الغـديـر والمـعـارضـون

   

صفحة : 119-158  

الغـديـر والمـعـارضـون

توطئة وتمهيد:

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}([1]).

نزلت هذه الآية الشريفة في حجة الوداع، لتؤكد على لزوم تبليغ النبي «صلى الله عليه وآله» ما أمر به من أمر الإمامة. وولاية علي «عليه الصلاة والسلام» على الناس. كما ذكرته المصادر الكثيرة والروايات الموثوقة.. ولسنا هنا بصدد الحديث عن ذلك.

وقد يرى البعض: أن هذه الآية قد تضمنت تهديداً للرسول نفسه، بالعذاب والعقاب إن لم يبلِّغ ما أنزل إليه من ربه، وفي بعض الروايات الآتية: أنه «صلى الله عليه وآله» قد ذكر ذلك في خطبته للناس يوم الغدير.

ولكننا نقول:

إن التهديد الحقيقي موجه لفئات من الناس كان يخشاها الرسول، كما صرح به هو نفسه «صلى الله عليه وآله» ولم يكن النبي «صلى الله عليه وآله» ممتنعاً عن الإبلاغ، ولكنه كان ممنوعاً منه، فالتهديد له ـ إن كان ـ فإنما هو من باب: «إياك أعني، واسمعي يا جارة».

وهذا بالذات، ما نريد توضيحه في هذا البحث، بالمقدار الذي يسمح لنا به المجال، والوقت فنقول:

 الغدير والإمامة:

إن من يراجع كتب الحديث والتاريخ، يجدها طافحة بالنصوص والآثار االثابتة، والصحيحة، الدالة على إمامة علي أمير المؤمنين «عليه الصلاة والسلام»، ولسوف لا يبقى لديه أدنى شك في أن النبي «صلى الله عليه وآله» وسلم لم يأل جهداً، ولم يدخر وسعاً في تأكيد هذا الأمر، وتثبيته، وقطع دابر مختلف التعلُّلات والمعاذير فيه، في كل زمان ومكان، وفي مختلف الظروف والأحوال، على مر العصور والدهور.

وقد استخدم في سبيل تحقيق هذا الهدف مختلف الطرق والأساليب التعبيرية، وشتى المضامين البيانية: فعلاً وقولاً، تصريحاً، وتلويحاً، إثباتاً لجانب ونفياً لجانب آخر، وترغيباً وترهيباً، إلى غير ذلك مما يكاد لا يمكن حصره، في تنوعه، وفي مناسباته.

وقد توجت جميع تلك الجهود المضنية، والمتواصلة باحتفال جماهيري عام نصب فيه النبي «صلى الله عليه وآله» رسمياً علياً «عليه السلام» بعد انتهائه «صلى الله عليه وآله» من حجة الوداع في مكان يقال له: «غدير خم». وأخذ البيعة له فعلاً من عشرات الألوف من المسلمين، الذين يرون نبيهم للمرة الأخيرة.

وهدفنا هنا هو الإلماح إلى حدث حصل في نفس حجة الوداع التي هي حجته الوحيدة وذلك في يوم عرفة ومنى.

لأن التعرف على هذا الحدث الذي سبق قضية الغدير لسوف يمكننا من أن نستوضح جانباً من المغزى العميق الذي يكمن في قوله تعالى: {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}([2]). ولكننا قبل ذلك، لا بد لنا من إثارة بعض النقاط المفيدة في هذا المجال فنقول:

الحدث الخالد:

إن من طبيعة الزمن في حركته نحو المستقبل، وابتعاده عن قضايا الماضي، هو أن يؤثر في التقليل من أهمية الأحداث الكبيرة، التي يمر بها، وتمر به، ويساهم في أفولها شيئاً فشيئاً، حتى تصبح على حد الشبح البعيد البعيد، ثم قد ينتهي بها الأمر إلى أن تختفي عن مسرح الذكر والذاكرة، حتى كأن شيئاً لم يكن.

ولا تحتاج كبريات الحوادث في قطعها لشوط كبير في هذا الاتجاه إلى أكثر من بضعة عقود من الزمن، مشحونة بالتغيرات والمفاجآت.

وحتى لو احتفظت بعض معالمها ـ لسبب أو لآخر ـ بشيء من الوضوح، ونالت قسطاً من الاهتمام، فلا يرجع ذلك إلى أن لها دوراً يذكر في حياة الإنسان وفي حركته، وإنما قد يرجع إلى أنها أصبحت تاريخاً مجيداً، يبعث الزهو والخيلاء لدى بعض الناس، الذين يرون في ذلك شيئاً يشبه القيمة، أو يعطيهم بعضاً من الاعتبار والمجد بنظرهم، وربما يكون ثمة أسباب أخرى أيضاً.

ولكن قضية الغدير، رغم مرور الدهور والأحقاب، وبعد ألف وأربع مائة سنة زاخرة بالتقلبات العجيبة، وبالقضايا الغريبة، ومشحونة بالحروب والكوارث، وبالعجيب من القضايا والحوادث.

ورغم المحاولات الجادة، والمتتابعة للتعتيم عليها، وإرهاقها بالتعليلات والتعللات غير المعقولة، باردة كانت أو ساخنة، بهدف حرفها عن خطها القويم، وعن الاتجاه الصحيح والسليم.

وكذلك رغم ما عاناه ويعانيه المهتمون بها من اضطهاد وغربة، وتشريد ومحنة، وما يصب على رؤوسهم من بلايا ومصائب، وكوارث ونوائب.

نعم، رغم ذلك كله وسواه، فإن هذه الحادثة بما تمثله من قضية كبرى للإيمان وللإنسان، قد بقيت ولسوف تبقى القضية الأكثر حساسية وأهمية، لأنها الأكثر صلة بالإيمان وبالإنسان، والأعمق تأثيراً في حياة هذا الكائن، وفي بنية شخصيته من الداخل، وعلى علاقاته بكل من وما يحيط به، أو يمت إليه بأدنى صلة أو رابطة من الخارج.

وهي كذلك القضية الأكثر مساساً وارتباطاً بمستقبل هذا الإنسان، وبمصيره، إنْ في الدنيا، وإنْ في الآخرة.

وهذا بالذات هو السر في احتفاظ هذه القضية بكل حيويتها، وحساسيتها بالنسبة إليه، على مر الدهور، وتعاقب العصور، ولسوف تبقى كذلك كما سيتضح فيما يأتي.

مفتاح الحل:

وإذا كان الأمر كذلك فلا مجال للإصغاء لما قد يثيره البعض، من أنه: سواء أكان الحق في ذلك لعلي «عليه السلام»، وقد اغتُصِبَ منه، وأقصي عن منصب هو له، أم لم يكن الأمر كذلك، فإن هذه القضية قد تجاوزتها الأحداث، وأصبحت تاريخاً يحكيه البعض، وينساه آخرون، كأي حدث تاريخي آخر.

فلم يعد الوقوف عندها والاهتمام بها مجدياً، ولا مفيداً، إن لم نقل: إن فيه ما يوجب الفرقة، ويرسخ التباعد، بما يثيره من كوامن وضغائن.

نعم.. لا مجال لهذا القول؛ فإن قضية الغدير، لا تزال ولسوف تبقى هي القضية الأساسية والرئيسة بالنسبة للمسلمين بل للناس جميعاً، وهي المفتاح للباب الذي لا بد من الدخول منه لحل المشاكل المستعصية الكبرى، وبعث الإسلام العزيز من جديد، وبناء قوته، وبث الحياة والحيوية في أبنائه.

وبدون ذلك، فإن على الجميع أن يستعدوا لمواجهة المزيد من المصائب، وأن يقبلوا ـ شاؤوا أم أبوا ـ باستمرار حالة الضعف والتقهقر، بل وانهيار بناء الإسلام الشامخ.

خلافة أم إمامة:

وما ذلك إلا لأن القضية لا تقتصر على أن تكون مجرد قضية خلافة وحكم وسلطة في الحياة الدنيا، ولا هي قضية: أن يحكم هذا، أو يحكم ذاك، لسنوات معدودة، وينتهي الأمر.. وإن كان ربما يقال: إن الذين تصدوا للحكم، واستأثروا به لأنفسهم قد قصدوا ذلك.

 ولكننا نجد شواهد كثيرة قد لا تساعد على هذا الفهم الساذج للأمور.

وإنما هو يتجاوزه لما هو أهم وأخطر، وأدهى وأعظم، فقد عمل الحكام الأمويون على تكريس مفهوم الإمامة والخلافة الإلهية في كل شخصية تصدت للحكم. وذلك في نطاق تقديم العديد من الضوابط والمعايير، المستندة إلى مبررات ذات طابع عقائدي في ظاهر الأمر، يتم على أساسها اضطهاد الفكر والاعتقاد المخالف، والتخلص من رجالاته بطريقة أو بأخرى.

وقد سرت تلك المفاهيم المخترعة في الناس، وأصبحت أمراً واقعاً، لا مفر منه ولا مهرب، ولا ملجأ منه ولا منجى. وتفرقت الفرق، وتحزبت الأحزاب، رغم أن غير الشيعة من أرباب الفرق والمذاهب الإسلامية يدَّعون شيئاً، ويمارسون شيئاً آخر، فهم يعتقدون بالخلفاء أكثر مما يعتقده الشيعة في أئمتهم، ويمارسون ذلك عملاً، ولكنهم ينكرون ذلك، ولا يعترفون به قولاً، بل هم ينكرون على الشيعة اعتقادهم في أئمتهم ما هو أخف من ذلك وأيسر.

دور الإمامة في بناء الإنسان والحياة:

وليس من الغريب القول بأن معرفة قضية الإمامة وتحديد الموقف منها هو الذي يحدد مسار الإنسان واتجاهه في هذه الحياة. وعلى أساس هذا التحديد، والمعرفة والاعتراف يتحدد مصيره، ويرسم مستقبله، وبذلك تقوم حياته، فيكون سعيداً أو شقياً، في خط الإسلام وهداه، أو في متاهات الجاهلية وظلماتها، كما أشير إليه في الحديث الشريف: «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية» أو ما بمعناه([3]).

فعلى أساس الإعتقاد بالإمامة وطريقة التعامل معها يجسد الإنسان على صعيد الواقع، والعمل، مفهوم الأسوة والقدوة، الذي هو حالة طبيعية، يقوم عليها ـ من حيث يشعر أو لا يشعر ـ بناء وجوده وتكوين شخصيته، منذ طفولته.

كما أن لذلك تأثيره الكبير في تكوينه النفسي، والروحي، والتربوي، وفي حصوله على خصائصه الإنسانية، وفي حفاظه على ما لديه منها.

وعلى أساس هذا الإعتقاد، وذلك الموقف ـ أيضاً ـ يختار أهدافه، ويختار السبل التي يرى أنها توصله إليها.

والإمامة هي التي تبين له الحق من الباطل، والحسن من القبيح، والضار من النافع.

وعلى أساس الإلتزام بخطها يرتبط بهذا الإنسان أو بذاك، ويتعاون معه، ويتكامل، أو لا يفعل ذلك.

كما أنها هي التي تقدم للإنسان المعايير والنظم، والمنطلقات التي لا بد أن يلتزم بها، وينطلق منها، ويتعامل ويتخذ المواقف ـ إحجاماً أو إقداماً ـ على أساسها.

أضف إلى ذلك: أنها تتدخل في حياته الخاصة، وفي ثقافته، وفي أسلوبه وفي كيفية تفكيره.

ومن الإمام يأخذ معالم الدين، وتفسير القرآن، وخصائص العقائد، ودقائق المعارف. وهذا بالذات هو السر في اختلاف الناس في ذلك كله، واختلفوا في تحديد من يأخذون عنه دينهم، وفي من يتخذونه أسوة وقدوة.

إذن.. فموضوع الغدير، ونصب الإمام للناس، وتعريفهم به، لا يمكن أن يكون على حد تنصيب خليفة، أو حاكم، أو ما إلى ذلك، بل الأمر أكبر وأخطر من ذلك.. كما أنه ليس حدثاً عابراً فرضته بعض الظروف، لا يلبث أن ينتهي ويتلاشى تبعاً لتلاشي وانتهاء الظروف التي فرضته أو أوجدته، وليصبح في جملة ما يحتضنه التاريخ من أحداث كبيرة، وصغيرة، لا يختلف عنها في شيء، ولا أثر له في الحياة الحاضرة إلا بمقدار ما يبعثه من زهو، واعتزاز، أو يتركه من مرارة وألم على مستوى المشاعر والانفعالات لا أكثر.

بل أمر الإمامة، يمس في الصميم حقيقة هذا الإنسان، ومصيره ومستقبله، ودنياه وآخرته، ويؤثر في مختلف جهات وجوده وحياته.

ومعنى ذلك: هو أنه لا بد من حسم الموقف في هذا الأمر، ليكون الإنسان على بصيرة من أمره، فلا يموت ميتة جاهلية. كما تقدم عن الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله».

واشتراط الحديث الشريف تحصيل معرفة الإمام في النجاة من الهلكة، وذلك في صيغة عامة تشمل كل إنسان، حتى ولو لم يكن يعتنق الإسلام، حيث قال: «من مات ولم يعرف إمام زمانه..»، ولم يقل: إذا مات المسلم ولم يعرف.. الخ..

إن هذا الإشتراط يوضح لنا: أن تجاهل قضية الإمامة، وعدم حسم الأمر في موضوع الأسوة والقدوة يساوي رفضها، وإبعادها عن محيط الحياة والإنسان في كونه يوجب الميتة الجاهلية، ويترك آثاره السلبية المهلكة والمبيدة، على مجمل حياة هذا الكائن وعلى مستقبله ومصيره، في الدنيا والآخرة.

ومما يدل على ذلك، ويثبته ويؤكده: أنه تعالى قد اعتبر عدم إبلاغ أمر الإمامة إلى الناس، يساوي عدم إبلاغ الرسالة نفسها من الأساس، وذلك يعني: أنه لا يمكن التسامح فيها ولا المحاباة، كما أنه لا مجال لإبعادها وتعطيلها، لأن ذلك يعني إبعاد الدين وتعطيله، ومنعه من أن يكون هو سيد الموقف، وصاحب القرار في حياة الإنسان، وفي مجمل مواقفه وفي مستقبله.

الإمامة.. تعدل الرسالة كلها:

لا شك في أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد بلَّغ هذا الدين في عقائده وشرائعه، ومفاهيمه، وقيمه، وسياساته، وغير ذلك طيلة ثلاث وعشرين سنة، لكن ذلك كله لكي يكون مقبولاً عند الله سبحانه، ومحققاً للأهداف، وموصلاً للغايات المتوخاة منه ـ يحتاج ـ إلى ولاية أمير المؤمنين «عليه السلام»، ولذلك قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}([4]) فقرر أن تبليغ أي حكم، أو اعتقاد، أو مفهوم يبقى ناقصاً، إذا لم يصاحبه الاعتقاد بالولاية والإمامة لأهلها، فالتوحيد الذي لا ولاية معه ليس هو التوحيد الذي أراد الله تعالى، والاعتقاد بالمعاد بدون الاعتقاد بالولاية ليس هو المطلوب له تعالى، والصلاة أيضاً، والحج، والجهاد، والتسبيح، والتوبة، و.. و.. الخ.. كل ذلك إذا لم تصاحبه ولاية علي «عليه السلام» فهو ناقص، ولا يحقق الأهداف، ولا يوصل إلى الغايات الإلهية، وليس هو ما يريده الله عز وجل..

فإذا كان النبي «صلى الله عليه وآله» قد بلَّغ جميع أحكام الدين، ولم يبلِّغ الولاية، فإنه يكون قد بلَّغ الرسالة، وإذا أردنا توضيح ذلك بالمثال، نقول: لو أن جسداً ملقى له عين وقلب، ويد، ورجل، ولسان، وأذن، و.. و.. الخ.. فإذا كان فاقداً للروح، فوجود اليد والرجل واللسان، وسائر الأعضاء يكون كعدمه، فإن العين لا ترى، واليد لا تتحرك، والأذن لا تسمع، واللسان لا يتكلم، وليس له عقل، ولا مشاعر، ولا قوة، ولا غريزة جنسية، ولا، ولا الخ..

فإذا نفخت فيه الروح، فإن ذلك كله يبدأ بالعمل، فالعين تبصر، والقلب ينبض، واليد تمتلئ قوة، ويصير يحب ويبغض، ويحس ويتألم، ويلتذ، وتبدأ سائر قواه بالتنامي الخ..

وولاية أمير المؤمنين «عليه السلام» بالنسبة للأعمال من هذا القبيل، ولذلك ورد أنها شرط لقبولها، والمثوبة عليها، وبدون هذه الولاية لا يكون لكل تلك الأعمال الجوارحية والجوانحية فائدة ولا أثر، بل يكون وجودها كعدمه..

سر السعادة ورمز البقاء:

نعود لنقول:

إن تبليغ وحفظ دين الله تعالى هو أهم قضية بالنسبة للبشر؛ فهو سر سعادتهم ونجاتهم، وهو رمز بقائهم، وبه تتبلور حقيقتهم الإنسانية، وعلى أساسه لا بد أن يكون تعاملهم. ومن خلال تعاليمه، ومفاهيمه، لابد أن يتم بناء شخصيتهم الإنسانية

.

كما أن كل حكم، وكل حقيقة في هذا الدين على ارتباط وثيق بأمر الولاية والإمامة، حتى إنه إذا لم يتم تبليغها فإن الدين نفسه يصبح كأن لم يكن أصلاً..

ونتيجة ذلك كله هو: أن تصبح هذه الولاية ضرورة للبشرية، وليس فوقها ضرورة على الإطلاق.

فعدم تبليغها يجعل الدين والرسالة بلا مضمون وبلا فائدة، ويكون وجوده كعدمه تماماً كما صرحت به الآية الكريمة: {وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}.

المعارضون:

ثم إننا إذا رجعنا إلى القرآن الكريم، فسنجد أنه قد أفصح لنا عن وجود فئات من الناس، كانت تقف في وجه الرسول «صلى الله عليه وآله» مباشرة، وتسعى لعرقلة حركته، وتمنعه من بيان أمر الإمامة، وإقامة الحجة فيها، حتى احتاج «صلى الله عليه وآله» إلى طلب العصمة من الله سبحانه، ليتمكن من مواجهة هؤلاء، وكبح جماحهم.

فمن هم هؤلاء الأشرار الأفَّاكون، والعتاة المجرمون؟!. الذين يجترئون على مقام النبوة الأقدس، ويقفون في وجه إبلاغ أوامر الله، وأحكامه؟!.

الجواب:

إن كتب التاريخ والحديث، والسيرة زاخرة بالشواهد والدلائل القاطعة، والبراهين الساطعة، التي تكشف لنا القناع عن وجه هؤلاء، وتظهر مدى تصميمهم على رفض هذا الأمر، ومحاربته، وطمسه ومنابذته، بكل ما أوتوا من حول وقوة..

ونحن في مقام التعريف بهم، والدلالـة عليهم نبادر إلى الـقـول: إنهـم ـ للأسف ـ قوم رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وقريش، بالذات.. قريش، التي حاربت الإسلام في بدء ظهوره، وحاربته وهو غضّ طري العود، ثم حاربته بعد أن ضرب بجرانه، وعملت على زعزعة أركانه، حينما أرادت حرمانه من العنصر الضروري والأهم للحياة وللإستمرار، والبقاء.. وأعني به عنصر الإمامة والقيادة. والنصوص التالية خير شاهد على سياسات قريش هذه. فلنقرأها بتمعن، وصبر، وأناة.

النصوص الصريحة:

قال عثمان بن عفان لابن عباس: «لقد علمت: أن الأمر لكم، ولكن قومكم دفعوكم عنه».

ثم تذكر الرواية له كلاماً آخر، وجواب ابن عباس له، فكان مما قال:

«فأما صرف قومنا عنا الأمر، فعن حسد ـ قد والله ـ عرفته، وبغي ـ والله ـ علمته بيننا وبين قومنا»([5]).

وحين ظهرت نتائج الشورى التي عينها عمر بن الخطاب، قال رجل من بني مخزوم لعمار ـ هشام بن الوليد بن المغيرة ـ: «ما أنت وتأمير قريش لأنفسها»؟!([6]).

ثم تستمر الرواية إلى أن تذكر:

أن المقداد قال: «تالله، ما رأيت مثل ما أتي إلى أهل هذا البيت. وا عجبا لقريش، لقد تركت رجلاً، ما أقول، ولا أعلم أحداً أقضى بالعدل.. الخ..»([7]).

وخطب أبو الهيثم بن التيهان بين يدي أمير المؤمنين علي «عليه السلام»، فقال:

«إن حسد قريش إياك على وجهين:

أما خيارهم فتمنوا أن يكونوا مثلك منافسة في الملأ، وارتفاع الدرجة.

وأما شرارهم فحسدوك حسداً أنغَل القلوب، وأحبط الأعمال.

وذلك أنهم رأوا عليك نعمة قدَّمك إليها الحظ، وأخَّرهم عنها الحرمان، فلم يرضوا أن يلحقوك حتى طلبوا أن يسبقوك. فبعدت ـ والله ـ عليهم الغاية، وأسقط المضمار.

فلما تقدمتهم بالسبق، وعجزوا عن اللحاق بك بلغوا منك ما رأيت، وكنت والله أحق قريش بشكر قريش»([8]).

وعمرو بن عثمان بن عفان أيضاً قال: «ما سمعت كاليوم إن بقي من بني عبد المطلب على وجه الأرض أحد بعد قتل الخليفة عثمان».

إلى أن قال: «فيا ذلاه، أن يكون حسن وسائر بني عبد المطلب ـ قتلة عثمان ـ أحياء يمشون على مناكب الأرض..»([9]).

إنهم يقولون هذا مع أنهم يعلمون: أن الحسن «عليه السلام» كان يدافع عن عثمان وهو محاصر في داره.

وعن علي بن الحسين «عليه السلام»، أنه قال: «ما بمكة والمدينة عشرون رجلاً يحبنا»([10]).

ودخل العباس على رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فقال: «يا رسول الله. إنا لنخرج فنرى قريشاً تُحَدِّث؛ فإذا رأونا سكتوا».

فغضب رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ودرّ عرق بين عينيه([11]).

وقال «صلى الله عليه وآله» لعلي «عليه السلام»: « يا علي، إنك ستلقى بعدي من قريش شدة، من تظاهرهم عليك، وظلمهم لك»([12]).

وسئل الإمام السجاد «عليه السلام» ـ وابن عباس أيضاً: ما أشد بغض قريش لأبيك؟!.

قال: «لأنه أورد أولهم النار، وألزم آخرهم العار»([13]).

وعن ابن عباس: قال عثمان لعلي «عليه السلام»:

«ما ذنبي إذا لم تحبك قريش، وقد قتلت منهم سبعين رجلاً، كأن وجوههم سيوف الذهب»([14]).

وقريب منه ما روي أن ابن عمر، قد قاله لعلي أمير المؤمنين «عليه السلام» أيضاً([15]).

وروي أن العباس قال لرسول الله «صلى الله عليه وآله»: «إن قريشاً، جلسوا، فتذاكروا أحسابهم، فجعلوا مثلك مثل نخلة في كبوة من الأرض، فقال «صلى الله عليه وآله»: «إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم الخ..»([16]).

وحسب نص آخر: أن ناساً من الأنصار جاؤوا إلى النبي «صلى الله عليه وآله» فقالوا: إنا لنسمع من قومك، حتى يقول القائل منهم:

«إنما مثل محمد مثل نخلة في كباة»([17]).

أي أن النبي فقط هو الإنسان المقبول في بني هاشم، وهو كنخلة. وهم بمثابة المزبلة التي نبتت تلك النخلة فيها.

وقال أبو سفيان: مثل محمد في بني هاشم مثل ريحانة وسط النتن([18]).

ويقولون أيضاً: قد كان هوى قريش كافة ما عدا بني هاشم في عثمان([19]).

وقال المقداد: وا عجباً لقريش، ودفعهم هذا الأمر عن أهل بيت نبيهم([20]).

وقال الثقفي: كانت قريش كلها على خلافه مع بني أمية([21]).

وبعد بيعة عثمان تكلم عمار، فذكر: أن قريشاً هي التي صرفت هذا الأمر عن أهل البيت «عليهم السلام»، ثم قال المقداد لعبد الرحمن بن عوف:

«يا عبد الرحمن، اعجب من قريش، إنما تطوُّلهم على الناس بفضل أهل هذا البيت، قد اجتمعوا على نزع سلطان رسول الله «صلى الله عليه وآله» بعده من أيديهم. أما وأيم الله يا عبد الرحمن، لو أجد على قريش أنصاراً لقاتلتهم كقتالي إياهم مع النبي «عليه الصلاة والسلام» يوم بدر»([22]).

«وبعد أن بايع الناس علياً «عليه السلام» قام أبو الهيثم، وعمار، وأبو أيوب، وسهل بن حنيف، وجماعة معهم، فدخلوا على علي «عليه السلام»، فقالوا: يا أمير المؤمنين، انظر في أمرك، وعاتب قومك هذا الحي من قريش، فإنهم قد نقضوا عهدك، وأخلفوا وعدك، ودعونا في السر إلى رفضك»([23]).

كما أن البراء بن عازب قد ذكر: أنه حين توفي رسول الله «صلى الله عليه وآله» تخوف أن تتمالأ قريش على إخراج هذا الأمر عن بني هاشم ([24]).

وروي: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد قال لعلي «عليه السلام»:

«إن الأمة ستغدر بك بعدي»([25]).

كما أنه «صلى الله عليه وآله» قد أخبر أمير المؤمنين، بأن في صدور أقوام ضغائن، لا يبدونها له إلا بعده.

وفي بعض المصادر: أن ذلك كان منه «صلى الله عليه وآله» حين حضرته الوفاة([26]).

الخليفة الثاني يتحدث أيضاً:

قال عمر لابن عباس، وهو يتحدث عن سبب صرف الأمر عن علي «عليه السلام»:

«والله، ما فعلنا الذي فعلنا معه عن عداوة، ولكن استصغرناه، وخشينا أن لا يجتمع عليه العرب، وقريش؛ لما قد وترها»([27]).

وقال لابن عباس أيضاً: «كرهت قريش أن تجمع لكم النبوة والخلافة، فتجفخوا الناس جفخاً([28])، فنظرت قريش لأنفسها، فاختارت، ووفقت، فأصابت»([29]).

وفي موقف آخر قال الخليفة له: «فاستصغرت العرب سنه»([30]).

وقال لابن عباس أيضاً: ما أظن القوم منعهم من صاحبك إلا أنهم استصغروه([31]).

وفي مناسبة أخرى قال له: «لا، ورب هذه البنية، لا تجتمع عليه قريش أبداً»([32]).

وفي نص آخر: «إن قومكم كرهوا أن تجتمع لكم النبوة والخلافة»([33]).

وفي آخر: «لولا ثلاث هنّ فيه ما كان لهذا الأمر من أحد سواه.

قلت: وما هن يا أمير المؤمنين؟

قال: كثرة دعابة، وبغض قريش له، وصغر سنه»([34]).

وقال أيضاً لابن عباس: «إن علياً لأحق الناس بها، ولكن قريشاً لا تحتمله..»([35]).

قريش في كلمات علي :

وإذا رجعنا إلى كلمات أمير المؤمنين «عليه الصلاة والسلام» نفسه، فإننا نجده يحمل قريشاً مسؤولية كل المصائب والرزايا والبلايا التي واجهها هو وكل المخلصين بعد وفاة النبي «صلى الله عليه وآله» ولا سيما فيما يرتبط بأمر الخلافة، وما نشأ عن ذلك من تمزق، في جسم الأمة، وتوزع في أهوائها. ثم ما كان من تقاتل وتناحر، وانحراف عن خط الإسلام وعن مفاهيمه وأحكامه، وإلى يوم يبعثون.

ونذكر من كلماته «عليه السلام» هنا، ما يلي:

قال «عليه السلام»: «اللهم اخز (اجز) قريشاً، فإنها منعتني حقي، وغصبتني أمري»([36]).

وعنه «عليه السلام»: «فجزى قريشاً عني الجوازي، فإنهم ظلموني حقي، واغتصبوني سلطان ابن أمي»([37]).

وقال «عليه السلام»: «اللهم إني أستعديك على قريش، فإنهم أضمروا لرسول الله ضروباً من الشر والغدر، ففجروا عنها وحلت بينهم وبينها، فكانت الوجبة بي، والدائرة علي»([38]).

وفي نهج البلاغة وغيره قال «عليه السلام»: «اللهم إني أستعديك على قريش ومن أعانهم، فإنهم قطعوا رحمي، وصغروا عظيم منزلتي، وأجمعوا على منازعتي أمراً هو لي، ثم قالوا: ألا في الحق أن تأخذه، وفي الحق أن تتركه».

وزاد في نص آخر: «فاصبر كمداً، أو فمت متأسفاً حنقاً، وأيم الله لو استطاعوا أن يدفعوا قرابتي ـ كما قطعوا سنتي ـ لفعلوا، ولكن لم يجدوا إلى ذلك سبيلاً»([39]).

وفي خطبة له «عليه السلام»، يذكر فيها فتنة بني أمية، ثم ما يفعله المهدي «عليه السلام» بهم، يقول: «فعند ذلك تود قريش بالدنيا وما فيها، لو يرونني مقاماً واحداً، ولو قدر جزر جزور، لأقبل منهم ما أطلب اليوم بعضه، فلا يعطونيه»([40]).

وعنه «عليه السلام»: «حتى لقد قالت قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع، ولكن لا علم له بالحرب»([41]).

وقال «عليه السلام»: «إني لأعلم ما في أنفسهم، إن الناس ينظرون إلى قريش، وقريش تنظر في صلاح شأنها، فتقول: إن وُليَّ الأمر بنو هاشم لم يخرج منهم أبداً. وما كان في غيرهم فهو متداول في بطون قريش»([42]).

وقال «عليه السلام»: «إن العرب كرهت أمر محمد «صلى الله عليه وآله»، وحسدته على ما آتاه الله من فضله، واستطالت أيامه، حتى قذفت زوجته، ونفرت به ناقته، مع عظيم إحسانه إليها، وجسيم مننه عندها، وأجمعت مذ كان حياً على صرف الأمر عن أهل بيته بعد موته.

ولولا أن قريشاً جعلت اسمه ذريعة إلى الرياسة، وسُلّماً إلى العز والإمرة، لما عَبَدَت الله بعد موته يوماً واحداً، ولارتدت في حافرتها، وعاد قارحها جذعاً، وبازلها بكراً ([43]).

ثم فتح الله عليها الفتوح؛ فأثرت بعد الفاقة، وتمولت بعد الجهد والمخمصة، فحسن في عيونها من الإسلام ما كان سمجاً، وثبت في قلوب كثير منها من الدين ما كان مضطرباً، وقالت: لولا أنه حق لما كان كذا.

ثم نسبت تلك الفتوح إلى آراء ولاتها، وحسن تدبير الأمراء القائمين بها، فتأكد عند الناس نباهة قوم، وخمول آخرين، فكنا نحن ممن خمل ذكره، وخبت ناره، وانقطع صوته وصيته، حتى أكل الدهر علينا وشرب..»([44]).

وفي نص آخر عنه «عليه السلام» أنه قال: «فلما رق أمرنا طمعت رعيان البهم من قريش فينا»([45]).

وعنه «عليه السلام»: «يا بني عبد المطلب، إن قومكم عادوكم بعد وفاة النبي، كعداوتهم النبي في حياته، وإن يطع قومكم لا تؤمرَّوا أبداً»([46]).

وعنه صلوات الله وسلامه عليه: «ما رأيت منذ بعث الله محمداً رخاء، لقد أخافتني قريش صغيراً، وأنصبتني كبيراً، (لقد خفت صغيراً وجاهدت كبيراً) حتى قبض الله رسوله، فكانت الطامة الكبرى»([47]).

وقال له رجل يوم صفين: «لم دفعكم قومكم عن هذا الأمر، وكنتم أعلم الناس بالكتاب والسنة»؟!.

فقال «عليه السلام»: «فإنها كانت أثرة شحت عليها نفوس قوم، وسخت عنها نفوس آخرين»([48]).

وعنه «عليه السلام»: «ما لي ولقريش، ولقد قاتلتهم كافرين، ولأقاتلنهم مفتونين»([49]).

كما أنه «عليه السلام» قد أجاب على رسالة من أخيه عقيل: «فإن قريشاً قد اجتمعت على حرب أخيك اجتماعها على حرب رسول الله «صلى الله عليه وآله» قبل اليوم، وجهلوا حقي، وجحدوا فضلي، ونصبوا لي الحرب، وجدّوا في إطفاء نور الله، اللهم فاجزِ قريشاً عني بفعالها، فقد قطعت رحمي، وظاهرت علي..» ([50]).

وفي بعض المصادر ذكر (العرب) بدل قريش([51]).

وأما بالنسبة لمعاوية الخليفة الأموي، فقد أخبر «عليه السلام»: أنه لو استطاع لم يترك من بني هاشم نافخ ضرمة([52]).

وبعد.. فإن الامام الحسن «عليه السلام» أيضاً قد ذكر في خطبة له: أن قريشاً هي المسؤولة عن موضوع إبعاد أهل البيت «عليهم السلام» عن الخلافة، فراجع([53]).

بعض ما قاله المعتزلي هنا:

هذا.. وقد أكد المعتزلي هذه الحقيقة في مواضع من شرحه لنهج البلاغة. ونحن نذكر هنا فقرات من كلامه، ونحيل من أراد المزيد على ذلك الكتاب، فنقول:

قال المعتزلي: «إن قريشاً اجتمعت على حربه منذ بويع، بغضاً له وحسداً، وحقداً عليه؛ فأصفقوا كلهم يداً واحدة على شقاقه وحربه، كما كانت في ابتداء الإسلام مع رسول الله «صلى الله عليه وآله»، لم تخرم حاله من حاله أبداً»([54]).

وقال: «إنه رأى من بغض الناس له، وانحرافهم عنه، وميلهم عليه، وثوران الأحقاد التي كانت في أنفسهم، واحتدام النيران التي كانت في قلوبهم، وتذكروا الترات التي وترهم فيما قبل بها، والدماء التي سفكها منهم، وأراقها.

إلى أن قال: وانحراف قوم آخرين عنه للحسد الذي كان عندهم له في حياة رسول الله «صلى الله عليه وآله»، لشدة اختصاصه له، وتعظيمه إياه، وما قال فيه فأكثر من النصوص الدالة على رفعة شأنه، وعلو مكانه، وما اختص به من مصاهرته وأخوّته، ونحو ذلك من أحواله.

وتنكّر قوم آخرين له، لنسبتهم إليه العجب والتيه ـ كما زعموا ـ واحتقاره العرب، واستصغاره الناس، كما عددوه عليه، وإن كانوا عندنا كاذبين، ولكنه قول قيل، وأمر ذكر..»([55]).

وقال: «فقد رأيت انتقاض العرب عليه من أقطارها، حين بويع بالخلافة، بعد وفاة رسول الله «صلى الله عليه وآله» بخمس وعشرين سنة، وفي دون هذه المدة تُنسى الأحقاد، وتموت الترات، وتبرد الأكباد الحامية، وتسلو القلوب الواجدة، ويعدم قرن من الناس، ويوجد قرن، ولا يبقى من أرباب تلك الشحناء والبغضاء إلا الأقل».

«فكانت حاله بعد هذه المدة الطويلة مع قريش كأنها حاله لو أفضت الخلافة إليه يوم وفاة ابن عمه «صلى الله عليه وآله» من إظهار ما في النفوس، وهيجان ما في القلوب، حتى إن الأخلاف من قريش، والأحداث والفتيان، الذين لم يشهدوا وقائعه وفتكاته في أسلافهم وآبائهم، فعلوا به ما لو كانت الأسلاف أحياء لقصرت عن فعله، وتقاعست من بلوغ شأوه»([56]).

وقال: «اجتهدت قريش كلها، من مبدأ الأمر في إخمال ذكره، وستر فضائله، وتغطية خصائصه، حتى مُحي فضله ومرتبته من صدور الإسلام»([57]).

وقال: «إن قريشاً كلها كانت تبغضه أشد البغض..

إلى أن قال: «ولست ألوم العرب، ولا سيما قريشاً في بغضها له، وانحرافها عنه، فإنه وترها، وسفك دماءها، وكشف القناع في منابذته. ونفوس العرب وأكبادها كما تعلم»!([58]).

وقال: «واتفق له من بغض قريش وانحرافها، ما لم يتفق لأحد»([59]).

هذا وقد أشار إلى بغض قريش ومنابذتها له في مواضع عديدة أخرى من كتابه، فليراجعها من أراد([60]).

واستقصاء النصوص الدالة على هذا الأمر غير متيسر، بل هو متعذر، بسبب كثرته وتنوعه، وتفرقه في المصادر التي تعد بالمئات.

وبعد ما تقدم: فإن الوقت قد حان للوقوف على حقيقة موقف قريش، ومن تابعها، مما جرى في قضية «الغدير»، والظرف الذي كان يواجهه الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله» مع هؤلاء، في هذه المناسبة بالذات، فإلى الفصل التالي.


([1]) الآية 67 من سورة المائدة.

([2]) الآية 67 من سورة المائدة.

([3]) راجع: الغدير ج1 ص390 عن التفتازاني في شرح المقاصد ج2 ص275 وكنز الكراجكي ص151 والمناقب لابن شهرآشوب ج3 ص217 ومجمع الزوائد ج5 ص224 و 225 و 219 و 218 ومسند أحمد ج4 ص96 والبحار ج23 ص92 و 88 و 89 وج29 ص38 وج32 ص331 وفي هوامشه عن: الإختصاص ص269 وعن إكمال الدين ص230 و 231 وعن عيون أخبار الرضا «عليه السلام» ص219 ومنتخب الأثر ص15 عن الجمع بين الصحيحين والحاكم. وراجع: الرسائل العشر للشيخ الطوسي ص317 والصراط المستقيم ج1 ص111 والثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي ص495.

([4]) الآية 67 من سورة المائدة.

([5]) قاموس الرجال ج6 ص37 وشرح النهج للمعتزلي ج9 ص9 والبحار ج31 ص455 والموفقيات ص606 والتحفة العسجدية ليحيى بن الحسين بن القاسم ص131.

([6]) تاريخ المدينة لابن شبة ج3 ص930 وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص297 والكامل في التاريخ لابن الأثير ج3 ص71 والبحار ج31 ص402 والغدير ج9 ص115 والدرجات الرفيعة ص261 وقاموس الرجال ج10 ص488 وشرح النهج للمعتزلي ج1 ص194 وج9 ص58 وج12 ص265 والسقيفة وفدك للجوهري ص92 وكتاب الأربعين للشيرازي ص220 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج3 ص109.

([7]) الكامل في التاريخ لابن الأثير ج3 ص71 وقاموس الرجال ج6 ص384 ـ 385 والبحار ج31 ص403 وخلاصة عبقات الأنوار ج3 ص348 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج3 ص110 وشرح النهج للمعتزلي ج1 ص194 وج9 ص57 و 58 وج12 ص266 والأمالي للشيخ الطوسي ص191 وفي كلمات المقداد «رحمه الله» عبارات أخرى صريحة في ذلك، فلتراجع.

([8]) الأمالي للشيخ المفيد ص155 وإقبال الأعمال للسيد ابن طاووس ج2 ص253 والبحار ج29 ص492 و 580 والأوائل ج1 ص316 ـ 317 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج3 ص74 ج5 ص35 وج8 ص300 والشيعة في الميزان للشيخ محمد جواد مغنية ص23.

([9]) الإحتجاج ج1 ص403 والبحار ج44 ص71.

([10]) شرح النهج للمعتزلي ج4 ص104 والبحار ج34 ص297 وج46 ص143 و (ط حجرية) ج8 ص676 و 730 ومستدرك سفينة البحار ج8 ص579 وراجع: الغارات ج2 ص573 وكتاب الأربعين للشيرازي ص298.

([11]) مسند أحمد ج1 ص207 وج4 ص165 وراجع ص210 وسنن ابن ماجة ج1 ص50 وحياة الصحابة ج2 ص487 و 488 و 431 وج3 ص333 والإصابة ج2 ص271 ونزل الأبرار: ص34 ـ 35 وراجع: تاريخ المدينة ج2 ص639 و 640 ومستدرك الحاكم ج3 ص333 وتلخيصه للذهبي بهامش نفس الصفحة، ومنحة المعبود ج2 ص147 ومجمع الزوائد ج9 ص269 والجامع الصحيح للترمذي ج5 ص652 وصححه، وأسد الغـابـة ج3 ص110 و 331 وكنز = = العمال ج13 ص90 و 88 ـ 89 و 83 وج16 ص254 و 135 و 128 وج4 ص165 عن عدد من المصادر ونقله بعض الأعلام عن الكامل لابن عدي ج6 ص1885 وعن المصنف لابن أبي شيبة ج12 ص108 وعن المعرفة والتاريخ ج1 ص497 و 499. والبحار (ط حجرية) ج8 ص151. وراجع: تفسير القرآن العظيم ج4 ص122 والدر المنثور ج6 ص7 وتفسير الآلوسي ج25 ص32 وينابيع المودة للقندوزي الحنفي ج2 ص110 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص4 وتاريخ مدينة دمشق ج26 ص300 وذخائر العقبى للطبري ص9 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج24 ص304 وج33 ص111.

([12]) كتاب سليم بن قيس (بتحقيق الأنصاري) ص134 والبحار ج28 ص54 و 55 و 71 عن إكمال الدين، وكتاب سليم، والغيبة للنعماني. وراجع: موسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» ج11 ص82 وتفسير نور الثقلين ج1 ص180 وج2 ص74 وتفسير كنز الدقائق للمشهدي ج1 ص458 ونفس الرحمن في فضائل سلمان للميرزا حسين النوري الطبرسي ص428 وإكمال الدين ص264.

([13]) نثر الدر للآبي ج1 ص304 والمناقب لابن شهرآشوب ج3 ص220 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص290 وكشف الغمة ج2 ص319 والإحتجاج للطبرسي ج1 ص129 والبحـار ج29 ص143 وج75 ص159 و (ط الحجريـة) ج8 = = ص151 ومستدرك سفينة البحار ج8 ص499 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج11 ص245 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج28 ص129 وج33 ص780.

([14]) معرفة الصحابة لأبي نعيم (مخطوط في مكتبة طوب قپوسراي) الورق 22 رقم 1 ص497 ـ أ، والجمل ص99 وشرح النهج للمعتزلي ج9 ص23 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج11 ص246.

([15]) المناقب لابن شهرآشوب ج3 ص21 والبحار ج29 ص482 وراجع: المسترشد للطبري ص384.

([16]) مكاتيب الرسول ج1 ص582 وقال في هامشه: الترمذي ج5 ص584 [و (ط دار الفكر) ج5 ص244] ولسان العرب في «كبا» وراجع: مجمع الزوائد ج8 ص216 وراجع النهاية لابن الأثير، والفائق للزمخشري في «كبا». وراجع: الكامل لابن عدي ج2 ص665 وج6 ص2207 ودلائل النبوة ج1 ص131 و 133 وفي الكامل: أن القائل هو أبو سفيان.

وراجع: تحفة الأحوذي ج10 ص54 والفـايـق في غريـب الحـديـث ج3 ص138 = = والبداية والنهاية ج2 ص315 والنهاية في غريب الحديث لابن الأثير ج4 ص146 ولسان العرب ج15 ص213.

([17]) راجع مسند أحمد ج4 ص166 ولسان العرب ج15 ص213 والنهاية في اللغة ج4 ص146 وفي الكامل لابن عدي ج2 ص665 وج6 ص2207 وكذا في ذكر أخبار إصبهان ج2 ص133: أن القائل هو أبو سفيان، وفي البحار ج36 ص278 و 294 وج30 ص310 ـ 314: أن القائل هو عمر بن الخطاب. والكبا: الكناسة، والتراب الذي يكنس، وراجع: ذخائر العقبى ص14 وينابيع المودة ص189 ومجمع الزوائد ج8 ص216 و 215 وراجع: دلائل النبوة ج1 ص131 و 133 والجامع الصحيح للترمذي ج5 ص584. وراجع: كتاب الغيبة للنعماني ص85.

([18]) الكامل لابن عدي ج2 ص665 و (ط دار الفكر) ج2 ص248 وراجع: البحار ج36 ص98 و 278 و 294 وكنوز الحقائق (مطبوع بهامش الجامع الصغير) ج2 ص88 وراجع: ذكر أخبار إصبهان ج2 ص134.

([19]) شرح النهج للمعتزلي ج9 ص52 وكتاب الأربعين للشيرازي ص214 والسقيفة وفدك للجوهري ص86.

([20]) تاريخ اليعقوبي ج2 ص163 وقاموس الرجال ج10 ص229 وشرح أصول الكافي ج12 ص468 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج12 ص314.

([21]) الغارات ج2 ص569 وراجع 554.

([22]) مروج الذهب ج2 ص343 والغدير ج9 ص116 وراجع: إختيار معرفة الرجال ج1 ص127 وشرح أصول الكافي ج12 ص468.

([23]) شرح النهج لابن للمعتزلي ج7 ص39 ـ 40 والبحار ج32 ص19 والمعيار والموازنة ص109 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج2 ص277 والجمل لضامن بن شدقم المدني ص68 وموسوعـة الإمـام علي بن = = أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج4 ص109.

([24]) شرح النهج للمعتزلي ج1 ص219 وج2 ص51 وكتاب الأربعين للشيرازي ص146 والبحار ج28 ص293 والدرجات الرفيعة ص87 و 454 والسقيفة وفدك للجوهري ص48.

([25]) نزل الأبرار ص261 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص448 والبداية والنهاية ج6 ص244 وج7 ص360 وتاريخ بغداد ج11 ص216 وتذكرة الحفاظ للذهبي ج3 ص995 والجمل للمفيد ص92 وإعلام الورى ج1 ص92 والدر النظيم ص442 وسبل الهدى والرشاد ج10 ص150 ومستدرك الحاكم ج3 ص142 وتلخيصه للذهبي بهامش نفس الصفحة، وكنز العمال ج15 ص56 و (ط مكتبة الرسالة) ج11 ص297 و 617 والبحار ج18 ص124 وج28 ص45 و 50 و 65 و 76 و 191 و 210 وج29 ص453 وج34 ص338 و (طبعة حجرية) ج8 ص629 وفي هوامشه عن: أمالي الطوسي، وعيون أخبار الرضا «عليه السلام»، والإرشاد للمفيد، والإيضاح لابن شاذان، وعن المعتزلي، وعن التاريخ الكبير للبخاري، والطرائف، والمطالب العالية ج4 ص56 وشرح النهج للمعتزلي ج4 ص107 وج20 ص326 وراجع: كشف الغطاء (ط.ق) ج1 ص10 والإيضاح لابن شاذان ص452 وشرح الأخبار ج1 ص436 والأمالي للطوسي ص476 وكتاب الأربعين للشيرازي ص265 والمراجعات ص251 ونهج السعادة للمحمودي ج2 ص607 والإكمال في أسماء الرجال للخطيب = = التبريزي ص68 ومستدركات علم رجال الحديث ج6 ص204 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج9 ص409 ونهج الحق وكشف الصدق ص330 وإحقاق الحق (الأصل) ص279 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص326 و 327 وج17 ص257 وج21 ص436 و 437 وج22 ص454 وج23 ص294 و 295 وج23 ص313 و 319 و 320 و 388 وج31 ص244 والخصال ص462 ومناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» للكوفي ج2 ص533 و 545 والإرشاد ج1 ص285 والإحتجاج ج1 ص98 والمناقب لابن شهرآشوب ج3 ص17 والطرائف ص427 واليقين ص337 ووصول الأخيار إلى أصول الأخبار ص68 والغدير ج7 ص173 وبغية الباحث عن زوائد مسند الحارث ص296.

([26]) راجع المصادر التالية: تذكرة الخواص ص45 ـ 46 وكفاية الطالب ص272 وفرائد السمطين ج1 ص152 والبحارج28 ص45 و 52 و 53 و 54 و 66 و 75 و 78 و 129 وج26 ص350 و 54 و 55 و 66 و 35 وج44 ص75 وج36 ص337 و 328 و 218 وج37 ص192 وج22 ص536 وج51 ص108 وكتاب سليم بن قيس ص22.

وراجع: مجمع الزوائد ج9 ص118 و 269 وج1 ص88 عن البزار والطبراني وأبي يعـلى، والمنـاقب للخـوارزمي ص37 وتاريـخ بغـداد ج12 ص398 ومقتل = = الحسين للخوارزمي ج1 ص36 وترجمة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» من تاريخ دمشق (بتحقيق المحمودي) ج2 ص322 ـ 325 ونور الأبصار ص79 وميزان الإعتدال ج3 ص355 وشرح النهج للمعتزلي ج10 ص107 وكنز العمال ج15 ص156 عن ابن النجار، وأبي الشيخ، والمستدرك، والبزار، وابن الجوزي، والخطيب، وأبي يعلى، وكفاية الأثر ص124 و 158 و 102 ونثر الدر للآبي ج1 ص241 والمستدرك للحاكم ج3 ص139 و 333 والملاحم والفتن لابن طاووس ص112 والمسترشد للطـبري (الشيعي) ص340 و 341.

وراجع: مكاتيب الرسول ج1 ص578 وفي هامشه عن: المعجم الكبير للطبراني ج17 ص185 والضعفاء الكبير للعقيلي ج4 ص148 والكامل لابن عدي ج5 ص1885 وج2 ص665 وتأريخ المدينة لابن شبه ج2 ص639 و 640 والنهاية لابن الأثير ج3 ص91 في «ضغن» وج4 ص75 في «قطب».

وراجع: لسان العرب، وأسد الغابة ج3 ص110 و 331 والإصابة ج2 ص271 وكنز العمال ج13 ص83 و 88 و 89 وج4 ص165 وج16 ص128 و 135 و 254 ومسند أحمد ج4 ص165 بسندين، والمعرفة والتأريخ ج1 ص295 و 297 و 499 ومنحة المعبود ج4 ص147.

وراجع: المصنف لابن أبي شيبة ج12 ص108 وفي هامشه عن: الترمذي ج2 ص217 وحياة الصحابة ج2 ص431 و 432 وج3 ص333 والعمدة لابن بطريق ص54 والفردوس للديلمي ج4 ص113 ومسند علي ص1005 والمعجم الصغير للطبراني ج1 ص239 ومشكل الآثار للطحاوي ج2 ص26 وينابيع المودة ص12 و 135 و 190 و 191 و 271 و 272 و 303 و 309 والصواعق المحرقة ص172 و 187 و 230 و 231 والمعجم الأوسط للطبراني ج3 ص460.

([27]) اليقين لابن طاووس ص523 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج 3 ص 70 والغدير ج1 ص389 وج7 ص80 عن محاضرات الراغب، والبحار ج30 ص212 و (ط حجرية) ج8 ص209.

([28]) الجفخ: التكبر.

([29]) قاموس الرجال ج6 ص33 و 403 وج7 ص199 وقال: رواه الطبري في أحوال عمر، والمسترشد في إمامة علي «عليه السلام» ص167 و (مؤسسة الثقافة الإسلامية) ص684 وشرح النهج للمعتزلي ج12 ص53 وراجع ص9 وعبرفيه بـ «قومكم» وفيه: «إنهم ينظرون إليه نظر الثور إلى جازره»، وراجع ج2 ص58 والإيضاح ص199 وعن شرح ديوان زهير لثعلب، والبحار ج8 ص209 وج31 ص71 والتحفة العسجدية ليحيى بن الحسين بن القاسم ص145 ومناقب أهل البيت «عليهم السلام» للشيرواني ص452 والمراجعات ص394 ومواقف الشيعة مع خصومهم ج1 ص151 وج2 ص237 عن الأغاني.

([30]) راجع: البحار ج29 ص637 ومناقب أهل البيت «عليهم السلام» للشيرواني ص448 ومكاتيب الرسول ج3 ص733 عن: شرح النهج للمعتزلي ج12 ص80 وقاموس الرجال ج6 ص34 و 380 وبهج الصباغة ج4 ص361 وراجع: التحفة العسجدية ليحيى بن الحسين بن القاسم ص147 وسفينة النجاة للسرابي التنكابني ص23.

([31]) راجع: شرح النهج للمعتزلي ج6 ص45 وج12 ص46 وراجع ج2 ص58 و 81 وفي هامشه عن الرياض النضرة ج2 ص173 وراجع: بهج الصباغة ج4 ص361 وقاموس الرجال ج7 ص201 وج6 ص35 عن الموفقيات، والبحار ج40 ص125 وكتاب الأربعين للشيرازي ص226 والسقيفة وفدك للجوهري ص72 والدرجات الرفيعة ص105 وأبو هريرة للسيد شرف الدين ص122 وكشف الغمة ج2 ص47 وكشف اليقين للعلامة الحلي ص175 و 470.

([32]) شرح النهج ج12 ص20 و 21 عن كتاب بغداد لأحمد بن أبي طاهر، وراجع ج12 ص79 و 85 و 86 و 84 و 80 و 82 وقاموس الرجال ج6 ص398 وج7 ص188 وبهج الصباغة ج6 ص244 وج4 ص381 وعن ناسخ التواريخ (الجزء المتعلق بالخلفاء) ص72 و 80. وراجع: البحار ج30 ص244 و 556 وج31 ص75 وج38 ص157 ومناقب أهل البيت «عليهم السلام» للشيرواني ص450 ومكـاتيـب الرسـول ج3 ص707 والدرجـات الرفيعـة = = ص106 وكشف الغمة لابن أبي الفتح ج2 ص47 وكشف اليقين ص472 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص91 و 391 والتحفة العسجدية ليحيى بن الحسين بن القاسم ص144 وسفينة النجاة للسرابي التنكابني ص226.

([33]) البحار ج31 ص75 ومواقف الشيعة مع خصومهم ج1 ص147 و 148 ومناقب الإمام علي من تاريخ دمشق (بتحقيق المحمودي) ج1 ص6 وشرح نهج البلاغة ج1 ص189 وج2 ص58 وج20 ص155 والتحفة العسجدية ص144 وبناء المقالة الفاطمية للسيد ابن طاووس ص157.

([34]) نظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص132 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج3 ص73 عن فرائد السمطين، ومواقف الشيعة مع خصومهم ج1 ص404 و 396 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج31 ص467.

([35]) تاريخ اليعقوبي ج2 ص158 وقاموس الرجال ج6 ص36 عنه. ومكاتيب الرسول ج3 ص733 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج3 ص102.

([36]) الغارات للثقفي ج2 ص768 وكتاب الأربعين للشيرازي ص191 والبحار ج29 ص629 وشرح النهج للمعتزلي ج9 ص306 ومناقب أهل البيت «عليهم السلام» للشيرواني ص446 وميزان الحكمة ج1 ص146 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج9 ص418 والتحفة العسجدية ص142.

([37]) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج3 ص61 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص119 وج9 ص306 وج16 ص148 و 151 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج4 ص129 والغارات ج2 ص431 و 768 وكتاب الأربعين للشيرازي ص191 والبحـار ج29 ص621 وج34 ص23 و 24 = = و 25 ومناقب أهل البيت «عليهم السلام» للشيرواني ص446 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» ج5 ص393 والمعيار والموازنة ص180 ونهج السعادة ج5 ص302 والدرجات الرفيعة ص156 والجمل للمفيد ص61 و 92 وميزان الحكمة ج1 ص146 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج9 ص418 وج11 ص334 و 335 و 336 والتحفة العسجدية ص142.

([38]) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج2 ص202 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج1 ص147 وج4 ص79 والإقتصاد للشيخ الطوسي ص210 والجمل للشيخ المفيد ص92 والغارات ج1 ص308 وج2 ص570 و 767 والتعجب للكراجكي ص69 والبحار ج29 ص607 و 629 وج30 ص15 وج33 ص569 والنص والإجتهاد ص444 وكشف المحجة لثمرة المهجة للسيد ابن طاووس ص180 والمناقب لابن شهرآشوب ج2 ص48 ومسألتان في النص على علي «عليه السلام» للشيخ المفيد ج2 ص28 والرسائل العشر للشيخ الطوسي ص125 وشرح النهج للمعتزلي ج4 ص104 وج6 ص96 وج9 ص305 وج11 ص109 وج20 ص298 والمسترشد للطبري (الشيعي) ص416 ومكاتيب الرسول ج1 ص579.

([39]) راجع: نهج البلاغة (بشرح عبده) ج2 ص227 الخطبة 217 والمسترشد في إمامة علي «عليه السلام» ص80 و (ط مؤسسة الثقافة الإسلامية) ص416 وشرح النهج للمعتزلي ج4 ص104 و ج6 ص96 راجع: البحار ج29 ص497 ج33 ص569 و (ط الحجرية) ج8 ص730 و 672 وبهجة المجالس ج1 ص406 والصراط المستقيم ج1 ص41 ـ 43 والغارات ج2 ص308 و 570 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج1 ص148 و 276 وكتاب الأربعين للشيرازي ص186 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج7 ص101.

([40]) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج1 ص184 وكتاب سليم بن قيس (بتحقيق الأنصاري) ص258 والغارات ج2 ص677 والبحار ج34 ص117 و 262 وج41 ص349 وشرح النهج للمعتزلي ج7 ص45.

([41]) الأغاني ج15 ص45 ونهج البلاغة (بشرح عبده) ج1 ص70 والمهذب لابن البراج ج1 ص324 ودعائم الإسلام ج1 ص390 والغارات ج2 ص477 = = ومقاتل الطالبيين ص15 وشرح الأخبار ج2 ص75 والبحار ج34 ص65 وجامع أحاديث الشيعة ج13 ص10 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» ج5 ص285 ونهج السعادة ج2 ص564 وج5 ص317 والمعيار والموازنة ص99 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص75 والأخبار الطوال للدينوري ص212 والعثمانية للجاحظ ص96 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج4 ص43 ج7 ص122.

([42]) راجع: قاموس الرجال ج6 ص384 و 385 وشرح النهج للمعتزلي ج1 ص194 وج12 ص266 ج9 ص57 و 58 والبحار ج31 ص403.

([43]) البازل من الإبل: الذي فطر نابه.

([44]) شرح النهج للمعتزلي ج20 ص298 و 299 والإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» للرحماني ص728 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج11 ص244 والدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة ص37.

([45]) الأمالي للشيخ المفيد ص324 والبحار ج29 ص582 ونهج السعادة ج1 ص486 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص322 وج3 ص64 وشرح الأخبار ج2 ص261 والأمالي للشيخ الطوسي ص9 وتقريب المعارف لأبي الصلاح الحلبي ص242 وكشف الغمة ج2 ص4.

([46]) شرح النهج للمعتزلي ج9 ص54 ونقل ذلك أيضاً عن مروج الذهب ج3 ص12 وكتاب الأربعين للشيرازي ص215 ومناقب أهل البيت «عليهم السلام» للشيرواني ص408 والسقيفة وفدك للجوهري ص88.

([47]) شرح النهج للمعتزلي ج4 ص108 وكتاب الأربعين للشيرازي ص172 والبحار ج29 ص626 وج34 ص339 وج41 ص5 وراجع: الإرشاد ج1 ص284 والمناقب لابن شهرآشوب ج1 ص387 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج1 ص314.

([48]) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج1 ص81 الخطبة رقم 32 وراجع ج2 ص64 والمسترشد للطبري (الشيعي) ص372 وكتاب الأربعين للشيرازي ص177 والبحار ج29 ص485 وج38 ص159 ومناقب أهل البيت «عليهم السلام» للشيرواني ص456 ومستدرك سفينة البحار ج7 ص548 والمراجعات للسيد شرف الدين ص391 وشرح النهج للمعتزلي ج9 ص241 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» ج7 ص86 ومكاتيب الرسول ج1 ص579 وج3 ص732 وميزان الحكمة ج3 ص2360.

([49]) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج1 ص81 والإرشاد ج1 ص248 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص185 و 187 والجمل لابن شدقم ص112 والبحار ج32 ص76 وج32 ص114 ونهج السعادة ج1 ص250 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج5 ص36 و 141 و 190 وج11 ص249.

([50]) جواهر المطالب في مناقب الإمام علي «عليه السلام» لابن الدمشقي ج1 ص365 والإمامة والسياسة (بتحقيق الزيني) ج1 ص54 و (بتحقيق الشيري) ج1 ص75 وراجع: المعيار والموازنة ص180 وراجع: أنساب الأشراف للبلاذري (بتحقيق المحمودي) ص75.

([51]) راجع: الغارات ج2 ص431 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص119 وراجع ج16 ص148 ـ 152 والأغاني ج15 ص46 والدرجات الرفيعة ص156 والبحار ج29 ص621 ج34 ص23 و (ط حجرية) ج8 ص621 و 673 وراجع أيضاً: نهج السعادة ج5 ص302 وراجع: جمهرة رسائل العرب ج1 ص595. ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج4 ص129 ومكاتيب الرسول ج1 ص580 موسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج5 ص42 وج11 ص250 والعبارات في المصادر متفاوتة فليلاحظ ذلك.

([52]) تفسير العياشي ج2 ص81 والبحار ج21 ص349 وج32 ص592 و 594 والغدير ج10 ص173 والفايق في غريب الحديث للزمخشري ج2 ص282 = = وشرح النهج للمعتزلي ج5 ص221 وج19 ص129 والدرجات الرفيعة ص191 وكتاب الفتوح لابن أعثم ج3 ص144 وعيون الأخبار لابن قتيبة ج1 ص181 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج5 ص301 والنهاية في غريب الحديث لابن الأثير ج3 ص86 و 128 وج5 ص90 و 141 وغريب الحديث لابن قتيبة ج1 ص367 والنصائح الكافية لمحمد بن عقيل ص112 واللمعة البيضاء للتبريزي ص340 ولسان العرب ج3 ص63وج7 ص421 وج12 ص355وج13 ص267 ومجمع البحرين ج4 ص343 و 399 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج18 ص120.

([53]) راجع: شرح النهج للمعتزلي ج16 ص24 و 33 وكتاب الأربعين للشيرازي ص180 والبحار ج44 ص55 و 64 وكتاب الفتوح لابن أعثم ج4 ص285 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج11 ص228 وج33 ص526 وكشف الغمة ج2 ص192 ومطالب السؤول في مناقب آل الرسول لابن طلحة الشافعي ص356.

([54]) شرح النهج ج16 ص151.

([55]) شرح النهج ج11 ص112 و 113.

([56]) شرح النهج ج11 ص114.

([57]) شرح النهج ج18 ص18.

([58]) شرح النهج ج14 ص299 وراجع: نثر الآبي ج1 ص340.

([59]) شرح النهج ج9 ص28 و 29.

([60]) راجع شرح النهج ج9 ص28 و 29 و 52 وج4 ص74 ـ 104.

 
   
 
 

العودة إلى موقع الميزان