قد ذكرنا:
أن هذا المعترض لم يعبأ في كتابه: فاطمة الزهراء، دراسة
في محاضرات، بكل ما يجري في الساحة، ولا اهتم بكل ما قاله علماء الأمة
ضد من شكك فيما ارتكبه الظالمون في حق الزهراء، وسعى إلى تبرئة
الظالمين من الاشتراك في دمها، ودم ولدها المحسن..
ولكنه في كتابه هذا علق على كلامنا
هذا بقوله:
«اقولها بصراحة: اللهم اني ابرأ
اليك ممن قال هذا، أو فعله، أو اعان عليه، أو سانده، أو نصره، أو رضي
عنه، أو سكت عنه»([1])..
ونقول:
أولاً:
إن هذا المعترض نفسه قد سكت عمن قال هذا وفعله، وهو هذا
الرجل الذي نشير إليه بكلمة «البعض» طيلة السنين الماضية، ولم يزل يؤكد
في نفس كتابه هذا على سلامة هذا الموقف، وعلى أنه كان حين يزور مدينة
قم يسمع جانباً من هذه الفتنة، فيطبق فمه، ويلوذ بالصمت، لا قادحاً ولا
مادحاً.. وعلى أن الدخول في المعمعة التي جرت بين العاملين، ليس فرضاً
على كل مسلم.
وقال أيضاً:
والحق أني لم أوله اهتماماً، لا فيما أقول، ولا فيما أكتب، لعلمي بأن
ثلاثة أرباع الصراع ـ أبيت اللعن ـ على حيس جندب.. ثم شبه المعترض ذلك
البعض بالسيد الأمين، فلذلك همش نفسه كما همشته أقداره، فما شارك لا
إيجاباً ولا سلباً..
مع علمه المسبق بأن من اعتذر عنهم، أو حاول جاهداً
توجيه جرائمهم بحق الزهراء «عليها السلام» هم شر خلق الله الخ..
إلى أن قال:
وهولاء إن اعتذر عنهم الفلان، أو برأ ساحتهم عن ضرب
الصديقة، بم يعتذر عنهم في مسرحية قتل سعد بن عبادة؟!
وقال:
ثم لم أر الأمر يعنيني بكثير أو
بقليل، ولم أشأ أن أكون «إمعة» في كتابي عن سيدة النساء «عليها
السلام»([2]).
فاذا كان هذا هو موقف المعترض، فما معنى أن يبرأ من
الساكت عن ذلك البعض.. اليس هو من الساكتين المتفاخرين بسكوتهم،، حسبما
اوضحته كلماته الآنفة الذكر؟!
([1])
بنات النبي «صلى الله عليه وآله»
لا ربائبه ص 25.
([2])
بنات النبي «صلى الله عليه وآله»
لا ربائبه ص18 ـ 24.
|