هكذا يكيدون علياً
علي
خليفة النبي
في أهله:
وزعمت بعض الروايات:
أن النبي «صلى الله عليه وآله» إنما خلف
علياً «عليه السلام» في أهله، وأنه لم يستخلفه على المدينة
كلها، فلاحظ قولهم:
وخلف رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
علي بن أبي طالب
«عليه
السلام»
على أهله، وأمره بالإقامة فيهم، فأرجف به المنافقون وقالوا: ما خلفه
إلا استثقالاً له، وتخففاً منه.
فلما قالوا ذلك أخذ علي «عليه السلام» سلاحه، وخرج حتى
لحق برسول الله «صلى الله عليه وآله»، وهو نازل بالجرف، فأخبره بما
قالوا.
فقال رسول الله «صلى الله عليه
وآله»:
«كذبوا، ولكني خلفتك لما تركت ورائي، فارجع فاخلفني في
أهلي وأهلك، أفلا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلا
أنه لا نبي بعدي»؟!
فرجع علي «عليه السلام» إلى المدينة.
وهذا الحديث رواه الشيخان، وله طرق([1]).
وإمعاناً منهم في حَبْك أكذوبتهم المتمثلة في نفي
استخلاف علي
«عليه
السلام»
على المدينة، زعموا: أنه
«صلى الله عليه وآله»
استخلف على المدينة محمد بن مسلمة([2])،
وهذا هو الثابت عند الواقدي، وقال: لم يتخلف عنه في غزوة غيرها([3]).
وقيل:
استخلف سباع بن عرفطة([4]).
وقيل:
ابن أم مكتوم([5]).
وقيل:
علي بن أبي طالب
«عليه السلام».
قال أبو عمر وتبعه ابن دحية: وهو الأثبت.
ورواه عبد الرزاق في المصنف
بسند صحيح عن سعد بي أبي وقاص، ولفظه: أن رسول الله
«صلى الله عليه وآله» لما خرج إلى تبوك استخلف على المدينة علي بن أبي
طالب، وذكر الحديث([6]).
قد روي حديث:
أنت مني بمنزلة هارون من موسى عن جماعة كثيرة، منهم:
أمير المؤمنين «عليه السلام»،
وزيد بن أرقم، وأم سلمة، وأسماء بنت عميس، وابن عباس، وجابر بن عبد
الله، وأبو سعيد الخدري، وعمرو بن ميمون، وحذيفة، ومحدوج الذهلي، وأنس،
وجشي بن جنادة، وعمر، وجابر بن سمرة، وسعد بن أبي وقاص، وأبو الطفيل،
وقيس، وسعيد بن المسيب، وعلي بن زيد بن جدعان، وسعد بن مالك، وإبراهيم،
والحارث بن مالك، وخالد بن عرفطة، وآخرون كثر، فراجع ما ذكره آية الله
السيد عبد الحسين شرف الدين «رحمه الله» حول رواة هذا الحديث الشريف
وأسمائهم.
وسيأتي:
أنه
«صلى الله عليه وآله»
قد قال ذلك لعلي
«عليه
السلام»
في مواضع كثيرة، وقد أوردته طائفة من المصادر من دون تحديد، فراجع([7]).
ومن النصوص التي ذكرت هذا الحديث الشريف وحددت حصوله في
غزوة تبوك نشير ـ على سبيل المثال ـ إلى ما يلي:
1 ـ
خرج الناس في غزوة تبوك، فقال علي
«عليه
السلام»
للنبي «صلى الله عليه وآله»: أخرج معك؟
فقال له النبي «صلى الله عليه
وآله»:
لا.
فبكى علي «عليه السلام»، فقال له
النبي «صلى الله عليه وآله»:
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست
بنبي؟!.
إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي([8]).
2 ـ
وقالوا: لما خرج رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
في غزوة تبوك، استخلف علي بن أبي طالب
«عليه
السلام»
على المدينة، فماج المنافقون في المدينة، وفي عسكر رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
وقالوا: كره قربه وساء فيه رأيه، فاشتد ذلك على علي
«عليه
السلام»،
فقال: يا رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
تخلفني مع النساء والصبيان؟! أنا عائذ بالله من سخط الله وسخط رسوله.
فقال:
رضي الله برضائي عنك فإن الله عنك راض، إنما منزلك مني
بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي.
فقال علي «عليه السلام»:
رضيت، رضيت([9]).
3 ـ
وفي رواية سعد بن أبي وقاص: خلفه في بعض مغازيه، فقال
له علي
«عليه
السلام»:
أتخلفني مع النساء والصبيان؟!
فقال له «صلى الله عليه وآله»:
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟([10]).
زاد في نص آخر قوله:
قال: بلى يا رسول الله.
قال:
فأدبر علي
«عليه
السلام»
فكأني أنظر إلى غبار قدميه يسطع([11]).
4 ـ
وفي نص آخر: عندما خلف علياً
«عليه
السلام»
في المدينة، قال الناس: ملَّه وكره صحبته.
فتبع علي النبي
«صلى الله عليه وآله»،
حتى لحقه في بعض الطريق، فقال: يا رسول الله، خلفتني في المدينة مع
النساء والذراري، حتى قال الناس ملَّه وكره صحبته؟!.
فقال له النبي «صلى الله عليه
وآله»:
يا علي إني خلَّفتك على أهلي، أما ترضى أن تكون مني
بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي؟([12]).
5 ـ
وفي
نص آخر: أنه تبعه إلى ثنية الوداع وهو يبكي ويقول: يا
رسول الله، تخلفني مع الخوالف؟!.
فقال:
ألا ترضى أن تكون مني الخ..
([13]).
6 ـ
عن زيد بن أرقم قال: لما عهد رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
لجيش العسرة، قال لعلي
«عليه
السلام»:
إنه لا بد من أن تقيم أو أقيم.
قال:
فخلَّف علياً وسار. فقال ناس: ما خلفه إلا لشيء يكرهه
منه.
فبلغ ذلك علياً
«عليه
السلام»،
فاتبع رسول الله
«صلى الله عليه وآله»،
حتى انتهى إليه، فقال: ما جاء بك يا علي؟!.
فقال:
يا رسول الله، إني سمعت ناساً يزعمون أنك خلَّفتني لشيء
كرهته مني.
قال:
فتضاحك إليه وقال: ألا ترضى أن تكون مني كهارون من
موسى، غير أنك لست بنبي؟!.
قال:
بلى يا رسول الله.
قال:
فإنه كذلك([14]).
7 ـ
وعن أبي سعيد: أنه
«صلى الله عليه وآله»
قال لعلي
«عليه
السلام»
في غزوة تبوك: اخلفني في أهلي.
فقال علي «عليه السلام»:
يا رسول الله، إني أكره أن يقول العرب، خذل ابن عمه،
وتخلف عنه.
فقال:
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟!.
قال:
بلى.
قال:
فاخلفني([15]).
ونقول:
إن لنا مع هذا الحديث وقفات عديدة، قد ذكرنا فيما سبق
بعضاً منها، ونذكر هنا بعضاً آخر، ونصرف النظر عن باقيها توخياً
للأختصار..
قال علماؤنا الأبرار رضوان الله
تعالى عليهم:
إن حديث المنزلة يدل على: أن
لأمير المؤمنين «عليه
السلام»
جميع منازل هارون من موسى إلا منزلة النبوة، واستثناء النبوة دليل
العموم لجميع المنازل..
ومع غض النظر عن إفادة الإستثناء
لذلك، فإن نفس إطلاق قوله:
أنت مني بمنزلة فلان، لا بد أن يراد به أظهر منازله،
وأقربها إلى فهم الناس بملاحظة حالة ذينك الشخصين مع بعضهما البعض، فإن
كان قائل هذه الكلمة والداً أو ابناً، أو أخاً، حملت هذه الكلمة على
هذه المعاني، أي أنه بمنزلة ولده، وأبيه، وأخيه.
وإن كان ذلك الشخص معلماً، فكذلك، وإن كان وزيراً
وحاملاً لمسؤوليات التدبير، والرعاية، كانت له منزلته من هذه الناحية..
ومن الواضح:
أن أظهر خصوصية كانت بين هارون وموسى هي أخوته له، وشد
أزره، ووجوب طاعته، ووزارته، وشراكته في أمره وكونه أولى الناس به حياً
وميتاً، حسبما أشارت إليه الآية الكريمة:
{وَاجْعَلْ
لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي
وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي}([16]).
فلا بد أن يراد بكونه بمنزلته هو هذه الخصوصيات، ولا
سيما هاتان الخصوصيتان.
أما خصوصية النبوة، فهي غير مرادة قطعاً، لأنها خصوصية
لا تعني موسى «عليه السلام» وإنما تعني الناس الآخرين، فاستثناؤها من
المنازل من قبيل الإستثناء المنقطع، الذي جيء به إمعاناً في التوضيح،
واستقصاء في دفع الشبهة.
وليس هذا من الإستثناء المتصل، فإن إشراك هارون في أمر
موسى ليس من جهة جعل النبوة مناصفة بينهما، فإن ذلك مما لا يصح توهمه،
إلا من جاهل. بل من جهة معونته له، ووجوب طاعته، وهو في موقع الأخ
والوزير، حسبما أوضحته الآيات الكريمة..
وزعموا:
أن حديث المنزلة خاص بأهل بيت رسول الله
«صلى الله عليه وآله»،
ولا يعم الناس جميعاً، حيث إن بعض نصوصه تقول: فارجع، فاخلفني في أهلي
وأهلك.. كما تقدم.
ونجيب:
أولاً:
إن معظم نصوص غزوة تبوك لم تخص حديث المنزلة في استخلاف
النبي «صلى الله عليه وآله» لعلي «عليه السلام» على
أهله «صلى الله عليه وآله»، بل أطلقت الخلافة.
فمن أين جاءت هذه الإضافة المشبوهة؟!.
ثانياً:
إن حديث المنزلة بإطلاقه قد قاله رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
في مواقف كثيرة كانت تبوك واحدة منها. فقد قاله في:
1 ـ
يوم المؤاخاة الأولى([17]).
2 ـ
يوم المؤاخاة الثانية([18]).
3 ـ
يوم تسمية الحسن والحسين
«عليهما
السلام»([19]).
4 ـ
في حجة الوداع([20]).
5 ـ
في منى([21]).
6 ـ
يوم غدير خم([22]).
7 ـ
يوم المباهلة([23]).
8 ـ
غزوة تبوك.
9 ـ
عند الرجوع بغنائم خيبر([24]).
10 ـ
يوم كان يمشي مع النبي
«صلى الله عليه وآله»([25]).
11 ـ
في حديث لحمه لحمي، حين خاطب
«صلى الله عليه وآله»
أم سلمة بهذا القول([26]).
12 ـ
يوم سد الأبواب([27]).
13 ـ
يوم بدر([28]).
14 ـ
يوم نام الصحابة في المسجد([29]).
15 ـ
في قضية الإختصام في ابنة حمزة
«عليه
السلام»([30]).
16 ـ
يوم كان أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة في حضرة النبي «صلى
الله عليه وآله»، والنبي
«صلى
الله عليه وآله»
متكئ على علي«عليه
السلام»([31]).
وذلك كله يشير إلى أن علياً
«عليه
السلام»
شبيه بهارون في جميع مزاياه، وأظهرها وأشهرها شراكته في الأمر،
ووزارته، وشد أزره، وإمامته للناس في غياب أخيه موسى
«عليه
السلام».
ثالثاً:
إنه لو كانت خلافة
أمير المؤمنين «عليه
السلام»
لرسول الله
«صلى
الله عليه وآله»
منحصرة في أهله
«صلى الله عليه وآله»
لوقعت المنافات بين صدر الرواية وذيلها، فإن صدرها يقول: إنه يستخلفه
في أهله، وذيلها يجعله منه كهارون من موسى، مع أن هارون إنما خلف موسى
في قومه، لا في أهله.
وصرحت الآية:
بأن موسى قد طلب من الله أن يجعل له هارون أخاً،
وشريكاً له في الأمر الذي هو إمامة الناس وقيادتهم..
قال الشيخ المفيد رضوان الله تعالى عليه، ونعم ما قال:
«وقال:
يا علي، إن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك.
وذلك أنه
«صلى الله عليه وآله»
علم خبث نيات الأعراب، وكثير من أهل مكة ومن حولها، ممن غزاهم، وسفك
دماءهم، فأشفق أن يطلبوا المدينة عند نأيه عنها، وحصوله ببلاد الروم،
فمتى لم يكن فيها من يقوم مقامه لم يؤمن من معرَّتهم، وإيقاع الفساد في
دار هجرته، والتخطي إلى ما يشين أهله، ومخلفيه..
وعلم أنه لا يقوم مقامه في إرهاب العدو، وحراسة دار
الهجرة، وحياطة من فيها إلا أمير المؤمنين
«عليه السلام»،
فاستخلفه استخلافاً ظاهراً، ونص عليه بالإمامة من بعده نصاً جلياً،
وذلك فيما تظاهرت به الرواية أن أهل النفاق لما علموا باستخلاف رسول
الله
«صلى
الله عليه وآله»
على المدينة حسدوه لذلك، وعظم عليهم مقامه فيها بعد خروجه، وعلموا أنها
تتحرس به، ولا يكون فيها للعدو مطمع، فساءهم ذلك..
وكانوا يؤثرون خروجه معه، لما يرجونه من وقوع الفساد
والإختلاط عند نأي رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
عن المدينة، وخلوها من مرهوب مخوف يحرسها..
وغبطوه
«عليه
السلام»
على الرفاهية والدعة بمقامه في أهله، وتكلف من خرج منهم المشاق بالسفر
والخطر، فأرجفوا وقالوا: لم يستخلفه رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
إكراماً له، وإجلالاً ومودة، وإنما خلفه استثقالاً له».
إلى أن قال:
فلما بلغ أمير المؤمنين
«عليه
السلام»
إرجاف المنافقين به أراد تكذيبهم، وإظهار فضيحتهم، فلحق بالنبي
«صلى الله عليه وآله»
فقال: يا رسول الله، إن المنافقين يزعمون: أنك خلفتني استثقالاً
ومقتاً؟!.
فقال النبي «صلى الله عليه وآله»:
إرجع يا أخي إلى مكانك، فإن المدينة لا تصلح إلا بي أو
بك. فأنت خليفتي في أهل بيتي، ودار هجرتي وقومي، ألا ترضى أن تكون
بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟! الخ..([32]).
وزعم بعضهم أن حديث المنزلة خاص بغزوة تبوك، ولا ربط له
بما بعد وفاة رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
وإليك نص كلامه:
«هارون
لم يكن خليفة موسى، لأنه مات قبل موسى، بل المراد استخلافه بالمدينة
حين ذهابه إلى تبوك، كما استخلف موسى هارون عند ذهابه إلى الطور، لقوله
تعالى:
{اخْلُفْنِي
فِي قَوْمِي}([33]).
ونجيب:
أولاً:
إن ذلك يؤدي إلى أن يكون «صلى الله عليه وآله» قد أورد
كلاماً متناقضاً، فإنه إذا كان المقصود هو الحديث عن خلافته في حال
حياته لم يكن معنى لأن يقول: إلا أنه لا نبي بعدي، بل كان الأحرى أن
يقول: إلا أنه لا نبي معي..
ثانياً:
لو كان المراد الخلافة في خصوص تبوك، فلا حاجة إلى
تنزيله منزلة هارون من موسى وإلا، فقد كان النبي «صلى الله عليه وآله»
استخلف الكثيرين على المدينة في غزواته المختلفة، كغزوة الفتح، وبدر،
وقريظة، وخيبر.. و.. الخ.. فلماذا لم يجعل لهم منه منزلة هارون من
موسى؟!
ثالثاً:
إن العبرة إنما هي بعموم اللفظ، لا بخصوص المورد، فكيف
إذا تضمن الكلام الإشارة إلى استمرار المنزلة المجعوله
لأمير المؤمنين «عليه
السلام»
إلى ما بعد وفاة النبي
«صلى الله عليه وآله»
حسبما ألمحنا إليه..
فاستخلاف موسى لهارون في قومه حين ذهب إلى الطور، لا
يعني أن تكون منزلة
أمير المؤمنين «عليه
السلام»
من النبي
«صلى الله عليه وآله»
خاصة بحياة النبي
«صلى الله عليه وآله»..
ويشير إلى ذلك:
أن إطلاق المنزلة المجعولة يستدعي أن يكون
أمير المؤمنين
«عليه السلام» بمنزلته هارون من موسى في شراكته معه في الأمر أيضاً،
والشريك في الأمر هو الأولى بمتابعة أمور شريكه في حياته، وبعد وفاته،
فلو أن موسى مات قبل هارون، فإن هارون سيكون أولى بأخيه من جميع بني
إسرائيل، وسيقوم مقامه في كل شيء.. وذلك ظاهر..
ويشهد لذلك:
أن أجداً لا يدَّعي أن آية:
{وَأَمْرُهُمْ
شُورَى بَيْنَهُمْ}([34])
خاصة بحياة رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وقد انقطع ذلك بعد وفاته..
وقد صرحت بعض روايات غزوة تبوك:
أن علياً
«عليه
السلام»
قال للنبي
«صلى الله عليه وآله»:
«زعمت
قريش أنك خلفتني استثقالاً لي»([35]).
وقد ورد في الجزء الثالث والعشرين ما يؤيد هذا الزعم
فراجع([36]).
ومن الواضح:
أن قريشاً كانت تتقصد
أمير المؤمنين «عليه
السلام»
بالأذى، حتى شكاها علي
«عليه
السلام»
مرات ومرات، ودعا عليها أيضاً فقال: «اللهم عليك بقريش، فإنهم قطعوا
رحمي، وأكفأوا إنائي، وصغروا عظيم منزلتي»([37])..
وقد كانت قريش كلها مع بني أمية على خلاف مع
أمير المؤمنين «عليه
السلام»([38]).
وقد أجمعت قريش على حربه بعد النبي
«صلى الله عليه وآله»،
كما أجمعت على حرب رسول الله
«صلى الله عليه وآله»،
كما قاله
«عليه
السلام»
في رسالته لأخيه عقيل.
وإن كانت بعض المصادر بدلت كلمة «قريش» بكلمة «العرب»([39]).
([1])
سبل الهدى والرشاد ج5 ص441 عن ابن إسحاق، والبخاري، ومسلم.
وقال في الهامش: أخرجه البخاري ج7 ص71 (3706) ومسلم ج4 ص1870
(30/2404). وراجع: البحار ج37 ص267 وراجع: تاريخ الخميس ج2 = =
ص125 والبداية والنهاية ج5 ص7 والسيرة النبوية لابن هشام (ط
درا الكنوز الأدبية) ج2 ص519 وراجع الثقات لابن حبان (ط الهند)
ج2 ص93 فما بعدها، والرحيق المختوم للمباركفوري ص398.
([2])
سبل الهدى والرشاد ج5 ص442 عن ابن إسحاق، والواقدي، والرحيق
المختوم للمباركفوري ص398 وراجع: تاريخ الخميس ج2 ص125 عن
الدمياطي، والبداية والنهاية ج5 ص7 والسيرة النبوية لابن هشام
(ط دار الكنوز) المجلد الثاني ص519. وراجع: الطبقات الكبرى
لابن سعد ج2 ص165 وتاريخ مدينة دمشق ج2 ص35 والعثمانية للجاحظ
ص153 وإمتاع الأسماع ج2 ص50.
([3])
سبل الهدى والرشاد ج5 ص442 عن الواقدي.
([4])
سبل الهدى والرشاد ج5 ص442 والبداية والنهاية ج5 ص7 والسيرة
النبوية لابن هشام (ط دار الكنوز) المجلد الثاني ص519 والثقات
لابن حبان (ط الهند) ج2 ص93 فما بعدها، والرحيق المختوم
للمباركفوري ص398 وراجع: تاريخ الخميس ج2 ص125 عن المنتقى،
وتاريخ مدينة دمشق ج2 ص35 وإمتاع الأسماع ج2 ص50.
([5])
سبل الهدى والرشاد ج5 ص442 والبداية والنهاية ج5 ص7 والسيرة
النبوية = = لابن هشام (ط دار الكنوز) المجلد الثاني ص519
والثقات لابن حبان (ط الهند) ج2 ص93 فما بعدها، والرحيق
المختوم للمباركفوري ص398 وراجع: تاريخ الخميس ج2 ص125 عن
المنتقى، وتاريخ مدينة دمشق ج2 ص35 والعثمانية للجاحظ ص153.
([6])
المصنف للصنعاني ج5 ص406 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص442 والفصول
في سيرة الرسول لابن كثير ص92 وتاريخ الخميس ج2 ص125. وراجع:
مناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» للكوفي ج1 ص527 وشرح
إحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص428.
([7])
راجع على سبيل المثال: مسند فاطمة للسيوطي (ط سنة 1406) ص34 و
43 والحلي بتخريج فضائل علي ص62 عن البزار 185 ـ 186/3 وتهذيب
خصائص الإمام علي للنسائي ص64 و 61 وموضح أوهام الجمع والتفريق
ج2 ص583 وج1 ص297 وج3 ص72 وكتاب المعجم لابن المثنى التميمي
ص94 و 91 ومختصر تاريخ دمشق ج17 ص 344 و 346 و 347 و 345 و 334
و 335 وتهذيب الكمال ج35 ص263 وج25 ص422 وج16 ص346 والفرائد
المنتقاة، والغرائب الحسان لابن الصوري ص14 و 22 و 54 والعلل
المتناهية ج1 ص228 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص626 وحلية
الأولياء ج3 ص345 والتنكيت والإفادة ص46 و 44 وتثبيت الإمامة
ص57 وأعلام الحديث ج3 ص1637 والمعجم في أصحاب القاضي أبي علي
الصدفي ج16 ص50 ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي ج240 والمغازي
النبوية للزهري ص111 والأسرار المرفوعة ص272 والسيرة النبوية
لأبي حاتم البستي ص367 ورياض النفوس ج1 ص58 ومعتقد أبي إسحاق
الشيرازي ص106 والدر الملتقط ص49 وسلوك المالك ص193 وعلم
الحديث لابن تيمية ص266 والثقات ج1 ص141 واللآلي ليموت بن
المزرع (مطبوع في نوادر الرسائل) ص100 ومختصر سيرة الرسول
لمحمد بن عبد الوهاب ص154 وفضائل الصحابة للنسائي ص14 و13
والفصول في سيرة الرسول لابن كثير= =
ص92 والمعجم الكبير
للطبراني ج19 ص291 والوسيلة للموصلي ص161 والمسند للحميدي ج1
ص38 والجوهر الثمين ج1 ص59 والإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ج8
ص221 وج9 ص41 والتبر المذاب ص39 والزبرجد على مسند أحمد ج2
ص167 والمجالسة ص474 والحدائق لابن الجوزي ج1 ص408.
([8])
المعجم الكبير (مطبعة الأمة في بغداد) ج11 ص98 و (ط دار إحياء
التراث العربي) ج12 ص78 وراجع: مختصر تاريخ دمشق ج17 ص329
والعمدة لابن البطريق ص86 و 239 وذخائر العقبى ص87 والبحار ج38
ص242 وج40 ص51 والمراجعات للسيد شرف الدين ص197 و 198 و 396
ومسند أحمد ج1 ص331 والمستدرك للحاكم ج3 ص133 ومجمع الزوائد ج9
ص120 وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص552 و خصائص أمير المؤمنين
«عليه السلام» للنسائي ص64 وخصائص الوحي المبين لابن البطريق
ص11.
([9])
مختصر تاريخ دمشق ج17 ص347 وراجع مسند أبي يعلى ج2 ص66 وتاريخ
مدينة دمشق ج42 ص181.
([10])
مختصر تاريخ دمشق ج17 ص332 والإعتقاد على مذهب السلف لأحمد بن
الحسين البيهقي ص205 ومسند أبي يعلى ج1 ص286 ومعارج القبول ج2
ص471 ومسند فاطمة للسيوطي ص62 والمعجم لابن المثنى التميمي
ص230 وتحفة الأحوذي ج10 ص229 وتلخيص المتشابه في الرسم ج2 ص644
وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص627 وتاريخ الأحمدي ص99 وفضائل
الصحابة للنسائي ص14 والإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ( ط بيروت)
ج9 ص41 والحدائق لابن الجوزي ج1 ص387 عن البخاري، ومسلم،
والبداية والنهاية ج5 ص7.
([11])
مسند أبي يعلى ج2 ص57 ومناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه
السلام» للكوفي ج1 ص513 و 523 و 533 والعمدة لابن البطريق ص128
والبحار ج37 ص262 ومسند أحمد ج1 ص173 ومسند سعد بن أبي وقاص
للدورقي ص177 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص24.
([12])
مناقب أمير المؤمنين «عليه السلام» ج1 ص531 و 532 وفضائل
الصحابة ص13 ومسند سعد بن أبي وقاص ص174 والسنن الكبرى للنسائي
ج5 ص44 و 120 و 240 وخصائص أمير المؤمنين «عليه السلام»
للنسائي ص76 ومسند أبي يعلى ج2 ص86 والكامل ج2 ص417 وعن تاريخ
مدينة دمشق ج42 ص151 و 152 ومختصر تاريخ دمشق ج17 ص344.
([13])
مختصر تاريخ دمشق ج17 ص344 وتهذيب خصائص الإمام علي «عليه
السلام» ص58.
([14])
مختصر تاريخ دمشق ج17 ص347 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص24
وتثبيت الإمامة ص53 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص186 وراجع: مجمع
الزوائد ج9 ص111 والمعجم الكبير ج5 ص203.
([15])
مختصر تاريخ دمشق ج17 ص347 والبحار ج21 ص232 وج37 ص255 ومجمع
الزوائد ج9 ص109 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص173 وفضائل أمير
المؤمنين «عليه السلام» لابن عقدة ص57.
([16])
الآيات 29 ـ 32 من سورة طه.
([17])
راجع: البحار ج38 ص334 وج8 ص330 وإثبات الهداة ج3 باب 10 ح 619
و 761 وعن كنز العمال ج15 ص92 وج6 ص390 وتذكرة الخواص ص23
وفرائد السمطين ج1 ص115 و 121 وترجمة الإمام علي «عليه السلام»
من تاريخ ابن عساكر (بتحقيق المحمودي) ج1 ص107 وينابيع المودة
ص65 و 57.
([18])
راجع: المناقب للخوارزمي ص7 وتذكرة الخواص ص20 والفصول المهمة
لابن الصباغ ص21 ومنتخب كنز العمال (مطبوع مع مسند أحمد) ج5
ص31.
([19])
علل الشرائع ص137 و 138 وينابيع المودة ص220 وفرائد السمطين ج2
ص103 ـ 105.
([20])
البحار ج37 ص256 ودعائم الإسلام ج1 ص16 والأمالي للطوسي ص521
والغدير ج1 ص268 ووفيات الأعيان لابن خلكان ج5 ص231.
([21])
البحار ج37 ص260 ومستدرك سفينة البحار ج10 ص29 والدر النظيم
ص284.
([22])
البحار ج37 ص206 وتفسير العياشي ج1 ص332 والإحتجاج للطبرسي ج1
ص73 واليقين لابن طاووس ص348 والتفسير الصافي ج2 ص45.
([23])
البحار ج21 ص343 والمناقب لابن شهرآشوب ج3 ص142 والمناقب
للخوارزمي ص108 وعن الطرائف ج1 ص148 ـ 149 ح224 عن مناقب ابن
المغازلي، وعن العمدة لابن البطريق ص46.
([24])
الأمالي للصدوق ص85 وإثبات الهداة ج3 باب10 ح243 والمناقب
للخوارزمي ص76 و 96 ومقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص45 وكفاية
الطالب ص264 ومجمع الزوائد ج9 ص131 وشرح النهج للمعتزلي ج2
ص449 وينابيع المودة ص130 وكنز الفوائد للكراجكي ص281
والمسترشد للطبري ص634 وروضة الواعظين ص112.
([25])
وإثبات الهداة ج3 باب10 ح108.
([26])
البحار ج32 ص348 وج37 ص254 و257 و337 وج38 ص122 و132= = و 341
وج40 ص14 والأمالي للطوسي ج1 ص49 وعن كنز العمال ج6 ص154الحديث
رقم (2554) ومنتخب كنز العمال (مطبوع مع مسند أحمد) ج5 ص31
وترجمة الإمام علي «عليه السلام» من تاريخ مدينة دمشق (بتحقيق
المحمودي) ج1 ص78 والمناقب للخوارزمي ص86 وينابيع المودة ص50 و
55 و 129 ومجمع الزوائد ج9 ص111 وكفاية الطالب ص168 (ط
الحيدرية) وميزان الإعتدال ج2 ص3 وفرائد السمطين ج1 ص150 وشرح
الأخبار ج2 ص544 وعلل الشرائع ج1 ص66 والتحصين لابن طاووس ص566
واليقين لابن طاووس ص161 و 173 و 334 و 415 .
([27])
ينابيع المودة ص88 ومناقب الإمام علي بن أبي طالب لابن
المغازلي ص255 وترجمة الإمام علي بن أبي طالب لابن عساكر
(بتحقيق المحمودي) ج1 ص266.
([28])
المناقب للخوارزمي ص84.
([29])
كفاية الطالب ص284 والبحار ج37 ص260 وتاريخ مدينة دمشق ج42
ص139 والمناقب للخوارزمي ص109 وكشف اليقين للعلامة الحلي ص282
و ينابيع المودة ج1 ص160.
([30])
الخصائص للنسائي (ط الحيدرية) ص18 وترجمة الإمام علي بن أبي
طالب «عليه السلام» لابن عساكر (بتحقيق المحمودي) ج1 ص338.
([31])
راجع: كنز العمال (ط2) ج15 ص109 و 108 والمناقب للخوارزمي ص19
وينابيع المودة ص202 وترجمة الإمام علي «عليه السلام» من تاريخ
ابن عساكر (بتحقيق المحمودي) ج1 ص321 والفصول المهمة لابن
الصباغ ص110 والرياض النضرة (ط2) ج2 ص207 و 215.
([32])
البحار ج21 ص207 و 208 والإرشاد ج1 ص156 إضافة إلى مصادر كثيرة
ذكرناها في موارد سبقت.
([33])
الآية 142من سورة الأعراف.
([34])
الآية 38 من سورة الشورى.
([35])
المسترشد ص129 و 444 والإرشاد ج1 ص156 وذخائر العقبى ص63
والمستجاد من الإرشاد ص95 و 96 والصراط المستقيم ج1 ص316
والبحار ج21 ص208 و 245 وج37 ص267 والغدير ج3 ص198 والمناظرات
في = = الإمامة ص214 والثقات ج2 ص93 وتاريخ مدينة دمشق ج2 ص31
وعن تاريخ الأمم والملوك ج2 ص368 وعن البداية والنهاية ج5 ص11
وعن السيرة النبوية لابن هشام ج4 ص946 وكشف الغمة ج1 ص227 وعن
عيون الأثر ج2 ص254 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص12 وسبل
الهدى والرشاد ج5 ص441 ونشأة التشيع والشيعة ص109 وكتاب السنة
ص586 وإعلام الورى ج1 ص244 وقصص الأنبياء للراوندي ص349 وشرح
الأخبار ج2 ص195 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص183 وتفسير نور
الثقلين ج3 ص378 والثقات ج2 ص93 وكشف اليقين للعلامة الحلي
ص145.
([36])
راجع الفصل الرابع: «حديث العترة هو القصص الحق».
([37])
راجع: راجع: نهج البلاغة (بشرح عبده) الرسالة رقم36، وقسم
الخطب رقم (212) و (32) و (137) وشرح النهج للمعتزلي ج6 ص96
وج2 ص119 والغارات ج1 ص309 وج2 ص454 و429 و430 وأنساب الأشراف
(بتحقيق المحمودي) ج2 ص74 فما بعدها، والبحار (ط قديم) ج8 ص621
والإمامة والسياسة ج1 ص155. وراجع كتابنا: دراسات وبحوث في
التاريخ والإسلام ج1 ص175 و176 للإطلاع على مصادر أخرى.
([38])
الغارات ج2 ص569 وراجع ص454.
([39])
راجع النص المذكور، سواء فيه كلمة «قريش» أو كلمة «العرب» في
المصادر التالية: المعيار والموازنة ص180 وراجع: الغارات
للثقفي ج2 ص429 ـ 430 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص118 ـ 119
وأنساب الأشراف (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص74 ـ 75 والأغاني (ط
ساسي) ج15 ص46 والبحار (ط حجري) ج8 ص621 و 673 وجمهرة رسائل
العرب ج1 ص595 ونهج السعادة ج5 ص300 وسفينة البحار ج2 ص215
وأشار إليها في العقد الفريد (ط دار الكتاب) ج2 ص356 وج3 ص504،
وذكرها أيضاً في الدرجات الرفيعة ص155 ـ 157.
وفي
الإمامة والسياسة (ط سنة 1967م) ج1 ص53 ـ 54 وقاموس الرجال ج6
ص323 عنه أن عقيلاً قد التقى بعائشة، وطلحة، والزبير، أيضاً..
وهذا كذب لأن طلحة والزبير كانا قتلا قبل غارة الضحاك بسنوات!!
ولا يخفى سر زيادة ذلك في رسالة عقيل..
ولكنه قال: إن العرب أجمعت على حربه الخ..
|