تغسيل رسول الله  

   

صفحة :5-42   

تغسيل رسول الله  

إبليس يغريهم بترك تغسيل النبي :

عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن الحارث بن يعلى بن مرة، عن أبيه، عن جده قال: قبض رسول الله «صلى الله عليه وآله» فستر بثوب، ورسول الله «صلى الله عليه وآله» خلف الثوب، وعلي «عليه السلام» عند طرف ثوبه وقد وضع خديه على راحته، والريح يضرب طرف الثوب على وجه علي «عليه السلام»، قال: والناس على الباب وفي المسجد ينتحبون ويبكون، وإذا سمعنا صوتاً في البيت: إن نبيكم طاهر مطهر، فادفنوه ولا تغسلوه.

قال: فرأيت علياً «عليه السلام» حين رفع رأسه فزعاً، فقال: اخسأ عدو الله، فإنه أمرني بغسله، وكفنه ودفنه، وذاك سنَّة.

قال: ثم نادى مناد آخر غير تلك النغمة: يا علي بن أبي طالب، استر عورة نبيك، ولا تنزع القميص([1]).

ونقول:

من الواضح أن إبليس لعنه الله إنما يريد إلقاء الشبهة في قلوب ضعفاء العقل والإيمان، وقاصري المعرفة بالدين وأحكامه. فلعلّ الأمور تنتهي إلى الإختلاف بين المسلمين، حتى لو أصر علي «عليه السلام» على تغسيله، حيث سيكون هناك من يتهمه بأن هذا مجرد اجتهاد منه، ولعله قد أخطأ فيه، ولاسيما إذا لم يستطع أولئك الناس أن يفرقوا بين الملك والشيطان، فيظنون أن الذي كلمهم ملك.

ولكن وصية النبي «صلى الله عليه وآله» لعلي، قد مكنت علياً «عليه السلام» من إزالة الشبهة، وإبعاد وسوسات الشيطان عنهم بأهون سبيل..

تغسيل الرسول :

قال ابن إسحاق: فلما بويع أبو بكر أقبل الناس على جهاز رسول الله «صلى الله عليه وآله» يوم الثلاثاء.

وروى ابن سعد عن علي، وأبو داود ومسدد، وأبو نعيم وابن حبان، والحاكم والبيهقي، وصححه الذهبي، عن عائشة قالت: لما أرادوا غسل رسول الله «صلى الله عليه وآله» اختلفوا فيه، فقالوا: والله ما ندري كيف نصنع، أنجرد رسول الله «صلى الله عليه وآله» ثيابه كما نجرد موتانا؟ أم نغسله وعليه وثيابه؟

فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم، حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره، ثم كلمهم مكلم من ناحية البيت لا يدرون من هو أن غسلوا رسول الله «صلى الله عليه وآله» وعليه ثيابه.

فقاموا إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» وعليه قميصه، فغسلوه يفاض عليه الماء والسدر فوق القميص، ويدلكونه بالقميص دون أيديهم [فكانت عائشة تقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت، ما غسله إلا نساؤه] ([2]).

وعن علي «عليه السلام» قال: لما أخذنا في جهاز رسول الله «صلى الله عليه وآله» أغلقنا الباب دون الناس جميعاً، فنادت الأنصار: نحن أخواله، ومكاننا من الإسلام مكاننا.

ونادت قريش: نحن عصبته.

فصاح أبو بكر: يا معشر المسلمين، كل قوم أحق بجنازتهم من غيرهم، فننشدكم الله، فإنكم إن دخلتم أخرتموهم عنه، والله لا يدخل عليه إلا من دعي([3]).

وعن ابن عباس قال: اجتمع القوم لغسل رسول الله «صلى الله عليه وآله» وليس في البيت إلا أهله: عمه العباس بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، والفضل بن عباس، وقثم بن عباس، وأسامة بن زيد بن حارثة، وصالح مولاه.

فلما اجتمعوا لغسله، نادى مناد من وراء الناس، وهو أوس بن خولي الأنصاري، أحد بني عوف بن الخزرج، وكان بدرياً على علي بن أبي طالب، فقال: يا علي، ننشدك الله وحظنا من رسول الله «صلى الله عليه وآله».

فقال له علي «عليه السلام»: ادخل، فدخل فحضر غسل رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ولم يلِ من غسله شيئاً، فأسنده علي إلى صدره، وعليه قميصه، وكان العباس، والفضل، وقثم يقلبونه مع علي، وكان أسامة بن زيد، وصالح مولاه يصبان الماء، وجعل علي يغسله، ولم يرَ من رسول الله «صلى الله عليه وآله» شيئاً مما يُرى من الميت، وهو يقول: بأبي وأمي ما أطيبك حياً وميتاً، حتى إذا فرغوا من رسول الله «صلى الله عليه وآله» وكان يغسل بالماء والسدر جففوه، ثم صنع به ما يصنع بالميت([4]).

ونقول:

إن لنا على هذه النصوص ملاحظات عديدة، نذكر منها ما يلي:

متى أقبل الناس على جهاز الرسول ؟!:

إن ما زعمه ابن إسحاق، من أن الناس أقبلوا على جهاز رسول الله «صلى الله عليه وآله» بعد بيعة أبي بكر، لا يصح للأسباب التالية:

أولاً: ما روي من أن علياً «عليه السلام» قد جهز رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وانتهى من دفنه قبل أن ينتهي أهل السقيفة من سقيفتهم، وقال «عليه السلام» بعد انتهائه من إهالة التراب عليه «صلى الله عليه وآله»، وقد اتكأ على مسحاته وسأل عن خبر أهل السقيفة..

ثانياً: قد ذكرنا أن الأقوال حول وقت دفنه «صلى الله عليه وآله» مختلفة، ومن جملتها: أنه «صلى الله عليه وآله» دفن ليلة الثلاثاء، أو يوم الثلاثاء، أو يوم الأربعاء، ولا يتوافق أكثرها مع دعوى ابن إسحاق هذه، من أن الناس بعد البيعة لأبي بكر قد أقبلوا على جهاز رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ٍلأن السقيفة وإن كانت قد انتهت يوم الإثنين، لكن البيعة العامة قد بدأت يوم الثلاثاء، واستمرت عدة أيام.

ثالثاً: لو سلمنا: أنه «صلى الله عليه وآله» دفن يوم الأربعاء، فالسؤال هو: إذا كان الناس قد بدأوا بتجهيزه «صلى الله عليه وآله» يوم الثلاثاء، فلماذا لم يدفن إلا في يوم الأربعاء؟! فإن تجهيزه ودفنه «صلى الله عليه وآله» لا يحتاج إلى أكثر من ساعتين على أبعد تقدير!!

رابعاً: إن علياً «عليه السلام» وبني هاشم لم يحضروا اجتماع السقيفة يوم الإثنين، لأنهم كانوا مشغولين بجهاز رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وقد صرحت رواياتهم: بأن الصحابة بمن فيهم المهاجرون والأنصار قد تركوا أمر تجهيز النبي «صلى الله عليه وآله» إلى أهله، فما معنى قولهم: «إن الناس أقبلوا على جهازه يوم الثلاثاء»؟!

موقف عائشة من غسل النبي :

ولا ندري ما الذي دعا عائشة إلى الندم على عدم تصدي نساء النبي «صلى الله عليه وآله» لغسله، فهل وجدت علياً «عليه السلام» قد قصر في القيام بما يجب عليه في تغسيل النبي «صلى الله عليه وآله»؟!

أم أنها ندمت على فوات هذه الفضيلة منها، واختصاص علي «عليه السلام» بهذا الفضل دونها؟!

أم أنها ترى نفسها أقرب إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» من ابنته «عليها السلام»، فتريد أن تستبدَّ برسول الله «صلى الله عليه وآله» دونها؟!

وإذا كان النبي «صلى الله عليه وآله» قد أوصى علياً «عليه السلام» بأن يتولى تغسيله، فهل تستطيع هي أن تبطل هذه الوصية، وتمنع من تنفيذها؟! وهل يرضى الصحابة منهابذلك؟!

أوس بن خولي شارك في الدفن لا في التغسيل:

وقد زعمت الرواية أيضاً: أن علياً «عليه السلام» قد أدخل أوس بن خولي الأنصاري، فحضر، ولم يشارك في غسل رسول الله «صلى الله عليه وآله»..

وكأن ثمة تعمداً من هؤلاء الرواة للإيحاء بأن دخول أوس قد كان بلا فائدة ولا عائدة، مع أنه سيأتي: أنه شارك في حمل رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى قبره، ثم تناوله منه علي «عليه السلام»..

بل يظهر من تلك الرواية: أن الأنصار إنما طلبوا المشاركة في دفن النبي «صلى الله عليه وآله» لا في تغسيله..

ونحسب أن سبب تعمد هذا التضعيف لدور الأنصار: أن أحداً من المهاجرين الذين حضروا السقيفة، واستأثروا بالأمر لم يكن له نصيب في شرف المشاركة في شيء من مراسم تجهيز رسول الله «صلى الله عليه وآله» ودفنه، فلم تطب أنفس محبي هؤلاء بالجهر بفوز أوس بن خولي الأنصاري بهذا الشرف دونهم..

تجريد رسول الله للغسل:

ولا مجال لقبول ما ذكرته عائشة من اختلاف الصحابة في تجريد رسول الله «صلى الله عليه وآله» للغسل وعدمه.

فإنه لا مجال للاختلاف في ذلك بين أحد من الناس، ما دام أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد كلف خصوص علي «عليه السلام» بأن يغسله، وهو «عليه السلام» لم يكن جاهلاً بهذا الأمر ليحتاج إلى رأي غيره فيسألهم عنه، ليقع الاختلاف بينه وبينهم.

مع العلم بأن الله قد أكمل دينه، وأبلغ جميع الأحكام.. فلا مجال للحيرة، والاختلاف..

إلا إذا فرض أنه «صلى الله عليه وآله» قد أبلغ هذا الحكم لشخص بعينه، وهو من سيقوم بهذه المهمة بوصية منه، وهو خصوص علي أمير المؤمنين «عليه السلام»، حيث لا بد أن يعرِّفه بهذا الحكم الشرعي المتبقي من الشريعة، لكي يطبقه على مورده.

ولا يعقل أن يتكتَّم «صلى الله عليه وآله» على ما هو جزء من الشريعة، وقد حضر وقت العمل به، لأن موته «صلى الله عليه وآله» سيبقي هذا الحكم مجهولاً، وتبقى الشريعة ناقصة، وسوف لا ينزل جبرئيل على أحد بعد رسول الله «صلى الله عليه وآله» وفي هذه الصورة يكفي أن يخبرهم علي بما عهد له به رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ولا تبقى حاجة ولا مجال لرأي أبي بكر، أو غيره..

أما افتراض أن يكون تبليغ هذا الحكم من متكلم مجهول، يسمعون صوته، ولا يرون شخصه، فهو لا يدفع الإشكال، بل هو يؤكده ويقويه، إذ لعل المتكلم المجهول كان شيطاناً أيضاً. لا سيما مع ما سمعناه آنفاً عن إبليس، حيث طلب منهم أن يدفنوا نبيهم من دون غسل أصلاً..

ولولا أن علياً «عليه السلام» أعلمهم أن هذا صوت إبليس، وأن النبي «صلى الله عليه وآله» قد أوصاه بتغسيله لأطاعوا إبليس فيما دعاهم إليه ولو لزعمهم أنهم حسبوه ملَكاً!!..

وإذا كان جبرئيل قد أمرهم حين غسل النبي «صلى الله عليه وآله» بأن لا يجردوا النبي «صلى الله عليه وآله» من قميصه.

فقد يكون لأجل أن بعض الناس قد حاول الطعن بصحة فعل أمير المؤمنين «عليه السلام»، فدافع جبرئيل عنه، وصوَّب فعله، وقطع الطريق أمام عبث العابثين، وكيد الخائنين.

على أن هذا النوم المفاجئ حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره، وسائر ما ذكرته عائشة، لم يكن أمراً عادياً، بل هو معجزة ظاهرة، وكرامة باهرة، وهي مما تتوفر الدواعي على نقله، فلماذا لم ينقله لنا أحد من الصحابة سوى عائشة؟!! مع أن المفروض: أن تكون عائشة في معزل عن هذا الأمر، مراعية لحجابها، مع سائر نسائه «صلى الله عليه وآله».

أبو بكر: كل قوم أحق بجنازتهم:

وعن نداء الأنصار: نحن أخواله، ونداء قريش: نحن عصبته، وتدخُّل أبي بكر لحسم الأمر.. نقول:

إنه أيضاً موضع شك وريب.

أولاً: لأن المفروض: أن أبا بكر، وعمر، وأبا عبيدة وغيرهم من المهاجرين، وكذلك سعد بن عبادة، وأسيد بن حضير، والحباب بن المنذر وغيرهم من الأنصار، كانوا حين تجهيز رسول الله «صلى الله عليه وآله» في سقيفة بني ساعدة، فما معنى قول الرواية: إن أبا بكر قد كلَّم المهاجرين والأنصار بالكف عن المطالبة بالمشاركة في تجهيز رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟!

وأما إشراك أوس بن خولي الأنصاري، ومطالبة الأنصار بالمشاركة فإنما كان حين وضع النبي «صلى الله عليه وآله» كما سنشير إليه في موضعه إن شاء الله تعالى.

ثانياً: إن أبا بكر وعمر قد اعترضا على علي «عليه السلام» بأنه لم يُشْهِدُهما أمر رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فردّ عليهما بأن السبب في ذلك: أنه لم يرد أن يعرضهما للخطر، لأنه ما من أحد يرى عورة النبي «صلى الله عليه وآله» ـ والمراد ما يواريه قميصه ـ إلا ذهب بصره([5]).

وقد حاول بعض الإخوة أن يصر على إرادة الصورة الحقيقية، وأن المراد هو رؤيتها اتفاقاً، فإنه يوجب العمى إلا إن كان الرائي هو علي «عليه السلام» وقال: لو كان المراد بالعورة ما يواريه القميص لرخص علياً «عليه السلام» بأن يغسله مع التجريد من القميص مع ستر العورة ويؤيد ذلك: أن الرواية الآتية عن الإمام الكاظم تقول:

إن علياً «عليه السلام» أراد تجريد النبي «صلى الله عليه وآله» من قميصه، فدل ذلك على أن حكم التجريد شيء، وحكم رؤية العورة شيء آخر وسيأتي أن رواية عدم تجريد الميت من قميصه للغسل تدل على أن ذلك ليس من مختصات رسول الله «صلى الله عليه وآله» مع أن ظاهر الروايات الناهية عن تغسيل غير علي له «صلى الله عليه وآله» معااة بأن ما رأى أحد عورته «صلى الله عليه وآله» إلا عمي، ظاهرها خصوصية النبي «صلى الله عليه وآله»..

ونقول: إن ما ذكره هذا الأخ الكريم لا مجال لقبوله، فإن علياً «عليه السلام» لابد أن يبالغ في الإحتيلط في الستر ولن يسمح بأن تصبح عورة رسول الله في معرض رؤية أحد، لا هو ولا غيره، لا عمداً ولا اتفاقاً.. ونهي النبي «صلى الله عليه وآله» علياً عن تجريده من قميصه مع أنه يجوز لعلي «عليه السلام» أن يغسله مجرداً منه إنما هو لإعلام الآخرين بخصوصية علي والنبي «صلى الله عليه وآله» في هذا الحكم الخاص ولعل رواية الإمام الكاظم «عليه السلام» الآتية تدل إلزامية هذا الحكم فلا مجال لإدعاء استحبابية هذا الحكم وبذلك يظهر الفرق بين النبي وبين غيره في هذا الحكم، فإن تغسيل النبي في قميصه لازم، وتغسيل غيره كذلك مندوب.

أمور أخرى تضمنتها الرواية:

وقد تضمنت الرواية المتقدمة أموراً أخرى، لا مجال لقبولها أيضاً، وستأتي الإشارة إلى ما يبطلها، ومن ذلك:

ألف: الإقتصار في حديث التغسيل على ذكر الماء والسدر، من دون إشارة إلى الكافور، مع أنهم يعتبرون أن الكافور مطلوب في تغسيل الميت.

ب: عد أسامة بن زيد، وصالح مولاه من أهل بيت النبي «صلى الله عليه وآله»، وليس الأمر كذلك، وإلا للزم عدّ غيرهما من مواليه أيضاً في جملة أهل بيته.

ج: حديث إسناد علي «عليه السلام» النبي «صلى الله عليه وآله» إلى صدره يكذب ما ادَّعوه من أن الفضل بن العباس أخذ بحضن النبي «صلى الله عليه وآله»، وعلي «عليه السلام» يغسله..

د: حديث أن العباس والفضل وقثماً كانوا يقلبون «صلى الله عليه وآله».. ينافي حديث أنهم كانوا يناولون علياً «عليه السلام» الماء، أو كان أحدهم يأخذ بالثوب ليظلل به، أو أن أحدهم كان قاعداً، وأن الملائكة هي التي كانت تقلبه لعلي «عليه السلام».. أو نحو ذلك مما ورد في الروايات.

هـ: حديث أن أسامة وصالحاً كانا يصبان الماء أيضاً ينافي سائر الروايات كما سنرى..

علي يغسل النبي وحده:

وقد ادَّعوا: أن العباس وولديه الفضل وقثماً كانوا يساعدون علياً «عليه السلام» في تغسيل النبي «صلى الله عليه وآله»([6]).

وكان أسامة بن زيد وشقران يصبان الماء([7]).

وفي نص آخر ذكر بدل شقران صالح مولاهما، أي مولى علي «عليه السلام» وأسامة([8]).

ونص أيضاً ذكر: «أسامة بن زيد وقثم»([9]).

وفي نص آخر: «أسامة بن زيد، وأوس بن خولة»([10]).

وفي نص آخر أيضاً: «والفضل وقثم وأسامة وصالح يصبون عليه»([11]).

وفي نص آخر: «والعباس يصب الماء»([12]).

وفي نص: «غسله على والعباس والفضل بن العباس وصالح مولى رسول الله»([13]).

ونص آخر يقول: «غسله علي والعباس، وابناه: الفضل وقثم»([14]).

وراوية أخرى تقول: «كان العباس وأسامة يناولان علياً الماء من وراء الستر»([15]).

وقال في رواية أخرى: «فغسله علي «عليه السلام»، يدخل يده تحت القميص، والفضل يمسك الثوب عنه، والأنصاري يدخل الماء»([16]).

ونقول:

إن ذلك كله موضع شك وريب، وذلك لما يلي:

1 ـ روي عن الإمام الكاظم «عليه السلام» أنه قال: قال علي «عليه السلام»: غسلت رسول الله «صلى الله عليه وآله» أنا وحدي وهو في قميصه، فذهبت أنزع عنه القميص، فقال جبرئيل: يا علي، لا تجرد أخاك من قميصه فإن الله لم يجرده، فغسله في قميصه([17]).

2 ـ وفي حديث المناشدة: هل فيكم أحد غسل رسول الله «صلى الله عليه وآله» غيري؟

قالوا: اللهم لا.

قال: هل فيكم أحد أقرب عهداً برسول الله «صلى الله عليه وآله» مني.

قالوا: اللهم لا.

قال فأنشدكم الله: هل فيكم أحد نزل في حفرة رسول الله «صلى الله عليه وآله» غيري؟!

قالوا: اللهم لا([18]).

3 ـ روي عن علي «عليه السلام» قوله: «إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» أوصى إليَّ وقال: يا علي، لا يلي غسلي غيرك، أو لا يواري عورتي غيرك، فإنه إن رأى أحد عورتي غيرك تفقأت عيناه..

فقلت له: كيف؟ فكيف لي بتقليبك يا رسول الله.

فقال: إنك ستعان.

فوالله ما أردت أن أقلب عضواً من أعضائه إلا قلب لي ([19]).

4 ـ وعن علي «عليه السلام»: «أوصاني النبي «صلى الله عليه وآله» لا يغسله غيري، فإنه لا يرى عورتي إلا طمست عيناه»([20]).

5 ـ وحينما اعترض أبو بكر وعمر على أمير المؤمنين «عليه السلام» بأنه لم يُشهدهما أمر رسول الله «صلى الله عليه وآله» رد عليهما بقوله: «أما ما ذكرتما أني لم أشهدكما أمر رسول الله «صلى الله عليه وآله» فإنه قال: لا يرى عورتي أحد غيرك إلا ذهب بصره» فلم أكن لأؤذيكما به.

وأما كبي عليه فإنه علمني ألف حرف، كل حرف يفتح ألف حرف، فلم أكن لأطلعكما على سر رسول الله «صلى الله عليه وآله»([21]).

6 ـ روي عن ابن عباس، وعن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: أن العباس لم يحضر غسل رسول الله «صلى الله عليه وآله» قال: لأني كنت أراه يستحي أن أراه حاسراً([22]).

7 ـ عن النبي «صلى الله عليه وآله» قال: يا علي، تغسلني، ولا يغسلني غيرك، فيعمى بصره.

قال علي «عليه السلام»: ولِمَ يا رسول الله؟.

قال «صلى الله عليه وآله»: كذلك قال جبرئيل عن ربي: إنه لا يرى عورتي غيرك إلا عمي بصره.

إلى أن تقول الرواية: قلت: فمن يناولني الماء؟

قال «صلى الله عليه وآله»: الفضل بن العباس، من غير أن ينظر إلى شيء مني، فإنه لا يحل له ولا لغيره من الرجال والنساء النظر إلى عورتي، وهي حرام عليهم.

إلى أن قال «صلى الله عليه وآله»: وأحضر معك فاطمة، والحسن والحسين «عليهم السلام»، من غير أن ينظروا إلى شيء من عورتي([23]).

8 ـ قد ذكرت الروايات: أنه لما أراد «عليه السلام» غسله استدعى الفضل بن عباس، فأمره أن يناوله الماء بعد أن عصب عينيه([24]) إشفاقاً عليه من العمى.

9 ـ وفي نص آخر: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قال لعلي «عليه السلام»: «جبرئيل معك يعاونك، ويناولك الفضل الماء. وقل له: فليغطِّ عينيه، فإنه لا يرى أحد عورتي غيرك، إلا انفقأت عيناه»([25]).

فاتضح مما تقدم: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد غُسِّل في قميصه، وأن علياً «عليه السلام» قد عصب عيني الفضل بن العباس. وأن علياً «عليه السلام» هو الذي غسل النبي «صلى الله عليه وآله» من وراء الثياب. وأنه لم يَر عورة رسول الله «صلى الله عليه وآله».

واتضح أيضاً: أن ما زعموه من أن العباس وابنيه كانوا يساعدون علياً «عليه السلام» في تقليب النبي «صلى الله عليه وآله» غير ظاهر، ولا سيما مع وجود روايات تقول: إن الملائكة هي التي كانت تساعد علياً «عليه السلام» على تغسيله «صلى الله عليه وآله»، وتقلِّبه له.

يضاف إلى ذلك: اختلاف الروايات في المهمات التي أوكلت إلى هؤلاء الأشخاص، فهل كان الفضل يساعد علياً «عليه السلام» في تقليب النبي «صلى الله عليه وآله»؟

أم أنه كان يناوله الماء من وراء الستر وهو معصوب العينين؟

أم أنه كان يمسك الثوب عنه؟

وهل شارك العباس في تغسيله؟

أم في صب الماء؟

وهل كان أسامة يصب الماء؟

أم كان يناوله علياً «عليه السلام»؟أأ

 

المقصود برؤية عورة النبي :

قد ذكرت بعض الروايات: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قال: لا يحل لمسلم أن يرى عورتي إلا علي «عليه السلام»، أو نحو ذلك.

وليس المقصود بالعورة معناها المعروف.

بل المقصود بالعورة التي يجوز لعلي «عليه السلام» أن يراها منه «صلى الله عليه وآله»، هو ما يواريه القميص من جسد النبي «صلى الله عليه وآله»، وهو الذي صرح العباس بأن النبي «صلى الله عليه وآله» كان يستحي أن يراه حاسراً عنه.

وهذا كله يعطينا: أن عصب عيني الفضل ـ مع كون التغسيل مع وجود القميص ـ إنما هو لكي لا يرى شيئاً من جسد رسول الله «صلى الله عليه وآله»، مما لم يكن كشفه مألوفاً، فإن هذا المقدار أيضاً لا يجوز أن يراه أحد، ولا بد أن يبقى مخفياً، لأن حكمه حكم العورة من جهة حرمة رؤيته، كما أن رؤيته توجب إصابة الرائي بالعمى..

ولكن كان يجوز لعلي «عليه السلام» أن يرى هذا المقدار.. لأن ذلك من خصائص النبي «صلى الله عليه وآله» وعلي «عليه السلام»: أن لا ينظر أحد إلى بدن النبي «صلى الله عليه وآله» غير علي، ولذلك لم يعصب علي «عليه السلام» عينيه عنه.

أما العورة الحقيقية نفسها، فلم يرها علي «عليه السلام»، لأن رؤيتها محرمة عليه وعلى غيره. ويشهد على ما ذكرناه أن علياً «عليه السلام» قد غسل النبي «صلى الله عليه وآله» في قميصه.

تغسيل النبي في قميصه:

قد ورد في الروايات ما يدل على أنه لا يحل لأحد رؤية جسد النبي «صلى الله عليه وآله» إلا علي «عليه السلام»، وذلك مثل:

ألف: عن جابر: أنه «صلى الله عليه وآله» قال: لا يحل لرجل أن يرى مجردي إلا علي([26]).

ب: عن السائب بن يزيد أنه «صلى الله عليه وآله» قال: لا يحل لمسلم يرى مجردي (أو عورتي) إلا علي([27]).

ج: وفي نص آخر: فكان العباس وأسامة يناولان الماء من وراء الستر وهما معصوبا العين، قال علي: فما تناولت عضواً إلا كأنما يقلَّبه معي ثلاثون رجلاً، حتى فرغت من غسله([28]).

فلا بد أن يراد بهذه الروايات وأمثالها.. ما ينسجم مع روايات تغسيله «صلى الله عليه وآله» وهو في قميصه، أو ثيابه، وهي كثيرة، فلاحظ ما يلي:

1 ـ الرواية المتقدمة عن الإمام الكاظم «عليه السلام» وقد تضمنت قول جبرئيل لعلي «عليه السلام»: يا علي، لا تجرد أخاك من قميصه، فإن الله لم يجرده([29])، فغسله في قميصه.

2 ـ عن بريدة: ناداهم مناد من الداخل: أن لا تنزعوا عن رسول الله قميصه([30]).

3 ـ إن العباس «رحمه الله» قد علل عدم حضوره غسل رسول الله «صلى الله عليه وآله» بقوله: «لأني كنت أراه يستحي أن أراه حاسراً».

4 ـ قد ورد أنه نادى منادٍ: يا علي بن أبي طالب، استر عورة نبيك، ولا تنزع القميص.

5 ـ في حديث المناشدة: أنه «عليه السلام» غسله مع الملائكة، وهم يقولون: استروا عورة نبيكم ستركم الله([31]).

6 ـ ذكروا: أنه لما غسل النبيَّ «صلى الله عليه وآله» عليٌّ «عليه السلام» أسنده على صدره، وعليه قمصيه يدلكه به من ورائه، ولا يفضي بيده إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ويقول: بأبي وأمي، ما أطيبك حياً وميتاً. ولم يُر من رسول الله «صلى الله عليه وآله» شيء يُرى من الميت([32]).

7 ـ في حديث عن علي «عليه السلام»: «وأما السادسة عشرة، فإني أردت أن أجرده، فنوديت: يا وصي محمد! لا تجرده، فغسلته والقميص عليه، فلا والله الذي أكرمه بالنبوة، وخصه بالرسالة، ما رأيت له عورة»([33]).

8 ـ عن ابن عباس في حديث: «فغسله علي يدخل يده تحت القميص»([34]).

9 ـ في نص آخر: «غسله علي، والعباس وابناه: الفضل، وقثم. وغسلوه وعليه قميصه لم ينزع»([35]).

10 ـ عن علي «عليه السلام»: أوصى رسول الله «صلى الله عليه وآله» أن لا يغسله أحد غيره، فإنه لا يرى أحد عورتي إلا طمست عيناه.

قال علي «عليه السلام»: فكان العباس وأسامة يناولان الماء من وراء الستر.

11 ـ عن محمد بن قيس مرسلاً وفيه ضعف قال: قال علي: وما كنا نريد أن نرفع منه عضواً لنغسله إلا رفع لنا حتى انتهينا إلى عورته، فسمعنا من جانب البيت صوتاً: لا تكشفوا عن عورة نبيكم([36]).

12 ـ في حديث آخر: أنهم «سمعوا صوتاً في البيت: لا تجردوا رسول الله «صلى الله عليه وآله»، واغسلوا كما هو في قميصه.

فغسله علي «عليه السلام» يدخل يده تحت القميص، والفضل يمسك الثوب عنه، والأنصاري يدخل الماء، وعلى يد علي «عليه السلام» خرقة، ويدخل يده»([37]).

13 ـ تقدم قوله «صلى الله عليه وآله» عن الفضل بن العباس: «من غير أن ينظر إلى شيء مني».

فاتضح أن المراد من قوله «صلى الله عليه وآله»: «لا يرى عورتي غير علي إلا كافر»([38]). هو ما لم تجر العادة على كشفه، لا العورة بمعناها المعروف.

وكذلك الحال بالنسبة إلى سائر الروايات التي ذكرت أو أشارت إلى هذا المعنى بنحو أو بآخر.

إفتراؤهم على علي :

ولكننا نجد في مقابل ذلك، أنهم رووا عن علي «عليه السلام» أنه قال: غسلت رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فذهبت أنظر ما يكون من الميت، فلم أر شيئاً، فكان طيباً حياً وميتاً([39])، أو نحو ذلك.

وعن سعيد بن المسيب قال: التمس علي من النبي «صلى الله عليه وآله» عند غسله ما يلتمس من الميت، فلم يجد شيئاً، فقال: بأبي أنت وأمي طبت حياً وميتاً([40]).

وعن علباء بن أحمر قال: كان علي والفضل يغسلان رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فنودي علي: ارفع طرفك إلى السماء([41]).

وعن عبد الله بن ثعلبة بن صعير قال: غسل رسول الله «صلى الله عليه وآله» علي، والفضل، وأسامة بن زيد وشقران، وولي غسل سفلته علي، والفضل محتضنه، وكان العباس وأسامة بن زيد وشقران يصبون الماء([42]).

ونقول:

إننا لا نشك في أن المقصود بهذه التعابير الإساءة إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» وإلى علي «عليه السلام» على حد سواء.

فأولاً: إن الروايات الكثيرة المتقدمة قد تحدثت عن أنه قد غسل رسول الله «صلى الله عليه وآله» من وراء الثوب، أو القميص وفق التوجيه الإلهي، فهل يطلب شيئاً وراء ذلك أيضاً؟! ولماذا؟!

ثانياً: إن علياً «عليه السلام» كان أعرف الناس بالأنبياء وبكراماتهم، ومقاماتهم عند الله تبارك وتعالى، ولا يمكن أن يرد في وهمه، أو أن يَحْتَمِلَ ولو احتمالاً ضئيلاً جداً بأن يكون ثمة ما يستكره، فضلاً عن أن يلتمس رؤية شيء من ذلك..

ثالثاً: إن ذكر أسامة بن زيد، وشقران في جملة من شارك في تغسيل النبي «صلى الله عليه وآله» من موجبات زيادة الشك في الرواية، فقد عرفنا أن الذين تولوا ذلك منه هم أهله، وهذان الرجلان ليسا من أهل النبي «صلى الله عليه وآله» ليشاركا في غسله..

ولو عدّ هذان الرجلان من أهله للزم عدّ كثيرين آخرين من أهل النبي «صلى الله عليه وآله» أيضاً، فقد كان له من الموالي ما يعد بالعشرات، فلماذا لم يشاركوا في تجهيز النبي «صلى الله عليه وآله»؟!

رابعاً: روي عن الإمام الكاظم من قوله «عليه السلام»: أنه أراد أن ينزع القميص، فقال له جبرئيل: يا علي، لا تجرد أخاك من قميصه، فإن الله لم يجرده.

خامساً: تقدم أن العباس لم يشارك في الغسل، لأنه رأى النبي «صلى الله عليه وآله» يستحي أن يراه حاسراً في حال الحياة، فهل يمكن أن يسعى علي «عليه السلام» لرؤية ما وراء ذلك؟! وعلي أعلم، وأعرف برسول الله «صلى الله عليه وآله»، وأشد مراعاة لشأنه من العباس.

سادساً: دلت الروايات على أنه «عليه السلام» أسند النبي «صلى الله عليه وآله» إلى صدره وعليه قميصه يدلكه به من ورائه، ولا يفضي بيده إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله».

هل تجريد الميت سنة:

وعن تجريد الميت عند تغسيله قال الباجي: يحتمل أن يكون ذلك خاصاً به، لأن السنة عند مالك وأبي حنيفة والجمهور: أن يجرد الميت ولا يغسل في قميصه انتهى([43]).

ونقول:

قد ورد عن أهل البيت «عليهم السلام» ما دل على استحباب تغسيل الميت من تحت القميص([44])، فيدل ذلك على أن عدم تجريد النبي «صلى الله عليه وآله» من قميصه ليس من مختصات رسول الله «صلى الله عليه وآله».

الوصي يغسل النبي :

وعن عبد الله بن مسعود: قال: قلت للنبي «صلى الله عليه وآله»: يا رسول الله، من يغسلك إذا مت؟!

فقال: يغسل كل نبي وصيه.

قلت: فمن وصيك يا رسول الله؟!

قال: علي بن أبي طالب.

فقلت: كم يعيش بعدك يا رسول الله؟!

قال: ثلاثين سنة الخ.. ([45]).

وفي رواية أخرى: قال جبريل: يا محمد، قل لعلي «عليه السلام»: إن ربك يأمرك أن تغسل ابن عمك، فإن هذه السُنَّة، لا يُغَسِّلُ الأنبياء غير الأوصياء، وإنما يغسل كل نبي وصيه من بعده([46]).

نصوص حول التجهيز والدفن:

عن عبد الله بن الحارث وابن عباس: أن علياً غسل رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فجعل يقول: طبت حياً وميتاً، وقال: وسطعت ريح طيبة لم يجدوا مثلها قط([47]).

ورووا: أن جبرئيل نزل على رسول الله «صلى الله عليه وآله» بحنوط، وكان وزنه أربعين درهماً، فقسمه رسول الله «صلى الله عليه وآله» ثلاثة أجزاء: جزء له، وجزء لعلي، وجزء لفاطمة صلوات الله عليهم([48]).

وعن هارون بن سعد قال: كان عند علي مسك فأوصى أن يحنط به، وكان علي يقول: هو فضل حنوط رسول الله «صلى الله عليه وآله»([49]).

وعن علي «عليه السلام» قال: قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «إذا أنا مت فاغسلوني بسبع قرب من بئر غرس»([50]).

وعن أبي جعفر محمد بن علي «عليهما السلام» قال: غسل رسول الله «صلى الله عليه وآله» ثلاثاً بالسدر، وغسل وعليه قميص، وغسل من بئر يقال لها: الغرس [لسعد بن خيثمة بقباء]، وكان النبي «صلى الله عليه وآله» يشرب منها([51]).

ونقول:

لا بأس بملاحظة ما يلي:

إحتضان فضل بن عباس للنبي :

قد ذكرت روايات هؤلاء: أن علياً «عليه السلام» كان يغسل النبي «صلى الله عليه وآله»، والفضل بن العباس آخذ بحضنه، يقول: اعجل يا علي، انقطع ظهري أو نحو ذلك.

ونقول:

1 ـ إن تغسيل الميت لا يحتاج إلى أن يأخذه أحد الناس بحضنه!! أو أن يأخذ بحضنه أحد من الناس!!

2 ـ إن الملائكة هي التي كانت تساعد علياً «عليه السلام» على تقليب رسول الله «صلى الله عليه وآله» كما ورد في الروايات.

وفي بعضها قال «صلى الله عليه وآله» لعلي «عليه السلام»: جبرئيل معك يعاونك. فراجع ما قدمناه حين الحديث عن انفراد علي «عليه السلام» بغسل النبي «صلى الله عليه وآله»، وقد أخبره النبي «صلى الله عليه وآله» بأنه سيعان، وروى ابن سعد عن عبد الواحد بن أبي عون قال: قال رسول الله «صلى الله عليه وآله» لعلي: «اغسلني إذا مت».

فقال: يا رسول الله، ما غسلت ميتاً قط!

قال: إنك ستهيأ أو تيسر.

قال علي: فغسلته، فما آخذ عضواً إلا تبعني، والفضل آخذ بحضنه يقول: أعجل يا علي انقطع ظهري([52]).

غير أن هذه الرواية قد عادت لتناقض نفسها وتقول: إن الفضل كان آخذاً بحضن النبي «صلى الله عليه وآله»، فالصحيح هو الرواية التي رواها الصدوق «رحمه الله»، وهي لم تذكر الفضل أصلاً، بل قالت: «فوالله، ما أردت أن أقلب عضواً من أعضائه إلا قلب لي»([53]). ولم تزد على ذلك.

3 ـ ذكرت الروايات المتقدمة حين ذكر انفراد علي «عليه السلام» بغسله «صلى الله عليه وآله»: أنه «صلى الله عليه وآله» حدد مهمة الفضل بن العباس بمناولة الماء.

4 ـ قد صرحت بعض النصوص: بأن علياً «عليه السلام» قد أسند النبي «صلى الله عليه وآله» على صدره، وعليه قميصه يدلكه به([54]). ولم تذكر الفضل.

5 ـ إن ثمة رواية تقول: إن علياً «عليه السلام» كان يغسل النبي «صلى الله عليه وآله»، وكان الفضل يمسك الثوب عنه([55]).

فكأن هؤلاء القوم متحيرون في الدور الذي يريدون إسناده للفضل بن العباس في قضية تغسيل رسول الله «صلى الله عليه وآله»..

غُسِّل ثلاثاً بالسدر:

وقد ذكرت الرواية آنفاً: أن النبي «صلى الله عليه وآله» غُسِّل ثلاثاً بالسدر.

ومن الواضح: أن الميت يغسل بالماء القراح مرة، وبالكافور مرة، وبالسدر مرة، فلماذا اقتصر هؤلاء على ذكر السدر؟

ولا مجال للاعتذار عن ذلك بأن الكافور ربما لم يكن متوفراً، فإن جبرئيل الذي جاء بالحنوط للنبي «صلى الله عليه وآله»، سوف يكرمه بإحضار الكافور أيضاً، لو صح أنه كان مفقوداً.

ولو سلم أن الكافور كان مفقوداً فلماذا أهمل الراوي ذكر الغسل بالماء القراح أيضاً. فإن الماء كان متوفراً بلا شك، وقد أرشدهم النبي «صلى الله عليه وآله»، وحدده لهم في بئر غرس.

علي يمسح عين النبي بلسانه:

وذكروا: أن علياً «عليه السلام» لما غسل رسول الله «صلى الله عليه وآله» وفرغ من غسله نظر في عينيه، فرأى فيهما شيئاً، فانكب عليه، فأدخل لسانه، فمسح ما كان فيهما، فقال: بأبي وأمي يا رسول الله صلى الله عليك، طبت حياً، وطبت ميتاً. قاله العالم «عليه السلام» ([56]).

وهذا هو الإيمان الخالص الذي يقدم للناس الأسوة والقدوة في التبرك برسول الله «صلى الله عليه وآله»، ويسوقهم إلى حقائق الإيمان، من خلال تجسيدها ممارسة وعملاً، ولا يبقيها في دائرة النظرية والتوجيه والإرشاد..

غسل مس الميت:

روى محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن القاسم الصيقل قال: كتبت إليه: جعلت فداك هل اغتسل أمير المؤمنين «عليه السلام» حين غسل رسول الله «صلى الله عليه وآله» عند موته؟

فأجابه: النبي «صلى الله عليه وآله» طاهر مطهر، ولكن أمير المؤمنين «عليه السلام» فعل، و جرت به السنة([57]).


([1]) البحار ج22 ص541 و 542 وتهذيب الأحكام ج1 ص132 و (ط دار الكتب الإسلامية ـ طهران) ج1 ص468 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص153 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج2 ص468 والوسائل (ط دار الإسلامية) ج2 ص672.

([2]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص321 و 322 عن أبي داود ج2 ص214 وقال في هامشه: أخرجه الحاكم ج3 ص59 والبيهقي في الدلائل ج7 ص242 وسنن أبي داود ج2 ص67 وعون المعبود ج8 ص288 وكتاب الهواتف لابن أبي الدنيا ص21 والمنتقى من السنن المسندة ص136 والتمهيد لابن عبد البر ج24 ص401 وشرح النهج للمعتزلي ج13 ص38 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص451 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص517 وإمتاع الأسماع ج14 ص569 وسبل السلام ج2 ص93 والبداية والنهاية ج5 ص281 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص1076 وعيون الأثر ج2 ص433.

([3]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص321 وقال في هامشه: أخرجه ابن سعد في الطبقات ج2 ص213 و (ط دار صادر) ج2 ص278 وراجع: إمتاع الأسماع ج14 ص570 وكنز العمال ج7 ص227.

([4]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص324 عن أحمد، والبداية والنهاية ج5 ص281 ومسند أحمد ج1 ص260 وإمتاع الأسماع ج14 ص573 والثقات لابن حبان ج2 ص158 والكامل في التاريخ ج2 ص332 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص518 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص702.

([5]) بصائر الدرجات ص328 والخصال ج2 ص177 و (ط مركز النشر الإسلامي) ص648 والبحار ج22 ص464 وج40 ص140 عنهما وعن الإحتجاج.

([6]) مسند أحمد ج1 ص260 والثقات لابن حبان (ط حيدرآباد) ج2 ص158 والرياض النضرة (ط الخانجي بمصر) ج2 ص179 وشفاء الغرام (ط دار إحياء الكتب العربية) ج2 ص386 ومختصر سيرة الرسول «صلى الله عليه وآله» لعبد الله بن عبد الله الحنبلي (ط المطبعة السلفية بالقاهرة) ص470 وإحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص702 و 703 والبداية والنهاية ج5 ص281 وإمتاع الأسماع ج14 ص573 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص518 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص324 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص698.

([7]) راجع المصادر في الهامش السابق. وراجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص280 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص451 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق2 ص63 وإمتاع الأسماع ج14 ص571 وعيون الأثر ج2 ص433 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج 8 ص703 وج18 ص192 وج23 ص506 و 508 وتنقيح التحقيق في أحاديث التعليق للذهبي ج1 ص301 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص1076 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص475.

([8]) مسند أحمد ج1 ص260 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص698 وتلخيص الحبير ج5 ص116 والبداية والنهاية ج5 ص281 وإمتاع الأسماع ج14 ص574 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص518 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص324 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص475.

([9]) التمهيد لابن عبد البر ج24 ص402 وإمتاع الأسماع ج14 ص566.

([10]) شرح مسند أبي حنيفة ص306 و شرح إحقاق الحق (الملحقات) ج23 ص508.

([11]) أسد الغابة ج1 ص34.

([12]) السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص475 وتلخيص الحبير ج5 ص116 ونيل الأوطار ج4 ص66 والسنن الكبرى للبيهقي ج3 ص395 وعون المعبود ج8 ص288 والمصنف للصنعاني ج3 ص397 وكنز العمال ج7 ص259 و 273 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص323 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص520 وإمتاع الأسماع ج14 ص571 والبداية والنهاية ج5 ص282 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص280 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص697 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص567.

([13]) بدائع الصنائع لأبي بكر الكاشاني ج1 ص301 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص278.

([14]) الأنس الجليل (ط القاهرة) ص194 وراجع: فقه الرضا ص20 ومستدرك الوسائل ج2 ص200 والوافي بالوفيات ج1 ص66 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج23 ص508 و 509.

([15]) البداية والنهاية ج5 ص261 عن البيهقي، ومسند البزار، ومجمع الزوائد ج9 ص36 والبداية والنهاية ج5 ص282 وإمتاع الأسماع ج2 ص343 وج14 ص574 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص520 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص324 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص476 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص30 وج18 ص192 وج23 ص511.

([16]) حياة الصحابة (ط دار القلم بدمشق) ج2 ص603 وإحقاق الحق (الملحقات) ج18 ص187 و 188 عن المعجم الكبير، ومناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» للكوفي ج2 ص8 ونهج السعادة للمحمودي ج1 ص36 ومجمع الزوائد ج9 ص36 والمعجم الأوسط ج3 ص196 والمعجم الكبير ج1 ص230 وكنز العمال ج7 ص255 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص280 وإمتاع الأسماع ج14 ص572.

([17]) مستدرك الوسائل ج2 ص198 والبحار ج22 ص544 و 546 وج78 ص305 عن أمالي الشيخ الطوسي ج2 ص7 و 8 وعن الطرائف ص44 و 45 و 48 وراجع: شرح الأخبار ج2 ص418 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص155 ومستند الشيعة للنراقي ج3 ص150.

([18]) الأمالي للشيخ الطوسي ص7 و 8 و (ط دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع ـ قم) ص555 والبحار ج22 ص544 وج31 ص368 عنه، وكتاب الولاية لابن عقدة ص165.

([19]) البحار ج31 ص434 وراجع ج22 ص506 والخصال ج2 ص573 و 574 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج3 ص167.

([20]) المناقب لابن شهرآشوب ج1 ص205 وإحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص29 ـ 32 عن الشفاء لعياض (ط العثمانية بإسلامبول) ج1 ص54 ونهاية الإرب ج18 ص389 وميزان الإعتدال (ط القاهرة) ج1 ص359 والبداية والنهاية ج5 ص261 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج5 ص282 عن البيهقي ومسند البزار، وعن السيرة الحلبية ج3 ص355 و (ط دار المعرفة) ج3 ص476 وإمتاع الأسماع ج14 ص574 وأخبار الدول (ط بغداد) ص90 وكنز العمال (ط الهند) ج7 ص176 و (ط مؤسسة الرسالة) ج7 ص250 ومجمع الزوائد ج9 ص36 والضعفاء للعقيلي ج4 ص13 والخصائص للسيوطي (ط الهند) ج2 ص276 وعن المواهب اللدنية (ط بولاق) ص311 وشرح مسند أبي حنيفة ص306 وميزان الاعتدال للذهبي ج3 ص417 والشفا بتعريف حقوق المصطفى ج1 ص66 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص520 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص278 وينابيع المودة (ط إسلامبول) ص17 ومشارق الأنوار للحمزاوي (ط الشرقية بمصر) ص65 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص322 عن ابن سعد، والبزار، والبيهقي، وتاريخ الخميس ج2 ص170 عن مغلطاي، والشفاء لعياض، وشامل الأصل والفرع للأباضي الجزائري ص278 والإتحاف للزبيدي ج10 ص303 والأنوار المحمدية للنبهاني (ط الأدبية ببيروت) ص591 وفقه الرضا ص188 والبحار ج22 ص524 عن الإبانة لابن بطة، وحواشي الشرواني ج3 ص100.

([21]) بصائر الدرجات ص328 والبحار ج22 ص464 و 506 وج40 ص140 والخصال ج2 ص177 وعن الإحتجاج.

([22]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص323 عن ابن سعد، والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص279 وإمتاع الأسماع ج2 ص136 وج14 ص566 و 571 وعمدة القاري ج18 ص71.

([23]) البحار ج22 ص492 و 493 وج78 ص304 عن الطرائف لابن طاووس ص42 وعن مصباح الأنوار ص270 وراجع: الصراط المستقيم ج2 ص94.

([24]) مستدرك الوسائل ج2 ص166 و 200 وإعلام الورى ص137 و (ط مؤسسة آل البيت) ج1 ص269 والبحار ج22 ص518 و 529 وج78 ص307 وعن الإرشاد للمفيد ص524 و 529 و (ط دار المفيد) ج1 ص187 وعن المناقب لابن شهرآشوب ص203 ـ 206 وعن إعلام الورى ص143 و 144 ودعائم الإسلام ج1 ص228 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص155 و 181.

([25]) البحار ج22 ص517 و 536 و 544 وراجع ص506 وج78 ص302 وفقه الرضا ص20 و 21 و (بتحقيق مؤسسة آل البيت) 188 والأمالي للشيخ الطوسي ج2 ص7 و 8 و (نشر دار الثقافة ـ قم) ص660 وكفاية الأثر ص304 و (ط سنة 1401 هـ) ص125 وراجع: شرح الأخبار ج2 ص419.

([26]) مناقب الإمام علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص94 والعمدة لابن البطريق ص296 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص33 والإيضاح لابن شاذان ص534.

([27]) كنوز الحقائق للمناوي (ط بولاق) ص193 ومناقب الإمام علي أبي طالب لابن المغازلي ص93 والعمدة لابن البطريق ص296 والطرائف لابن طاووس ص157 والبحار ج38 ص313 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج17 ص341 والموضوعات لابن الجوزي ج1 ص393.

([28]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص322 عن البزار والبيهقي، وابن سعد، والبداية والنهاية ج5 ص261 عن البيهقي والبزار، ودلائل النبوة ج7 ص244 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص213 و (ط دار صادر) ج2 ص278 وراجع: كنز العمال ج7 ص250 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج23 ص507 و 513 والمناقب لابن شهرآشوب ج1 ص205 والبداية والنهاية لابن كثير ج5 ص282 وإمتاع الأسماع ج14 ص574 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص520 و السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص476.

([29]) مستدرك الوسائل ج2 ص198 عن الطرف، والمصباح، والبحار ج22 ص544 و 546 وج78 ص305 عن أمالي الشيخ الطوسي ج2 ص7 و 8 وعن الطرائف ص44 و 45 و 48 وراجع: شرح الأخبار ج2 ص418 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص155 ومستند الشيعة للنراقي ج3 ص150.

([30]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص322 عن ابن ماجة، وتلخيص الحبير ج5 ص117 ونيل الأوطار ج4 ص66 وسنن ابن ماجة ج1 ص471 والمستدرك للحاكم ج1 ص362 والسنن الكبرى للبيهقي ج3 ص387 وعون المعبود ج8 ص288 وتهذيب الكمال ج22 ص300 وميزان الإعتدال للذهبي ج3 ص294 والبداية والنهاية ج5 ص280 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص517.

([31]) البحار ج22 ص543 عن أمالي الطوسي ج2 ص4 و 6.

([32]) راجع: الثقات (ط حيدرآباد) ج2 ص158 وشفاء الغرام بأخبار البلد الحرام للفاسي الحسيني (ط دار إحياء الكتب العربية بمصر) ج2 ص386 ومختصر سيرة الرسول لعبد الله بن عبد الله الحنبلي (المطبعة السلفية بالقاهرة) ص470 والرياض النضرة (ط الخانجي بمصر) ج2 ص179 وإحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص702 و 703 عمن تقدم.

([33]) البحار ج31 ص434 والخصال ج2 ص573 و 574 والأمالي للطوسي ص547 والبحار ج22 ص543 وج31 ص375.

([34]) مجمع الزوائد ج9 ص36.

([35]) الأنس الجليل (ط القـاهرة) ص194 وراجع: فقـه الرضا ص20 ومستدرك = = الوسائل ج2 ص200 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص697.

([36]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص322 عن البيهقي، وإمتاع الأسماع ج14 ص574 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج23 ص511.

([37]) إحقاق الحق ج18 ص187 و 188 عن المعجم الكبير، وحياة الصحابة للكاندهلوي (ط دار القلم بدمشق) ج2 ص603 ونهج السعادة للمحمودي ج1 ص36 ومجمع الزوائد ج9 ص36 والمعجم الأوسط ج3 ص196 والمعجم الكبير ج1 ص230 و شرح إحقاق الحق (الملحقات) ج18 ص187.

([38]) عن عيون أخبار الرضا ص65 ومستدرك سفينة البحار ج7 ص481 ومسند الإمام الرضا «عليه السلام» ج1 ص131.

([39]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص322 عن ابن سعد، وأبي داود، والبيهقي، والحاكم وصححه، ودلائل النبوة للبيهقي ج7 ص244 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص214. والمستدرك للحاكم ج1 ص362 وج3 ص59 والسنن الكبرى للبيهقي ج4 ص53 وكنز العمال ج7 ص249 والبداية والنهاية ج5 ص282 وإمتاع الأسماع ج14 ص572 و 573 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص699 وج18 ص191 وج23 ص511 و 512 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص519 والشفا بتعريف حقوق المصطفى ج1 ص64 وعلل الدارقطني ج3 ص219 وراجع: تلخيص الحبير ج5 ص116 ونصب الراية ج2 ص356.

([40]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص323 وفي هامشه عن: ابن سعد ج2 ص215 و (ط دار صادر) ج 2 ص 281 وعن ابن ماجة [ج 1 ص 471] (1467) بسند صحيح ورجاله ثقات، وراجع: المصنف لابن أبي شيبة ج3 ص133 وج8ص576 والتمهيد لابن عبد البر ج2 ص161 وكنز العمال ج7 ص248 وإمتاع الأسماع ج14 ص572 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج23 ص509.

([41]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص323 عن البيهقي، والبداية والنهاية ج5 ص281 وإمتاع الأسماع ج14 ص574 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص519.

([42]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص323 عن الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص213 و (ط دار صادر) ج2 ص279 وراجع: إمتاع الأسماع ج14 ص570.

([43]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص325 وتنوير الحوالك ص230.

([44]) الكافي ج3 ص139 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج2 ص479 والوسائل (ط دار الإسلامية) ج2 ص680 و 683 وتهذيب الأحكام ج1 ص30 و 85 و 126 و (ط دار الكتب الإسلامية ـ طهران) ج1 ص108 و 300 و 446 والمعتبر للمحقق الحلي ج1 ص271 وتذكرة الفقهاء (ط.ج) ج1 ص347 و (ط.ق) ج1 ص38 ومختلف الشيعة ج1 ص392 و الحبل المتين (ط.ق) للبهائي العاملي ص59 و 60 والحدائق الناضرة ج3 ص441 و 448 ورياض المسائل للطباطبائي ج2 ص157 ومستند الشيعة للمحقق النراقي ج3 ص148 وجواهر الكلام للشيخ الجواهري ج4 ص148.

([45]) البحار ج13 ص17 و18 و 367 وج22 ص512 وج32 ص280 عن إكمال الدين ص17 و 18 و (نشر مؤسسة النشر الإسلامي) ص27 وبشارة المصطفى للطبري ص428.

([46]) البحار ج22 ص 546 وج78 ص304 عن الطرائف ص 44 و45 ومستدرك الوسائل ج2 ص198 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص154.

([47]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص322 عن الطبراني، وعن ابن سعد ج2 ص214 و 215 و (ط دار صادر) ج2 ص280 وإمتاع الأسماع ج14 ص572 ونهج السعادة للمحمودي ج1 ص36 ومجمع الزوائد ج9 ص36 والمعجم الكبير = = ج1 ص230 وكنز العمال ج7 ص255 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص696 وج18 ص187.

([48]) البحار ج22 ص544 و 545 و 504 وج78 ص312 وعلل الشرائع ص109 و (منشورات المكتبة الحيدرية) ج1 ص302 وتهذيب الأحكام ج1 ص290 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج3 ص13 و 14 والوسائل (ط دار الإسلامية) ج2 ص730 و 731 والكافي (الفروع) ج1 ص42 و (ط دار الكتب الإسلامية) ج3 ص151 وعن أمالي الشيخ ج2 ص4 و 6 وعن الإحتجاج ص72 ـ 75 ومختلف الشيعة ج1 ص390 والحدائق الناضرة ج4 ص24 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص218 وسنن النبي «صلى الله عليه وآله» للطباطبائي ص251.

([49]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص324 عن ابن سعد، والحاكم في الإكليل، وفي هامشه عن دلائل النبوة للبيهقي ج7 ص249، وفقه السنة ج1 ص515 والسنن الكبرى للبيهقي ج3 ص406 وتحفة الأحوذي ج4 ص60 ومعرفة السنن والآثار ج3 ص138 ونصب الراية ج2 ص307 والدراية في تخريج أحاديث الهداية ج1 ص230 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص288 وإمتاع الأسماع ج14 ص580.

([50]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص323 عن ابن ماجة [ج1 ص471] (1468) وانظر الكامل لابن عدي ج2 ص762 وكنز العمال [ج15 ص573] (4229)، وفتح الباري ج5 ص270 وتهذيب الكمال ج3 ص112.

([51]) راجع: سبل الهدى والرشاد ج12 ص323 وفي هامشه عن ابن سعد ج2 ص214 و (ط دار صادر) ج2 ص280 وعن دلائل النبوة للبيهقي ج7 ص245 وراجع: تلخيص الحبير ج5 ص116 ونيل الأوطار ج4 ص66 وعون المعبود ج8 ص288 وإمتاع الأسماع ج14 ص571.

([52]) راجع: سبل الهدى والرشاد ج12 ص322 و 323 وفي هامشه عن ابن سعد ج2 ص215 و (ط دار صادر) ج2 ص281 وكنز العمال ج7 ص256 وإمتاع الأسماع ج14 ص572 وشرح إحقاق الحق ج7 ص35 وج23 ص507.

([53]) الخصال ج2 ص573 و 574 والبحار ج31 ص434 وراجع ج22 ص506 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج3 ص167 وذخائـر = = العقبى ص71 والبحار ج31 ص434 وكنز العمال ج7 ص249 وتاريخ مدينة دمشق ج13 ص129 وجواهر المطالب في مناقب الإمام علي «عليه السلام» لابن الدمشقي ج1 ص108 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص36 وج18 ص193 وج23 ص505 وراجع: مناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» للكوفي ج1 ص337.

([54]) قد ذكرنا هذه الرواية ومصادرها حين الحديث عن انفراد علي «عليه السلام» بغسل النبي «صلى الله عليه وآله».

([55]) إحقاق الحق ج18 ص187 و 188 عن المعجم الكبير، وحياة الصحابة للكاندهلوي (ط دار القلم بدمشق) ج2 ص603 ونهج السعادة للمحمودي ج1 ص36 ومجمع الزوائد ج9 ص36 والمعجم الأوسط ج3 ص196 والمعجم الكبير ج1 ص230 و شرح إحقاق الحق (الملحقات) ج18 ص187.

([56]) البحار ج22 ص517 وج78 ص318 وفقه الرضا ص20 و 21 و (تحقيق مؤسسة آل البيت) ص183 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص155.

([57]) البحار ج22 ص540 و تهذيب الأحكام ج1 ص30 و (ط دار الكتب الإسلامية ـ طهران) ج1 ص108 وذكرى الشيعة في أحكام الشريعة ج2 ص97 والحدائق الناضرة ج3 ص331 والإستبصار للشيخ الطوسي ج1 ص100 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص1.

 
   
 
 

العودة إلى موقع الميزان