ذكر المعترض:
أنه لم يسمع زئيرنا وزمجرتنا ضد القائلين بوحدة الوجود،
ولكنه سمعها منا فيما يرتبط بمقولات البعض، فلماذا الضجة هنا، والهدوء
هناك؟! فهل إنكار مسلمة تاريخية أعظم، أو الشرك بالواحد الأحد؟!
ونقول:
أولاً:
إننا نعيد السؤال إلى نفس هذا المعترض، ونقول له:
لماذا سمعنا زئيره وزمجرته في مسألة تارخية ـ ليست هي
من المسلمات ـ وهي مسألة البنات والربائب، فتصدى للرد مباشرة، ثم ردَّ
على الرد، وقد جاء رده بما نشاهده من حدة وشدة.. ولا يتصدى بمثل ذلك أو
بما يقرب منه لمن يقول بوحدة الوجود، كما أنه لم يتصد لذلك البعض رغم
أن مقولاته المختلفة تمس الكثير من حقائق الدين، ومفردات الإيمان
والإسلام؟!
ونعيد له هنا نفس ما قاله لنا:
«فماذا فعل (هذا المعترض) الغضوب في الله، ليصد هذا
التيار الطاغي الذي غمر عقولاً كثيرة فمحقها»؟!
ثانياً:
قلنا أكثر من مرة: إننا لم نمارس الزمجرة ولا الزئير، ولا أي نوع من
أنواع الحدة والشدة، ولا أثرنا ضجة مع ذلك البعض، سوى أننا عرضنا
مقولاته، ثم رددنا عليها، فلماذا هذا التهويل والتضخيم للأمور؟!
ولكن البعض نفسه هو الذي أثار الضجة ضدنا، وزمجر وزأر،
ونحن لم نبادله الفعل بمثله. وتلك هي كتبنا، ومحاضراتنا تشهد على ما
نقول.. فلماذا يتهمنا هذا المعترض بما نحن منه براء؟! ولا يواجه ذلك
البعض بما هو فيه، ولا يذكِّره بما كان منه؟!
ثالثاً:
إن
مسألة وحدة الوجود ليست متداولة بين عامة الناس، ولعلها لا تخطر على
بال احد منهم، وهي لا تعنيهم في قليل ولا كثير. ولكن المسائل التي
يثيرها ذلك البعض هي من المفردات الإيمانية التي يعيشها كل مسلم،
ويتعامل بها، ويمارس حياته الدينية على أساسها ومن خلالها. فراجع
كتابنا «خلفيات كتاب مأساة الزهراء»،
لتجد صدق قولنا هذا، ولعل أغرب ما طرحه من مفردات عقائدية وإيمانية
تعرضت لتشكيكاته، أو لطعونه الهادفة إلى احداث الخلخلة والاهتزاز فيها
في ضمير الأمة ووجدانها ـ لعل الأغلب منها ـ كان من هذا القبيل.
رابعاً:
إن هذا البعض يسجل مرتين([1])
اعترافه: بأنه لم يقرأ جميع كتبنا ليتسنى له الجزم باننا لم نتعرض
لمسألة وحدة الوجود، ولكنه يورد اعتراضه علينا في هذا الخصوص بصورة
جازمة وقاطعة، فهو يقول:
فلم نسمع له في معارضتها صوتاً
واحداً، لا فيما قال ولا فيما كتب([2]).
وقال:
فكيف تغاضى عنها، وهو يعلم مناقضتها لمذهب أهل البيت الخ..([3]).
ثم يستنتج من هذه المقدمات ما يلي:
«..
هذا كله دار بخلدي، واعطف الزوبعة التي خرجت من قلم السيدين، وترسَّم
خطاهما الأتباع، فزادوا في الطنبور نغمة عليه: اوقفني على مثل العلم
بان وراء الاكمة ما وراءها. وان كلا منهما يغني على ليلاه، ثم لم ار
الأمر يعنيني بكثير أو قليل، ولم اشأ ان اكون امعة في كتابي عن سيدة
النساء»([4]).
ولا ندري من هم هؤلاء الأتباع لنا، الذين يتحدث هذا
المعترض عنهم، فإننا لم نرهم، ولم نعرفهم..
ونكاد نقول:
إننا لم نسمع بهم إلا من هذا المعترض..
خامساً:
بالنسبة لمحيي الدين ابن عربي، فقد صدر لنا مؤخراً كتاب حوله.. فيا ليت
هذا المعترض اطلع عليه قبل ان يسجل اعتراضه علينا، ولكان في غنى عن
قوله: «فكيف لم يشر ولو بكلمة نصح إلى اتباعه، ومعتنقي مذهبه»؟!.
سادساً:
لنفرض: أن السيدين (وهما: أنا وذلك البعض) قد ضلا طريقهما، فلماذا لا
يعمل هذا المعترض على هدايتهما؟! وإن كان أحدهما أخطأ أو ضل، فلماذا لا
يرشده إلى خطائه، ولا يهتم بإعادته إلى الصواب؟! ولماذا لا يسدي لهما،
أو لأحد منهما كلمة نصح؟! فلعل الله يهديهما، أو يهدي أحدهما على
يديه..
([1])
بنات النبي «صلى الله عليه وآله»
لا ربائبه ص 23 و24.
([2])
بنات النبي «صلى الله عليه وآله»
لا ربائبه ص 24.
([3])
بنات النبي «صلى الله عليه وآله»
لا ربائبه ص 24.
([4])
بنات النبي «صلى الله عليه وآله»
لا ربائبه ص 24.
|