الصفحة 27
- ((( اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقيمَ (6))) –
وصلنا للآية العظيمة وهي الطلب من الله سبحانه ان يهدينا للصراط المستقيم ؛ علما بان هذه الآية المباركة لم تاتي في القرآن الكريم الا مرة وحدة وهي هذه في السورة الفاتحة المباركة .
الصراط المستقيم !!
المستقيم لا يقبل الانحراف ابدا لانك ان بدءت من النقطة " أ" لتذهب الى النقطة "ب" فليس هناك الا طريقا مستقيما واحدا يربط بين النقطتين . فان من انحرف عن الطريق باقل انحراف فكلما ازدادت سرعته ازداد تعبه وبعده عن الهدف لذلك قال الله سبحانه وتعالى :
عامِلَةٌ ناصِبَةٌ (3)"الغاشية"
بحار الأنوار 27 168 باب 7- أنه لا تقبل الأعمال إلا بالولاية
عن تفسير القمي: عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ صلوات الله عليه يَقُولُ مَنْ خَالَفَكُمْ وَ إِنْ تَعَبَّدَ وَ اجْتَهَدَ مَنْسُوبٌ إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً .
فالسبيل الى الله سبحانه ليس سبيلان بل سبيل واحد لا غير والضلال له سبل كثيرة قال الله سبحانه وتعالى
وَ أَنَّ هذا صِراطي مُسْتَقيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)"الانعام"
ولهذا ورد في كتب اللغة عن الصراط كما في :
مجمع البحرين ج : 4 ص : 259
(صرط) قوله تعالى: اهدنا الصراط المستقيم [1/6] بالصاد، و هي اللغة الفصيحة، و الصراط المستقيم هو الدين الحق الذي لا يقبل الله من العباد غيره، و إنما سمي الدين صراطا لأنه يؤدي من يسلكه إلى الجنة كما أن الصراط يؤدي من يسلكه إلى مقصده.
و في عيون أخبار الرضا عنه صلوات الله عليه عن موسى بن جعفر صلوات الله عليه قال جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليه في قول الله تعالى: اهدنا الصراط المستقيم قد يقول ارشدنا للزوم الطريق المؤدي إلى محبتك و المبلغ دينك و المانع من أن نتبع أهواءنا فنعطب أو نأخذ بآرائنا و نهلك.
فالامر اهم من كل مهم واخطر من كل ما نتصوره ونعتقد خطورته لانه سبيل واحد وصراط اوحد لا سبيل سواه فاما ان نسلكه فننجوا او ننحرف باقل انحراف فنهلك لبعدنا عن الهدف المقصود.
والآن حينما نلاحظ المسلمين نجدهم فرق كثيرة ومذاهب شتى وبعضها يعتبر الاخر عدوا له بل يكفّره ؛ فاذن السبل كثيرة جدا والصراط واحد بلا اي شك .
فاي واحد من هذه السبل هو الصراط ؟؟؟