آية الله العظمى السيد حسين الطباطبائي البروجردي ( قدّس سرّه )
( 1292 هـ - 1380 هـ )

ولادته و نشأته :

وُلِدَ السيد البروجردي في مدينة بروجرد عام ( 1292 هـ ) ، في عائلة علمية متدينة ، وكان أبوه من كبار العلماء ، وأُمّه من أحفاد العلامة المجلسي .

دراسته :

درس المقدَّمات عند والده وعند العلماء الآخرين في مدينة بروجرد ، وفي عام ( 1310 هـ ) سافر إلى مدينة إصفهان لإكمال دراسته ، على أيدي أساتذتها البارزين آنذاك ، حيث قام بدراسة العلوم العقلية والنقلية .

وفي عام ( 1320 هـ ) سافر إلى مدينة النجف الأشرف ، لإكمال دراسته الحوزوية على يد مراجعها المعروفين آنذاك.

وفي عام ( 1328 هـ ) نالَ درجة الاجتهاد من علماء حوزة مدينة النجف الأشرف ، ثم عاد إلى بروجرد للتدريس .

أساتذته :

نذكر منهم ما يلي :
1 - الشيخ أبو المعالي الكلباسي .
2 - السيد محمد تقي المدرس .
3 - الشيخ محمد الكاشاني .
4 - السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي .
5 - الشيخ فتح الله الإصفهاني .
6 - الشيخ محمد كاظم الخراساني .
 

تدريسه :

بدأ السيد البروجردي بالتدريس منذ كان في مدينة إصفهان ، وبعد عودته إلى بروجرد من مدينة النجف الأشرف شرع بتدريس الفقه والأصول .

وبناءً على طلب علماء وأهالي مدينة قم المقدسة ، قَدِم إلى حوزة مدينة قم المقدسة ، وأخذ يلقي الدروس فيها ، بالإضافة إلى انشغاله بأمور المرجعية الدينية ، والدفاع عنها .

مكانته العلمية :

يقول الشهيد الشيخ المطهري : كان للسيد اطِّلاع واسع في تاريخ الفقه ، ونهج الفقهاء القدماء والمتأخرين ، وآرائهم ، بالإضافة إلى تخصّصه في علمي الحديث والرجال ، من أهل الفريقين الخاصة والعامة .

أما عن القرآن الكريم ، فقد كان شغوفاً به ، وبحفظه ، وتلاوته ، والعلم بتفاسيره وعلومه ، مُضافاً إلى ذلك إحاطتُه بدقائق التاريخ الإسلامي .

صفاته وأخلاقه :

كان السيد مخلِصاً في نيَّته لله تعالى ، متواضعاً لِطلاَّبه ، وأساتذته ، وأبنائه ، وأقربائه .

أما احترامه للعلماءالعظام الماضين والمعاصرين ، فقد كان بشكل يثير العجب والدهشة .

وكان يهتم اهتماماً بَالِغاً بالفقراء والمحتاجين بصورة عامة ، والمحتاجين من أقربائه بصورة خاصة ، حيث كان يتفقَّدهم بنفسه .

وأما عن اهتمامه بالوقت فقد كان شديد الحرص عليه ، لا يهدره في الأمور التي لا طائل فيها .

وكان بسيطاً في مأكله وملبسه قبل المرجعية وبعدها ، مهتما بأمور الدين وكل مَا لَه علاقة بنشر العلوم الدينية للعلماء الماضين .

وكان عزيز النفس ، لا يقبل هدايا الملوك وأصحاب المناصب ، ولا يقبل إطراء المدَّاحين والمتملِّقين ، لأنه يرى في ذلك تعارضاً مع إخلاص النية في العمل .

إيمانه بالوحدة الإسلامية :

من الأمور التي أعطاها السيد البروجردي الكثير من اهتمامه هي مسألة الوحدة بين فِرَق المسلمين ، ونتيجة لِسِعَة اطِّلاعه بتاريخ المسلمين فإنه كان يعلم بأن تلك التفرقة التي زُرِعت بين مذاهب المسلمين وفِرَقهم ، كانت من صُنع الحُكَّام الذين تسلَّطوا على رقاب المسلمين في السابق .

وقـد اقتفى الاستعمار الأجنبي أثر ذلك النهج في العصر الحاضر ، حيث قام بإشعال نار التفرقة والاختلاف بين صفوف المسلمين ، ليتسنَّى له حكمهم ، والسيطرة على ثرواتهم .

أمَّا المسألة الأخرى التي كان يعتقدها السيد البروجردي ، فهي عزل الشيعة عن بقية المذاهب الإسلامية ، مما حَدَا بطوائف المسلمين أن تجهل الشيء الكثير عن مذهب الشيعة ، وأفكارها ، ومعتقداتها .

ولهذا أكَّد على ضرورة التفاهم بين مذهب الشيعة والمذاهب الأربعة لأهل السُنَّة ، باعتبار أن الإسلام هو دين الوحدة .

هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإن أكثرية المسلمين هم من أهل السنة ، فلابُدَّ إذن من تعريف المذاهب الأخرى بمعتقدات الشيعة وأفكارها .

ومن محاسن الصدَف ، فإنَّ تشكيل مَجْمَع التقريب بين المذاهب الإسلامية كان قَبْل استلام السيد للمرجعية ببضع سنوات .

ونتيجةً لتظافر جهود العلماء من الفريقين ، تمَّ وضع حجر الزاوية للتعاون والتفاهم ، وتبادل وجهات النظر .

وهكذا استطاع السيد البروجردي بفضل هذه الرؤية الجديدة ، وبحسن التفاهم مع مُفتي بلاد مصر ، الشيخ محمود شلتوت ، من إصدار الفتوى التاريخية المعروفة ، التي اعتَبَرَتْ مذهب الشيعة من المذاهب الإسلامية الرسمية .

مشاريعه :

من مشاريعه الناجحة هي :

أولها : إرسال المبلِّغين إلى الخارج بعنوان ممثلين له ، لِغَرض القيام بدور التبليغ الإسلامي في دول العالم  .

وكان لهذا المشروع الناجح الأثر البالغ في التصدي لموجات التبشير المسيحي ، التي كانت تعمل ليل نهار على تحريف الفكر الإسلامي ، والثقافة الإسلامية لدى المسلمين .

ثانيها : قيامه بفتح المدارس الابتدائية والثانوية ، ووضعها تحت إشراف أساتذة متدينين ، لكي يقوموا بتخريج جيل مسلم مسلَّح بقواعد العلم ومقوِّمات الدين ، وقام بتمويل تلك المدارس من الأموال الشرعية التي كان يحصل عليها .

مواقفه :

تعرض السيد البروجردي في عام ( 1340 هـ ) للاعتقال بأمر رضا خان ، وبعد اعتقاله قام النظام بإبعاده إلى مدينة مشهد المقدسة ، وعند انتهاء مُدَّة الإبعاد عاد السيد إلى محل ولادته ، للقيام بأداء مهماته وواجباته .

وفي ( 1364 هـ ) وبِنَاء على طلب العلماء الأعلام في حوزة مدينة قم المقدسة غادر السيد إلى مدينة قم المقدسة ، وأقام فيها .

وحيث كانت الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة في المراحل الأولى من تشكيلها - بعد أن قام آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري بوضع هيكلها الأساسي - فقد أخذ رضا خان بالتحرك للقضاء على هذا الكيان الجديد ، قبل أن ينمو ويكبر .

ولكن بحمد الله فإن سقوط نظام رضا خان ، ومجيء ابنه - الذي كان ضعيفاً في السيطرة على مقاليد الأمور - أعطى الفرصة لمراجع الحوزة وعلمائها ، للسعي الحثيث لِحفظ هذا الكيان المقدس .

وذلك بالتضَامُن مع جهود السيد البروجردي ، الذي كان له دَور فعَّال في دفع ذلك الكيان إلى الأمام ، يوماً بعد يوم .

مؤلفاته :

نذكر منها ما يلي :
1 - تقريرات ثلاثة .
2 - جامع أحاديث الشيعة ، عشرون مجلد .
3 -تجريد أسانيد الكافي .
4 - تجريد أسانيد التهذيب .
5 - أسانيد كتاب من لا يحضره الفقيه .
6 - أسانيد رجال الكشي .
7 - أسانيد كتاب الاستبصار .
8 - أسانيد كتاب الخصال .
9 - أسانيد كتاب الأمالي .
10 - حاشية على كفاية الأصول .
11 - حاشية على العروة الوثقى .
12 - حاشية على نهاية الطوسي .
13 - أسانيد كتاب علل الشرائع .
14 - بيوت الشيعة .

وفاته :

لَبَّى ( قدس سره ) نداء ربه في الثالث عشر من شهر شوال ، في سنة ( 1380 هـ ) ، بعد عمر قَضاه في خدمة الشريعة والمذهب الحق .

وقد أعلن في ذلك اليوم الحداد العام ، فهبَّ الآلاف للمشاركة في مراسم تشييعه ودفنه .

وقد تم دفنه ( قدس سره ) في المسجد الأعظم ، المجاور لمرقد السيدة فاطمة المعصومة ( عليها السلام ) ، الواقع في مدينة قم المقدسة .

مراجع وعلماء منتديات موقع الميزان العودة إلى الصفحة الرئيسية سجل الزوار