صفحة : 37  

يشبه البعض بالسيد الأمين:

والأغرب والأعجب من ذلك كله: أنه بعد أن صرح بأن ذلك البعض (الذي يحاول النأي بنفسه عن أن يكون من أتباعه)، «قد انحرف عن مدارنا في بعض ما يراه لأسباب يعود جلها لخذلان الله له»([1]).

ويعود فيعبر عن خشيته من أن يكون ذلك البعض «قد ابتلى بما ابتلى به سلفه العالم العامل العابد السيد محسن الأمين، حيث عارضه بعض متنطعي عصره وأغرى به الجهال والحشوية، وألَّب عليه العامة، فتصدى له شاعر صغير حقير بقوله:

يـا راكبـاً إما مـررت بجلق     فـابصق بوجـه أمينها المتزندق

وإني خشيت أن يكون هذا العثير من تلك العجاجة، لذلك همشت نفسي، كما همشتنى أقداري، فما شاركت إيجاباً ولا سلباً في هذه «الزوبعة»([2]).

فكيف جمع بين هذين القولين؟! وكيف يمكن ان نصدق ان هذا المعترض لا يسعى لتبرئة ذلك البعض من أمر هو نفسه يصرح بأنه خرج عن مدارنا (نحن الشيعة) فيه.

والأغرب من ذلك أن يتبع قوله الآنف الذكر بقوله: «مع علمي المسبق، وقناعاتي التي لا يشوبها ريب أن من اعتذر عنهم ذلك البعض، أو حاول جاهداً في توجيه جرائمهم بحق بضعة الرسول الخ..»([3]).

وقال: «وهؤلاء، إن اعتذر عنهم «الفلان»، أو برَّأ ساحتهم عن ضرب الصديقة «عليها السلام»، بم يعتذر عنهم في مسرحية قتل سعد بن عبادة؟! أو ما لفقوه الخ..»([4]).

فترى أنه يسجل عليه هذه المؤاخذات، ويصفه بما علمت، ثم يدعي: أن الزوبعة عليه قد تكون مثل الزوبعة التي أثيرت ضد السيد محسن الأمين!!


 

([1]) بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص 19.

([2]) بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص 20.

([3]) بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص 20.

([4]) بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص 21.

 
   
 
 

موقع الميزان