الصفحة 46

ولكن رواية أخرى ذكرت: أن الآية نزلت في أبي جهل حين قال ما قال بمناسبة موت إبراهيم ابن رسول الله(ص)(25).

وقيل غير ذلك.

ونقول:

إن المشهور هو أن القاسم كان أكبر وُلِد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(26).


الصفحة 47
والرواية السابقة التي هي مورد البحث تدل على أنه قد مات بعد بعثة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكيف إذا كان عبد الله قد مات بعده بشهر، فإن الأمر يصبح أكثر وضوحاً، حيث سيأتي: أن عبد الله قد ولد ومات بعد النبوة قطعاً.

وهم يقولون: إنه حين مات القاسم كان عمره سنتين(27) وقيل: عاش حتى مشى(28).


الصفحة 48
وجمع البلاذري بين هذين القولين فقال: "مات وقد مشى، وهو ابن سنتين"(29).

وآخرون يقولون: إن أولاد النبي(ص) ماتوا رضّعاً، زاد بعضهم قوله: قبل المبعث(30) وعلى حد تعبير آخر: " ماتوا صغاراً جداً"(31).

وقال مجاهد عن القاسم: عاش سبعة أيام (أو ليال)(32).


الصفحة 49
وقيل: عاش سبعة عشر شهراً(33).

وعند السهيلي: " بلغ القاسم المشي، غير أن رضاعه لم يتم "(34).

وفي نص آخر: " أما القاسم والطيب فماتا بمكة صغيرين "(35).

وبعض آخر يقول: بلغ القاسم أن يركب الدابة، ويسير على النجيبة(36).


الصفحة 50
أما اليعقوبي، فقد قال: " كان للقاسم يوم توفي أربع سنين "(37).

شواهد على أن القاسم مات بعد النبوة:

فإذا كان القاسم قد مات صغيراً، فلننظر متى ولد القاسم، على وجه التقريب، فقد جاء في مسند الفريابي ما يدل على أنه ولد في الإسلام.

ويدل على ذلك الروايتان التاليتان:

ألف ـ ما روي من أنه لما توفي القاسم كان له أربع سنين، ثم توفي عبد الله بن رسول الله بعده بشهر، ولم يفطم.

فقالت خديجة: يا رسول الله، لو بقى حتى أفطمه.


الصفحة 51
قال: فإن فطامه في الجنة(38).

ب ـ " وقع في مسند الفريابي: أن خديجة دخل عليها رسول الله(ص) بعد موت القاسم، وهي تبكي، فقالت: يا رسول الله! درت لبينة القاسم، فلو عاش حتى يستكمل رضاعه لهوّن عليّ.

فقال: إن له مرضعاً في الجنة تستكمل رضاعه.

فقالت: لو أعلم ذلك لهوّن عليّ.

فقال: إن شئت أسمعتك صوته في الجنة.

فقالت: بل أصدق الله ورسوله "(39).

قال السهيلي: " وهذا الحديث يدل على أن القاسم لم يهلك في الجاهلية "(40).


الصفحة 52
وخلاصة الأمر: إن سورة الكوثر قد نزلت بعد عدة سنوات من البعثة، حيث إنها هي السورة الرابعة عشرة بحسب ترتيب نزول السور الوارد في رواية ابن عباس(41).

والمستفاد هنا: أن رقية وأم كلثوم قد ولدتا بعد موت القاسم، وعبد الله، أي بعد البعثة بسنوات أيضاً، فكيف تكونان قد تزوجتا أبناء أبي لهب في الجاهلية، ثم تزوجت رقية عثمان وهاجرت إلى الحبشة في الخامسة من البعثة، وحملت فأسقطت علقة في السفينة؟!

الرواية المتقدمة بطريقة أخرى:

وعن ابن عباس قال:

"ولدت خديجة من النبي عبد الله بن محمد. ثم

الصفحة 53
أبطأ عليه الولد من بعده، فبينا رسول الله(ص) يكلم رجلاً، والعاص بن وائل ينظر إليه، إذ قال له رجل: من هذا؟

قال: هذا الأبتر. يعني النبي(ص).

وكانت قريش إذا ولد الرجل(42) ثم أبطأ عليه الولد من بعده قالوا: هذا الأبتر.

فأنزل الله: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ}. إن مبغضك هو الأبتر الذي بتر من كل خير.

ثم ولدت له زينب، ثم ولدت له رقية، ثم ولدت له القاسم ثم ولدت الطاهر ثم ولدت المطهر، ثم ولدت الطيب، ثم ولدت المطيب. ثم ولدت أم كلثوم، ثم ولدت فاطمة، وكانت أصغرهم "(43).


الصفحة 54
وهذه الرواية تفيد: أن نزول سورة الكوثر قد كان قبل ولادة جميع أبنائه (ص) ما عدا عبد الله الذي كانت ولادته في الإسلام عند جل المؤرخين(44).

فيكون تزويج رقية وأم كلثوم من ابني أبي لهب ثم من عثمان محض خيال من الرواة ومن تحرضاتهم.

لكن القول هنا بأن عبد الله هو أكبر أولاد النبي(ص) خلاف ما هو مشهور، وذلك لا يوجب القطع ببطلان الرواية، فرب مشهور لا أصل له، ولا منطق يساعده.

تناقض غير مقبول:

وقد روى أبو هلال العسكري هذه الرواية عل

الصفحة 55
النحو التالي:

"مات القاسم والطاهر ـ قبل النبوة ـ فمر رسول الله(ص) راجعاً من جنازة القاسم على العاص بن وائل السهمي، وابنه عمرو، فقال عمرو: إني لأشنؤه. فقال العاص: لا جرم لقد أصبح أبتر. فانزل الله: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ} "(45).

فنجد أن هذه الرواية تصرح بموت القاسم قبل النبوة، ثم تقول: إن العاص بن وائل قال ما قال حين رجوع النبي(ص) من جنازة القاسم، فنزلت الآية. فلا يعقل أن تنزل الآية عليه (ص) في هذه المناسبة إلا بعد النبوة، وذلك ظاهر.

إلا أن يقال: إن نزول الآية قد تأخر عن مناسبتها إلى ما بعد سنوات عديدة، وهو بعيد في الغاية،

الصفحة 56
وخلاف ظاهر الرواية، التي جاءت بفاء التفريع.

أو يقال: إن قوله أولاً – قبل النبوة – قد جاء من قبل الرواة، اعتماداً منهم على ما هو المرتكز في أذهانهم بحسب ما سمعوه قبل ذلك.

وربما يكون ذلك سبق من قلم النساخ، وربما، وربما!!

تـذكـيـر:

وقبل أن نمضي في الحديث نسجل هنا تحفظاً على القول المتقدم بأن المراد بالأبتر هو أبو جهل، لوصفه النبي(ص) بذلك حين موت ولده إبراهيم.

فإن أبا جهل قد مات في السنة الثانية من الهجرة في بدر، أي قبل ولادة إبراهيم ابن رسول الله(ص) بعدة سنوات. فهذا يرجح الرواية الأخرى التي تقول: إن ذلك قد صدر من العاص بن وائل بمناسبة موت القاسم، أو عبد الله ابني النبي(ص).


الصفحة 57


الفصل الرابع

4 ـ صغرى بنات النبي(ص)





الصفحة 58

الصفحة 59

4 ـ صغرى بنات النبي(ص)

قال الجرجاني إنه قد صح عنده: أن رقية كانت أصغر بنات النبي(ص)، حتى من فاطمة عليها السلام(46).

ويرى بعض آخر: أن أم كلثوم كانت هي الأصغر

الصفحة 60
من الكل(47).

قال أبو عمر: كانت فاطمة هي وأختها أم كلثوم أصغر بنات رسول الله(ص)، واختلف في الصغرى منهما. وقال ابن سراج: سمعت عبيد الله الهاشمي يقول: ولدت فاطمة في سنة إحدى وأربعين من مولد النبي(48) أضاف في الاستيعاب: وقد قيل: إن رقية أصغر منها(49).

وقال فريق آخر: " الأكثر على أن فاطمة أصغرهن سناً ".


الصفحة 61
ورآه بعض آخر: أنه هو الصحيح(50).

فإذا صح أن رقية أو أم كلثوم كانت أصغر من فاطمة، فلابد من الرجوع إلى تاريخ ولادة فاطمة عليها السلام، فبينما نرى البعض يذكر: أنها قد ولدت قبل البعثة(51)، فإن البعض الآخر يقول: إنها ولدت في سنة البعثة(52).

والبعض الآخر يقول: ولدت سنة إحدى

الصفحة 62
وأربعين(53).

وثمة من يقول: ولدت في السنة الثانية من البعثة(54).

أما نحن فنقول:

أنها عليها السلام قد ولدت في السنة الخامسة من البعثة النبوية الشريفة فيكف تكون رقية قد تزوجت في الجاهلية من أبي لهب، ثم لما بعث رسول الله أسلمت، فطلقها زوجها ليتزوجها عثمان، فتحمل،

الصفحة 63
وتسقط في السفينة حين الهجرة إلى الحبشة في السنة الخامسة بعد البعثة؟!

وقد وافقنا على ما نذهب إليه في تاريخ ميلاد فاطمة عليها السلام جماعة، فقالوا: إن فاطمة قد ولدت في السنة الخامسة من البعثة(55).

ألف ـ ما قدمناه في أوائل هذا البحث من أن غير واحد قد نصوا على أن أولاد النبي(ص) كلهم قد ولدوا بعد النبوة، باستثناء عبد مناف عند بعضهم.

الصفحة 64
فراجع ما نقلناه عن مصعب الزبيري، والسهيلي، والمقدسي والقسطلاني وغيرهم.

ب ـ هناك روايات كثيرة أوردها جماعة من الحفاظ والعلماء على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، كلها تدل على أن نطفة فاطمة عليها الصلاة والسلام قد انعقدت من ثمر جاء به جبرائيل من الجنة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حين الإسراء والمعراج، الذي كان في السنة الثانية، أو الثالثة من البعثة على ما هو الأظهر والأرجح(56).

وقد رويت هذه الروايات عن جماعة من الصحابة مثل: سعد بن أبي وقاص، وعائشة، وعمر بن الخطاب، وسعد بن مالك، وابن عباس، وغيرهم وروي ذلك عن الإمام الصادق عليه السلام أيضاً(57)

الصفحة 65

الصفحة 66
ومهما أمكنت المناقشة في بعض تلك الروايات، فإن بعضها الآخر، لا مجال للنقاش فيه، كما لا يخفى على من راجعها، ودقق النظر فيها.

ج ـ ومما يدل على ذلك: ما روي من أن نساء قريش قد هجرن خديجة، فلما حملت بفاطمة عليها السلام كانت تحدثها من بطنها، وتصبِّرها. وكانت تكتم ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله يوماً، فسمع خديجة تحدث فاطمة، فقال لها: يا خديجة، من تحدثين؟!

قالت: الجنين الذي يحدثني ويؤنسني.

قال: يا خديجة! هذا جبرائيل يخبرني: أنها

الصفحة 67
أنثى الخ..(58).

فهذا الحديث يدل على أن الحمل بفاطمة قد كان حينما كان جبرائيل يلتقي بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد كان ذلك بعد أن نُبِّئ (ص).

كما أنه يدل على أن الحمل بفاطمة قد كان بعد عدة سنوات من البعثة، أي بعد إظهار قريش لعدائها مع رسول الله صلى الله عليه وآله، وحينما هجرت نساء قريش خديجة رحمها الله. ولم يكن ذلك إلا بعد البعثة بعدة سنوات، أي بعد انتهاء الدعوة غير المعلنة، ثم الدخول في مرحلة جديدة كما هو ظاهر.

د ـ ما روي من أن أبا بكر خطب فاطمة، فرده (ص). ثم خطبها عمر فرده رسول الله(ص)، وقال

الصفحة 68
لهما: إنها صغيرة، فخطبها علي عليه السلام فزوجه(59).

فلما عاتب الخاطبون رسول الله(ص) على منعهم وتزوج علي عليه السلام، قال (ص): والله ما أنا منعتكم وزوجته، بل الله منعكم وزوجه(60).

ومن الواضح: أن تزويج فاطمة قد كان في السنة الثانية بعد الهجرة، فالتعليل لردهما بكونها صغيرة، يشير إلى أن ولادتها قد كانت بعد البعثة بعدة

الصفحة 69
سنوات إذ لو كانت قد ولدت قبل البعثة بخمس سنوات كما يدعون، لكان عمرها حين زواجها حوالي عشرين سنة، ولا يقال لمن تكون بهذه السنة: إنها صغيرة!!

ومما يدل على أن خطبة أبي بكر وعمر لها قد كانت بعد الهجرة، قولهم: خطب أبو بكر فاطمة إلى رسول الله(ص)، فقال النبي(ص): هي لك يا علي لست بدجّال(61).

حيث إن ظاهر في أن تزويجها لعلي قد أعقب خطبة أبي بكر وعمر لها، من دون فصل.


الصفحة 70

الصفحة 71


الفصل الخامس

ولدينا المزيد





الصفحة 72

الصفحة 73

5 ـ متى تزوجت خديجة برسول الله(ص)؟!

ثم إن ما ذكروه من تزوج رقية وأم كلثوم بابني أبي لهب يتوقف على أن تكون خديجة قد تزوجت برسول الله في وقت مبكر قبل البعثة.

ونحن وإن كنا نجدهم يروون: أنها رحمها الله قد تزوجت بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل البعثة بخمس عشرة سنة، أو ست عشرة، أو حتى عشرين سنة،

الصفحة 74
كما في بعض الأقوال الشاذة(62).

إلا أننا نجد أقوالاً أخرى تفيد: أنها رحمها الله قد تزوجت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل البعثة بعشر سنين(63).

وقال البعض: تزوجته قبل البعثة بخمس سنين(64).

وبعض آخر يقول: إنها قد تزوجته قبل البعثة بثلاث سنين(65).


الصفحة 75
وربما يرجح هذا القول الأخير ما نقله البيهقي من أنها رحمها الله قد توفيت وعمرها خمسون سنة على الأصح(66).

ويرجحه أيضاً قولهم المتقدم: أنها رحمها الله لم تلد في الجاهلية سوى عبد مناف.

وبذلك يتضح: أن القول بأنها قد ولدت رقية، وأم كلثوم في الجاهلية، ثم كبرتا، وتزوجتا بابني أبي لهب، ثم بعثمان، يصبح موضع شك وريب. ويزيد هذا الريب حتى يصل إلى درجة اليقين بكذب ذلك، بملاحظة سائر الدلائل والشواهد التي أوردناها ونوردها في هذا البحث.

6 ـ ماذا يقول الدولابي؟

أما الدولابي، فيقول: إن عثمان قد تزوج رقية في

الصفحة 76
الجاهلية(67) ويظهر من الديار بكري أيضاً: أنه جازم بذلك(68).

ومعنى ذلك: أن ما يذكرونه من زواج بنتي رسول الله بابني أبي لهب لا يصح، إذا لوحظ ما يذكرونه من سبب طلاقهما إياهما.

7 ـ هجرة الفواطم (!!)

ومما يزيد الأمر وضوحاً: أن أم كلثوم التي يدعى أنها بنت النبي(ص) وطلقها ابن أبي لهب في مكة، ثم تزوجها عثمان في المدينة بعد الهجرة بعدة سنوات، لم نجد لها ذكراً حين الهجرة إلى المدينة، بل المؤرخون يقتصرون على القول: بأن علياً عليه

الصفحة 77
السلام قد حمل معه الفواطم، وأم أيمن، وجماعة من ضعفاء المؤمنين(69).

وليس ثمة أية إشارة إلى أم كلثوم إطلاقاً، فهل هاجرت قبل ذلك، أو بعده؟ ومع من؟! ولماذا؟!

أم أنها قد جعلت في جملة الضعفاء؟! فلماذا إذن أفردت عن أختها فاطمة، وعن أم أيمن، وجعلت في جملة ضعفاء المؤمنين؟!

لا ندري.

ولعل الفطن الذكي يدري!!

8 ـ زينب أيضاً لم تكن بنتاً لرسول الله(ص):

وبعد ما تقدم فإننا بالنسبة إلى زينب زوجة أبي العاص بن الربيع نقول:


الصفحة 78
ألف ـ إن القول في بنوّة زينب الحقيقية لرسول الله(ص) هو نفس القول الذي تقدم في رقية، وأم كلثوم. فإن أكثر ما أوردناه هناك يرد هنا.

ب ـ إن البعض يقول: إن خديجة قد ولدت للنباش بن زرارة ثلاثة أولاد، هم: هند، والحرث، وزينب(70).

وهذا يؤيد ما يذهب إليه البعض، من أن زينب كانت ربيبة لرسول الله(ص).

ونحن وإن كنا قد ناقشنا بصورة قوية في أن تكون خديجة قد تزوجت أحداً قبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

لكن هذا النص يسجل اعترافاً بأن زينب كانت بنتاً لأبي هلالة لا للنبي.


الصفحة 79
يبقى الكلام في أنها هل هي بنت أخت خديجة، أو بنت زوج أختها وهو بحث آخر، لا أثر له فيما نحن بصدده هنا.

ج ـ عن عمرو بن دينار: إن حسن بن محمد بن علي أخبره: أن أبا العاص بن الربيع، بن عبد العزى، بن عبد شمس، بن عبد مناف، وكان زوجاً لبنت خديجة، فجيء به للنبي(ص) في قُدٍّ، فحلته زينب بنت النبي(ص) الخ(71) فكأن هذا النص يريد أن يشير إلى أن المتحدث يرى: أنها كانت بنتاً لخديجة على الحقيقة.

وأما نسبتها إلى النبي(ص) في ذيل كلامه فلعله قد أراد به البنوة بالتربية، وتكون نسبتها إلى خديجة وحدها أولاً قرينة على ذلك.


الصفحة 80

الاشتباه في الإعراب:

قد ذكر الشيخ محمد حسن آل يس: أن بعض المصادر تقول: إن زينب قد ولدت للنبي(ص) وكان عمره ثلاثين سنة(72) وتزوجها أبو العاص قبل البعثة، وولدت له علياً – مات صغيراً – وأمامة، وأسلمت حين أسلمت أمها في أول البعثة.

قال: وذلك غير معقول: إذ لا يمكن لبنت في العاشرة أن تتزوج ويولد لها بنت، وتكبر تلك البنت حتى تسلم مع أمها في أول البعثة، هذا، وحيث لا تزال أمها في العاشرة من عمرها(73).


الصفحة 81

ونقول:

إن استنتاج هذا الباحث مرتكز على أن تكون عبارة: وأسلمت حين أسلمت أمها، يُقصد بها أمامة، وأمها زينب.

ولكن ذلك غير ظاهر، بل الصحيح هو أن الضمير يرجع إلى زينب وأمها خديجة، لأن الحديث هو عن زينب، وقد جاء ذكر أولادها، أعني علياً وأمامة عرضاً.


الصفحة 82