الموقف ـ الفضيحة 

   

صفحة :159-184   

الموقف ـ الفضيحة 

الصخب والغضب:

لقد ذكرت الروايات الصحيحة: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله»، قد خطب الناس في حجة الوداع؛ في عرفة، فلما أراد أن يتحدث في أمر الإمامة وذكر حديث الثقلين([1])، ثم ذكر عدد الأئمة، وأنهم اثنا عشر، واجهته فئات من الناس بالضجيج والفوضى، إلى حد أنه لم يتمكن من إيصال كلامه إلى الناس.

وقد صرح بعدم التمكن من سماع كلامه كل من: أنس، وعبدالملك بن عمير، وعمر بن الخطاب، وأبي جحيفة، وجابر بن سمرة([2])، ولكن رواية هذا الأخير، كانت أكثر صراحة ووضوحاً.

ويبدو أنه قد حدّث بما جرى مرات عديدة، فرويت عنه بأكثر من طريق. وحيث إننا لسنا بصدد التتبع والإستقصاء، فإننا نختار بعض نصوصها ـ ولا سيما ما ورد منها في الصحاح والكتب المعتبرة، فنقول:

1 ـ في مسند أحمد؛ حدّثنا عبد الله، حدثني أبو الربيع الزهراني، سليمان بن داود، وعبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، قالوا: حدثنا حماد بن زيد، حدثنا مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة، قال: خطبنا رسول الله «صلى الله عليه وآله» بعرفات ـ وقال المقدمي في حديثه: سمعت رسول الله «صلى الله عليه وآله» يخطب بمنى.

وهذا لفظ حديث أبي الربيع: فسمعته يقول:

«لن يزال هذا الأمر عزيزاً ظاهراً، حتى يملك اثنا عشر كلهم ـ ثم لغط القوم، وتكلموا ـ فلم أفهم قوله بعد (كلّهم فقلت لأبي: يا أبتاه، ما بعد كلّهم؟.

قال: «كلّهم من قريش»([3]).

وحسب نص النعماني: «وتكلم الناس، فلم أفهم، فقلت لأبي..»([4]).

2 ـ عن الشعبي، عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاً، يُنصرون على من ناواهم عليه إلى اثني عشر خليفة.

قال: «فجعل الناس يقومون ويقعدون»([5]).

زاد الطوسي: «وتكلم بكلمة لم أفهمها، فقلت لأبي، أو لأخي:..»([6]).

وفي حديث آخر عن جابر بن سمرة صرّح فيه: «أن ذلك قد كان في حجة الوداع»([7]).

ومن المعلوم: أن النبي «صلى الله عليه وآله» لم يحج إلا هذه الحجَّة..([8]).

3 ـ عن جابر بن سمرة، قال: «خطبنا رسول الله «صلى الله عليه وآله» بعرفات؛ فقال: لا يزال هذا الأمر عزيزاً منيعاً، ظاهراً على من ناواه حتى يملك اثنا عشر، كلهم ـ قال: فلم أفهم ما بعد ـ قال: فقلت لأبي: ما قال بعد كلّهم؟

قال: «كلّهم من قريش»([9]).

وعن أبي داود وغيره: ـ وإن لم يصرّح بأن ذلك كان في عرفات ـ زاد قوله: كلّهم تجتمع عليه الأمة، فسمعت كلاماً من النبي «صلى الله عليه وآله» لم أفهمه، فقلت لأبي.. ([10]).

وفي لفظ آخر: «كلهم يعمل بالهدى ودين الحق»([11]).

وفي بعض الروايات: ثم أخفى صوته، فقلت لأبي: ما الذي أخفى صوته؟

قال: قال: «كلهم من بني هاشم»([12]).

4 ـ وذكر في نص آخر: أن ذلك كان في حجة الوداع، وقال:

ثم خفي عليّ قول رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وكان أبي أقرب إلى راحلة رسول الله «صلى الله عليه وآله» مني؛ فقلت: يا أبتاه، ما الذي خفي عليّ من قول رسول الله «صلى الله عليه وآله» ؟!

قال: يقول «كلهم من قريش».

قال: فأشهد على إفهام أبي إيّاي: قال: «كلهم من قريش»([13]).

5 ـ وبعد أن ذكرت رواية أخرى عنه حديث أن الأئمة اثنا عشر قال: ثم تكلم بكلمة لم أفهمها، وضج الناس؛ فقلت لأبي: ما قال؟ ([14]).

6 ـ ولفظ مسلم عن جابر بن سمرة، قال: انطلقت إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ومعي أبي؛ فسمعته يقول: لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاً إلى اثني عشر خليفة؛ فقال كلمة صمّنيها الناس.

فقلت لأبي: ما قال؟

قال: «كلهم من قريش»([15]).

وعند أحمد وغيره: فقلت لأبي ـ أو لابني ـ: ما الكلمة التي أصمّنيها الناس؟!.

قال: «كلهم من قريش»([16]).

7 ـ وعن جابر بن سمرة قال: كنت عند النبي «صلى الله عليه وآله»، فقال: يلي هذا الأمر اثنا عشر، فصرخ الناس؛ فلم أسمع ما قال، فقلت لأبي ـ وكان أقرب إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» مني ـ فقلت: ما قال رسول الله؟

فقال: قال: «كلّهم من قريش، وكلهم لا يُرى مثله»([17]).

8 ـ ولفظ أبي داود: فكبر الناس، وضجوا، ثم قال كلمة خفية..([18]).

ولفظ أبي عوانة: فضج الناس.

وقد قال النبي «صلى الله عليه وآله» كلمة خفيت عليّ.. ([19]).

وعلى كل حال.. فإن حديث الاثني عشر خليفة بعده «صلى الله عليه وآله»، والذي قال فيه «صلى الله عليه وآله» كلمة لم يسمعها جابر، وغيره ـ ممن كان حاضراً، وروى الحديث.. أو لم يفهمها، أو خفض بها صوته، أو خفيت عليه، أو نحو ذلك ـ إن هذا الحديث ـ مذكور في كثير من المصادر والمراجع، فليراجعها طالبها([20]).

الرسول والمتآمرون:

قد عرفنا فيما تقدم: أن قريشاً قد صدت النبي «صلى الله عليه وآله» عن إبلاغ أمر الإمامة في عرفات وفي منى في مسجد الخيف..

وتقدم في فصول أخرى: أن النبي «صلى الله عليه وآله» بمجرد انتهائه من المناسك، بادر إلى ترك مكة من دون أن يذهب إلى البيت، ولو لإلقاء نظرة الوداع عليه من قرب..

وقد تأكد لنا مما أسلفناه: أن تأخيره «صلى الله عليه وآله» إبلاغ ما أنزل إليه في شأن الإمامة والولاية، قد كان بسبب المعارضة الكبيرة التي يجدها لدى قريش، التي كانت لا تتورع عن مواجهة النبي «صلى الله عليه وآله» ليس فقط بالضجيج والصخب، وإنما باتهام شخصه «صلى الله عليه وآله»، والطعن والتشكيك في نزاهته، وفي خلوص عمله ونيته. بل سيأتي أنها قد اتهمته حتى في عقله بعد إظهارها الإسلام، كما اتهمته بالجنون قبل ذلك، وهذا هو ما عبرت عنه كلمة عمر الشهيرة: إن النبي ليهجر. أو غلبه الوجع. أو كلمة معناها ذلك.

وقد صرحت طائفة من النصوص المتقدمة: بأن قريشاً كانت هي التي تتصدى وتتحدى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وإليك نموذجاً آخر من تصريحات الرسول «صلى الله عليه وآله»، مع التذكير بأن الله تعالى لم يكن أمر النبي «صلى الله عليه وآله» بأن يبلغ أمر الولاية على كل حال، بل وفقاً لظروف ومقتضيات النجاح. أي أنه أمره بإبلاغ منتج، لا بإبلاغ عقيم.

وكان «صلى الله عليه وآله» يحتاج إلى ما يطمئنه إلى جدوى تبليغ أمر الإمامة، وعدم إثارة قريش للشبهات التي تضيع جهده «صلى الله عليه وآله»، ولو باتهامه «صلى الله عليه وآله» في عقله، أو في عصمته..

فحين جاءته العصمة بادر إلى ما أمره الله تعالى به.

أمثلة وشواهد:

فمن الشواهد التي تدل على أن المطلوب هو إسكات قومه وخصوصاً عشيرته، وأن يكون تبليغ أمر الإمامة مجدياً، في إقامة الحجة، نذكر ما يلي:

1 ـ قال الطبرسي: «قد اشتهرت الروايات عن أبي جعفر، وأبي عبد الله «عليهما السلام»: أن الله أوحى إلى نبيه «صلى الله عليه وآله»: أن يستخلف علياً «عليه السلام»؛ فكان يخاف أن يشق ذلك على جماعة من أصحابه؛ فأنزل الله هذه الآية تشجيعاً له على القيام بما أمره الله بأدائه..»([21]).

والمراد بـ «هذه الآية» قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ..}([22]).

2 ـ عنه «صلى الله عليه وآله»: أنه لما أُمر بإبلاغ أمر الإمامة قال: «إن قومي قريبو عهد بالجاهلية، وفيهم تنافس وفخر، وما منهم رجل إلا وقد وتره وليّهم، وإني أخاف، فأنزل الله: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ..}»([23]).

3 ـ عن ابن عباس إنّه «صلى الله عليه وآله» قال في غدير خم: «إن الله أرسلني إليكم برسالة، وإني ضقت بها ذرعاً، مخافة أن تتهموني، وتكذبوني، حتى عاتبني ربي بوعيد أنزله علي بعد وعيد..»([24]).

4 ـ عن الحسن قال في غدير خم أيضاً: «إن الله بعثني برسالة؛ فضقت بها ذرعاً، وعرفت: أن الناس مكذبي، فوعدني لأبلغنّ أوليعذبني، فأنزل الله: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ..}»([25]).

5 ـ عن ابن عباس، وجابر الأنصاري، قالا: أمر الله تعالى محمداً «صلى الله عليه وآله»: أن ينصب علياً للناس، فيخبرهم بولايته، فتخوف النبي «صلى الله عليه وآله» أن يقولوا: حابى ابن عمه، وأن يطعنوا في ذلك فأوحى الله: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ..}»([26]).

6 ـ عن جابر بن عبد الله: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» نزل بخم، فتنحى الناس عنه، ونزل معه علي بن أبي طالب؛ فشقّ على النبي تأخر الناس؛ فأمر علياً فجمعهم؛ فلمّا اجتمعوا قام فيهم، متوسداً (يد) علي بن أبي طالب، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: «أيها الناس، إنه قد كرهت تخلفكم عني حتى خُيّل إلي: أنه ليس شجرة أبغض إليكم من شجرة تليني..»([27]).

7 ـ ويقول نص آخر: إنه لما أمر «صلى الله عليه وآله» بنصب علي «عليه السلام»: «خشي رسول الله «صلى الله عليه وآله» من قومه، وأهل النفاق، والشقاق: أن يتفرقوا ويرجعوا جاهلية، لِما عرف من عداوتهم، ولِما تنطوي عليه أنفسهم لعلي «عليه السلام» من العدواة والبغضاء، وسأل جبرائيل أن يسأل ربّه العصمة من الناس».

ثم تذكر الرواية:

«أنه انتظر ذلك حتى بلغ مسجد الخيف. فجاءه جبرئيل، فأمره بذلك مرة أخرى، ولم يأته بالعصمة، ثم جاء مرة أخرى في كراع الغميم ـ موضع بين مكة والمدينة ـ وأمره بذلك، ولكنه لم يأته بالعصمة. ثم لما بلغ غدير خم جاءه بالعصمة».

فخطب «صلى الله عليه وآله» الناس، فأخبرهم: «أن جبرئيل هبط إليه ثلاث مرات يأمره عن الله تعالى، بنصب علي «عليه السلام» إماماً ووليّاً للناس»..

إلى أن قال:

«وسألت جبرائيل: أن يستعفي لي عن تبليغ ذلك إليكم ـ أيها الناس ـ لعلمي بقلة المتقين، وكثرة المنافقين، وإدغال الآثمين، وختل المستهزئين بالإسلام، الذين وصفهم الله في كتابه بأنهم: {يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ}([28])، {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللهِ عَظِيمٌ}([29])، وكثرة أذاهم لي في غير مرّة، حتى سمّوني أُذناً، وزعموا: أنّي كذلك لكثرة ملازمته إيّاي، وإقبالي عليه، حتى أنزل الله عز وجل في ذلك قرآناً: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ}([30]).

إلى أن قال:

ولو شئت أن أسميهم بأسمائهم لسميت، وأن أومي إليهم بأعيانهم لأومأت، وأن أدل عليهم لفعلت. ولكني والله في أمورهم تكرّمت»([31]).

8 ـ عن مجاهد، قال: «لما نزلت: {بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ..}. قال: «يا رب، إنما أنا واحد كيف أصنع، يجتمع عليّ الناس؟ فنزلت {وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}»([32]).

9 ـ قال ابن رستم الطبري: «فلما قضى حجّه، وصار بغدير خم، وذلك يوم الثامن عشر من ذي الحجة، أمره الله عز وجل بإظهار أمر علي؛ فكأنه أمسك لما عرف من كراهة الناس لذلك، إشفاقاً على الدين، وخوفاً من ارتداد القوم؛ فأنزل الله {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ..}»([33]).

10 ـ وفي حديث مناشدة علي «عليه السلام» للناس بحديث الغدير، أيّام عثمان، شهد ابن أرقم، والبراء بن عازب، وأبو ذر، والمقداد، أن النبي «صلى الله عليه وآله» وسلم قال، وهو قائم على المنبر، وعلي «عليه السلام» إلى جنبه:

«أيها الناس، إن الله عز وجل أمرني أن أنصب لكم إمامكم، والقائم فيكم بعدي، ووصيي، وخليفتي، والذي فرض الله عز وجل على المؤمنين في كتابه طاعته، فقرب([34]) بطاعته طاعتي، وأمركم بولايته، وإني راجعت ربّي خشية طعن أهل النفاق، وتكذيبهم، فأوعدني لأبلغها، أو ليعذبني»([35]).

وعند سليم بن قيس:

«إن الله عز وجل أرسلني برسالة ضاق بها صدري، وظننت الناس تكذبني، فأوعدني..»([36]).

11 ـ وعن ابن عباس: لما أمر النبي «صلى الله عليه وآله» أن يقوم بعلي بن أبي طالب المقام الذي قام به؛ فانطلق النبي «صلى الله عليه وآله» إلى مكة، فقال:

«رأيت الناس حديثي عهد بكفر (بجاهلية) ومتى أفعل هذا به، يقولوا، صنع هذا بابن عمّه. ثم مضى حتى قضى حجة الوداع»([37]).

وعن زيد بن علي، قال: لما جاء جبرائيل بأمر الولاية ضاق النبي «صلى الله عليه وآله» بذلك ذرعاً، وقال: «قومي حديثو عهد بجاهليّة، فنزلت الآية»([38]).

12 ـ وروي: أنه «صلى الله عليه وآله» لما انتهى إلى غدير خم: «نزل عليه جبرائيل، وأمره أن يقيم علياً، وينصبه إماماً للناس.

فقال: إن أمتي حديثو عهد بالجاهلية.

فنزل عليه: إنها عزيمة لا رخصة فيها، ونزلت الآية: {وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ..}»([39]).

13 ـ وجاء في رواية عن الإمام الباقر «عليه السلام»: أنه حين نزلت آية إكمال الدين بولاية علي «عليه السلام»:

«قال عند ذلك رسول الله: إن أمتي حديثو عهد بالجاهلية، ومتى أخبرتهم بهذا في ابن عمي، يقول قائل، ويقول قائل. فقلت في نفسي من غير أن ينطلق لساني، فأتتني عزيمة من الله بتلةً أوعدني: إن لم أبلغِّ أن يعذبني. فنزلت: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ}»([40]).

وفي بعض الروايات: أنه «صلى الله عليه وآله» إنما أخر نصبه «عليه السلام» فَرَقاً من الناس، أو لمكان الناس([41]).

ولما انتهى النبي «صلى الله عليه وآله» من نصب علي «عليه السلام» لقي عمر علياً فقال: هنيئاً لك يا بن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة([42]).

أو قال له: بخ بخ يا علي، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة([43]).

ممن الخوف يا ترى؟!:

وتقدم: أنه «صلى الله عليه وآله» خاف أن يتهموه، ويكذبوه، وأن يقولوا: حابى ابن عمه، وأن يطعنوا في ذلك، وخشي أهل النفاق والشقاق أن يتفرقوا، وأن يرجعوا جاهلية، وأنه أمسك إشفاقاً على الدين، وخوفاً من ارتداد القوم.

وعن الحسن: «ضاق بها ذرعاً، وكان يهاب قريشاً. فأزال الله بهذه الآية تلك الهيبة»([44]).

يريد: أن الرسول «صلى الله عليه وآله» ضاق ذرعاً وخاف قريشاً بالنسبة لبلاغ أمر الإمامة، فأزال الله خوفه بآية: {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}.

المتآمرون:

هذا غيض من فيض مما يدل على سبب خوف النبي «صلى الله عليه وآله»، وعلى دور المتآمرين من قريش، ومن يدور في فلكها في صرف الأمر عن أمير المؤمنين علي «عليه السلام»، وتصميمهم على ذلك، لأسباب أشير إلى بعضها في ما نقلناه سابقاً من كلمات ونصوص.

وفي مقدمة هذه الأسباب حرص قريش على الوصول إلى السلطة، وحقدها على أمير المؤمنين «عليه السلام» لما قد وترها في سبيل الله والدين.

وكل ما تقدم يوضح لنا السر فيما صدر من هؤلاء الحاقدين من صخب وضجيج، حينما أراد الرسول «صلى الله عليه وآله» في منى وعرفات: أن يبلغ الناس أمر الإمامة، ودورها، وأهميتها، وعدد الأئمة، وأنهم اثنا عشر إماماً، وغير ذلك.

فإنهم تخوفوا من أن يكون قد أراد تنصيب علي «عليه السلام» إماماً للناس بعده. فكان التصدي منهم. الذي انتهى بالتهديد الإلهي. فاضطر المتآمرون إلى السكوت في الظاهر على مضض، ولكنهم ظلوا في الباطن يمكرون، ويتآمرون، {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ}([45]).

فإلى توضيح ذلك فيما يلي من صفحات، وما تحويه من مطالب.

ظهور الأحقاد والمصارحة المرة:

وقد تقدمت كلمات أمير المؤمنين «عليه الصلاة والسلام» التي صرح فيها بأن العرب كرهت أمر محمد «صلى الله عليه وآله»، وحسدته على ما آتاه الله من فضله، واستطالت أيامه، حتى قذفت زوجته، ونفرت به ناقته.

ولولا أن قريشاً جعلت اسمه ذريعة للرياسة، وسلماً إلى العز والإمرة، لما عبدت الله بعد موته يوماً واحداً.

وعلى هذا، فإن من الطبيعي جداً: بعد أن جرى ما جرى منهم معه «صلى الله عليه وآله» في منى وعرفات وبعد أن تأكد لديهم إصرار النبي «صلى الله عليه وآله» على جعل الأمر في أهل بيته، ولعلي «عليه السلام» على وجه الخصوص، أن يظهر الحقد والبغض على وجوههم، وفي حركاتهم وتصرفاتهم، وعلى مجمل مواقفهم. وصاروا يعاملون رسول الله «صلى الله عليه وآله» معاملة غريبة، وبصورة بعيدة حتى عن روح المجاملة الظاهرية.

وقد واجههم رسول الله «صلى الله عليه وآله» بهذه الحقيقة، وصارحهم بها، في تلك اللحظات بالذات. ويتضح ذلك من النص المتقدم في الفصل السابق والذي يقول:

عن جابر بن عبد الله: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» نزل بخم فتنحى الناس عنه، ونزل معه علي بن أبي طالب، فشق على النبي تأخر الناس، فأمر علياً، فجمعهم، فلما اجتمعوا قام فيهم متوسداً (يد) علي بن أبي طالب، فحمد الله، وأثنى عليه.. ثم قال:

«أيها الناس، إنه قد كَرِهْتُ تخلفكم عني، حتى خُيِّلَ إلي: أنه ليس شجرة أبغض إليكم من شجرة تليني»([46]).

وروى ابن حبان بسند صحيح على شرط البخاري ـ كما رواه آخرون بأسانيد بعضها صحيح أيضاً:

أنه حين رجوع رسول الله «صلى الله عليه وآله» من مكة، حتى إذا بلغ الكديد أو (قدير جعل ناس من أصحابه يستأذنون، فجعل «صلى الله عليه وآله» يأذن لهم.

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»:

«ما بال شق الشجرة التي تلي رسول الله أبغض إليكم من الشق الآخر؟».

قال: فلم نر من القوم إلا باكياً.

قال: يقول أبو بكر: «إن الذي يستأذنك بعد هذا لسفيه في نفسي الخ..»([47]).


([1]) راجع: حديث الثقلين للوشنوي ص13 وما ذكره من مصادر..

([2]) راجع: كشف الغطاء (ط.ق) ج1 ص7 والسنة في الشريعة الإسلامية لمحمد تقي الحكيم ص63 والأمالي للصدوق ص387 و 469 والخصال ص470 و 471 و 472 وإكمال الدين ص68 و 272 و 273 وكفاية الأثر ص51 و 76 و 77 و 78 وشرح أصول الكافي ج2 ص240 وج5 ص230 وج7 ص374 وكتاب الغيبة للنعماني ص104 و 105 و 120 و 121 و 122 و 123 و 124 والغيبة للطوسي ص128 و 129 والمناقب لابن شهرآشوب ج1 ص248 و 249 و 254 والعمدة لابن البطريق ص416 و 417 و 418 و 420 و 421 والطرائف لابن طاووس = = ص170 والبحار ج36 ص231 و 234 و 235 و 236 و 237 و 266 و 267 و 269 و 298 و 362 و 363 و 364 و 365 وكتاب الأربعين للماحوزي ص381 و 386 وسفينة النجاة للسرابي التنكابني ص385 والإكمال في أسماء الرجال للخطيب التبريزي ص193 والملاحم والفتن لابن طاووس ص345 والمسلك في أصول الدين للمحقق الحلي ص274 وتقريب المعارف لأبي الصلاح الحلبي ص418 وإعلام الورى ج2 ص159 و 162 وكشف الغمة ج1 ص57 و 58 ومسند أحمد ج5 ص87 و 88 و 90 و 92 و 93 و 94 و 95 و 96 و97 و 98 و 99 و 100 و 101 و 106 و 107 و 108 وصحيح البخاري (ط دار الفكر) ج8 ص127 وصحيح مسلم (ط دار الفكر) ج6 ص3 و 4 وسنن أبي داود ج2 ص309 وسنن الترمذي ج3 ص340 والمستدرك للحاكم ج3 ص617 و 618 وشرح مسلم للنووي ج12 ص201 ومجمع الزوائد ج5 ص190 وفتح الباري ج13 ص181 وعمدة القاري ج24 ص281 ومسند أبي داود الطيالسي ص105 و 180 ومسند ابن الجعد ص390 والآحاد والمثاني ج3 ص126 و 127 وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص518 وصحيح ابن حبان ج15 ص43 و 44 و 46 والمعجم الأوسط ج3 ص201 وج6 ص209 والمعجم الكبير ج2 ص195 و 196 و 197 و 214 و 218 و 223 و 226 و 232 و 241 و 249 و 253 و 254 و 255 والمعجم الكبير ج22 ص120 والرواة عن سعيد بن منصور لأبي نعيم الأصبهاني ص44 والكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ص95 والكامل لابن عدي ج2 ص386 وطبقات المحدثين بأصبهان ج2 ص90 وتاريخ بغداد ج2 ص124 وج14 ص354 وتاريخ مدينة دمشق ج5 ص191 وسير أعلام النبلاء ج8 ص184 وج14 ص444 وذكر أخبار إصبهان ج2 ص176 والبداية والنهاية ج1 ص177 وج6 ص278 و 279 وإمتاع الأسماع للمقريزي ج12 ص302 و 203 وينابيع المودة ج3 ص289.

([3]) مسند أحمد ج5 ص99.

([4]) الغيبة للنعماني ص121 و 122.

([5]) مسند أحمد ج5 ص99 الغيبة للنعماني ص105 والغيبة للطوسي ص129 وإعلام الورى ص384 و (ط مؤسسة آل البيت) ج2 ص162والبحار ج36 ص237 و 299 وتقريب المعارف لأبي الصلاح الحلبي ص418 ومنتخب الأثر ص20.

([6]) الغيبة للطوسي ص88 و 89 و (مؤسسة المعارف الإسلامية) ص129 وكتاب الغيبة للنعماني ص105 وإعلام الورى ص384 و (ط مؤسسة آل البيت) ج2 ص162 والبحار ج36 ص237 و 299 وتقريب المعارف لأبي الصلاح الحلبي ص418 ومنتخب الأثر ص20.

([7]) مسند أحمد ج5 ص87.

([8]) راجع: السيرة الحلبية (مطبعة مصطفى محمد بمصر سنة 1391 هـ) ج3 ص289 والسيرة النبوية لدحلان (بهامش السيرة الحلبية أيضاً) ج3 ص2. وراجع: صحيح ابن خزيمة ج4 ص352 ومسند زيد بن علي ص220 وعمدة القاري ج4 ص271 وج18 ص41 وج25 ص62 وشرح مسلم للنووي ج8 ص236 وأضواء البيان للشنقيطي ج4 ص331 والبداية والنهاية ج4 ص205 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص342.

([9]) مسند أحمد ج5 ص93 وفي ص96 في موضعين وص98 و 101، وكتاب الغيبة للنعماني ص123 والإكمال في أسماء الرجال ص34 و 183.

([10]) سنن أبي داود السجستاني ج4 ص106 و (ط دار الفكر) ج2 ص309 ومسند أبي عوانة ج4 ص400 وتاريخ الخلفاء ص10 و 11 وراجع: فتح الباري ج13 ص181 وكرر عبارة «كلهم تجتمع عليه الأمة» في ص182 و 183 و 184 وذكرها أيضاً في الصواعق المحرقة ص18 وفي إرشاد الساري ج10 ص273 وينابيع المودة ص444 و(ط دار الأسوة) ج3 ص289 وراجع: الغيبة للطوسي ص88 و الغيبة للنعماني ص121 و 122 و 123 و 124 والبحار ج36 ص365 وسفينة النجاة للسرابي التنكابني ص386 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج13 ص18 وج19 ص629.

([11]) الخصال ج2 ص474 و (ط مركز النشر الإسلامي) ص474 وعيون أخبار الرضا «عليه السلام» للصدوق ج2 ص55 والبحار36 ص240 عنه وعن عيون أخبار الرضا «عليه السلام» وفتح الباري ج13 ص184 وعمدة القاري ج24 ص282 وتاريخ بغداد ج4 ص258 وتاريخ مدينة دمشق ج45 ص189 والبداية والنهاية ج6 ص280 وإمتاع الأسماع ج12 ص306 وشرح إحقاق الحق ج13 ص47 وج19 ص629.

([12]) ينابيع المودة ص445 و (ط دار الأسوة) ج2 ص315 وج3 ص290 عن كتاب: مودة القربى للسيد علي الهمداني (المودة العاشرة) وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج13 ص30 عن مودة القربى (ط لاهور) ص445.

([13]) مسند أحمد ج5 ص90 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج13 ص32.

([14]) مسند أحمد ج5 ص93 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج13 ص35.

([15]) صحيح مسلم ج6 ص4 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج13 ص1 عنه، والعمدة لابن البطريق ص421 و (ط مؤسسة النشر الإسلامي) ص418 الإكمال في أسماء الرجال ص34.

([16]) مسند أحمد ج5 ص101 والخصال ج2 ص470 و 472 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج13 ص39 والبحار ج36 ص235 وراجع: النهاية في اللغة ج3 ص54 ولسان العرب ج12 ص343 ونقل عن كتاب: القرب في محبة العرب ص129.

([17]) إكمال الدين ج1 ص272 ـ 273 و (ط مؤسسة النشر الإسلامي) ص68 و 273 والخصال ج2 ص473 وراجع: البحار ج36 ص239.

([18]) سنن أبي داود ج4 ص106 و (ط دار الفكر) ج2 ص309 ومسند أحمد ج5 ص98 وفتح الباري ج13 ص181 والكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ص95 وإرشاد الساري ج10 ص237 والبحار ج36 ص365 تاريخ بغداد ج2 ص124 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج29 ص94.

([19]) مسند أبي عوانة ج4 ص394 والخصال ج2 ص471 والبحار ج36 ص236 والمستدرك للحاكم ج3 ص617 والمعجم الكبير ج2 ص196 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج13 ص29 و 41.

([20]) راجع المصادر التالية: صحيح مسلم ج6 ص3 بعدة طرق، ومسند أحمد ج5 ص93 و 92 و 94 و 90 و 95 و 96 و 97 و 98 و 89 و 99 و 100 و 101 و 106 و 107 و 108 ومسند أبي عوانة ج4 ص394 وحلية الأولياء ج4 ص333 وإعلام الورى ص382 والعمدة لابن البطريق ص416 ـ 422 وإكمال الدين ج1 ص272 و 273 والخصال ج2 ص469 و 475 وفتح الباري ج13 ص181 ـ 185 والغيبة للنعماني ص119 ـ 125 وصحيح البخاري ج4 ص159 وينابيع المودة ص444 ـ 446 وتاريخ بغداد ج2 ص126 وج14 ص353 ومستدرك الحاكم ج3 ص 618 وتلخيصه للذهبي (مطبوع بهامش المستدرك) نفس الصفحة، ومنتخب الأثر ص10 ـ 23 عن مصادر كثيرة، والجامع الصحيح ج4 ص501 وسنن أبي داود ج4 ص116 وكفاية الأثر ص49 إلى آخر الكتاب، والبحار ج36 ص231 إلى آخر الفصل، وإحقاق الحق (الملحقات) ج13 ص1 ـ 50 عن مصادر كثيرة..

([21]) مجمع البيان ج3 ص223 و (ط مؤسسة الأعلمي) ص383 وسعد السعود للسيد ابن طاووس ص69 والبحار ج37 ص250 وكتاب الأربعين للماحوزي ص153 والتبيان ج3 ص588 ومجمع البحرين ج1 ص242.

([22]) الآية 67 من سورة المائدة.

([23]) شواهد التنزيل ج1 ص191 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص261 وشرح إحقـاق الحق ج14 ص39 = = وراجع: مكاتيب الرسول ج1 ص597 وقال في هامشه: راجع البرهان ج2 ص146 وكنز الدقائق ج3 ص137 و 140 و 158 ومجمع البيان ج3 ص223 والدر المنثور ج2 ص298 و ج3 ص259 و 260 ونور الثقلين ج2 وراجع إثبات الهداة ج1.

([24]) شواهد التنزيل ج1 ص193 و (مؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ـ ايران ) ج1 ص258 والأمالي للصدوق ص436 والتحصين لابن طاووس ص633 والبحار ج37 ص111 وتفسير نور الثقلين ج1 ص654 وتأويل الآيات لشرف الدين الحسيني ج1 ص159 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج14 ص34.

([25]) شواهد التنزيل ج1 ص193 والدر المنثور ج2 ص298 عن ابن أبي حاتم، وعبد بن حميد وابن جرير وأبي الشيخ وراجع: إكمال الدين ص276 والإحتجاج ج1 ص213 وفتح القدير ج2 ص60 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص351 والتحصين لابن طاووس ص633 والبحار ج33 ص147 ومناقب أهل البيت «عليهم السلام» للشيرواني ص129 وخلاصة عبقات الأنوار ج8 ص255 و 270 ولباب النقول (دار إحياء العلوم) للسيوطي ص94 و (دار الكتب العلمية) ص82 والغـديـر ج1 ص165 و 196 و 221 ومسنـد ابن = = راهويه ج1 ص402 ومسند الشاميين ج3 ص314 وتخريج الأحاديث والآثار ج1 ص413 والدر المنثور ج2 ص298.

([26]) الدر المنثور ج2 ص193 وص298 عن أبي الشيخ، وراجع: البرهان ج2 ص146 وكنز الدقائق ج3 ص137 و 140 و 158 ومجمع البيان ج3 ص344 و (ط مؤسسة الأعلمي) ص382 وتفسير الآلوسي ج6 ص193 ومكاتيب الرسول ج1 ص597 وروح المعاني ج2 ص348 وكتاب الأربعين للماحوزي ص152 وخلاصة عبقات الأنوار ج8 ص227 ومجمع البيان ج3 ص382 والغدير ج1 ص219 و 223 و 377 والبحار ج37 ص250 وإثبات الهداة، ونور الثقلين ج2 ص والدر المنثور ج2 ص298 وج3 ص259 و 260.

([27]) راجع: مجمع البيان ج3 ص223 وتفسير العياشي ج1 ص331 وتفسير البرهان ج1 ص489 وشواهد التنزيل ج1 ص192 وإقبال الأعمال للسيد ابن طاووس ج2 ص248 والغدير ج1 ص22 و 219 و 223 و 377 عن المجمع، وعن روح المعـاني ج2 ص348 وعن الثعلبي في تفسيره، وعن ابن المغـازلي كـما في = = ضياء العالمين، وراجع: البحار ج37 ص133 والطرائف ص145 والعمدة لابن البطريق ص107 ومناقب الإمام علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص25 وكتاب الأربعين للشيرازي ص115 و 231 وج9 ص169 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج5 ص89 وج6 ص253 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص138 وكتاب الأربعين للماحوزي ص143.

([28]) الآية 11 من سورة الفتح.

([29]) الآية 15 من سورة النور.

([30]) الآية 61 من سورة التوبة.

([31]) راجع: مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص25 والعمدة لابن البطريق ص107 والإحتجاج ج1 ص73 واليقين ص349 والبحار ج37 ص206 وتفسير نور الثقلين ج2 ص236 والغدير ج1 ص22 عنه وعن الثعلبي في تفسيره، كما في ضياء العالمين. وراجع: موسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» ج8 ص53 والتفسير الصافي ج2 ص58

([32]) الإحتجاج ج1 ص69 و 70 و 73 و 74 وراجع: روضة الواعظين ص90 و 92 والبرهان ج1 ص437 ـ 438 والغدير ج1 ص221 وفتح القـدير ج2 = = ص60 والدر المنثور ج2 ص298 عن عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ. وراجع: مناقب أهل البيت «عليهم السلام» للشيرواني ص130.

([33]) المسترشد في إمامة علي «عليه السلام» (ط مؤسسة الثقافة الإسلامية) ص465.

([34]) لعل الصحيح: فقَرَنَ.

([35]) الإحتجاج ج1 ص214 وإكمال الدين للصدوق ص277 والغدير ج1 ص166 والتحصين للسيد ابن طاووس ص634 والبحار ج31 ص412 وكتاب الأربعين للماحوزي ص442 ومصباح الهداية في إثبات الولاية للسيد علي البهبهاني ص354 والمناشدة والإحتجاج بحديث الغدير للشيخ الأميني ص14 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج4 ص79 وج5 ص36 وج13 ص52.

([36]) فرائد السمطين ج1 ص315 و 316 والغدير ج1 ص165 ـ 166 و 196 و 377 عنه، وإكمال الدين ج1 ص277 وراجع البرهان ج1 ص445 و 444 والبحار ج31 ص411 وج33 ص147 وكتاب الولاية لابن عقدة الكوفي ص198 وينابيع المودة للقندوزي ج1 ص347 وكتاب الأربعين للماحوزي ص441 وجامع أحاديث الشيعة ج1 ص28 وسليم بن قيس ص149 و (بتحقيق الأنصاري) ص199 والإحتجاج ج1 ص213 وكتاب الغيبة للنعماني ص75 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج5 ص35 وج20 ص96 و 361 وج21 ص78 وج22 ص285 وثمة بعض الإختلاف في التعبير.

([37]) كتاب سليم بن قيس ص148 والبرهان ج1 ص444 و 445 والغدير ج1 ص52 و 377 عن سليم بن قيس، وراجع ص217 عن ابن مردويه. وراجع: خلاصة عبقات الأنوار ج7 ص198 وج8 ص262.

([38]) الغدير ج1 ص51 ـ 52 و 217 و 378 عن كنز العمال ج6 ص153 عن المحاملي في أماليه، وعن شمس الأخبار ص38 عن أمالي المرشد بالله، وراجع: كشف الغمة ج1 ص318 والبحار ج37 ص177 وخلاصة عبقات الأنوار ج8 ص269 و 308 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص349 والغدير ج1 ص217 و 378 ومناقب علي بن أبي طالب «عليه السلام» وما نزل من القرآن في علي «عليه السلام» لابن مردويه ص240 وكشف الغمة ج1 ص324 و 325.

([39]) إعلام الورى ص132 و (نشر مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث) ج1 ص261.

([40]) البرهان في تفسير القرآن ج1 ص488 والكافي ج1 ص290 والتفسير الأصفى ج1 ص285 وتفسير نور الثقلين ج1 ص588 والتفسير الصافي ج2 ص52 وشرح أصول الكافي ج6 ص122 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص287.

([41]) تفسير العياشي ج1 ص332 والبرهان (تفسير) ج1 ص489 والبحار ج37 ص139 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص262 وتفسير الميزان ج6 ص53 وغاية المرام ج3 ص325.

([42]) مسند أحمد ج4 ص281 والمصنف لابن أبي شيبة ج7 ص503 وكنز العمال ج13 ص134 والتفسير الكبير للرازي (ط الثالثة) ج12 ص2 و 49 وتفسير الآلوسي ج6 ص194 وتفسير الثعلبي ج4 ص92 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص220 و 221 و 222 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص632 والبداية والنهاية ج5 ص229 وج7 ص386 والمناقب للخوارزمي ص156 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص417 وجواهر المطالب في مناقب الإمام علي «عليه السلام» لابن الدمشقي ج1 ص84 ونهج الإيمان لابن جبر ص113 و 116 و 120 وتنبيه الغافلين عن فضائل الطالبين لابن كرامة ص64 و 65 وبشارة المصطفـى ص284 وذخـائـر العقبى للطـبري ص67 ونظـم درر السمطين = = للزرندي الحنفي ص109 وينابيع المودة للقندوزي ج1 ص98 و 101 و 158 وج2 ص285 ومودة القربى (المودة الخامسة)، وبناء المقالة الفاطمية لابن طاووس ص294 و 297 وتفسير غرائب القرآن للنيسابوري ج6 ص170 وخصائص الوحي المبين لابن البطريق ص90 والمناقب لابن شهرآشوب ج2 ص236 و 237 والعمدة لابن البطريق ص92 و 96 و 100 والمراجعات ص263 وشرح أصول الكافي ج5 ص196وج6 ص120 والعدد القوية للحلي ص185 والطرائف ص146 و 150 والبحار ج37 ص149 و 159 و 179 و 198 و 249 وكتاب الأربعين للماحوزي ص144 و 148 والإكمال في أسماء الرجال ص25 وخلاصة عبقات الأنوار ج1 ص305 وج7 ص29 و 54 و 61 و 69 و 86 و 92 و 115 و 119 و 122 و 124 و 127 و 146 و 148 و 149 و 167 و 170 و 180 و 182 و 192 و 196 و 208 و 218 و 253 و 285 و 295 و 301 و 321 و 326 وج8 ص218 و 234 و 241 و 247 و 259 و 272 وج9 ص93 والغدير ج1 ص19 و 143 و 144 و 219 و 220 و 221 و 271 و 272 و 273 و 274 و 275 و 277 و 279 و 280 و 281 و 306 و 355 وج2 ص37 وج6 ص56 وكتاب الأربعين للشيرازي ص116 و 118 و 120 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص264 و 272 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص231 و 235 و 236 و 238 و 239 و 240 و 290 و 362 و 363 و 364 و 366 وج14 ص34 و 561 و 569 و 583 وج20 ص173 و 174 و 358 و 603 وج21 ص31 و 32 و 34 و 35 و 37 و 38 و 39 و 40 و 66 و 86 و 88 وج22 ص113 و 115 و 121 وج23 ص4 و 9 و 325 و 554 و 635 و 637 وج30 ص23 و 418 و 419 ومناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» للكوفي ج2 ص368 و 370.

([43]) ما نزل من القرآن في علي «عليه السلام» لأبي نعيم ص86 وثمار القلوب للثعالبي ص636 وراجع: تاريخ بغداد ج8 ص290 و (ط دار الكتب العلمية) ج8 ص284 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص233 و 234 وسير أعلام النبلاء ج19 ص328 والبداية والنهاية ج7 ص386 والمناقب للخوارزمي ص156 ومناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» للكوفي ج2 ص430 و 516 وينابيع المودة ج2 ص249 وكشف الغمة ج1 ص238 و 335 وكشف اليقين ص208 و 250 ونهج الإيمان لابن جبر ص427 والإرشاد ج1 ص177 وكنز الفوائد ص232 والعمدة لابن البطريق ص106 و 170 و 195 و 344 والطرائف ص147 والمحتضر للحلي ص114 وبشارة المصطفى ص158 و 402 وإعلام الورى ج1 ص262 و 329 وتنبيه الغافلين عن فضائل الطالبين لابن كرامة ص64 والبحار ج21 ص388 وج37 ص108 و 142 و 251 وج38 ص344 وج94 ص110 وج95 ص321 ومسار الشيعة للمفيد ص39 والأمالي للصدوق ص50 والمحتضر للحلي ص114 ورسائل المرتضى للشريف المرتضى ج4 ص131 وكتاب سليم بن قيس (بتحقيق الأنصاري) ص 356 وروضة الواعظين للنيسابوري ص350 وشرح أصول الكافي ج5 ص196 وج6 ص120 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص134 و 246 و 277 و 344 و 354 وج8 ص261 و 278 و 279 و 302 و 303 وج9 ص186 والغدير ج1 ص11 و 222 و 233 و 272 و 275 و 276 و 392 و 402 والمعيار والموازنة ص212 وتفسير الإمام العسكري «عليه السلام» ص112 وتفسير فرات الكوفي ص516 وخصائص الوحي المبين لابن البطريق ص97 و 153 وتفسير كنز الدقائق ج1 ص114 وشواهد التنزيل للحسكاني ج1 ص203 وج2 ص391.

([44]) مجمع البيان ج3 ص223.

([45]) الآية 30 من سورة الأنفال.

([46]) راجع: تاريخ مدينة دمشق ج42 ص226 و 227 ومناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص25 والعمدة لابن البطريق ص107 وإقبال الأعمال ج2 ص248 والطرائف ص145 وكتاب الأربعين للشيرازي ص115 ومكاتيب الرسول ج1 ص597 والبحار ج37 ص134 وشرح إحقاق الحق ج5 ص89 وج6 ص253 وج30 ص408 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص138 و 231 ج9 ص169 والغدير ج1 ص22 عنه، وعن الثعلبي في تفسيره، كما في ضياء العالمين.

([47]) الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان ج1 ص444 ومسند أحمد ج4 ص16 ومسند الطيالسي ص182 ومجمع الزوائد ج1 ص20 وج10 ص408 وقال: رواه الطبراني، والبزاز بأسانيد رجال بعضها عند الطبراني والبزار رجال الصحيح، وكشف الأستار عن مسند البزار ج4 ص206 وقال في هامش (الإحسان): إنه في الطبراني برقم: 4556 و 4559 و 4557 و 4558 و 4560. وراجع: بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث ص212 والآحاد والمثاني ج5 ص24 وصحيح ابن حبان ج1 ص444 والمعجم الكبير للطبراني ج5 ص50 و 51 وموارد الظمآن للهيثمي ج1 ص103 وكنز العمال ج10 ص477 وتهذيب الكمال للمزي ج9 ص208. وراجع: مسند الحارث ج3 ص103 والمسند الجامع ج12 ص221 وحلية الأولياء ج3 ص93.

 
   
 
 

العودة إلى موقع الميزان