وقال ذلك المعترض:
«فلقد تخرَّص صاحب السماحة، مع
إجلالي لمقامه العلمي، وقال غير الحق، ونطق بالباطل، فلست من أتباعه
إلا إذا كان محقاً، ولا من أتباع ذلك البعض، إلا في الحق أيضاً
الخ..»!([1]).
وقال:
«وبعد هذا لا يكاد ينقضي تعجبي من فرية السيد حفظه الله
علي، حيث قطع دون حجة باتباعي لبعضهم.
وأحسبه ربط دفاعي عن نسب السيدات
بما اتَّسق مع ما يراه ذلك البعض، ولا دليل في هذا على ذلك»([2]).
ونقول:
أولاً:
لا ندري بأي طرفي كلامه نأخذ.. فإن النص الأول يقول: إن
ما قلناه كان تخرصاً.. وهذا يعني أنه كان مجرد أمر توهمناه، فنسبناه
إليه دون حجة ودليل.. لكن النص الثاني يصرح بأنها كانت فرية عليه، وهذا
يعني أن ثمة تعمداً لاختلاق أمر مّا، ثم نسبته إلى شخص بعينه، مع علمنا
بكذب هذه النسبة، وبعدم واقعية هذا الأمر.. فأي هذين هو الصحيح؟!
ثانياً:
إن ما جعله سبباً للإفتراء عليه، ونسج ما علم كذبه
ونسبته إليه هو الربط بين دفاعه عن نسب السيدات، وما ظهر من موافقته
لما يراه البعض، وهذا إنما يصلح تعليلاً للتخرص، لا للإفتراء وتعمد
الكذب..
ثالثاً:
سيظهر أن ما نسبناه إليه من الإتباع للبعض ليس منشؤه
هذا الأمر، بل هو ناشئ من ملاحظة جملة أمور ظهرت في كتابه، تشير إلى
أنه منسجم في كثير من أفكاره مع ذلك البعض، ومتوافق معه.. وسيظهر ذلك
من كلامه في هذا الكتاب أيضاً، فلاحظ الفقرة التالية..
([1])
بنات النبي «صلى الله عليه وآله»
لا ربائبه ص 16.
([2])
بنات النبي «صلى الله عليه وآله»
لا ربائبه ص 19.
|