جسد
النبي
في السماء
ثم إن رفع الأجساد إلى السماء، ليس بالأمر الذي يصح
التشكيك فيه، بعد تصريح القرآن، وتواتر الحديث به.. فإن معراج نبينا
الأعظم بجسده وروحه، ثابت بلا ريب، وقد أشارت إليه آيات القرآن الكريم([1])..
والأحاديث الشريفة المتواترة..
وهذا دليل على الوقوع فضلاً عن الإمكان..
كما أن الله تعالى قد أشار إلى رفع النبي إدريس «عليه
السلام»، إلى السماء فقال:
{وَرَفَعْنَاهُ
مَكَاناً عَلِيّاً}([2]).
وقد صرحت الروايات:
بأن الله تعالى قد قبض روحه هناك([3])..
كما أن النبي عيسى «عليه السلام»، قد رفعه الله إليه،
كما صرحت به الآيات الكريمة. قال تعالى:
{إِنِّي
مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}
وقال:
{بَلْ
رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ}([4])
والروايات قد أكدت ذلك أيضاً([5])..
غير أن الكلام إنما هو في أن أجساد الأنبياء والأوصياء،
هل تبقى بعد موتهم في قبورهم؟!
أم أنها ترفع إلى السماء أيضاً؟!..
وعلى الثاني، هل تبقى في السماء؟! أم أنها تعود بعد مدة
إلى قبورهم في الأرض؟!
هذه هي الأسئلة المطروحة..
وللإجابة عليها نقول:
قد نجد من يقول بأنها تبقى في القبور، وإن كانت لا تفنى
لأن الله سبحانه، قد حرم لحومهم «عليهم السلام» على الأرض([6])..
قال بعضهم:
«وقد صح أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء، وقد حرم الله تعالى أجسادهم
عليها»([7]).
ولكن قد ذكر الشيخ المفيد، والكراجكي، والفيض الكاشاني،
وغيرهم:
أن فقهاءنا وعلماءنا متفقون على أن أجساد الأنبياء والأئمة صلوات الله
وسلامه عليهم، ترفع بعد دفنها إلى السماء.. وذلك استناداً إلى روايات
رأوا أنها دالة على ذلك..
وأما أحاديث تحريم لحومهم على الأرض، فلا تنافي هذه
الروايات، لأنها ساكتة عن أمر الرفع وعدمه، فيمكن أن يكون عدم أكل
الأرض للحومهم «عليهم السلام»، بسبب عدم بقائهم فيها، ويمكن أن يكون
ذلك مع بقائهم، وعدم فنائهم..
وقد حاولنا تتبع هذه الروايات وجمعها، فوجدنا منها
طائفة صرح العلماء بالاستناد إليها، بالإضافة إلى بضع روايات أخرى يمكن
أن يستدل بها على ذلك أيضاً..
ثم وجدنا طائفة أخرى من الروايات تدل على خلاف ذلك، وهي
كثيرة أيضاً..
ونحن نذكر هنا ما عثرنا عليه من هذه الطائفة وتلك، ثم
نعقب عليها بما يقتضيه المقام..
فنقول:
إن الروايات التي تدل على أن أجساد الأنبياء تكون في
قبورهم، وهي كثيرة، كاد بعضهم أن يصرح بتواترها، ونذكر منها ما يلي:
1 ـ
روي: أن الناس قحطوا في سر من رأى، فأمر الخليفة بصلاة
الإستسقاء، فخرجوا ثلاثة أيام متتالية يستسقون، فما سقوا..
فخرج الجاثليق في اليوم الرابع إلى الصحراء، ومعه
النصارى والرهبان، وكان فيهم راهب، فلما مد يده إلى السماء، هطلت
السماء بالمطر، وفعل مثل ذلك في اليوم الثاني..
فشك أكثر الناس، وتعجبوا، ومالوا إلى النصرانية، فبعث
الخليفة إلى الإمام الحسن العسكري ـ وكان محبوساً ـ فاستخرجه من حبسه،
وطلب منه حسم الأمر..
فخرج الجاثليق في اليوم الثالث، والرهبان معه، وخرج
الإمام «عليه السلام» في نفر من أصحابه..
«فلما بصر بالراهب، وقد مد يده، أمر بعض مماليكه أن
يقبض على يده اليمنى، ويأخذ ما بين أصبعيه.
ففعل، وأخذ من بين سبابته والوسطى عظماً أسود. فأخذه
الحسن «عليه السلام» بيده، ثم قال له: استسق الآن، فاستسقى ـ وكانت
السماء متغيمة ـ فانقشعت، وطلعت الشمس بيضاء..
فقال الخليفة:
ما هذا العظم يا أبا محمد؟!..
فقال «عليه السلام»:
هذا رجل مر بقبر نبي من أنبياء الله، فوقع بيده هذا العظم، وما كشف عن
عظم نبي إلا هطلت السماء بالمطر..»([8]).
2 ـ
وروي أن الإمام الصادق «عليه السلام»، قال للمفضل بن عمر: «إذا أردت
زيارة أمير المؤمنين، فاعلم أنك زائر عظام آدم، وبدن نوح، وجسم علي بن
أبي طالب..».
ثم يذكر أن الله تعالى أوحى إلى نوح «عليه السلام»، أن
استخرج من الماء تابوتاً فيه عظام آدم، وأن نوحاً قد فعل، وأن عظام آدم
كانت مع نوح في السفينة، فلما خرج منها صير قبره تحت المنارة التي
بمسجد الكوفة..
إلى أن قال:
«.. فإذا أردت جانب النجف، فزر عظام آدم، وبدن نوح،
وجسم علي بن أبي طالب»([9])..
3 ـ
الحديث الذي يدل على نقل عظام النبي يوسف «عليه السلام»، حيث روي أن
الله سبحانه أوحى إلى النبي موسى بن عمران «عليه السلام»، أن أخرج عظام
يوسف بن يعقوب من مصر، فأخرجه في صندوق من مرمر إلى الشام..([10]).
4 ـ
قد ذكروا: أن إبراهيم الديزج قد نبش قبر الإمام الحسين «عليه السلام»،
بأمر من المتوكل، فوجده طرياً، على بارية جديدة..([11]).
5 ـ
إنهم يقولون: إنهم حفروا في الرصافة بئراً، فوجدوا فيها شعيب بن صالح([12]).
ويروى أن أبا هارون العبدي «المكفوف» دخل على الإمام
الصادق «عليه السلام» وأنشده قوله في رثاء الإمام الحسين «عليه
السلام»:
أمـرر عـلـى جـــدث الحسين
وقــــل لأعظــمــه الـزكـــيــة
يــا أعـظـمـاً لا زلـــت مـن وطــفـــاء ســـاكـبـــة
رويــة([13])
ولم يعترض عليه الإمام «عليه
السلام» في ذلك، ولم يقل له:
إن جسد الحسين ليس موجوداً في ذلك الجدث، بل هو في السماء.
مع ملاحظة:
أن الحديث عن الأعظم الزكية من قبل الشاعر يراد به الحديث عن الجسد
كله، ولا يراد به الإشارة إلى فنائه.
فذلك كله يدل على أن أجساد الأنبياء والأوصياء موجودة
في القبور، ولم ترفع إلى السماء.
ولا بد لنا هنا من إلقاء نظرة على الروايات المذكورة،
لكي نرى إن كانت تكفي للدلالة على المدَّعى أم لا، فنقول:
إن الحديث الذي ذكر:
أن نصرانياً وجد عظم نبي فكان يكشفه للسماء، فيهطل المطر، لا يدل على
أن الأنبياء لا بد أن يكونوا في قبورهم بالفعل..
وذلك لعدة أسباب:
أولاً:
لقد دلت الروايات على أن الله تعالى قد حرم لحوم
الأنبياء على الأرض. في حين أن هذه الروايات تقول: إن أجسادهم فنيت،
وبقيت عظام منها..
وقد أثبتت الوقائع:
أن أجساد بعض المؤمنين والشهداء، ومنهم الحر بن يزيد الرياحي قد بقيت
غضة طرية رغم توالي القرون والأحقاب.
وورد أن من يواظب على غسل الجمعة، لا يفنى جسده، كرامة
من الله تعالى له.
إلا أن يقال:
إن الحديث الوارد عن النبي «صلى الله عليه وآله»، يقول: «إن الله حرم
لحومنا على الأرض، الخ..»([14])،
وليس بالضرورة أن يكون الضمير في هذا الخبر راجعاً للأنبياء، فلعله
«صلى الله عليه وآله»، يتحدث عن نفسه، وعن أهل بيته الطاهرين..
ثانياً:
إنه ليس بالضرورة أن يكون العظم الذي أخذه ذلك الراهب من الأجزاء
المتصلة بالجسد، فقد يكون عظماً من قبيل الضرس، أو السن، أو الظفر
المدفون مع الجسد، حيث يستحب دفن هذه الأجزاء، التي تؤخذ من الجسد حال
الحياة..
وربما يشير إلى ذلك ما أظهرته الرواية المشار إليها، من
صغر حجم ذلك العظم، حتى إن الراهب قد وضعه بين إصبعيه: السبابة
والوسطى..
وإذا كان الأمر كذلك، فإن الحصول على هذا العظم لا
يتناقض مع النصوص القائلة: إن أجساد الأنبياء لا تفنى، فلعل الجسد باق،
وقد بقي معه ما دفن من أجزاء منفصلة عنه.. كالظفر، والسن، وما إلى
ذلك..
بل إن الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة قد دلت على أن
المجرمين والطغاة كانوا يقتلون النبيين بغير حق، وكانوا يقطعون أجسادهم
بالمناشير.. فلعل هذا الجزء من ذلك الجسد الطاهر قد قطع ثم دفن. وهو لم
يفن بعد..
وأما بالنسبة لحديث المفضل بن عمر، حول زيارة عظام
النبي آدم، وبدن النبي نوح، وجسم الإمام علي «عليهم السلام»، فنقول:
أولاً:
إن الحديث لا يصرح بموضع وجود تلك العظام، وذلك البدن، أو الجسد، فلعله
يزورها وهي في السماء، لكن تكون زيارتها من ذلك الموضع الذي كانت قد
دفنت فيه مطلوبة، لأنها توجب وصول السلام والزيارة إلى المزور عن قرب([15])،
لخصوصية في موضع الدفن..
ثانياً:
قد يكون المراد بقوله: زر عظام آدم، وبدن نوح، وجسم علي، هو التصريح
بذلك في الكلام الذي يزورهم به، فيقول مثلاً: السلام على بدن نوح، أو
عظام آدم.. ونحو ذلك..
وأما السبب في طلب هذا التصريح، فيبقى سراً من الأسرار،
ليس لنا سبيل إلى معرفته..
ثالثاً:
إننا حول نقل عظام النبي آدم والنبي يوسف «عليهما السلامه»، نقول:
إنه لابد من ثبوت ذلك بسند قابل للاحتجاج به..
رابعاً:
لو سلمنا صحة الخبر بذلك، فإننا نقول: قد صرحت الرواية بوجود عظام
النبي آدم «عليه السلام» في تابوت تحت الماء، وبأن عظام النبي يوسف
«عليه السلام» أيضاً قد استخرجت في صندوق من مرمر ـ وذلك يشير إلى أن
تلك الجثة لـم تكن قد دفنت بعد، وأنها كانت مودعة في ذلك الموضع.. ربما
ليتولى دفنها نبي من أولي العزم، تشريفاً للنبي آدم، وللنبي يوسف
«عليهما السلام»، وتكريماً لهما..
خامساً:
إن نقل الميت من مكان إلى مكان، يحتاج إلى مبرر وسبب، ولا نجد سبباً
معقولاً يسمح بنبش قبر النبي يوسف «عليه السلام»، إلا إذا كان هو
الآخر، قد وضع على سبيل الإيداع ـ لا الدفن ـ إلى أن تحين الفرصة لنقله
إلى المكان الذي أعده الله، ورضيه له، على يد نبي من أنبياء الله
تعالى..
بل لقد ذكر البحراني رحمه الله في
الدرة النجفية:
أن المستفاد من جملة الأخبار: أن دفن الميت إنما يقع في موضع تربته
التي خلق منها.. وقد جاء في صحيحة محمد بن مسلم، عن أحدهما «عليهما
السلام»: قال: من خلق من تربة دفن فيها..
وعن الصادق «عليه السلام»:
إن النطفة إذا وقعت في الرحم بعث الله ملكاً، فأخذ من التربة التي يدفن
فيها، فماثها في النطفة. فلا يزال قلبه يحن إليها حتى يدفن فيها..
فلعل نقل عظام النبي آدم ويوسف، قد جاء على هذا السبيل،
أي أنه قد أودع أولاً في غير المكان المعد له.. ثم نقل ليدفن في تربته
الحقيقية..
قد يظن البعض:
أن التعبير بكلمة عظام النبي آدم، يشير إلى فناء جسم هذا النبي الكريم
«عليه السلام»..
ونقول:
إنه بعد أن دلت الروايات على أن لحومهم محرمة على
الأرض، فإن ذلك يصلح قرينة على أنه «عليه السلام»، قد أراد بالعظام جثة
النبي آدم «عليه السلام»..
لكنه عبر بهذه الكلمة، لأنه بالعظام يكون قوام البدن،
فحملها ونقلها، حمل ونقل للبدن كله..
كما أن كون تلك العظام في التابوت المغمور بالمياه،
يشير إلى أن الأرض لم يكن لها مع بدنه «عليه السلام»، صلة أو رابطة،
ولا طريق لها إليه لتأكل منه أو تترك..
وأما ما ورد في الزيارة، فالظاهر
هو:
أن المراد تخصيص العظام للنبي آدم بالزيارة، والبدن للنبي نوح، والجسم
للإمام علي صلوات الله وسلامه عليهم، لحكمة يعلمها الله تعالى..
وربما يكون على طريقة التنويع في التعبير، لغرض لا
نعلمه..
أما فيما يرتبط بما يزعمونه من أن الديزج قد نبش قبر
الإمام الحسين «عليه السلام»، بأمر المتوكل، فلا يصح الاحتجاج به
أيضاً، وذلك لما يلي:
أولاً:
إن ذلك إنما يستند إلى إخبار الديزج نفسه، وليس الديزج
بمأمون، بعد أن كان هو المتولي لحرث قبر الإمام الحسين، وإجراء الماء
عليه.
وقد أقر بأنه حتى بعد أن زعم أنه رأى جسد الإمام «عليه
السلام» على بارية جديدة، لم يرتدع عن إجراء الماء عليه، وانتهاك حرمته
بأمور أخرى.
ولعله بأقواله هذه يريد أن يخفف من انتقاد الناس،
ومقتهم له، وأن يلطف الأمر، وأن يتخلص من بعض ما لحق به من سوء السمعة
بسبب فعله ذاك..
ثانياً:
لو سلمنا صحة ما قاله الديزج، فمن الذي قال: إن الذي شاهده هو خصوص جسد
الإمام الحسين «عليه السلام»، وما الذي أدراه به، فلعله جسد بعض
الشهداء الآخرين أو غيرهم ممن دفن في تلك البقاع المباركة..
ثالثاً:
لو سلمنا صدق الديزج فيما أخبر به، فنقول:
إن ذلك لا يمنع من أن يكون الجسد قد تمثل له، أو أنه
عاد إلى ذلك المكان الطاهر في تلك اللحظات، لحكمة بالغة أرادها الله
سبحانه..
وأما فيما يرتبط بجثة شعيب بن صالح، التي وجدت في بئر،
فإننا نقول:
أولاً:
من الذي قال: إن الجثة التي وجدوها هي جثة شعيب بن صالح، فلعلها جثة
رجل آخر مدفون هناك..
ثانياً:
من الذي حدد لهم مكان دفن شعيب بن صالح؟!.. وما مدى صدق من أخبرهم
بمكان دفنه هذا؟!.. ومن أين استقى معلوماته حول هذا الموضوع؟!..
أما الروايات التي تشير إلى أن أجساد الأوصياء تكون في
السماء مع أجساد الأنبياء، وأن أجساد الأنبياء ترفع، فنذكر منها:
1 ـ
ما روي عن حذيفة بن اليمان، أنه قال: قال رسول الله
«صلى الله عليه وآله»: «الأوصياء مع الأنبياء حيث كانوا. لو أن نبياً
مات بالمغرب، ومات وصيه بالمشرق، لأمر الله تعالى الأرض أن تنقله إليه»([16]).
2 ـ
روي: أن مما أوصى به الإمام علي ولده الإمام الحسن «عليهما السلام»،
قوله: «فإذا أردت الخروج من قبري، فافتقدني، فإنك لا تجدني، وإني لاحق
بجدك رسول الله «صلى الله عليه وآله».
واعلم يا بني، ما من نبي وإن كان
مدفوناً بالمشرق، ويموت وصيه بالمغرب، إلا ويجمع الله عز وجل بين
روحيهما، وجسديهما، ثم يفرقان فيرجع كل واحد منهما إلى موضع قبره، إلى
موضعه الذي حط فيه، الخ..»([17]).
3 ـ
عن سعد الإسكاف، عن الإمام الصادق «عليه السلام»، قال:
لما أصيب أمير المؤمنين «عليه السلام»، قال للحسن والحسين «عليهما
السلام»: غسلاني، وكفناني، وحنطاني، واحملاني على سريري، واحملا مؤخره
تكفيا مقدمه، فإنكما ستنتهيان إلى قبر محفور، ولحد ملحود، ولبن موضوع،
فالحداني، واشرجا اللبن علي، وارفعا لبنة مما يلي رأسي، فانظرا ما
تسمعان..
فأخذا اللبنة من عند رأسه، بعدما أشرجا عليه اللبن،
فإذا ليس في القبر شيء، وإذا هاتف يهتف: أمير المؤمنين كان عبداً
صالحاً، فألحقه الله بنبيه «صلى الله عليه وآله»، وكذلك يفعل بالأوصياء
بعد الأنبياء، حتى لو أن نبياً مات في المشرق، ومات وصيه في المغرب،
لألحق الله الوصي بالنبي([18]).
4 ـ
وفي نص آخر لوصية الإمام علي لولده «عليهما السلام»: «ثم ضع علي سبع
لبنات كبار، ثم انظر، فإنك لن تراني في لحدي..»([19]).
5 ـ
وفي حديث آخر عن أم كلثوم بنت علي، تروي فيه حديث دفن أبيها الإمام علي
«عليه السلام»:
«قالت
أم كلثوم:
فانشق القبر، فلا أدري أغار سيدي في الأرض، أم أسري به إلى السماء..»([20]).
6 ـ
وروي عن رسول الله «صلى الله عليه وآله»، أنه قال: أنا أكرم على الله
من أن يدعني في الأرض أكثر من ثلاث..([21]).
7 ـ
عن الإمام الصادق «عليه السلام»: ما من نبي ولا وصي يبقى في الأرض بعد
موته أكثر من ثلاثة أيام حتى ترفع روحه وعظمه، ولحمه إلى السماء. وإنما
تؤتى مواضع آثارهم، ويبلغهم السلام من بعيد، ويسمعونه في مواضع آثارهم
من قريب([22]).
8 ـ
عن أبي عبد الله «عليه السلام»: لا تمكث جثة نبي ولا وصي في الأرض،
أكثر من أربعين يوماً..([23]).
9 ـ
عن عبد الله بن بكير، بعدما سأل الإمام الصادق «عليه السلام» عن مسائل
عديدة، قلت: جعلت فداك، أخبرني عن الحسين «عليه السلام»، لو نبش كانوا
يجدون في قبره شيئاً؟!..
قال:
يا ابن بكير، ما أعظم مسائلك، إن الحسين مع أبيه، وأمه، وأخيه الحسن،
في منزل رسول الله «صلى الله عليه وآله»، يحيون كما يحيى، ويرزقون كما
يرزق، فلو نبش في أيامه، لوجدوا. وأما اليوم فهو حي عند ربه يرزق، وإنه
لينظر إلى.. الخ..([24]).
إننا بغض النظر عن اعتبار أسانيد
هذه الروايات وعدمه، نقول:
إن لنا مع هذه الروايات عدة وقفات، يمكن أن نعرضها ضمن العناوين
التالية:
هناك عدة روايات تحدثت عن لحوق الوصي بالنبي بعد الموت،
ويرد عليها:
أولاً:
إن رواية حذيفة قد ذكرت أن الأرض هي التي تنقل جسد الوصي إلى النبي،
وهذا يعني: أن اللقاء بينهما سوف يكون في الأرض، لا في السماء.. إذ لو
كان في السماء، فلا بد من أن يكون الناقل لجسده هو ملك أو غيره، وليس
الأرض نفسها..
ثانياً:
لو سلمنا أنها لا تدل على ذلك، فإننا نقول: إن الرواية لم تبين موضع
هذا اللقاء بين النبي والوصي.. فلا بد من دليل آخر يثبت: أنه سيكون في
السماء..
وكذلك الحال بالنسبة للرواية الثانية، وهي وصية الإمام
علي «عليه السلام»، لولده الإمام الحسن «عليه السلام»، فإنها صريحة في
أن النبي والإمام يرجعان إلى موضع قبريهما، حيث قالت: ما من نبي، وإن
كان مدفوناً بالمشرق، ويموت وصيه بالمغرب، إلا ويجمع الله عز وجل بين
روحيهما، وجسديهما، ثم يفرقان، فيرجع كل واحد منهما إلى موضع قبره، إلى
موضعه الذي حط فيه..
ثالثاً:
بالنسبة لرواية سعد الإسكاف حول موت أمير المؤمنين
«عليه السلام»، وفقدانه من قبره بعد وضعه فيه، بعدما أشرجا عليه اللبن،
وأن الله تعالى ألحقه بنبيه، نقول: إنها لم تبين لنا: إلى أين لحق به،
بل يظهر من التعبير بأنه يلحقه من المغرب إلى المشرق، أن ذلك في الأرض،
لا في السماء..
وبذلك يتضح:
أن الرواية التي تقول: إنه «عليه السلام»، قال للإمام: ثم انظر، فإنك
لن تراني في لحدي..
وكذلك رواية أم كلثوم، لا تدلان على أنه «عليه السلام»
قد رفع إلى السماء أيضاً، بل هما ساكتتان عن ذلك..
أما ما روي من أن النبي «صلى الله
عليه وآله»، قال:
أنا أكرم على الله من أن يدعني في الأرض أكثر من ثلاث..
وحديث:
لا تمكث جثة نبي، ولا وصي في الأرض، أكثر من أربعين يوماً.. فقد حاول
البعض أن يسجل احتمال أن يكون المراد بقاءها على الأرض قبل أن تدفن..
وقد يؤيد هذا الاحتمال: بأن الرواية لم تصرح بإصعاد الجثمان إلى
السماء..
كما وقد ورد في الروايات:
أن بدن الإمام الكاظم، وكذلك الإمام الهادي «عليهما السلام»، قد بقيا
ثلاثة أيام بلا دفن..
بل لقد روي:
أن بدن الإمام الهادي «عليه السلام» قد بقي عشرة أيام بلا دفن أيضاً..
ويروي أهل السنة أيضاً مثل ذلك بالنسبة للرسول أيضاً،
وإن كنا نعتقد أنه دفن بعد ساعات من استشهاده «صلى الله عليه وآله»،
كما تدل عليه الشواهد القوية والحاسمة..
غير أننا نقول:
إن جميع هذه المؤيدات لا تفيد، إذ إن ظاهر الرواية يأبى
ذلك، فقد قالت: لا يدعني في الأرض، وكلمة «في» تشير إلى الظرفية، ولو
كان المراد هو ما ذكروه لكان الأنسب أن يقول: على الأرض..
إلا أن يقال:
إن المقصود هو أن يتركه في الأرض مقابل السماء فتكون
«في» بمعنى «على» كقوله تعالى:
{وَهُوَ
الْذِي فِي الْسَمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ}([25]).
رفع
الروح، واللحم، والعظم:
وأما الرواية التي صرحت برفع روح النبي والوصي، وعظمه
ولحمه إلى السماء، فلا بد من رد علمها إلى أهلها، لأنها قالت: إن حال
الروح حال العظم، واللحم في ذلك.. مع أن الروح تصعد إلى بارئها، بعد أن
يقبضها ملك الموت، فما معنى بقائها في الأرض مدة ثلاثة أيام؟!..
إلا أن يقال:
إن الروح بعد خروجها من الجسد تبقى قريبة منه طيلة هذه المدة، وإن لم
تكن حالةً فيه..
وحول ما نقله ابن بكير، عن الإمام الصادق «عليه
السلام»، حول جسد الإمام الحسين «عليه السلام»، نقول:
ألف:
قد يقال: إن الجهر بالقول بأن الإمام «عليه السلام» قد رفع إلى السماء،
ربما يؤدي إلى إثارة جو من التشكيك والإتهام، وله سلبيات لا بد من
تحاشيها، والتزام جانب الحكمة، في الإجابة على الأسئلة المرتبطة به..
ب:
إن ابن بكير لم يسأل الإمام عن رفع جسد الإمام الحسين «عليه السلام»
إلى السماء، بل سأله عن أن جسده هل فني وبلي، وصار تراباً، كسائر
الأبدان؟! أم أنه باق على حاله؟!..
فأجابه الإمام على حسب ما يليق بحاله، أو بحسب الظروف
المحيطة به، فأكد له: أنه لو نبش القبر في الأيام الأولى لوجد الجسد
على حاله.. وأما بعد مضي عشرات السنين، فهو حي عند ربه يرزق..
ج:
إن قوله «عليه السلام»: إنه حي عند ربه يرزق، لا يثبت رفعه إلى السماء،
ولا ينفيه، بل هو يتلاءم مع حالتي النفي والإثبات على حد سواء.
د:
إنه لا يثبت أيضاً فناء الجسد ولا ينفيه، بل هو إجابة
فيها مراعاة لحال السائل، الذي سوف يتفاجأ حتى لمجرد سماعه لخبر عدم
فناء الجسد الطاهر، فكيف لو أخبره بما هو أبعد من ذلك، مثل رفعه إلى
السماء مطلقاً، أو لفترة محدودة..
هـ:
إن الأخبار قد دلت على أنه ليس للأرض في أبدانهم حقاً، وأن الله قد حرم
لحومهم عليها.. ولكن الإمام «عليه السلام» لم يرد أن يجيب ابن بكير حتى
بذلك، بل ترك الأمر بدون بيان.. ولعل هذا يؤيد أن لا تكون أجسادهم
«عليهم السلام» موجودة في قبورهم..
وبعدما تقدم نقول:
قد ظهر أن أكثر الروايات المتقدمة لا يمكن الاستدلال
بها على أن أجساد الأنبياء ترفع إلى السماء، سوى رواية: أنا أكرم على
الله من أن يدعني في الأرض أكثر من ثلاث.. ورواية: أكثر من أربعين
يوماً..
مع احتمال أن يكون المراد بكلمة
«في» في قوله:
«في الأرض»، ليس هو الظرفية، بل الكينونة عليها بعد
الموت قبل الدفن، على حد قوله تعالى:
{وَهُوَ
الْذِي فِي الْسَمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ}([26])..
كما أنه يمكن أن يستدل برواية رفع الروح، واللحم،
والعظم، إذا قبلنا بالتوجيه الذي يقول: إن الروح تبقى قريبة من الجسد
إلى أن ترفع معه إلى السماء..
ولكن يبقى أنه لا بد من الجمع بين رواية الثلاثة أيام،
ورواية الأربعين..
ولم نجد في النصوص ما يصلح قرينة للجمع بين هذين
النصين، ولو بأن نحملهما على اختلاف درجات ومقامات الأنبياء، سوى قوله
«صلى الله عليه وآله» في الرواية نفسها: أنا أكرم على الله من أن
يدعني.. الخ..
فإنه قد اعتبر ذلك من الكرامة الإلهية له «صلى الله
عليه وآله»، وليس في الأنبياء من يدانيه في ذلك، فيكون إبقاؤه لمدة
ثلاثة أيام فقط خاصاً به «صلى الله عليه وآله»، وتمييزاً له عن غيره من
الأنبياء «عليهم السلام»..
أما سائر الأنبياء، حتى أولو العزم، فإن الله أكرمهم
برفعهم صلوات الله وسلامه عليهم وعلى نبينا وآله، غير أنهم إنما يرفعون
بعد مضي أيام قد تصل إلى الأربعين..
وإنما قلنا ذلك لأن لحن الكلام، يقتضي أن يكون رقم
«الأربعين يوماً» قد جاء لتحديد الغاية القصوى.. فلا مانع من أن يرفع
بعضهم بعد موته بشهر، أو أقل، أو أكثر، بحسب ما له من مقام عند الله
تعالى..
([1])
الآية 1 من سورة الإسراء، و الآيات 5 ـ 18 سورة النجم.
([2])
الآية 57 من سورة مريم.
([3])
راجع: تفسير البرهان ج3 ص17 وراجع: جامع البيان للطبري ج16
ص121 والجامع لأحكام القرآن ج11 ص119 وتفسير القرآن العظيم ج3
ص133 وتفسير الرازي ج21 ص233 والبحار ج11 ص270 و البداية
والنهاية ج1 ص112 وقصص الأنبياء لابن كثير ج1 ص72 وقصص
الأنبياء للجزائري ص71.
([4])
الآية 55 من سورة آل عمران، والآية 158 سورة النساء.
([5])
راجع: تفسير البرهان ج1 ص285 والخصال ص529 وعيون أخبار الرضا
«عليه السلام» ج2 ص193 والبحار ج14 ص338 وج25 ص118 ومسند
الإمام الرضا «عليه السلام» للعطاردي ج1 ص103 وتفسير الميزان
ج3 ص218 وقصص الأنبياء للجزائري ص474.
([6])
قد دلت الروايات على ذلك، فراجع: بصائر الدرجات ص463 و 464
والبحار ج22 ص550 وج27 ص299 وراجع: نيل الأوطار ج3 ص305 وسنن
ابن ماجة ج1 ص345 و 524 وسنن أبي داود ج1 ص236 وإمتاع الأسماع
ج10 ص296 وج11 ص65 وسبل الهدى والرشاد ج3 ص133 وج12 ص356= = و
368 و 444 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص529 والجامع لأحكام
القرآن ج17 ص4 والبداية والنهاية ج5 ص286 و 296 وميزان
الإعتدال للذهبي ج2 ص99 وتفسير القرآن العظيم ج3 ص522 وكشف
الخفاء ج1 ص167 وفيض القدير ج2 ص111 والجامع الصغير ج1 ص380
وعون المعبود ج3 ص261 وفضل الصلاة على النبي «صلى الله عليه
وآله» للجهضمي ص16.
([7])
سبل الهدى والرشاد ج12 ص355 عن جمال الدين الأردبيلي الشافعي
في كتابه: الأنوار في أعمال الأبرار، وعن التذكرة للقرطبي، وعن
عبد القاهر بن طاهر البغدادي في فتاويه.. وراجع: منهج الرشاد
لمن أراد السداد للشيخ جعفر كاشف الغطاء ص565 عن القرطبي،
وتنوير الحلك للسيوطي ص15.
([8])
الخرائج والجرائح ج1 ص441 و442 وأشار في هامشه إلى المصادر
التالية: كشف الغمة ج2 ص429 وإثبات الهداة ج6 ص319 والبحار ج50
ص270 وحلية الأبرار ج2 ص502 ومناقب آل أبي طالب ج3 ص526 ومدينة
المعاجز (ط حجرية) ص574 والصراط المستقيم ج2 ص207 و208 والفصول
المهمة ص269 ونور الأبصار ص184 والصواعق المحرقة ص124 ومفتاح
النجا ص189 ورشفة الصادي ص196 وجواهر العقدين ص396. وراجع:
إحقاق الحق ج12 ص264 ـ 266 عن بعض المصادر المتقدمة.. وراجع:
الثاقب في المناقب ص575 وينابيع المودة ج3 ص131 و190 و306
ووفيات الأئمة ص405.
([9])
المزار للمفيد ص32 و33 وكامل الزيارات ص38 و90 وفرحة الغري ص73
و74 و101 وتهذيب الأحكام ج6 ص23 ووسائل الشيعة ج14 ص385 (ط
مؤسسة آل البيت)، والغارات ج2 ص854 والأنوار العلوية ص430،
والجواهر السنية ص46 والبحار ج11 ص268 و333 وج13 ص127 و129
و130 وج22 ص293 وج55 ص171 وج57 ص208 وج79 ص66 و67 وج97 ص131
و258 ومستدرك سفينة البحار ج7 ص102 ومسند الإمام الرضا ج1 ص63
و64 ومستند الشيعة ج3 ص286 جواهر الكلام ج4 ص344، ومستدرك
وسائل الشيعة ج2 ص310 وتفسير العياشي ج2 ص145 و146 وقصص
الأنبياء للجزائري ص93.
([10])
الخصال ص205 وعلل الشرائع للصدوق ج1 ص296 وقصص الأنبياء
للراوندي ص138 وقصص الأنبياء للجزائري ص291 والوسائل (ط مؤسسة
آل البيت) ج3 ص162 و (ط دار الإسلامية) ج2 ص834 والبحار ج13
ص127 وج55 ص172 ومستدرك سفينة البحار ج7 ص102 وجامع أحاديث
الشيعة ج3 ص394 والذكرى ص65 وأمل الآمل ج1 ص12 وجامع المقاصد
ج1 ص401 وروض الجنان ص220 ومجمع الفائدة والبرهان ج3 ص504
والمزار ص221 = = ومصباح الفقيه (ط.ق) ج1 ق2 ص430 والتفسير
الصافي ج3 ص51 وجواهر الكلام ج4 ص344 وراجع: جامع أحاديث
الشيعة ج3 ص394.
([11])
الأمالي للطوسي ص326 والبحار ج45 ص394 والعوالم للشيخ عبد الله
البحراني ص724، ومستدرك سفينة البحار ج8 ص386 وراجع: مقاتل
الطالبيين لأبي الفرج الأصفهانى ص396.
([13])
البحار ج44 ص287 و288، والعوالم ص541، والغدير ج2 ص235 و 236
والجوهرة في نسب الإمام علي وآله للبري ص48 ومثير الأحزان لابن
نما الحلي ص64 والمجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة للسيد
شرف الدين ص146.
([14])
راجع: بصائر الدرجات ص463 و 464 ومن لا يحضره الفقيه ج1 ص191
والبحار ج22 ص550 وج27 ص299 وتفسير نور الثقلين ج4 ص394
ومستدرك سفينة البحار ج1 ص122 وجامع أحاديث الشيعة ج13 ص302
والذكرى للشهيد الأول ج2 ص90.
([15])
قد دلت على ذلك بعض الأحاديث، فراجع الحديث الذي يصرح فيه برفع
العظم، واللحم، والروح إلى السماء، وهو الآتي في ضمن القسم
الثاني من الأحاديث التي ذكرت رفع أجساد الأنبياء والأوصياء
إلى السماء..
([16])
المزار للمفيد ص193 و (دار المفيد) ص224 وعن كنز الفوائد
للكراجكي ص258 حديث 16 والبحار ج97 ص131 وج18 ص298.
([17])
البحار ج42 ص292 والأنوار العلوية ص386.
([18])
المزار للمفيد ص192 والبحار ج42 ص214 و236 وتهذيب الأحكام ج6
ص106 وإثبات الهداة ج5 ص2 وفرحة الغري (منشورات الرضي ـ قم ـ
إيران) ص30 و (نشر مركز الغدير للدراسات الإسلامية) ص60 وعن
المناقب لابن شهرآشوب ج1 ص482 و483.
([19])
فرحة الغري (منشورات الرضي ـ قم ـ إيران) ص34 و (نشر مركز
الغدير للدراسات الإسلامية) ص62 والبحار ج42 ص215 وجامع أحاديث
الشيعة ج3 ص403 والغارات للثقفي ج2 ص846 ومستدرك الوسائل ج2
ص332.
([20])
فرحة الغري ص35 و (نشر مركز الغدير للدراسات الإسلامية) ص64
والبحار ج42 ص216 ح17 وراجع: المناقب لابن شهرآشوب ج2 ص348.
([21])
البحار ج18 ص298 وج26 ص303 وج97 ص131 وكنز الفوائد للكراجكي
ص258 ومستدرك سفينة البحار ج9 ص517.
([22])
الكافي ج4 ص567 والمزار للمفيد ص189 و (ط دار المفيد) ص221
وبصائر الدرجات ص465 وكامل الزيارات ص329 و330 ومن لا يحضره
الفقيه ج2 ص345 وتهذيب الأحكام ج6 ص106 وتفسير نور الثقلين ج5
ص119 ومنتقى الجمان ج1 ص318 وجامع أحاديث الشيعة ج12 ص259
والبحار ج11 ص67 وج22 ص550 وج27 ص299 و300 وج97 ص129 و130
والوسائل (ط دار الإسلامية) ج10 ص254.
([23])
البحار ج97 ص130 وتهذيب الأحكام ج6 ص106 والمزار ص189 و (ط دار
المفيد) ص220 وتفسير نور الثقلين ج5 ص119 ومستدرك سفينة البحار
ج1 ص121.
([24])
كامل الزيارات ص438 و201 والبحار ج27 ص300 وج44 ص292 ومقاتل
الطالبيين ص428 والوسائل (ط دار الإسلامية) ج10 ص397 ومستدرك
الوسائل ج10 ص230 ومدينة المعاجز ج4 ص217 والعوالم (المجلد
الخاص بالإمام الحسين) ص534 وجامع أحاديث الشيعة ج12 ص261 و
555.
([25])
الآية 84 من سورة الزخرف.
([26])
الآية 84 من سورة الزخرف.
|