أصح الروايات عن تبوك.. أو زبدة المخض 

   

صفحة :151-176   

أصح الروايات عن تبوك.. أو زبدة المخض 

 بـدايـة:

وبعد.. فقد كان كل ذلك الذي قدمناه يعتمد على الروايات التي عرضها لنا أولئك البعداء عن خط أهل البيت «عليهم السلام»، والذين يدينون الله بالحب والولاء للذين عارضوهم، وأقصوهم عن مراتبهم التي رتبهم الله تعالى بها، بالقوة والقهر.. وسعوا إلى تصويب فعلهم هذا وتأويله، والتماس المخارج المختلفة والمتناقضة له في كثير من الأحيان.

وقد رأينا أن أكثر تلك الروايات لم تكن سليمة عن التحريف والتزييف، ولكننا لم نغفل شيئاً منها يستحق التنويه أو العرض.

ولكننا سوف نذكر هنا رواية، ادخرناها لنتوج بها جهد المتابع لأحداث هذه الغزوة، بعد أن يعيش بكل عقله وفكره الأجواء التي يريدون له أن يعيشها، ثم نفاجئه بهذه الرواية التي هي الأقرب إلى الحقيقة، والأصوب، والأصدق في عرض الوقائع، ليشعر بالفارق بينها وبين جميع ما عداها، رغم أنها لم توفق لسند يمكن وصفه بالصحة أو بغيرها مما يوصِّف به المحدثون والمهتمون بالأسانيد رواياتهم. والرواية هي التالية:

النص الأقرب والأصوب:

لما مات سعد بن معاذ، بعد أن شفى غيظه من بني قريظة، قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «يرحمك الله يا سعد، فلقد كنت شجا في حلوق الكافرين، لو بقيت لكففت العجل الذي يراد نصبه في بيضة الإسلام، كعجل قوم موسى.

قالوا: يا رسول الله، أوعجل يراد أن يتخذ في مدينتك هذه؟

قال: «بلى، والله يراد، ولو كان لهم سعد حياً ما استمر تدبيرهم. ويستمرون ببعض تدبيرهم، ثم الله يبطله».

قالوا: أتخبرنا كيف يكون ذلك؟

قال: «دعوا ذلك لما يريد الله أن يدبره».

قال موسى بن جعفر «عليه السلام»: ولقد اتخذ المنافقون من أمة محمد «صلى الله عليه وآله» بعد موت سعد بن معاذ، وبعد انطلاق محمد «صلى الله عليه وآله» إلى تبوك، أبا عامر الراهب أميراً ورئيساً، وبايعوا له، وتواطأوا على إنهاب المدينة، وسبي ذراري رسول الله «صلى الله عليه وآله» وسائر أهله وصحابته، ودبروا التبييت على محمد، ليقتلوه في طريقه إلى تبوك.

فأحسن الله الدفاع عن محمد «صلى الله عليه وآله»، وفضح المنافقين وأخزاهم، وذلك أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قال: «لتسلكن سبل من كان قبلكم، حذو النعل بالنعل، والقذة بالقذة، حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضبّ لدخلتموه».

قالوا: يا ابن رسول الله، من كان هذا العجل؟! وماذا كان هذا التدبير؟!

فقال «عليه السلام»: اعلموا أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» كان يأتيه الأخبار عن صاحب دومة الجندل، وكان ملك تلك النواحي، له مملكة عظيمة مما يلي الشام، وكان يهدد رسول الله «صلى الله عليه وآله» بأنه يقصده، ويقتل أصحابه، ويبيد خضراءهم.

وكان أصحاب رسول الله «صلى الله عليه وآله» خائفين وجلين من قِبَله، حتى كانوا يتناوبون على رسول الله «صلى الله عليه وآله» كل يوم عشرون منهم، وكلما صاح صائح ظنوا أنه قد طلع أوائل رجاله وأصحابه.

وأكثر المنافقون الأراجيف والأكاذيب، وجعلوا يتخللون أصحاب محمد «صلى الله عليه وآله»، ويقولون: إن أكيدر قد أعد من الرجال كذا، ومن الكراع كذا، ومن المال كذا، وقد نادى فيما يليه من ولايته: ألا قد أبحتكم النهب والغارة في المدينة، ثم يوسوسون إلى ضعفاء المسلمين يقولون لهم: فأين يقع أصحاب محمد من أصحاب أكيدر؟ يوشك أن يقصد المدينة فيقتل رجالها، ويسبي ذراريها ونساءها.

حتى آذى ذلك قلوب المؤمنين، فشكوا إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» ما هم عليه من الخدع.

ثم إن المنافقين اتفقوا، وبايعوا أبا عامر الراهب الذي سماه رسول الله «صلى الله عليه وآله» الفاسق، وجعلوه أميراً عليهم، وبخعوا له بالطاعة، فقال لهم: الرأي أن أغيب عن المدينة، لئلا أتهم بتدبيركم.

وكاتبوا أكيدر في دومة الجندل، ليقصد المدينة، ليكونوا هم عليه، وهو يقصدهم فيصطلموه.

فأوحى الله إلى محمد «صلى الله عليه وآله»، وعرَّفه ما اجتمعوا عليه من أمرهم، وأمره بالمسير إلى تبوك.

وكان رسول الله «صلى الله عليه وآله» إذا أراد غزواً ورَّى بغيره إلا غزاة تبوك، فإنه أظهر ما كان يريده، وأمرهم أن يتزودوا لها، وهي الغزاة التي افتضح فيها المنافقون، وذمهم الله تعالى في تثبيطهم عنها، وأظهر رسول الله «صلى الله عليه وآله» ما أوحي إليه أن (الله) سيظفره بأكيدر، حتى يأخذه ويصالحه على ألف أوقية من ذهب في صفر، وألف أوقية من ذهب في رجب، ومائتي حلة في صفر، ومائتي حلة في رجب، وينصرف سالماً إلى ثمانين يوماً.

فقال لهم رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «إن موسى وعد قومه أربعين ليلة، وإني أعدكم ثمانين ليلة، ثم أرجع سالماً غانماً، ظافراً بلا حرب يكون، ولا أحد يستأسر من المؤمنين.

فقال المنافقون: لا والله، ولكنها آخر كسراته التي لا ينجبر بعدها، إن أصحابه ليموت بعضهم في هذا الحر، ورياح البوادي، ومياه المواضع المؤذية الفاسدة، ومن سلم من ذلك فبين أسير في يد أكيدر، وقتيل وجريح.

واستأذنه المنافقون بعلل ذكروها، بعضهم يعتلّ بالحر، وبعضهم بمرض يجده، وبعضهم بمرض عياله، وكان يأذن لهم.

فلما صح عزم رسول الله «صلى الله عليه وآله» على الرحلة إلى تبوك عمد هؤلاء المنافقون فبنوا مسجداً خارج المدينة وهو مسجد الضرار، يريدون الإجتماع فيه، ويوهمون أنه للصلاة، وإنما كان ليجتمعوا فيه لعلة الصلاة، فيتم لهم به ما يريدون.

ثم جاء جماعة منهم إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» وقالوا: يا رسول الله إن بيوتنا قاصية عن مسجدك وإنا نكره الصلاة في غير جماعة، ويصعب علينا الحضور، وقد بنينا مسجداً، فإن رأيت أن تقصده وتصلي فيه لنتيمَّن ونتبرك بالصلاة في موضع مصلاك، فلم يعرّفهم رسول الله «صلى الله عليه وآله» ما عرّفه الله من أمرهم ونفاقهم، وقال: ائتوني بحماري.

فأتي باليعفور فركبه يريد نحو مسجدهم، فكلما بعثه هو وأصحابه لم ينبعث ولم يمش، فإذا صرف رأسه إلى غيره، سار أحسن سير وأطيبه.

قالوا: لعل هذا الحمار قد رأى في هذا الطريق شيئاً كرهه، فلذلك لا ينبعث نحوه.

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «إيتوني بفرس فركبه، فكلما بعثه نحو مسجدهم لم ينبعث، وكلما حركوه نحوه لم يتحرك، حتى إذا ولوا رأسه إلى غيره سار أحسن سير.

فقالوا: لعل هذا الفرس قد كره شيئاً في هذا الطريق.

فقال: تعالوا نمش إليه، فلما تعاطى هو و أصحابه المشي نحو المسجد جفوا في مواضعهم، ولم يقدروا على الحركة، و إذا هموا بغيره من المواضع خفت حركاتهم، وحنت أبدانهم، ونشطت قلوبهم.

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: إن هذا أمر قد كرهه الله، فليس يريده الآن، وأنا على جناح سفر، فأمهلوا حتى أرجع إن شاء الله تعالى، ثم أنظر في هذا نظرا يرضاه الله تعالى.

وجدَّ في العزم على الخروج إلى تبوك، وعزم المنافقون على اصطلام مخلّفيهم إذا خرجوا، فأوحى الله تعالى إليه: يا محمد، إن العلي الأعلى يقرأ عليك السلام ويقول لك: «إما أن تخرج أنت ويقيم علي، وإما أن يخرج علي وتقيم أنت».

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «ذاك لعلي».

فقال علي «عليه السلام»: السمع والطاعة لأمر الله وأمر رسوله، وإن كنت أحب أن لا أتخلف عن رسول الله «صلى الله عليه وآله» في حال من الأحوال.

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟!

فقال: رضيت يا رسول الله.

فقال له رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «يا أبا الحسن! إن لك أجر خروجك معي في مقامك بالمدينة، وإن الله قد جعلك أمة وحدك، كما جعل إبراهيم أمة، تمنع جماعة المنافقين والكفار هيبتك عن الحركة على المسلمين.

فلما خرج رسول الله «صلى الله عليه وآله» وشيعه علي «عليه السلام» خاض المنافقون وقالوا: إنما خلفه محمد بالمدينة لبغضه له، وملاله منه، وما أراد بذلك إلا أن يبيته المنافقون فيقتلوه، ويحاربوه فيهلكوه.

فاتصل ذلك برسول الله «صلى الله عليه وآله»، فقال علي «عليه السلام»: تسمع ما يقولون يا رسول الله؟

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: أما يكفيك أنك جلدة ما بين عيني، ونور بصري، وكالروح في بدني.

ثم سار رسول الله «صلى الله عليه وآله» بأصحابه، وأقام علي «عليه السلام» بالمدينة، وكان كلما دبر المنافقون أن يوقعوا بالمسلمين فزعوا من علي «عليه السلام»، وخافوا أن يقوم معه عليهم من يدفعهم عن ذلك، وجعلوا يقولون فيما بينهم: هي كرة محمد التي لا يؤوب منها.

فلما صار بين رسول الله «صلى الله عليه وآله» وبين أكيدر مرحلة قال تلك العشية: يا زبير بن العوام، يا سماك بن خرشة، امضيا في عشرين من المسلمين إلى باب قصر أكيدر، فخذاه، وائتياني به.

قال الزبير: وكيف يا رسول الله «صلى الله عليه وآله» نأتيك به ومعه من الجيش الذي قد علمت، ومعه في قصره ـ سوى حشمه ـ ألف ما دون عبد وأمة وخادم؟

قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: تحتالان عليه، وتأخذانه.

قال: يا رسول الله، وكيف وهذه ليلة قمراء، وطريقنا أرض ملساء، ونحن في الصحراء لا نخفى؟

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: أتحبان أن يستركما الله عن عيونهم، ولا يجعل لكما ظلاً إذا سرتما، ويجعل لكما نوراً كنور القمر لا تتبينان منه؟

قالا: بلى.

قال: «عليكما بالصلاة على محمد وآله الطيبين، معتقدين أن أفضل آله علي بن أبي طالب، وتعتقد يا زبير أنت خاصة أن لا يكون علي «عليه السلام» في قوم إلا كان هو أحق بالولاية عليهم، ليس لأحد أن يتقدمه.

فإذا أنتما فعلتما ذلك وبلغتما الظل الذي بين يدي قصره من حائط قصره، فإن الله سيبعث الغزلان والأوعال إلى بابه، فتحك قرونها به، فيقول: من لمحمد في مثل هذا؟ فيركب فرسه لينزل فيصطاد.

فتقول له امرأته: إياك والخروج، فإن محمداً قد أناخ بفنائك، ولست آمن أن يحتال عليك، ودس من يغزونك.

فيقول لها: إليك عني فلو كان أحد يفصل عنه في هذه الليلة لتلقاه في هذا القمر عيون أصحابنا في الطريق. وهذه الدنيا بيضاء لا أحد فيها، فلو كان في ظل قصرنا هذا إنسي لنفرت منه الوحش.

فينزل ليصطاد الغزلان والأوعال، فتهرب من بين يديه، ويتبعها فتحيطان به وتأخذانه».

وكان كما قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فأخذوه، فقال: لي إليكم حاجة.

قالوا: ما هي؟ فإنا نقضيها إلا أن تسألنا أن نخليك.

قال: تنزعون عني ثوبي هذا، وسيفي ومنطقتي وتحملونها إليه، وتحملوني في قميصي لئلا يراني في هذا الزي، بل يراني في زي تواضع فلعله أن يرحمني.

ففعلوا ذلك، فجعل المسلمون والأعراب يلبسون ذلك الثوب ويقولون: هذا من حلل الجنة، وهذا من حلي الجنة يا رسول الله؟

قال: «لا، ولكنه ثوب أكيدر، وسيفه ومنطقته، ولمنديل ابن عمتي الزبير وسماك في الجنة أفضل من هذا، إن استقاما على ما أمضيا من عهدي إلى أن يلقياني عند حوضي في المحشر.

قالوا: وذلك أفضل من هذا؟

قال: بل خيط من منديل بأيديهما في الجنة أفضل من ملء الأرض إلى السماء مثل هذا الذهب.

فلما أتي به رسول الله «صلى الله عليه وآله» قال: يا محمد أقلني، وخلني على أن أدفع عنك من ورائي من أعدائك.

فقال له رسول الله «صلى الله عليه وآله»: فإن لم تف به؟

قال: يا محمد، إن لم أف لك فإن كنت رسول الله فسيظفرك بي، من منع ظلال أصحابك أن يقع على الأرض حتى أخذوني، ومن ساق الغزلان إلى بابي حتى استخرجتني من قصري، وأوقعتني في أيدي أصحابك.

وإن كنت غير نبي، فإن دولتك التي أوقعتني في يدك بهذه الخصلة العجيبة، والسبب اللطيف ستوقعني في يدك بمثلها.

قال: فصالحه رسول الله «صلى الله عليه وآله» على ألف أوقية من ذهب في رجب ومأتي حلة، وألف أوقية في صفر ومائتي حلة، وعلى أنهم يضيفون من مر بهم من العساكر ثلاثة أيام، ويزودونهم إلى المرحلة التي تليها، على أنهم إن نقضوا شيئاً من ذلك فقد برئت منهم ذمة الله، وذمة محمد رسول الله «صلى الله عليه وآله».

ثم كرّ رسول الله «صلى الله عليه وآله» راجعاً إلى المدينة إلى إبطال كيد المنافقين في نصب ذلك العجل الذي هو أبو عامر، الذي سماه النبي «صلى الله عليه وآله» الفاسق.

وعاد رسول الله «صلى الله عليه وآله» غانماً ظافراً، وأبطل الله كيد المنافقين.

وأمر رسول الله «صلى الله عليه وآله» بإحراق مسجد الضرار، وأنزل الله عز وجل: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً}([1]) الآيات.

وقال موسى بن جعفر «عليهما السلام»: فهذا العجل في حياة رسول الله «صلى الله عليه وآله» دمر الله عليه، وأصابه بقولنج، وفالج، وجذام، ولقوة. وبقي أربعين صباحاً في أشد عذاب، صار إلى عذاب الله([2]).

ونقول:

إن هذا النص قد تضمن أموراً هامة، نحب لفت النظر إليها، وهي التالية:

الإنقلاب يبدأ بضرب نقطة الإرتكاز:

قد أظهر النص المتقدم: أن المؤامرة على النبي «صلى الله عليه وآله» لم تكن وليدة ساعتها، بل جاءت ضمن خطة شاملة ودقيقة، حددت الأهداف وطريقة العمل، وتوقعت النتائج، وتوخت أن تكون ضرباتها حاسمة ومؤثرة، ومحمية، وحسبت لكل أمر حسابه..

فكان على رأس أولياتهم تسديد ضربة حاسمة لمركز القرار، ونقطة الإرتكاز، ورأس الهرم الحافظ والضامن لوحدة الكيان العام كله، والمؤثر في حركته كلها. ثم لكل امتداداته المؤثرة، أو التي يحتمل أن تؤثر في إعادة انتظام عقد الإجتماع، وامتلاك زمام المبادرة بنفس ما حكموا على رسول الله «صلى الله عليه وآله»، كما أوضحه نص آخر، وقرروا سبي جميع ذراري النبي «صلى الله عليه وآله»، وسائر أهله وصحابته..

كل ذلك لإدراكهم أن حدوث الفراغ في مركز القرار، سيؤدي إلى شل حركة سائر الخلايا الفاعلة والحية في الكيان كله، وسيضع الكيان كله على طريق التمزق والتلاشي..

ولأجل ذلك حاولوا أن يتخلفوا عن رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فلا يسيروا معه إلى تبوك..

الخطة الملعونة:

وقد صرحوا: بأنهم سوف يضعون المسلمين بين خطرين داهمين: خطر يأتي من قبلهم، فهم يهاجمونهم، فيصطلون مخلّفي المسلمين إذا خرجوا، فإذا عادوا من تبوك، فإن أكيدر يلاحقهم، والمتخلفون في المدينة يهاجمونهم من جهة المدينة، وأكيدر يهاجمهم بجموعه من الخلف، ويحده في ذلك هرقل، وملك غسان من جهة الشام، إن نجح أبو عامر الراهب في إقناعهما بذلك.

ويبدو أن أبا عامر قد نجح في إيجاد صلة بين منافقي المدينة وبين ملك غسان، كما ربما تشير إليه رسالة ملك غسان إلى كعب بن مالك.

القرار النبوي في ثلاثة اتجاهات:

ولكن القرار النبوي الذي فاجأهم، قد حسم الأمور في ثلاثة اتجاهات:

الإتجاه الأول: أنه أبطل كيدهم بجعل علي «عليه السلام» خليفته في المدينة، فلم يمكّنهم من فعل أي شيء فيها، حسبما أوضحته الرواية المتقدمة عن الإمام الكاظم «عليه السلام»..

الإتجاه الثاني: القضاء على أكيدر بصورة سريعة وحاسمة، والإتيان به أسيراً إلى المدينة لكي يروا جميعاً وبأم أعينهم ضعفه، وذله..

الإتجاه الثالث: الإثبات العملي لهم بأن قيصر، ومن تبعه، بما فيهم الحارث الغساني، لا يجرؤون على مواجهته، بل هم يخطبون وده، ويراعون جانبه، ويسعون لكسب رضاه.

ومما زاد في خزيهم وذلهم: أنه «صلى الله عليه وآله» كان قد أخبرهم بما يجري على أكيدر، وبمقدار الجزية التي يضعها عليه..

وربما يكون هذا هو السبب أيضاً في إعلانه «صلى الله عليه وآله» جهة السير حين خرج بجيشه من المدينة، فإنه أراد أن لا يدخل في وهم أحد أنه «صلى الله عليه وآله» قد أخذ أعداءه على حين غرة، وأنه لولا ذلك فلربما كانت النتائج على عكس ما جاءت عليه.. وذلك أبعد أثراً في قطع آمال أهل النفاق، وفي خزي أهل الشقاق..

الإخبار بالغيب، والمعجزات في تبوك:

ورغم أنه «صلى الله عليه وآله» كان يظهر لأصحابه المعجزات والكرامات بين الفينة والفينة، خصوصاً في ساعات العسرة، ليكون ذلك أوقع في نفوسهم، وليربط على قلوبهم، وأدعى لتلمسهم مواقع الإعجاز وخصوصية الكرامة فيما يرونه ويعيشونه.. فإن ما ظهر لهم في غزوة تبوك على الخصوص كان يزيد على ما ظهر لهم في غيرها بأضعاف كثيرة، حتى ليخيّل لقارئ نصوص هذه الغزوة: أن كل ما يجري مرتبط بالغيب، ويراد به إظهار الكرامة والرعاية، والتدخل الإلهي، من دون التفات يذكر إلى الأسباب الظاهرة..

حتى لقد أخبرهم حسبما تقدم عن الإمام الكاظم «عليه السلام» بما يجرى على أكيدر، وبمقدار الجزية التي يضعها عليه..

وهذا يدل على أن لتبوك خصوصية انفردت بها عما عداها.. ولعل خصوصيتها تكمن في أنها تريد أن تسدد إلى النفاق وأهله ضربة مهلكة، فإن الحرب مع المنافقين قد بلغت الذروة وأصبحت مصيرية، وحاسمة..

وكان ظهور أي ضعف أو توان في هذا المجال، من شأنه أن يعرّض كل جهود الأنبياء إلى خطر داهم وأكيد، كما أظهرته رواية الإمام الكاظم «عليه السلام» المتقدمة..

وظهور هذا الإرتباط العميق بالغيب قد حفظ الكثيرين من أن يتأثروا بوسوسات المنافقين، وأباطيلهم وأضاليلهم..

إن تهلك هذه العصابة لا تعبد:

وقد فسرت لنا الرواية المشار إليها أيضاً ما عناه رسول الله «صلى الله عليه وآله» بقوله على المنبر، وهو يحث الناس على الجهاد: «اللهم إن تهلك هذه العصابة لن تعبد في الأرض»([3]).

فإن المؤامرة كانت كبيرة وخطيرة، وكان استهداف رسول الله «صلى الله عليه وآله» وجميع صحابته الأخيار، وكذلك أهل بيته واصطلامهم يشير إلى قلة أهل الإيمان، بالنسبة إلى من عداهم من أهل النفاق، فإنهم كانوا هم الكثرة الساحقة التي جعلت المنافقين يستسهلون ارتكاب هذه الجريمة، غير مكترثين بتبعاتها.. إذ لو كان المنافقون هم القلة القليلة ـ ثمانين رجلاً أو أكثر بقليل مثلاً ـ فإن ارتكابهم لجريمتهم سوف يستتبع ثورة عارمة ضدهم لا بد أن تنتهي باستئصالهم..

ولعل مما يشير إلى ذلك: أن حشود أكيدر مهما كانت كثيرة وخطيرة، فإنها لا تستطيع إبادة ثلاثين ألفاً، حتى مع مساعدة أهل النفاق المتواجدين في المدينة لهم.

وهذا يعطي: أنهم كانوا يتكلون على مساعدةٍ لهم على ذلك تكون من نفس الجيش الذي كان مع رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ولو بقيام مجموعة منه باغتيال رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ثم يتولى فريق آخر السيطرة على الموقف، مع قدرتهم على ذلك، بسبب كثرتهم العارمة، وقلة جماعة أهل الإيمان..

ومما يدل على ذلك: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد أمر المضرَّب، بأن يُعدَّ له العسكر في تبوك، فعدَّهم فكانوا ثلاثين ألفاً، ثم أمره بأن يعد المؤمنين منهم، فكانوا خمسة وعشرين رجلاً فقط([4])، حسبما تقدم.

وما أسهل كسر شوكة عشرين رجلاً على يد ثلاثين ألفاً يحسبون أنهم معهم، فكيف إذا انضم إليهم ما يحشده أكيدر، ثم ما يقوم به منافقوا المدينة بعد أن يستأصلوا من عندهم من أهل النبي «صلى الله عليه وآله»، ومن المؤمنين؟!.

وتتأكد فرص نجاح هذه المؤامرة الخبيثة إذا نجح المنافقون في قتل رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وقتل علي «عليه السلام»..

قائد السرية خالد؟! أم الزبير وأبو دجانة؟!:

وقد زعمت الروايات التي نقلها أتباع مناوئي علي «عليه السلام»: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد أمَّر خالداً على سرية دومة الجندل..

ولكن الرواية التي ذكرناها آنفاً عن الإمام الكاظم «عليه السلام»، تقول: إنه «صلى الله عليه وآله» قد أوكل أمر أكيدر إلى الزبير، وأبي دجانة.

ونحن لا نمنع أن يكون خالد قد حضر في تلك السرية أيضاً، فاغتنمها محبوه فرصة، فنسبوا السرية إليه، لينيلوه فضيلة كان بحاجة ماسة إليها، بعد أن كان السبب في تضييع النصر العظيم الذي كان ينتظره المسلمون في مؤتة، وبعد ما فعله ببني جذيمة، ومالك بن نويرة.

أما أبو دجانة فليس له أحد يهتم بحفظ تاريخه، والذب عن مواقفه، وبيان مواقع التجني عليه، والإغارة على منجزاته..

كما أن الزبير، فهو وإن كان ـ عند هؤلاء المخذولين ـ قد نال شرف القتال ضد علي «عليه السلام»، لكنه لم يعد يستحق الذكر، بعد أن نازع ولده المشؤوم بني أمية وانتزع منهم الحجاز.. وهذا ذنب لا يغفره له الأمويون، وهم الشجرة الملعونة في القرآن، وأشياعهم، ومحبوهم، وما أكثرهم.

مناديل سعد، أم مناديل الزبير؟!:

وقد تقدم في الرواية التي نحن بصدد الحديث عنها: أنه «صلى الله عليه وآله» قال: لمَنديلُ ابن عمتى الزبير، وسماك (يعني أبا دجانة) في الجنة أفضل من هذا، إن استقاما على ما أمضيا من عهدي، إلى أن يلقياني عند حوضي في المحشر..

ونقول:

أولاً: إن الكلام عن منديلي الزبير وأبي دجانة في الجنة اقترن باشتراط استقامتهما على العهد إلى أن يلقياه في المحشر.. وهذا لا يختص بهما بل هو يجري على كل الناس، ولعل تخصيصهما بالذكر لأنه ولاهما أخذ أكيدر. ويريد «صلى الله عليه وآله» أن يظهر قيمة الإيمان والإسلام، وأنه هو المعيار، وليس كونه ملكاً، أو سوقة..

ثانياً: إن اشتراط بقاء الزبير وأبي دجانة على العهد، قد جاء بلفظ «إن» التشكيكية، أي التي يؤتى بها عند الشك في تحقق مدخولها، بخلاف «إذا» التحقيقية، فإنها يؤتى بها للدلالة على تحقق مدخولها، قال الزمخشري:

سلم عـلى شيخ النحـاة وقـل له:        عنـدي سـؤال مـن يجـبـه يعـظـم
أنا إن شككت  وجدتموني جازماً                وإذا جــزمـت فـإنـنـي لم  أجــزم
قـل في الجواب بأن إن في شرطها              جـزمـت ومعنـاهـا التردد فـاعلم
وإذا لجـزم الحـكـم إن شـرطيـة         وقـعـت ولـكـن لفظهـا لم يجـزم
(
[5])

ثالثاً: إن الوقائع اللاحقة قد أظهرت: أن الزبير لم يبق على العهد، فقد خرج على إمام زمانه علي أمير المؤمنين «عليه السلام»، وقد قتل في تلك الوقعة من المسلمين ما يعد بالألوف، وربما بعشرات الألوف أيضاً، طمعاً منه في الدنيا، ورغبة عن الآخرة..

رابعاً: إن الروايات الأخرى قد ذكرت مناديل سعد بن معاذ بدلاً عن مناديل الزبير، ونحن لا نمنع من أن يكون قد قال هذه الكلمة مرتين، أو أنه «صلى الله عليه وآله» قالها في مناسبة أخرى، ولكن الرواة نقلوها إلى هنا، فعن البراء قال: أهدى إلي رسول الله «صلى الله عليه وآله» ثوب حرير، فجعلوا يعجبون من لينه، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: أتعجبون من هذا؟ لمناديل سعد في الجنة أحسن من هذا([6]).

الحرب الإعلامية وأثرها:

والمراجع لآيات القرآن الكريم يلمس الإهتمام الظاهر في آياته المباركة بالتصدي للإعلام المسموم، وبيان ما فيه من زيف، وما يكمن وراءه من خلفيات، وأهداف، ويبدو هذا الإهتمام واضحاً من خلال الآيات الكثيرة النازلة في مناسبة حرب تبوك التي تسجل إدانات واضحة للشائعات الكاذبة، التي تهدف إلى التأثير على روحية الناس، وإسقاطهم، وهزيمتهم نفسياً..

وقد بين النص المتقدم مدى تأثير شائعات ووسوسات المنافقين على الناس الذين لا يملكون ثقافة واسعة، أو حصانة كافية..

فكان لا بد من مواجهة هذا الكيد الرخيص، الذي لا يؤمن بقيم، ولا يلتزم بمبادئ بصورة قوية وحاسمة، وهكذا كان..

سياسة الفضائح:

وقد واجه الله هذا الكيد الإعلامي بسياسة مرة وقوية، لم يعرفوها من قبل، لأن النبي «صلى الله عليه وآله» إنما كان يرفق بهم حيثما كان الرفق سديداً ومفيداً..

ولعله يحق لنا أن نسمي هذه السياسة التي اتبعها الله عز وجل بـ «سياسة الفضائح»، ـ خصوصاً بعدما سميت سورة التوبة التي جاءت كثير من آياتها فيهم بالفاضحة ـ حيث بيّن تبارك وتعالى فنون مكرهم، وخفايا أساليبهم التي اتبعوها في قضية تبوك بصراحة ووضوح، فذكر أنهم منافقون.

1 ـ قد ابتغوا الفتنة.

2 ـ وأنهم قلبوا للنبي «صلى الله عليه وآله» الأمور.

3 ـ وقالوا: هو أذن.

4 ـ وأنهم يلمزون المطّوّعين.

5 ـ يسخرون من المؤمنين الذين لا يجدون إلا جهدهم.

6 ـ يكذبون.

7 ـ يستهزؤن.

8 ـ يقولون للناس: لا تنفروا في الحر.

9 ـ بنوا مسجداً ضراراً.

إلى غير ذلك مما يمكن استخلاصه من آيات سورة التوبة التي فضحتهم، فسميت السورة بالفاضحة..

وقد بينت الآيات القرآنية للناس حقيقة تصرفاتهم، وأهدافهم، ونواياهم منها.. فتحدثت بالإضافة إلى ما تقدم عن سبب بنائهم لمسجد الضرار، وأنهم قد بنوه ضراراً وكفراً، وتفريقاً بين المؤمنين، وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله من قبل..

وأنهم إذا قيل لهم: انفروا تثاقلوا إلى الأرض، رضاً بالحياة الدنيا، ورغبة عن نصر رسول الله «صلى الله عليه وآله»..

وأنهم يحلفون أن لو استطاعوا لخرجوا، وهم كاذبون، وأنهم يستأذنونه بالتخلف عنه. وأنهم لو خرجوا مع المسلمين ما زادوهم إلا خبالاً، ولأوضعوا خلالهم، وأن منهم من يقول: إءذن لي ولا تفتني. وأنه إن تصب النبي «صلى الله عليه وآله» حسنة تسؤهم، وإن تصبه مصيبة يقولوا: قد أخذنا أمرنا من قبل، ويتولوا وهم فرحون. وأنهم ينفقون وهم كارهون.

وأنهم يحلفون إنهم لمن المسلمين، وما هم منهم. وأن منهم من يلمز النبي «صلى الله عليه وآله» في الصدقات، فإن أعطوا منها رضوا، وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون. وأنهم إن سألهم عن استهزائهم يقولون: كنا نخوض ونلعب. وأنهم يأمرون بالمنكر، وينهون عن المعروف.

ويقبضون أيديهم، ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصَّدقن، فلما آتاهم من فضله بخلوا به، وقد فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، وقالوا: لا تنفروا في الحر.

وإذا ما أنزلت سورة: أن آمنوا بالله، وجاهدوا مع رسوله استأذنك أولوا الطول منهم، وقالوا: ذرنا نكن مع القاعدين..

وأنهم يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم، وسيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم، ولترضوا عنهم..

وأن منهم من يتخذ ما ينفق مغرماً، ويتربص بكم الدوائر..

وغير ذلك مما صرحت به الآيات الكريمة في تلك السورة المباركة([7]).

عدد سرية آسري أكيدر:

وقد ذكرت الرواية المتقدمة عن الإمام الكاظم «عليه السلام»: أن عدد أفراد السرية التي أرسلها النبي «صلى الله عليه وآله» لأسر أكيدر كان حوالي عشرين رجلاً فقط..

لكن الروايات التي رواها الآخرون تقول: إن عددهم كان أربع مائة وعشرين..

ونرى: أن تنفيذ هذه المأمورية على النحو الذي وصفه لهم النبي «صلى الله عليه وآله» لا يحتاج إلى أكثر من عشرين رجلاً.. إذ إن أسر هذا الرجل سيتم دون أن يتمكن أحد من نجدته أو الدفاع عنه، بل دون أن يعلم أحد بالأمر..

على أن وجود جيش يتألف من ثلاثين ألفاً بالقرب من هذه الجماعة، وكان أكيدر على علم بوجوده، وقد حذرته منه زوجته حين حاولت أن تثنيه عن الخروج في تلك الليلة كما تقدم ستكون أقوى رادع لأتباع أكيدر عن القيام بأي تحرك لملاحقه آسريه، كما أن أسر أكيدر سيجعل الرعية بلا راع، والجند بلا قائد، وسيكون سبباً آخر لمزيد من التخبّط والإحباط، والخضوع للأمر الواقع.

بل إننا حتى لو أخذنا برواية الأربع مائة وعشرين رجلاً، فسوف لن نستفيد شيئاً: إذا كان لدى أكيدر ألوف من المقاتلين، كما ورد في سائر الروايات، خصوصاً وأن خالداً قد عودنا على الهزيمة، بلا حاجة إلى عساكر جرارة، بل هو قد عودنا على التخلي عن النصر المحقق لصالح أعداء الدين كما هو الحال في مؤتة.. فلا فرق بين الأربع مائة والألف، لأن النتيجة ستكون واحدة.

المطلوب من الزبير خاصة:

ويلاحظ: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد طلب من الزبير خاصة أن يعترف بالولاية لأمير المؤمنين «عليه السلام»، وذلك لأنه «صلى الله عليه وآله» كان يعرف ابن عمته حق المعرفة، وقد أخبره بأنه سيقاتل علياً «عليه السلام» وهو له ظالم([8]).

وأخبر علياً «عليه السلام»، وسائر الناس بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين لعلي «عليه السلام»، والمراد بالناكثين أصحاب الجمل بقيادة عائشة، وطلحة والزبير..


([1]) الآية 107 من سورة التوبة.

([2]) راجع: تفسير الإمام العسكري «عليه السلام» ص169 ـ 199و (ط مدرسة الإمام المهدي «عليه السلام» سنة 1409 هـ) ص480 ـ 488 والبحار ج21 ص257 ـ 263 عنه، وراجع: التفسير الصافي ج2 ص376.

([3]) المعجم الكبير ج18ص232 ومجمع الزوائد ج6 ص191 وكنز العمال ج13 ص37 وتاريخ مدينة دمشق ج39 ص63.

([4]) راجع: تفسير القمي ج1 ص296 والبرهان (تفسير) ج2 ص132والبحار ج21 ص218 والتبيان للطوسي ج5 ص280 وتفسير مجمع البيان للطبرسي ج5 ص104.

([5]) راجع: حاشية رد المحتار لابن عابدين ج1 ص95.

([6]) أسد الغابة ج2 ص298 وراجع: الإحتجاج للشيخ الطبرسي ج1 ص211 ومسند أحمد ج3 ص111 وج3 ص234 وصحيح البخاري ج7 ص220 وسنن الترمذي ج3 ص133 وسنن النسائي ج8 ص200 وفضائل الصحابة للنسائي ص35 والسنن الكبرى للبيهقي ج3 ص274 وج5 ص62 و 472 وشرح مسلم للنووي ج16 ص23 وفتح الباري ج10 ص245 وعمدة القاري ج13 ص170وج16 ص267 وج22 ص14وج23 ص172 والمصنف لابن أبي شيبة ج7 ص508 وج8 ص497 ومسند أبي يعلى ج3 ص273 ـ 274 والمعجم الكبير ج6 ص13ومعرفة السنن والآثار للبيهقي ج7 ص138 وتغليق التعليق ج5 ص62 و 194 وخلاصة تذهيب تهذيب ص135 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص435 وأسد الغابة ج4 ص107 وتهذيب الكمال ج22 ص246 وميزان الإعتدال للذهبي ج3 ص128 والإصابة ج4 ص525 والبداية والنهاية ج4 ص148 وعيون الأثر ج2 ص76 وصحيح البخاري ج2 ص200 وصحيح مسلم ج7 ص150 و 151 راجع: سيرة مغلطاي ص57 ومرآة الجنان ج1 ص10 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص78 والبداية والنهاية ج4 ص129 وشرح بهجة المحافل ج1 ص278 والمواهب اللدنية ج1 ص118 وتاريخ الخميس ج1 ص500 وتاريخ الإسلام (المغازي) ص271 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص248 و 249 والسيرة الحلبية ج2 ص345 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص20.

([7]) راجع سورة التوبة.

([8]) علي والخوارج ج1 ص253 و258 وراجع: أنساب الاشراف (بتحقيق المحمودي) ج2 ص258 وراجع: مستدرك الحاكم ج3 ص366 وأسد الغابة ج2 ص199والشافي في الإمامة للشريف المرتضى ج4 ص323 والوافي بالوفيات ج14 ص123 ورسائل المرتضى للشريف المرتضى ج4 ص72 وكفاية الأثر ص115 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج4 ص84 وكشف المحجة لثمرة المهجة للسيد ابن طاووس ص183 والصراط المستقيم ج3 ص120 و 171والجمل لابن شدقم ص10 و 131 والبحار ج18 ص123 وج30 ص19 وج32 ص173وج36 ص324 وفتح الباري ج6 ص161وج13 ص46 والمصنف للصنعاني ج11 ص241 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص719 وشرح النهج للمعتزلي ج1 ص234 وج 13 ص287 وكنز العمال ج11 ص330 وفيض القدير ج4 ص358 وكشف الخفاء ج2 ص423 والضعفاء للعقيلي ج3 ص65 والعلل للدارقطني ج4 ص245 وتاريخ مدينة دمشق ج18 ص409 و 410 وتهذيب الكمال للمزي ج18 ص93 والإصابة ج2 ص460 وتهذيب التهذيب ج6 ص290 والعثمانية للجاحظ ص335 والكامل في التاريخ ج3 ص240 والبداية والنهاية ج6 ص237 و 238 وج7 ص268 و 269 وكتاب الفتوح لأعثم ج2 ص470 والإستغاثة ج2 ص68 وبشارة المصطفى للطبري ص380 وإعلام الورى ج1 ص91 والمناقب للخوارزمي ص179 ومطالب السؤول في مناقب آل الرسول «عليه السلام» لمحمد بن طلحة الشافعي ص215 وكشف الغمة ج1 ص242 وكشف اليقين ص154 والفصول المهمة لابن الصباغ ج1 ص412 و 415 وسبل الهدى والرشاد ج10 ص149 وخزانة الأدب للبغدادي ج5 ص416 وج10 ص403.

 
   
 
 

العودة إلى موقع الميزان