صفحة :37   

بـدايـة:

قد ارتأينا أن نبدأ حديثنا في عرضنا هذا، وفي هذا الفصل بالذات بذكر سمات عامة فيما بين يوشع وعلي.. دون أن ننسى التنويه بحادث كوني عظيم، تمثل بحديث رد الشمس وحبسها لعلي «عليه السلام» وليوشع.. إيماناً منا بأن هذه الحادثة التي وقعت ليوشع مرة واحدة، ثم تكرر وقوعها لعلي «عليه السلام» مرات عديدة، قد أريدلها أن تضع الأمة بأسرها أمام حدث كوني يفرض نفسه على كل أحد.

ولا يمكن فهم هذا الحدث وتفسيره على أنه مجرد صدفة، أو أنه وضع اقتضته السنن الكونية..

بل لا بد من فهمه على أنه تكريس للرعاية الربانية لعملية كونية يراد لها أن تنتهي إلى تعميق مضمون الإمامة في وجدان الأمة. وبلورة مفهومها في منطق العقل، لتصبح القناعة الراسخة، التي تضرب بامتداداتها في كل اتجاه، وعلى كل صعيد، وفي كل زمان..

ثم تكتمل ملامح الصورة حين نشهد اتصال وارتباط الماضي مهما كان بعيداً وسحيقاً بحاضر هذه الأمة، في كل مجال، وعلى كل صعيد.. وعلى مدى حركة الزمان، وهو يختزل المستقبل في حاضره، ليختزنه ـ من ثم ـ في ماضيه..

ولذلك آثرنا أن نقدم للقارئ الكريم ها هنا باقة ريانة من هذه الرعاية الربانية، ولا سيما حديث رد الشمس وحبسها، لا لينتهي على مشارف الظهور المبارك لقائم آل محمد، بل ليمتد ويمتد.. ثم ليمتد إلى قيام الساعة..

 
   
 
 

موقع الميزان