وقد تحدث المعترض أيضاً في النصوص التي تقدمت عن أن
صراعنا مع البعض قد تجاوز الحد، حتى انقلب إلى صراع على المصالح. بدليل
أن غضبنا العارم على ذلك البعض قد تجاوز حجمه الطبيعي، وتحول إلى عداء
شخصي..
ونقول:
أولاً:
إننا نطالب هذا المعترض بأن يتخذ موقفاً من مخالفات ذلك
البعض لا يتجاوز فيه الحد ـ بنظره ـ ليصبح صراعاً على المصالح..
ونطالبه بأن يبقي غضبه على ذلك البعض في حجمه الطبيعي، ولا يتحول إلى
عداء شخصي..
فلماذا لم يفعل ذلك؟! بل هو يصر على الوقوف على الحياد،
وان ينأى بنفسه عن هذا الصراع، ويصر أيضاً على أن يتأسى بذلك الأعرابي،
فيرفض التعرف على موضع الخلاف؟! ولماذا يطبق فمه ويلوذ بالصمت، لا
قادحاً ولا مادحاً على حد تعبيره؟!
ولماذا؟! ولماذا؟!
ثانياً:
من أين علم أن صراعنا مع ذلك البعض كان صراعاً على المصالح؟! وهو يقول:
إنه لا معرفة له بنا، ولا اطلاع له على أحوالنا.. فما هي شواهده على
قوله هذا؟! وكيف اكتشف أن الغضب تحول إلى عداء شخصي؟! فإن الذي نعرفه
هو: أن الله وحده هو العالم بما في الضمائر، وما تكنه السرائر.
ثالثاً:
إننا نطالب هذا المعترض بالشواهد التي دلته على غضبنا
العارم على ذلك البعض.. مع العلم بأننا لم نتعرض لشخصه بأي شتيمة، أو
إهانة؟! ولم نوجه إليه أية كلمة فيها تجريح، سوى ما يفرضه الأسلوب
العلمي من التخطئة أو التصويب.
رابعاً:
إن ما وصفنا به البعض في جميع ما كتبناه عن مقولاته، لا
يشبه في حدته وشدته ما وصفه به هذا المعترض، حيث قال عنه: «إن هذا
البعض إن كان قد انحرف في بعض ما يراه لأسباب يعود جلها لخذلان الله له
الخ..».
وهذه الكلمة تدل على انه يعرف عن ذلك البعض الشيء
الكثير، الذي يخوله أن يتحدث عن أسباب يعود جلها لخذلان الله له!!
وهذا..
ما لم نقله نحن، بل لم نقل ما يصل إلى أدنى مراتبه في سائر ما كتبناه
عن مقولات ذلك الرجل..
خامساً:
حبذا لو تكرم علينا هذا المعترض، وبين لنا حجم الغضب الطبيعي في
المسائل التي اعترضنا على ذلك البعض فيها.. سواء حدد ذلك بالوزن، أو
بالكيل، أو بالمساحة!!
كما أننا نأمل أن يبين الحد الذي إن تجاوزناه في
الصراع، يوجب انقلابه إلى صراع على المصالح..
ويا ليته يبين لنا حقيقة هذا الإنقلاب وماهيته أيضاً..
ولا نريد أن نقول أكثر من ذلك..
|