آية اللّه العظمى السيد علي الموسوي البهبهاني ـ قدس سره

ولادة و نسبة:

 ولـد فـي بهبهان عام 1302 او 1303 هـ في اسرة عرفت بالعلم والفضل والتقوى, وتخرج مـنها العديد من العلماء والفضلاء والمدرسين, منهم والده الجليل السيد محمد البهبهاني الذي كان من علماء مدينة بهبهان المعروفين .
 

دراسته و تدريسه:

ـ درس الـمـقـدمـات والسطوح على يد علماء مدينة بهبهان الكبار من امثال: الميرزا محمد حسن البهبهاني والشيخ عبد الرسول البهبهاني والسيد محمد ناظم البهبهاني .
ـ نتيجة لامتلاكه ذاكرة قوية, بحيث كان يحفظ اعقد المسائل, فقد اصبح مجتهدا متجزئا, ويعني ذلك ان له القدرة على استنباط بعض الاحكام الشرعية .
ـ فـي اواخـر عـام 1327 هـ هـاجـر الى النجف الاشرف لغرض اكمال دراسته, عند مـراجـعـهـا الـكـبـار من امثال : الاخوند الخراساني والسيد محمد كاظم اليزدي والسيد محمد الكوهكمري التبريزي, وبقي فيها ست سنوات .
ـ قبل بلوغه سن الرابعة والعشرين حاز على درجة الاجتهاد، وعاد الى محل ولادته (بهبهان ).
ـ مـنـذ وصـولـه الى بهبهان اخذ يشتغل بحلقات التدريس, ولشدة تواضعه في العلم وعدم تكبره بدأ بتدريس الكتب المبسطة في الحوزة .
ـ في عام 1329 هــ عاد مرة ثانية الى النجف الاشرف لغرض التدريس, وبقي هناك لمدة سنة, و بـسبب وضعه الصحي عاد الى بهبهان و ظل فيها مدة سبع سنوات, مشغولا بالتدريس واداء واجباته الدينية .
ـ فـي عـام 1338 هـ استدعاه استاذه المرحوم السيد محسن الكوهكمري الى النجف الاشرف لغرض التدريس, فذهب الى هناك للمرة الثالثة .
وبـسـبب مرض زوجته ومواجهته لبعض المشاكل, عاد الى ايران وذهب الى مدينة رامهرمز, و ذلك في عام 1339 هـ .
ـ فـي عـام 1362 هـ سافر الى العراق لغرض زيارة العتبات المقدسة, وخلال زيارته لمدينة كربلاء المقدسة طلب منه آية اللّه حسين القمي البقاء فيها لغرض التدريس, فاستجاب لطلبه وظل في كـربـلاء الـمقدسة مدة سنتين, ثم ذهب الى النجف الاشرف وبقي فيها مدة سنة وستة اشهر, يلقي دروسه في البحث الخارج .
ـ في عام 1365 هـ عاد الى مدينة رامهرمز في ايران, بناءً على طلب اهاليها واستجابة لاقتراح آيـة اللّه الـسيد ابي الحسن الاصفهاني ـ قدس سره الشريف ـ بالذهاب الى هناك, وبقي في المدينة مدة خمس سنوات .
ـ في عام 1370 هـ سافر الى الاهواز بناءً على طلب بعض الاطباء بسبب وضعه الصحي, فاقام فيها وأسّـس حوزة دراسية هناك بالاضافة الى انشغاله بتدوين علوم الفقه والاصول .
ـ بـعد ان اصبح معروفا في اوساط الحوزات العلمية قام بعض اهل العلم والفضل بدعوته الى مدينة اصفهان لتغيير مـحـل سـكـنـاه في (فصلي الربيع والصيف ), والعودة الى الاهواز في (فصلي الـخـريـف والشتاء), واستمر السيد البهبهاني على هذا البرنامج منذ سنة 1386 هـ, وفي فترة اقـامته في اصفهان كان يقيم صلاة الجماعة, ويجيب على اسئلة الناس ويحل مشكلاتهم, بالاضافة الى اشتغاله بالتدريس .
 

إجازته في الرواية:

منح السيد البهبهاني كثيرا من العلماء اجازة برواية الحديث, نذكر منهم :
(1) السيد محمد علي الروضاتي .
(2) السيد عباس الحسيني الكاشاني .
(3) السيد علي الشفيعي .
(4) الشيخ علي الدواني .
(5) الشيخ ابا الحسن الانصاري الدزفولي .
(6) السيد محمد رضا الشفيعي (المتوفى 1384 هـ ).
 

طلابه:

قـضى السيد البهبهاني اكثر من خمسين سنة من عمره بالتدريس بين بهبهان ورامهرمز و كربلاء المقدسة والنجف الاشرف والاهواز واصفهان, وفي هذه المناسبة سنذكر لكم بعضا من طلابه , اذ ان منهم :
(1) حجة الاسلام الشيخ يد اللّه پورهادي .
(2) حجة الاسلام الشيخ ناصر حمادي .
(3) آية اللّه السيد رضا السدهي .
(4) آية اللّه السيد فرج اللّه المصطفوي (صهره ).
(5) حجة الاسلام عبد الرسول البهبهاني (حفيده ).
(6) آية اللّه الشيخ محمد رضا الاصفهاني الحائري .
(7) السيد ابو تراب الدرجئي .
(8) السيد اسماعيل الهاشمي .
(9) الشيخ اسماعيل الكلباسي .
(10) الشيخ محمد حسن المظاهري .
 

صفاته و اخلاقه:

عرف سيدنا المترجم له باخلاقه الطيبة, فقد جمع الصفات الحميده التي تحلى بها الرسول (ص ) و الائمة الطاهرين (ع ), حتى اصبح كما قال الشاعر:
لساني عن احصاء فضلك قاصر ـــــ و فكري عن ادراك كنهك حائر.
و يمكن ايجاز صفاته بما يلي :
(1) تواضعه واحترامه لطلابه :
كـان الـسيد البهبهاني يحترم طلابه ويتواضع لهم , وخاصة الطلاب المبتدئين في دراسة العلوم الدينية, فقد كان يستمع الى استفساراتهم واشكالاتهم ويقوم بالاجابة عليها بكل رحابة صدر, وفي الـحالات التي يرى فيها ان الطلاب لم يستوعبوا المطالب بصورة صحيحة, فانه كان يقوم بتوضيح اشـكالاتها بشكل مبسط ومفهوم, ولا يقوم باضافة آرائه الشخصية على تلك الاشكالات, بل يكتفي بـشـرحـهـا بالشكل الذى يفهمه الطالب, ثم بعد ذلك يسكت ولا يتكلم الا عن علم وحكمة, معززا اقواله بالامثال والاخبار المعتبرة، وبشكل يمكن ان نقول عنه كما قيل: (خير الكلام ما قل ودل), وكان كثيرا التواضع للعلماء الكبار, ولا يجادلهم ولا يقوم بفرض رايه على احد منهم .
(2) زهده :
كانت حياته ـ رحمه اللّه ـ حياة بسيطة في جميع جوانبها من حيث المأكل والملبس والمسكن .
يـقـول الـسـيـد علي الشفيعي : كان السيد يعيش في منتهى البساطة, لا يهتم بالامور المادية, ومن الانـصاف ان نقول بان زهده وتقواه كان درسا كبيرا ومؤثرا لطلابه في جميع الجوانب المادية و المعنوية .
(3) عبادته :
بـالاضـافة الى مداومته على اقامة صلاة الجماعة في ثلاثة اوقات, كان يهتم بالعبادات المستحبة, مثل النوافل اليومية وصلاة الليل وقراة القرآن الكريم, ومن مميزاته الاخرى صبره و تحمله, و الـرضـى بـقضاء اللّه, والوقار والادب, واحترام العلماء الروحانيين وتوقيرهم, وعدم الاعتماد عـلى الحقوق الشرعية في سد احتياجاته المعاشية, وتعلقه الشديد باهل البيت (ع ), وبالخصوص ابي الاحرار وسيد الشهداء الامام ابي عبد اللّه الحسين (ع ).
 

موافقه السياسية:

الـموقف الاول : عندما قرر نظام الشاه اقامة انتخابات المجالس العامه والمحلية المخالفة للشريعة الاسلامية, عارض علماء الدين هذا المشروع واصدر بهذه المناسبة علماء مدينة قم المقدسة ـ ومن بـيـنهم الامام الخميني (رض ) ـ بيانات تستنكره, وقد اصدر السيد البهبهاني على اثر ذلك بيانا من جانبه, وذلك عندما كان يسكن في الاهواز, وعلى اثر تلك المواقف الشديدة من العلماء والمؤمنين, فـقـد اعرض نظام الشاه عن هذا المشروع بشكل مؤقت, والتزم الصمت ازاء ذلك, لكنه عاود بعد فـتـرة قـصيرة الهجوم على المدرسة الفيضية في قم المقدسة, فكانت حصيلتة الكثير من الشهداء و الـجـرحـى, فـقام السيد البهبهاني بشجب هذا الهجوم الجبان, وعلى اثر احداث المدرسة الفيضية انـدلـعت انتفاضة (15 خرداد) بقيادة الامام الخميني (رض ), وتم اعتقاله واخذه الى طهران, و بسبب اعتقال الامام اجتمع العلماء الروحانيون في مدينة طهران, وبعد ذلك وصل السيد البهبهاني الى العاصمة وقام بقيادة هذه المجموعة من العلماء, استعدادا لخوض الصراع مع النظام في سبيل اطلاق سراح الامام, وبعد ان وجد النظام بان السخط والرفض قد عم اوساط الجماهير المؤمنة, اضطر الى اطلاق سراحه .
الـمـوقـف الـثاني: اصداره بيانا بمناسبة العدوان الاسرائيلي على البلاد العربية (في حرب الايام الـسـتـة في حزيران عام 1967 م ), شجب فيه هذا العدوان واستنكر مساندة امريكا وبريطانيا لاسـرائيـل, وحرّم التعامل مع اسرائيل واليهود, وعلى اثر هذا البيان تم اعتقاله من قبل سلطات الشاه مما ادى الى حدوث اضطرابات في مدينة اصفهان, وعلى اثر ذلك تم اطلاق سراحه .
الموقف الثالث : عندما امتنع نظام الشاه عن طبع الرسالة العملية للامام الخميني (رض ) اجاز السيد البهبهاني طبعها تحت عنوان (جامع المسائل لاية اللّه البهبهاني ), ويعني ذلك: ان العنوان كان يحمل اسـم السيد البهبهاني والمحتوى يعود للامام, بعد ذلك اوصى السيد البهبهاني مقلديه باعطاء حقوقهم الشرعية الى الامام الخميني (رض ), وكان يقول لهم: السيد الخميني احوج مني لهذه الاموال .
 

خدماته:

قام السيد رحمه اللّه بمشاريع خيرية كثيرة نوجزها بما ياتي :
(1) بنى مدرسة للعلوم الدينية في الاهواز سميت بدار العلم, مجهزة بجميع الخدمات .
(2) قام ببناء وتعمير عدة مساجد وحسينيات في مدينة الاهواز.
(3) بنى اربعين مسجدا في محافظة كهكيلويه وبوير احمد.
(4) بنى مدرسة علمية في ياسوج والى جانبها مسجدا ودارا لسكن امام الجماعة .
(5) بـنـى كـثـيرا من المساكن لطلبة العلوم الدينية, بالاضافة الى المساكن التي بناها لمتضرري السيول والفيضانات في عام 1381 هـ .
(6) بنى مدرسة ابتدائية واخرى اعداديه للبنات في الاهواز.
(7) فتح مؤسسة للتبليغ والارشاد الاسلامي باسم مؤسسة آية اللّه البهبهاني .
(8) بنى مسجد الامام المهدي عجل اللّه تعالى فرجه الشريف في اصفهان .
(9) بنى مسجد الامام الرضا (ع ) في شيراز.
(10) بنى مسجدا في مدينة شاهين شهر, وآخر في كنكاور من توابع اصفهان .
(11) بنى مستوصفا خيريا مع مركز فحص بالاشعة .
(12) بنى مسجدا في قرية هاردنك من توابع لنجان .
(13) مساعدة متضرري السيول والفيضانات وبناء مساكن لهم في قرية اشن .
 

مؤلفاته:

(1) مـصـبـاح الهداية في اثبات الولاية (في شرح اربعين آية قرآنية بخصوص فضائل و مناقب اهل البيت (ع )).
(2) الاشتقاق (حول ما املاه علي (ع ) على ابي الاسود الدوئلي بخصوص قواعد النحو).
(3) القواعد الكلية (حول معضلات المسائل في الفقه والاصول, مطبوع في طهران ).
(4) اسـاس الـنـحو (حول بعض الاخطاء النحوية التي يقع فيها الطلاب, مطبوع في طهران عام 1385 هـ ).
(5) بـيـست پرسش وپاسخ آن (عشرون سؤالا مع اجوبتها باللغة الفارسية, مطبوع في قم عام 1390 هـ ).
(6) سى پرسش وپاسخ آن (ثلاثون سؤالا مع اجوبتها باللغة الفارسية حول المسائل الاعتقادية ).
(7) التوحيد الفائق في معرفة الخالق ( في اصول الدين, مطبوع في خرم آباد عام 1384 هـ ).
(8) حـاشية على العروة الوثقى (حاشية على رسالة عملية، طبعت في قم المقدسة عام 1390 ه ق ).
(9) حاشية على وسيلة النجاة (حاشية على رسالة عملية, مطبوع في طهران سنة 1394 ه ق ).
(10) جامع المسائل (رساله عملية ضخمة باللغة الفارسية تحتوي على سبعمئة مسالة, طبعت في قم المقدسة ).
(11) رسالة عملية اخرى, طبعت في طهران .
(12) حاشية توضيح المسائل (حاشية على رسالة عملية ).
(13) هداية الحاج (حول مناسك الحج باللغة الفارسية, طبعت الطبعة الخامسة في عام 1395هـ في اصفهان ).
(14) مـقـالات حـول مباحث الالفاظ (في علم اصول الفقه , طبع الجز الاول منها في طهران عام 1335 هـ ).
(15) تقريرات (كتبها حول دروس اساتذته ).
(16) چـهـل پـرسـش وپـاسـخ آن (اربـعون سؤالا مع اجوبتها باللغة الفارسية حول المعارف الاسلامية ).
بالاضافة الى الكتب التي قام بطبعها والعائدة الى علماء الشيعة الماضين رحمة اللّه عليهم اجمعين .

 

اقوال العلما فيه:

(1) قال فيه السيد علي شفيعي احد طلابه: (يعتبر السيد البهبهاني بحق من فقهاء الطراز الاول في وقـتـه, ومـن المراجع الذين جمعوا الشرائط وجمعوا علوم المنقول والمعقول, وقد اعترف له بذلك العلماء كافة, وان خبرته بعلوم اللغة, والصرف, والاشتقاق, والنحو, والبلاغة, والكلام, و التفسير, والفقه, والاصول, والحكمة, واسعة جدا, وان المؤلفات التي كتبها في هذه العلوم خير دليل على ما نقول ).
(2) وقال فيه العلامة السيد عباس الكاشاني: لقد كان السيد امة في رجل, فقد جسد معاني العبارة الاتية بكل ابعادها الحقيقية وهي (كان جامعا للمعقول والمنقول ).
 

اولاده:

له خمس ابناء وثلاث بنات, اما الابناء فهم :
(1) السيد مهدي .
(2) السيد رضا.
(3) حجة الاسلام السيد عبد اللّه .
(4) حجة الاسلام السيد جعفر.
(5) حجة الاسلام السيد محمد تقي .
 

وفاته:

انتقل رضوان اللّه تعالى عليه الى رحمة اللّه تعالى في تاريخ 18 / ذي القعدة / 1395 هـ ، وذلك في احدى مستشفيات مدينة الاهواز, على اثر مرض الم به و لم يمهله طويلا, و قد حضر تشييعه اكـثر من مئة الف مشيع من مختلف انحاء ايران وتم دفنه في مدرسته (دار العلم ) في الاهواز طبقا لوصيته رحمه اللّه تعالى .

مراجع وعلماء منتديات موقع الميزان العودة إلى الصفحة الرئيسية سجل الزوار