صفحة : 5-6   

قصة هذا الحوار

 بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

وبعد.. فإن هذا الحوار قد بدأ منذ أقل من شهرين من تاريخ كتابتي لهذا التقديم مع آخ كريم فاضل، وعالم أريب عاقل، اعتمد في حواره معي على الكلمة الطيبة التي أثنى الله تعالى عليها، فقال: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ([1]).

أقول هذا، مع أن القارئ الكريم سيرى: أن أول رسالة وصلت إليَّ منه قد توهم لأول وهلة: أنها تتسم بالقسوة بعض الشيء.. ولكن ذلك لم يزعجني، لأنني أدركت أن هذا هي مشاعره التي كان صادقاً في التعبير عنها، وأنه كان مندفعاً بكل وجوده إلى نصرة ما كان يراه حقاً، وصدقاً، وواقعاً. وهي إن دلت على شيء فإنما تدل على أنه يحمل في داخل ذاته معنى النبل والطهر، والصدق، وأنه لا يلقي الكلام على عواهنه، بل هو يفكر ويقدر، ويزن الأمور بميزان العقل، وأنه ملتزم بما يفرضه، الإنصاف والعدل.

من أجل ذلك أقول:

إنني بمجرد قراءتي لرسالته لمست أنها من الموارد التي حققت مضمون الكلمة الطيبة، التي أشارت إليها الآية المباركة، من حيث إنه أيده الله أراد بكلماته تلك أن يحق ما كان يراه حقاً.. ويهدي إليه من ضل عنه..

وقد امتاز اتصاله الأول: بأنه حمل لي ثلاث رسائل:

إحداها: ترتبط بما جرى على الزهراء «عليها السلام».

والثانية: ناقش فيها دليل الإمامة والعصمة..

أما الرسالة الثالثة، فهي لرجل آخر، يدَّعي مُنشؤها: أنها تضمنت رداً على كتابنا: مراسم عاشوراء..

فأجبت على الرسائل الثلاث، بما سيمر أمام ناظري القارئ الكريم..

وتوالت الرسائل بيننا.. فاقترح علينا أطال الله عمره الشريف نشر تلك الرسائل، لكي يستفيد منها الناس.. وطلب أن تنشر ـ كما هي ـ ليبقى قادراً على تلمس ما كان يراوده من خواطر وخلجات، ومشاعر وحالات، فإنها تختزن الكثير الكثير من هذا وذاك وذلك، لكي تكون هي الذكرى التي تهفو إليها نفسه، وتسعد بها روحه، ويحيا بها قلبه.. فكان له ما أراد..

فإلى القارئ الكريم أقدم ما جرى بيننا، كما هو، ومن دون أي تصرف، إلا أنني سأصرف النظر عما أمرني أخي العلامة الذي سأرمز إليه بحرف (ص..).

والحمد لله والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله..

حرر بتاريخ: 5 ربيع الأول 1431هـ الموافق 20 شباط 2010م.

جعفر مرتضى العاملي


([1]) الآية 24 من سورة إبراهيم.

 
   
 
 

موقع الميزان