وقال المعترض:
«والقضية في جوهرها لا تستحق كل هذا التهويل».
ونقول:
أولاً:
إن ما صدر عن هذا المعترض نفسه في حق ذلك البعض لهو
أعظم بكثير مما صدر عنا، فنحن من جهتنا لم نزد على أن سجلنا مقولات ذلك
البعض.. وناقشناها بصورة علمية وموضوعية، ولم نشر إلى أي شيء يمثل
إهانة لشخصه، أو انتقاصاً من مقامه، إلا ما يقتضيه البحث العلمي، أو
عرض الوقائع التي جرت له مع العلماء ومع الناس كما هي، ومن دون زيادة
أو نقيصة..
وقد تغاضينا عن جميع شتائمه، ولم نجبه عليها، لا في
جريدة، ولا على شاشة تلفزيونية، ولا في إذاعة، ولا في محاضرة، ولا في
غير ذلك..
ولكن هذا المعترض نفسه الذي يقول
هنا:
«إن هذه القضية لا تستحق كل هذا التهويل» قد قفز قفزة
كبيرة وواسعة في توجيهه الضربة القاضية لذلك البعض: فهو يقول: «إن هذا
البعض، إن كان قد انحرف في بعض ما يراه لأسباب يعود جلها لخذلان الله
له الخ..
نعم، إنه يقول عنه هذا، رغم أنه يحاول تهوين القضية
فيقول: انه ما يزال يحمل جانباً مما نعتقد، ويصحح ما نصححه، ويرى ما
نراه. وظاهرته ليست الأولى من نوعها في تاريخنا.
فإذا كان يراه مستحقاً لخذلان الله، بل هو ـ عنده ـ
مخذول منه تعالى بالفعل، لاجل قضية هي بهذه المثابة من الصغر بنظره..
فماذا سيكون موقف هذا المعترض منه لو اقتنع بسائر مخالفاته التي ذكرنا
شطراً منها في كتابنا: «خلفيات كتاب مأسات الزهراء»؟! فهل يمكن أن
نتوقع أن يحكم عليه بالإلحاد والزندقة، أو ما هو فوق ذلك أيضاً؟!
ثانياً:
إن كان المعترض قد اطلع على جوهر القضية، ورأى أن ثمة
خلافاً لدى ذلك البعض، ولكنه لا يستحق كل هذا التهويل، فلماذا لم يتخذ
هو الموقف المناسب لحجم ذلك الخلل. وبقي ساكتاً إلى أن ثارت حفيظته،
حين اتهمناه باتباعه؟! ثم وصفنا بالتخرص، وبالإفتراء..و..؟!
وإن كان لا يرى وجود اي خلل لدى ذلك البعض، فلماذا لم
يهبَّ لنصرته. فإن نصرة المظلوم واجبة في الشرع الشريف؟!
ثالثاً:
إنه قد وصف ما واجَهْنا به ذلك البعض. بأنه تهويل، بل
هو بنظره تهويل غير عادي، كما ربما يدل عليه قوله: «كل هذا «التهويل».
ونقول:
إن ما فعلناه كان مجرد تسجيل لمقولات ذلك البعض، ثم
الرد عليها بصورة علمية وموضوعية، ولم نزد على ذلك شيئاً.. فهل النقاش
العلمي والموضوعي لمقولات شخص يعد تهويلاً، فضلاً عن أن يكون تهويلاً
غير عادي؟!
|