النبي في المدينة بعد تبوك

   

صفحة :177-232   

النبي في المدينة بعد تبوك

بالمدينة أقوام لهم أجر المجاهدين:

عن أنس وجابر: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لما رجع من غزوة تبوك، فدنا من المدينة فقال: «إن بالمدينة أقواماً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم».

فقالوا: يا رسول الله، وهم في المدينة؟

قال: «وهم بالمدينة، حبسهم العذر»([1]).

ولعله إنما قال لمن معه ذلك، حتى لا يخطر في بال أحد منهم أن يُدِلَّ على أولئك الناس الضعفاء، بأنه قد سار مع النبي «صلى الله عليه وآله» إلى الجهاد، ويحاول أن يسوِّق لنفسه عن هذا الطريق، فقد حدث نظير ذلك في مرة سابقة، وذلك حين قال عمر بن الخطاب لأسماء بنت عميس: سبقناكم بالهجرة، فنحن أحق بالنبي «صلى الله عليه وآله» منكم، فشكته إلى النبي «صلى الله عليه وآله»، فوقف «صلى الله عليه وآله» إلى جانبها، ونصرها عليه، فراجع([2])..

المدينة تنفي خبثها، وخير دور الأنصار:

عن أبي حميد الساعدي، وأنس، وجابر، وأبي قتادة قالوا: أقبلنا مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» من غزوة تبوك حتى أشرفنا على المدينة قال: «هذه طابة ـ وزاد ابن أبي شيبة: أسكننيها ربي، تنفي خبث أهلها كما ينفي الكير خبث الحديد» انتهى.

فلما رأى أحداً قال: «هذا أُحد، جبل يحبنا ونحبه، ألا أخبركم بخير دور الأنصار».

قلنا: بلى يا رسول الله.

قال: «خير دور الأنصار بنو النجار، ثم دار بني عبد الأشهل، ثم دار بني ساعدة».

فقال أبو أسيد: ألم تر أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» خيَّر دور الأنصار فجعلنا آخرها داراً؟

فأدرك سعد رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فقال: يا رسول الله، خيرت دور الأنصار فجعلتنا آخرها داراً؟!

فقال: «أوليس بحسبكم أن تكونوا من الخيار»؟([3]).

ونقول:

إن ما تقدم يحتاج إلى بعض البيانات التي تفيد في فهم مقاصده ومراميه. ونذكر من ذلك الأمور التالية:

خبث أهل المدينة:

بالنسبة لطابة، وأنها تنفي خبث أهلها نقول:

أولاً: إنه لا شك في أن نفي طابة لخبث أهلها ليس بنحو الجبرية، والتصرف التكويني، فلعل ذلك يكون على معنى أن أجواءها ومحيطها الإيماني يساعد على تصفية النفوس وتزكيتها، وإبعاد الشوائب السيئة عن أهلها.. بالإضافة إلى الألطاف والبركات التي تحل على الناس، لأجل تاريخها المجيد، في خدمة الإسلام وأهله، وبركات حلول رسول الله «صلى الله عليه وآله» فيها..

ثانياً: إن ثمة ما يبرر شكنا في صحة نسبة هذا الكلام إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، إذ إن أهل المدينة سرعان ما انقلبوا على أعقابهم، واختاروا خط العداء لأهل البيت «عليهم السلام» ومنابذتهم، حتى لم يبق في المدينة وفي مكة عشرون([4]) رجلاً يحبهم «عليهم السلام»([5]).

فما معنى هذا الثناء على أناس ستكون هذه حالهم مع أهل بيت رسول الله «صلى الله عليه وآله»، الذين أمر الله ورسوله بمحبتهم ومودتهم؟!

ثالثاً: لم نعرف المراد بنفيها خبث أهلها!! فإن كان يراد به تطهيرهم من الخبث الباطني والأخلاقي، وإعادتهم إلى حالة الصفاء والنقاء من الشوائب كما أشير إليه فيما رووه: «إنها طيبة، تنفي الذنوب كما ينفي الكير خبث الفضة»([6])، فنقول:

إننا لم نجد في الواقع العملي ما يشير إلى أن المدينة قد نفت خبث أهلها فعلاً. بل بقي الذين مردوا على النفاق فيها، وكان عددهم يزداد، ونفوذهم وخطرهم يتضاعف، حتى إن أكثر آيات سورة التوبة قد نزلت فيهم، وكانت لهجتها بالغة القسوة. كما يعلم بالمراجعة.

ولو أن ذلك قد كان بالفعل، فينبغي أن نجد سيماء الصلاح ظاهرة على جميع أهلها، أو على أكثرهم، أو على الكثيرين منهم على الأقل..

مع أننا نلاحظ: أن ثمة اختلافاً كبيراً بينهم وبين غيرهم من أهل البلاد الأخرى.. حيث ظهر منهم الإنحراف عن أهل بيت النبوة، ثم أشاع فيهم الأمويون المجون والفسق، والفجور، واللهو والباطل كما هو معروف، وفي التاريخ موصوف.

وإن كان المراد بنفي الخبث: إخراج شرارها منها، كما صرحت به بعض الروايات: «لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير الخبث»([7]).

وفي آخر: «وهي المدينة تنفي الناس، كما ينفي الكير خبث الحديد»([8]).

فنقول:

إن الواقع الخارجي كان ولا يزال على خلاف ذلك أيضاً.. وإن كان ابن عبد البر وغيره قد ادَّعوا: أن ذلك يختص بزمنه «صلى الله عليه وآله»([9]).

ودعواه باطلة أيضاً، فإن ذلك لم يحصل في زمن النبي «صلى الله عليه وآله»، بل كان المنافقون والفاسدون مقيمين فيها ولم يخرجوا منها.

فلذلك ادَّعى النووي: أن ذلك سيكون في زمن الدجال حسبما تقدم عن البخاري([10]).

غير أنهم يروون: أنه حين خروج الدجال يأتي أحداً، فيصعد أحداً، أو ينزل بذباب يخرج إليه مشركوها وكفارها ومنافقوها.. وهذا لا ينطبق على الرواية التي تتحدث عن أنها تنفي خبثها في آخر الزمان، لأنها هي لم تخرج المنافقين والكفار، بل هم خرجوا منها([11]).

ويؤكد ما نرمي إليه: أن الرواية تشبه المدينة بالكير الذي ينفي خبث الفضة، وخروجهم منها، من دون أي فعلٍ أو تأثير لها يجعل تشبيهها بالكير في غير محله..

ولأجل ذلك ادَّعى الآقشهري: أن المراد بنفي خبثها أمر الملائكة بنقل المذنبين إلى غيرها من الأرض([12]).

وهذا معناه: عدم صحة ما زعموه من أنه «صلى الله عليه وآله» وعد من يموت بالمدينة بالشفاعة([13]).

نفي الخبث هو فضح المنافقين:

وزعموا: أن المقصود بنفي الخبث هو فضح أهل النفاق فيها([14]).

مع أن هذا الإحتمال منقوض بقوله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ}([15]). فأبقي أمرهم على حال الخفاء والإبهام..

كما أن الواقع التاريخي لا يؤيد هذا الإحتمال أيضاً، فإن الكثيرين من المنافقين لم يفتضح أمرهم، أو على الأقل لا يمكن التأكد من أن أمر جميع المنافقين فيها قد افتضح، فلا مجال للتأكد من صحة هذا الإحتمال.

نقل الوباء إلى خم:

وقد يقال: إن المراد هو نفي الأمراض عن أهلها، مثل الوباء والطاعون، فقد ورد: أنه «صلى الله عليه وآله» قال: «اللهم حبب إلينا المدينة».

إلى أن قال: «وانقل حماها، واجعلها بالجحفة»([16]).

وفي نص آخر: «واجعل ما بها من وباء بخم»([17]).

وفي نص ثالث: أنه «صلى الله عليه وآله» قال على المنبر: «اللهم انقل عنا الوباء»([18]).

أو قال: «أتيت هذه الليلة بالحمى، فإذا بعجوز سوداء ملببة في يدي الذي جاء بها، فقال: هذه الحمى، فما ترى؟

فقلت: اجعلوها بخم»([19]).

وفي نص آخر: أنه «صلى الله عليه وآله» قال: «وانقل (أو فحول) حماها الى الجحفة»([20]).

وفي نص آخر: «اللهم انقل ما كان بالمدينة من وباء إلى مهيعة»([21]). «وهي الجحفة».

قال السمهودي: «وإنما دعا «صلى الله عليه وآله» بنقل الحمى إليها، لأنها كانت دار شرك، ولم تزل من يومئذٍ أكثر بلاد الله حمى».

قال بعضهم: وإنه ليتقى شرب الماء من عينها التي يقال لها: عين خم، فقلَّ من شرب منها إلا حُمّ([22]).

وقيل: لم يبق أحد من أهلها إلا أخذته الحمى([23]).

قال النووي: الجحفة من يومئذٍ وبيئة، ولا يشرب أحد من مائها إلا حُمّ([24]).

قال هشام بن عروة: وكان المولود إذا ولد بالجحفة لم يبلغ الحلم حتى تصرعه الحمى([25]).

(والطاعون) بثرة مع لهب واسوداد من مادة سمّية من وخز الجن.

قال الزمخشري: هو من الطعن لأنهم يسمون الطواعين رماح الجن (فأمسكت) حبست (الحمى بالمدينة) النبوية لكونها لا تقتل غالبا بل قد تنفع كما بينه ابن القيم. وهذا كان أولا ثم لما رأى ما أصاب أصحابه حين هاجروا إليها من حماها من البلاء والسقم دعى الله فنقلها إلى الجحفة حتى صارت لا يمر بها طائر إلا حم([26]).

ونقول:

إن هذه الترهات والأباطيل مرفوضة جملة وتفصيلاً، وذلك للأمور التالية:

1 ـ لماذا نُقِلَتِ الحمى إلى خصوص الجحفة، وغدير خم، دون سائر البلاد؟! فإن كان السبب هو شرك أهلها أو كفرهم، فلماذا لم ينقلها إلى جميع بلاد المشركين والكافرين؟!.

2 ـ إذا كان كفرهم أو شركهم هو السبب فما ذنب أبنائهم الذين أسلموا، وذرياتهم الذين لم يأتوا بعد؟! ولماذا تلازم الحمى الناس الذين يشربون من ماء الجحفة إلى يومنا هذا؟!.

3 ـ إن الحمى لم تنقطع عن أهل المدينة، سواء في ذلك ما كان منها وباءً، كما يدل عليه ما يروونه في صحاحهم عن أبي الأسود قال: «قدمت المدينة، وهم يموتون بها موتاً ذريعاً»([27]).

وكذلك سائر أنواع الحمى، فإنها لم تنقطع عنهم أيضاً، بل بقيت تنتابهم كما تنتاب سائر العباد في مختلف البلاد([28]).

4 ـ قال الصالحي الشامي في أحداث حجة الوداع: «وأصاب الناس جدري، أو حصبة، منعت من شاء الله أن تمنع من الحج»([29]).

ومن المعلوم: أن حجة الوداع كانت في سنة عشر.

وقد صرَّحوا: بأن الحمى قد كثرت في المدينة سنة إحدى وثمانين وثمان مائة([30]).

5 ـ لماذا يدعو لنقل وتحويل الحمى؟! ألم يكن الأولى والأوفق برحمة الرسول بالناس هو أن يطلب رفع الحمى عن أهل المدينة، دون أن يجعلها في غيرهم، لا من أهل الجحفة ولا من غيرهم؟! بل يترك الأمور على ما هي عليه بحسب طبيعتها..

6 ـ إذا كانت الحمى لا تدع أحداً من أهل خم حتى تأخذه، وإذا كان المقصود بالحمى التي نقلها من المدينة إلى الجحفة هي تلك التي تكون وباءً وليست الحمى العادية([31])، فإن المتوقع هو: أن يكون أهل تلك البلاد قد بادوا على عهد رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ولكان الناس قد هجروا تلك البلاد، وتوقف كل أهل الأرض عن الدخول إليها، ولأصبح بنيانها خراباً، وبيوتها يباباً..

7 ـ بل إن اللازم هو: أن يبتلى بالحمى كل أولئك الذين يُحرِمون من الجحفة، وأن يفتك ذلك الوباء بالحجاج على مر الأزمان.. ولكان الناس قد امتنعوا عن المرور من ذلك الميقات وحولوا قوافلهم إلى سواه، ولشاع ذلك وذاع في جميع البلاد والأصقاع..

ولجاء السؤال المحرج عن السبب في اعتبار هذه البقعة بالذات من المواقيت، فهل المراد التسبيب لابتلاء الناس بالأمراض، والأوبئة المهلكة؟

8 ـ إن النبي «صلى الله عليه وآله» وتسعين ألفاً من المسلمين، أو أكثر من ذلك، قد جاؤوا إلى غدير خم بعد حجة الوداع، حيث نصب «صلى الله عليه وآله» علياً «عليه السلام» إماماً ومولى للمسلمين، ولم نسمع أن أحداً من هؤلاء أصيب بالوباء، ولا حتى بالحمى.

وعلى كل حال، فإن من الواضح: أنهم إنما يريدون برواياتهم هذه توهين هذا الموقع، ليوهنوا هذه الواقعة، أعني واقعة الغدير، حيث نصب النبي «صلى الله عليه وآله» علياً «عليه السلام» إماماً للناس.

9 ـ وعن المرأة التي أتي بها إلى النبي «صلى الله عليه وآله» ليلة دعائه بنقل الوباء عن المدينة، فأرسلها إلى الجحفة نقول:

ألف: إن ظاهر الحديث الذي ذكره ابن زبالة أنه «صلى الله عليه وآله» أتي بالمرأة التي هي الحمى في حال اليقظة فأمر بجعلها بخم([32]).

لكن حديث البخاري يقول: إنه رأى امرأة سوداء ثائرة الرأس ذهبت إلى مهيعة، فتأولها بنقل حمى المدينة إلى هناك([33]).

وعند ابن زبالة: أن إنساناً جاء إلى المدينة من طريق مكة، فأخبره أنه رأى امرأة سوداء عريانة، ثائرة الشعر فقال «صلى الله عليه وآله»: «تلك الحمى ولن تعود بعد اليوم أبداً»([34]).

إلا أن يقال: إن هذه الرواية لا تتنافى مع رواية البخاري المشار إليها آنفاً.

ب: ورووا بسند صحيح: أن الحمى استأذنت على النبي «صلى الله عليه وآله» فقال: من هذا؟

فقالت: أم ملدم.

فأمر بها إلى أهل قباء، فلقوا ما لا يعلمه إلا الله تعالى.. فشكوها إليه الخ..([35]). فلا ندري هل أرسلها إلى خم أو إلى قباء؟! وما ذنب هؤلاء وأولئك؟!

ج: ورووا بسند رجاله ثقات عنه «صلى الله عليه وآله» أنه قال: «أتاني جبريل بالحمى والطاعون، فأمسكت الحمى بالمدينة، وأرسلت الطاعون بالشام.

فالطاعون شهادة لأمتي، ورحمة لهم، ورجز على الكفار» ([36]).

وأسئلتنا كثيرة هنا: إذ لماذا خص أهل الشام بالطاعون، ولم يرسله إلى العراق أو إلى فارس، أو الروم، أو الحبشة؟!..

ولماذا لا نجد هذا الطاعون في الشام في الأزمنة المتعاقبة، إلا مثل ما تراه في جميع الناس في غيرها من البلاد؟!

وإذا كان الطاعون رحمة وشهادة للأمة، فلماذا يحرم أهل المدينة وسائر البلاد من هذه الرحمة والشهادة ويفوز بها اهل الشام؟!

ولماذا عاد فأخرج الحمى من المدينة إلى غدير خم (أو مهيعة، أو الجحفة)؟!

أحد جبل يحبنا ونحبه:

ولعلنا قد أشرنا في بعض الموارد إلى حديث: «أحد جبل يحبنا ونحبه»([37]). غير أننا نحب أن نشير هنا إلى أن للأمكنة دوراً في حياة البشر يتجاوز ما عهدناه وألفناه من استفادة الإنسان منها في تيسير حاجاته، وتحقيق غاياته، فالأرض التي قد تكون مقدسة وقد لا تكون قد ورد في الآيات أنها تشهد عند الله للعبد إذا صلى فيها، وربما تفتح وربما تسكن، وقد تلعنه وقد تبكيه، وقد تكون به برة وقد ترفضه وتلفظه، وقد تحبه وربما تبغضه، وقد تفتخر وتتباهى به، وقد تخشى وربما تشفق، وقد يحرم عليها هذا ولا يحرم عليها ذاك، وتأتي طوعاً أو كرهاً.. و.. و.. الخ..

وجبل أحد يحب النبي «صلى الله عليه وآله» وأهل بيته الطاهرين «عليهم السلام»، ومن معه من المؤمنين، لأنهم يجلبون الخير والبركة له، ولغيره من الموجودات، وقد عاين صبرهم وجهادهم وتضحياتهم بكل غال ونفيس، وحتى بأعز أحبابهم، والخيرة من أهلهم من أجل إعزاز دين الله، والذود عن حياضه، وفي سبيل المستضعفين من الرجال والنساء والولدان.. إن جبل أحد قد عاين ذلك، وساهم فيه بصورة أو بأخرى، واحتضن في بعض سفوحه أجساد الشهداء الأبرار، بمن فيهم حمزة عم النبي «صلى الله عليه وآله»، وأسد الله، وأسد رسوله..

وجبل أحد لم يزل يسمع التسبيح والدعاء، والإبتهال، وقراءة القرآن عند تلك القبور، فتنعش وجوده، وتهز كيانه، ويخشع لذكر الله تبارك وتعالى، ويعيش لذة تسبيحه، ويتحسس عظمته، وجبل أحد يشعر مع أولئك الذاكرين والمسبحين بالأمان والسكينة، ويطمئن إلى نسمات الأنس التي تزجيها تسابيحهم في كل أجوائه، ويرتاح لنفحات الخير، والرحمات التي تزدحم في كل محيطه..

وهم يحبون جبل أحد لأن لهم معه ذكريات جهاد ملأت قلوبهم بالخشية، وهمسات أسحار بهرت أنوارها وجودهم، وغمرت بالطهر أرواحهم، وصفت ورضيت بذكر الله فاطمأنت نفوسهم.

كما أن لهم لدى جبل أحد ودائع غالية، ونفائس عزيزة، وأمانات مباركات يريدون منه حفظها، وأن يعرف حقها.

خير دور الأنصار حديث مشكوك:

ولسنا ندري لماذا ينسبون إلى النبي «صلى الله عليه وآله» ما يسيء إلى مكانته، وموقعه كنبي يهدي إلى الحق، وهو أنه قد تدخل بلا مبرر بين القبائل، وأثار حالات من الحسد والضغينة بينها.. وذلك حين يفضل هذه القبيلة على تلك، ويجعل هذه القبيلة أولاً، وتلك يجعلها آخراً، من دون سبب، وهذا ما يثير العجب، حيث لم يبين وجه الأفضلية، وأنه في هذا الأمر، أو في ذاك!!

وقد رأينا أثر هذه الكلمة في أبي أسيد الساعدي، الذي شكا من جعل النبي «صلى الله عليه وآله» بني ساعدة آخر الأنصار داراً..

وحين طالب سعد رسول الله «صلى الله عليه وآله» بالأمر أصر على ذلك، ولم يذكر له أي شيء يخفف من وقع هذا التفضيل.. مع أنه قد كان بالإمكان أن يتخذ منه ذريعة لحثهم على نيل بعض المقامات والكرامات بالعمل الذي يرشدهم إليه على أنه من موجبات تصحيح الأمور، والتغيير في المعادلة.

طلع البدر علينا:

عن السائب بن زيد قال: أذكر أني خرجت مع الصبيان نتلقى رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى ثنية الوداع، مقدمه من تبوك([38]).

وعن ابن عائشة قال: لما قدم رسول الله «صلى الله عليه وآله» المدينة جعل النساء والصبيان والولائد يقلن:

طـلع البـدر علـيـنـا          مـن ثـنـيـات الــوداع
وجب الشكر علينــا         مــا دعــــــا لله داع
([39])

وعن خريم بن أوس بن لأم قال: هاجرت إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» منصرفه من تبوك، فسمعت العباس بن عبد المطلب يقول: يا رسول الله إني أريد امتداحك؟

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «قل لا يفضض الله فاك».

فقال:

من قبلهـا طبـت في الظلال وفي         مسـتـودع حيث يخـصـف الـورق
ثـم هـبـطـت البـلاد لا بـشـر              أنـت ولا نـطــفـــة ولا عــلــق
بل نـطـفـة تركب السفين وقد            ألجــم نـســراً وأهــلــه الـغـرق
تـنـقـل من صالـب إلى رحـم              إذا مــضــى عــالم مــضـى طبـق
وردت نـار الخـلـيـل مكتتــماً             في صـلـبـه أنـت كـيـف يحـــترق
حتى احتوى بيتك المهيمن من          حـنــدق عـلـيـاء تحـتـهـا الـنطق
وأنت لما ولدت أشرقت الأرض         فـضــــاءت بـــنـــورك الأفــق
فـنـحن في ذلـك الـضـياء وفي           النسـور وسبـل الـرشـاد نخترق
([40])

ولما قدم رسول الله «صلى الله عليه وآله» المدينة بدأ بالمسجد بركعتين، ثم جلس للناس كما في حديث كعب بن مالك([41]).

قال ابن مسعود: ولما قدم رسول الله «صلى الله عليه وآله» المدينة قال: «الحمد لله الذي رزقنا في سفرنا هذا أجراً وحسنة»([42]).

وكان المنافقون الذين تخلفوا عن رسول الله «صلى الله عليه وآله» يخبرون عنه أخبار السوء، ويقولون: إن محمداً وأصحابه قد جهدوا في سفرهم وهلكوا. فبلغهم تكذيب حديثهم وعافية رسول الله «صلى الله عليه وآله» وأصحابه، فساءهم ذلك، فأنزل الله تعالى: {إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ}([43])»([44]).

ونقول:

1 ـ قد تحدثنا عن استقبال النبي «صلى الله عليه وآله» بالنشيد المتقدم:

 طـلـع الـبـدر عـلـيـنـا                  الـــــــــخ..

وقلنا: إن الصحيح هو: أن ذلك قد حصل في غزوة تبوك، لا حين الهجرة..

2 ـ إن بدء النبي «صلى الله عليه وآله» بالمسجد حين قدومه المدينة يتضمن تعليماً كريماً، وأدباً عظيماً مع الله تبارك وتعالى، الذي منّ عليه بهذا النصر المؤزر.. وهو يشير للمسلمين بأن لا شيء يغني الإنسان عن الإتصال بالله تعالى، ولا يجوز أن يشغل الإنسان أي شاغل عن حفظ هذه الصلة، وعن القيام بالأعمال العبادية التي تغذي الروح وتنميها، وتصفي النفس وتزكيها.

إذ لا يغني شيء عن شيء، كما أن الكمال هو وضع كل شيء في موضعه، وليس من الحكمة، ولا من الصواب ترك الأمور على حالة النقص من جهة، والتصدي لإكمالها من سائر الجهات. بل لا بد من إنجاز الواجب في الحالتين، وأن لا يسمح بعروض النقص في الموضعين.

الأجر والحسنة:

وقد أعلن «صلى الله عليه وآله»: نتائج سفره إلى تبوك، وحصرها بأمرين:

أحدهما: الثواب والأجر.

ثانيهما: الحسنة.

والمراد بالحسنة: الغنائم المادية والمعنوية، مثل إرهاب أعدائهم، وزيادة عزتهم، وثبات أمرهم، ورسوخ قدمهم، وإقبال الناس على الدخول في دينهم.

ويلاحظ هنا: أنه لم يقل: «نلنا». بل قال: «رزقنا الله»، لكي لا يتوهم متوهم أن ذلك بجهد وسعي منهم، ولِيُعْلَمَ أن ما نالوه إنما هو نتيجة للتفضل الإلهي، من دون أن يواجهوا أمراً ذا بال، أو أن يصيبهم ما يعكر عليهم صفو عيشهم.. بل كل ما فعلوه هو أنهم قاموا بسياحة محفوفة برضا الله تعالى ورسوله. مع شعور بالمزيد من السكينة والرضا، والطمأنينة، وبالعزة والكرامة.

وهذا ما حُرِم منه المتخلفون من المنافقين، وضعفاء اليقين، فلا كرامة لهم عند الله، ولا عزة لهم، ولا غنائم، ولا مثوبة.. بل لهم الخزي في الدنيا، والعذاب في الآخرة.. مع مزيد من الحيرة والقلق، والترقب والأرق.. وما ظلمناهم، ولكن كانوا أنفسهم يظلمون..

والذي يلفت النظر: أن كلمة رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد توافقت مع قوله تعالى في ذمهم: {إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ}([45]) وترافقت مع ما أذاعوه وأشاعوه من أن محمداً وأصحابه قد جهدوا في سفرهم وهلكوا.. فبلغهم تكذيب حديثهم، وعافية رسول الله «صلى الله عليه وآله» وأصحابه. وطبيعي: أن يزيد ذلك من ألمهم، ويضاعف من ذلتهم، وهي حسنة أخرى تضاف إلى ما رزقه الله تعالى نبيه، ومن معه، لأنها نصر على أهل الشقاق والنفاق، يزيد من قوة أهل الإيمان، ويبعث فيهم نفحة سكينة وسلام، ومحبة ووئام..

مسجد الضرار:

عن أبي رهم كلثوم بن الحصين، وابن عباس، وسعيد بن جبير، ويزيد بن رومان: «أن مسجد قباء بني في موضع كان لامرأة يقال لها: «لية»، كانت تربط حماراً لها فيه، فابتنى سعد بن أبي خيثمة وبنو عمرو بن عوف مسجداً، فبعثوا إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» يأتيهم فيصلي فيه.

فأتاهم فصلى فيه، فحسدتهم أخوالهم بنو عمرو بن عوف.

فقال لهم أبو عامر الفاسق، قبل خروجه إلى الشام: ابنوا مسجدكم، واستمدوا فيه بما استطعتم من قوة وسلاح، فإني ذاهب إلى قيصر ملك الروم، فآتي بجيش من الروم، فأخرج محمداً وأصحابه، فكانوا يرصدون قدوم أبي عامر الفاسق.

فلما فرغوا من مسجدهم أرادوا أن يصلي فيه رسول الله «صلى الله عليه وآله» ليروج لهم ما أرادوه من الفساد، والكفر والعناد، فعصم الله تبارك وتعالى رسوله «صلى الله عليه وآله» من الصلاة فيه، فأتى جماعة منهم لرسول الله «صلى الله عليه وآله» وهو يتوجه إلى تبوك، فقالوا: يا رسول الله إنَّا بنينا مسجداً لذي العِلَّة، والحاجة والليلة المطيرة، وإنَّا نحب أن تأتينا فتصلي لنا فيه.

قال: «إني على جناح سفر، وحال شغل، وإذا قدمنا إن شاء الله صلينا لكم فيه»([46]).

فلما رجع رسول الله «صلى الله عليه وآله» من غزوة تبوك، ونزل بذي أوان ـ مكان بينه وبين المدينة ساعة ـ أنزل الله سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً}([47])»([48]).

عن عروة عن أبيه قال: «كان موضع مسجد قباء لامرأة يقال لها «ليَّه» كانت تربط حماراً لها فيه، فابتنى سعد بن خيثمة مسجداً، فقال أهل مسجد الضرار: نحن نصلى في مربط حمار «ليَّه»؟ لا لعمر الله، لكنا نبني مسجداً فنصلي فيه.

وكان أبو عامر برئ من الله ورسوله «صلى الله عليه وآله»، فلحق بمكة ثم لحق بعد ذلك بالشام، فتنصر، فمات بها، فأنزل الله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً}([49])»([50]).

قال ابن النجار: هذا المسجد بناه المنافقون، مضاهياً لمسجد قباء، وكانوا مجتمعين فيه يعيبون النبي «صلى الله عليه وآله»، ويستهزئون به([51]).

بناة مسجد الضرار:

قال ابن إسحاق: وكان الذين بنوه اثني عشر رجلاً: خِذَامُ بن خالد، من بني عبيد بن زيد ـ ومن داره أخرج هذا المسجد([52]) ـ ومعتِّب بن قشَيْر من بني ضبيعة بن زيد، وأبو حبيبة بن الأَزعر من بني ضبيعة بن زيد، وعَبَّادُ بن حُنَيف أخو سهل بن حنيف من بني عمرو بن عوف، وجارية بن عامر، وابناه مُجَمَّع بن جارية وزيد بن جارية، ونُفَيْل (نبتل) بن الحرث من بني ضبيعة، وبَحْزَج بن عثمان من بني ضبيعة، ووديعة بن ثابت من بني أُمية بن عبد المنذر([53]).

وقال بعضهم: إن رجالاً من بني عمرو بن عوف هم الذين بنوه، وكان أبو عامر المعروف بالراهب ـ وسماه النبي «صلى الله عليه وآله» بالفاسق ـ منهم([54]).

هدم وحرق مسجد الضرار:

وقالوا: لما أنزلت الآية: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً}([55]).. دعا رسول الله «صلى الله عليه وآله» مالك بن الدُخْشُم أخا بني سالم بن عوف، ومعن بن عدي، وأخاه عاصم بن عدي ـ زاد البغوي: وعامر بن السكن، ووحشي قاتل حمزة، زاد الذهبي في التجريد: سويد بن عباس الأنصاري([56]) ـ فقال: «انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله، فهدِّموه، وحرِّقوه»([57]).

فخرجوا مسرعين حتى أتوا بني سالم بن عوف (وهم رهط مالك بن الدُخْشُم)، فقال مالك لرفيقيه: أَنظِراني حتى أخرج إليكما، فدخل إلى أهله وأخذ سعفاً من النخيل فأشعل فيه ناراً، ثم خرجوا يشتدون حتى أتوا المسجد بين المغرب والعشاء، وفيه أهله، وحرَّقوه، وهدموه حتى وضعوه بالأرض، وتفرق عنه أهله، ونزل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً}([58]).

فلما قدم رسول الله «صلى الله عليه وآله» المدينة عرض على عاصم بن عدي المسجد يتخذه داراً، فقال عاصم: يا رسول الله، ما كنت لأتخذ مسجداً ـ قد أنزل الله فيه ما أنزل ـ داراً، ولكن أعطه ثابت بن أَقْرَم، فإنه لا منزل له، فأعطاه رسول الله «صلى الله عليه وآله» ثابت بن أَقْرَم. فلم يولد في ذلك البيت مولود قط. ولم ينعق فيه حمام قط، ولم تحضن فيه دجاجة قط([59]).

وعن سعيد بن جبير، وقتادة، وابن جريج، قالوا: ذكرنا أنه حفر في مسجد الضرار بقعة، فأبصروا الدخان يخرج منها([60]).

عاقبة السكنى في مسجد الضرار:

ونقول:

1 ـ إننا نرتاب فيما ذكره هؤلاء من أنه «صلى الله عليه وآله» قد عرض على عاصم بن عدي أن يتخذ مسجد الضرار داراً، فرفض، ثم أعطاه لثابت بن أقرم فلم يولد له فيه إلى آخر ما تقدم..

فقد روي عن أبي عبد الله «عليه السلام» قوله: وأمر أن يُتخذ كناسة تلقى فيه الجيف([61]).

إضافة إلى ما ورد عن جابر من أنه قال: رأيت المسجد الذي بني ضراراً يخرج منه الدخان([62]).

ولم يتضح لنا متى كان عرض المسجد على عاصم؟ هل كان قبل هدمه، أم بعده؟

وعلى فرض حصوله، فلعل الأرجح أن عرض موضع المسجد على عاصم كان بعد هدمه، لأن المفروض: أن عرضه عليه قد جاء بعد نزول الآية في شأنه، وقد هدمه «صلى الله عليه وآله» بعد نزولها مباشرة..

فيكون قول عاصم: «ما كنت لأتخذ مسجداً قد أنزل الله فيه ما أنزل داراً»([63]) قد جرى فيه على ضرب من التأويل، أي أنه قصد الموضع الذي كان مسجداً.

2 ـ إن كان النبي «صلى الله عليه وآله» يعلم بما سيصيب من يسكن في ذلك الموضع من سوء، وأنه لا يولد له ولد.. فإنه يكون قد غرَّر بثابت بن أقرم، وحاول التغرير بعاصم.. وحاشاه أن يفعل ذلك، فهو النبي المعصوم، الذي لا يغرر بالآمنين، ولا بالغافلين، بل هو يحفظهم بكل ما أوتي من قوة وحول..

وإن كان لا يعلم بذلك، فإن عاصم بن ثابت قد صرح له بتوجّسه من السكنى في موضع نزلت الآيات بشأنه، وأمر النبي «صلى الله عليه وآله» بتحريقه.. وقد ظهر ما يشير إلى شدة الغضب الإلهي مما جرى فيه، حتى إنهم حين حفروا بقعة منه، أبصروا الدخان يخرج منها.. ألم يكن ذلك كافياً للتخلي عن الأمر بالسكنى في ذلك المكان المغضوب عليه؟!.. وإن كان ذلك قد حصل بعد سكناهم فيه،

فلماذا لم يتركه ساكنوه؟ أو لماذا لم يراجعوا الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله» في أمره، ليعفيهم من السكنى فيه، أو ليشير عليهم بالأصلح؟!

3 ـ ما معنى أن يصيب هؤلاء الناس هذا السوء بسبب سكناهم في موضع اختاره النبي «صلى الله عليه وآله» لهم؟! ألم يكن ذلك من موجبات تشكيكهم، وتشكيك سائر الناس بصوابية تصرفات الرسول «صلى الله عليه وآله»؟! أو إعطاء الإنطباع عنه بأنه يخطئ فيما يختاره لهم وهو قد يشير عليهم بما فيه شر وسوء، ومصيبة؟!

عمر، وإمام مسجد الضرار:

ومن الطريف هنا: أن مجمع بن جارية كان حين بناء مسجد الضرار غلاماً حدثاً قد جمع القرآن، فقدموه إماماً لهم ـ وهو لا يعلم بشيء من شأنهم.

وقد ذكر: أن عمر أراد عزله عن الإمامة، وقال: أليس بإمام مسجد الضرار؟!

فأقسم له مجمع أنه ما علم بشيء من أمرهم، وما ظن إلا الخير.

فصدقه عمر، وأقره([64]).

ونقول:

لعل المقصود: أنه كان غلاماً حدثاً بالنسبة لغيره من الذين كانوا مسنين.

وليس المقصود: أنه كان دون البلوغ، فإن إمامة الصبي للبالغين لا تصح..

ويشير إلى ذلك: أنه احتاج إلى أن يقسم لعمر: أنه ما علم بشيء من أمرهم، حيث دل ذلك على أنه كان في سن لو علم بأمرهم لصحت مؤاخذته، وثبتت مشاركته لهم في النفاق والتآمر.. والغلام الحدث لا يتمشّى ذلك في حقه..

على أن ثمة سؤالاً يراود خاطرنا، وهو: أنه لماذا لم يتعرض أبو بكر الذي حكم سنتين ونيفاً لإمامة هذا الرجل، ولم يحاول عزله عن هذا المقام كما فعل عمر من بعده؟!

بدريون.. في مسجد الضرار:

وذكروا في جملة المشاركين في مسجد الضرار معتب بن قشير. وقد ذكره ابن إسحاق في من شهد بدراً.

قال العسقلاني: قيل: كان منافقاً.

وقيل: إنه تاب([65]).

وهذا يشير: إلى أن ما يزعمونه من أن أهل بدر مغفور لهم، إن صح، فلا بد أن يكون المقصود بهم أولئك الذين استقاموا على طريق الحق، ولم يلبسوا إيمانهم بظلم، ولا عرض لهم النفاق، ولا ارتكبوا الموبقات.

كما أن قوله «صلى الله عليه وآله» لأهل بدر: «اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم»، إن صح، فالمراد به: اعملوا ما شتم من قليل الخير وكثيره.

وليس المراد: أنه سوف يغفر لهم ما يرتكبونه من ذنوب وموبقات، فإنه «صلى الله عليه وآله» لا يمكن أن يغري أحداً بالمعاصي.

سبب التسمية بمسجد الضرار:

وقالوا: إن سبب تسمية مسجدهم بمسجد ضرار، أنهم كانوا يضارون به مسجد قباء، وذلك أنه لما بنى عمرو بن عوف مسجد قباء، الذي أسسه النبي «صلى الله عليه وآله» لما قدم المدينة، وصلى فيه قالت طائفة من المنافقين: نبني نحن أيضاً مسجداً كما بنوا، فنقيل فيه، فلا نحضر خلف محمد.

فقال لهم أبو عامر الفاسق قبل خروجه إلى الشام: ابنوا مسجدكم، واستمدوا فيه ما استطعتم من سلاح وقوة، فإني ذاهب إلى قيصر، فآتي بجند الروم، فأخرج محمداً وأصحابه، فكانوا يرصدون قدومه([66]).

ثم طلبوا من النبي «صلى الله عليه وآله» أن يصلي فيه ليروج أمره على الناس العاديين، وذلك حين كان «صلى الله عليه وآله» يتجهز إلى تبوك، ووعدهم بتلبية طلبهم بعد رجوعه من سفره كما تقدم.

ونقول:

اختلفت كلماتهم في المراد بالمسجد الذي أسس على التقوى، فقيل: هو المسجد النبوي الشريف([67])..

وقال ابن حجر: «الجمهور على أنه هو مسجد قباء، لقوله تعالى في الآية: {مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} يقتضي: أنه مسجد قباء، لأن تأسيسه كان من أول يوم وصل فيه «صلى الله عليه وآله» إلى المدينة، وقوله في بقية الآية {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ} يؤكد أن المسجد مسجد قباء».

قال الداودي وغيره: إن هذا ليس خلافاً، فإن كلاً منهما أسس على التقوى([68])..

والذي نقوله:

أولاً: قد يقال: ليس المقصود بالضرار هو الضرار بمسجد آخر بتقليل رواده لكي يقال: إن المقصود بالآية: أنه قد أضر بمسجد قباء، أو بمسجد المدينة، بل المقصود هو أن هذا المسجد قد أنشئ بهدف الإضرار بأهل الإسلام، وبدعوة أهل الإيمان..

ثانياً: قد صرح النص المتقدم بما يدل على أن مقصود المنافقين من بناء مسجد الضرار هو: أن لا يحضروا خلف محمد «صلى الله عليه وآله»، وهذا يرجح: أن مرادهم هو الإستغناء عن الحضور في مسجد النبي «صلى الله عليه وآله»، لأن النبي «صلى الله عليه وآله» ـ إذا كان حاضراً بالمدينة ـ فهو الذي يصلي في مسجدها غالباً لا في مسجد قباء..

ثالثاً: إنه يظهر من بعضهم: أن المراد بقوله: {لَمسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى}([69])، هو مسجد النبي «صلى الله عليه وآله».

والمراد بقوله: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ}([70])، هو مسجد قباء([71])، مع أن سياق الآيات يفيد أن الحديث فيهما عن مسجد واحد.

رابعاً: إن المنافقين أرادوا ببناء هذا المسجد أن يتستروا على مكائدهم ومؤامراتهم، بإظهار أنهم أهل دين وعبادة والتزام.. ثم طلبوا من النبي «صلى الله عليه وآله» أن يصلي لهم فيه، ليأخذوا شرعية بذلك، وليظهروا للناس أنهم يقدسون الرسول «صلى الله عليه وآله»، ويتبركون به وبصلاته في مسجدهم.

واغتنموا الفرصة باختيار هذا الوقت الحساس، وهو وقت خروج النبي «صلى الله عليه وآله» إلى تبوك، حيث الناس منشغلون بأمر السفر، وبالتفكير بمواجهة العدو، ودفع خطره.. ربما لكي تمر القضية في زحمة الأحداث، وتَوّزع الإهتمامات، حيث لم يكن ثمة متسع من الوقت ولا تتوفر الفرصة اللازمة للبحث والتحري عن النوايا والخلفيات والدوافع.. ولكن لم يلبِّ النبي «صلى الله عليه وآله» طلبهم، وبقيت الأمور غير ظاهرة حتى جاء الوحي الإلهي، ليفضحهم، ويكذب أحدوثتهم..

هدم المسجد، لماذا؟!.

ويبقى هنا سؤال: لماذا يَهدم النبي «صلى الله عليه وآله» المسجد، ويتلف بذلك جهداً بُذل، مع أنه قد كان بالإمكان أن يبقيه ليصلي به بالمؤمنين، بعد أن يطرد أولئك المتآمرين المكّارين، أو أن يعاقبهم بما يستحقونه..

ونقول في الجواب:

إنَّ النبي «صلى الله عليه وآله» لم يعاقب المنافقين الذين شاركوا في هذا الكيد القوي، واكتفى بهدم مسجد الفتنة الذي أقاموه، من أجل أن لا يبقى رمز النفاق قائماً تحنُّ له قلوب بعض أهل النفاق، وقد يتشجعون لبذل مسعى آخر يستلهمون فيه نفس الفكرة، ويطبقون نفس الأسلوب، ويسيرون على خطى أسلافهم..

كما أن من الممكن أن يمارسوا أسلوباً تضليلياً بادعائهم أن ما اتُّهموا به لم يكن حقيقياً، وإنما هو مجرد شائعات مكذوبة، ولربما يتمكنون من استمالة كثير من ضعفاء العقول والإيمان إلى جانبهم، ثم يمارسون معهم أساليب الخداع، لسوقهم إلى أجواء النفاق..

فكان حرق المسجد وهدمه هو السبيل الأمثل لاقتلاع جرثومة الفساد، وإفهام الناس أن لا هوادة في أمر النفاق، ولا مهادنة للمنافقين. بل القرار حاسم، ولا مجال لتزييف الحقائق أو تحريفها بأي وجه. وإن كل حركة باتجاه إثارة أجواء المكر والخيانة، والتآمر معرَّضة للإفتضاح، المؤدي بهم إلى الخزي والمهانة في أبشع مظاهرها وصورها..

وذلك هو الأسلوب الأمثل لردع هؤلاء الساقطين عن غيهم. وإحباط مكرهم، وبوار سيعهم.

ويلاحظ هنا: أن علياً «عليه السلام» كان يهدم دور الذين يهربون إلى معاوية لكي تكون عبرة لمن اعتبر، ودرساً لمن حقق النظر.

جيش الروم أمل أهل النفاق:

وقد أوضح النص المتقدم: أن هناك مساع كانت تبذل، وكان المنافقون ينتظرون نتائجها، وهي تهدف إلى إقناع الروم بشن حملة على الإسلام وأهله، ومهاجمة المدينة والحجاز كله، لاستئصال شأفة الإسلام والمسلمين..

ولعل هذا يفسر لنا بعض السبب في مبادرة النبي «صلى الله عليه وآله» إلى غزو الروم، كعملية وقائية تهدف إلى وأد الخطر في مهده.. أو على الأقل منع الخطر من الزحف إلى مشارف المدينة.

وقد أظهر كلام أبي عامر الفاسق: أن المنافقين في مسجد الضرار كانوا يتجهون إلى جمع السلاح، والإستعداد، والسعي للتشبث بأسباب القوة، لاستخدامها في الوصول إلى مآربهم، فراجع: قوله: «واستمدوا فيه بما استطعتم من قوة وسلاح، فإني ذاهب إلى قيصر ملك الروم، فآتي بجيشٍ من الروم، فأخرج محمداً وأصحابه».

وقد تركت هذه الكلمات أثرها في المنافقين، حيث بقوا يرصدون ما يقدم به أبو عامر الفاسق.

الملاعنة في المسجد:

قالوا: وفي سنة تسع في شهر ذي القعدة لاعن «صلى الله عليه وآله» بين عويمر بن أبيض العجلاني، وبين امرأته، في مسجده، بعد صلاة العصر. وكان عويمر قدم من تبوك فوجدها حبلى، وقد كان قذفها بشريك بن سمحاء([72])..

ويقال: لما نزل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}([73]). قرأها النبي «صلى الله عليه وآله» على المنبر يوم الجمعة، فقام عاصم بن عدي الأنصاري، فقال:جعلني الله فداك، إن رأى رجل منا مع امرأته رجلاً، فأخبر بما رأى جلد ثمانين، وسماه المسلمون فاسقاً، ولا تقبل شهادته أبداً، فكيف لنا بالشهداء، ونحن إذا التمسنا الشهداء كان الرجل قد فرغ من حاجته ومرَّ؟!.

فجاء عويمر إلى عاصم، وأخبره أنه رأى شريك بن السمحاء على بطن امرأته، فرجع عاصم إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» في الجمعة الثانية، فأخبره، فجمع النبي «صلى الله عليه وآله» بينهما فسألها، فأنكرت ذلك. وأصر عويمر على أنه لم يقربها منذ أربعة أشهر، وهي حامل من غيره، فأنزل الله آية الملاعنة، فلاعن بينهما، ففرق رسول الله «صلى الله عليه وآله» بينهما، وقال: «لولا هذه الأيمان لكان في أمرها رأي».

ثم قال: «تربصوا بها إلى حين الولادة، فإن جاءت بأصيهب أثيج، يضرب إلى السواد، فهو لشريك بن السمحاء، وإن جاءت بأورق، جعداً، جمالياً، خَدَلَّج الساقين، فهو لغير الذي رميت به».

قال ابن عباس: فجاءت بأشبه خلق بشريك([74]).

ونقول:

إن لنا هنا بعض التوضيحات، والبيانات، وهي كما يلي:

إيضاح مفردات:

الأصيهب: تصغير الأصهب. وهو الأحمر.

الأثيج: تصغير الأثج. وهو واسع الظهر.

الجمالي: عظيم الخلقة، تشبيهاً بالجمل عُظماً وبدانةً.

الخدلج: العظيم. والخدلجة: المرأة الممتلئة الذراعين والساقين.

لعل هذه أمارات شرعية؟!

إن ما ذكر عن النبي «صلى الله عليه وآله» من أن المولود الذي سيأتي إن كان فيه صفات كذا فهو لفلان، وإن لم تكن فيه تلك الصفات فهو لغيره، لا يمكن القبول بنسبته إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله».. فإن ذلك لم يجعل من أمارات النسب، ولأجل ذلك نقول:

أولاً: إنه إن كان قوله هذا أمارة معتبرة شرعاً، فلا حاجة إلى الملاعنة، بل كان يجب أن ينتظر بالمرأة حتى تضع حملها فَيُنظر إلى صفات الولد، ليحكم عليها بالزنا أو بعدمه..

وإن كان ذلك لا يثبت شيئاً، فإنه يدخل في سياق قذف تلك المرأة من دون حجة ظاهرة، وهذا لا يصدر عن نبي الرحمة، المعصوم، والداعي إلى الستر على الناس.

ويزيد الأمر إشكالاً: أن بعض الروايات قد بينت أن ذلك أدى إلى تكريس اتهام تلك المرأة بالزنا ونفي الولد عن أبيه بين الناس، مع أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد أورد ذلك على سبيل الظن والإحتمال، ففيها: أنه «صلى الله عليه وآله» قال: انظروا، فإن جاءت به أسحم، أدعج العينين، عظيم الإليتين، خدلّج الساقين، فلا أحسب عويمراً إلا صدق عليها.

وإن جاءت به أحيمر، كأنه وجرة، فلا أحسب عويمراً إلا كذب عليها.

فجاءت به على النعت الذي نعته «صلى الله عليه وآله» من تصديق عويمر. فكان بعد ذلك ينسب إلى أمه([75]).

ثانياً: إن الكلام المنسوب إلى النبي «صلى الله عليه وآله» قد جاء شبه متناقض فإن قوله «صلى الله عليه وآله»: «فهو لغير الذي رميت به..» قد أكد أن الولد ابن زنا على كل تقدير. ثم لم يحكم بأنه ابن الزوج على التقدير الآخر.

مع أنه حكم بأن عويمراً قد كذب عليها.

إلا أن يقال: إن أبوة الزوج للولد قد انتفت بنفس اللعان وإن كان لا يصح نسبته إلى الزاني أيضاً..

ولكن يبقى السؤال عن معنى توصيف الولد بصفات محددة حتى في الحالتين.

نزول آية اللعان واعتراض سعد:

وقد ذكرت الرواية: أن آية اللعان قد نزلت في مناسبة قصة عويمر التي حصلت بعد تبوك.

وقد روى ابن عباس: أن سعد بن عبادة كان بصدد الإعتراض على حكم الله، حتى قال النبي «صلى الله عليه وآله» للأنصار: «يا معشر الأنصار، ألا تسمعون إلى ما قال سيدكم»؟

فاعتذروا له بشدة غيرة سعد، ثم إن سعداً نفسه اعتذر: بأنه إنما قال ذلك تعجباً.

وتضمن هذا الحديث نفسه: أن النبي «صلى الله عليه وآله» همَّ بأن يجلد الذي قذف زوجته ثمانين.

قال: واجتمعت الأنصار وقالوا: ابتلينا بما قال سعد: أيجلد هلال([76])، وتبطل شهادته؟

فنزل الوحي باللعان..

ثم ذكرت الرواية قول النبي «صلى الله عليه وآله»: إن جاءت به كذا وكذا فهو لزوجها. وإن جاءت به كذا وكذا فهو للذي قيل فيه([77]).

ونقول:

إن من المناسب ملاحظة ما يلي:

متى نزلت آية اللعان؟!:

إن سورة النور قد نزلت دفعة واحدة على الأرجح، لقوله تعالى في أول آية منها: {سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا}([78]).. وهي إنما نزلت كما يقال: في غزوة المريسيع، التي كانت قبل تبوك بعدة سنوات.

إن قلت: لعل الآية نزلت مع السورة أولاً دفعة واحدة، ثم بعد سنوات حصلت مناسبتها، فنزلت مرة ثانية؟!.

فإنه يقال: لو كان الأمر كذلك لم يتحير عاصم، أو سعد بن عبادة في هذا الأمر..

فإن قلت: إن من الممكن أن لا يلتفت المتحير للآية التي ذكرت اللعان.

فنقول: قد كان يكفي في هذه الحال مبادرة النبي «صلى الله عليه وآله» الى تذكير المتحير بالآية والسورة، من دون حاجة إلى إنزالها على يد جبرئيل مرة أخرى.

وقد تقدم: عدم صحة ما نسب إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» من حكمه بأن الولد للزاني إن جاءت به بصفة كذا وكذا.

جلد هلال بن أمية:

إن ما زعمته رواية ابن عباس ـ كما في الدر المنثور ـ: من أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد جلد هلال بن أمية. لا يمكن قبوله، وذلك:

أولاً: لما ذكرناه من أن هذا الحكم قد ورد في سورة النور التي نزلت دفعة واحدة على ما يظهر، وقد نزلت آيات الأمر بجلد القاذف، وآيات اللعان في صيغة واحدة، فالنبي«صلى الله عليه وآله» كان يعلم الحكم قبل هذه الواقعة.

ثانياً: قد يقال: إن ظاهر الرواية: أنه «صلى الله عليه وآله» قد جلد هلالاً.

والجواب: أن الرواية لا تدل على ذلك، فإن قول سعد بن عبادة: «الآن، فضرب رسول الله «صلى الله عليه وآله» هلال بن أمية، وأبطل شهادته في المسلمين»، يراد به: توقع حصول ذلك منه «صلى الله عليه وآله» لا أنه قد حصل بالفعل.

ويدل عليه قوله في آخر الرواية: «والله لم يعذبني عليها، كما لم يجلدني عليها».

ولو سلمنا أنه جلده فعلاً فيرد عليه:

ألف: إن النبي «صلى الله عليه وآله» لا يقدم على جلد ذلك الرجل بدون إذن من ربه، فإن كان الحكم هو اللعان، فلماذا يأذن الله بجلده، وإن كان الحكم هو الجلد، فلا حاجة إلى حكم اللعان..

ونسبة الظلم إلى الله تعالى، أو التسرع إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» والإقدام على عمل لم يؤذن له به، يوجب الكفر.

ب: تقول الرواية المزعومة ـ التي وردت في الدر المنثور ـ عن المصادر المتقدمة: أن هلال بن أمية، بعد أن جلد قال: «والله، إني لأرجو أن مخرجاً..» مع أنه قد جلد وانتهى الأمر، فأي مخرج يرجوه من عند الله ؟!.

إلا إن كان يريد أن يظهر الله صدقه فيما ادَّعاه، لأنه لا يريد أن يشيع بين الناس أنه قد افترى وكذب..

لولا ما مضى من كتاب الله:

وقد ذكرت رواية ابن عباس: أنه «صلى الله عليه وآله» قال: «لولا ما مضى من كتاب الله لكان لي ولها شأن، أو كذا وكذا» ([79]). أو «لولا هذه الأيمان لكان في أمرها رأي أو شأن» ([80]).

ونقول:

إن نسبة هذا الكلام إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» مرفوضة، فإنه «صلى الله عليه وآله» لا يمكن أن يكون له رأي يغاير شرع الله تبارك وتعالى.

كما لا يمكن أن يكون التشريع تابعاً لآراء الرجال.. بل إذا كان لا بد من إعمال نظر في أية قضية، فلا بد أن ينطلق من الضابطة التي وضعها الله، وفي الحدود التي رسمها..

إن هؤلاء يريدون أن يشرعوا لأئمتهم القول في الدين بآرائهم، حين يجهلون أحكام الله، وتطلب منهم الفتوى، أو اتخاذ الموقف.

ويلاحظ: أن الروايات قد اختلفت فيما بينها، فلاحظ مثلاً اختلافها في اسم الرجل الذي لاعن زوجته، هل هو هلال، أو عويمر؟

وفي اسم أبيه، هل هو أبيض، أو أمية؟

وهل الذي كلم رسول الله «صلى الله عليه وآله» في الذي يرى مع زوجته رجلاً ماذا يصنع، هل هو عاصم بن عدي، أم هلال بن أمية، أم سعد بن عبادة؟

يضاف إلى ذلك: الإختلاف في الكلام المنسوب للنبي «صلى الله عليه وآله»، إلى غير ذلك مما يجده المتتبع.

آمنة بنت وهب المؤمنة الطاهرة:

ورووا عن ابن عباس أنه قال: إنه «صلى الله عليه وآله» «لما أقبل من غزوة تبوك اعتمر، فجاء قبر أمه، فاستأذن ربه أن يستغفر لها. ودعا الله تعالى أن يأذن له في الشفاعة لها يوم القيامة، فأبى الله أن يأذن له، ونزلت الآية: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى}([81])»([82]).

ونقول:

إن هذا الكلام مختلق ومكذوب من أساسه، وذلك لما يلي:

أولاً: قد تقدم: أن كلمة الإمامية قد اتفقت على أن أبوي رسول الله «صلى الله عليه وآله» بل جميع آبائه «عليه السلام»، كانوا مؤمنين صالحين، وليس فيهم كافر أصلاًَ، وقال الصدوق «رحمه الله»: إن أم النبي «صلى الله عليه وآله» آمنة بنت وهب كانت مسلمة أيضاً([83]).

وهناك جماعة من غير الإمامية يوافقونهم على ذلك..

وقد ألف السيوطي عدة رسائل لإثبات إيمان آباء النبي «صلى الله عليه وآله» مثل: «التعظيم والمنة» في أن أبوي رسول الله «صلى الله عليه وآله» في الجنة، وغير ذلك.

ثانياً: قال كعب: إنه وجد في الكتب التي أنزلت من السماء: «ما ضرب على آدمية حجب الجنة غير مريم، وآمنة أم محمد أو أحمد»([84])..

ثالثاً: قال الشيخ المفيد: «لا خلاف بين الأمة أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لما فرغ من حجة الوداع لاذ بقبر قد درس، فقعد عنده طويلاً، ثم استعبر، فقيل له: يا رسول الله، ما هذا القبر؟!.

فقال: هذا قبر أمي آمنة بنت وهب، سألت الله تعالى في زيارتها فأذن لي»([85]).

رابعاً: قال تعالى في سورة «المنافقون» التي نزلت في غزوة بني المصطلق، أي قبل غزوة تبوك بعدة سنوات: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}([86]).

فإذا كان الله لا يغفر للمنافق، فهل يغفر للمعلن بشركه؟!.

خامساً: لماذا لم يتذكر النبي «صلى الله عليه وآله» الإستغفار لأمه إلا في آخر أيام حياته؟!.

سادساً: عن الإمام الصادق «عليه السلام» قال: نزل جبرئيل «عليه السلام» على النبي «صلى الله عليه وآله» فقال: يا محمد، إن ربك يقرؤك السلام ويقول: «إني قد حرمت النار على صلب أنزلك، وبطن حملك، وحجر كفلك..

فالصلب صلب أبيك عبد الله بن عبد المطلب، والبطن الذي حملك بطن آمنة بنت وهب، وأما الحجر الذي كفلك فحجر أبي طالب»([87]).

زاد في رواية قوله: «وفاطمة بنت أسد».

سابعاً: عن علي «عليه السلام»؛ قال: قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «هبط علي جبرئيل، فقال لي: إن الله تعالى مشفعك في (خمسة أو) ستة: بطن حملك، آمنة بنت وهب، وصلب أنزلك، عبد الله بن عبد المطلب، وحجر كفلك، أبو طالب الخ..»([88]).

وفي نص آخر: «حرمت النار على صلب أنزلك، وبطن حملك الخ..»([89]).

ثامناً: أخرج تمام الرازي في فوائده عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «إذا كان يوم القيامة شفعت لأبي وأمي وأخ كان لي في الجاهلية»([90]).

تاسعاً: عنه «صلى الله عليه وآله»: «إن الله عز وجل وعدني في أربعة، في أبي وأمي وعمي، وأخ كان لي في الجاهلية»([91]).

عاشراً وأخيراً: سيأتي في آخر غزوة تبوك تحت عنوان: «إعتمار النبي «صلى الله عليه وآله» بعد حجة الوداع». أن الروايات عن الأئمة المعصومين «عليهم السلام» تقول: إن النبي «صلى الله عليه وآله» اعتمر ثلاث مرات: في الحديبية، وفي عمرة القضاء، ومن الجمرانة بعد الطائف وحنين([92])..

أما الروايات عند غير الشيعة، فتزيد على ذلك عمرة رابعة، وهي العمرة في حجة الوداع في السنة العاشرة([93])، ولا توجد عمرة في سنة تسع، بعد تبوك أصلاً.


([1]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص468 عن البخاري، وابن سعد، وقال في هامشه: أخرجه البخاري ج6 ص46 في الجهاد، باب من حبسه عذره عن الغزو، وفي المغازي (4423) وأبو داود (2508) وأحمد ج3 ص103 و 106 و 182 و 300 وابن ماجة ج2 ص923 (2764) والبيهقي في الدلائل ج5 ص267 وراجع: البحار ج21 ص248 وفتح الباري ج6 ص35 ج8 ص197وعمدة القاري ج14 ص130 و 133 وج18 ص57 وتحفة الأحوذي ج3 ص247 وج8 ص309 وعون المعبود ج7 ص133 والمصنف للصنعاني ج5 ص261 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص562 ومنتخب مسند عبد بن حميد ص412 وبغية الباحث ص210 ومسند أبي يعلى ج4 ص193 وج6 ص451 وج7 ص214 وصحيح ابن حبان ج11 ص33 والإستذكار لابن عبد البر ج2 ص82 وج3 ص68 والتمهيد لابن عبد البر ج6 ص319 وج12 ص268 = = وج19 ص204 و 205 ورياض الصالحين للنووي ص58 وتخريج الأحاديث والآثار ج1 ص350 وموارد الظمآن ج5 ص211 و 212 وتغليق التعليق ج3 ص434 وكنز العمال ج3 ص422 وفيض القدير ج3 ص474 وتفسير البغوي ج1 ص468 وأحكام القرآن لابن العربي ج2 ص601 والمحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ج2 ص98 والتفسير الكبير للرازي ج11 ص8 والجامع لأحكام القرآن ج5 ص342 وج8 ص226 و 292 وتفسير البحر المحيط ج5 ص87 وتفسير القرآن العظيم ج1 ص554 وتفسير الثعالبي ج3 ص227 وج5 ص607 والدر المنثور ج3 ص267 وتفسير أبي السعود ج2 ص222 وفتح القدير ج1 ص503 وج2 ص392 وتفسير الآلوسي ج5 ص124 وأضواء البيان للشنقيطي ج1 ص247 وطبقات المحدثين بأصبهان ج4 ص289 وذيل تاريخ بغداد لابن النجار البغدادي ج3 ص144 وذكر أخبار إصبهان ج2 ص362 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص649 والبداية والنهاية ج5 ص28 وإمتاع الأسماع ج8 ص394 وإعلام الورى ج1 ص247 وعيون الأثر ج2 ص261 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص41 والسيرة الحلبية ج3 ص122.

([2]) راجع: الطرائف ص466 وذخائر العقبى ص213 وقاموس الرجال ج12 ص185 وخلاصة عبقات الأنوار ج3 ص243 و 244 وصحيح البخاري ج5 ص80 وصحيح مسلم ج7 ص172 وفضائل الصحابة ص87 وعمدة القاري ج17 ص251 والمصنف لابن أبي شيبة ج7 ص515 وج8 ص466 والآحاد والمثاني ج5 ص455 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص104 ومسند أبي يعلى الموصلي ج13 ص304 والمعجم الأوسط ج6 ص231 وج 24 ص153 وكنز العمال ج13 ص323 وج16 ص677 وقاموس الرجال ج12 ص185 والطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص281 وتاريخ مدينة دمشق ج32 ص30 و 32 وسير أعلام النبلاء للذهبي ج2 ص283 و 431 والوافي بالوفيات ج9 ص34 والبداية والنهاية ج4 ص233 و 234 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص389 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص135 و 136 ونهج الحق وكشف الصدق ص347 وإحقاق الحق (الأصل) ص289.

([3]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص469 عن أحمد، والبخاري، ومسلم، وعبد الرزاق، وابن أبي شيبة في مصنفيهما، وقال في هامشه: أخرجه البخاري ج8 ص125 (4422) ومسلم في الحج (503) والبيهقي في الدلائل ج5 ص266 وفي السنن الكبرى ج6 ص372 وانظر الكنز (34993) وابن عساكر كما في التهذيب ج7 ص226. وراجع: وفاء الوفاء ج1 ص41 وراجع مجمع الزوائد ج10ص42 والمعجم الكبير ج6 ص125 وإمتاع الأسماع ج14 ص43 والسيرة الحلبية ج2 ص246.

([4]) راجع: شرح النهج للمعتزلي ج4 ص104 والغارات لللثقفي ج2 ص573 والبحار ج34 ص297 وج46 ص143 ومستدرك سفينة البحار ج8 ص579 ومكاتيب الرسول ج3 ص730 وكتاب الأربعين للشيرازي ص298.

([5]) راجع: شرح النهج للمعتزلي ج4 ص104 والبحار ج46 ص143.

([6]) وفاء الوفاء ج1 ص42 عن البخاري، ومسند أحمد ج5 ص184 وج5 ص187 و 188وصحيح البخاري ج5 ص31 و 181 وصحيح مسلم ج4 ص121 = = وشرح مسلم للنووي ج9 ص153 وعمدة القاري ج18 ص180 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص493 ومنتخب مسند عبد بن حميد ص452 والسنن الكبرى للنسائي ج6 ص326 واللمع في أسباب ورود الحديث لجلال ص54 وجامع البيان للطبري ج5 ص262 وتفسير الثعلبي ج3ص355 وتفسير البغوي ج1 ص459 والجامع لأحكام القرآن ج5 ص306 والدر المنثور ج2 ص190 وفتح القدير ج1 ص497 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص167 وعيون الأثر ج1 ص408 وسبل الهدى والرشاد ج3 ص308 وج4 ص189 والسيرة الحلبية ج2 ص286 والفتوحات المكية لابن العربي ج1 ص759.

([7]) وفاء الوفاء ج1 ص41 عن الصحيحين، وراجع: المحلى لابن حزم ج7 ص281 وصحيح مسلم ج4 ص120 وشرح مسلم للنووي ج9 ص154 وفتح الباري ج4 ص75 وج13 ص257 وعمدة القاري ج10 ص235 و تحفة الأحوذي ج10 ص 28 وصحيح ابن حبان ج9 ص52 وج15 ص179 والمعجم الأوسط ج3 ص157 وكنز العمال ج12 ص240 وإمتاع الأسماع ج10 ص348 و سبل الهدى والرشاد ج3 ص307 و السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج2 ص286.

([8]) وفاء الوفاء ج1 ص42 عن مسلم، وكتاب الموطأ ج2 ص887 والمحلى لابن حزم ج7 ص280 ومسند أحمد ج2 ص237 و 247 وصحيح البخاري ج2 ص221 وصحيح مسلم ج4 ص120 وعمدة القاري ج10 ص234 والمصنف للصنعاني ج9 ص267 ومسند الحميدي ج2 ص488 والسنن الكبرى للنسائي ج6 ص430 ومسند أبي يعلى ج11 ص262 وصحيح ابن حبان ج9 ص39 والإستذكار لابن عبد البر ج8 ص226 والتمهيد لابن عبد البر ج23 ص170 و 171 والجامع الصغير ج1 ص250 وكنز العمال ج12 ص232 وفيض القدير ج2 ص243 والدر المنثور ج5 ص188 وفضائل المدينة ص26 وإمتاع الأسماع ج10 ص348 والإمامة والسياسة لابن قتيبة (بتحقيق الزيني) ج2ص151 و (بتحقيق الشيري) ج2 ص204 وسبل الهدى والرشاد ج3 ص296 و 308.

([9]) وفاء الوفاء ج1 ص42 عن ابن عبد البر، وعمدة القاري للعيني ج10ص235 عن عياض، وسبل الهدى والرشاد ج3 ص309.

([10]) وفاء الوفاء ج1 ص42 عن أحمد وغيره برجال الصحيح.

([11]) وفاء الوفاء ج1 ص62 عن أحمد برجال الصحيح، والطبراني في الأوسط، والحاكم، وابن حجر، وراجع: مجمع الزوائد ج3 ص308 والمعجم الأوسط ج2 ص340 و ج4 ص24 وكنز العمال ج14 ص330 ومسند أحمد ج4 ص338 وفتح الباري ج13 ص82 وج 13 ص257.

([12]) وفاء الوفاء ج1 ص42.

([13]) وفاء الوفاء ج1 ص42. وراجع: كنز العمال ج14 ص399 ومجمع الزوائد ج10 ص381 وكتاب الأوائل ص74 والمعجم الأوسط ج2 ص230 وكتاب الأوائل ص105 وفيض القدير ج3 ص117 وأسد الغابة ج3 ص332 والإصابة ج4 ص319.

([14]) وفاء الوفاء ج1 ص43.

([15]) الآية 101 من سورة التوبة.

([16]) وفاء الوفاء ج1 ص55 عن فضائل المدينة للجندي وراجع: كتاب الموطأ لمالك ج2 ص891 وتنوير الحوالك ص642 ومسند أحمد ج6 ص260 وصحيح البخاري ج4 ص264 وج7 ص5 وج7 ص11 والسنن الكبرى للبيهقي ج3 ص382 وعمدة القاري ج17 ص61 وج21 ص217 وج21 ص229 والأدب المفرد للبخاري ص116 والسنن الكبرى للنسائي ج4 ص355 والإستذكار لابن عبد البر ج8 ص237 وتاريخ مدينة دمشق ج10 ص451 وفضائل المدينة ص20 والبداية والنهاية ج3 ص269 وإمتاع الأسماع ج11 ص296 والسيرة النبوية لابن كثير ج2 ص315.

([17]) وفاء الوفاء ج1 ص55و57 عن أحمد برجال الصحيح، وعن ابن زبالة ومسند أحمد ج5 ص309 ومجمع الزوائد ج3 ص304 وكنز العمال ج12 ص244 ومعجم البلدان ج5 ص83.

([18]) اللمع في أسباب ورود الحديث ص31 وكنز العمال ج3 ص795 وسبل الهدى والرشاد ج3 ص298.

([19]) وفاء الوفاء ج1 ص55 عن ابن زبالة، واللمع في أسباب ورود الحديث ص31 وكنز العمال ج3 ص795 وسبل الهدى والرشاد ج3 ص298.

([20]) وفاء الوفاء ج1 ص56 و57 عن البخاري، ومسلم، والموطأ، وعن ابن إسحاق.

([21]) وفاء الوفاء ج1 ص57 و58.

([22]) وفاء الوفاء ج1 ص58 وفيض القدير ج4 ص14 وعمدة القاري ج10 ص251.

([23]) وفاء الوفاء ج1 ص58 عن الخطابي وعمدة القاري ج10 ص251.

([24]) وفاء الوفاء ج1 ص58 وراجع: فتح الباري ج3 ص305.

([25]) وفاء الوفاء ج1 ص58 عن البيهقي.

([26]) فيض القدير ج1ص124.

([27]) وفاء الوفاء ج1 ص61عن البخاري، وفتح الباري لابن حجر ج3 ص182 وج10 ص151 و 161وعمدة القاري ج8 ص196 ومسند أحمد ج1ص22 و 30 و 45 وصحيح البخاري ج3 ص149 والسنن الكبرى للبيهقي ج10 ص123 وعمدة القاري ج8 ص196 وج13 ص202 وشرح سنن النسائي للسيوطي ج4 ص51 ومسند أبي يعلى ج1 ص135 وصحيح ابن حبان ج7 = = ص297 وكنز العمال ج15 ص750 وتفسير القرآن العظيم ج1 ص197 وتاريخ مدينة دمشق ج25 ص176.

([28]) راجع: وفاء الوفاء ج1 ص61.

([29]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص450 وراجع: الغدير ج1 ص9 ونظرة الغدير ص52 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص308 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ لمحمد الريشهري ج2 ص252 وعيون الأثر ج2 ص341 وحجة الوداع لعلي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي ج1 ص115.

([30]) وفاء الوفاء ج1 ص67.

([31]) وفاء الوفاء ج1 ص66 وراجع ص60و61.

([32]) وفاء الوفاء ج1 ص55 و 56.

([33]) وفاء الوفاء ج1 ص59 عن البخاري، والطبراني في الأوسط، والبحار ج58 ص225 ومسند أحمد ج2 ص107 و 117 وسنن الدارمي ج2 ص130 و 137.

([34]) وفاء الوفاء ج1 ص60 عن ابن زبالة، وسبل الهدى والرشاد ج3 ص298.

([35]) وفاء الوفاء ج1 ص60 عن أحمد برجال الصحيح، وعن ابن حبان، وأبي يعلى، والطبراني، ومسند أحمد ج3 ص316 ومجمع الزوائد ج2 ص305 وفتح الباري ج10 ص95 والسيرة الحلبيـة ج2 ص285 وراجع: مستـدرك الحـاكم ج1 = = ص346 ومسند أبي يعلى ج3 ص409 ومنتخب مسند عبد بن حميد ص314 والآحاد والمثاني ج6 ص219 وصحيح ابن حبان ج7 ص197 والمعجم الكبير الطبراني ج25 ص145 وموارد الظمآن ج2 ص450 وكنز العمال ج10 ص99 والطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص303 وتاريخ المدينة لابن شبة ج1 ص50 وإمتاع الأسماع ج11 ص388 وسبل الهدى والرشاد ج10 ص5 و 333 والسيرة الحلبية ج2 ص285 ومسند ابن راهويه ج5 ص238.

([36]) مسند أحمد ج5 ص81 ووفاء الوفاء ج1 ص60 عنه، ومجمع الزوائد ج2 ص310 عن أحمد، وراجع: فتح الباري ج10 ص162 وبغية الباحث عن زوائد مسند الحارث ص92 والمعجم الكبير ج22 ص392 والجامع الصغير ج1 ص16 وكنز العمال ج10 ص76 والطبقات الكبرى لابن سعد ج7 ص61 والثقات لابن حبان ج5 ص399 وتاريخ مدينة دمشق ج1 ص357 وج4 ص295 وأسد الغابة ج1 ص54 وج5 ص254 والآحاد والمثاني ج1 ص342 وعمدة القاري ج21 ص260 وعون المعبود ج8 ص263 وسير أعلام النبلاء ج3 ص475 والبداية والنهاية ج5 ص344 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص637 وسبل الهدى والرشاد ج3 ص304 وج10 ص332 والسيرة الحلبية ج2 ص283.

([37]) الأحكام ليحيى بن الحسين ج2 ص546 وكتاب الموطأ لمالك ج2 ص889 و 893 وتنوير الحوالك ص641 والمجازات النبوية للشريف الرضي ص15 و 16 وعوالي اللآلي ج1 ص177والبحار ج21 ص248 والغدير ج5 ص162 ومستدرك سفينة البحار ج2 ص30 ومسند أحمد ج3 ص140 و 149 و 159و 243 وصحيح البخاري ج2 ص133 وج3 ص223 و 225 وج4 ص118 وج5 ص40 و 136 وج6 ص207 وج8 ص153 وصحيح مسلم ج4 ص114 و 124 وج7 ص61 وسنن ابن ماجة ج2 ص1040 وسنن الترمذي ج5 ص379 والسنن الكبرى للبيهقي ج5 ص197وج6 ص304 و 372 وج9 ص125 وشرح مسلم للنووي ج9 ص139 و 162 وج15 ص43 ومجمع الزوائد ج4 ص13 وج 6 ص155 وج10 ص42 وفتح الباري ج3 ص157 و 274 و 299 وج6 ص64 وج7 ص32 و 266 و 289 و 290 ج13 ص260 وعمدة القاري ج8 ص128 وج9 ص65 وج14 ص173 و177 وج15 ص262 وج17 ص138و 165 وج18 ص57 وج 21 ص58 وج23 ص2 وج25 ص58 والديبـاج على مسلـم ج3 ص408 وشرح سنن النسـائي ج4 ص56 وتحـفـة  = = الأحوذي ج5 ص310 وج 10 ص292 والمصنف للصنعاني ج9 ص268 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص490 و 559 وتأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص247 والآحاد والمثاني ج4 ص143 ومسند أبي يعلى ج5 ص325 و 438 وج6 ص370 و 371 وشرح معاني الآثار ج4 ص193 وصحيح ابن حبان ج9 ص42 و 43 وج10 ص355 وج14 ص428 والمعجم الأوسط ج2 ص255 وج6 ص315 والمعجم الكبير للطبراني ج7 ص90 ومسند الشاميين للطبراني ج4 ص12 و 251 والإستذكار لابن عبد البر ج8 ص230 و 231 و 247 والإستيعاب ج2 ص681 والتمهيد لابن عبد البر ج20 ص176 وج22 ص330 و 331 وتغليق التعليق ج3 ص30 و 31 وج4 ص17 و 110 وج5 ص324 والجامع الصغير ج1 ص41 و 42 و 332 وكنز العمال ج12 ص268 و 269وج14 ص142 و 143 وشرح مسند أبي حنيفة ص402 وفيض القدير ج1 ص239 و 240 وج2 ص522 وكشف الخفاء ج1 ص56 وتفسير ابن زمنين ج2 ص125 وتفسير الثعلبي ج8 ص63 وتفسير البغوي ج1 ص86 وأحكام القرآن لابن العربي ج2 ص329 والمحرر الوجيز ج2 ص404 والجامع لأحكام القرآن ج7 ص213 وتفسير البحر المحيط ج1 ص432 و 433 وتفسير القرآن العظيم ج1 ص118 و 178 وتفسير الثعالبي ج3 ص33 وتفسير الآلوسي ج1 ص297 وأضواء البيان للشنقيطي ج8 ص10 وتاريخ ابن معين ج2 ص43 والتاريخ الكبير للبخاري ج2 ص380 وج4 ص141 وج5 ص58 و 193 وضعفاء العقيلي ج2 ص308 والكامل لابن عدي ج4 ص224 وج6 ص59 وعلل الدارقطني ج2 ص168 وتاريخ مدينة دمشق ج2 ص346 وج26 ص254 وج62 ص236 والموضوعات لابن الجوزي ج1 ص148 وأسد الغابة ج2 ص379 وذيل تاريخ بغداد لابن النجار ج3 ص69 وتهذيب الكمال ج16 ص176 وميزان الإعتدال للذهبي ج2 ص651 ومن له رواية في مسند أحمد لابن حمزة ص188 والإصابة = = ج3 ص192 ولسان الميزان ج4 ص55 ومعجم البلدان ج3 ص51 وج5 ص87 وتاريخ المدينة ج1 ص80 و 81 و 82 و 84 وفضائل المدينة ص21 و 44 و 61 و 66 وذكر أخبار إصبهان ج1 ص358 وج2 ص96 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص423 و 637 والبداية والنهاية ج4 ص11 وج5 ص28 وإمتاع الأسماع ج1 ص327 وج14 ص42 وإعلام الورى ج1 ص247 وعيون الأثر ج1 ص405 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص18 وج4 ص41 وسبل الهدى والرشاد ج3 ص318 وج4 ص243 وج5 ص150 و 469 والسيرة الحلبية ج2 ص487 وج3 ص123 وينابيع المودة ج2 ص88 وغريب الحديث لابن سلام ج3 ص56 ومعجم ما استعجم ج1 ص117 والنهاية في غريب الحديث لابن الأثير ج1 ص327.

([38]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص469 وج3 ص278 عن البخاري، وأبي داود، والترمذي، وقال في هامشه: أخرجه البخاري ج6 ص191 (3082) وأبو داود ج3 ص90 (2779) وراجع: السنن الكبرى للبيهقي ج9 ص175 وتاريخ مدينة دمشق ج20 ص107 و 108 والإصابة ج3 ص23 وتاريخ الإسلام للذهبي ج6 ص364 والبداية والنهاية ج5 ص28 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص41 وتاريخ مدينة دمشق ج20 ص107وصحيح ابن حبان ج11 ص113 ومسند أحمد ج3 ص449.

([39]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص469 عن البيهقي في دلائل النبوة ج5 ص255 وابن كثير في البداية والنهاية ج5 ص33.

([40]) راجع المغني لابن قـدامـة ج12ص43 و52 والمنـاقـب لابن شهرآشـوب ج1= = ص27 والبحار ج22 ص287 والغدير ج2 ص4 والمستدرك للحاكم ج3 ص327 ومجمع الزوائد ج8 ص217 والمعجم الكبير ج4ص213 والفايق في غريب الحديث ج3 ص35 وأحكام القرآن لابن العربي ج3 ص462 ـ 463 وتاريخ مدينة دمشق ج3 ص410 وأسد الغابة ج2ص111 وسير أعلام النبلاء ج2 ص102 وتاريخ الإسلام للذهبي ج1 ص43 والوافي بالوفيات ج16 ص361 والبداية والنهاية ج2 ص317 وج5 ص34 وإمتاع الأسماع ج3 ص193 والسيرة النبوية لابن كثير ج1 ص195 وج4 ص51 وسبل الهدى والرشاد ج1 ص70 وج5 ص469.

([41]) المجموع للنووي ج2 ص178وج4 ص54 و 399.

([42]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص469 و 470 عن الطبراني، والبيهقي، وقال في هامشه: أخرجه البيهقي في الدلائل ج5 ص267 و 268 وابن كثير في البداية والنهاية ج5 ص27 و 28 وراجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص167 وإمتاع الأسماع ج2 ص79.

([43]) الآية 50 من سورة التوبة.

([44]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص470 و 471 عن أبي حاتم، وتفسير ابن أبي حاتم الرازي ج6 ص1810 والدر المنثور ج3 ص249 ولباب النقول (ط دار إحياء العلوم) ص118 و (ط دار الكتب العلمية) 105 وفتح القدير ج2 ص370 وتفسير الآلوسي ج10 ص115.

([45]) الآية 50 من سورة التوبة.

([46]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص470 وج12 ص72 عن ابن إسحاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل، والواقدي. وراجع: شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج4 ص99 و 100 والمجازات النبوية للشريف الرضي ص134 وجامع أحاديث الشيعة ج4 ص458 وتخريج الأحاديث والآثار ج2 ص100 و 101 والكشاف للزمخشري ج2 ص213 وتفسير مجمع البيان ج5 ص125 وجامع البيان للطبري ج11 ص32 وتفسير البغوي ج2 ص326 وتفسير النسفي ج2 ص109 وأحكام القرآن لابن العربي ج2 ص581 والمحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ج3 ص81 والتفسير الكبير للرازي ج16 ص195 وتفسير البحر المحيط ج5 ص101 وتفسير القرآن العظيم ج2 ص403 وتفسير الثعالبي ج3 ص213 والدر المنثور ج3 ص277 ولباب النقول (ط دار إحياء العلوم) ص125 و (ط دار الكتب العلمية) ص111 وتفسير أبي السعود ج4 ص102 وفتح القدير ج2 ص405 وتفسير الآلوسي ج11ص18 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص373 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص647 وإمتاع الأسماع ج2 ص76 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص956 وعيون الأثر ج2 ص263 والسيرة الحلبية ج3 ص123 وغيرها من المصادر..

([47]) الآية 107 من سورة التوبة.

([48]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص470 وراجع: تخريج الأحاديث والآثار ج2 ص101والفتح السماوي ج2 ص701 وجامع البيان للطبري ج11 ص32 وتفسير الثعلبي ج5 ص92 وتفسير البغوي ج2 ص327 والمحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ج3 ص81 وتفسير البحر المحيط ج5 ص101 وتفسير القرآن العظيم ج2 ص403 وج2 ص403 وتفسير الثعالبي ج3 ص213 والدر المنثور ج3 ص277 و 286 ولباب النقول (ط دار إحياء العلوم) ص125 و (ط دار الكتب العلمية) ص111 وفتح القدير ج2 ص405 وتفسير الآلوسي ج11 ص18 ومعجم البلدان ج1 ص275 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص373 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص647.

([49]) الآية 107 من سورة التوبة.

([50]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص471 ج12 ص72 عن ابن أبي شيبة، وابن هشام، وتاريخ المدينة لابن شبة ج1 ص55 وإمتاع الأسماع ج10 ص76.

([51]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص471.

([52]) شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج4 ص99 وتفسير البغوي ج2 ص326.

([53]) جامع البيان للطبري ج11ص32 وأسباب نزول الآيات ص175 وزاد المسير ج3 ص339 والجامع لأحكام القرآن ج8 ص253 وتفسير القرآن العظيم ج2 ص403 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص374 والكامل في التاريخ ج2 ص282 والبداية والنهاية ج5 ص27 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص956 وعيون الأثر ج2 ص263 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص40 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص472.

([54]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص472 وشرح المواهب اللدنية للزرقاني ج4 ص98 و 99 وراجع: الدرر لابن عبد البر ص147 وتفسير الثعالبي ج3 ص213 وتخريج الأحاديث والآثار ج2 ص99 و 100 وتفسير الإمام العسكري «عليه= = السلام» ص488 والكشاف للزمخشري ج2 ص213 وتفسير الثعلبي ج5 ص93 والتفسير الكبير للرازي ج15 ص54 وتفسير أبي السعود ج4 ص102 وتاريخ مدينة دمشق ج32 ص204.

([55]) الآية 107 من سورة التوبة.

([56]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص472 وشرح المواهب اللدنية للزرقاني ج4 ص98 و 99.

([57]) راجع: البحار ج21 ص254 والدرر لابن عبد البر ص242 وتخريج الأحاديث والآثار ج2 ص100 و 101 والتبيان للطوسي ج5 ص298 والكشاف للزمخشري ج2 ص213 وتفسير مجمع البيان ج5 ص126 وفقه القرآن للراوندي ج1 ص159 وجامع البيان للطبري ج11 ص32 وتفسير الثعلبي ج5 ص92 وأسباب نزول الآيات ص176 وتفسير البغوي ج2 ص327 وتفسير النسفي ج2 ص109 والمحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ج3 ص81 وزاد المسير ج3 ص339 والتفسير الكبير للرازي ج16ص195 والجامع لأحكام القرآن ج8 ص253.

([58]) الآية 107 من سورة التوبة.

([59]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص472 وج12 ص72 وشرح المواهب اللدنية للزرقاني ج4 ص97 و 98 وراجع: إمتاع الأسماع ج2 ص77 والسيرة الحلبية ج3 ص123.

([60]) شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج4 ص98 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص472 عن ابن المنذر، وأبي الشيخ، وابن أبي حاتم، وراجع: السيرة الحلبية ج3 ص123 وتفسير البغوي ج2 ص328.

([61]) تفسير مجمع البيان ج5 ص126 والبحار ج21 ص254 عنه، وراجع: مستدرك سفينة البحار ج4 ص486 وتفسير نور الثقلين ج2 ص269 وتفسير الميزان ج9 ص392 وميزان الحكمة ج2 ص1262 وراجع: تفسير مقاتل بن سليمان ج2 ص72 وزاد المسير ج3 ص339 والجامع لأحكام القرآن ج8 ص258 وتفسير الآلوسي ج11 ص18.

([62]) البحار ج21 ص254 والتبيان للطوسي ج5 ص303 وجامع البيان للطبري ج11 ص45 وزاد المسير ج3 ص341 وتفسير القرآن العظيم ج2 ص405.

([63]) إمتاع الأسماع ج2ص 77 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص472.

([64]) شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج4 ص99 وراجع: الكشاف للزمخشري ج2 ص215 وتفسير البغوي ج2 ص327 والجامع لأحكام القرآن ج8 ص255 والسيرة الحلبية ج3 ص123.

([65]) شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج4 ص99 وراجع: نيل الأوطار ج8 ص127 والغدير للشيخ ج3 ص166 والسنن الكبرى للبيهقي ج9 ص32 ومجمع الزوائد ج1 ص111 وفتح الباري ج7 ص307 وعمدة القاري ج17 ص311 والمعجم الكبير ج3 ص166 والإستيعاب ج3 ص1429 والدرر لابن عبد البر ص118وتفسير البحر المحيط ج3 ص96 وقاموس الرجال ج10 ص147 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص463 وإكمال الكمال لابن ماكولا ج7 ص280 وتهذيب الكمال ج5 ص503 وعيون الأثر ج2 ص38.

([66]) شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج4 ص99 عن ابن جرير، وغيره وراجع: تخريج الأحاديث والآثار ج2 ص102وجامع البيان للطبري ج11 ص33 وتفسير ابن أبي حاتم ج6 ص1878 وفتح القدير ج2 ص404 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص649 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص470 و 471.

([67]) صحيح مسلم ج4 ص126 وشرح مسلم للنووي ج9 ص169 والديباج على مسلم ج3 ص429 وتحفة الأحوذي ج2 ص234 وتخريج الأحاديث والآثار ج2 ص102 و 103 وجامع البيان ج11 ص37 وتفسير الثعلبي ج5 ص94 وتفسير البغوي ج2 ص327 وتفسير البيضاوي ج3 ص172 وتفسير القرآن العظيم ج2 ص405 والبداية والنهاية ج3 ص367 وإمتاع الأسماع ج10 ص72 والسيرة النبوية لابن كثير ج2 ص311 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص471 وج12 ص72 و 355 وشرح المواهب اللدنية للزرقاني ج4 ص100.

([68]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص471 وشرح المواهب اللدنية للزرقاني ج4 ص100.

([69]) الآية 108 من سورة التوبة.

([70]) الآية 109 من سورة التوبة.

([71]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص472 والسنن الكبرى للنسائي ج1 ص257 وتفسير ابن أبي حاتم ج6 ص1883 وتفسير السمرقندي ج2 ص88 و 349 و تفسير العز بن عبد السلام ج2 ص52 والتسهيل لعلوم التنزيل ج2 ص85 وتنوير المقباس من تفسير ابن عباس ص166 والدر المنثور ج3 ص279 و فتوح البلدان ج1 ص2.

([72]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص73 وراجع: البحار ج101 ص174 وتفسير القمي ج2 ص98 وراجع: البرهان ج3 ص125 عن الكافي، ومن لا يحضره الفقيه، وتهذيب الأحكام، والإستبصار ج3 ص370 والدر المنثور ج5 ص21 ـ 24 وراجع: الوسائل ج15 ص586 و 589 ورسالة المحكم والمتشابه ص90 وراجع: الإستيعاب ج3 ص1226والبحار ج21 ص367.

([73]) الآية 4 من سورة النور.

([74]) راجع: تاريخ الخميس ج2 ص133 و 134 وتفسير القمي ج2 ص89 والبحار ج101 ص174 و 175 عنه وج22 ص45 و 46 و 68 ـ 70 وج21 ص367 و 368 ومجمع البيان ج7 ص127 و 128 والبرهان (تفسير) ج3 ص126 والدر المنثور ج5 ص22 ـ 24 عن البخاري، والترمذي، وابن ماجة ومصادر كثيرة أخرى فراجع.

([75]) راجع: تاريخ الخميس ج2 ص134وراجع: كتاب الأم للشافعي ج5 ص134= = و 307 وج7 ص311 والبحر الرائق ج4 ص189 واختلاف الحديث للشافعي ص547 وكتاب المسند للشافعي ص188وكتاب المسند للشافعي ص257 ومسند أحمد ج5 ص334 وصحيح البخاري ج6 ص3 وج8 ص146 وسنن ابن ماجة ج1 ص667 والسنن الكبرى للبيهقي ج7 ص399 وتاريخ المدينة لابن شبة ج2 ص386 وفتح القدير ج4 ص11 والدر المنثور ج5 ص23 وتفسير الثعلبي ج7 ص71 والكشاف للزمخشري ج3 ص52.

([76]) يعني هلال بن أمية.

([77]) البحار ج22 ص46 ومجمع البيان ج7 ص127و128 والدر المنثور ج5 ص21و22 عن أحمد، وعبد الرزاق، والطيالسي، وعبد بن حميد، وأبي داود، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، وراجع: مسند أبي داود الطيالسي ص348 وتفسير مجمع البيان ج7 ص225 وجامع البيان للطبري ج18 ص109 وتفسير ابن أبي حاتم ج8 ص2533 وأحكام القرآن للجصاص ج3 ص355 و 364 وتفسير الثعلبي ج7 ص69 وأحكام القرآن لابن العربي ج3 ص350.

([78]) الآية 1 من سورة النور.

([79]) الدر المنثور ج5 ص22و24 عن البخاري، والترمذي، النسائي، وأبي يعلى، وابن ماجة، وابن مردويه، وراجع: المجموع للنووي ج17 ص389 والمحلى لابن حزم ج10 ص145 وج11 ص280 ونيل الأوطار ج7 ص67.

([80]) الخلاف للشيخ الطوسي ج5 ص8 وج6 ص350 و 442 والمبسوط للشيخ الطوسي ج5 ص183 والسرائر لابن إدريس ج2 ص705 وجامع الخلاف والوفاق ص494 وتذكرة الفقهاء (ط.ق) ج2 ص278 وكشف اللثام (ط.ج) ج8 ص332 و (ط.ق) ج2 ص179 وجواهر الكلام ج34 ص63 والمجموع للنووي ج15 ص310 وج17 ص413 و 433 والمغني لابن قدامة ج6 ص396 و 397 وج9 ص4 و 6 و 44 وج6 ص404 و 405 وج9 ص4 و 16 وج 10 ص220 وكشاف القناع للبهوتي ج5 ص460 وسبل السلام ج3 ص194 وج4 ص137 ونيل الأوطار ج7 ص70 و 81 و 271 وج9 ص188 و 199 وعوالي اللآلي ج3 ص418 وجامع أحاديث الشيعة ج22 ص363 ومسند أحمد ج1 ص239 وسنن أبي داود ج1 ص503 والسنن الكبرى للبيهقي ج7 ص395 وشرح مسلم للنووي ج12 ص5 وفتح الباري ج9 ص391 و 408 وج13 ص153 وعمدة القاري ج13 ص6 و 251 وشرح سنن النسائي للسيوطي ج8 ص234 ومسند أبي داود الطيالسي ص348 ومسند أبي يعلى ج5 ص127 ومعرفة السنن والآثار ج5 ص546 والتمهيد لابن عبد البر ج15 ص43 وتخريج الأحاديث والآثار ج2 ص421 وكنز العمال ج15 ص203 وتفسير ابن أبي حاتم ج8 ص2534 وأحكام القرآن للجصاص ج1 ص306 وتفسير السمرقندي ج2 ص498 تفسير السمعاني ج3 ص505 وأحكـام القـرآن لابن العـربي ج3 ص353 وتفسير = = الرازي ج23 ص166 والجامع لأحكام القرآن ج12 ص187 وتفسير القرآن العظيم ج3 ص277 وأضواء البيان للشنقيطي ج5 ص467 وتاريخ المدينة لابن شبة ج2 ص382.

([81]) الغدير ج8 ص13 عن مستدرك الحاكم ج2 ص366 ودلائل النبوة للبيهقي ج1 ص189 والمعجم الكبير ج11 ص296 وتفسير جامع البيان ج11 ص31 وإرشاد الساري ج7 ص270 والدر المنثور ج3 ص283.

([82]) الآية 113 من سورة التوبة.

([83]) الإعتقادات في دين الإمامية للصدوق ص110 والبحار ج15 ص117.

([84]) البحار ج15 ص261 عن أمالي الصدوق ص357 و (ط مؤسسة البعثة) ص698 وروضة الواعظين ص67 والبحار ج15 ص261.

([85]) الفصول المختارة للشريف المرتضى ص131 والبحار ج10 ص441 عنه.

([86]) الآية 6 من سورة المنافقون.

([87]) روضة الواعظين ص121 وفي (ط أخرى) ج1 ص139و (ط منشورات الشريف الرضي) ص67 والجواهر السنية ص218 والبحار ج15 ص108 وج35 ص109 والكافي ج1 ص446 ومعاني الأخبار ص136 وتفسير أبي الفتوح الرازي ج8 ص470 والحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب ص48 والغدير ج7 ص385 وإيمان أبي طالب للأميني ص76 وأمالي الصدوق ص703 ومعاني الأخبار ص137.

([88]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج14ص67 والبحار ج35 ص108 وج35 ص156 والغدير ج7 ص378 و 386 وراجع: الخصال للشيخ الصدوق ص294 والبحار ج15ص126.

([89]) التعظيم والمنة للسيوطي ص35 عن ابن الجوزي، وراجع: الغدير للأميني ج7 ص378 والموضوعات لابن الجوزي ج1 ص283 ولسان الميزان ج6 ص248 وينابيع المودة ج2 ص331 والكافي ج1 ص446 والأمالي للصدوق ص703 ومعاني الأخبار ص137 وروضة الواعظين ص67 وشرح أصول الكافي ج7 ص177 وكنز الفوائد ص70 والصـراط المستقيم ج1 ص341 والجـواهـر = = السنية ص218 و 219 والبحار ج15 ص108 وج35 ص109 والغدير ج7 ص378 و 385 ومستدرك سفينة البحار ج8 ص256 والتفسير الصافي ج4 ص96 والدر النظيم ص27.

([90]) ذخائر العقبى ص7 والدرج المنيفة ص7 ومسالك الحنفا ص14 عن أبي نعيم، وراجع: من لا يحضره الفقيه ج4 ص368 ومكارم الأخلاق للطبرسي ص442 والبحار ج8 ص36 وج74 ص58 ومستدرك سفينة البحار ج6 ص3 وتفسير القمي ج2 ص25 وتفسير نور الثقلين ج3 ص206.

([91]) تاريخ اليعقوبي ج2 ص35 والغدير ج7 ص378.

([92]) راجع تذكرة الفقهاء (ط.ج) ج8 ص437 و (ط.ق) ج1ص401 وكشف اللثام (ط.ج) ج5 ص222 والمجموع للنووي ج7 ص170 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج11ص341 و (ط دار الإسلامية) ج8 ص247.

([93]) راجع: المغني لابن قدامة ج3 ص411 والشرح الكبير لابن قدامة ج3 ص248 وكشاف القناع للبهوتي ج2 ص483 ونيل الأوطار ج5 ص26.

 
   
 
 

العودة إلى موقع الميزان