أنا
الشيخ (ص..) من جمهورية مصر العربية وقد تعرفت من جديد على بعض الكتب
التي تم ترويجها على صفحة الانترنت من قبل من يسمون أنفسهم مجموعة
المستبصرين في العالم ويقودهم أحدهم من سمى نفسه بالسيد المستبصر وتعمل
هذه الشبكة على ترويج كتب لشخص يدّعي
أنه عالم واسمه جعفر مرتضى العاملي وبعد أن بحثت على شبكة عن عنوان لك
وجدت أن أرسل لك هذه الرسالة لعل عندك ما تجاوبني به.
وإن لم تفعل سأضطر أن أنشر هذه المقالة بعد عدة أيام في
أحدى المجلات أو الصحف في مصر؟! والله من وراء القصد..
(فضح أكاذيب جعفر مرتضى العاملي في قصة ضرب السيدة فاطمة)
إن مما ابتلانا الله به فى زماننا هذا مجموعة من
الكذابين المفترين الذين يغلقون عقولهم ويساقون كما تساق الإبل أو
يسحبون كما تسحب الأبقار، هؤلاء المفترون كذبوا على الله ورسوله ونالوا
من صحبه الكرام وأزواجه الأخيار لاسيما عائشة وحفصة «رضي
الله عنهما» وعن والديهما إلى يوم الدين، ﴿يَوْمَ
لاَ يَنْفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ، إِلاَ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ
سَلِيمٍ﴾.
يدعي هؤلاء الجبناء:
أنه بعد وفاة النبي
العظيم محمد صلى الله عليه وسلم واختيار أبي
بكر الصديق «رضي
الله عنه» خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقائدا وإماما للمسلمين
قام عمر بن الخطاب «رضي
الله عنه» بضرب السيدة فاطمة الزهراء «رضي
الله عنها» وكسر ضلعها وإسقاط جنينها وتهديدها بحرق بيتها بكل من فيه
إن لم يبايعوا أبا بكر على الخلافة وهو ما أدى في النهاية إلى
استشهادها «رضي
الله عنها»، والحمد لله فقد من الله علينا بان جعل منا من يفند هذه
الأكذوبة والفرية العظيمة ويظهر بطلانها سندا ومتنا ولكنى أردت أن أكتب
وأوضح بعض ما جال فى خاطرى وأنا أسمع هذا السيناريو الغريب ومن هذه
النقاط:
1 ـ
أن التعدي
على إمرأة وضربها هو من الأمور المستنكرة والمذمومة والتى تجلب العار
لصاحبها عند العرب ولنتذكر أن أبا جهل ذلك المشرك الذى طالما حارب دين
الله عندما ضرب السيدة أسماء بنت أبى بكر الصديق «رضي
الله عنهما» شعر بالخجل الشديد ولامه على ذلك كبراء مكة وسادتها وظل
البعض من خصومه يعايره بها وصارت نقطة سوداء فى جبينه، ألم يكن فى
العرب بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم من ينكر ضرب فاطمة «رضى
الله عنها» وكسر ضلعها وإسقاط جنينها؟!
2 ـ
من المعلوم لنا جميعاً كبيرنا وصغيرنا، عالمنا وجاهلنا: أن علي
بن أبي
طالب «رضي
الله عنه» كان يتسم بشجاعة غير متناهية وقوة هائلة حتى إن بعض من وصفوه
قالوا: إنه إذا أمسك بذراع الرجل كتم نفسه من شدة القبضة، والرواية
المفتراة ليس فيها أي
ذكر لرد فعل سيدنا علي
على ضرب زوجته إن صحت، فهل كان على جبانا أو ضعيفاً؟! لا والله، بل حتى
لو كان هكذا فإنه ما من عاقل تضرب زوجته ويقف مكتوف الأيدي
لا يحرك ساكنا حتى ولو كان يضرب به المثل فى الضعف والجبن، بأي
منطق نصدق هذه الرواية، إن صحت هذه الرواية فإن على بن أبي
طالب كرم الله وجهه ليس جديراً بأن يكون خليفة للمسلمين لأن الذي
لا يستطيع أن يحمي
زوجته وجنينها لا يصح أن يكون خليفة ولا يحق له أن يطالب بها، إن هؤلاء
العلماء الشيعة ليعرفون جيداً كذب هذه الرواية، وأنها لو صحت لكان لعلى
بن أبي
طالب «رضى الله عنه» موقف قوى تجاه أبي
بكر وعمر «رضي
الله عنهما» فهو ليس بالجبان ولا الضعيف ولكنه كان أقوى الناس فى عصره.
3 ـ
عندما تولى عمر بن الخطاب «رضى الله عنه» الخلافة عيَّن
على بن أبى طالب قاضياً،
وذات يوم قال عمر لأصحابه وهم فى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنه
رأى بالليل اثنين يزنيان،
وهمّ
أن يرسل فى طلبهما ليقيم عليهما الحد،
فقال له الإمام علي
«رضي
الله عنه»:
يا أمير المؤمنين،
أمعك أربعة شهود.
فقال:
لا.
فقال على: «والله يا أمير المؤمنين، لو نطقت باسمهما
لأجلدنك ثمانين جلدة».
فقال له عمر:
يا على، أنا رأيت وسمعت.
فرد عليه علي
نفس الرد..
فسكت عمر وسكت علي
«رضي
الله عنهما».
ومن هذا الموقف نرى:
أن علياً «رضي
الله عنه» كان قوياً في
الحق، ولا يخاف فيه لومة لائم، ولو كانت هذه الرواية صحيحة لما سكت،
ولفعل كل ما يمكن فعله للثأر لزوجته «رضي
الله عنها وأرضاها».
4 ـ
تزوج عمر بن الخطاب «رضي
الله عنه» من أم كلثوم بنت علي
بن أبي
طالب وابنة
السيدة فاطمة الزهراء «رضي
الله عنها وأرضاها»، فهل يعقل أن يزوج سيدنا علي
بن أبي
طالب إبنته لقاتل أمها، ياللعجب!! ألهذه الدرجة من الضعف وصل سيدنا علي
حسب روايتهم المزعومة، وهل يعقل أن ترضى السيدة أم كلثوم «رضي
الله عنها» بأن تتزوج قاتل أمها، من منا يرضى بهذا، هل يرضاه الخوميني
[الخميني]
مثلا على نفسه، هل يرضى أن يزوج إبنته لقاتل أمها، إنه
لمنطق غريب .
5 ـ
أين هم آل بيت النبي
صلى الله عليه وسلم من ضرب فاطمة؟! أين العباس وبنوه وأبناء جعفر أين
هم بنو هاشم وماذا كان رد فعلهم ولماذا سكتوا على ضرب إبنة عمهم ونبيهم
صلى الله عليه وسلم؟!
4/محرم الحرام / 1431هـ
|