وقد أخذ علينا هذا المعترض:
أن عنوان الكتاب لا يتلاءم مع المعنون، لأن العنوان هو: «القول
الصائب في إثبات الربائب»
فالعنوان اثبات، ودلائل السيد ساقته إلى الشك»([1]).
ونجيب:
أولاً:
إن الشك في مثل هذه الأمور يساوق اليقين من حيث النتيجة، لأن تلك
الأدلة إن أوجبت الشك فستؤدي إلى عدم صحة نسبة البنات إلى رسول الله
«صلى الله عليه وآله» إلا على سبيل المجاز، والتوسع في الإطلاق.. كما
أنها ستمنع من ترتيب أي أثر من آثار البنوة الحقيقية عليهن.
ثانياً:
إن الأدلة التي أوردناها، وإن كان لسانها لسان إثبات كونهن ربائب، ونفي
بنوتهن الحقيقية.. لكن لا يجب أن يتوافق لسانها مع ما ستؤدي إليه، فإن
لليقين بمفاد الدليل عوامل ومؤثرات أخرى.. قد تتوفر وقد لا تتوفر.. فقد
يؤدي الدليل الذي لسانه لسان إثبات إلى الشك فيما كان اليقين متوفراً
فيه.
ثالثاً:
إن مضمون الدليل قد يكون مقطوعاً به، أو مظنوناً، أو مشكوكاً، أو
محتملاً، ولكن حجيته قطعية. فيصير مضمون الدليل مظنوناً في مرحلة
الثبوت، وهو قطعي الحجية في ناحية الإثبات.. ولا ضير في ذلك..
([1])
بنات النبي «صلى الله عليه وآله»
لا ربائبه ص 7.
|