الله
عليه وآله»
في حديث أنس:
«ثم
أخذ الراية سيف من سيوف الله، ففتح الله على يديه»([10]).
وفي حديث أبي قتادة مرفوعاً كما
سيأتي:
ثم أخذ خالد بن الوليد اللواء، ولم يكن من الأمراء، هو أمَّر نفسه. ثم
رفع رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
إصبعه، ثم
قال: «اللهم
إنه سيف من سيوفك فانصره»([11]).
وعند الحلبي أنه «صلى الله عليه
وآله» قال:
«ثم
أخذ الراية خالد بن الوليد، نعم عبد الله وأخو العشيرة، وسيف من سيوف
الله سله الله على الكفار والمنافقين، من غير إمرة حتى فتح الله عليهم»([12]).
فمن يومئذٍ سمي خالد بن الوليد
«سيف
الله»([13])،
رواه الإمام أحمد برجال ثقات.
ويزيده قوة، ويشهد له بالصحة، ما رواه الإمام أحمد،
ومسلم، وأبو داود، والبرقاني، عن عوف بن مالك الأشجعي، قال:
«خرجت
[مع من خرجٍ] مع زيد بن حارثة في غزوة مؤتة، ورافقني مددي من المسلمين
من اليمن، ليس معه غير سيفه. فنحر رجل من المسلمين جزوراً، فسأله
المددي طائفة من جلد، فأعطاه إياه، فاتخذه كهيئة الدرقة، ومضينا،
ولقينا جموع الروم، فيهم رجل على فرس له أشقر، عليه سرج مذهب، وسلاح
مذهب، فجعل الرومي يسل على المسلمين، ويغري بهم، فقعد له المددي خلف
صخرة، فمر به الرومي، فعرقب فرسه بسيفه، وخر الرومي، فعلاه بسيفه
فقتله، وحاز سلاحه، وفرسه.
فلما فتح الله تعالى على المسلمين بعث إليه خالد بن
الوليد، فأخذ منه بعض السلب.
قال عوف:
فأتيت خالداً، وقلت له: أما علمت أن رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
قضى بالسلب للقاتل؟
قال:
بلى، ولكني استكثرته.
فقلت:
لتردنه، أو لأعرفنكها عند رسول الله
«صلى الله
عليه وآله».
فأبى أن يرد عليه.
قال عوف:
فاجتمعنا عند رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»،
فقصصت عليه قصة المددي وما فعل خالد، فقال رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»:
«ما
صنعت»؟
قال:
استكثرته.
قال:
«رد
عليه ما أخذت منه».
قال عوف:
دونكها يا خالد، ألم أف لك؟
[فقال رسول الله «صلى الله عليه
وآله»:
«وما
ذاك»؟
فأخبرته].
فغضب رسول الله «صلى الله عليه
وآله»، وقال:
«يا
خالد، لا ترد عليه. هل أنتم تاركون أمرائي؟ لكم صفوة أمرهم، وعليهم
كدره»([14]).
وقالوا أيضاً:
روى محمد بن عمر، والحاكم في الإكليل، عن جابر رضي الله تعالى عنه،
قال: أصيب بمؤتة ناس من المسلمين، وغنم المسلمون بعض أمتعة المشركين،
وكان فيما غنموا خاتم جاء به رجل الى رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»،
فقال: قتلت صاحبه يومئذ.
فنفله رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
إياه([15]).
وتقدم في حديث عوف بن مالك ما يشير إلى ذلك آنفاً.
وروى محمد بن عمر، عن خزيمة بن ثابت قال:
«حضرت مؤتة، فبارزني رجل منهم يومئذٍ، فأصبته وعليه بيضة له فيها
ياقوتة، فلم تكن همتي إلا الياقوتة، فأخذتها. فلما رجعنا إلى المدينة
أتيت بها رسول الله «صلى الله عليه وآله» فنفلنيها، فبعتها زمن عثمان
بمائة دينار، فاشتريت بها حديقة نخل»([16]).
قال في البداية:
«وهذا
يقتضي أنهم غنموا منهم، وسلبوا من أشرافهم، وقتلوا من أمرائهم»([17]).
وروى البخاري عن خالد، قال:
«لقد
اندقت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، وما ثبت في يدي إلا صفيحة يمانية»([18]).
وهذا يقتضي أنهم أثخنوا فيهم قتلاً، ولو لم يكن كذلك
لما قدروا على التخلص منهم، إذ كان المسلمون ثلاثة آلاف، والمشركون
أكثر من مائتي ألف، وهذا وحده دليل مستقل([19]).
وقال الحلبي:
وفي رواية: أصاب خالد منهم مقتلة عظيمة، وأصاب غنيمة.
وهذا لا يخالف ما يأتي أن طائفة منهم فروا إلى المدينة
لما عاينوا كثرة جموع الروم، فصار أهل المدينة يقولون لهم: أنتم
الفرارون([20]).
وقد ذكر ابن إسحاق:
أن قطبة بن قتادة العذري، الذي كان على ميمنة المسلمين حمل على مالك بن
زافلة، ويقال: ابن رافلة، وهو أمير أعراب النصارى، فقتله، وقال قطبة
يفتخر بذلك:
طعـنت ابـن رافلـة ابـن الإراش
بـرمـح مـضـى فـيه ثـم انحـطـم
ضـربـت عـلى جـيـده ضـربــة فـــمال كـما مـال غـصـن السـلـم
وسـقـنـا نـسـاء بـنـي عـمـــه غـداة رقـوقــين ســوق
الـنـعــم
وهذا يؤيد ما نحن فيه، لأن من عادة أمير الجيش إذا قتل
أن يفر أصحابه، ثم إنه صرح في شعره بأنهم سبوا من نسائهم، وهذا واضح
فيما ذكرناه([21]).
وعن أنس قال:
نعى رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
وهو على المنبر زيداً، وجعفراً، وابن رواحة للناس يوم
أصيبوا قبل أن يأتيه خبرهم، فقال:
«أخذ
الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها ابن رواحة فأصيب،
وعيناه تذرفان، حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله، ففتح الله عليهم»([22]).
وروى النسائي، والبيهقي، عن أبي
قتادة قال:
«بعث
رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
جيش الأمراء، فانطلقوا فلبثوا ما شاء الله، فصعد رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
المنبر، فنودي: الصلاة جامعة. فاجتمع الناس إلى رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»،
فقال:
«أخبركم
عن جيشكم هذا. إنهم انطلقوا فلقوا العدوفقتل زيد شهيداً، فاستغفر له.
ثم أخذ اللواء جعفر فشدَّ على القوم حتى قتل شهيداً، فاستغفر له، ثم
أخذه خالد بن الوليد، ولم يكن من الأمراء، هو أمر نفسه».
ثم قال رسول الله «صلى الله عليه
وآله»:
«اللهم
إنه سيف من سيوفك فأنت تنصره».
فمن يومئذ سمي خالد:
«سيف
الله»([23]).
فاتضح مما تقدم:
أن سياق حديث هؤلاء يسير باتجاه الإيحاء بأن الذي كان في مؤتة هو إما
الانحياز والمحاشاة، أو النصر والفتح.. ثم يصرحون بعدم صحة الأول،
ويؤكدون على صحة الثاني، كما رأينا..
غير أننا نقول:
إن هؤلاء الناس أنفسهم قد ساقوا لنا طائفة من الدلائل
والشواهد على أن الأمر لم يكن كما زعموا، وإن كان ربما يلاحظ في بعضه
سعي لحفظ ماء الوجه بطريقة أو بأخرى..
كما أن نفس تلك النصوص التي أرادوا منها أن تدلل على
صحة ما قالوه وتؤيده قد جاء أكثرها عاجزاً عن ذلك، كما سيتضح إن شاء
الله تعالى.
إن هناك العديد من الموارد قد تخالف ما سبق وقد ظهر
فيها أيضاً التهافت حتى في الرواية الواحدة، فلاحظ ما يلي:
1 ـ
حدث رجل من بني مرة، كان في الجيش. قيل له: إن الناس
يقولون: إن خالداً انهزم من المشركين.
فقال:
لا والله، ما
كان ذلك. لما قتل ابن رواحة، نظرت إلى اللواء قد سقط، واختلط المسلمون
والمشركون، فنظرت إلى اللواء في يد خالد منهزماً، واتبعناه فكانت
الهزيمة([24]).
2 ـ
ويروي الواقدي
عن محمد بن صالح، عن رجل من العرب عن أبيه: أنه لما قتل ابن رواحة
انهزم المسلمون أسوأ هزيمة رأيتها قط، في كل وجه، ثم تراجعوا، وكان
ثابت بن أقرم قد أخذ اللواء.. ثم أعطاه لخالد
«فأخذه
خالد، فحمله ساعة، وجعل المشركون يحملون عليه، فثبت حتى تكركر
المشركون، وحمل بأصحابه، ففض جمعاً من جمعهم، ثم دهمه منهم بشر كثير،
فانحاش المسلمون، فانكشفوا راجعين»([25]).
قال ابن إسحاق:
ثم أخذ الراية ثابت بن أقرم أخو بني العجلان، فقال: يا
معشر المسلمين، اصطلحوا على رجل منكم.
فقالوا:
أنت.
قال:
ما أنا بفاعل.
فاصطلح الناس على خالد بن الوليد([26]).
وروى الطبراني عن أبي اليسر
الأنصاري، قال:
أنا دفعت الراية إلى ثابت بن أقرم لما أصيب عبد الله بن
رواحة، فدفعت إلى خالد.
وقال [له ثابت بن أقرم]:
أنت أعلم
بالقتال مني([27]).
وعند الواقدي:
أنت رجل سن، وقد شهدت بدراً.
زاد الحلبي:
«فقال
له خالد: أنت أحق به مني، لأنك ممن شهد بدراً، ثم أخذه خالد ومانع
القوم، وثبت، ثم انحاز كل من الفريقين عن الآخر من غير هزيمة على
أحدهما»([28]).
3 ـ
وعن ابن كعب بن مالك قال: حدثني نفر من قومي حضروا
يومئذٍ، قالوا: لما أخذ خالد اللواء انكشف بالناس، فكانت الهزيمة، وقتل
المسلمون، واتبعهم المشركون، فجعل قطبة بن عامر يصيح: يا قوم، يقتل
الرجل مقبلاً أحسن من أن يقتل مدبراً، يصيح بأصحابه، فما يثوب إليه
أحد، هي الهزيمة.
ويتبعون صاحب الراية منهزماً([29]).
4 ـ
وعن أبي
هريرة: لما قتل ابن رواحة، انهزم المسلمون، فجعل خالد يدعوهم في
أخراهم، ويمنعهم عن الفرار، وهم لا يسمعون، حتى نادى قطبة بن عامر:
أيها الناس، لأن يقتل الرجل في حرب الكفار، خير من ان يقتل حال الفرار،
فلما سمعوا كلام قطبة تراجعوا([30]).
وقد حاول بعضهم:
أن يجمع بين هذه الروايات المختلفة والمتخالفة، فقال:
«هذا
لا يخالف ما يأتي من أن طائفة منهم فروا إلى المدينة لما عاينوا كثرة
جموع الروم، فصار أهل المدينة يقولون لهم: أنتم الفرارون»([31]).
قال في البداية:
لعل طائفة منهم فروا لما عاينوا كثرة جموع العدو، على
ما ذكروه مائتي ألف، وكان المسلمون ثلاثة آلاف، ومثل هذا يسوغ الفرار.
فلما فر هؤلاء ثبت باقيهم، وفتح الله عليهم، وتخلصوا من
أيدي أولئك، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة، كما ذكره الزهري، وموسى بن عقبة،
والعطاف بن خالد، وابن عائذ.
وحديث عوف بن مالك السابق يقتضي أنهم غنموا منهم،
وسلبوا من أشرافهم، وقتلوا من أمرائهم.
وقد تقدم فيما رواه البخاري:
أن خالداً
قال: «اندقت
في يدي تسعة أسياف الخ..»،
يقتضي أنهم أثخنوا فيهم قتلاً، ولو لم يكن كذلك لما قدروا على التخلص
منهم، وهذا وحده دليل مستقل([32]).
وقال الصالحي الشامي:
أكثر الآثار تدل: على أن المسلمين هزموا المشركين، وفي
بعضها أن خالداً انحاز بالمسلمين، وقد تقدم بيان ذلك.
قال الحافظ:
ويمكن الجمع
بأن يكون المسلمون هزموا جانباً من المشركين، وخشي خالد أن يتكاثر
الكفار عليهم. فقد مر أنهم كانوا أ كثر من مائتي ألف، فانحاز عنهم حتى
رجع بالمسلمين إلى المدينة([33]).
وقال الحافظ ابن كثير في البداية:
يمكن الجمع
بأن خالداً لما انحاز بالمسلمين بات، ثم أصبح وقد غير بقية العسكر كما
تقدم، وتوهم العدو أنهم قد جاءهم مدد، حمل عليهم خالد حينئذ فولوا فلم
يتبعهم، ورأى الرجوع بالمسلمين مع الغنيمة الكبرى([34]).
وقال الواقدي:
«فانكشفوا
منهزمين، فقتلوا مقتلة عظيمة، لم يقتلها قوم»([35]).
غير أنه سيتضح:
أن هذه التمحلات بعيدة جداً عن الواقع، وأن من نسب
إليهم القول بحصول النصر والفتح على يد خالد ومن معه، لا تصح النسبة
إلى معظمهم، أو لا يصح الاستدلال بقولهم.. فنسبة ذلك إليهم ما هو إلا
تدليس ظاهر، من ماكر ماهر.
والذين نسب إليهم ذلك هم ـ كما زعموا ـ أبو عامر، وأبو
هريرة، والزهري، وعوف بن مالك، وأنس، وابن عائذ، وعروة، وأبو سعيد
الخدري، وعطاف بن خالد، وابن عقبة..
وسيتضح فيما يلي مطالب عدم صحة ذلك، إلا بالنسبة لبضعة
أفراد لا يصل عددهم إلى عدد أصابع اليد الواحدة. بل إن بعضهم قد روى
العكس، كما سنوضحه فيما يلي:
ورد في حديث جابر كلام عن اغتنام بعض أمتعة المشركين،
وأن أحدهم غنم خاتماً، فجاء به إلى النبي
«صلى الله
عليه وآله»
فنفله إياه([36]).
بالإضافة إلى حديث الياقوتة التي غنمها خزيمة بن ثابت،
فنفله إياها رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»([37])
أيضاً..
وكلا الحديثين غير مفيد، وذلك لما يلي:
1 ـ
إنه لو كان هناك نصر وفتح، وغنائم في مؤتة، فلابد أن
يقسَّم في ساحة المعركة، بعد انتهاء الحرب، فما معنى أن يبقى ذلك
الخاتم مع ذلك الرجل إلى المدينة، حتى يعرضه على رسول الله «صلى الله
عليه وآله»، فينفله إياه؟!
ولماذا لم يعترض رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
على ذلك الرجل، لأنه احتفظ بذلك الخاتم إلى هذا الوقت؟
ولماذا لم يسأله عن السبب في أنه لم يعلم به أمير الجيش
حين اقتسام الغنائم؟!
2 ـ
إن رواية
خزيمة تصرح بأن خزيمة قد قتل صاحب الياقوتة، وسلبه إياها، فهو من السلب
الذي حكم رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
بأنه للقاتل، وقد كان هذا الأمر معروفاً لدى الناس، كما ظهر من قصة عوف
بن مالك مع خالد. فما معنى مراجعة رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
في الياقوتة، لينفله إياها.
3 ـ
إن الحرب في مؤتة لم تكن عابرة، وبلا جهد وجهاد، من قبل
جيش المسلمين، حتى لو كان هذا الجيش قد انهزم في نهاية الأمر متابعة
منه لخالد بن الوليد حامل لوائه.
وقد ذكروا:
أن ذلك الجيش
بقي سبعة أيام يقاتل أعداءه إلى أن استشهد قادته الثلاثة. ومن الطبيعي
أن يحصل بعضهم على بعض السلب ممن كانوا يقتلونهم من أفراد جيش العدو..
ثم كانت الهزيمة بعد ذلك على يد خالد، ولم يكن هناك اقتسام لغنائم،
فجاء أولئك الأفراد ببعض ما حصلوا عليه إلى رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»،
ولعل قصة جابر، وخزيمة قد جاءت على هذا السياق.
4 ـ
إن رواية
خزيمة نفسها تصرح بالهزيمة، فقد جاء فيها ـ حسب رواية البيهقي ـ قوله:
«فأخذتها،
فلما انكشفنا رجعنا إلى المدينة الخ..»([38]).
فما معنى الاستدلال بهذه الرواية على صمودهم، وعلى حصول
النصر والفتح لهم؟!
وجاء في حديث عوف بن مالك الأشجعي:
أن أحدهم قد غنم فرس وسلاح أحد المشركين.
ونقول:
1 ـ
إن هذا أيضاً لا يدل على أنه قد غنم ذلك بعد استشهاد
القادة، بل ظاهر الرواية: أن ذلك قد حصل بمجرد نشوب الحرب، وبمجرد
التقاء المسلمين بجموع الروم.
2 ـ
إن هذا الحديث
مرفوض جملة وتفصيلاً، فإنه يكاد يكون صريحاً في ادِّعاء: أن النبي
«صلى
الله عليه وآله»
قد تناقض في تصرفاته، إذ إنه إذا كان ـ كما يزعمون ـ قد خطَّأ خالداً
في رأيه الأول، فكيف صح أن يعود إلى تصويبه أخيراً. فهل يصح تصويب
الخطأ؟!
قال الصالحي الشامي:
إنما رد
«صلى
الله عليه وآله»
السلب إلى خالد بعد الأمر الأول بإعطائه للقا تل نوعاً من النكير، ودعا
له، لئلا يتجرأ الناس على الأئمة.
وكان خالد مجتهداً في صنيعه ذلك، فأمضى رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
اجتهاده لما رأى في ذلك من المصلحة العامة، بعد أن خطَّأه في رأيه
الأول.
ويشبه أن يكون النبي
«صلى الله
عليه وآله»
عوّض المددي من الخمس الذي هو له، وأرضى خالداً بالصفح عنه، وتسليم
الحكم له في السلب([39]).
ونقول:
ويلاحظ عليه:
أنه يعترف بخطأ خالد في أخذه السلب من صاحبه، فردَّه النبي
«صلى الله
عليه وآله»
عليه، ثم رأى أن من المصلحة أن يتراجع عن حكمه هذا. ويسترجع السلب من
صاحبه مرة أخرى..
ثم لما رأى شناعة هذا الفعل ادَّعى
من عند نفسه:
أن النبي
«صلى
الله عليه وآله»
قد عوَّض ذلك المددي من الخمس!!
ولا ندري من أين جاء بهذا الادعاء التاريخي الخيالي
والموهوم، الذي يلزم منه نسبة السفه إلى رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»؟!
فإنه إذا كان
«صلى الله
عليه وآله»
قد عوضه من الخمس، فلماذا يأخذ منه مالاً هو له، وحتى يجب عليه أن يعوض
صاحبه عنه؟!
فإن قيل:
إن السبب هو التأديب.
أجيب:
بأن التأديب لا يحصل بهذا النحو من التصرف العبثي.
3 ـ
إنه إذا كان خالد بن الوليد هو الذي أمَّر نفسه، كما هو
مجمع عليه عند المؤرخين؛ وكما صرحت به بعض الروايات.
فما معنى أن يغضب رسول الله «صلى
الله عليه وآله»، ويقول لعوف:
«هل
أنتم تاركون أمرائي لكم صفوة الخ..»
فإن خالداً لم يكن أميراً من قبله
«صلى الله
عليه وآله»،
وإذا كان الناس قد رضوا به أميراً، فعليه (أي على خالد) أن يلتزم
بالحدود التي فوضوه التصرف فيها..
4 ـ
ما معنى أن
ينسب إلى رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
أنه قال عن أمرائه
«لكم
صفوة أمرهم، وعليهم كدره»؟!
فهل ذلك يعني أنه لا يحق لأحد أن يعترض على الأمير إذ حكم بغير ما أنزل
الله؟! وتصرف على خلاف ما يريده الله؟ وما جاء في سنة رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»؟!
كما هو الحال في هذا المورد بالذات؟!
5 ـ
وأي صفوٍ
ظهر من خالد هنا، وهو يظلم شخصاً حقه الذي قرره له الشرع الشريف وسنه
رسول
الله «صلى الله عليه وآله»؟!.. بل هو يصر على سلبه حقه
هذا حتى بعد أن أخبره بأن رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
هو الذي سن وقرر، وقضى بأن السلب للقاتل.. فهل هذا من صفو الأمر الذي
يعود نفعه للناس؟!
وهل يصح توجيه اللوم والتأنيب إليهم، إذا لم يرضوا بهذا
التعدي؟!
6 ـ
هل يمكن أن يتخيل أحد أن السلب إذا كان كثيراً فليس
للقاتل أن يأخذه، وأن السلب القليل فقط هو الذي يكون له؟!
7 ـ
هل وعد عوف
لخالد: بأنه سيعرِّفه الحكم الصحيح عند رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»،
ثم تذكيره إياه بهذا الوعد، يستدعي هذا الغضب من النبي
«صلى الله
عليه وآله»؟!
ويوجب إنزال هذه العقوبة به؟!
8 ـ
حتى لو كان عوف قد تجاوز الحد مع خالد، فهل هذا يبطل
حقه بالسلب؟! وهل عقوبة من يتجاوز الحد بهذا النحو هي دفع هذه الغرامة
المالية؟! أم أن العقوبة هي الحبس أو التعزير، أو ما إلى ذلك؟!
وحديث خالد عن بطولاته أيضاً، حتى إن سبعة أسياف قد
اندقت بيده، ولم تثبت بيده إلا صفيحة يمانية ـ إن ذلك ـ كله لا مجال
لقبوله، وذلك لما يلي:
1 ـ
جاءت الأخبار الكثيرة لتؤكد أن خالداً قد فر، بل كان
أول الفارِّين.
2 ـ
إنه إنما يجرُّ بذلك النار إلى قرصه، ويسعى إلى تبرئة
نفسه. ولا تقبل شهادة الإنسان لنفسه في القضاء، إلا إذا كان نبياً أو
وصي نبي، أو ممن جاء الوحي الإلهي بقبول أقوالهم، وأخبر الله عن
صدقهم..
وأما في غير القضاء، فلا بد أن تثبت وثاقة من يتحدث عن
نفسه، وتقوم الشواهد على صدقه، وليس خالد من هؤلاء، فإنه قاتل مالك بن
نويرة، والزاني بامرأته، والمتحامل على أهل البيت «عليهم السلام»،
والمشارك في مهاجمة بيت الزهراء «عليها السلام» إلى غير ذلك من
موبقات..
3 ـ
إنه لم يصرح بالوقت الذي ظهرت فيه بطولاته هذه، فهل
كانت بعد استشهاد القادة الثلاثة؟! أو كانت قبل ذلك؟!
فإن كانت في الأيام السبعة التي سبقت استشهادهم، فلا
تفيد في دفع التهمة الواردة في النصوص، والدالة على أنه حين استشهد
القادة آثر الفرار على الثبات..
4 ـ
لعل البطولات التي تحدث عنها خالد قد كانت في تلك
القرية التي هاجموها حين عودتهم من مؤتة، وكان بها حصن أيضاً،
فافتتحوه، وقتل خالد من كان فيه من المقاتلين، كما سنرى..
والحديث القائل:
إن
قطبة بن قتادة العذري قد قتل مالك بن رافلة، لا يدل أيضاً على مطلوبهم،
وذلك لما يلي:
1 ـ
من الذي قال: إن قتل ابن رافلة قد كان بعد استشهاد
القادة الثلاثة، فإن القتال قد دام سبعة ايام قبل استشهادهم حسبما
استظهرناه. فلعله قتله في تلك الأيام السابقة.
2 ـ
إنهم قد
ذكروا: أن الجيش قد هاجم ـ وهو عائد ـ قرية لها: حصن، فحاصروهم حتى
فتحوا ذلك الحصن. وقتل خالد مقاتلتهم([40]).
فلعل ابن رافلة قد قتل في هذه المعركة.
3 ـ
أما حديث السبي الوارد في هذه الرواية، فأمره أكثر
إشكالاً، وحديثه أكثر اعتلالاً، واختلالاً، فإنهم إذا كانوا قد سبوا
أحداً فلماذا اختص ذلك ببنات عم أمير أعراب النصارى؟! ولماذا لم
تُسْبَِ آلاف النسوة اللواتي كن مع ذلك الجيش العظيم، الذي يدَّعون أنه
قد هُزم على يد خالد وجيشه؟! حيث لابد أن تغص المدينة بهذا السبي
الهائل!!
على أن الأهم من ذلك هو كيف يترك ذلك الجيش بنات عم
أعظم أمراء نصارى الأعراب تسبين، ثم لا يلحق بالمسلمين لتخليصهن؟
4 ـ
إن الشعر
المذكور في الرواية يدَّعي: أن سبي بنات عم ابن رافلة إنما حصل في
الغارة على موضع سماه بـ
«رقوقين»
وقد بحثت عن هذا الاسم، فلم أجد فيما توفر لدي من مصادر شيئاً يفيد في
تحديد معناه سوى أنه اسم موضع.
وقال الصالحي الشامي:
«لم
أجد له ذكراً فيما وقفت عليه من أسماء الأماكن»([41]).
ومن الذي قال:
إن هذا الموضع كان في مؤتة؟!
5 ـ
إن ما ذكره من أن ابن رافلة كان أمير أعراب النصارى، لا
يتناسب مع ما يذكرونه من أن الحارث ابن أبي شمر الغساني كان هو الأمير
الأكبر في تلك المنطقة، وكان عاملاً لقيصر ملك الروم..
إلا أن يقال:
إنه كان أميرهم في القتال في تلك المعركة..
أما ما ذكروه:
من أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد وصف المعركة للمسلمين، ونعى «صلى
الله عليه وآله» زيداً، ثم جعفراً، ثم ابن رواحة، ثم أخبر عن أخذ خالد
للراية، ووصفه بأنه: سيف من سيوف الله، ففتح الله عليهم.
نقول فيه:
1ـ
قد تقدم: أن جعفراً كان هو الأمير الأول في مؤتة، وهذه
الروايات تذكر تقدم زيد عليه، وهذا يشير إلى وجود تلاعب وتصرف في هذا
الأمر، فلا يؤمن أن يكون التلاعب قد نال مواضع أخرى في الرواية أيضاً.
2 ـ
إذا كان خالد
سيفاً من سيوف الله، وله هذه الشجاعة الفريدة، والهمة العتيدة، وهذا
الأثر العظيم، فلماذا لم يوله القيادة معهم
«صلى الله
عليه وآله»
قيادة الجيش من أول الأمر؟! بل هو لم يوله أصلاً؟!..
فهل يعقل أن يكون
«صلى الله
عليه وآله»
قد فرط في أمر المسلمين، فولى من ليس أهلاً، وترك هذا الرجل العظيم؟!!
مع علمه بموقعه، وبأثره، كما ظهر من وصفه له بأنه سيف من سيوف الله؟!!
أم أنه ـ والعياذ بالله ـ قد أراد التخلص من القادة
الثلاثة بصورة غادرة وماكرة، لأسباب عجز التاريخ عن الإفصاح عنها؟! وهل
يصح هذا المكر والغدر من أفضل الأنبياء وأشرف الخلق؟! وهل يكون مسلماً
أو مؤمناً من يعتقد بالنبي أنه ـ والعياذ بالله ـ يغدر ويمكر؟!
ومن الذي قال:
إن هذا الموضع قد كان في مؤتة؟!
3 ـ
وإذا كان
«صلى
الله عليه وآله»
لا يميز بين من هو أهل للقيادة، وبين من ليس أهلاً لها، فالأمر يصبح
أعظم وأدهى، لما يتضمنه من الطعن في عقل وإدراك النبي الكريم
«صلى الله
عليه وآله»،
نعوذ بالله من الخطأ والزلل، في الفكر والقول، والعمل.
4 ـ
وأما الحديث عن أن خالداً هو سيف الله، فستأتي الإشارة
إلى أنه غير صحيح إن شاء الله تعالى.
5 ـ وأي فتح كان على يد خالد سوى الفرار القبيح
والمزري، الذي استحق به هو ومن معه أن يحثو أهل المدينة التراب في
وجوههم، وأن يقاطعوهم، ولا يكلمهم منهم أحد؟!
وقد ذكر في حديث عطاف بن خالد:
أن ابن رواحة قتل مساءً، ثم لما أصبحوا غير خالد
الميمنة إلى الميسرة والعكس، وجعل الساقة مقدمة، فأوهم ذلك جيش الأعداء
بأن مدداً قد أتى للمسلمين، فهربوا رعباً من ذلك..
ونقول:
1 ـ
هل طبعت صورة الأشخاص في الجيش الإسلامي في ذاكرة جيش
العدو حتى أصبح يتحرك ويتعامل مع خصوص تلك الصور؟!
وحتى لو كان الأمر كذلك، فهل كان من الواجب أن لا تتبدل
مواقع الأفراد في كل يوم عما كانت عليه في اليوم السابق؟!
ولماذا لا يفسرون هذا التبدل:
بأن القائد الميداني قد وزع الأشخاص بطريقة مخالفة
للتوزيع الذي كان في اليوم السابق؟!
ولماذا يظنون بوصول مدد للجيش المقابل. ألا يرون حجمه،
وعدده؟ وأنه لم يزد عما كان عليه في اليوم السابق؟!
2 ـ
هل صحيح: أن الناس تمكنوا من المبيت في ساحة المعركة،
حتى بعد استشهاد ابن رواحة؟! أم أن الهزيمة قد حلت بهم، وغادروا إلى
جهة المدينة يتقدمهم خالد فور استشهاد ابن رواحة؟!
إن النصوص التي أوردناها تؤكد هذا الأمر الثاني!!
3 ـ
إذا كان المسلمون قد قتلوا المشركين كيف شاؤا، أو
قتلوهم مقتلة لم يقتلها قوم، فلماذا اختص نقل ذلك بعطاف بن خالد، وبابن
عائذ؟!
ولماذا لم ينقله حتى ابن إسحاق، وهو المعتمد في
المغازي، بل الناس عيال عليه فيها؟! بل لماذا جاءت الروايات الأخرى من
الذين حضروا المعركة لتؤكد على حصول الهزيمة النكراء؟!
4 ـ
ولماذا لم يحتف أهل المدينة بهؤلاء الفاتحين حين
عودتهم، ولم يكرموهم، ولم يقيموا لهم الإحتفالات، ولم يتغن أحد من
الشعراء بهذا النصر العظيم؟!
بل هم قد واجهوهم بما يسؤهم، حتى اضطروهم بالاختباء في
بيوتهم؟!
بل لماذا لم يعتذروا هم للناس ولم
يقولوا لهم:
إن القضية كانت على عكس ما يظنون، فقد انتصروا على
أعدائهم، وقتلوهم قتلة لم يقتلها قوم، وهزموهم أسوأ هزيمة؟!
ولماذا لم تشفع لهم الغنائم والسبايا التي جاؤا بها إلى
المدينة؟ والتي لابد أن تعد بعشرات الألوف، ولماذا لم يخمد غضب الناس
الغاضبين ولم ينظر إليها أحد من أهلهم ومحبيهم الذين طردوهم وأهانوهم؟!
ولماذا لم يدافع عنهم الرسول الكريم
«عليه
السلام»
إذا كانوا مظلومين فيما يجري لهم؟ ولماذا ؟! ولماذا؟!
وقد لوحظ:
أن ما روي عن
برذع بن زيد، من أن المسلمين اقتتلوا مع المشركين سبعة أيام([42])
قد أورد في سياق الإستدلال على عدم هزيمة خالد، مع أنه
لا يدل على ذلك، لأن الظاهر: هو أنه يتحدث عن الفترة التي استمرت فيها
المبارزات والمناوشات قبل استشهاد القادة.
بل الأولى جعله من أدلة هزيمته،
والشاهد على ما نقول:
أن الظاهر: هو أن ابن رواحة
قد حارب المشركين
أياماً قبل استشهاده، حتى إن ابن عم له قد جاءه بعرق من لحم ليقيم به
صلبه، بعد أن لقي ما لقيه في أيامه التي سبقت استشهاده([43]).
1 ـ
وقد ظهر من
رواية أبي عامر المتقدمة: أنهم يريدون أن يدَّعوا: أن الهزيمة
التي حلت بالمسلمين قد حلت بهم قبل أن يأخذ خالد
اللواء..
وقد فصلنا الكلام حول هذه المقولة، وأظهرنا أنها لا
يمكن قبولها، لأن النصوص المختلفة تكذبها.. ويكفي دليلاً على ذلك ما
جرى في المدينة من أن الناس قد حثوا التراب في وجه الجيش العائد بقيادة
خالد، وعيروهم بهذا الأمر، حتى انزووا في بيوتهم.
2 ـ
إن رواية أبي عامر تذكر: أن النبي «صلى الله عليه وآله»
قد علم بما جرى في مؤتة من أبي عامر نفسه، مع أن النصوص الأخرى تؤكد
على أنه «صلى الله عليه وآله» قد أخبر الناس وهو على المنبر بما جرى
لحظة فلحظة، حيث خفض الله له كل رفيع، ورفع له كل خفيض، حتى رأى ما
يجري هناك.
3 ـ
إن الحديث المتقدم عن الرجل المرّي يصرح: بأن خالداً
كان في طليعة المنهزمين، وتبعه الناس في الهزيمة، وحديث أبي عامر أيضاً
ذكر أن الناس انهزموا أسوأ هزيمة رآها قط. حتى لم ير اثنين جميعاً.
ولكن أبا عامر يدَّعي:
أن الناس قد تجمعوا بعد تلك الهزيمة، وهاجموا جيش
العدو، وهزموه.
وهو كلام غير مقبول، فإنه إذا وقعت الهزيمة، فسيبقى
الجيش المتفوق يلاحق المنهزمين، ويمعن فيهم قتلاً، وأسراً، ويطلب
الحصول على ما يتركونه من غنائم..
ولم نر جيشاً منتصراً يترك عدوه يفلت من يده، ويقف
ليتفرج عليه وهو ينسحب من الساحة بأمان، ويمهله حتى تتجمع فلوله، ثم
يعود لمهاجمته من جديد، خصوصاً مع علمه بأن ملاحقة فلول الجيش المنهزم
لا تضره، ما دام أن مصدر الإمداد لهم بعيد عنهم مسيرة أيام كثيرة، بل
لعل عبارات أبي عامر الذي لم ير اثنين جميعاً، تشير إلى حدوث هذا
الإمعان في ملاحقتهم لتفريق جمعهم، وتشتيت شملهم..
4 ـ
على أن حديث أبي عامر هذا لا يتلاءم مع ما زعموه من أن
ابن رواحة قد قتل عند المساء، فباتوا. وفي اليوم التالي خالف خالد في
ترتيب أجنحة الجيش فخاف جيش العدو، فانهزم.
5 ـ
إن الهزيمة معناها سعي المنهزمين للخروج من المعركة
بأقصى سرعة يقدرون عليها. ولذلك يسعى الفرسان إلى اقتناء السابق من
الخيل، ليتمكن صاحبها من الحركة السريعة في ميدان الحرب، ومن اللحاق
بالمطلوب إذا كان طالباً ومن النجاة عليه إن حز به أمر، يخاف فيه
الهلاك، فأصبح هارباً..
فما معنى أن يتمكن أبو عامر من أخذ اللواء في لحظات
الهزيمة، ثم أن يسعى حتى يسبق المقاتلين، ويصير أمامهم؟! إلا أن يكون
أسرع من الطير في الهواء، ومن السهم في حنايا البيداء؟!
6 ـ
إن حديث أبي عامر يصرح: بأن ثابت بن أقرم الأنصاري أعطى
اللواء إلى خالد، فرفض خالد قبوله: فقال الأنصاري: والله ما أخذته إلا
لك..
مع أن ابن اسحاق يقول:
إن ثابتاً أخذ اللواء وقال: يا معشر المسلمين، اصطلحوا
على رجل منكم، فقالوا: أنت.
فقال:
ما أنا بفاعل.
فاصطلح الناس على خالد..
وفي نص ثالث عن أبي اليسر:
أنه هو الذي
دفع الراية إلى ثابت بن أقرم، فدفعت (بالبناء للمجهول) إلى
خالد، فهل
ذلك
يدل على
أن الذي دفع الراية إلى خالد هو غير ثابت هذا؟!
وفي جميع الأحوال نقول:
أي ذلك هو الصحيح؟!
7 ـ
ما معنى أن يقول ثابت بن أقرم لخالد: ما أخذته إلا لك؟!
فلماذا أخذه لخصوص خالد؟! ألم يكن في ذلك الجيش من يليق
بمقام القيادة غير خالد؟! أم أن لخالد خصوصية لدى ثابت بن أقرم.. أو
أنه هو وحده المقبول من قبل المقاتلين؟!
والإحتمال الأخير بعيد، فإن رواية
ابن اسحاق قد صرحت:
بأنه حين قال ثابت بن أقرم للناس: إصطلحوا على رجل
منكم.
قالوا:
أنت. ولم يذكروا خالداً ولا غيره.
وهذا معناه:
أنه لم تكن لخالد عندهم خصوصية تميزه عن غيره وترجحه
على من عداه لقيادة الجيش.
8 ـ
على أن رواية ثابت بن أقرم تصرح: بأن خالداً هو الذي
بادر إلى أخذ اللواء بنفسه، ولم يأخذه له ابن أقرم، وتصرح أيضاً: بأنه
أخذه وانهزم به، فتبعه الناس..
9 ـ
ثم إن رواية أبي عامر تدَّعي: أن ثابتاً هو الذي دعا
الناس إليه، فاستجابوا له، واجتمعوا عنده، فأعطى اللواء لخالد..
مع أن أبا هريرة يقول:
إن الناس إنما تراجعوا عن الهزيمة استجابة لكلام قطبة
بن عامر. وإن كانت رواية ابن كعب بن مالك تذكر: أنهم لم يستجيبوا لقطبة
أيضاً بل اتبعوا صاحب الراية في هزيمته. وصاحب الراية هو خالد نفسه..
وقديماً قيل: لا حافظة لكذوب.
وأغرب من ذلك، ما زعمه أبو هريرة
أيضاً:
من أن خالداً جعل يصيح بالناس حين انهزموا، ويدعوهم في
أخراهم، فلم يستجيبوا له، فلما دعاهم قطبة استجابوا، مع أن رواية الرجل
المرّي تقول: إن خالداً كان أول من انهزم، ثم تبعه الناس. ومع أن
السؤال المحير يبقى ماثلاً أمامنا عن السبب في استجابة الناس لقطبة بن
عامر، وعدم استجابتهم لخالد!!
ألا يجعلنا هذا التهافت نظن:
أن المهم عند أبي هريرة هو حفظ ماء وجه خالد، والتصريح
بأنه لم ينهزم، بل المنهزم هم الآخرون؟!.
وذكرت بعض الروايات المتقدمة:
أن ثابت بن أقرم الأنصاري أخذ اللواء، وجعل يصيح
بالأنصار، ثم سعى به إلى خالد.
ونقول:
لماذا خص صياح ثابت بن أقرم بالأنصار؟ هل يريد الإيحاء
بأن الهزيمة إنما وقعت على الأنصار دون المهاجرين؟!
وربما لأجل ذلك أعطى اللواء لخالد، الذي يعد في جملة
المهاجرين دون الأنصار؟!
أم أنه يريد أن يفهمنا:
أن المهاجرين لم يحضروا غزوة مؤتة لتقع الهزيمة عليهم. (رغم أن
الروايات قد صرحت بأسماء عدد منهم كان قد حضر مؤتة) أم أن ثابت بن أقرم
لم يكن يرى أن من حقه أن ينادي المهاجرين، لأنه كان أنصارياً، ولم يكن
مهاجرياً؟!
مع أن هذا باطل أيضاً، ولوصح، فقد كان بامكانه أن يقول
كما ذكرته رواية أبي عامر وغيرها: إليَّ أيها الناس.. ولكنها قد غيرت،
لأن هؤلاء الناس يريدون حياكة الأمور بطريقة ذكية، تجعلها تصب في
الاتجاه الذي رسموه، وتخدم الأهداف التي حددوها.. حتى إذا ما رأوا: أن
في تلك الصياغة ما يضر أيضاً بمصالحهم، عادوا إلى التقليم والتطعيم،
والتغيير والتبديل، وفق ما يحبون، وعلى حسب ما يشتهون، فإنا لله وإنا
إليه راجعون.
وقد تقدم:
أن الروايات قد اختلفت في كيفية وصول اللواء إلى خالد، فهل خصه به ثابت
بن أقرم، وهو إنما اخذ اللواء له؟! أم أن المسلمين اصطلحوا على خالد؟!
ونضيف هنا التساؤلات التالية:
هل كانت هناك فرصة للحوار حول موضوع اللواء، بعد قتل
القادة، مع أن المسلمين قد اختلطوا بالمشركين؟!
أم ان المقصود هو تشريف خالد، وإظهار عظمته، وبخوع
الناس لشجاعته، وتنزهه عن السعي لأخذ اللواء، وإظهار أنه أعلم بالقتال
من غيره، وأن المسلمين هم الذين حمَّلوه هذه المسؤولية؟! وأنه.. وأنه؟!
أم أن المطلوب هو التعتيم على الحقيقة والتشكيك بالنصوص
التي صرحت: بأن خالداً بمجرد أن أخذ اللواء، الذي كان قد سقط على الأرض
انهزم به، فلما رآه المسلمون منهزماً تبعوه ووقع المحذور ـ كما صرحت به
روايات عديدة، ومنها رواية ذلك الرجل المرّي، وغيرها؟!
ويريدون إيهام الناس أيضاً برواية
مصطنعة تقول:
إن خالداً نفسه لم ينهزم، بل انهزم الناس، فلما أخذ اللواء حمله ساعة..
فثبت للحملات عليه حتى تكركر المشركون، ثم حمل بأصحابه ففض جمعاً من
جمعهم.
«ثم
دهمه منهم بشر كثير، فانحاش المسلمون، فانكشفوا راجعين»([44]).
ونقول:
إن هذه الرواية تريد ان تقول:
إن خالداً لم ينهزم، لا في البداية ولا في النهاية، بل ثبت، والذين
انهزموا قبل أخذه للواء هم المسلمون، فلما أخذه ثبت بهم أولاً، ثم ألحق
هزيمة بجمع من جمع العدو.. ثم إن المسلمين انحاشوا، ثم انكشفوا راجعين،
فهم أيضاً لم ينهزموا، بل ما حصل هو مجرد الانحياش، ثم الانكشاف.. وترك
الحرب والرجوع، مع أننا قد ذكرنا:
1 ـ
أن الرواية المتقدمة عن الرجل المرّي الذي كان حاضراً
تقول: إن أول منهزم كان في المرة الأولى هو خالد بن الوليد، ثم تبعه في
الهزيمة سائر الناس.. وصرحت روايات عديدة أخرى بهزيمة خالد أيضاً.
وفي رواية ابن كعب بن مالك عن رجال
من قومه:
أن قطبة بن عامر جعل يصيح: يا قوم.. فما يثوب إليه أحد، هي الهزيمة.
ويتبعون صاحب الراية منهزماً.
وقد ذكر المرّي:
أن صاحب الراية هو خالد..
2 ـ
وسيأتي: أن أهل المدينة قد واجهوا ذلك الجيش العائد
بالطرد، والإدانة، والإهانة حتى حثوا في وجوههم التراب، وعيروهم
بالفرار.. وعاشوا حالة من الإحساس بالذلة والذنب، بلغت بهم حد الاختفاء
عن أعين الناس في بيوتهم، وانقطعوا عن المسجد، وعن الصلاة مع رسول الله
«صلى الله عليه وآله»..
3 ـ
إنه إذا انحاش
المسلمون وانحازوا إلى جهة بعينها، وتجمعوا فيها حين دهمهم الكفار،
فلماذا انكشفوا راجعين في هذه اللحظة بالذات.. مع أنهم كانوا ـ حسب زعم
هؤلاء ـ قادرين على مواصلة الحرب والقتال.. خصوصاً إذا أخذنا بقول
الحلبي:
«ثم
أخذه خالد، ومانع القوم وثبت، ثم انحاز كل من الفريقين عن الآخر، من
غير هزيمة على أحدهما»([45]).
فإن ذلك يتطلب منهم معاودة الهجوم، لا ترك ساحة الحرب والانكشاف
والعودة!!
4 ـ
والغريب في
الأمر: أن رواية كعب بن مالك عن نفر من قومه تقول:
«فكانت
الهزيمة، وقتل المسلمون، واتبعهم المشركون».
وهذا معناه:
أن الهزيمة كانت هي السبب في استشهاد هذا العدد من
المسلمين.. ثمانية أو اثنا عشر أو نحو ذلك..
وهو يعني أيضاً:
أن المشركين لم يتركوا المسلمين حين انهزم بهم خالد، بل
لاحقوهم، وقتلوا عدداً منهم.
وهو يدل أيضاً:
أن أحداً لم يستشهد قبل استشهاد القادة، رغم استمرار
الحرب سبعة ايام، كما تقدم.
وعن زعمهم:
أن خالداً قد سجل نصراً مؤزراً وعظيماً على جيوش
الروم.. بل في بعضها: أن الروم قتلوا قتلة لم يقتلها قوم، وأن المسلمين
قد وضعوا اسيافهم حيث شاؤوا، نقول:
قد نسي الأفاكون:
أن أهل المدينة قد طرد ذلك الجيش العائد، بقيادة خالد.
وحثوا التراب في وجوههم، وهجروهم، وعاقبوهم أسوأ عقوبة كما سيأتي.. فلو
صح انهم قد انتصروا لكان ينبغي أن يلاقوهم بالورود والأناشيد،
وبالأفراح والزغاريد، وأن يرفعوهم على الراحات، ويدوروا بهم في النوادي
والساحات.
ولكان يجب على خالد وجيشه أن يعترضوا على استقبال أهل
المدينة بالتعنيف والطرد، وأن يشتكوهم إلى رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»،
ويجهروا بمظلوميتهم وبأنهم معتدى عليهم. فلماذا اختبأوا في بيوتهم، حتى
إن منهم من ترك الحضور للصلاة من شدة الخجل مما حدث وحصل؟!
بل إن المتوقع في مثل هذه الحالة هو أن يبادر رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
لمنع هذا التجني، ولجم الظلم الذي حاق بهؤلاء الأبرياء المجاهدين!! ولو
بأن يخطب الناس في المدينة، ويؤنبهم على ظلمهم هذا، إن لم يتمكن من أن
يعاقبهم عليه.
على أن هذا الذي ذكرناه لا يعني أننا نريد أن ننفي أن
يكون المسلمون قد أظهروا درجة من الجدية في قتال أعدائهم، وأنهم قد
سجلوا عليهم انتصارات قوية..
ولكننا نقول:
إن ذلك إن كان قد حصل، فإنما حصل في الأيام أو في
الساعات التي سبقت استشهاد القادة، ولعل جذوته قد اتقدت بعد استشهادهم
بصورة أكبر. ولكن خالداً ضيع ذلك..
على أن من الواضح:
أن صياغة
الأحداث بهذه الطريقة التي نشاهدها في كتب التاريخ تعطي: أن النبي
«صلى
الله عليه وآله»
قد ألقى بالمسلمين إلى تهلكة عظيمة، وأن خالد بن الوليد هو الذي نجاهم
منها.
وهذه جرأة على رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»،
وخروج عن حدود الاعتقاد الصحيح، ولا نريد أن نقول أكثر من ذلك.
ومن المضحك المبكي حديث الرجل من بني مرة، الذي أنكر
فيه أن يكون خالد قد انهزم.. ثم شرح ذلك، بأن اللواء سقط بعد قتل ابن
رواحة.. واستمرت الحرب قال:
«فنظرت
إلى اللواء في يد خالد منهزماً، واتبعناه، فكانت الهزيمة»([46]).
فما معنى نفيه هزيمة خالد أولاً، ثم إثباته لها أخيراً.
حتى لقد جعل خالداً أول منهزم باللواء فيهم، ثم تبعه الناس.
وهذه القضية التي جاءت بعفوية تامة، تظهر إلى أي حد كان
هذا الرجل سليم الذات، فهو ينقاد لمشاعره تجاه خالد أولاً، فلا يرضى
بنسبة الهزيمة إليه، ثم لما أراد بيان ما جرى ساقته عفويته، وسلامة
ذاته، وصدق لهجته إلى بيان حقيقة ما جرى بدقة، فظهر التناقض بين ما
تدعوه إليه مشاعره من جهة، وبين ما أظهرته عفويته، وسلامة نفسه، وصدق
لهجته من جهة أخرى..
إن من يقرأ تلك النصوص، وسواها مما سيأتي يخرج مندهشاً
من شدة اضطرابها، واختلافها، حيث إن بعضها حريص على الإيحاء بأن قيادة
خالد قد جلبت النصر للمسلمين. مع ظهور أو صراحة قسم وافر منها، ومؤيد
بالشواهد والأدلة على أن هذه القيادة قد جلبت على ذلك الجيش الهزيمة
والعار، حتى من أهلهم وذويهم..
ولا شك في أن هذا السعي الحثيث، وهذا الإصرار العجيب
على تصوير الهزيمة بأنها فتح ونصر، بل هي أعظم من النصر في خيبر،
والخندق، وبدر ـ يدل على أن ثمة استهتاراً بالحق والحقيقة، وقلة حياء،
وانعدام ضمير لدى من يتصدى لهذا الأمر، ويحرص عليه..
ولئن ظهر هذا الأمر في هذا المورد بصورة جلية، فمن
السذاجة أن نعتبره المورد الوحيد الذي تعرض لمثل هذا التزوير الفاضح،
بل إن هذه الخيانة قد مورست في سائر مفاصل السيرة وغيرها، بل هي قد
نالت سائر الموارد التي تشبه في دلالاتها وفي إيحاءاتها ما يحرصون على
التخلص منه وطمسه في سرية مؤتة..
وهذه خيانة عظيمة، بل جناية كبرى على أمة الإسلام، وعلى
البشرية كلها، حين تصور الأكاذيب والأباطيل على أنها هي الحقائق. وتصبح
الحقائق في عداد الأباطيل والترهات، فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول
ولا قوة إلا بالله.
وقد زعموا:
أن النبي
«صلى الله
عليه وآله»
قد وصف خالداً في سرية مؤتة بأنه سيف من سيوف الله([47])..
فسمي بسيف الله منذئذٍ([48]).
فهو غير صحيح، وذلك لأن
خالداً كان حديث عهد بالإسلام، فإنه أسلم في شهر صفر سنة ثمان، وذكره
بعضهم([49])،
كما تقدم بيانه في موضعه من هذا الكتاب. وسرية مؤتة كانت بعد ذلك
بحوالي ثلاثة أشهر. أي في جمادى الأولى في سنة ثمان([50]).
وقيل:
أنه أسلم قبل
غزوة مؤتة بشهرين([51]).
وقيل:
أنه أسلم سنة
سبع([52]).
وقد أفنى عمره في محاربة هذا الدين وأهله، كما أنه لم
يكن مهتماً بالالتزام بأحكامه، والتقيد بشرائعه.. كما ظهر من سيرته في
حياة رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»،
وبعده.
وقد شكى خالد عماراً إلى النبي
«صلى الله
عليه وآله»
لكلام جرى بينهما، فقال
«صلى الله
عليه وآله»:
إنه من يعادي عماراً
يعاديه الله،
ومن يبغض عماراً يبغضه الله، ومن سبه سبه الله([53]).
ثم إن من يكون سيفاً لله، فلا يبطش بالناس بغير حق كما
صنع
خالد
ببني
جذيمة،
حيث
قتلهم صبراً،
بعد أن أمنهم،
مع أن النبي
«صلى
الله عليه وآله»
أرسله إليهم داعياً لا مقاتلاً.
ولما بلغ النبي «صلى الله عليه
وآله» ما فعل بهم، رفع يديه وقال:
«اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد»..
ثم أرسل «صلى الله عليه وآله» الإمام علياً «عليه
السلام»،
فودى لهم الدماء، وما أصيب من الأموال، حتى إنه ليدي ميلغة الكلب،
وبقيت بقية من المال، أعطاهم إياها احتياطاً لرسول الله «صلى الله عليه
وآله»([54]).
وقال النبي «صلى الله عليه وآله» في
فتح مكة لخالد وللزبير:
لا تقاتلا إلا من قاتلكما([55])،
ولكن خالداً بسط يده، وقتل نيفاً وعشرين رجلاً من قريش، وأربعة نفر من
هذيل، فأرسل إليه من يردعه عن ذلك([56]).
وقد تابع خالد مسيرته الدموية هذه إلى ما بعد وفاة
النبي
«صلى الله
عليه وآله».
فأغار على قوم الصحابي المعروف مالك بن نويرة، فأمنهم
أيضاً، وصلوا وإياهم، ثم أخذهم فقتلهم، وقتل مالك بن نويرة، ونزا على
امرأته في نفس تلك الليلة، وجعل رأسه أثفية تحت القدر التي كان يطبخ
فيها الطعام.
وتكلم عمر بن الخطاب في ذلك عند أبي بكر، فلم يسمع منه،
وعذر أبو بكر خالداً([57]).
وقال:
تأول فأخطأ.. أو اجتهد فأخطأ..
وأما بالنسبة لسبب تسمية خالد بسيف الله:
فالظاهر:
أن منشأها أبو بكر بن أبي قحافة. فإنه حين ألح عليه عمر
بن الخطاب بعزل خالد بن الوليد، بسبب قتله مالك بن نويرة، محتجاً بأن
في سيفه رهقاً..
قال أبو بكر:
لا يا عمر، ما
كنت لأشيم سيفاً سله الله على الكافرين([58]).
وعن سبب هذه التسمية ذكر صاحب
البحار:
أنه بعد أن قلد أبو بكر الصدقات بقرى المدينة وضياع فدك رجلاً من ثقيف
يقال له: الأشجع بن مزاحم الثقفي، وكان له أخ قتله علي بن أبي طالب في
وقعة هوازن وثقيف.. فباغت ضيعة من ضياع أهل البيت «عليهم السلام» يقال
لها «بانقيا»، واحتواها، واحتوى صدقات لعلي «عليه السلام»، وتغطرس على
أهلها، يريد الثأر لأخيه يوم هوازن، فشكوه لعلي «عليه السلام»..
ثم ذكر:
أن الفضل بن العباس قتله بعد أن قال لعلي «عليه السلام»: قبحك الله
وبتر عمرك..
ولما أراد أصحابه قتل الفضل سل علي «عليه السلام» سيفه،
فرمى القوم أسلحتهم.
ثم أتوا أبا بكر برأس صاحبهم، فجمع المهاجرين والأنصار
وحرضهم للخروج على علي «عليه السلام»، فدارت أعينهم في وجوههم وأخذتهم
سكرة الموت حسب تعبيره..
قال:
فالتفت إليه عمر بن الخطاب، فقال: ليس له إلا خالد بن الوليد.
فالتفت إليه أبو بكر، فقال:
يا أبا سليمان ، أنت اليوم سيف من سيوف الله ، وركن من أركانه، وحتف
الله على أعدائه، وقد شق علي بن أبي طالب عصا هذه الأمة، وخرج في نفر
من أصحابه إلى ضياع الحجاز، وقد قتل من شيعتنا ليثا صؤولاً وكهفاً
منيعاً، فصر إليه في كثيف من قومك وسله أن يخدل الحضرة، فقد عفونا عنه،
فإن نابذك الحرب فجئنا به أسيراً([59]).
وأما الرواية التي تقول:
إن رسول الله
«صلى الله عليه وآله» هو الذي أطلق هذه التسمية عليه،
وفي مناسبة حرب مؤتة فهي غير صحيحة، لأن خالداً انهزم بالناس في مؤتة..
فكيف يعطي النبي «صلى الله عليه وآله» الأوسمة
للمهزوم؟!
وحينما عاد الجيش إلى المدينة جعل الناس يحثون التراب
في وجه
ذلك الجيش،
ويقولون: يا فرار في سبيل الله..
ودخل أفراد ذلك الجيش إلى بيوتهم، ولم يعد يمكنهم
الخروج منها، لأنهم كلما خرجوا صاح
بهم
الناس: أفررتم
في سبيل الله؟!..
كما تقدم.
علي
سيف الله المسلول:
غير أن الحقيقة هي:
أن هذا اللقب: «سيف الله المسلول» هو من مختصات علي
عليه السلام، ولكنه سرق في جملة كثيرة من فضائله، ومناقبه عليه السلام،
في غارات شعواء من الشانئين، والحاقدين، والمبطلين، والمزورين
للحقائق..
وقد روي عن النبي «صلى الله عليه
وآله»، أنه قال:
«علي
سيف الله يسله على الكفار والمنافقين»([60]).
وفي الحديث القدسي، المروي عن رسول
الله «صلى الله عليه وآله»:
«وأيّدتك بعلي، وهو سيف الله على أعدائي»([61]).
وحول تسمية التمر بالصيحاني روي عن
جابر:
أن
سببها
هو أنه
صاح: «هذا محمد رسول الله، وهذا علي سيف الله»([62]).
وقال خالد بن سعيد بن العاص لعمر،
في أحداث غصب الخلافة:
«وفينا
ذو الفقار، وسيف الله وسيف رسوله»([63]).
وفي زيارة أمير المؤمنين، المروية
عن الصادق «عليه السلام»:
«وسيف الله
المسلول»([64]).
وعن النبي «صلى الله عليه وآله»:
«هذا علي بن
أبي طالب، هذا سيف الله المسلول على أعدائه»([65]).
وعن جابر:
«علي سيف
الله»([66]).
وعن سلمان عن النبي «صلى الله عليه
وآله»:
«فأنا رسول
الله، وعلي سيف الله»([67]).
وعنه «صلى الله عليه وآله» في حديث
له في حق علي:
«وسيف الله وسيفي»([68]).
وعن أنس عن النبي «صلى الله عليه
وآله»:
يا معاشر
المسلمين، هذا أسد الله، وسيفه في أرضه على أعدائه([69]).
ونجد في فصل:
الحصار والقتال في غزوة بني قريظة المزيد من المصادر.
فتبين مما تقدم:
أن النبي
«صلى
الله عليه وآله»
الذي لا ينطق عن الهوى لا يسمي خالداً بسيف الله، ما دام أن سيرته
ستكون حافلة بمعاصي الله، والتعدي على عباده..
وإن أبا بكر ـ فيما يبدو لنا ـ هو الذي منح خالداً هذا
اللقب، وذلك حين طلب منه عمر أن يجازي خالداً على ما فعله بمالك بن
نويرة، فقال له أبو بكر: ما كنت لأشيم سيفاً سله الله على أعدائه([70]).
ثم جاء عمر بعد ذلك، وأكد على هذا اللقب لخالد،
مدَّعياً:
أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» هو الذي منحه إياه،
حيث يقول:
«ولو
أدركت خالداً ثم وليته، ثم قدمت على ربي، فقال لي: من استخلفت على أمة
محمد لقلت: سمعت عبدك وخليلك يقول لخالد: سيف من سيوف الله، سله الله
على المشركين»([71]).
ثم عملوا على نسبة هذا الكلام إلى رسول الله «صلى الله
عليه وآله» كما قلنا([72])،
مع أن الصحيح هو: أن علياً «عليه السـلام»
هو صاحب هذا اللقب.
وقد صرحت الروايات:
بهزيمة جيش مؤتة، وصرح عدد منها بأن خالداً كان هو
المنهزم الأول، فلاحظ ما يلي:
1 ـ
قال ابن إسحاق
عن خالد: إنه لما أخذ الراية:
«دافع
القوم، وحاشى بهم، ثم انحاز، وانحيز عنه، وانصرف الناس»([73]).
وهو تعبير خجول عن هزيمة الجيش بقيادة خالد، كما لا
يخفى.
2 ـ
وقال الزهري:
«فناوش
القوم، وراوغهم، حتى انحاز بالمسلمين منهزماً، ونجا بهم من الروم»([74]).
3 ـ
ويقول الواقدي
في بعض كلامه:
«ثم
دهمه بشر كثير، فانحاش المسلمون، فانكشفوا راجعين»([75]).
4 ـ
وروى ابن كعب
بن مالك، عن نفر من قومه: أنه «لما أخذ خالد اللواء انكشف بالناس،
فكانت الهزيمة، وقتل المسلمون، واتبعهم المشركون»([76]).
ثم تذكر الرواية صياح قطبة بن عامر:
«فما
يثوب إليه أحد، هي الهزيمة، ويتبعون صاحب الراية»([77]).
5 ـ
وقال الحلبي:
«ثم
أخذه خالد، ومانع القوم، وثبت، ثم انحاز كل من الفريقين عن الآخر، من
غير هزيمة على أحدهما»([78]).
6 ـ
وفي حديث رجل
من بني مرة قال: إنه لما قتل ابن رواحة..
«فنظرت
إلى اللواء في يد خالد منهزماً، واتبعناه، فكانت الهزيمة»([79]).
7 ـ
وعن عروة بن
الزبير:
«لما
أقبل أهل مؤتة إلى المدينة تلقاهم رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
والمسلمون، وجعل الناس يحثون على الجيش التراب، ويقولون: يا فرار فررتم
في سبيل الله الخ..»([80]).
8 ـ
وروي نحوه عن
أبي سعيد الخدري([81]).
9 ـ
وهذا هو الذي أشار إليه ابن عمر في حديثه عن فرار الناس في سرية لم
يصرح باسمها، قال:
«فحاص
الناس فكنت في من حاص».
ثم ذكر عودتهم إلى المدينة، وقولهم لرسول الله
«صلى الله عليه وآله»:
نحن الفرارون([82]).
وقد ذكر الصالحي الشامي والحلبي والشافعي هذا الحديث في
سياق سرية مؤتة، فراجع.
10 ـ
وقال الواقدي:
قال أبو عبد الله:
«والأول
أثبت عندنا: أن خالداً انهزم بالناس»([83]).
11 ـ
وعن داود بن
سنان قال:
«سمعت
ثعلبة بن أبي مالك يقول: انكشف خالد بن الوليد يومئذٍ حتى عيروا
بالفرار، وتشاءم الناس به»([84]).
12 ـ
وعن خالد بن
إلياس، عن أبي بكر بن عبد الله بن عتبة، قال:
«ما
لقي جيش بعثوا معنا ما لقي أصحاب مؤتة من أهل المدينة، لقيهم اهل
المدينة بالشر، حتى إن الرجل لينصرف إلى بيته وأهله، فيدق عليهم الباب
فيأبون أن يفتحوا له، يقولون: ألا تقدمت مع أصحابك؟!
فأما من كان كبيراً من أصحاب رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»،
فجلس في بيته استحياءً، حتى جعل النبي
«صلى الله
عليه وآله»
يرسل إليهم رجلاً رجلاً، يقول: أنتم الكُرَّارُ في سبيل الله، فخرجوا»([85]).
13 ـ
وعن إسماعيل بن مصعب، عن إبراهيم بن يحيى بن يزيد، قال:
لما أخذ اللواء ثابت بن أرقم، فاصطلح الناس على خالد بن الوليد.
قال ثابت:
اصطلحتم على خالد؟!
قالوا:
نعم.
فأخذ خالد فانكشف بالناس([86]).
14 ـ
زاد في نص آخر
قوله: وكانت الهزيمة([87]).
15 ـ
يضاف إلى ذلك:
ما روي عن أبي هريرة عما لقوه من أهل المدينة، قال: كنا نخرج ونسمع ما
نكره من الناس. لقد كان بيني وبين ابن عم لي كلام، فقال: إلا فرارك يوم
مؤتة!! فما دريت أي شيء أقوله له([88]).
16 ـ
وعن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، قال: كان
في ذلك البعث سلمة بن هشام بن المغيرة، فدخلت امرأته على أم سلمة،
فسألتها عن سلمة، فأخبرتها: أنه لا يستطيع الخروج، إذا خرج صاحوا به
وبأصحابه: يا فرار، أفررتم في سبيل الله؟ حتى قعد في البيت.
فذكرت أم سلمة ذلك لرسوله الله
«صلى الله
عليه وآله»،
فقال: بل هم الكرار، فليخرج، فخرج([89]).
17 ـ
عن خزيمة بن
ثابت: حضرت مؤتة، وبرز لي رجل منهم.. (ثم ذكر أنه قتله وسلب منه
ياقوتة) إلى أن قال:
«فلما
انكشفنا رجعنا إلى المدينة، فأتيت رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
الخ..»
([90]).
18 ـ
ورويت هذه
الرواية عن عمارة بن غزية، عن أبيه، فراجع([91]).
وقد أظهرت الروايات المتقدمة ـ رغم
أننا لم نستقص النصوص ـ:
أن رواة هزيمة الجيش في مؤتة كثيرون. وأن طائفة منها قد صرحت: بأن
خالداً كان هو المبادر للهزيمة، فتبعه الآخرون..
والروايات المتقدمة كلها ـ باستثناء روايتين أو ثلاث ـ
تدل على هذه الهزيمة الشاملة..
والذين ذكرنا رواياتهم آنفاً هم:
أبو سعيد الخدري، وأبو هريرة، وابن إسحاق، وابن كعب بن مالك عن نفر من
قومه، والواقدي، والزهري، وثعلبة بن أبي مالك، ورجل من بني مرة، وأبو
عامر، وأبو بكر بن عبد الله بن عتبة، وإبراهيم بن يحيى بن زيد، وخزيمة
بن ثابت، وغزية بن الحارث الأنصاري، وعروة..
ولا مجال لتأويل هذه النصوص، أو النقاش فيها إلا على
سبيل التعسف، والتحكم غير المقبول، ولا المعقول..
وقد اتضح مما ذكرناه:
أن وصف من روى
حديث فرار الجيش بقيادة خالد: بأنهم
«شرذمة»،
وبأن ذلك مجرد احتمال([92])
ما هو إلا تجن على الحقيقة، ومجانبة للإنصاف..
كما أن ما ذكروه من روايات زعموا أنها تدل على النصر
والفتح، لا تصمد أمام النقد الموضوعي والنزيه، فإن معظمها لا يدل على
مطلوبهم، كما اتضح مما سجلناه على رواية جابر وخزيمة، وبرذع، وعوف بن
مالك، وابن إسحاق.. وحديث خالد عن نفسه، وحديث قتل ابن رافلة، وحديث أن
خالداً سيف الله ـ الذي جاء في ذيل أخبار النبي
«صلى الله
عليه وآله»
عن أمر الشهداء، وحديث عطاف بن خالد، وأبي عامر، وغير ذلك..
([1])
سبل الهدى والرشاد ج3 ص463 وج6 ص151 والسيرة النبوية لابن كثير
ج4 ص27 وراجع: ما عن المصادر التالية: تاريخ الأمم والملوك ج2
ص322 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص834 وعن فتح الباري ج7
ص395 والبداية والنهاية ج4 ص279 وعيون الأثر ج2 ص167.
([2])
البحار ج21 ص50 و 51 وعن أمالي الطوسي ص87 و 88 و (ط دار
الثقافة) ص141 وراجع: بشارة المصطفى ص432.
([3])
السيرة الحلبية ج3 ص68 وسبل الهدى والرشاد ج6 ص150.
([4])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص150 وفي هامشه عن البخاري ج7 ص585.
وراجع: البخاري ج5 ص87.
([5])
الطبقات الكبرى ج2 ص130 وسبل الهدى والرشاد ج6 ص150 والسيرة
الحلبية ج3 ص67 عن ابن سعد، وراجع: تاريخ الخميس ج2 ص72
والبحار ج21 ص62 وشرح النهج للمعتزلي ج15 ص68 وتاريخ المدينة
ج2 ص14 وج11 ص107.
([6])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص151 وعن فتح الباري ج7 ص395 وتاريخ
مدينة دمشق ج2 ص10 وعن البداية والنهاية ج4 ص282 والسيرة
النبوية لابن كثير ج3 ص468.
([7])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص151 وتاريخ الخميس ج2 ص72 وتاريخ مدينة
دمشق ج2 ص15 وعن البداية والنهاية ج4 ص282.
([8])
راجع ما تقدم في: سبل الهدى والرشاد ج6 ص151 والمغازي للواقدي
ج2 ص764 والسيرة الحلبية ج3 ص67 وتاريخ الخميس ج2 ص72.
([9])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص151 وفي هامشه قال: أخرجه مسلم ج3 ص1398
كتاب الجهاد (76 ـ 1775) من حديث عباس، وأحمد في المسند ج1
ص207 وعبد الرزاق (9741). وراجع: المغازي للواقدي ج2 ص764
والسيرة الحلبية ج3 ص68 وكنز العمال ج4 ص253 والطبقات الكبرى
ج2 ص129 وج4 ص253 وتاريخ مدينة دمشق ج16 ص238 وعن البداية
والنهاية ج4 ص282 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص467.
([10])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص151 و 153 وفي هامشه قال: أخرجه البخاري
(4262)، وراجع: السيرة الحلبية ج3 ص67 وتاريخ الخميس ج2 ص72
والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص468 و 482 و 476 و 469 وعن
البداية والنهاية ج7 ص129 وج4 ص283 و و 288 و 291 ومسند أحمد
ج1 ص204 وعن صحيح البخاري ج4 ص218 وج5 ص87 والمستدرك للحاكم ج3
ص298 ومجمع الزوائد ج9 ص349 وعن فتح الباري ج7 ص394 وتحفة
الأحوذي ج8 ص113 وج10 ص233 والآحاد والمثاني ج2 ص25 وعن السنن
الكبرى للنسائي ج5 ص180 والمعجم الكبير ج2 ص106 وج4 ص104 وكنز
العمال ج10 ص386 و 559 وراجع الدر المنثور ج2 ص245 والطبقات
الكبرى ج4 ص37 والتاريخ الصغير ج1 ص49 وتاريخ مدينة دمشق ج27
ص255 وعن أسد الغابة ج2 ص94.
([11])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص151 وقال في هامشه: أخرجه البيهقي في
الدلائل ج4 ص368 وابن أبي شيبة في المصنف ج14 ص513 وراجع:
السيرة الحلبية ج3 ص67 وفضائل الصحابة ص44 وعن مسند احمد ج5
ص299 و 301 وراجع: المصنف لابن أبي شيبة ج8 ص546 وسنن النسائي
ج5 ص69 وصحيح ابن حيان ج15 ص523 وتاريخ مدينة دمشق ج16 ص16
وسير أعلام النبلاء ج1 ص209 وج4 ص60 وعن تاريخ الطبري ج3 ص322
وعن البداية والنهاية ج4 ص281 والسيرة النبوية لابن كثير ج3
ص466.
([12])
السيرة الحلبية ج3 ص68.
([13])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص151 وتاريخ الخميس ج2 ص72.
([14])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص151 و 152 وقال في هامشه: أخرجه مسلم 3
ص473 كتاب الجهاد وذكر بعضه الواقدي في المغازي ج2 ص768.
وراجع: نيل الأوطار ج8 ص96 و 97 وعن صحيح مسلم ج5 ص149 ومسند
أبي داود ج1 ص618 وعون المعبود ج7 ص278 وكنز العمال ج10 ص385 و
386 والجامع لأحكام القرآن ج8 ص8 وسير أعلام النبلاء ج2 ص488
والمغني لابن قدامة ج10 ص430 والمحلى لابن حزم ج7 ص338 وعن
مسند أحمد ج6 ص28 وسنن أبي داود ج1 ص618 وعن المعبود ج7 ص278
وشرح معاني الآثار ج3 ص231 وصحيح ابن حبان ج11 ص176 ومسند
الشاميين ج1 ص275 وعن نصب الراية ج4 ص301 وراجع: كنز العمال
ج10 ص386 وعن أحكام القرآن للجصاص ج3 ص71 وتاريخ مدينة دمشق
ج68 ص90 وعن البداية والنهاية ج4 ص285 والسيرة النبوية لابن
كثير ج3 ص472.
([15])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص152 والمغازي للواقدي ج2 ص768 والسنن
الكبرى ج6 ص309 وتاريخ مدينة دمشق ج41 ص16.
([16])
المغازي للواقدي ج2 ص769 والسنن الكبرى ج6 ص309 وسبل الهدى
والرشاد ج6 ص152 و 156 وراجع: كنز العمال ج10 ص555 وعن فتح
الباري ج7 ص395 وتاريخ مدينة دمشق ج16 ص359 وسير أعلام النبلاء
ج2 ص468 (لكن بدل زمن عثمان زمن عمر).
([17])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص152 و 156 وعن البداية والنهاية ج4 ص385
والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص478.
([18])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص152 وفي هامشه قال: أخرجه البخاري ج7
ص588، وراجع: السيرة الحلبية ج3 ص67 وتاريخ الخميس ج2 ص73
والإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج1 ص408 والإصابة ج1 ص414 وج2
ص218 والمصنف لابن أبي شيبة ج4 ص582 وج7 ص579 وج8 ص548 والمعجم
الكبير ج4 ص104 ورياض الصالحين ليحيى بن شرف النوري ص717
والطبقات الكبرى ج4 ص253 وج7 ص395 وتاريخ مدينة دمشق ج16 ص248
و 249 وعن البداية والنهاية ج4 ص281 و 285 والسيرة النبوية
لابن كثير ج3 ص465 و 472.
([19])
سبل الهدى والرشاد ج6ص152 و 156 وراجع: السيرة النبوية لابن
كثير ج3 ص472 وعن البداية والنهاية ج4 ص285.
([20])
السيرة الحلبية ج2 ص68 وراجع: البداية والنهاية ج4 ص249 تاريخ
مدينة دمشق ج16 ص230 وراجع: سبل الهدى والرشاد ج6 ص156 وعن
السيرة النبوية لابن كثير ج3 ص471 وعن البداية والنهاية ج4
ص284.
([21])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص152 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص472
و 473 وتاريخ مدينة دمشق ج49 ص337 والبداية والنهاية ج4 ص285
وعن السيرة النبوية لابن هشام ج3 ص835.
([22])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص153 عن البخاري والبيهقي، وفي هامشه: عن
البخاري ج7 ص92 وراجع: تاريخ الخميس ج2 ص72 ومسند أحمد ج3 ص113
والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص154 ومستدرك الحاكم ج3 ص42 وطبقات
ابن سعد ج4 ق1 ص25 ونيل الأوطار ج4 ص96 وراجع: المناقب لابن
شهرآشوب ج1 ص94 وأحكام الجنائز ص166 وعن صحيح البخاري ج5 ص87
وتحفة الأحوذي ج8 ص113 وج10 ص233 والكامل لابن عدي ج2 ص276 وعن
البداية والنهاية ج4 ص280 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص463.
([23])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص153
والسيرة الحلبية ج3 ص67 والكامل في التاريخ ج2 ص وأحكام
الجنائز ص33 وفضائل الصحابة ص 18 و 53 وعن مسند أحمد ج5 ص 299
و 301 ومجمع الزوائد ج6
ص156وعن
فتح الباري ج7 ص394
والمصنف
ج8 ص546 والسنن الكبرى ج5 ص48و 69 و 77
وصحيح
ابن حبان ج15 ص523
وكنز
العمال ج10 ص387 و 556 والطبقات الكبرى ج7 ص395 وتاريخ مدينة
دمشق ج2 ص17
وج16
ص238
وسير
أعلام النبلاء ج1 ص209
وج4
ص60
وعن
تاريخ
الأمم والملوك
ج2 ص322
والبداية
والنهاية ج4
ص281
والسيرة
النبوية لابن كثير
ج3
ص466.
([24])
المغازي ج2 ص762 و 763 وتاريخ مدينة دمشق ج68 ص87.
([25])
المغازي للواقدي ج2 ص763 وسبل الهدى والرشاد ج6 ص150 وتاريخ
الخميس ج2 ص72 والبحار ج21 ص62 وتاريخ مدينة دمشق ج2 ص15 وج11
ص108.
([26])
المغازي للواقدي ج2 ص763 وتاريخ الخميس ج2 ص72 والسيرة النبوية
ج4 ص27 ومجمع الزوائد ج6 ص159 والثقات ج2 ص33 وعن تاريخ الأمم
والملوك ج2 ص321 وعن البداية والنهاية ج4 ص279 وعن السيرة
النبوية لابن هشام ج3 ص834 وعن عيون الأثر ج2 ص167 والسيرة
النبوية لابن كثير ج3 ص463 وسبل الهدى والرشاد ج6 ص150.
([27])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص150 والسيرة الحلبية ج3 ص67 ومجمع
الزوائد ج6 ص157 وعن فتح الباري ج7 ص394 والمعجم الأوسط ج2
ص179 وتاريخ مدينة دمشق ج11 ص106 وعن أسد الغابة ج1 ص220.
([28])
السيرة الحلبية ج3 ص67.
([29])
المغازي للواقدي ج2 ص763 وتاريخ مدينة دمشق ج49 ص337.
([30])
تاريخ الخميس ج2 ص72.
([31])
السيرة الحلبية ج3 ص68 وراجع: البداية والنهاية ج4 ص249.
([32])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص156 وراجع: البداية والنهاية ج4 ص249
وعن فتح الباري ج7 ص295 (وفيه أنهم أكثر من مائة ألف بدل مائتي
ألف).
([33])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص156 وعن فتح الباري ج7 ص395 (وفيه أنهم
أكثر من مائة ألف بدل مائتي ألف).
([34])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص158 و 159 والمغازي للواقدي ج2 ص764.
([35])
المغازي للواقدي ج2 ص764 وتاريخ مدينة دمشق ج2 ص15 وعن البداية
والنهاية ج4 ص282 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص467 وسبل
الهدى والرشاد ج6 ص151.
([36])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص152 والمغازي للواقدي ج2 ص768.
([37])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص152 والمغازي للواقدي ج2 ص769 وكنز
العمال ج10 ص555 وتاريخ مدينة دمشق ج16 ص359 وسير أعلام
النبلاء ج2 ص486.
([38])
راجع: سبل الهدى والرشاد ج6 ص156 وراجع: شرح النهج ج14 ص275
وكنز العمال ج10 ص555 وتاريخ مدينة دمشق ج16 ص359 وج24 ص397
وسير أعلام النبلاء ج2 ص486.
([39])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص159.
([40])
تاريخ الخميس ج2 ص72 وسبل الهدى والرشاد ج6 ص151 و 155 وعن فتح
الباري ج7 ص395 وتاريخ مدينة دمشق ج2 ص16.
([41])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص165.
([42])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص151
عن القراب في تاريخه، والسيرة الحلبية ج3 ص67.
([43])
سبل الهدى والرشاد ج 6 ص150 وراجع: والسيرة النبوية لابن كثير
ج3 ص462 وعن البداية والنهاية ج4 ص279 وعن السيرة النبوية لابن
هشام ج3 ص834 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص462.
([44])
راجع: المغازي للواقدي ج2 ص763 وسبل الهدى والرشاد ج6 ص150
وتاريخ الخميس ج2 ص72 والبحار ج21 ص62 والطبقات الكبرى لابن
سعد ج4 ص253 وتاريخ مدينة دمشق ج11 ص107 و 108 وج2 ص15.
([45])
السيرة الحلبية ج3 ص67.
([46])
الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص129 وتاريخ مدينة دمشق ج49 ص37
وج68 ص87.
([47])
السيرة الحلبية ج3 ص68 و 67 وسبل الهـدى والرشـاد ج6 ص151 و
153 ونقلـه في هوامشه عن المصادر التاليـة: صحيح البخاري
(4262) وعن ج7 ص62 ودلائـل النبوة للبيهقي ج4 ص368 وعن المصنف
لابن أبي شيـبـة ج14=
= ص513 وعن مسند أحمد ج3 ص113 والسنن الكبرى ج8 ص154 ومستدرك
الحاكم ج3 ص42 والطبقات الكبرى لابن سعد (ط ليدن) ج4 ق1 ص25
وعن الكامل في التاريخ ج2 ص وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص41.
([48])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص151 وتاريخ تاريخ الخميس ج2 ص72 والجامع
لأحكام القرآن ج16 ص282.
([49])
راجع: البداية والنهاية ج4 ص240 وراجع مكاتيب الرسول ج2ص627
وفيض القدير ج1 ص191.
([50])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص144 ومسند أبي داود ص158.
([51])
فيض القدير ج1 ص191.
([53])
رجال الكشي ص35 والوسائل
(ط دار الإسلامية) ج20
ص277
وعوالي اللآلي ج1
ص113
وأجوبة
مسائل جار الله
ص26
والغدير
ج1 ص 331
و
332
وج9
ص27
وفضائل
الصحابة
ص50
والمستدرك
للحاكم
ج3 ص390
والسنن
الكبرى
للنسائي
ج5 ص74
والمعجم
الكبير ج4
ص112
وكنز
العمال ج11
ص726
وج13
ص534
وعلوم
القرآن
للسيد
محمد باقر الحكيم
ص305
وأسباب
نزول الآيات
ص106
وتفسير
القرآن العظيم لابن
كثير ج1
ص530
وتاريخ
مدينة دمشق ج43 ص 399
و
400
وتهذيب
الكمال ج25
ص366
وسير
أعلام النبلاء ج1
ص415
وج9
ص367
وخلاصة
عبقات الأنوار ج3
ص23
وإختيار
معرفة الرجال ج1
ص150وجامع
الرواة ج1
ص293
ومعجم
رجال الحديث ج8
ص41
وج13
ص288.
([54])
تاريخ الأمم والملوك ج3 ص66ـ 68 والكامل في التاريخ ج2 ص173
وعن السـيرة النبويـة لابن هشـام ج4 ص53 والطبقات الكـبرى لابن
سعد ج2 = = ص147 وتاريخ أبي الفداء ج1 ص145 وأسد الغابة ج3
ص102 وعن صحيح البخاري ج3 ص48 والإستيعاب (بهامش الإصابة) ج1
ص407
وضوء
النبي «صلى الله عليه وآله» ج2
ص17
والمحلى
ج8 ص 166
والخصال
ص563
والمسترشد
ص492
والغدير
ج7
ص169
والإمام
علي «عليه السلام»
للرحماني
ص688
وكتاب
المنمق
ص217
و(ط
مؤسسة الأعلمي)
ج2
ص342
والبداية
والنهاية ج4
ص358
والسيرة
النبوية
لابن
كثير
ج3
ص592
وسبل
الهدى والرشاد ج6
ص201.
([55])
تاريخ الأمم والملوك ج2 ص333 والنص والإجتهاد للسيد عبد الحسين
شرف الدين ص495 عن السيرة النبوية لابن هشام ج14 ص100.
([56])
راجع عبقرية عمر للعقاد ص266.
([57])
تاريخ الأمم والملوك ج3 ص278 ـ 279 وفي (ط ليدن) ج4 ص141،
وراجع: وفيات الأعيان ج6 ص15 والمختصر في أخبار البشر ج1 ص158
وروضة = = المناظر (بهامش الكامل في التاريخ) ج7 ص167 والكامل
في التاريخ (ط دار صادر) ج3 ص49 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج1
ص179 والخصال ص563 الإمام علي «عليه السلام» لأحمد الرحماني
الهمداني ص688 وعن البداية والنهاية ج4 ص358 وكشف الغمة ج1
ص220.
وراجع: المبسوط للسرخسي ص92 وج20 ص2145 والمحلى لابن حزم ج8
ص166والخصال ص563 والمسترشد ص492 و 493 وشرح الأخبار ج1 ص310
والإحتجاج ج1 ص124 والبحار ج21 ص142 وج31 ص330 والنص والإجتهاد
ص461 والفايق في غريب الحديث ج3 ص379 وتفسير القرآن العظيم
لابن كثير ج1 ص548 وأسد الغابة ج2 ص94 وكتاب المحبر ص124
والسيرة النبوية لابن هشام الحميري ج4 ص884 وسبل الهدى والرشاد
ج6 ص 201 وغريب الحديث لابن قتيبة ج1 ص372 و 373 والنهاية في
غريب الحديث لابن الأثير ج2 ص277 وج5 ص226.
([58])
راجع نفس المصادر السابقة.
([59])
راجع: البحار ج29 ص46 ـ 52 عن إرشاد القلوب للديلمي، والأنوار
العلوية 314 ـ 316.
([60])
البحار ج22 ص197 وج40 ص33 عن أمالي الشيخ الطوسي ص322 و (ط دار
الثقافة) ص506 ومستدرك سفينة البحار ج5 ص334.
([61])
البحار ج40 ص43 والكافي ج8 ص11 وإحقاق الحق ج6 ص153 عن در بحر
المناقب (مخطوط) ص43، وراجع ذخائر العقبى ص92 والمناقب
المرتضوية ص93 والروضة في المعجزات والفضائل ص128.
([62])
فتوحات الوهاب بتوضيح شرح منهج الطلاب، لسلمان العجيلي المعروف
بالجمل (ط القاهرة) ص62 وفرائد السمطين (ط دار النعمان، النجف)
ص120 ونظم درر السمطين ص124 وعن المناوي في شرح الجامع الصغير،
وإحقاق الحق (الملحقات) ج15 ص42 و 59 وج20 ص518 و 283 عن آل
محمد للمردي الحنفي، وعن غيره ممن تقدم. وعن فيض القدير ج5
ص293 والأنوار العلوبة ص153 والبحار ج60 ص146 ومستدرك سفينة
البحار ج6 ص34 وج10 ص14.
([63])
راجع المصادر التالية: الإحتجاج (ط سنة 1313 ه . ق) ج1 ص190 و
191 و 300 والصراط المستقيم ج2 ص80 و 82 وقاموس الرجال ج3 ص476
و 478 و 479 والخصال ج2 ص462 و 463 واليقين في إمرة أمير
المؤمنين ص108 ـ 110 عن أحمد بن محمد الطبري، المعروف
بالخليلي، وعن محمد بن جرير الطبري، صاحب التاريخ في كتابه:
مناقب أهل البيت «عليهم السلام» والبحار ج28 ص210 و 211 و 214
و 219 ورجال البرقي ص63 و 64.
([64])
مستدرك سفينة البحار ج5 ص321 وراجع: المناقب لابن شهرآشوب ج3
ص74 والفضائل لابن شاذان ص77.
([65])
أرجح المطالب (ط لاهور) ص38 ومناقب علي «عليه السلام» للعيني
الحيدر آبادي (ط أعلم بريش، جهار منار) ص57 و 37.
([66])
نظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص124 وفيض القدير في شرح
الجامع الصغير ج5 ص293 وينابيع المودة للقندوزي ج1 ص409.
([67])
فرائد السمطين (مطبعة النعمان، النجف) ص29.
([68])
إحقاق الحق ج4 ص297 عن مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي.
([69])
ينابيع المودة (ط إسلامبول) ص213 وراجع: أرجح المطالب (ط
لاهور) ص14 و 29 وإحقاق الحق (الملحقات) ج20 ص250 عن: آل محمد
للمردي الحنفي وج4 ص225 عن عدد من المصادر.
([70])
راجع: الغدير ج7 ص158 ـ 163 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص503
والكامل في التاريخ ج2 ص359 وأسد الغابة ج4 ص295 وتهذيب تاريخ
دمشق ج5 ص105 والإصابة ج3 ص357 وتاريخ الخميس ج2 ص209 و 233
وتاريخ أبي الفداء ج1 ص158.
([71])
الغدير ج10 ص10 وج5 ص362 و 363 وعن تاريخ ابن عساكر ج5 ص102
والإمامة والسياسة ج1 ص22 وأعلام النساء ج2 ص876.
([72])
تهذيب تاريخ دمشق ج5 ص102 والإمامة والسياسة ج1 ص24 والإصابة
ج1 ص414 والإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج1 ص408 و 409.
([73])
السيرة النبوية ج4 ص27 وسبل الهدى والرشاد ج6 ص151 وراجع ص150
والسيرة الحلبية ج3 ص69 وراجع ص67 وراجع: ما عن تاريخ الأمم
والملوك ج2 ص322 وعن البداية والنهاية ج4 ص279 وعن السيرة
النبوية لابن هشام ج3 ص834 وج2 ص167 والسيرة النبوية لابن كثير
ج3 ص462.
([74])
البحار ج21 ص50 و 51 عن الأمالي للطوسي ص87 و 88 وبشارة
المصطفى ص432.
([75])
المغازي للواقدي ج2 ص763 وتاريخ الخميس ج2 ص72 والبحار ج21 ص62
وسبل الهدى والرشاد ج6 ص150 وشرح النهج للمعتزلي ج15 ص68
والطبقات الكبرى لابن سعد ج4 ص253 وتاريخ مدينة دمشق ج2 ص15.
([76])
تاريخ مدينة دمشق ج49 ص337 وراجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ج2
ص129.
([77])
المغازي للواقدي ج2 ص763 وتاريخ مدينة دمشق ج49 ص337.
([78])
السيرة الحلبية ج3 ص67.
([79])
المغازي للواقدي ج2 ص762 و 763.
([80])
سبل الهدى والرشاد ج6 ص155 و 156 وراجع: الطبقات لابن سعد ج2
ق1 ص93 والسيرة الحلبية ج3 ص69 وتاريخ الخميس ج2 ص72 والمغازي
للواقدي ج2 ص764 و 765 والبحار ج21 ص57 عن إعلام الورى ص111 و
112 وعن تاريخ الأمم والملوك ج3 ص42.
([81])
المغازي للواقدي ج2 ص764 و 765 وشرح النهج للمعتزلي ج15 ص70.
([82])
سبل الهدى والرشاد ج7 ص151 وج6 ص156 وفي هامشه: عن أبي داود ج2
ص52 وعن الترمذي ج4 ص186 وعن مسند أحمد ج2 ص111 وحلية الأولياء
ج9 ص57 والسنن الكبرى للبيهقي ج9 ص78 والسيرة الحلبية ج3 ص69.
([83])
المغازي للواقدي ج2 ص762 و 765 والبحار ج21 ص62 وشرح النهج
للمعتزلي ج15 ص68 وراجع: الأحكام ليحيى بن الحسين ج2 ص502
وكتاب الأم ج4 ص180 والمجموع للنووي ج19 ص291 ونيل الأوطار ج8
ص79 والمسند للشافعي ج1 ص207 وعن مسند أحمد ج2 ص70 وسنن أبي
داود ج1 ص596 وسنن الترمذي ج3 ص130 والسنن الكبرى للبيهقي ج9
ص77 و 276 ومسند أبي يعلى ج9 ص447 والمنتقى في السنن المسندة
ص263 والفايق في غريب الحديث ج1 ص217 وتفسير مجمع البيان ج4
ص445 وتفسير الميزان ج9 ص558 والجامع لأحكام القرآن ج7 ص383
وتفسير القرآن العظيم ج2 ص306 وعن الدر المنثور ج3 ص174 وتاريخ
مدينة دمشق ج51 ص266.
([84])
المغازي للواقدي ج2 ص764 والبحار ج21 ص62 وشرح النهج للمعتزلي
ج15 ص70.
([85])
المغازي للواقدي ج2 ص764 و 765 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص323
وراجع: البحار ج21 ص62 وشرح النهج للمعتزلي ج15 ص70.
([86])
المغازي للواقدي ج2 ص764 والسيرة الحلبية ج3 ص67 وتاريخ الخميس
ج2 ص72 وراجع: تاريخ مدينة دمشق ج11 ص107 والطبقات الكبرى ج4
ص253.
([87])
تاريخ الخميس ج2 ص72.
([88])
المغازي للواقدي ج2 ص764 وراجع: تاريخ الخميس ج2 ص72 والسيرة
الحلبية ج3 ص67 والمستدرك للحاكم (ط دار المعرفة) ج3 ص42
وراجع: شيخ المضيرة لأبي رية ص74 عن المستدرك على الصحيحين
للحاكم ج2 ص12
.
([89])
المغازي للواقدي ج2 ص764 وتاريخ الخميس ج2 ص72 وتاريخ الأمم
والملوك ج2 ص323 وعن السيرة النبوية ج4 ص30 وسبل الهدى والرشاد
ج6 ص156.
([90])
راجع: كنز العمال ج10 ص555 وسبل الهدى والرشاد ج6 ص152 و 156.
([91])
راجع: مغازي الواقدي،
وتاريخ مدينة دمشق ج16 ص359 وقال في هامشه: كذا = = بالأصل
وابن العديم ومختصر ابن منظور 8/45 وقد صححها محقق مغازي
الواقدي «عمارة بن غزية» وسير أعلام النبلاء ج2 ص486 وقال: هو
في مغازي الواقدي 2/769، وقد أخطأ محقق الكتاب مارسدن جونس،
فأبدل لفظ «خزيمة» بـ «غزية» مع أنه في الأصل الذي اعتمده
«خزيمة على الصواب» على الصواب.
([92])
راجع: سبل الهدى والرشاد ج6 ص150 وعن السيرة النبوية ج3 ص68.
|