قسمة الغنائم وعتب الأنصار

   

صفحة :261-288   

قسمة الغنائم وعتب الأنصار

الأنصار يعتبون.. والنبي يسترضيهم:

عن أنس بن مالك، وعبد الله بن يزيد بن عاصم، وأبي سعيد الخدري: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» أصاب غنائم حنين، وقسم للمتألفين من قريش وسائر العرب ما قسم.

وفي رواية: طفق يعطي رجلاً المائة من الإبل، ولم يكن في الأنصار منها شيء قليل ولا كثير.

(وقيل: جعل للأنصار شيئاً يسيراً، وأعطى الجمهور للمنافقين، فغضب قوم من الأنصار)([1]).

فوجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم، حتى كثر فيهم القالة حتى قال قائلهم: يغفر الله تعالى لرسول الله «صلى الله عليه وآله»، إن هذا لهو العجب يعطي قريشاً ـ وفي لفظ: الطلقاء والمهاجرين ـ ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم!! إذا كانت شديدة فنحن ندعي، ويعطى الغنيمة غيرنا!

وددنا أنَّا نعلم ممن كان هذا، فإن كان من أمر الله تعالى صبرنا، وإن كان من رأي رسول الله «صلى الله عليه وآله» استعتبناه([2]).

وفي حديث أبي سعيد: فقال رجل من الأنصار لأصحابه: لقد كنت أحدثكم أن لو استقامت الأمور لقد آثر عليكم. فردوا عليه رداً عنيفاً.

وقال أبو سعيد: فمشى سعد بن عبادة إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فقال: يا رسول الله، إن هذا الحي قد وجدوا عليك في أنفسهم.

قال: «فيم»؟

قال: فيما كان من قسمك هذه الغنائم في قومك وفي سائر العرب، ولم يكن فيهم من ذلك شيء.

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «فأين أنت من ذلك يا سعد»؟

قال: ما أنا إلا امرؤ من قومي.

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة([3]).

وقال أنس: فأرسل إلى الأنصار، فجمعهم في قبة من أدم ولم يدع غيرهم، فجاء رجال من المهاجرين فأذن لهم فيهم، فدخلوا، وجاء آخرون فردهم، حتى إذا لم يبق أحد من الأنصار إلا اجتمع له. أتاه، فقال: يا رسول الله، قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار حيث أمرتني أن أجمعهم.

فخرج رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فقال: «هل منكم أحد من غيركم»؟

قالوا: لا يا رسول الله إلا ابن أختنا.

قال: «ابن أخت القوم منهم».

فقام رسول الله «صلى الله عليه وآله» خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: «يا معشر الأنصار، ألم آتكم ضلالاً فهداكم الله تعالى؟! وعالة فأغناكم الله؟ وأعداء فألف بين قلوبكم؟!

وفي رواية: متفرقين فألفكم الله؟

قالوا: بلى يا رسول الله، الله ورسوله أمن وأفضل([4]).

وفصل ذلك في نص آخر، فقال:..وبلغ رسول الله «صلى الله عليه وآله» عنهم مقال سخطه، فنادى فيهم، فاجتمعوا، ثم قال لهم: «اجلسوا، ولا يقعد معكم أحد من غيركم».

فلما قعدوا جاء النبي «عليه السلام» يتبعه أمير المؤمنين «عليه السلام» حتى جلس وسطهم، فقال لهم: «إني سائلكم عن أمر فأجيبوني عنه».

فقالوا: قل يا رسول الله.

قال: «ألستم كنتم ضالين فهداكم الله بي»؟

قالوا: بلى، فلله المنة ولرسوله.

قال: «ألم تكونوا على شفا حفرة من النار، فأنقذكم الله بي»؟

قالوا: بلى، فلله المنة ولرسوله.

قال: «ألم تكونوا قليلاً فكثركم الله بي»؟

قالوا: بلى، فلله المنة ولرسوله.

قال: «ألم تكونوا أعداء فألف الله بين قلوبكم بي»؟!

قالوا: بلى، فلله المنة ولرسوله.

ثم سكت النبي «صلى الله عليه وآله» هنيهة، ثم قال: «ألا تجيبوني بما عندكم»؟

قالوا: بم نجيبك؟ فداك آباؤنا وأمهاتنا؟! قد أجبناك بأن لك الفضل والمن والطول علينا!!

قال: «أم لو شئتم لقلتم: وأنت قد كنت جئتنا طريداً فآويناك، وجئتنا خائفاً فآمناك (ومخذولاً فنصرناك)، وجئتنا مكذباً فصدقناك».

فارتفعت أصواتهم بالبكاء وقام شيوخهم وساداتهم إليه، فقبلوا يديه ورجليه، ثم قالوا: رضينا بالله وعنه، وبرسوله وعنه، وهذه أموالنا بين يديك، فإن شئت فاقسمها على قومك، وإنما قال من قال منا على غير وغر صدر، وغل في قلب، ولكنهم ظنوا سخطاً عليهم، وتقصيراً بهم. وقد استغفروا الله من ذنوبهم، فاستغفر لهم يا رسول الله.

فقال النبي «صلى الله عليه وآله»: «اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار. يا معشر الأنصار، أما ترضون أن يرجع غيركم بالشاة والنعم، وترجعون أنتم وفي سهمكم رسول الله»؟

قالوا: بلى رضينا.

فقال النبي «صلى الله عليه وآله»: «الأنصار كرشي وعيبتي، لو سلك الناس وادياً وسلكت الأنصار شعباً، لسلكت شعب الأنصار، اللهم اغفر للأنصار»([5]).

وفي نص آخر: أنه «صلى الله عليه وآله» بعد قوله لهم: لو شئتم لقلتم فصدقتم وصدقتم، جئتنا طريداً فآويناك، وعائلاً فآسيناك، وخائفاً فآمناك، ومخذولاً فنصرناك، ومكذباً فصدقناك».

فقالوا: المن لله تعالى ورسوله.

فقال: «وما حديث بلغني عنكم»؟ فسكنوا.

فقال: «ما حديث بلغني عنكم»؟

فقال فقهاء الأنصار: أما رؤساؤنا فلم يقولوا شيئاً، وأما أناس منا حديثة أسنانهم، قالوا: يغفر الله تعالى لرسوله «صلى الله عليه وآله» يعطي قريشاً ويتركنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم!!

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: إني لأعطي رجالاً حديثي عهد بكفر لأتألفهم بذلك»([6]).

وفي رواية: «إن قريشاً حديثو عهد بجاهلية ومصيبة، وإني أردت أن أجبرهم وأتالفهم، أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوماً أسلموا، ووكلتكم إلى ما قسم الله تعالى لكم من الإسلام؟!

أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس إلى رحالهم بالشاة والبعير وتذهبون برسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى رحالكم! تحوزونه إلى بيوتكم؟! فوالله، لمن تنقلبون به خير مما ينقلبون به، فوالذي نفسي بيده، لو أن الناس سلكوا شعباً وسلكت الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار([7]).

وفي رواية: لو سلك الناس وادياً وسلكت الأنصار شعباً وأخذ الأنصار شعباً لأخذت شعب الأنصار، أنتم الشعار، والناس دثار، الأنصار كرشي وعيبتي، ولولا أنها الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار([8]).

فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا بالله ورسوله حظاً وقسماً([9]).

وذكر محمد بن عمر: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» أراد حين إذ دعاهم أن يكتب بالبحرين لهم خاصة بعده دون الناس، وهي يومئذٍ أفضل ما فتح عليه من الأرض.

فقالوا: لا حاجة لنا بالدنيا بعدك.

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «إنكم ستجدون بعدي أثرة شديدة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض»([10]).

وكان حسان بن ثابت قال قبل جمع النبي «صلى الله عليه وآله» الأنصار:

زاد الهـمـوم فـماء العـين منحـدر               سـحـا إذا حـفـلـتـه عــــبرة درر
وجـدا بـشـماء إذ شـماء بهـكـنـة                هـيـفـاء لا دنـس فـيـها ولا  خور
دع عـنـك شماء إذ كانـت مودتها                نـزراً وشـر وصـال الواصل  النزر
وائت الرسول فقل  يا خير مؤتمن              للـمـؤمـنـين إذا مـا عـدد الـبـشر
عـلام تـدعـى سليم وهي نازحة         قـدام قـوم همـوا آووا وهم نصروا
سـماهـم الله أنـصـاراً بـنـصرهم                 ديـن الهـدى وعوان الحرب تستعر
وسارعوا في سبيل الله واعترضوا             للنائبـات ومـا خانوا وما ضجروا
والناس إلب علينا فيـك ليس لنا                إلا السيـوف وأطـراف القنـا  وزر
نجـالـد الناس لا نبقي على  أحد                 ولا نُـضـيّـع ما تـوحـي بـه السور
ولا تهـر جـنـاة الحـرب نـاديـنـا         ونـحـن حـين تـلـظى نارها  سعر
كـما رددنـا بـبـدر دون ما طلبـوا                أهـل الـنـفـاق فـفـينا ينزل الظفر
ونحن جندك يوم النعف من أحد                 إذ حـزّبَـت بـطـراً أحـزابهـا مضر
فـما ونـيـنـا ومـا خمـنا وما خبروا              منا عثـاراً وكل الناس قـد عثروا
(
[11])

ولخص اليعقوبي ذلك، فقال: «وسألته الأنصار، ودخلها غضاضة، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: إني أعطي قوماً تألفاً، وأكلكم إلى إيمانكم.

وتكلم بعضهم، فقال: قاتل بنا محمد حتى إذا ظهر أمره وظفر أتى قومه وتركنا.

فأسقط الله سهمهم، وأثبت للمؤلفة قلوبهم سهماً في الصدقات([12]).

وروي بسند صحيح عن أبي جعفر الباقر «عليه السلام»: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» يوم حنين تألف رؤساء العرب من قريش وسائر مضر، منهم أبو سفيان بن حرب، وعيينة بن حصين الفزاري، وأشباههم من الناس، فغضبت الأنصار، واجتمعت إلى سعد بن عبادة.

فانطلق بهم إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» بالجعرانة، فقال: يا رسول الله، أتاذن لي في الكلام؟

فقال: نعم.

فقال: إن كان هذا الأمر من هذه الأموال التي قسمت بين قومك شيئاً أنزله الله رضينا، وإن كان غير ذلك لم نرض.

قال زرارة: وسمعت أبا جعفر «عليه السلام» يقول: فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: يا معشر الأنصار أكلُّكم على قول سيدكم سعد؟

فقالوا: سيدنا الله ورسوله.

ثم قالوا في الثالثة: نحن على مثل قوله ورأيه.

قال زرارة: فسمعت أبا جعفر «عليه السلام» يقول: فحط الله نورهم. وفرض الله للمؤلفة قلوبهم سهماً في القرآن ([13]).

ما أقبح هذا المنطق:

ونقول:

إن مقالة سعد بن عبادة في محضر رسول الله «صلى الله عليه وآله» كانت في غاية القبح والسقوط، من جهتين:

إحداهما: أن يكون سعد، ومن معه يعتقدون بأن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد يأتي بالأمر من الله، وقد يأتي به من عند نفسه، فيجوز لهم النكول عن طاعته حين يكون أمر من النوع الثاني حتى لو كان مصيباً فيه.

وهذا توهم باطل، وخيال زائف، فإنه «صلى الله عليه وآله» مسدد بالوحي، {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَ وَحْيٌ يُوحَى}([14])، وتجب طاعته في كل أمر يأمر به، وينهى عنه، قال تعالى: {أَطِيعُواْ اللهَ وَالرَّسُولَ}([15]).

الثانية: أنه أعلن: أن هذا الأمر إن كان مما لم ينزله، فإنهم لا يرضون به، مع أن الإنسان المؤمن يتوخى كل ما يرضي رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ويبادر إلى العمل به، ويبذل كل جهد من أجل تحصيل هذا الرضى.. فالمتوقع من سعد، ومن معه أن يقولوا له «صلى الله عليه وآله»: إن هذا الأمر يرضيك، فنحن لا نتردد في بذله، وبذل كل ما نملك من أجل الفوز برضاك.

وأما إن كانوا يعتقدون: أنه «صلى الله عليه وآله» يخطئ في قراراته التي لا تنزل من عند الله، فالأمر أشنع وأقبح، وهو يشير إلى خلل اعتقادي خطير لدى الأنصار، رغم مرور سنوات كثيرة على إسلامهم. طول عشرتهم معه «صلى الله عليه وآله»..

إلا أن يقال: لعلهم ظنوا: أن ثمة من يحاول فرض هذا القرار على رسول الله «صلى الله عليه وآله»، على غير رضا منه، فأرادوا أن تكون هذه المبادرة عوناً لرسول الله «صلى الله عليه وآله» لمواجهة تلك الضغوط.

ولكن هذا الإحتمال يبقى تائهاً، وعاجزاً عن حل الإشكال، لأسباب عديدة.

منها: أن الشواهد تشير إلى أنه كان هو صاحب القرار، ولم يكن لدى الآخرين أي حول أو قوة تخولهم فرض أي أمر، مهما كان عادياً أو غير ذي أهمية..

ومنها ـ وهو الأهم ـ: أن الروايات الأخرى قد صرحت بما دل على جرأتهم، وأنهم قالوا: وإن كان من رأي رسول الله «صلى الله عليه وآله» استعتبناه، أو نحو ذلك.

من أجل ذلك وسواه نقول:

لعل هذه الطريقة التي تكلم بها سعد لم تكن مما اتفق عليه مع الأنصار، بل هم فوضوا إليه الكلام، فوقع هو في هذه الزلة التي لم يظهر أنهم يوافقونه عليها.

وربما يشير إلى ذلك عدم رضاهم بسيادة سعد عليهم كما سيتضح فيما يلي:

أدب الأنصار:

وقد يمكن اعتبار إجابة الأنصار ـ ثلاث مرات ـ بقولهم: سيدنا الله ورسوله، حين سألهم النبي «صلى الله عليه وآله»: أكلكم على قول سيدكم سعد؟! ـ يمكن اعتبارها ـ أدب من الأنصار، ومراعاة منهم لجانب رسول الله «صلى الله عليه وآله».

كما أنها يمكن أن تكون تعبيراً عن امتعاضهم من طريقة سعد بن عبادة في عرض القضية أمام رسول الله «صلى الله عليه وآله».

وقد يعكر على الأخذ بهذا الإحتمال ويقوي الإحتمال الأول، قولهم أخيراً: «نحن على مثل قوله ورأيه».

إلا أن يكون المقصود هو: أنهم على مثل قوله ورأيه في عدم رضاهم بتقسيم الأموال على المؤلفة قلوبهم، والذين لا يزالون يقاتلونهم على الإسلام إلى ذلك الوقت. حسبما صرحوا به.. وليسوا على مثل رأيه فيما يرتبط بطاعة الرسول، أو في تخطئته فيما يراه كما ورد في أقواله.

فحط الله نورهم:

ولعل حط نورهم، وإنزال سهم المؤلفة في القرآن قد جاء عقوبة لهم على هذه الجرأة على مقام الرسالة، والرسول حتى لو لم يكونوا على مثل رأي سعد فيما يتضمن جرأة على مقام رسول الله «صلى الله عليه وآله».. فإن المفروض هو: التسليم المطلق، حتى لو كانت الأموال لهم على الحقيقة، فإنه «صلى الله عليه وآله» أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فكيف إذا كانت الأموال له.. ولا نريد أن نقول أكثر من ذلك..

لا يجرؤ الأنصار على ادِّعاء حق لهم:

ونلاحظ: أن النصوص المتقدمة التي ذكرت كلام الأنصار وعتبهم، سواء أكان ذلك على لسان سادتهم وذوي البصائر منهم، أو على لسان شبابهم وجهالهم قد خلت من أي إشارة إلى أنهم يطالبون بحق لهم، منحهم الله إياه من خلال نصر أحرزوه، أو جهد بذلوه.. رغم كثرة القالة فيهم، بل رغم جرأتهم على شخص رسول الله «صلى الله عليه وآله».

ولو أن شيئاً من ذلك كان قد حصل بالفعل، لبادروا إلى عرض هذه الحجة، فإنها أشد وقعاً، وأبعد اثراً، وأكثر إلزاماً..

الرد العنيف على المشككين:

وقد مر معنا آنفاً: أن بعض المشككين من أصحاب الأهواء، حاول الطعن والتشكيك بشخص النبي «صلى الله عليه وآله»، واعتبار ما حصل شاهداً على انطواء الشخصية النبوية على درجة من العصبية للقوم والعشيرة، تدعوه إلى نقض تعهداته، أو التقصير في الوفاء بما يُتوقَّع من أهل الوفاء.. حيث قال أحدهم لأصحابه: لقد كنت أحدثكم أن لو استقامت الأمور قد آثر عليكم.

ولكن رد الأنصار قد جاء حاسماً وعنيفاً. وهذا هو المتوقع منهم، فإنهم يعرفون رسول الله «صلى الله عليه وآله» حق المعرفة، ولا يظنون به إلا أنه قد قصد بفعله هذا غاية إصلاحية واستصلاحية لا تبلغ حد إلزامهم بالتخلي عما ظنوا أن لهم الحق في المطالبة به.. فبادروا إلى الطلب، فعرفهم النبي «صلى الله عليه وآله» ما ينبغي لهم أن يعرفوه.

أين أنت من ذلك يا سعد؟!:

واللافت هنا: أنه حين أخبر سعد النبي «صلى الله عليه وآله» بوجد الأنصار، كان أول ما سأل النبي «صلى الله عليه وآله» عنه سعداً هو: أن يفصح سعد عن نفسه، فيحدد موقعه من هذا الأمر بالنسبة إلى قومه.

وإذ به يسمع منه إجابة مخيبة للآمال، حيث قال له سعد: ما أنا إلا امرؤ من قومي.

وقد أظهرت هذه الإجابة: أن القضية ليست أمراً عابراً، صنعته يد الجهالة والطيش من شباب أغرار، لا تجربة لهم، بل هي قناعة استقرت في وعي كثير من عقلاء القوم ورؤسائهم، حتى لدى سعد بن عبادة زعيم الخزرج، فكيف بسائر الناس.

وهذا يحتم المبادرة إلى علاج القضية بما يتناسب مع حجمها، مع عقليات مختلفة، وأهواء متباينة، ومستويات لا تلتقي فيما بينها..

ولأجل ذلك كلف «صلى الله عليه وآله» سعداً نفسه بجمع قومه، ولا يكون أحد من غيرهم معهم، لأنه يريد أن يحسم الأمر قبل أن يقف أصحاب الأهواء على دقائقه وتفاصيله، فإن ذلك ربما يعطيهم الأهواء، لبث سمومهم، بطريقة خبيثة ومؤذية، وهكذا كان.

حوار الرسول مع الأنصار:

وعن حوار الرسول «صلى الله عليه وآله» مع الأنصار نقول:

1 ـ إنه «صلى الله عليه وآله» لم يشر إلى أي شيء يمكن أن يفسِّر على أنه إقرار منه لهم: بأن لهم حقاً من الغنائم قد أخذه منهم. بل هو قد ذكَّرهم بما جنوه من فوائد، بسبب قبولهم الهداية الإلهية، وعدَّد ذلك عليهم، حتى جعلهم يشعرون أن مطالبتهم هذه ذنب يجب عليهم الاستغفار منه.. وقد أكد لهم على صحة هذا الأمر، حين بادر إلى الإستغفار لهم، ولأبنائهم، ولأبناء أبنائهم.

2 ـ إنه أراد بتذكيره لهم بهداية الله تعالى له، وبسائر النعم، أن يعالج مشكلة الخطأ لديهم في المعايير، وفي تحديد الأهداف، ومحط الطموحات والآمال، ومحاور التفكير فيما يريد الإنسان أن يفكر فيه، ويخطط للوصول إليه والحصول عليه..

فنقلهم «صلى الله عليه وآله» من دائرة التفكير في المصالح الفردية الضيقة، واللذة الآنية الزائلة، ليصلهم بمصدر الفيوضات والهدايات، وباللامتناهي، وبالغني القوي، والمدبر، والخالق، والرازق، والمهيمن، والباقي.. و.. و..

3 ـ ولم ينته الأمر عند هذا الحد بل هو افهمهم أنه يعرف ما يدور بخلدهم تجاهه، حيث يرون أن لهم فضلاً ومنة عليه «صلى الله عليه وآله» بإيوائهم ونصرهم له، وبتصديقهم إياه، فدفعهم إلى المقارنة بين ما يرون لأنفسهم فضلاً فيه، وبين ما منَّ الله ورسوله به عليهم، ليدركوا مدى الإسفاف الذي وقعوا فيه.

ولذلك ارتفعت أصواتهم بالبكاء، وقام شيوخهم وساداتهم فقبَّلوا يدي رسول الله «صلى الله عليه وآله» ورجليه، وقالوا: رضينا بالله وعنه، وبرسوله وعنه.

وعرفوا: أنهم في وهم كبير، وأمام أمر خطير يودي بهم إلى المهالك، لولا أن تداركهم الله برحمة منه، واعترفوا بذنبهم، وطلبوا من رسول الله «صلى الله عليه وآله» أن يستغفر لهم.

الإستغفار للأنصار، ولأبنائهم:

وقد استغفر رسول الله «صلى الله عليه وآله» للأنصار، ولأبنائهم، ولأبناء أبنائهم. مع أن الأنصار لم يطلبوا منه إلا أن يستغفر لهم، ولم يذكروا أبنائهم، ولا أبناء أبنائهم.

ولعله «صلى الله عليه وآله» أراد أن يشير إلى: أن هذا التراجع من الأنصار كان صادقاً، ولم يكن قبولاً على مضض، ولا كانت تشوبه أية شائبة من الإحساس بالغبن، ولا صاحبه أي وغرٍ في الصدور، أو غلٍ في القلوب.

كما أن هذا الإستغفار للأبناء، ولأبناء الأبناء، يعطي: أن التوفيق الذي يناله الإنسان بعمله، إذا كان صادقاً قد لا يقتصر عليه، بل يشمل ذريته من أبنائه، وأبناء أبنائه أيضاً. وكذلك الحال بالنسبة للذنوب والآثام، فإنها تترك آثارها على الأبناء وأبناء الأبناء.

وإدراك هذه الحقيقة من شأنه أن يزيد من اندفاع الناس إلى الطاعات، وعمل الخير، ونيل التوفيقات، والإبتعاد عن المآثم.

الأنصار كرشي وعيبتي:

وقد ألمحت كلماته «صلى الله عليه وآله» عن الأنصار إلى أنهم لم تكن لهم سياسة خاصة بهم، بحيث تؤثر في طبيعة تعاملهم مع رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وفي مستوى هذا التعامل، وحدوده.

بل كانوا مجرد جماعة من الناس، يتلقون من رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ويستفيدون منه، بمقدار ما تتسع له أفهامهم، وتنفتح له عقولهم، وتنفعل به قلوبهم ومشاعرهم..

وهذا هو السر في التعبير النبوي عنهم بـ «كرشي وعيبتي»، حيث يتسع الكرش والعيبة لوضع ما يراد حفظه. وبذلك يكون الأنصار صادقين في الإنقياد والتسليم لله ولرسوله..

أما غير الأنصار فلعل لهم مشاريع تفرض عليهم أن يتعاملوا حتى مع النبي «صلى الله عليه وآله» ضمن حدود وقيود، قد تتعارض مع ما أمرهم  الله تعالى به من الطاعة والتسليم لرسوله، بحيث لا يكون في أنفسهم حرج مما يقضي به «صلى الله عليه وآله» لهم أو عليهم.

لماذا أعطى؟ ولماذا منع؟!:

عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي: أن قائلاً قال لرسول الله «صلى الله عليه وآله» من أصحابه ـ قال محمد بن عمر: هو سعد بن أبي وقاص ـ: يا رسول الله، أعطيت عيينة بن حصن، والأقرع بن حابس مائة (وأضاف في نص آخر: أبا سفيان، وسهيل بن عمرو)، وتركت جعيل بن سراقة الضمري؟!

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «أما والذي نفس محمد بيده، لجعيل بن سراقة خير من طلاع الأرض كلهم (الصحيح: كلها) مثل عيينة بن حصن، والأقرع بن حابس، ولكني تألفتهما ليسلما، ووكلت جعيل بن سراقة إلى إسلامه»([16]).

وروى البخاري عن سعد بن أبي وقاص، قال: أعطى رسول الله «صلى الله عليه وآله» رهطاً وأنا جالس، فترك منهم رجلاً هو أعجبهم إلي، فقمت فقلت: ما لك عن فلان؟! والله إني لأراه مؤمناً؟!

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «أو مسلماً».

ذكر ذلك ثلاثاً، وأجابه بمثل ذلك، ثم قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه، خشية أن يكبه الله تعالى في النار على وجهه»([17]).

وروى البخاري عن عمرو بن تغلب قال: أعطى رسول الله «صلى الله عليه وآله» قوماً ومنع آخرين، فكأنهم عتبوا عليه، فقال: «إني أعطي أقواماً أخاف هلعهم وجزعهم، وأَكِلُ أقواماً إلى ما جعل الله تعالى في قلوبهم من الخير والغنى، منهم عمرو بن تغلب».

قال عمرو: فما أحببت أن لي بكلمة رسول الله «صلى الله عليه وآله» حمر النعم([18]).

ونقول:

إننا لا نستطيع أن نؤيد صحة هذه الروايات، بل لعلنا نكاد نطمئن إلى عكس ذلك، فلاحظ ما يلي:

ألف: بالنسبة لجعيل بن سراقة نقول:

1 ـ إن جعيل بن سراقة، هو الذي قالوا: إن إبليس تصور في صورته يوم أحد([19]).

وابن إسحاق يقول: جعيل. وغير ابن إسحاق يقول: جعال([20]).

فمن يكون كذلك كيف يكون بهذه المثابة التي يريدونها له؟!

مع ملاحظة: أن العبارة المنسوبة إلى النبي «صلى الله عليه وآله» هي: أوكله إلى إسلامه. ولم يقل: إلى إيمانه. وبينهما فرق واضح.

2 ـ على أننا نجد هذا الرجل غير معروف بالدرجة الكافية التي تجعلنا نصدق بصحة مقارنته أو مقارنة دوره بأبي سفيان، وعيينة بن حصن، والأقرع بن حابس، وسهيل بن عمرو، وغيرهم من ذوي النفوذ الذين كان «صلى الله عليه وآله» يتألفهم على الإسلام، دفعاً لشرهم، أو لأجل مالهم من تأثير في الناس.

فما معنى أن يطالب النبي «صلى الله عليه وآله» بإعطاء جعيل، أو جعال مثل ما أعطى هؤلاء النفر؟!

3 ـ بل إن جعيل بن سراقة كان مسكيناً فقيراً، كشكله من الناس، كما في بعض الروايات([21]). ولا يقرن أمثاله بالرؤساء في المطالبة بإعطائه مثلهم.

4 ـ على أن جعال بن سراقة، وهو من فقراء المهاجرين قد لطم وجه سنان بن وبرة، حين ازدحموا على الماء، وكادت تكون فتنة، لولا أن النبي «صلى الله عليه وآله» تداركها بحكمته، حيث يروى: أن ابن أُبي قال في هذه المناسبة: {لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ}([22])»([23]).

ولعل المراد ـ لو كان للقضية أصل ـ: أنه حتى جميل بن سراقة، الذي تشبه به إبليس اللعين، كان أفضل من هؤلاء الناس، لأنه يظهر الإسلام، ولا يحاربه، ولا يُضِرُّ به بالمقدار الذي يُضَرُّ به أبو سفيان، وعيينة، والأقرع.

ب: بالنسبة لحديث عمرو بن تغلب نقول:

1 ـ إنه هو الذي يروي هذا الأمر عن رسول الله «صلى الله عليه وآله» وهو يتضمن مدحاً له، فهو يجر النار إلى قرصه.

2 ـ يضاف إلى ذلك: أن هذه الرواية ونظائرها قد اشتملت على قرائن تدل على أنه يتحدث عن قصة أخرى غير قصة حنين.. حيث ذكر  فيها: أن مالاً قد جاء إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فقسمه «صلى الله عليه وآله» على ذلك النحو المشار إليه([24]).

ولم نجد في النصوص المتوفرة لدينا ما يدل على حصول أمر كهذا في غير غزوة حنين.. فليلاحظ ذلك..

نتائج قسم غنائم حنين:

في رواية زرارة عن أبي جعفر «عليه السلام»، قال: قال أبو جعفر «عليه السلام»: فلما كان في قابل جاؤوا بضعف الذي أخذوا، وأسلم ناس كثير، قال: فقام رسول الله «صلى الله عليه وآله» خطيباً، فقال: هذا خير أم الذي قلتم؟! قد جاؤوا من الإبل كذا وكذا ضعف ما أعطيتهم. وقد أسلم لله عالم وناس كثير.

والذي نفس محمد بيده، لوددت أن عندي ما أعطي كل إنسان ديته على أن يسلم لله رب العالمين([25]).

وهذا معناه: أن نتائج كبيرة وهامة جداً ترتبت على إعطاء النبي «صلى الله عليه وآله» الغنائم للمؤلفة قلوبهم في حنين، وقد تضمن هذا النص الإشارة إلى بعض تلك الفوائد، وهي التالية:

1 ـ إن هؤلاء الذين حصلوا على هذه الأموال، قد شمروا عن ساعد الجد، وعملوا على كسر شوكة أهل الشرك في المحيط الذي يعيشون فيه، وبذلك يكون الأمن والإسلام قد شملا المنطقة بأسرها..

2 ـ إن هؤلاء الناس الذين أعطاهم سوف يشعرون: أن عودتهم إلى الشرك أصبحت في غير صالحهم، كما أن اللامبالات واعتزال الساحة، سوف يفوِّت عليهم فرصاً كبيرة، طالما حلموا بها..

3 ـ إن ما حصل عليه المسلمون من غنائم بعد حنين كان أضعاف ما قسمه النبي «صلى الله عليه وآله» في المؤلفة قلوبهم.

4 ـ إن الفرصة قد تهيأت لدخول عالم وناس كثير في الإسلام، حيث أمن الناس غائلة نفس هؤلاء الذين كانوا يخشون من سطوتهم، وبطشهم بعد رجوع النبي «صلى الله عليه وآله» إلى المدينة..

إذ إن ما صنعه رسول الله «صلى الله عليه وآله» في غنائم حنين، قد حفز نفس هؤلاء الزعماء الذين يخشاهم الناس إلى السير في البلاد ودعوة العباد إلى الدخول في دين محمد «صلى الله عليه وآله» بعد أن كانوا يصدون عنه وعن دينه.. ثم كانوا يسعون في إخضاع كل المناوئين الذين يسيرون في الإتجاه الآخر..

وهذا كله من بركات رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ومن نتائج حسن تقديره للأمور، ومن روائع وسياسته الحكيمة.

من هم المؤلفة قلوبهم؟!:

وروي بسند صحيح، عن أبي جعفر الباقر «عليه السلام» في المؤلفة قلوبهم قال: هم قوم وحدوا الله عز وجل، وخلعوا عبادة من يعبد من دون الله، وشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وهم في ذلك شكاك في بعض ما جاء به محمد «صلى الله عليه وآله»، فأمر الله عز وجل نبيه «صلى الله عليه وآله» أن يتألفهم بالمال والعطاء، لكي يحسن إسلامهم، ويثبتوا على دينهم الذي دخلوا فيه، وأقروا به([26]).

وفي حديث آخر عن أبي جعفر «عليه السلام» قال: المؤلفة قلوبهم قوم وحدوا الله، وخلعوا عبادة [من يعبد] من دون الله، ولم تدخل المعرفة قلوبهم: أن محمداً رسول الله.

وكان رسول الله «عليه السلام» يتألفهم، ويعرفهم لكيما يعرفوا، ويعلمهم([27]).

وفي نص ثالث: وهم قوم وحدوا الله، وخرجوا من الشرك، ولم تدخل معرفة محمد رسول الله «صلى الله عليه وآله» قلوبهم، وما جاء به، فتألفهم رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وتألفهم المؤمنون بعد رسول الله «صلى الله عليه وآله»، لكيما يعرفوا([28]).

ونقول:

1 ـ إن الحكام بعد رسول الله «صلى الله عليه وآله» ألغوا سهم المؤلفة قلوبهم، ولكن المؤمنين من الناس هم الذين كانوا يتألفونهم كما ظهر من الرواية المتقدمة.

2 ـ إن الإمام «عليه السلام» لا يريد أن يتحدث عن ذلك القسم من الناس الذين اتخذوا طريق النفاق، وكانت ثمة حاجة لدفع شرهم، أو الحدّ من نشاطهم التخريبي، فيلجمهم هذا الموقف المواتي منهم على المبادرة على شيء من ذلك خوفاً من فوات بعض المنافع، التي كانوا يأملون بالحصول عليها في المستقبل، بعد أن ظهر لهم في حنين أن سلوكهم الرضي، والملائم، قد يحقق لهم مكاسب ثمينة جداً..

3 ـ كما أنه «صلى الله عليه وآله» لا يتحدث عن أولئك الناس الذين يراد أن يعيشوا حياة السكون والطمأنينة، وتوقع المكاسب في داخل المجتمع الإسلامي، ويتألفهم ليدفع شرهم عن الكثيرين من المسلمين الذين هم من أقاربهم، أو ممن يمكن أن يمارسوا عليهم نفوذاً أو ضغوطاً قوية تمنعهم من التفاعل مع هذا الدين..


([1]) راجع: إعلام الورى ص124 و 125 و (ط آل البيت لإحياء التراث) ج1 ص236 والبحار ج21 ص159 و 169 و 170 والإرشاد للمفيد ص145 وشجرة طوبى ج2 ص311.

([2]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص402 عن ابن إسحاق، وأحمد، ومسلم، والبخاري، والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص90 وراجع: صحيح البخاري ج5 ص106 وفتح الباري ج8 ص40 وراجع: عمدة القاري ج17 ص311 وصحيح ابن حبان ج11 ص88 وإمتاع الأسماع ج2 ص34 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص600 والبداية والنهاية ج4 ص409 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص676.

([3]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص402 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص90 وراجع: مجمع الزوائد ج10 ص29 والدرر لابن عبد البر ص235 وتفسير مجمع البيان ج5 ص36 وتفسير الميزان ج9 ص232 والثقات لابن حبان ج2 ص80 والبداية والنهاية ج4 ص411 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص935 وعيون الأثر ج2 ص221 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص678.

([4]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص402 و 403 وراجع: مسند أحمد ج3 ص76 والدرر لابن عبد البر ص235 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص361 والكامل في التاريخ ج2 ص271 والبداية والنهاية ج4 ص410 و 411 وإمتاع الأسماع ج2 ص34 و 35 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص935 وعيون الأثر ج2 ص221 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص678 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص91 وراجع: مسند الشاميين ج2 ص66.

([5]) الإرشاد للمفيد ج1 ص145 و 146 وإعلام الورى ص125 و 126 والبحار ج21 ص159 و 171 و 172 وشجرة طوبى ج2 ص311 وكشف الغمة ج1 ص223.

([6]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص403 وقال في هامشه: أخرجه البخاري (3146، 3147، 3528، 3778، 3793، 4331، 4332، 4333، 4334) وراجع: مسند أحمد ج3 ص166 وصحيح مسلم ج3 ص105 وفتح الباري ج8 ص40 و 41 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة ) ج3 ص91 وفضائل الصحابة ص68 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص601 والبداية والنهاية ج4 ص409 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص674 والسنن الكبرى للبيهقي ج6 ص337 وج7 ص18 وعمدة القاري ج17 ص309 وتحفة الأحوذي ج10 ص275 والمصنف للصنعاني ج11 ص60 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص89 ومسند أبي يعلى ج6 ص283 وراجع: مسند الشاميين ج4 ص153.

([7]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص403 والبداية والنهاية ج4 ص410 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص676 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص91 ومسند أحمد ج3 ص172 وصحيح البخاري ج5 ص105 وصحيح مسلم ج3 ص106 وسنن الترمذي ج5 ص371 وعمدة القاري ج17 ص310 ومسند أبي يعلى ج5 ص356 وكنز العمال ج12 ص4.

([8]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص403 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص154 والثقات ج2 ص81 وإمتاع الأسماع ج2 ص35 والإرشاد للمفيد ج1 ص146والبحار ج21 ص160 و 172 وشجرة طوبى ج2 ص311 ومستدرك سفينة البحار ج10 ص70 ومسند أحمد ج3 ص156 وج3 ص246 وفضائل الصحابة ص66 والمصنف لابن أبي شيبة ج7 ص541 وج8 ص553 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص87 وصحيح ابن حبان ج16 ص258 والفايق في غريب الحديث ج3 ص148 وكنز العمال ج12 ص16 و 17 وج14 ص62 والدر المنثور ج3 ص270 والبداية والنهاية ج4 ص410 وإعلام الورى ج1 ص239 والسيرة النبوية ج3 ص677 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص92.

([9]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص403 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص154 والثقات ج2 ص81 وإمتاع الأسماع ج2 ص35 ومسند أحمد ج3 ص77 وفتح الباري ج8 ص42 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص554 والدرر لابن عبذ البر ص236 والكامل في التاريخ ج2 ص272 والبداية والنهاية ج4 ص411 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص935 وعيون الأثر ج2 ص221 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص679 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص92.

([10]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص403 وراجع: صحيح البخاري ج4 ص60 وفضائل الصحابة ص69 والسنن الكبرى ج6 ص337 وفتح الباري ج13 ص361 ومسند أحمد ج3 ص166 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص89 ومسند أبي يعلى ج6 ص283 ومسند الشاميين ج4 ص132.

([11]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص404 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص934 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص685 والبداية والنهاية ج4 ص415.

([12]) تاريخ اليعقوبي ج2 ص63و 64.

([13]) الكافي ج2 ص411 وشرح أصول الكافي ج10 ص123 والبحار ج21 ص177 وج93 ص58 وتفسير نور الثقلين ج2 ص232 وتفسير العياشي ج2 ص91 و 92 وراجع: الحدائق الناضرة ج12 ص176 وجواهر الكلام ج15 ص340 ومصباح الفقيه ج3 ص95 وجامع المدارك ج2 ص65 وغنائم الأيام للميرزا القمي ج4 ص137 وجامع أحاديث الشيعة ج8 ص175 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» للشيخ هادي النجفي ج7 ص191.

([14]) الآيتان 3 و 4 من سورة النجم.

([15]) الآية 31 من سورة آل عمران، والآية 58 من سورة النساء والآية 91 من سورة المائدة، والآية 53 من سورة النور، والآية 32 من سورة النور، والآية 11 من سورة المنافقون.

([16]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص401 عن ابن إسحاق، والإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ص237 و 238 و (ط دار الجيل) ج1 ص246 والإصابة ج1 ص239 و (ط دار الكتب العلمية) ص569 وراجع: شرح الأخبار ج1 ص317 والدرر لابن عبد البر ص236 والطبقات الكبرى لابن سعد ج4 ص246 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص359 وإمتاع الأسماع ج2 ص30 وج9 ص300 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص933 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص85 وتفسير الآلوسي ج26 ص142 والبداية والنهاية ج4 ص414.

([17]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص401 عن البخاري، وأشار في هامشه إلى: البخاري ج3 ص399 (1478).

وراجع: سنن سعد بن أبي وقاص ص40 وصحيح مسلم ج3 ص104 وصحيح البخاري (ط دار الفكر) ج2 ص131 وعمدة القاري ج9 ص62 والمصنف لابن أبي شيبة ج7 ص221 وسنن أبي يعلى ج2 ص83 وتغليق التعليق ج2 ص32.

([18]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص402 عن: البخاري ج6 ص388 (3145).

وراجع: الإستيعاب (ط دار الجيل) ج3 ص1167 والبداية والنهاية ج4 ص415 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص684 ونيل الأوطار ج8 ص126 وصحيح البخاري (ط دار الفكر) ج4 ص59 وعمدة القاري ج15 ص71 وكنز العمال ج11 ص730.

([19]) الإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج1 ص260 و (ط دار الجيل) ص274 وراجع: السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج2 ص575 و 632 وج3 ص85 ومستدرك سفينة البحار ج1 ص411.

([20]) الإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج1 ص238 و (ط دار الجيل) ص246 وعمدة القاري ج20 ص87 وراجع: فتح الباري ج11 ص237 وفيض القدير ج6 ص474 والإكليل للكرباسي ص539 والطبقات الكبرى ج4 ص246 وإكمال الكمال ج2 ص106 وأسد الغابة ج1 ص283 و 284 و 290 وراجع: الإصابة ج1 ص596 وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص702 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج2 ص503 و 632 وتاج العروس ج14 ص109.

([21]) الإصابة ج1 ص239 وعمدة القاري ج20 ص87 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص85 وفي الإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج1 ص260 و (ط دار الجيل) ص274: أنه كان من فقراء المسلمين. وراجع: المجازات النبوية ص76 وتاريخ مدينة دمشق ج24 ص170 وإمتاع الأسماع ج1 ص217 وج6 ص343.

([22]) الآية 8 من سورة المنافقون.

([23]) راجع: فصل «ليخرجن الأعز منها الأذل» من هذا الكتاب.

([24]) الإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج2 ص518 و 519 و (ط دار الجيل) ج1 ص245 والإصابة (ط دار الكتب العلمية) ج1 ص596.

([25]) تفسير العياشي ج1 ص91 و 92 والبحار ج21 ص178 وج93 ص59 ومستدرك سفينة البحار ج5 ص114 ومستدرك الوسائل ج7 ص103 وجامع أحاديث الشيعة ج8 ص176.

([26]) الكافي ج2 ص411 وتفسير العياشي ج1 ص91 و 92 وتفسير نور الثقلين ج2 ص231 والبحار ج21 ص177 وج93 ص58 وراجع: غنائم الأيام ج4 ص137 وجواهر الكلام ج15 ص 339  وشرح أصول الكافي ج10 ص123 والحدائق الناضرة ج12 ص175 وج25 ص165 ومستند الشيعة ج9 ص275 وجامع المدارك ج2 ص65 ومستدرك الوسائل ج7 ص102 وجامع أحاديث الشيعة ج8 ص175 ومستدرك سفينة البحار ج1 ص167 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» ج7 ص191.

([27]) الكافي ج2 ص411 وراجع: الحدائق الناضرة ج12 ص176  وشرح أصول الكافي ج10 ص122 وجامع أحاديث الشيعة ج8 ص176.

([28]) الكافي ج2 ص412 وتفسير نور الثقلين ج2 ص232 التفسير الصافي ج2 ص352 وراجع: الحدائق الناضرة ج12 ص176  ومصباح الفقيه ج3 ص95 وشرح أصول الكافي ج10 ص125 وجامع أحاديث الشيعة ج8 ص176 وغنائم الأيام ج4 ص137 وشرح أصول الكافي ج10 ص122 و 125 والخصال هامش ص334.

 
   
 
 

العودة إلى موقع الميزان