دخـــــــــول
مـــكـــــة
أدوار
مخترعة للعباس
رضوان
الله عليه:
هذا.. وقد رووا:
عن أبي سلمة، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، وعن عروة:
أن العباس قال: يا رسول الله!! لو أذنت لي فأتيتهم ـ أي أهل مكة ـ
فدعوتهم فأمنتهم ، فركب العباس بغلة رسول الله «صلى الله عليه وآله»
الشهباء، وانطلق.
فقال رسول الله «صلى الله عليه
وآله»:
«ردوا عليّ أبي، ردوا عليّ أبي، فإن عم الرجل صنو أبيه.
إني أخاف أن تفعل به قريش ما فعلت ثقيف بعروة بن مسعود، دعاهم إلى الله
ـ تعالى ـ فقتلوه، أما والله لئن ركبوها منه لأضرمنها عليهم ناراً».
فكره العباس الرجوع، وقال:
يا رسول الله، إن تُرْجِع أبا سفيان راغباً في قلة الناس، فيكفر بعد
إسلامه.
فقال:
«احبسه» فحبسه.
فذكر عرض القبائل ومرورها بأبي
سفيان، وفيه:
فقال أبو سفيان: امض يا عباس.
فانطلق العباس حتى دخل مكة، فقال:
يا أهل مكة!! أسلموا تسلموا قد استبطنتم بأشهب بازل([1]).
وفي حديث عروة:
وكفهم الله عز وجل ـ عن العباس ـ انتهى.
قال:
ثم إن النبي «صلى الله عليه وآله» قال لأبي سفيان: تقدم إلى مكة
فأعلمهم الأمان([2]).
قال العباس:
فقلت لأبي سفيان بن حرب: أنج ويحك، فأدرك قومك قبل أن يدخل عليهم رسول
الله «صلى الله عليه وآله».
فخرج أبو سفيان، فتقدم الناس كلهم حتى دخل مكة من كداء،
فصرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش، هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به،
أسلموا تسلموا، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن.
قالوا:
قاتلك الله! وما تغني دارك؟!
قال:
ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن.
فقامت إليه هند بنت عتبة زوجته،
فأخذت بشاربه، وقالت:
أقتلوا الحميت الدسم الأحمس، قُبِّح من طليعة قوم.
فقال أبو سفيان:
ويلكم! لا تغرنكم هذه من أنفسكم، فإنه قد جاءكم ما لا قبل لكم به([3]).
وفي نص آخر:
أن أبا سفيان أقبل يركض حتى دخل مكة وقد سطع الغبار من فوق الجبال([4])،
ثم صاح: يا آل غالب، البيوت البيوت. من دخل داري فهو آمن، فعرفت هند
فأخذت تطردهم..
إلى أن قالت الرواية:
أن أبا سفيان قال لها: ويلك إني رأيت ذات القرون، ورأيت فارس أبناء
الكرام، ورأيت ملوك كندة وفتيان حمير، يسلمن (يسلمون) آخر النهار، ويلك
اسكتي، فقد والله جاء الحق، ودنت البلية([5]).
ونقول:
إن لنا مع ما تقدم وقفات، نذكرها فيما يلي:
وبالنسبة لما ذكر من خوف النبي «صلى الله عليه وآله»
على عمه العباس، وطلبه أن يردوه عليه، نقول:
إننا نكاد نطمئن إلى أنها رواية مفتعلة في معظمها ،
فلاحظ ما يلي:
1 ـ
كيف يرضى رسول الله «صلى الله عليه وآله» أن يذهب
العباس إلى أهل مكة، ويأذن له بأن يركب بغلته.. إذ لم يكن ليركب العباس
بغلة رسول الله «صلى الله عليه وآله» من دون إذنه.. ثم يغير قراره
مباشرة، ويطلب من الناس إرجاع العباس.
فإن لم يكن ملتفتاً في بادئ الأمر إلى أن أهل مكة قد
يؤذون عمه، وقد يجري له معهم كما جرى لعروة بن مسعود حيث قتلته ثقيف
حينما دعاهم إلى الله تعالى، فذلك يشير إلى نقص لا يصح نسبته إلى النبي
«صلى الله عليه وآله».. وإن كان قد التفت إلى ذلك وكان قراراً مصيباً،
فلماذا عدل عنه؟! وإن كان قراراً خاطئاً فلماذا اتخذه، وأصدر أمره على
أساسه؟!
وهل يمكن أن يكون النبي «صلى الله عليه وآله» متردداً
إلى هذا الحد؟ ثم ألا يوجب ذلك وهن أمره، وضعف أثره؟
ومن تكون هذه حاله، كيف يستطيع أن يجمع هذه الجموع
ويحقق هذه الإنجازات؟!
2 ـ
إن عروة بن مسعود حين دعا ثقيفاً إلى الله لم يكن وراءه
من تخشاه ثقيف ولا كان معه، عشرة آلاف مقاتل، ولا كان قد أخذ من
زعمائهم من هو مثل أبي سفيان، وبديل بن ورقاء، وحكيم بن حزام..
أما العباس، فكان كل ذلك متوفراً بالنسبة إليه، فلا
معنى لقياس حاله بحال ابن مسعود الثقفي، الذي قتلته ثقيف..
3 ـ
إن واضع الرواية لم تكن لديه خبرة كافية بالتاريخ. فإن
ما ذكره من خشية النبي «صلى الله عليه وآله» من أن يجري على عمه مثل ما
جرى على عروة بن مسعود، حيث قتلته ثقيف حين ذهب إليهم يدعوهم إلى الله،
لا يمكن أن يصح، لأن عروة ـ كما صرحت به النصوص ـ إنما قتلته ثقيف في
سنة تسع بعد رجوع أبي بكر من الحج([6]).
وقد كان فتح مكة في شهر رمضان من سنة ثمان كما هو
معلوم، أو بعد حرب الطائف كما ذكره ابن إسحاق([7]).
وقد كان الفتح في شوال سنة ثمان.
وسيأتي ذلك كله مع مصادره بعد غزوة الطائف إن شاء الله
تعالى.
4 ـ
ما معنى: أن لا يرضى العباس أن يمتثل لأمر رسول الله
«صلى الله عليه وآله»، حيث كره الرجوع، رغم أنه «صلى الله عليه وآله»
قد أمره به.
5 ـ
ما معنى: أن يأمر أبو سفيان العباس بأن يمضي معه،
فيطيعه، ويدخل معه مكة، وذلك بعد أن رأى أبو سفيان عرض القبائل
ومرورها.. ولا يرضى بإطاعة أمر الرسول «صلى الله عليه وآله» له
بالرجوع؟!
فهل كان النبي «صلى الله عليه وآله» غافلاً عن أن
المصلحة هي في أن يرى أبو سفيان ذلك العرض، ثم يذهب هو والعباس بعده
إلى أهل مكة؟!
ولو صح ذلك، فكيف نرد على الروايات
المصرحة:
بأن النبي «صلى الله عليه وآله» قد أمر العباس ـ فور إسلام أبي سفيان ـ
أن يوقفه عند العقبة، ويريه عرض القبائل؟! بل الروايات تقول: إن العباس
هو الذي اقترح ذلك، فقبله منه النبي «صلى الله عليه وآله».
فإن هذا يعني:
أن أمر النبي «صلى الله عليه وآله» للعباس بدخول مكة، ثم تراجعه عن
قراره ـ حسبما يزعمون ـ قد كان بعد العرض الذي رآه أبو سفيان، وهو
ينافي قولهم: إنه رأى العرض بعد إرجاع النبي «صلى الله عليه وآله»
للعباس..
6 ـ
لماذا يراد تضخيم دور العباس بتصوير أنه مستهدف من قبل
المشركين، حتى كأن سيوفهم ورماحهم مشرعة لتغمد في صدره ونحره، حتى
ليقول عروة: «وكفهم الله عز وجل عن العباس ». إذ متى استهدف المشركون
العباس بسوء؟
7 ـ
إن الروايات تظهر: أن أبا سفيان هو الذي دعا أهل مكة
للإسراع بالاستسلام، وهو الذي أخبرهم بالأمان، ثم دخل الجيش مكة.
ولم نجد أية فرصة للعباس ليقول لأهل ذلك البلد شيئاً،
سوى تلك الكلمة التي يزعمون: أن أبا سفيان أمره بأن يقولها، وهي نفسها
التي قالها لهم أبو سفيان أيضاً.
8 ـ
إننا لم نعهد النبي الكريم «صلى الله عليه وآله» يتصرف
بهذه اللهفة على العباس، أو على غيره انطلاقاً من الداعي النَسَبي،
فضلاً عن أن يبرر تصرفه هذا بأمر عادي جداً. حيث يقول: «فإن عم الرجل
صنو أبيه»، مع ملاحظة أن أبا لهب كان عم النبي «صلى الله عليه وآله»
أيضاً، فهل هو الآخر صنو أبيه أيضاً في مواقفه، وفي حربه له ولدينه؟!
9 ـ
إنه «صلى الله عليه وآله» لم يرسل العباس لدعوة أهل مكة
لدينه. بل أرسله بالأمان لهم على دمائهم وأموالهم. فهم يرونه محسناً
لهم.. حتى لو خطّأوه في دعوتهم إلى هذا الأمان. مع أنهم سوف يرون موقفه
هذا هو عين الصواب.
ومما يدخل في سياق تعظيم العباس وتفخيمه، ما زعموه من
أن النبي «صلى الله عليه وآله» لما فتح مكة أوحى الله إليه: إن عمك له
عليك يد سابقة، وجميل متقدم، وهو ما أنفق عليك في وليمة عبد الله بن
جدعان، مع ما له عليك في سائر الأزمان. وفي نفسه سهم من سوق عكاظ،
فامنحه إياه في مدة حياته، وولده بعد وفاته.
ثم قال:
ألا لعنة الله على من عارض عمي في سوق عكاظ، ونازعه فيه. ومن أخذه فأنا
بريء منه، وعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين.
فلم يكترث عمر بذلك، وحسد العباس على دخول سوق عكاظ،
وغصبه منه([8]).
ونقول:
إن لنا على هذا النص العديد من المؤاخذات.
أولاً:
قال العلامة الشيخ محمد تقي التستري ما محصله: إن مضمون
هذا الحديث يدل على كذبه.
ولو كان صحيحاً، فلِم لَم يذكر مضامينه المفيد،
والمرتضى، ولم يرد في كتاب آخر، أو خبر؟!([9]).
ثانياً:
ما معنى: أن ينفق العباس على رسول الله «صلى الله عليه وآله» في وليمة
شخص آخر وهو عبد الله بن جدعان؟ فإن المفروض: أن يكون من ينفق في
الوليمة هو صاحبها، وأن لا يرضى بأن يشاركه غيره في الإنفاق، لأن ذلك
يتضمن انتقاصاً من مقامه، وتشكيكاً في قيامه بما يتوجب عليه.
ثالثاً:
ما معنى: أن يحسد عمر العباس على دخول عكاظ؟ فإن المفروض هو: أن يحسده
على حصته في ذلك السوق، لا على مجرد الدخول فيه، علماً بأن الناس كلهم
يقدرون على دخول سوق عكاظ، ومنهم عمر نفسه؟! إلا أن يكون المقصود هو
دخوله بعنوان كونه مالكاً وشريكاً في جزء منه، لا مطلقاً.. ولكن لماذا
لا يفصح هذا القائل عن مراده، ويورد الكلام بصورة مبهمة؟!
رابعاً:
هل كان ذلك السوق مملوكاً لأشخاص، أم كان مجرد مكان عام واسع يجتمع به
الناس، ويبيعون ويشترون، ويتناشدون الأشعار وما إلى ذلك؟!
خامساً:
قد دعا رسول الله «صلى الله عليه وآله» ربه أن لا يجعل لفاسق ولا لفاجر
عنده نعمة([10]).
فما بالك بالمشرك؟! كما أنه «صلى الله عليه وآله» كان لا يقبل هدية من
المشرك([11]).
فذلك الدعاء يدل على أنه «صلى الله عليه وآله» لم يكن
لأحد منهم قبل الدعاء وبعده أية يد عنده.
وإذا كان الله تعالى قد مدح الأتقى حيث قال:
{وَمَا
لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى}([12])،
فإن رسول الله «صلى الله عليه وآله» هو الأولى بهذا المدح، لأنه
المصداق الأتم لما ذكرته الآيات من أوصاف حميدة..
فما معنى أن يكون للعباس يد عند رسول الله «صلى الله
عليه وآله»، مما كان أنفقه عليه في وليمة ابن جدعان، مع ما له عليه في
سائر الأزمان؟! ألم يكن العباس مشركاً آنئذٍ وبعد ذلك إلى عشرات
السنين؟!
وألا ينافي ذلك نص الآية الكريمة التي نفت ـ على سبيل
المدح ـ أن يكون لأحد عند ذلك المؤمن نعمة تجزى، فبطريق أولى أن لا
يكون لأحد عند النبي «صلى الله عليه وآله» أية نعمة تستحق الجزاء
والمكافأة؟!
قالوا:
لما ذهب أبو سفيان إلى مكة بعد ما عاين جنود الله ـ تعالى ـ تمر عليه،
واصل المسلمون سيرهم، حتى انتهوا إلى ذي طوى، فوقفوا ينتظرون رسول الله
«صلى الله عليه وآله» حتى تلاحق الناس، وأقبل رسول الله «صلى الله عليه
وآله» في كتيبته الخضراء، وهو على ناقته القصواء، معتجراً([13])
بشق برد حبرة([14])
حمراء([15]).
وقد أردف أسامة بن زيد وقد طأطأ رأسه تواضعاً لله تعالى، وهو يقرأ سورة
الفتح([16]).
وعن أنس قال:
لما دخل رسول الله «صلى الله عليه وآله» استشرفه الناس، فوضع رأسه على
رحله متخشعاً([17]).
وعن أبي هريرة قال:
دخل رسول الله «صلى الله عليه وآله» يومئذٍ وعليه عمامة سوداء، ورايته
سوداء، ولواؤه أسود حتى وقف بذي طوى، وتوسط الناس، وإن عثنونه([18])
ليمس واسطة رحله، أو يقرب منها تواضعاً لله عز وجل، حين رأى ما رأى من
فتح الله تعالى، وكثرة المسلمين، ثم قال: «اللهم إن العيش عيش الآخرة»([19]).
قال:
وجعلت الخيل تمعج([20])
بذي طوى في كل وجه، ثم ثابت وسكنت حين توسطهم رسول الله «صلى الله عليه
وآله»([21]).
وعن أنس وعمرو بن حريث:
أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» دخل مكة وعليه عمامة سوداء بغير
إحرام([22]).
وعن
عمرو بن حريث قال:
كأني أنظر إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» يوم فتح مكة، وعليه
عمامة سوداء خرقانية، وقد أرخى طرفها بين كتفيه([23]).
وقد أشرنا أكثر من مرة إلى الإختلاف بين اللواء
والراية، وغير ذلك..
وبالنسبة لما روي عن أبي هريرة:
من أن لواء رسول الله «صلى الله عليه وآله» أسود ورايته سوداء، في فتح
مكة.. نقول:
قد رووا عن جابر أيضاً، أنه قال:
كان لواء رسول الله «صلى الله عليه وآله» يوم دخل مكة
أبيض([24]).
وعن عائشة:
«كان لواء رسول الله «صلى الله عليه وآله» يوم الفتح
أبيض، ورايته سوداء، تسمى العقاب، وكانت قطعة مرط([25])
مرحل([26])»([27]).
وعنها أيضاً قالت:
دخل رسول الله «صلى الله عليه وآله» يوم الفتح من كداء
من أعلى مكة([28])،
وخرج من أسفلها وهو ثنية كدى.
وعند الواقدي:
أنه «صلى الله عليه وآله» أمر الزبير أن يدخل من كدى،
وأمر خالداً أن يدخل من الليط (موضع بأسفل مكة)، وأمر سعد بن عبادة أن
يدخل من كداء، والراية مع ابنه قيس، ومضى «صلى الله عليه وآله» فدخل من
أذاخر([29]).
وقالوا:
دخل رسول الله «صلى الله عليه وآله» من أذاخر حتى نزل
بأعلى مكة، وضربت له هناك قبة([30]).
ورووا:
عن ابن عمر: لما دخل رسول الله «صلى الله عليه وآله»
مكة عام الفتح، رأى النساء يلطمن وجوه الخيل بالخمر، فتبسم إلى أبي
بكر، فقال: «يا أبا بكر كيف قال حسان»؟!
فأنشده أبو بكر قول حسان:
عـدمـت بـنـيـتـي إن لم تـروهـا تـثـير
الـنـقـع مـن كـتـفي كـداء
يـنـازعـن الأعـنـة مسـرجــات يـلـطـمـهـن بـالخــمـر
الـنسـاء
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»:
«ادخلوها من حيث قال حسان»([31]).
قال الصالحي الشامي:
وفي الصحيح وغيره عن عروة: «أن رسول الله «صلى الله
عليه وآله» أمر الزبير بن العوام أن يدخل من كداء من أعلى مكة، وأن
يغرز رايته بالحجون، ولا يبرح حتى يأتيه»([32]).
وقال في الصحيح أيضاً عن العباس:
أنه قال للزبير بن العوام: يا أبا عبد الله ها هنا أمرك
رسول الله «صلى الله عليه وآله» أن تركز الراية؟
قال:
نعم([33]).
قال:
وأمر رسول الله «صلى الله عليه وآله» خالد بن الوليد ـ
وكان على المجنبة اليمنى، وفيها أسلم، وسليم، وغفار، ومزينة، وجهينة،
وقبائل من العرب ـ أن يدخلوا من الليط، وهو أسفل مكة، وأمره أن يغرز
رايته عند أدنى البيوت([34])،
وبها بنو بكر، وبنو الحارث بن عبد مناة، والأحابيش الذين استنفرتهم
قريش([35]).
وأمّر أبا عبيدة بن الجراح على الحسَّر([36]).
والحاسر في مقابل الدارع.
وقال الصالحي الشامي:
وقع في الصحيح عن عروة قال: وأمر النبي «صلى الله عليه
وآله» يومئذٍ خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى مكة من كداء، ودخل رسول
الله «صلى الله عليه وآله» من أسفل مكة من كدى، أي بالقصر([37]).
وهذا مخالف للأحاديث الصحيحة.
ففي الصحيح وغيره:
أن خالد بن الوليد دخل من أسفل مكة، ودخل رسول الله
«صلى الله عليه وآله» من أعلاها، وبه جزم ابن عقبة، وابن إسحاق وغيرهما([38]).
وعن عبد الله بن رباح:
أن أبا عبيدة كان على البياذقة، يعني الرجالة([39]).
وعند ابن إسحاق وعبد الله بن أبي نجيح أن أبا عبيدة بن
الجراح أقبل بالصف من المسلمين ينصب لمكة بين يدي رسول الله «صلى الله
عليه وآله».
قالوا:
وأمر رسول الله «صلى الله عليه وآله» أمراءه أن يكفوا
أيديهم، ولا يقاتلوا إلا من قاتلهم([40]).
النبي
يقرأ سورة الفتح:
عن قراءة النبي «صلى الله عليه وآله» سورة الفتح حين
دخوله مكة نقول:
إن هذه السورة قد نزلت في شأن الحديبية في ذي القعدة
سنة ست([41]).
وقد قرأها النبي «صلى الله عليه وآله» على المسلمين،
ليذكرهم برعاية الغيب لهم، وتحقق ما وعدهم به وإذا كان المشركون
يتتبعون أخبار رسول الله «صلى الله عليه وآله»، خصوصاً ما له ارتباط
بحركة الصراع معه، فلا بد من أن يكون قد تناهى إلى مسامعهم نزول هذه
السورة التي تعنيهم بصورة مباشرة، وجديَّة وحقيقية، لأنها تتضمن الوعد
بالفتح، وبأمور أخرى هامة وحساسة جداً، وفيها ما يمسهم هم كأشخاص في
تعاملهم معه «صلى الله عليه وآله».
فإذا قرأ هذه السورة في حال دخوله مكة، فإن أهل
الإيمان سوف يزدادون إيماناً، وأهل الكفر والشرك سوف يغرقون في بحر من
التأمل الذي قد ينتهي بقناعة تتكون لديهم بعدم جدوى استمرار الجحود،
وبأن لا فائدة من تبييت النوايا السيئة، ولن ينتهي كيدهم ومكرهم
وتآمرهم إلى أية نتيجة..
بل إن قراءة هذه السورة في حال دخول مكة لا بد من أن
يسوق المسلمين والمشركين معاً إلى ترقب تحقق سائر المضامين التي ذكرت
في آياتها التي نزلت قبل سنوات، والتي حضر وقت تحققها.
وستكون لحظات ممتعة، ولذيذة لكل أحد، وهو يرى أمراً
غيبياً عرفه، وسمعه ووعاه، يتحقق أمام عينيه.
وقد جاء في أول سورة الفتح قوله تعالى:
{إِنَّا
فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ
مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ
وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً وَيَنصُرَكَ اللهُ نَصْراً
عَزِيزاً}([42]).
فليلاحظ:
أولاً:
إن الله تبارك وتعالى يقول: إن سبب هذا الفتح الذي منحه
إياه، هو أنه أراد أن يغفر له ذنبه.. فهل يعقل أن يعطى المذنب جائزة
بهذه العظمة، والأهمية والخطورة على جرأته عليه، وعلى ذنب ارتكبه؟!
بحيث يكون مغفرة الذنب سبباً لهذه الجائزة!!
ثانياً:
كيف نتصور أن يكون الله تعالى قد فتح لنبيه
«صلى الله عليه وآله» ليغفر له ذنبه؟!
ثالثاً:
لو سلمنا: أن هذا الفتح سبب لمغفرة الذنب الصادر، فكيف
يكون سبباً لمغفرة الذنب الذي سوف يصدر؟!
إن هذا الأسئلة ستكون محرجة جداً إذا كان المراد بالذنب
هو الجرأة على الله، وارتكاب ما نهى عنه، ومخالفة أوامره. والمراد
بالمغفرة الستر، والمراد بالذنب ما اعتبره المشركون ذنباً له «صلى الله
عليه وآله»، وهو دعوته إلى الإسلام، ورفضه الشرك، وما وقع من حروب
معهم، وقتل لرجالهم وإسقاط لأطروحتهم..
فجاء فتح مكة ليكسر شوكتهم، ويخمد نارهم، وليدخلوا في
دين الله، وليروا أن مصلحتهم تقضي بالتقرب منه «صلى الله عليه وآله»،
والاستفادة من الخيرات التي تهيأت لهم في ظل الإسلام.
وأصبحوا يصرحون:
بأنهم هم المخطئون وهو المصيب.
وعوضاً عن توصيفه بالغادر وقاطع الرحم، والمذنب في عيب
آلهتهم والكاذب و.. و.. الخ.. صاروا يصفونه بالوفي، والحليم، والكريم،
والوَصول والصادق و.. و.. الخ..
كما أن ما كانوا يعدونه ذنباً لو فعله في أيام شركهم،
قد غفروه له، بل صاروا يعدونه حسناً وإحساناً وحقاً بعد هذا الفتح
العتيد.
وقد ذكرت الروايات:
أن النبي «صلى الله عليه وآله» قال حين دخل مكة: «العيش
عيش الآخرة».
ونقول:
ربما نستفيد من هذا القول:
أنه «صلى الله عليه وآله» يريد إفهام أهل مكة،
والمسلمين الفاتحين وغيرهم: أن هذا الفتح العظيم يجب أن يقودنا قبل
اتخاذ أي موقف منه إلى إجراء دراسة لنتائجه وآثاره الدنيوية والأخروية،
بهدف الموازنة فيما بينها، لكي ينصب الاهتمام على الأهم، فيحافظون
عليه، ويعملون على ترشيده، وتنميته، وتقويته، وليس لأحد أن يتلهى
بالتفاهات، والقشور، ويضيع فيها، ويضيِّع هذا الإنجاز العظيم أيضاً..
وقد سارع رسول الله «صلى الله عليه وآله» لرسم معالم
الحق والحقيقة، والسداد والرشاد في هذا الفتح، وحدد المكامن الحقيقية
والراسخة والخالدة فيه، وبيَّن أنها ليست ـ حتماً ـ في هذه الحياة
الدنيا، وإنما هي في الدار الآخرة.
فإن الفتح إذا كان يفتح أبواباً لأنواعٍ أفضلَ من العيش
في الدنيا، فإن الأبواب التي يفتحها للعيش الخالد والرضي في الآخرة، في
ظل الرضا الإلهي ستكون هي الأرقى والأفضل..
وهو إنما يقدم هذه المعادلة للناس من موقع النبوة
المطلعة بعمق على واقع حقيقة الدنيا والآخرة، من خلال الوحي الإلهي
الذي يكشف هذه الحقائق ويبينها للأنبياء «عليهم السلام»، كأفضل ما يكون
الكشف والبيان.
وقد كان لا بد من إطلاق هذا البيان لأمة تؤمن بالغيب،
ولطوائف من الناس يتحفزون للخروج من أسر الشرك إلى الحرية في رحاب
التوحيد..
فيربط على قلوب أهل الإيمان، والمعلنين بالإسلام، ويزيد
في وضوح الرؤية لأولئك الخارجين من أحضان الشرك والجحود إلى آفاق
الإسلام الرحبة..
وقد كانت تلك البيانات بالقول دروساً تحمل في طياتها
الوعي الرسالي للمفاهيم والحقائق..، والتربية الروحية، والرشاد والسداد
في الفكر، والوعي، والاعتقاد..
وقد رافقتها حالة سلوكية لا بد من أن تترك أثرها العميق
على روح وفكر أهل الإيمان، وأهل الكفر والشرك والطغيان على حد سواء..
إذ ربما لم يكن يخطر على بال أحد:
أن تتجلى حالة الخشوع والخضوع، والتطامن والتواضع لله
سبحانه في هذه اللحظات بالذات، بل ربما يتوقع الناس: أن يروا هيبة
الملك، وعظمة النصر، والهيمنة والحزم، ونظرات التصميم والعزم في كل
حركة ولفتة في خصوص هذا الظرف الحساس، الذي يحتاج إلى إصدار الأوامر،
وتوزيع المهام، وإظهار القوة والشوكة لقطع دابر أي تفكير بالتمرد، أو
الغدر، أو الكيد والمكر الذكي والخفي..
ولكن الجميع رأوا مظهراً آخر من مظاهر العبودية لله
سبحانه، وصورة رائعة من صور الخضوع والخشوع له، حتى إن هذا الفاتح
المنتصر يطأطئ رأسه تخشعاً وتواضعاً إلى حد أن عثنونه يلامس واسطة
رحله، أو يقرب منها، وذلك لما رآه من الفتح، وكثرة المسلمين.
إن هذا النبي «صلى الله عليه وآله» وكل إنسان مؤمن واع
لحقيقة إيمانه يدرك: أنه لا يكثر بالناس أمام الله، بل يكون أمام الله
وحيداً فريداً، وإنما يكثر بالله وحده لا شريك له..
إنه يريد من الله تعالى أن ينصره وينصر من معه، ولا
يريد أن ينتصر بهم.
كما أنه حين دخل حرم الله مع هذه العساكر، إنما أراد
بذلك حفظ حرمة الحرم والبيت، ومنع هتك حرمته من قبل العتاة والقساة
بشركهم، وكفرهم، وظلمهم، وإفسادهم في الأرض، ومحاربتهم لدين الله
تعالى..
ويلاحظ هنا:
أن النص المتقدم يقول: استشرفه الناس، فوضع رأسه على رحله متخشعاً، أي
أنه حين يستشرف الناس أحداً فإنه يشعر بأنه أصبح محط أنظارهم وملتقى
أبصارهم، وأن الخطرات والصور تتزاحم في داخل مخيلتهم عن مزاياه، وعن
مظهره وخفاياه، وعن حجم قدراته، وسائر صفاته، فيرى لنفسه نوعاً من
الخصوصية، ودرجة من المحورية.
ولكن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لم يجد نفسه أمام
أنظار هؤلاء الناس، بل وجد نفسه أمام الله وحده، فهو يرعاه، ويراه،
ويراقب حاله ومسراه، فتواضع له وتَخَشَّعَ، وطأطأ برأسه ولم يكد يرفع.
وبالنسبة لبعض التفاصيل نقول:
هناك حديث عن رايةٍ كانت مع الزبير، وأن رسول الله «صلى
الله عليه وآله» كان قد أمره أن يركزها بالحجون، ولا يبرح حتى يأتيه،
ونحن لا ننكر أن يكون ذلك قد حصل فعلاً.. غير أننا نقول:
أولاً:
لا شك في أنها ليست هي راية رسول الله «صلى الله عليه وآله» التي هي
للجيش كله، فإن تلك كانت مع علي أمير المؤمنين «عليه السلام» كما دلت
عليه النصوص الكثيرة التي ذكرناها في أوائل غزوة أحد.
ثانياً:
إن ملاحظة النصوص تعطي: أن النبي «صلى الله عليه وآله»
كان يختار مواقع معينة ليركز فيها إحدى راياته، ولعل ذلك يهدف إلى
إظهار الهيمنة على تلك المنطقة، وبسط النفوذ على ذلك المحيط، لكي لا
ينتهز الفرصة أوباش الناس، أو طلاب اللبانات للعبث بأمن الناس، أو
للتعدي على ممتلكاتهم، ولتكون مثابة لجند الإسلام في تلك المنطقة،
ونقطة تجمع وانطلاق.
وهذا يفسر لنا أمره «صلى الله عليه وآله» خالد بن
الوليد ومن معه بان يدخلوا من الليط ـ وهو أسفل مكة ـ وأن يغرز رايته
عند أدنى البيوت كما ذكرته النصوص المتقدمة أيضاً.
ثالثاً:
إنه «صلى الله عليه وآله» قد أمر قيس بن سعد أن يغرز
رايته في الحجون أيضاً، وأمر خالداً بغرز رايته أسفل مكة، عند أدنى
البيوت، فهل ذلك يدل على ان خالداً أو قيساً كانا يحملان راية رسول
الله «صلى الله عليه وآله»؟!
وثمة مفارقة أخرى تظهر في النصوص
المتقدمة، وهي:
أن أحدها يقول: إنه «صلى الله عليه وآله» أمر سعد بن
عبادة أن يدخل من كداء والراية مع ابنه قيس([43]).
فإن الأمر إنما يصدر لصاحب الراية التي يتبعها الناس،
ويتحلقون حولها، فإصدار الأمر لسعد مع كون الراية مع قيس يصبح غير ظاهر
الوجه..
ويزيد الأمر إشكالاً بملاحظة ما
قدمناه من أن الروايات تقول:
إن علياً «عليه السلام» هو الذي أخذ الراية من سعد وادخلها إلى مكة
إدخالاً رفيقاً حتى غرزها عند الركن، إلا أن يكون النبي «صلى الله عليه
وآله» قد وزع الناس مرة أخرى في داخل مكة، وأمرهم أن ينزلوا في مواقع
معينة في أنحاء مختلفة، فأعطى الراية لقيس ليوصلها إلى ذلك المكان،
وأبقى القيادة العملية لأبيه سعد.
وحديث لطم النساء وجوه الخيل بخمرهن، ومطابقته لما ورد
في شعر حسان بن ثابت ـ إن صح ـ فهو من الدلائل الموجبة لرسوخ يقين أهل
الإيمان، وتخفيف حدة أهل الكفر والشرك، وتضاؤل ميلهم إلى الجحود
والتحدي، أو المماطلة في قبول الإسلام ديناً..
فإذا أصروا على مواقفهم، وأرادوا المكر بأهل الدين
وبالمؤمنين، فذلك يكون من موجبات خزيهم، وبوار حجتهم..
قال الحلبي بعد أن ذكر أن النبي «صلى الله عليه وآله»
دخل مكة يوم الفتح من أعلاها، أي من «كداء»، وخرج من أسفلها: «وبهذا
استدل أئمتنا على أنه يستحب دخول مكة من الأولى، والخروج من الثانية»([44]).
ونقول:
إن هذا الاستدلال غير مقبول:
أولاً:
إن هذا الدخول وذلك الخروج لا يدل بمجرده على
الاستحباب، إذ لعله أمر اقتضته أحوال عسكرية، أو طبيعة التركيبة
السكانية، أو طرقات ذات خصوصيات تفرض الدخول من هنا، والخروج من هناك.
نعم لو علمنا:
أنه «صلى الله عليه وآله» لم يأخذ أي شيء بنظر
الاعتبار، سوى مراعاة ما يستحب له في الأحوال العادية..
وسلمنا:
أن هناك استحباباً فيما يرتبط بكيفية أو بطريق الدخول
والخروج من مكة، كان للحكم بالاستحباب وجه..
ثانياً:
إذا كان الدخول مستحباً من نقطة بعينها، فلماذا أمر
«صلى الله عليه وآله» الكتائب الأخرى بالدخول إلى مكة من جهات أخرى لا
يستحب الدخول منها؟! وهل يمكن أن يأمرهم بمخالفة المستحب؟! وماذا لو
كانوا يريدون رعاية الحكم الاستحبابي، ثم جاء أمره لهم بمخالفة
المستحب؟!
ثالثاً:
سيأتي: أن عروة يروي ـ كما في صحيح البخاري([45])
ـ: أن النبي «صلى الله عليه وآله» دخل من أسفل مكة، فكيف جزم هؤلاء
باستحباب دخولها من أعلاها؟!
([1])
سبل الهدى والرشاد ج5 ص223 عن ابن أبي شيبة، والطبراني، وتهذيب
تاريخ دمشق ج7 ص236 ومعاني الآثار ج3 ص315 وعن المصنف ج14
ص484.
([3])
سبل الهدى والرشاد ج5 ص223 والسيرة الحلبية ج3 ص81 وراجع:
البحار ج21 ص130 وراجع ص119 وراجع: المغازي للواقدي ج2 ص822 و
823 وتاريخ الخميس ج2 ص81.
([5])
البحار ج21 ص130 و 131 عن المناقب، وإعلام الورى، وراجع:
المغازي للواقدي ج2 ص822 و 823.
([6])
الإصابة ج2 ص477 عن موسى بن عقبة.
([7])
الإصابة ج2 ص477 عن ابن إسحاق، والإستيعاب (مطبوع بهامش
الإصابة) ج3 ص112 وتاريخ الخميس ج2 ص117 عن الإكتفاء.
([8])
قاموس الرجال ج5 ص233.
([9])
راجع: قاموس الرجال ج5 ص234.
([10])
أبو طالب مؤمن قريش للخنيزي.
([11])
راجع: المستدرك للحاكم ج3 ص484 وتلخيصه للذهبي (مطبوع بهامشه)
وصححاه، ومجمع الزوائد ج8 ص278 وحياة الصحابة ج2 ص258 و 259
و260 عنه، وعن كنز العمال، والتراتيب الإدارية ج2 ص86 والمعجم
الصغير ج1 ص9 والوسائل ج12 ص216 وكنز العمال (طبعة أولى) ج6
ص57 و 59 عن أحمد، والطبراني، والحاكم، وسعيد بن منصور، وأبي
داود، والترمذي، والطيالسي، والبيهقي، وابن عساكر، والمصنف
للصنعاني ج10 ص446 و 447 وفي هامشه عن مغازي ابن عقبة، وعن
الترمذي ج2 ص389 ومجمع البيان المجلد الأول ص535.
([12])
الآية 19 من سورة الليل.
([13])
اعتجر فلان بالعمامة: لفها على رأسه وردّ طرفها على وجهه.
([14])
الحبرة: ثوب مخطط من القطن أو الكتان.
([15])
سبل الهدى والرشاد ج5 ص226 عن ابن إسحاق وغيره، والسيرة
الحلبية ج3 ص84 والمغازي ج2 ص823 وراجع: تاريخ الخميس ج2 ص84.
([16])
تاريخ الخميس ج2 ص84.
([17])
سبل الهدى والرشاد ج5 ص226 عن الحاكم وأبي يعلى، وابن عدي في
الكامل 4/571، وانظر مجمع الزوائد 6/196 والسيرة الحلبية ج3
ص84.
([18])
العثنون: ما نبت على الذقن وتحته.
([19])
تاريخ الخميس ج2 ص83. وراجع: الدر المنثور ج6 ص67 عن ابن أبي
شيبة، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبي داود، والترمذي في
الشمائل، والبيهقي في سننه، والنسائي، وراجع: تفسير القرآن
العظيم لابن كثير.
([20])
معج الفرس: أسرع، أو سار
لشدة عدوه مرة في الشق الأيمن ومرة في الشق الأيسر.
([21])
سبل الهدى والرشاد ج5 ص226 عن ابن سعد 3/1/180والمغازي ج2
ص824.
([22])
سبل الهدى والرشاد ج5 ص226 عن أحمد، ومسلم، والأربعة، وفي
هامشه عن: مسلم 2/990 (451/1358) (453/1359) والبيهقي في
الدلائل 5/67 وابن أبي شيبة 8/234 وراجع: تاريخ الخميس ج2 ص84.
([23])
سبل الهدى والرشاد ج5 ص226 عن مسلم.
([24])
سبل الهدى والرشاد ج5 ص226 عن الأربعة وأشار في هامشه إلى
البخاري 7/611 (4290) والسيرة الحلبية ج3 ص84.
([25])
المرط: كساء من خز أو صوف أو كتان.
([26])
المرحل: ما ينقش عليه صورة رحل الإبل.
([27])
سبل الهدى والرشاد ج5 ص227 عن ابن إسحاق ، وقال في هامشه:
أخرجه أبو داود في الجهاد باب (76)، والحاكم 2/104 وابن أبي
شيبة 12/514، والبيهقي 6/392. وراجع: السيرة الحلبية ج3 ص84 و
85.
([28])
سبل الهدى والرشاد ج5 ص226 عن البخاري والبيهقي، والسيرة
الحلبية ج3 ص85.
([29])
المغازي للواقدي ج2 ص825 وراجع: تاريخ الخميس ج2 ص82.
([30])
تاريخ الخميس ج2 ص83.
([31])
سبل الهدى والرشاد ج5 ص227 عن البيهقي في الدلائل 5/66
والطحاوي في المعاني 4/296 وراجع: المغازي للواقدي ج2 ص83.
([32])
سبل الهدى والرشاد ج5 ص227 وفي هامشه عن البخاري 7/598 (4280)
وراجع: السيرة الحلبية ج3 ص83 و 85 ومجمع البيان ج10 ص556
والبحار ج21 ص105 وتاريخ الخميس ج2 ص81 و 82.
([33])
سبل الهدى والرشاد ج5 ص227 عن البخاري 7/598.
([34])
سبل الهدى والرشاد ج5 ص227 والسيرة الحلبية ج3 ص83 وتاريخ
الخميس ج2 ص82 ومجمع البيان ج10 ص557 والبحار ج21 ص105.
([35])
تاريخ الخميس ج2 ص82.
([36])
سبل الهدى والرشاد ج5 ص227 عن أحمد والسيرة الحلبية ج3 ص83
وتاريخ الخميس ج2 ص82 و 84.
([37])
سبل الهدى والرشاد ج5 ص267 والسيرة الحلبية ج3 ص85..
([38])
سبل الهدى والرشاد ج5 ص267 ومجمع البيان ج10 ص557 والبحار ج21
ص105.
([39])
سبل الهدى والرشاد ج5 ص227 عن مسلم في الجهاد (86) وتاريخ
الخميس ج2 ص82 عن المواهب اللدنية، والمنتقى
([40])
سبل الهدى والرشاد ج5 ص227 والسيرة الحلبية ج3 ص83 وتاريخ
الخميس ج2 ص82 ومجمع البيان ج10 ص557 والبحار ج21 ص105
والمغازي للواقدي ج2 ص825.
([41])
راجع: الدر المنثور ج6 ص67 عن ابن إسحاق، والحاكم، والبيهقي في
الدلائل، والكشاف ج3 ص540.
([42])
الآيات 1 ـ 3 من سورة الفتح.
([43])
المغازي للواقدي ج2 ص825 وتاريخ الخميس ج2 ص82.
([44])
السيرة الحلبية ج3 ص85.
([45])
راجع صحيح البخاري وسبل الهدى والرشاد ج5 ص267.
|