آية الله الشيخ نصير الدين الطوسي ( قدس سره )
( 597 هـ - 672 هـ )

ولادته ونشأته :

ولد الشيخ محمّد بن محمّد بن الحسن الطوسي ـ المعروف بخواجة نصير الدين الطوسي ـ في الحادي عشر من جمادى الأوّل 597 هـ ، في بلاد فارس ، وتربَّى في حجر والده الذي كان من الفقهاء والمحدّثين المعروفين .

دراسته وأساتذته :

درس منذ صغره علوم اللغة من نحو وصرف وآداب ، بعد أن أكمل دراسة القرآن الكريم ، وبتوجيه من والده درس الرياضيات عند أستاذها محمّد كمال الدين المعروف بالحاسب .

وبعد ذلك درس الحديث والأخبار ، ثم درس الفقه والحديث عند أبيه ، وتوسّع فيهما ، كما أنّه أتقن خلال هذه الفترة علوم الرياضيات ( الحساب - الهندسة - الجبر ) وهو لا يزال في مطلع شبابه .

ثمّ عمل بوصية والده في مواصلة طلب العلم ، فهاجر إلى مدينة نيسابور ، التي كانت آنذاك مركزاً من المراكز العلمية .

ثم درس في نيسابور في حلقات علمائها ، مثل : سراج الدين القمري ، وقطب الدين السرخسي ، وفريد الدين الداماد ، وأبو السعادات الإصفهاني .

مكانته العلمية :

يمكننا الوقوف على مكانته من خلال ما قاله العلماء في ذلك ، ونذكر منهم :

قال العلاّمة الحلّي : كان نصير الدين الطوسي أفضل أهل زمانه في العلوم العقلية والنقلية ، وهو أستاذ البشر .

قال الصفدي : نصير الدين الطوسي من الرجال الذين لم يصل أحد إلى رتبتهم في المجسطي ( الفلك والرياضيات ) .

قال صاحب كتاب كشف الظنون : كان رأساً في علم الأوائل ، لاسيّما في الأرصاد والمجسطي .

قال صاحب كتاب مختصر الدول : كان حكيماً عظيم الشأن في جميع فنون الحكمة .

قال المستشرق الألماني كارل بروكلمان : نصير الدين الطوسي هو أشهر علماء القرن السابع الهجري ، وأشهر مؤلّفيه إطلاقاً .

إسلام ( ابن هولاكو ) على يده :

بعد الغزو المغولي الثاني لإيران بقيادة هولاكو ، تمَّ القضاء على دولة الإسماعيليين التي كان يعيش نصير الدين الطوسي في ظلّها .

فوقع الطوسي في قبضة هولاكو ، فلم يقتله لأنّه كان عارفاً بمكانته العلمية والفكرية ، فاستغلَّ نصير الدين الموقف ، وأخذ يعمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه من التراث الإسلامي المهدّد بالزوال .

فاستطاع نصير الدين الطوسي بحِنكته أن ينفذ خطّته بحزمٍ وتضحية وإصرار ، بحيث أنّ دولة المغول الوثنية الهمجية التي أقبلت بجيوشها الجرّارة للقضاء على الإسلام وحضارته ، انتهى أمرها بعد فترة من الزمن أن تعتنق الإسلام على يد ابن هولاكو ، وهو ( تكودار ) يعلن إسلامه وإسلام دولته المغولية معه ، وسمَّى اسمه بـ( أحمد تكودار ) .

مؤلفاته :

ألَّفَ نصير الدين الطوسي ما يقارب ( 184 ) كتاباً ، في مختلف العلوم ، ونذكر منها :

1 - ( تحرير إقليدس ) في علم الرياضيات .

2 - ( ديباجة الأخلاق الناصرية ) في علم الأخلاق .

3 - ( تفسير سورة الإخلاص والمعوّذتين ) في علم التفسير .

4 - ( واقعة بغداد ) في علم التاريخ .

5 - ( جواهر الفوائد ) في علم الفقه .

6 - ( الصبح الكاذب ) في علم الجغرافيا .

7 - ( تعليقة على قانون ابن سينا ) في علم الطب .

8 - ( آداب المتعلمين ) في علم التربية .

9 - ( أساس الاقتباس ) في علم المنطق .

10 - ( شرح الإشارات ) في علم الفلسفة والحكمة .

11 - ( تجريد الاعتقاد ) في علم الكلام .

وفاته :

توفّي الشيخ نصير الدين الطوسي ( قدس سره ) في مدينة بغداد ، وذلك في الثامن عشر من ذي الحجّة 672 هـ ، ودفن إلى جوار مرقد الإمام الكاظم ( عليه السلام ) حسب وصيته ( قدس سره ) .

مراجع وعلماء منتديات موقع الميزان العودة إلى الصفحة الرئيسية سجل الزوار