حـقـائـق تجـاهـلـوهـــا

   

صفحة :143-168   

حـقـائـق تجـاهـلـوهـــا

بداية:

قد ذكرنا في الفصول المتقدمة: رواياتهم التي عرضت أحداث غزوة الطائف وناقشناها ببعض ما رأيناه مناسباً.

وظهر لنا: أن فيها الكثير من الهنات والنقائص. فما علينا من حرج بعد هذا العرض إذا لجأنا إلى ما رواه شيعة أهل البيت عن أئمتهم «عليهم السلام»، أو عن غيرهم مما أغفله الآخرون وتجاهلوه عن سابق عمد وإصرار.

ولن نرهق القارئ بالتعليق عليها، وإن احتاج الأمر إلى شيء من ذلك، فسيكون بصورة موجزة، وخاطفة، لاعتقادنا بأن نباهة القارئ الكريم تجعلها لا تحتاج إلى أكثر من ذلك، فإلى ما يلي من نصوص، ومطالب:

سرايا لم يذكرها المؤرخون!!:

يفهم من كلام بعض المؤرخين، مثل اليعقوبي وغيره: أن ثمة سرايا اهمل المؤرخون ذكرها، أو مروا عليها مرور الكرام، مع أنها قد حصلت قبل أو اثناء حصار الطائف.

واللافت هنا: هو أن هذه السرايا ترتبط بأمير المؤمنين علي «عليه السلام» على وجه التحديد.. ومنها:

1 ـ سرايا لكسر الأصنام:

قال اليعقوبي وغيره: «ووجه علياً «عليه السلام» لكسر الأصنام، فكسرها»([1])، وهو «عليه السلام» لم يعد إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلا بعد الإنتهاء من حصار الطائف كما سنرى، فيلاحظ:

أولاً: إنه لم يحدد لنا مكان هذه الأصنام، ولا ذكر لنا اسماءها.

ثانياً: إنه عبر بصيغة الجمع: «الأصنام»، وذلك يدل على تعددها.

ثالثاً: إننا لم نسمع، ولم نقرأ: أن ثمة أصناماً مجموعة في مكان واحد.

رابعاً: إنها إذا كانت متعددة في أنفسها، وتعددت أمكنتها، فالمفروض: أن يعتبر إرسال علي «عليه السلام» لكسر أي واحد منها سرية، فتكون له عدة سرايا من أجل ذلك، ولم نجدهم فعلوا ذلك..

خامساً: إن ذلك يدعونا إلى الشك فيما يزعمونه: من أنه «صلى الله عليه وآله» أرسل فلاناً لهدم العزى، وفلاناً الآخر لهدم سواع، وأرسل ثالثاً إلى ذي الكفين، ورابعاً لهدم مناة، وأبا سفيان والمغيرة لهدم الطاغية وهو اللات.. وما إلى ذلك مما تقدم ذكره.

وذلك كله يثير لدينا احتمال أن يكون الهدف هو أن يجعلوا لغير علي «عليه السلام» نصيباً في هدم الأصنام، إذ يكفيه هو كسره وهدمه للأصنام التي كانت في الكعبة، وليسمح لغيره بأن يكون له نصيب في هذا أيضاً، ما دام أنهم حرموا من شرف الصمود في ساحات الجهاد، بل باؤوا بعار الهزيمة، ومعصية الله تعالى..

ويؤكد حاجتهم إلى السطو على هذه المكارم، ونسبتها إلى غير أهلها: عجزهم عن التشكيك في كسره «عليه السلام» للأصنام التي في الكعبة.. فاخترعوا سرايا وأحداثاً، ونسبوها لمن يحبون. على النحو الذي قرأناه ونقرؤه في كتب التاريخ.

2 ـ سرية لمواجهة خيل لثقيف:

وهناك سرية أخرى ذكروها أيضاً، فقالوا ـ والنص لليعقوبي ـ: «خرج رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى الطائف، ووجه علي بن أبي طالب، فلقي نافع بن غيلان بن سلمة بن معتب في خيل من ثقيف (ببطن وج وهو واد بالطائف) فقتله، وانهزم أصحابه».

زاد المفيد وغيره قوله: ولحق القوم الرعب، فنزل منهم جماعة إلى النبي «صلى الله عليه وآله»([2]).

3 ـ سرية علي × إلى خثعم:

وذكروا: أن النبي «صلى الله عليه وآله» بعد هزيمة المشركين في حنين وتفرقهم على ثلاث فرق، بعث أبا سفيان، صخر بن حرب إلى الطائف.

وبعث أبا عامر الأشعري إلى أوطاس، فقاتل حتى قتل، فقال المسلمون لأبي موسى الأشعري: أنت ابن عم الأمير، وقد قتل، فخذ الراية حتى نقاتل دونها.

فأخذها أبو موسى، فقاتل المسلمون حتى فتح الله عليهم([3]).

وأما أبو سفيان، فإنه لقيته ثقيف، فضربوه على وجهه، فانهزم، ورجع إلى النبي «صلى الله عليه وآله»، فقال: بعثتني مع قوم لا يرقع بهم الدلاء من هذيل والأعراب، فما أغنوا عني شيئاً.

فسكت النبي «صلى الله عليه وآله» عنه.

ثم سار «صلى الله عليه وآله» بنفسه إلى الطائف (في شوال سنة ثمان، فحاصرهم بضعة عشر يوماً([4]) أو) فحاصرهم أياماً.

وأنفذ أمير المؤمنين علي «عليه السلام» في خيل، وأمره أن يطأ ما وجد، وأن يكسر كل صنم وجده.

فخرج حتى لقيته خيل خثعم في جمع كثير، فبرز له رجل من القوم يقال له شهاب، في غبش الصبح، فقال: هل من مبارز؟

فقال أمير المؤمنين «عليه السلام»: «من له»؟

فلم يقم أحد، فقام إليه أمير المؤمنين «عليه السلام».

فوثب أبو العاص بن الربيع (زوج بنت رسول الله «صلى الله عليه وآله»)، فقال: تكفاه أيها الأمير.

فقال: «لا، ولكن إن قتلت فأنت على الناس».

فبرز إليه أمير المؤمنين «عليه السلام» وهو يقول:

إن على كل رئيس حقاً                    أن يروي الصعدة أو تدقا([5])

ثم ضربه فقتله. ومضى في تلك الخيل، حتى كسر الأصنام، وعاد إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» وهو محاصر لأهل الطائف (ينتظره).

فلما رآه النبي «صلى الله عليه وآله» كبر (للفتح)، وأخذ بيده، فخلا به، وناجاه طويلاً([6]).

فروى عبد الرحمن بن سيابة، والأجلح جميعاً، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله الأنصاري: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لما خلا بعلي بن أبي طالب «عليه السلام» يوم الطائف، أتاه عمر بن الخطاب، فقال: أتناجيه دوننا، وتخلو به دوننا؟

فقال: «يا عمر، ما أنا انتجيته، بل الله انتجاه»([7]).

قال: فأعرض عمر وهو يقول: هذا كما قلت لنا قبل الحديبية: {لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرَامَ إِن شَاء اللهُ آمِنِينَ}([8])، فلم ندخله، وصددنا عنه.

فناداه النبي «صلى الله عليه وآله»: «لم أقل: إنكم تدخلونه في ذلك العام»!([9]).

وعن جابر، عن أبي عبد الله «عليه السلام»: أن أمير المؤمنين «عليه السلام» قال يوم الشورى: نشدتكم بالله هل فيكم أحد ناجاه رسول الله يوم الطائف، فقال أبو بكر وعمر: «يارسول الله ناجيت علياً دوننا».

فقال لهما النبي «صلى الله عليه وآله»: «ما أنا ناجيته، بل الله أمرني بذلك» غيري؟

قالوا: لا([10]).

ونقول:

أبو سفيان يبرر الهزيمة:

إن أغرب ما رأينا في النصوص المتقدمة: أن أبا سفيان ينهزم في الطائف، ثم ينحى باللائمة على أصحابه، بل هو يكاد يتهم النبي «صلى الله عليه وآله» نفسه: بأنه هو السبب في هذه الهزيمة، من حيث إنه هو الذي اختار له هذه الطائفة من الناس، وأمَّره عليهم، وأرسله في إثر أهل الطائف، فهو يقول: «بعثتني مع قوم لا يرقع بهم الدلاء، من هذيل والأعراب، فما أغنوا عني شيئاً».

ولعل أبا سفيان كان يريد من النبي «صلى الله عليه وآله» أن يوكل هذه المهمة إلى أهل مكة. أو إلى بني سليم، وكأنه نسي أو هو يتناسى ما فعلوه في حرب حنين، حيث انهزموا أمام هوازن أقبح هزيمة، ولحقهم سائر الجيش، حتى لم يبق مع النبي «صلى الله عليه وآله» سوى علي أمير المؤمنين «عليه السلام» الذي كان يحطم المشركين بسيفه، وبضعة نفر من بني هاشم أحاطوا برسول الله «صلى الله عليه وآله» لئلا يصل إليه المشركون بسوء..

واللافت هنا: قول أبي سفيان لرسول الله «صلى الله عليه وآله»: «فما أغنوا عني شيئاً». وكأنه يريد أن يؤكد بهذه الكلمة حرصه على إنجاح المهمة، ولكن الآخرين هم الذين خذلوه..

ويلاحظ هنا: أن الرواية تقول: فسكت النبي «صلى الله عليه وآله» عنه، في إشارة إلى وضوح عدم صوابية أقوال أبي سفيان، لكن المصلحة كانت تقضي بالسكوت.

إن قُتلتُ فأنت على الناس:

وقد تأخر أبو العاص بن الربيع في إظهار استعداده للبراز، ولكن ذلك خير من الإحجام المطلق..

ومبادرته هذه تدل على أنه كان هو الأفضل والأمثل لمقام القيادة من سائر أفراد السرية، ولذلك اختاره «عليه السلام» لهذا المقام، إن أصيب.

ونود أن نشير: إلى أن أبا العاص كان مع أمير المؤمنين «عليه السلام» لما أرسله النبي «صلى الله عليه وآله» إلى اليمن، وكان مع علي «عليه السلام» أيضاً لما بويع أبو بكر، وهو أبو أمامة التي تزوجها أمير المؤمنين «عليه السلام» بعد استشهاد الزهراء «عليها السلام»([11]).

إن على كل رئيس حقاً:

وقد قرر أمير المؤمنين «عليه السلام» في الشعر المنسوب إليه: أن المفروض بالرئيس هو: أن يتصدى بنفسه لقتال العدو، بصورة مؤثرة، وحاسمة. وأن عليه أيضاً أن يروي رمحه من دماء أعدائه، أو أن يتحطم ذلك الرمح ويتلاشى، وهذا معناه:

1 ـ أن سلاح الرئيس ليس لمجرد الدفاع عن نفسه، وحفظ روحه من الأخطار، بل هو سلاح فاعل ومؤثر في العدو بدرجة كبيرة..

2 ـ أن على ذلك الرئيس أن لا يعتمد على سائر المقاتلين، مكتفياً بإصدار الأوامر، والتوجيهات، كما يفعله الكثير من الرؤساء قديماً وحديثاً..

مناجاة النبي لعلي :

وإن مناجاة النبي «صلى الله عليه وآله» لعلي «عليه السلام» تتضمن إشارة عملية إلى أنه «عليه السلام» هو صاحب سرِّ النبي «صلى الله عليه وآله» دون سائر الناس، ومن شأن ظهور هذا الأمر أن يفسد على بعض الطامحين خططهم الرامية إلى إظهار أنفسهم على أنَّ لهم من الخصوصية من النبي «صلى الله عليه وآله» ما يؤهلهم لمقام الخلافة من بعده.. ولذلك ثارت ثائرة بعضهم حين عاين هذه المناجاة الطويلة، وجاهر بالإعتراض على رسول الله «صلى الله عليه وآله»..

فجاءه الجواب الصاعق الذي كان أشد عليه، وأبعد أثراً في الإضرار بطموحاته، حيث أعلن «صلى الله عليه وآله»: أن ثمة أمراً إلهياً بهذه النجوى، بل هو «صلى الله عليه وآله» قد أعلن: أن علياً «عليه السلام» هو موضع سر الله تبارك وتعالى مباشرة، لأنه قال: بل الله انتجاه.

وهذا معناه: أن حاله «عليه السلام» لا يختلف عن حال رسول الله «صلى الله عليه وآله» في ذلك.. وإن كان انتجاء الله لعلي «عليه السلام» كان بواسطة رسول الله «صلى الله عليه وآله».

ومن الروايات التي دلت على أن النبي «صلى الله عليه وآله» وعلياً والأئمة «صلوات الله عليهم أجمعين» هم موضع سر الله، ما ورد في دعاء الإفتتاح: «اللهم صل على محمد عبدك، ورسولك، وأمينك، وصفيك، وحبيبك، وخيرتك من خلقك، وحافظ سرك، ومبلغ رسالاتك».

وفي الزيارة الجامعة للأئمة «عليهم السلام»: «السلام على محال معرفة الله، ومساكن بركة الله، وحفظة سر الله».

وروي: أنه «صلى الله عليه وآله» قال لعلي «عليه السلام»: إنك لحجة الله على خلقه، وأمينه على سره، وخليفة الله على عباده([12]).

وروي عن النبي «صلى الله عليه وآله» قوله لعلي «عليه السلام»: «هذا وصيي، وموضع سري، وخير من أترك بعدي»([13]).

وقال «صلى الله عليه وآله» لأم سلمة: هذا علي سيد مبجل، مؤمل المسلمين، وأمير المؤمنين، وموضع سري، وعلمي، وبابي الذي أوتى إليه الخ..»([14]).

وعنه «صلى الله عليه وآله»: هذا خازن سري، فمن أطاعه فقد أطاعني([15]).

وعن سلمان: أنه «صلى الله عليه وآله» قال: لكل نبي صاحب سر، وصاحب سري علي بن أبي طالب([16]).

وعنه «صلى الله عليه وآله»: صاحب سري علي بن أبي طالب([17]).

محاولة إبطال أثر المناجاة:

وحين قال النبي «صلى الله عليه وآله» عن علي «عليه السلام»: ما أنا انتجيته، بل الله انتجاه. وظهر أن علياً «عليه السلام» موضع سر الله سبحانه،  بذلت محاولة للتشكيك في صحة نسبة ذلك إلى الله تبارك وتعالى، وذلك بإطلاق دعوى: أنه «صلى الله عليه وآله» وعدهم عام الحديبية: بأن يدخلوا المسجد الحرام، ثم لم يدخلوه، بل أبرموا صلح الحديبية مع قريش، وعادوا إلى المدينة، وانتظروا سنة، حتى عادوا إلى مكة، فدخلوها في عمرة القضاء.

فإذا ظهر للناس: أن النبي «صلى الله عليه وآله» يخبر عن أشياء لا واقع لها، ثم قدَّم شاهد عملي على ذلك، فستلقى هذه الدعوى قبولاً عند الناس، وسيصعب اقتلاعها من أذهانهم.

فكانت إجابة النبي «صلى الله عليه وآله» على هذا التشكيك الذي لو استقر في النفوس لأضر في إيمان الناس، وإسلامهم، هي أنني لم اقل لكم: إن دخول مكة سيكون في نفس ذلك العام، بل قلت لكم: سوف تدخلون مكة، ولم أحدد لهذا الدخول وقتاً. فلماذا تنسبون لي ما لم أقله؟!

وهي إجابة واضحة المأخذ، يستطيع كل أحد أن يفهم مرماها، ومغزاها، ولا تسمح بعد هذا باستقرار أية شبهة، أو باختزان أدنى شك أو ريب، وهكذا كان.

بل إن هذه الإجابة الصريحة، قد سجلت إدانة لأولئك الذين نسبوا إلى النبي «صلى الله عليه وآله» ما لم يقله، وبقيت تلاحقهم عبر الأجيال، وإلى يومنا هذا.. خصوصاً مع ظهور أن هذا الإتهام منهم لرسول الله «صلى الله عليه وآله» لم يكن هو المرة الأولى، بل كان قيل ـ حرفياً ـ في نفس يوم الحديبية. وأجاب النبي «صلى الله عليه وآله» بنفس هذه الإجابة، فلماذا الإصرار؟! ولماذا التكرار؟!

كتمان الأسماء للإيهام والإبهام:

وقد لاحظنا: أن طائفة من المسلمين تهتم بالتكتم على أسماء المعترضين على رسول الله «صلى الله عليه وآله» في مناجاته علياً «عليه السلام»، فلاحظ التعابير التالية:

فقال الناس:

فقالوا:

فقال ناس من أصحابه:

فقال رجل:

فقال بعض أصحابه:

فقال قوم:

حتى كره قوم من الصحابة ذلك، فقال قائل منهم: هذا بالإضافة إلى محاولة التكتم على الإعتراض بقضية الحديبية، وجواب رسول الله «صلى الله عليه وآله».

فلماذا كان ذلك من أولئك، وكان هذا من هؤلاء.. إن الفطن الذكي يعرف الجواب..

تكرار المناجاة:

وقد أظهرت المصادر أيضاً: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد ناجى علياً «عليه السلام» في غير الطائف ويمكن مراجعة بعض مصادر ذلك في كتاب إحقاق الحق (قسم الملحقات)([18]) وفي مصادر أخرى.

تحركات، وتهديدات مؤثرة:

عن المطلب بن عبد الله، عن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه أنه «صلى الله عليه وآله» حاصر أهل الطائف إلى عشرة أو سبعة عشر، فلم يفتحها، ثم أوغل روحة أو غدوة، ثم نزل، ثم هجّر، فقال:

«أيها الناس، إني لكم فرط، وإن موعدكم الحوض، وأوصيكم بعترتي خيراً..».

ثم قال: «..والذي نفسي بيده، لتقيمنّ الصلاة، ولتأتنّ الزكاة، أو لأبعثنّ إليكم رجلاً مني، أو كنفسي، فليضربنّ أعناق مقاتليكم، وليسبين ذراريكم».

فرأى أناس: أنه يعني أبا بكر أو عمر.

فأخذ بيد علي «عليه السلام»، فقال: هو هذا.

قال المطلب بن عبد الله: فقلت لمصعب بن عبد الرحمن بن عوف: فما حمل أباك على ما صنع؟!

قال: أنا ـ والله ـ أعجب من ذلك([19]).

وعن أبي ذر قال: قال رسول الله «صلى الله عليه وآله» ـ وقد قدم عليه وقد أهل الطائف ـ: يا أهل الطائف، والله لتقيمنّ الصلاة، ولتؤتنّ الزكاة أو لأبعثنّ إليكم رجلاً كنفسي، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يقصعكم بالسيف.

فتطاول لها أصحاب رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فأخذ بيد علي «عليه السلام»، فأشالها، ثم قال: هو هذا.

فقال أبو بكر وعمر: ما رأينا كاليوم في الفضل قط([20]).

أفعال أفصح من الأقوال:

وقد ذكرت النصوص المتقدمة: أنه «صلى الله عليه وآله» حاصر الطائف أسبوعين أو ثلاثة أو أكثر.. ثم إنه «صلى الله عليه وآله» أوغل روحة، أو غدوة، ثم نزل، ثم هجّر، ثم أطلق تهديداته القوية: بأنه سوف يرميهم بعلي «عليه السلام»، ليضرب أعناق مقاتليهم، ويسبي ذراريهم، أو يقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة.. فهل من تفسير لذك كله؟!

ونجيب: إننا نلاحظ هنا ما يلي:

1 ـ أنه «صلى الله عليه وآله» بتحركاته تلك، حيث كان يتركهم ثم يعود إليهم في أوقات مختلفة، وبعضها لم يعتد الناس على التحرك فيها، مثل: وقت الهاجرة ـ كأنه يريد أن يفهم أهل الطائف عملاً، لا قولاً: أنهم غير متروكين، وأن عليهم أن يتوقعوا مفاجأتهم في كل وقت وزمان. وإن عليهم أن يبقوا على أهبة الإستعداد، والحذر، والإحتماء بالأسوار، والإحتفاظ بإبلهم وبماشيتهم، وبكل شيء في داخلها.. إلى ما شاء الله..

وبديهي: أنه لا يمكنهم العيش في مثل هذه الأجواء الصعبة، والمرهقة، والمخيفة..

2 ـ أنه «صلى الله عليه وآله» قد أطلق تهديداته لهم: بأنهم إن لم يستجيبوا لنداء المنطق، والعقل، فسوف يرميهم بأخيه علي «عليه السلام» الذي أذاقهم وحده طعم الهزيمة المرة، والذليلة، والمخزية قبل أيام يسيرة، وحين كانوا قد جمعوا عشرات الألوف. فهل يمكنهم الصمود في وجهه بعد أن تفرق الناس عنهم، وأصبحوا وحدهم؟! وقد قطعت عنهم كل الإمدادات، وانصرف عن نصرتهم جميع المعارف والأصحاب؟!

3 ـ وبعد.. فإن الحصار الذي يعانون منه لم يكن سهلاً، وقد أضرّت بهم قذائف المنجنيق، مع العلم بأن علياً «عليه السلام» لم يكن مشاركاً في ذلك الحصار، وأهل الرأي منهم يعرفون: أن السبب في استمرار صمودهم هو انشغال علي «عليه السلام» عنهم بتصفية الجيوب، المنتشرة في المنطقة، ومنها جماعات من مقاتليهم قضى عليها علي «عليه السلام»، وأخضع سائر المناطق أيضاً لحكم الله، ولم يعد لهم أمل في وصول أي معونة لهم، من أي جهة كانت..

4 ـ وفوق ذلك كله، فإن مصيتبهم العظمى إنما تكون حين يأذن النبي «صلى الله عليه وآله» لعلي «عليه السلام» فيهم.. فإنه لا شيء يقف في وجهه «عليه السلام»، ولا تجدي الحصون، ولا غيرها في دفعه عنهم.

وقد رأى الناس كلهم ما جرى على يديه لحصون خيبر، وكيف قتل فرسانها، واقتلع أبوابها، وكانت من الحجارة، التي لا يقوى على تحريكها عشرات الرجال.. واقتحمها، وحطم كل مقاومة فيها..

5 ـ ولأجل ذلك جاء التهديد لهم من رسول الله «صلى الله عليه وآله» بأن يبعث إليهم برجل منه، أو كنفسه، ليضرب أعناق مقاتليهم، ويسبي ذراريهم.

6 ـ ويلاحظ هنا: أنه «صلى الله عليه وآله» قد اقتصر على هذين الأمرين، وهما: قتل المقاتلين، وسبي الذراري.. وذلك وفقاً لأحكام الشرع الشريف، وانسجاماً مع أهدافه ومراميه، في التخلص من الظلم والظالمين، وإفساح المجال للناس ليتمتعوا بحرية اختيار معتقداتهم بالإستناد إلى الدليل القاطع، وطريقة عيشهم، من دون تسلط من أحد، أو انقياد لأي كان، إلا للإرادة الإلهية، والإلتزام بشرع الله، وحده لا شريك له..

7 ـ ومن جهة أخرى: فإنه «صلى الله عليه وآله» قد احتفظ في بادئ الأمر باسم ذلك الذي يريد أن يرميهم به، بطريقة تدعو كل الناس لإطلاق خيالها للبحث عنه، والتعرف عليه، لاسيما وأنه قد وصفه بأوصاف جليلة وهامة جداً، حيث جعله كنفسه، أو منه..

ومن شأن ذلك: أن يوجه الأنظار إلى أولئك الناس الطامحين والطامعين، ويحرجهم، من حيث إنهم ما فتئوا يوحون للناس: بأنهم هم الأقرب إلى الرسول «صلى الله عليه وآله»، والأكثر اختصاصاً به، والأخص منزلة منه..

8 ـ فإذا سأل سائل عن اسم ذلك الشخص المعني، مصرحاً بالترديد بين أسماء بعينها، وهم أولئك الناس بالتحديد..

يأتي الجواب: بأن المقصود لا هذا ولا ذاك، بل هو علي بن أبي طالب «عليه السلام»، وذلك يمثل صدمة قوية، وخيبة قاتلة، وتصحيحاً لتوهم باطل.. لا بد أن يبقى في ذاكرة كل إنسان، مقترناً بمزيج من المشاعر التي سوف تقتحم كل وجوده، وتغير الكثير من معالم فكره، وتوجهاته، وارتباطاته، وما إلى ذلك..

9 ـ وهذا يوضح لنا مغزى سؤال المطلب بن عبد الله لمصعب بن عبد الرحمان بن عوف: فما حمل إباك على ما صنع؟

ويؤكد لنا بعمق معنى جواب مصعب: وأنا والله أعجب من ذلك.

والمقصود هو: الإشارة إلى ما صنعه ابن عوف في قضية الشورى، حيث سعى في إبعاد الخلافة عن علي «عليه السلام».

فك الحصار.. لتسهيل الإستسلام:

وعن الإمام الصادق «عليه السلام» أنه «صلى الله عليه وآله» لما واقع ـ وربما قال: فزع([21]) ـ رسول الله «صلى الله عليه وآله» من هوزان، سار حتى نزل الطائف، فحصر أهل وجٍ([22]) أياماً، فسأله القوم أن يبرح عنهم ليقدم عليه وفدهم، فيشترط له، ويشترطون لأنفسهم.

فسار حتى نزل مكة، فقدم عليه نفر منهم باسلام قومهم. ولم يبخع القوم له بالصلاة ولا الزكاة.

فقال «صلى الله عليه وآله»: إنه لا خير في دين لا ركوع فيه ولا سجود. أما والذي نفسي بيده ليقيمنّ الصلاة، وليؤتنّ الزكاة، أو لأبعثنّ إليهم رجلاً هو مني كنفسي، فليضربنّ أعناق مقاتليهم، وليسبينّ ذراريهم، وهو هذا.

وأخذ بيد علي «عليه السلام» فأشالها.

فلما صار القوم إلى قومهم بالطائف أخبروهم بما سمعوا من رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فأقروا له بالصلاة، وأقروا له بما شرط عليهم.

فقال «صلى الله عليه وآله»: ما استعصى عليّ أهل مملكة، ولا أمة إلا رميتهم بسهم الله عز وجل.

قالوا: يا رسول الله: وما سهم الله؟

قال: علي بن أبي طالب. ما بعثته في سرية إلا رأيت جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، وملكاً أمامه، وسحابة تظله، حتى يعطي الله عز وجل حبيبي النصر والظفر([23]).

وهذا معناه: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد حقق نصراً عظيماً، يوازي ما حققه في غزوة الخندق وخيبر وسواهما..

ويدل على ذلك أيضاً: ما تقدم من أنه «صلى الله عليه وآله» قد قال لأصحابه حين أرادوا أن يرتحلوا عن الطائف: «قولوا: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده»([24]).

فلو لم يكونوا منتصرين، لم يكن وجه لأمرهم بأن يقولوا ذلك، فإن النبي «صلى الله عليه وآله» لا يطلق الشعارات جزافاً.


([1]) تاريخ اليعقوبي ج2 ص64، وإعلام الورى ص123 و 124 و (ط مؤسسة آل البيت لإحياء التراث) ج1 ص387 و 388 وكشف الغمة ج1 ص226 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص265 والبحار ج21 ص163 و 164 و 169 وج41 ص95 ومكاتيب الرسول ج1 ص33 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص332 والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) ص92 وأعيان الشيعة ج1 ص280 والإرشاد للمفيد ج1 ص151 ـ 153.

([2]) تاريخ اليعقوبي ج2 ص64 وإعلام الورى ص124 و (ط آل البيت لإحياء التراث ـ قم) ج1 ص388، والبحار ج21 ص164 و 168 وج41 ص95 والإرشاد للمفيد ج1 ص153 وأعيان الشيعة ج1 ص281 والدر النظيم لابن حاتم العاملي ص185 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في = = الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص257 وعن مناقب آل أبي طالب ج1 ص605 و 606 والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) ص93.

([3]) إعلام الورى ص123 و (ط آل البيت لإحياء التراث ـ قم) ج1 ص333 والبحار ج21 ص163 و 168 والإرشاد للمفيد ج1 ص151 و 152 وأعيان الشيعة ج1 ص280 وراجع: مناقب آل أبي طالب ج1 ص181.

([4]) إعلام الورى ص123 و (ط آل البيت لإحياء التراث ـ قم) ج1 ص387 والبحار ج21 ص164 و 168 ومستدرك سفينة البحار ج6 ص598 وراجع: قصص الأنبياء للراوندي ص348 والدر النظيم ص185 وكشف الغمة ج1 = = ص226 والإرشاد ج1 ص153 والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) ص93 وأعيان الشيعة ج1 ص281 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص257.

([5]) الصعدة: القناة المستوية من منبتها لا تحتاج إلى تعديل. راجع: الصحاح ـ صعد ـ ج2 ص498.

([6]) راجع: إعلام الورى ص123 و 124 و (ط آل البيت لإحياء التراث ـ قم) ج1= = ص235 و 388 و 389، والدر النظيم ص185 والكنى والألقاب ج1 ص115 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص605 و 606 و (ط المكتبة الحيدرية) ص182 وج2 ص332. والبحار ج21 ص163 و 164 و 169 وج41 ص95 والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) ص92 وأعيان الشيعة ج1 ص281 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص266 والإرشاد للمفيد ج1 ص151 ـ 153 وفي هامش الإرشاد قال: روي باختلاف يسير في سنن الترمذي ج5 ص303، وتاريخ بغداد ج7 ص402، ومناقب المغازلي ص124، وأسد الغابة ج4 ص27، وكفاية الطالب ص327 وكشف الغمة ج1 ص226.

([7]) راجع المصادر المتقدمة.

([8]) الآية 27 من سورة الفتح.

([9]) راجع: إعلام الورى ص124 و (ط آل البيت لإحياء التراث ـ قم) ج1 ص388 والبحـار ج21 ص164 و 169 والإرشـاد للمفيـد ج1 ص153 وقـال في = = هامشه: أنظر قطعاً منه في سنن الترمذي ج5 ص639/3726. وجامع الأصول ج8 ص658/6505، وتاريخ بغداد ج7 ص402، ومناقب المغازلي ص124 و 163، وكفاية الطالب ص327، وأسد الغابة ج4 ص27، ومصباح الأنوار ص88، وكنز العمال ج11 ص625/33098 عن الترمذي، والطبراني. انتهى.

وحديث المناجاة مذكور في كثير من مصادر أهل السنة، ولكنهم يتحاشون غالباً التصريح باسم المعترضين على رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فراجع على سبيل المثال: إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص525 ـ 531 عن المصادر التالية:

صحيح الترمذي (ط الصاوي) ج13 ص173 وتاريخ بغداد ج7 ص402 ومناقب علي «عليه السلام» لابن المغازلي، والرسالة القوامية للسمعاني، والمناقب للخوارزمي (ط تبريز) ص83، والنهاية في اللغة ج4 ص138 وتذكرة الخواص (ط الغري) ص47  ونهج البلاغة (ط القاهرة) ج2 ص167 و 411 ومسند أحمد، وأسد الغابة (ط مصر سنة 1285) ج4 ص27، ودر بحر المناقب (مخطوط) ص47 والرياض النضرة (ط الخانجي) ج2 ص200، وذخائر العقبى (ط القدسي) ص 85، والبداية والنهاية ج7 ص356 ومشكاة المصابيح (ط دهلي) ص564 وشرح ديوان أمير المؤمنين للميبدي (مخطوط) ص187 والمناقب لعبد الله الشافعي (مخطوط) ص164 ومفتاح النجا للبدخشي (مخطوط) ص47 وأسنى المطالب لمحمد الحوت، وتاج العروس ج1 ص358 وينابيع المودة ص58 وتجهيز الجيش ص374 وسعد الشموس والأقمار (ط التقدم العلمية بمصر) ص210 وأرجح المطالب (ط لاهور) ص594 عن الترمذي، والنسائي، والطبراني عن أبي هريرة.

([10]) البحار ج21 ص180 وج31 ص337 والإحتجاج ج1 ص202 و 203 ومصباح البلاغة للميرجهاني ج3 ص221 وغاية المرام ج2 ص132.

([11]) راجع: قاموس الرجال (ط مركز نشر كتاب) ج10 ص110 و (ط مؤسسة النشر الإسلامي) ج9 ص22 وج11 ص385 ومستدركات علم الرجال ص413.

([12]) ينابيع المودة ص53 و (ط دار الإسوة) ج1 ص167 وفضائل أمير المؤمنين «عليه السلام» لابن عقدة ص135 وبشارة المصطفى للطبري ص437 ومشارق الشموس للمحقق الخوانساري ج2 ص442 والأمالي للصدوق ص155 وعيون أخبار الرضا ج2 ص267 وفضائل الأشهر الثلاثة للصدوق ص79 وروضة الواعظين ص346 وإقبال الأعمال لابن طاووس ج1 ص27 والبحار ج42 ص191 وج93 ص358 وجامع أحاديث الشيعة ج9 ص21 ومسند الإمام الرضا «عليه السلام» ج2 ص187 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» ص269 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص146 وج8 ص180 وغاية المرام ج1 ص109 و 170 وج2 ص191 وج5 ص25 وشرح حقاق الحق ج4 ص82 وج5 ص50 وج22 ص324 وج23 ص404.

([13]) إحقاق الحق (قسم الملحقات) ج4 ص75 و 76 و 350 وراجع: ج15 ص153 و 154 وج21 ص600 وج23 ص521 و 555 وج31 ص192 و 247 عن ميزان الإعتدال (مطبعة السعادة بمصر) ج1 ص298  و (ط البابي الحلبي بالقاهرة) ص 635 و (ط دار الكتب العلمية) ج6 ص446 وج7 ص5 عن جامع الأحاديث (ط دمشق) تأليف عباس صقر، وأحمد عبد الجواد بمصر ج3 ص97، ومجمع الزوائد ج9 ص113 و 114 ومنتخب كنز العمال (مطبوع بهامش مسند أحمد) ج5 ص32 عن الطبراني، وابن مردويه، وعن مفتاح النجا (مخطوط) ص94 عن العقيلي، وعن در بحر المناقب (مخطوط) ص60 عن ابن المغازلي، وكنز العمال (ط الهند) ج12 ص209  وأرجح المطالب ص24 و 589 وقرة العينين في تفضيل الشيخين ص234 وراجع: مناقب أمير المؤمنين «عليه السلام» ج1 ص335 و 385 و 387 و 445 وشرح الأخبار ج1 ص117 و 195 والأمالي للمفيد ص61 ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج2 ص246 و 247 و 256 وكتاب الأربعين للشيرازي ص49 والبحارج38 ص12 وميزان الحكمة ج1 ص137 والمعجم الكبير للطبراني ج6 ص221 وكنز العمال ج11 ص280 و (ط مؤسسة الرسالة) ص610 والإكمال في أسماء الرجال ص96 و 204 وقاموس الرجال ج10 ص335 والفوائد المجموعة والأحاديث الموضوعة ج1 ص346 ومعجم الرجال والحديث ج2 ص62 وكتاب المجروحين ج1 ص279 وج3 ص5 والموضوعات لابن الجوزي (ط المكتبة السلفية) ج1 ص375 والموضوعات لأبي الفرج القرشي ص259 و 281 و 283 وتهذيب التهذيب ج3 ص91 وأعيان الشيعة ج6 ص295 وكشف الغمة ج1 ص156 وكشف اليقين ص255 وأهل البيت «عليهم السلام» في الكتاب والسنة ص143 والكامـل في ضعفاء الرجال = = ج6 ص397 واللآلي المصنوعة ج1 ص328 وراجع: تاريخ مدينة دمشق ج42 ص57 وذخيرة الحفاظ لابن القيسراني محمد بن طاهر المقدسي ج3 ص1588 ومعرفة التذكرة لابن القيسراني ج1 ص117 ومحاضرات الأدباء للأصفهاني ج2 ص496.

([14]) المحاسن والمساوي للبيهقي (ط بيروت) ص44 والغدير ج3 ص116 وج7 ص176 ومواقف الشيعة ج1 ص214 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص180 وج8 ص103 وإحقاق الحق (الملحقات) ج15 ص10 و 61 و 424 و 564 و 565 وج20 ص290 و 293 و 295 وج21 ص160 ومعاني الأخبار ص204 والبحار ج22 ص222 وج29 ص421 وج32 ص298 و 348 وج38 ص123 وكتاب الأربعين للماحوزي ص125 و 252 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» ج11 ص83 وبشارة المصطفى للطبري ص102 و 103 والدر النظيم ص319 وكشف الغمة ج1 ص300 وج2 ص27 وكشف اليقين ص469 وغاية المرام ج1 ص180 وج2 ص44 و 49 و 113 و 204  وج5 ص106 وج6 ص33 وج7 ص46.

([15]) إحقاق الحق (الملحقات) ج4 ص81 عن در بحر المناقب (مخطوط) ص60 والروضة في فضائل أمير المؤمنين «عليه السلام» ص99 والبحار ج40 ص122 وراجع ص185 ومجمع النورين ص244 والفضائل ص124 والدر النظيم ص317 وشرح العينية الحميرية للفاضل الهنـدي ص275 وراجع: الأمـالي = = ص641 ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج1 ص311  وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج8 ص104 وج10 ص30 وغاية المرام ج5 ص211.

([16]) ينابيع المودة ج2 ص239 وإحقاق الحق (الملحقات) ج20 ص313 وج4 ص226 عن مناقب عبد الله الشافعي (مخطوط) ص48.

([17])  ينابيع المودة ج2 ص77 وكنوز الحقائق للمناوي (ط بولاق بمصر) ص89 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص62 والبحار ج38 ص300 وميزان الحكمة ج1 ص142 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص317  وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج8 ص103 وإحقاق الحق (الملحقات) وج4 ص226 وج15 ص426 و 427 وج20 ص312 و 313 وج31 ص189.

([18]) إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص534 ـ 536 وراجع: ج4 ص98 وج17 ص56 وج18 ص185 و 186 وج20 ص335 وج21 ص672 وج22 ص553 وج23 ص30 و 31 و 524 و 585 وج30 ص654 وراجع: مناقب الإمام أمير المؤمنين للكوفي  ج1 ص457 وج2 ص87 والمناقب لابن شهرآشوب ج1 ص203 وج2 ص64 والعمدة لابن البطريق ص287 وذخائر العقبى ص72 = = وكتاب الأربعين للشيرازي ص128 والبحار ج22 ص473 وج38 ص312 ومسند أحمد ج6 ص300 ومجمع الزوائد ج9 ص112 وكتاب الوفاة للنسائي ص52 والمعجم الكبير للطبراني ج23 ص375 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص154 وخصائص أمير المؤمنين «عليه السلام» للنسائي ص130 والمصنف لابن أبي شيبة ج7 ص494 ومسند أبي يعلى ج12 ص364وكنز العمال ج13 ص146 ومعجم الرجال والحديث ج2 ص172 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص394 و 395 وذكر أخبار إصبهان ج1 ص251 والبداية والنهاية ج7 ص397 وأعيان الشيعة ج1 ص358 وسبل الهدى والرشاد 12 ص255 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص305 .

([19]) البحار ج21 ص152 وج40 ص30 والأمالي للطوسي ص516 و (ط دار الثقافة) ص504.

([20]) أمالي الطوسي ص590 و (ط دار الثقافة) ص579 والبحار ج21 ص179 و180 وج38 ص324 ومناقب الإمام أمير المؤمنين للكوفي  ج1 ص463 وج2 ص24 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج11 ص224.

([21]) الصحيح: فرغ.

([22]) وجّ: موضع بناحية الطائف. أو اسم جامع حصونها. أو اسم واحد منها.

([23]) الأمالي للطوسي ص516 و517 و (ط دار الثقافة ـ قم) ص505 والبحار ج21 ص153 وج38 ص305 وج39 ص101 وج40 ص32 ومستدرك سفينة البحار ج5 ص315 ومناقب أمير المؤمنين «عليه السلام» ج1 ص359 وشرح الأخبار ج2 ص414 والثاقب في المناقب ص121 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص67 و 77  ومدينة المعاجز ج2 ص308.

([24]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص388 عن الواقدي، وتاريخ الخميس ج2 ص112 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص114 وراجع المصادر المتقدمة.

 
   
 
 

العودة إلى موقع الميزان